ثم إنّ مايجب عليك فعله أيها الصديق البشري أن تراجع تصرفاتك بين الحين والآخر أن تتفقد طيبها بمزيد من الدراية والرعاية وأن تجتث خبيثها بيد الإصلاح والدعاء..عليك أن تراجع أنفاسك أقوالك أفعالك وكل منهاجك الذي رضيته أنت لنفسك .
عليك أيها الصديق البشري أن.تُراجع خطواتك فترقب آثارها وماخلفته وراءها وأن ترقب ثقلها على الأرض و ضجيها في مسامع الآخرين
عليك أن تتوجه بتصرفاتك نحو مراتب الكمال.
طوّر أخلاق نفسك وخذ بيدها إلى منابع النبوة الشريفة ستجد فيها كل مايروي أي جدب في ترب خلقك ..
ولو اتخذت من خلق النبي الكريم مثلاً أعلى لك واستشعرت مكارم أخلاقه في كل لحظة من لحظاتك
واقتديت بها مقتفيا كل آثارها..
حينها فقط ستحلق في رحب الخلق القويم .وحينها فقط ستغدو محببا لدى الجميع.
ولعل من أفضل مايعينك على الارتقاء بخلقك نحو الجمال المنشود لها هو أن تتذكر دائماً أنك تتعامل مع بشري مثلك يملك من الإحساس مثل الذي تملك .يتألم مثلك ويسعد مثلك وتعتريه المحن وتحوطه المنهكات مثلك تماماً .فلا تحمل أحد تبعات مشاكلك وضغوطك وماتكدس حولك من متاعب فلكل بشري مثلك حظه من البلايا والمحن
صُن لسانك.وراقب نفسك واستحضر نية طيبة موجهة لله مخلصة له مقتدية برسوله .
خلّص نفسك من سيء الأخلاق ،فلا أحد يستطيع تخليصها إلا أنت .وتذكر أن عليك أن تنجو بنفسك ولا يكون ذلك إلا بطهرها وصفاءها وجميل فعلها..
فالحياة في انطواء والدنيا في انقضاء ولم يبق من العمر إلا صُبابة يسيرة يتصابها أحدنا يبتغي البركة فيها بصالح العمل.. والسعيد من اتعظ بغيره وكفى بالموت واعظا فينا .ودمت بخير أيها الصديق البشري
واقبل مني حبي ودعائي