رشة مازهر...

حاول كثير من المستشرقين الأجانب الكتابة عن الحياة اليومية بدمشق، فوجدوا ان هناك عدة عبارات يستحيل ترجمتها الى اَي لغة اخرى، لعل أشهرها كلمة "نعيماً" والجواب التلقائي عليها: "الله ينعم عليك."

ومن هذه العبارات الفريدة، عبارة: "صحة" وجوابها: "على قلبك."

عند الابحار في هذه العبارات، الموجودة بكثرة حتى اليوم، نجد ان هناك عرفاً لغوياً في دمشق، غير مكتوب، تم توارثه جيلاً بعد جيل، لا يمكن ترجمته الى الإنكليزي او الفرنسي.

دعونا نستذكرها ونعلمها للأجيال القادمة.

"الله يعوض عليك:" عبارة يقولها البائع الى الشاري عندما يقبض منه مبلغ من المال.

"الله يجبر عنك:" عبارة يقولها الشاري الى البائع عندما يقرر ان لا يشتري غرضاً كان قد فاصل عليه طويلاً.

"هنيئاً:" عبارة تقال عندما يشرب احداً ماء أمامك، يكون جوابها: "الله يهنيك."

وهناك من يقول: "من زمزم" ويكون الجواب: "جمعاً."

"شوفيتم" نقولها لشخص عند خروجه من الحمام (التواليت)، والجواب المتعارف عليه هو عبارة: "عوفيتم!"

"يكفيك شرها"...عبارة تقال لرجل اشعل سيكارته أمام شخص غير مدخن، ويكون جوابها: "ما تذوق حرقها."

"من أيد ما نعدمها"، تستخدم عندما يقدم لك شخص فنجان قهوة او كوب شاي.

"انشاء الله ما منحترمك"، تقال تحبباً لرجل كبير بالسن، وهي تحريف لعبارة: "لا نتحرم منك."

"ما تصغر": يقولها الدمشقيون بكثرة عند طلبهم لشيء من احد، يستوجب قيامهم باي مجهود، ومعناها "أن لا نصغر من شانك بهذا الطلب."

"تهريه بعرق العافية" تقال لشخص يلبس قميص جديد او بنطال جديد.

"مطرح ما يسري يمري" عند مشاهدة شخص يتلذذ بطعام ما...

"أصبحنا وأصبح الملك لله" عبارة نسمعها بكثرة من التجار وأصحاب المحلات عن استفتتاحهم بالعمل، ومعها عبارة "يا فتاح يا عليم...يا رزاق يا كريم.

"بيعة مسا" تقال لصاحب متجر عند الدخول عليه قبل ان يغلق، وفيها طلب مبطن لتخفيض السعر قبل الرحيل.

كما أن الدمشقيين يحلقون بصباهم، وبغربة أولادهم: "بشبابي، بصحتي، بغربة ابني احمد..."

ويحبون ادخال عبارات وصل على جملهم، لا معنى لها بالمطلق، مثل: "يا سيدي ما انت" او "بقى سيدي." جوابها المتعارف عليه: "سيدي وسيدك الله."

كما يدعون للكبير بالحج: بحجتك..
والشاب بزواجه: بعرسك...

وعندما يقدم لك شخص فنجان شاي، بدلاً عنه، عليك ان تقول: "بايدك."

وشوشات شامي عتيق