#الفساد_و_البانزين

بطبيعتنا كشعب عاطفي ننساق خلف الشعارات والكلام المعسول و قد تميزنا دائماً بسرعة النسيان الهائلة ، وجد الفاسدون الأرضية الخصبة لنفث سمومهم واشغالنا بقضايا جانبية حسب ماخططوا مدركين تماما أننا لن نستطيع فصل العاطفة عن العقل والتفكير بهدوء ، وكان آخرها قضية أزمة البانزين التي تفاقمت وشكلت الشغل الشاغل لكامل أطياف الشعب ..حتى وسائل الإعلام صدقت و نشت مع الشعب كالقطيع بمقولة : أن هناك أزمة بانزين خانقة.

بقليل من العقلانية نصل الى حقيقة أنه لايوجد اي نقص في مادة البانزين .
ما حدث هو جوع حيتان المال وشراهتهم للمزيد و هذه المرة "قانونياً"

الجميع يعلم أن شركة تكامل المانحة للبطاقات الذكية ليست جمعية خيرية بل شركة خاصة هدفها الأول هوالربح.

عل ى ما يبدو أن نفوذ أصحاب هذه الشركة كبير جدا وخصوصا في وزارة النفط لذلك تمت تلك الأزمة المفتعلة من قبل الوزارة نفسها .

نحن لانتهم احداً ، ولكن سنتكلم بلغة الواقع أو ماهو اقرب الى الواقع و لأصحاب الشأن الحق في تفنيد الكلام والرد الرسمي عليه.

المعلوم أن شركة تكامل تأخذ من وزارة النفط عن كل عملية تعبئة مبلغ معين من المال ولنفترض جدلا أنه10ليرات سورية.
ولما كانت الكمية المخصصة شهريا للسيارات بشكل عام هي 200ليتر شهريا وكان باستطاعتك أن تعبئ 40 ليتر كحد اقصى كل يومين ..بمعنى انك تستطيع استهلاك مخصصاتك شهريا خلال 5استخدامات البطاقة اي تحصل شركة تكامل على مبلغ 50ليرة .

بينما في القرارالجديد هو 20 ليتر كل 48 ساعة اي انك ستستخدم البطاقة 10مرات في الشهر كحد ادنى وهذا يعطي شركة تكامل مبلغ 100ليرة سورية أي ضعف المبلغ السابق ولنفس الكمية.

وهنا يكمن الفساد الأخلاقي الوقح قبل الفساد المالي وعلى حساب الشعب واذلاله دون أي وازع من ضمير أو اخلاق.

وبرأيي هذه هي حقيقة مايجري وهي الأقرب إلى الواقع وكل التصريحات واللقاءات هي عبارة عن فقاعات من الصابون لإعماءالعيون وإلهاء العقول.
فكل القضية هي " مافيات شبه حكومية " يحميها القانون .

#الصفحة_المركزية