☀إستوقفتني كلمة (فأووا ) في سورة الكهف، في قول الله تعالى:

{ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ...}

وتساءلت :⁉

لماذا قال الله للفتية (فأووا)
لماذا إستخدم القرآن هذا اللفظ بالذات⁉

ولماذا حدد (المأوى) بالذات ولم يقل ملجأ مثلا⁉

وماهو المأوى⁉

📚نبحث ياأحباب في المعاني 👌

يقول أهل التفسير :

👈المأوى :هو المكان، وهو المسكن، وهو الملجأ.

☀ولكننا تعودنا أن الكلمات في القرآن الكريم لا تحمل نفس المعنى فلكل كلمة قرآنية مدلولها الجميل ومعناها الخاص.

والحمد لله وجدت معنى يدلنا على جمال هذه المفردة يقول :

👈المأوى :هو المكان الذي يضمك مع غيرك
وهو المكان الذي تلتحق به ليضمك مع من فيه.

👍 أعجبني هذا المعنى واستشعرت أن (المأوى) جماله ليس بالمكان فقط بل بمن يأويك معهم والمشاعر التي تربطك بهم وبالمكان.

☀ وتذكرت سيدنا يوسف وفرحته برؤية أخيه فماذا فعل ❓

{ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

❤تفكروا ياأحباب بالمشاعر المتدفقه الجميله في هذه اللحظة التي (ضم) فيها يوسف أخيه إليه.
فرح برؤيته وطمأنه وضمه وبشره ..
هل إستشعرتوا معنى المأوىٰ❓

فيه أمان وراحه وأنس وضمه وجمع شمل 👍

☀سأنتقل بكم إلى أجمل صوره لكلمة (مأوى)

{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

(جنات المأوى) :

👈يقول أهل التفسير أن جنات المأوى هي أعلى الجنات عند سدرة المنتهى
حيث يجتمع المؤمنون الصالحون وينضم بعضهم إلى بعض.

☀هذا يعني أن لكلمة (مأوى) معنى خاص
لذلك قال الله للفتية (فأووا إلى الكهف)
أي انضموا بعضكم إلى بعض يضمكم الكهف الذي انشر عليه من رحمتي فيضمكم الى يوم تبعثون.
فصار الكهف لهم الأمن والأمان ووجدوا فيه الراحة والسلام
ولايزال يضمهم في حناياه حتى يأذن المولى بأمره.
👈وهذا يعني أيضا أن المأوى له صفة الدوام
فهو ملاذك ومكانك المنشود والمعهود.

☀هذا من جماليات كلمة مأوى وجمال الأسلوب القرآني البديع ...

اللهم آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا ... اسعد الله اوقاتكم بقربه ورضاه ...
🎀