دمث، مثقف زيادة، متكلم، يتصدى للمساعدة، أنيق المظهر، اجتماعي، اسلوبه الأملس ملفت للانتباه. ذو موقع متقدم في عمله أو بلده. لكن لسبب ما لا تشعر بالراحة أو الطمأنينة لدى الاقتراب أكثر منه. إن تكلم في اي موضوع فكلامه سرد صرف للكتب الكثيرة المقررة التي قرأها تشعر لدى سماعها و كأنك أمام آلة تسجيل خالية من العاطفة لا تتناسب مع ظاهر اللطف و التعاطف الذي يوحي لك به. وإن توهمت بعد أن تصدى لمساعدتك في قضايا صغيرة انه مخلص و سيساعدك إن استطاع في الأمور الأكبر عندما تكون بأمس الحاجة إليه فستكون صدمتك فيه عميقة. والأخطر من ذلك: إذا كانت الأوامر التي يتلقاها من زعيمه المجهول الذي لا يعلم هويته أحد تتعارض مطلقا مع الأخلاق أو الدين الذي ينتمي إليه أيا كان فسيفاجئك بتنفيذ أمر الزعيم المجهول و تغليبه على أقل درجات الأخلاق و على الدين الذي ينتمي ظاهرا إليه أيا كان. إن كان حاكماَ في دولة فمهمته الأساسية التجسس على الدول الجارة وربما الشقيقة و إفشاء اسرارها للدول المعادية، و إن تقلد أي منصب فمهمته الرئيسية تنفيذ أهداف التنظيم الغامض التخريبية حسب ترتيبه فيه مهما تعارضت مع مفاهيم و أخلاق المنصب الذي يتقلده. إيمانه بالله إيمان شيطاني يذكر بالآية الكريمة *قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين*. إنه البنّاء الحر و إنهم البنّاؤون الأحرار. قهرهم و تسخيرهم من قبل الله في خدمة سيدنا سليمان في البناء لم ينف عنهم صفة الشيطانية (من الشطن أي الخروج عن المجال الإلهي)، ليسوا من شياطين الجن بل من شياطين الإنس، سموا انفسهم أحراراً ليس من الحرية فهم عبيد للزعيم الغامض بل ليميزوا أنفسهم عن أولئك الآخرين المقيدين المقرنين في الأصفاد. المكر و ليس الذكاء سمتهم، يستثنى من ذلك العرب منهم فهم حمقى بامتياز، محياهم عبودية صرفة للشر و مماتهم فاضح لهم و لأعمالهم، و لمن يتوهم انهم ربما كانوا على شيء من الإيمان الخاص الجواب في الآية الكريمة *قل هذه سبيلي(يعني على المكشوف) أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني*. جنبنا الله و إياكم المحافل و أهلها.
مراد مخمد الخاني