هذا الرجل من العلماء الثقات الخُلَّص :
-------------------------------------
إنَّه زميلي وبلدياتي العالم الكبير الأستاذ الدكتور محمد الأمين الخضري( المأمون\ كما كنا ندعوه ) الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف ، الذي لقي وجه ربه الكريم صباح اليوم .
----------------------------
كنا زميلين في معهد الأقصر الديني ، في المرحلةالإعدادية ، ثم في معهد قنا في المرحلة الثانوية .
كان يسبقني - في العمر- بسنوات خمس لكنا كنا صديقين ، وقد زرته في بلدته ( الرَّيايْنة ) وزارنا في ( جزيرة أرمنت ) مرات .
-------------------------
أتذكَّر أننا تزاملنا في أول زيارة لنا إلى القاهرة ، كنا مرشحين من معهد قنا للمشاركة في مسابقة الخطابة الثقافية التي تجرى على مستوى الجمهورية .
واستقبلنا في القاهرة زميلنا الذي سبقنا إلى الجامعة ( ابن القُرْنَه ) الأستاذ الدكتور عبده زايد ، الذي أبلى بلاء حسنا في تعريفنا بالقاهرة ( وتفسيحنا فيها ، وتزويرنا مسجدي السيدة زينب والحسين ، رضي الله عنهما )، كما استقبلنا في بيته اللواء مدير كلية الشرطة في ذلك الوقت ؛ لأن ابنه المهندس كان زميلا لأخينا ( عبده زايد ) في العمل الذي التحق به في القاهرة ليكفي نفسه به .
--------------------------------
كان ( المأمون ) عصاميا جادا ، علَّم نفسه بنفسه ، وكان شاعرا ، وخطيبا بليغا مؤثرا ، وكان نابها عبقريا .
كان والدي ( رحمه الله وغفر له ) يحبه ويأنس إليه ، ويعجبه فيه استقامته ورفيع خلقه .
------------------------------------
التحق المأمون بكلية اللغة العربية \ جامعة الأزهر ، مع عبده زايد ، وانتقلتُ أنا من جامعة الأزهر إلى دار العلوم \ جامعة القاهرة ، وكنت استقبلهما في دار العلوم ، وأحيانا أستقبل الشيخ أحمد الطيب ( فضيلة الإمام الأكبر اليوم) وأستعير له الكتب من مكتبة دار العلوم ، وقد كان يسبقنا الشيخ أحمد بسنوات وسنوات .
---------------------------------
لقد كان الأخ الأستاذ الدكتور محمد الأمين الخضري ( المأمون ) عالما كبيرا ، أعطى حياته كلها للعلم والبحث ؛ وخدمة لغة القرآن الكريم ، وتيسيرها للناس .
كان - رحمه الله وغفر له وأنزله منازل الصديقين الأبرار - من العلماء الثُّبَّت الراسخين في العلم ، الزاهدين في الجري وراء الكراسي والمناصب ، وقد ترك مؤلفات نفيسة أثْرى بها المكتبة ، وانتفع بها طلاب العلم والباحثون والعلماء .
-----------------------------------
اللهم عافه واعف عنه ، واجمعنا به في مستقر الرحمة ودار الكرامة .وأحسن عزاء أسرته الكريمة ، وأفرغ عليهم صبرا جميلا .
----------------------------