فروق بسيطة بين الرياء والصدق...
د. ريمه الخاني

مفاهيم تدور حولنا فلا نعرف تحديد الفرق بينها بدقة وهي:
تأكيد الذات
العلو في الأرض
ترك أثر وبصمة
حب السيطرة
الزحف لنيل شهرة.....
نبدأ بتوضيح كل مفهوم على حدا :
1- تأكيد الذات:
تأكيد الذات
تعريف تأكيد الذات:
- هو قدرة الشخص على التعبير الملائم عن أي انفعال، أكان بالاتجاه الايجابي ( الاستحسان والتقبل وحب الاستطلاع والاهتمام والحب ..الخ) أو السلبي (الرفض، عدم القبول ) .
- هو القدرة على أن نفتح للآخرين أنفسنا ومشاعرنا دون خوف من تطلع الاخرين على مشاعرنا.
- هو نوع من العلاج السلوكي المعرفي يستعيد فيه الشخص السوي قبل المريض نفسيا ثقته بنفسه مع قدرته على مواجهة الإحباطات المختلفة في شتى مجالات الحياة مثل الدراسة والحب والزواج والجنس والعمل وتربية النشء ، بل وفي نطاق العلاقات الشخصية والاجتماعية وعلى كل المستويات.[1]
العلو في الأرض:
قال ابن تيمية رحمه الله: إن الناس أربعة أقسام:
القسم الأول: يريدون العلو على الناس، والفساد في الأرض وهو معصية الله، وهؤلاء الملوك والرؤساء المفسدون، كفرعون وحزبه، وهؤلاء هم شرار الخلق، قال الله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (القصص: 4).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِي، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ"، قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ "إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ" (مسلم: باب: تحريم الكبر- 275)، فبطر الحق دفعه وجحده. وغمط الناس احتقارهم وازدراؤهم، وهذا حال من يريد العلو والفساد.
والقسم الثاني: الذين يريدون الفساد، بلا علو، كالسراق والمجرمين من سفلة الناس.
والقسم الثالث: يريدون العلو بلا فساد، كالذين عندهم دين يريدون أن يعلوا به على غيرهم من الناس.
وأما القسم الرابع: فهم أهل الجنة، الذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادا، مع أنهم قد يكونون أعلى من غيرهم، كما قال الله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 139)، وقال تعالى: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) (محمد: 35)، وقال: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون: 8).[2]
الرغبة في الشهرة:
يقول الأستاذ إبراهيم محمد باداوود:
للشهرةِ بريقٌ ولمعانٌ يسطعُ أمام ضعاف النّفوس، فيستولي عليهم، ولا يتمكَّن من تجاهله، والتغاضي عنه إلاَّ قويُّ الإرادة والشخصيَّة، والمتمكن من نفسه ومن قدراته وإمكاناته، ومع انتشار وسائل التَّواصل الاجتماعيَّة، وقدرتها على منح الشهرة لبعض النَّاس بمن فيهم مَن لا يملكون الموهبة، أو الخبرة، وذلك في غضون ثوانٍ معدودة، فقد أصبح هناك مَن يلهث خلف الشهرة بمختلف الوسائل، ويسعى إلى كسبها بشتَّى الطرق، وذلك لعدَّة أسباب، منها كسب المال، أو الحصول على الوجاهة، أو حب الظهور بين الناس، أو توجيه المدح والإطراء إليه، أو تغطية عيوبه، ورهان ذلك كله من خلال أسلوب قديم يتجدَّد كلَّ يوم وهو مخالفة العرف السائد.[3]
***************
كيف نفصل بينها؟
وذلك بالبحث عن هوايات الشخص ومعرفة توجهه بها. فماذا عن الهوايات؟
إن معظم أمراض الزهاييمر برأيي-من الناحية السلوكية لا الطبية- هو فراغ فكري ووقتي واضح بمعنى: أن المريض ليس لديه مايهتم به ويعالجة ويملأ عليه وقته، لذا فلديه فراغ كبير، لم يحاول ملؤه صغيرا، فأصابه الفراغ كبيرا، هو متعود على ممارسة اللذات فقط،ومن ثم أُهملت الذاكرة ووصل للزهايمر. يتجسد أكثر مما يتجسد، في سن مابعد سن التقاعد، الفراغ بعد الترمل(وفاة أحد الأزواج) وعدم اتخاذ خطوات إيجابية بعد ذلك، تعززه الخصلة غير الاجتماعية في الفرد. ولو نظرنا إيها نظرة تاريخية، نجدها مزروعة تربويا منذ الصغر يعززها طبع انغلاقي، لم يحاول الابوان تفحه وتطويعه بطريقة ما، أو هو كسل متأصل، لم يلهه أمر يلفت انتباهه فيبعده عن التعطيل
ولانختلف هنا، من أن حفظ القرآن يعتبر رقم واحد في حفظ الذاكرة وتنشيطها، وهناك أمورا أخرى..فماتعريف الهواية منقولا:
وقت الفراغ هو ذلك الوقت الذي يجعل الإنسان يقوم بنشاطات مختلفة وأن يختار بحرية النشاط الذي يريد القيام به دون أن يكون ملزماً على أداء نشاط معيّن، ولكن أوقات الفراغ أحياناً تكون مرهقة للإنسان أكثر من الوقت الذي يعمل فيه اذا ما استغلها بالمفيد الجيد، وإذا لم يستغلها سوف يشعر بالضجر والكآبة ما يجعله يسيء استغلال ذلك الوقت، فالعمل هو الذي يخلص الإنسان من الكآبة والضجر ويملأ فراغه.
واختيار الهواية ذوق شخصي، واهتمام فردي، وهدف مرتبط به.
لذا على كل أم اكتشاف هواية صغيرها، وتنميته بقدر الإمكان، وإن أهمل ذلك وقتا ما فرضا، فستبقى بذرة مزروعة في الكيان تنمو متى ماأحب.
سؤال علينا تكراره على مسامع أي طفل دوما: ماهوايتك؟؟؟؟
من فوائد تنمية الهوايات منقولا:
ساعد الإنسان على إنجاز أهدافه وطموحاته. تقوية الروابط الاجتماعية من خلال قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء. اعطاء الشخص إحساساً بالراحة والسعادة عند الخروج لرحلات ترفيهية. يستطيع الإنسان تطوير نفسه ذاتياً. زيادة دخل الفرد وتحسين إنتاجيته من خلال السرعة في أداء الأعمال.
وعليه، فسلوك الفرد وتوجهه، يبين لنا بدقة مذهبة السلوكي والفكري معا، وبها فقط يظهر لنا، هل يبحث عن الشهرة؟، عن العلو والإفساد؟، عن تأكيد الذات؟.
الخميس 27-12-2018


[1] مركز الإرشاد التربوي والنفسي جامعة صنعاء: اسم الدراسة: تأكيد الذات. دراسة
https://www.facebook.com/alershaadCe...5633289544202/


[2] د. توفيق علي زبادي. العلو في الأرض والفساد في ضوء القرآن.. حكم وأسرار.دراسة


[3] إبراهيم محمد باداوود. احذروا هذا المرض.مقال.