د. غازي حسين


ترامب رجل متهور مزاجي عنصري ومسيحي متصهين يعادي العرب والمسلمين ولا يفهم حتى العالم الأوروبي وليس لديه خبرة سياسية إلاَّ في مجال الصفقات التجارية. ويعتمد على الدين والقومية والعنصرية والهيمنة الامريكية والكذب والضغط والابتزاز واليهودية العالمية في صناعة قراراته.
لقد تغيّر العالم ولكن أمريكا والإمبريالية الأمريكية لم تتغير بل إزدادت تغولا ووحشية، وهي ليست سيدة العالم كما صورها المحافظون الجدد ويهود الإدارات الأمريكية وإنما عدوة جميع الشعوب والامم في العالم. ويؤمن المتصهين ترامب أن مشكلة العالم هي في التطرف الإسلامي وأن القضاء عليه سيقضي على الإرهاب العالمي ويجعل منه بطلاً في أمريكا ويقوي نفوذها لذلك قرر إعتماد محاربة الاسلام في حملته الانتخابية القادمة. و ويعتقد انه يمكنه هو واليهودية العالمية وإسرائيل من الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وعلى النفط والغاز فيها والتحكم بها وبشعوبها والحروب والفتن والفوضى فيهالأجيال قادمة.
أثار تفكيره السطحي والمتبني للأفكار اليهودية والمسيحية الصهيونية واليمين الأمريكي وتخبطه في سياساته الداخلية والخارجية غضب اوساط واسعة من الشعب الأمريكي والشعوب والدول الأوروبية وبقية شعوب العالم.
ويتصف حلفاء ترامب من الأمراء والملوك العرب بأنهم أكثر جهلاً من ترامب. ويعتقدون أنهم يستطيعون الاستمرار في حكم شعوبهم بدعم ترامب وبالإرهاب والاستبدادوالسجون ونشر الطائفية وشراء الضمائر ونشر الفساد وأنهم قادرون على سحق تحركات شعوبهم المقاومة والتآمر مع ترامب والتحالف مع نتنياهو اللذان سيفشلان في مساعدتهم في الاحتفاظ بعروشهم وحمايتهم من شعوبهم التي تعاني من الفتن والحروب التي أشعلوها في سورية وليبيا والعراق واليمن والإرهاب الوهابي التكفيري الذي نشروه في بلدان العالم كافة.
طالب الفاشي والكذاب نتنياهو أن تعترف قيادة منظمة التحرير بيهودية الدولة وتتولى إسرائيل مسؤولية الأمن في كل فلسطين حتى مرتفعات السلط في الحل النهائي أي موافقة القيادة والشعب الفلسطيني على تهويد فلسطين بما فيها القدس وعلى الاستعمار الاستيطاني اليهودي فيها الى أبد الآبدين.
وتبنى ترامب موقف نتنياهو بتمرير الحل الصهيوني لقضية فلسطين بمساعدة آل سعود وثاني ونهيان وأنظمة اتفاقات الإذعان في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة، ويعمل ترامب جنباً إلى جنب مع الاستعماري والكذاب نتنياهو لإنهاء المقولات التي سوّقها حزب العمل كمقولة الأرض مقابل السلام ورؤية الدولتين . ويعمل على تعزيز يهودية الدولةوضم القدس والجولان وسيطرة إسرائيل الأمنية حتى نهر الأردن وضم الغور لدولة الاحتلال من خلال الدخول في المفاوضات الكارثية بمساعدة المتهود ترامب والرباعيتين العربية والدولية وأموال دول النفط الخليجية وانظمة إتفاقات الاذعان لتوطين ونظمة إتفاقات الاذلتوطين اللاجئين الفلسطينيين والقضاء على حق العودة وعروبة فلسطين وهرولة النظام العربي للتطبيع والتحالف مع اسراءيل.
وينطلق ترامب من المسيحية الصهيونية والعنصرية الأمريكية ومواقف صهرى التوراتي والتلمودي كوشنر وابنته وادارته اليهودية، والذي وصل به إلى حد التماهي مع إسرائيل. وتعهد ترامب في خطاب تنصيبه بتاريخ 20/1/2017 بأن رؤية أمريكا فقط ستحكم جميع قرارات الولايات المتحدة ويتطابق خطابه إلى حد التهور والتهوُّد والصهينة مع مخططات إسرائيل ككيان استعماري وعنصري وإرهابي ومعادي للعرب والمسلمين ومتابعة الحرب الصليبية العالمية التي أشعلها مجرم الحرب بوش الابن. وتصب قرارات إدارة ترامب اليهودية في مصلحة العدو الإسرائيلي وضد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وسورية ولبنان وجميع الشعوب العربية والاسلامية. وطالب السعودية وبقية دول الخليج بمشاركتهم بأموال النفط والغاز وبأثر رجعي تصل إلى ربع عائداتهم مقابل الحماية لأنظمتهم الاستبدادية المعادية لشعوبهم وأمتهم ولحقوق الشعب الفلسطيني وأذعنت السعودية وبقية دول الخليج لابتزاز ترامب وسوف يستمرون بالدفع وتأييد الاستراتيجيات الامريكية وصفقة القرن حتى الإفلاس وتنظيف خزائن المال في بلدانهم.
استغل العدو الإسرائيلي مجيء ترامب وأقر مشاريع استيطانية جديدة تتضمن تشييد آلاف الوحدات السكنية والتوسع في هدم منازل الفلسطينيين ومتابعة تهويد القدس العربية المحتلة والمسجد الأقصى المبارك وأقر الكنيست قانون الدولة القومية الاسوأ من قوانين نورنبيرغ النازية وضم القدس والجولان.
ولخصت رئيسة نادي الصحافة الأمريكية في البيت الأبيض هيلين توماس النفوذ اليهودي على صنع القرارات الأمريكية قائلة: «اليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الأبيض. والإسرائيليون يحتلون فلسطين. هذه ليست بلادهم. قولوا لهم ارجعوا لبلادكم واتركوا فلسطين لأهلها».
وقالت إنني أرى بوادر حرب عالمية ثالثة طبخت في مطبخ تل أبيب ووكالة المخابرات المركزية.
وعندما قال بوش الابن أنه يحارب في العراق من أجل الله والصليب رفضت هيلين توماس مرافقته وقالت إنها حرب الشيطان وليست حرب الله، فماذا تقول لو أنها لا تزال على قيد الحياة عن ترامب الذي يشحن حتى حكام السعودية وبقية دول الخليج لشن الحرب على إيران وتهويد القدس والجولان وضم المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية؟
تعمل الإدارات الأمريكية وبقية الدول الغربية والصهيونية العالمية على تفتيت البلدان العربية والإسلامية وتتصرف بروح تقرير كامبل وسايكس بيكو 1 ومشروع الشرق الأوسط الجديد لإقامة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات. وهم وأتباعهم في الخليج لا يحاربون الإرهاب بل خلقوا القاعدة وطالبان وداعش والنصرة والمجموعات الوهابية والتكفيرية الأخرى لإعادة تفتيت وتقسيم وتوزيع جديد لمناطق النفوذ في بلدان الشرق الأوسط تحقيقاً للاستراتيجيات الامريكية والاسرائيلية لقاء الحماية.
وجاء ترامب وصوّر أن أمريكا مهددة من الداخل والخارج وأن الطبقة الحاكمة (السابقة) كانت تحمي نفسها بدلاً من أن تحمي حدودنا من الدول الأخرى.
وزاد ترامب من العنصرية في المجتمع الأمريكي ومن انقسام الأمة الأمريكية. فالأمريكيون مختلفون بشأن جميع القضايا الأساسية بدءاً من الهجرة والإرهاب إلى تغيير المناخ وانسحاب ترامب من اتفاقية باريس حول المناخ والملف النووي الايراني . و نقل الاهوج والخطير والحقيرترامب السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لترسيخها بشطريها المحتلين عاصمة موحدة للعدو الإسرائيلي وعاصمة لجميع اليهود في العالم تمهيداً لتهويد المسجد الأقصى المبارك بتدميره وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه وفرض سيطرة إسرائيل على بلدان الشرق الأوسط كمقدمة لهيمنة اليهودية المطلقة على العالم.
ونجح ترامب بالحصول على موافقة المتأمرك والمتصهين ومجرم الحرب (في اليمن) محمد بن سلمان على مبادرته صفقة القرن لتصفية قضية فلسطين وللتطبيع مع إسرائيل والتنسيق السياسي والأمني وإقامة العلاقات التجارية والتحالف معها.
وأعلن ترامب أن العلاقات مع إسرائيل قبِل ترامب شيء وبعد ترامب شيء آخر مجسداً انحيازه المطلق للعدو الإسرائيلي بدعم مطلق من السعودية.
وأحاط ترامب نفسه بطاقم يهودي من غلاة اليهود المتشددين. وعين صهره اليهودي المتطرف جاريد كوشنير المشرف على ملف المفاوضات الفلسطينية واصفاً إياه بصانع السلام المحتمل. ويعمل ترامب على تأجيج الحروب في الشرق الأوسط وزعم أن إيران تلعب بالنار وأكبر راعية للإرهاب في العالم. ويعمل على تحشييد السعودية ودول الخليج على إيران. وتعتبر أوروبا أن ترامب خطراً عليها وهو يريد أن يورط أوروبا في حروب جديدة. وتتطابق مواقفه من فلسطين وإيران مع الموقف الإسرائيلي. اسرائيل ونتنياهويخطط والشيطان الاكبرترامب ينفذ. وحقق نتنياهو مع ترامب زيادة العقوبات وتشديد الحصار على إيران وإححتمال مواجهتها عسكرياً وصولاً إلى إشعال الحرب العدوانية لتغيير قيادتها التي لا تروق إلى ترامب وإدارته والتي تدعم تحرير القدس وبقية فلسطين بالمقاومة المسلحة. ونجح ترامب في وضع العالم على أبواب أزمة عالمية ربما ستتحول إلى الحرب العالمية الثالثة لتحقيق الاستراتيجية الأمريكية الشاملة في العالم وتحقيق الاستراتيجية الإسرائيلية وأهداف المسيحية الصهيونية التي تؤمن بخرافة هيرمجدون وسيطرة اليهود على العالم والتي ستقود في حال نشوبها الى زوال الامبراطورية الامريكية.
فهل سيشعل الرئيس الأمريكي المجنون ترامب الحرب العدوانية على إيران تلبية لإسرائيل والسعودية ولتحقيق مصالح الإمبريالية الأمريكية في البلدان العربية والإسلامية والعالم أجمع وتصفية قضية فلسطين والقضاء على العرب في العصر الحديث ومحاربة الاسلام وإشعال الححرب العالمية الثالثة وتحقيق بروتوكولات حكماء صهيون؟ لا استبعد ذلك فترامب أكثرتوحشا وجنونا وانحيازا لليهودية العالمية أكثر من هتلر.
أم ان ترامب يستغل الحروب الاقتصادية والسياسية والدبلوماسيةوالاعلامية والتحالفات مع دول الخليج من اجل المزيد من الضغط والابتزازلتحقيق سياساته العدوانية المخالفة للقانون الدولي العام والانساني وجميع العهود والمواثيق والقرارات الدولية .