🔴الثعلب التركي أردوغان ... يتلاعب بترمب وبن سلمان !!!
ملحمة سياسية إدارية عالية اديرت بحرفية مذهلة من الثعلب التركى رجب طيب أردوغان تدرس فى فن إدارة الأزمات، فالسعودية التى تناصب اردوغان العداء وشاركت مع الإمارات فى دفع مليارات الدولارات لتدبير محاولة انقلاب فاشلة ثم ضخ عشرات المليارات لهز الاقتصاد والعملة التركية وقعت اخيرا فى براثن الثعلب وقد كانت تدبر عملية قتل خاشقجى على أرض تركيا لهز الأمن التركى وفقدان الثقة لدى مؤيديه وناخبيه تجثو الان ذليلة راكعة فى انتظار صدور الحكم عليها كفأر وقع فى المصيدة ينتظر حتفه
جاءت حادثة اغتيال وتقطيع الصحفى الشهير جمال خاشقجى داخل القنصلية السعودية هدية السماء التى وقعت فى حجر اردوغان ليصنع منها ملحمة سياسية وإعلامية يمسك بكل خيوطها شدت أنظار العالم كله كمسلسل بوليسى تلهث خلفه الأنفاس بتسريب بعض معلومات الجريمة بطريقة التنقيط واطالة أمد التحقيقات والمناورات ولتعذيب الضحية نفسيا وللخروج بأكبر قدر من المكاسب السياسية
وقد تمت إدارة الأزمة بحرفية هائلة حيث ألتزم اردوغان فى تصريحاته لغة القانون والهدوء ولم يخرج عنها وجعل الأزمة قانونية بحتة تخضع للتحقيق بعيدا عن اى مزايدة سياسية وامسك بخيوط اللعبة بمفرده رغم مناداة الأمريكان بالمشاركة فى التحقيقات والذين كانوا سيثيرون اللغط حول الجريمة لمحاولة إنقاذ رقبة بن سلمان بحسب رغبة ترامب الذى يريد حلب البقرة حتى آخر نقطة فى ضرعها
برغم العداء، السعودى لأردوغان فإنه قبل التحدث إلى الملك سلمان وحادثه بود وقبل بمشاركة فريق سعودى فى التحقيقات بدهاء كى يطلعهم اثناءها على التسجيلات التى بحوزته والتى تثبت الضلوع فى الجريمة
فى بداية الأزمة بدا ترامب مضطربا مشدوها ثم قرر أن يجد وسيلة لإنقاذ البقرة الحلوب فبدأ يدلى بتصريحات تبعد الجريمة عن بن سلمان وتلصقها بجهات مجهولة وهو ما قابله اردوغان بمزيد من التسريبات والتى كانت ترسل إلى القنوات الأمريكية مثل cnn وكذلك إلى كبرى الصحف الأمريكية مثل النيويورك تايمز والواشنطن بوست وأيضا إلى دور الصحف الكبرى المؤثرة فى العالم وأشعل بها اردوغان الرأى العام العالمى مع امساكه بكافة الخيوط وحينما سافر وزير الخارجية الأمريكى بومبيو إلى السعودية لإيجاد تسوية وغادرها بعدها إلى تركيا وقبل وصوله إلى مطار أنقرة لفرض مساومة تم. معاجلته بتسريب هو الأخطر بذكر تقطيع خاشقجى بمنشار من جانب الطبيب الشرعى على صوت الموسيقى ليثير الرأى العام الأمريكى والعالمى ويضع ترامب فى موقف حرج خاصة وأن انتخابات التجديد الكلى لمجلس النواب الأمريكى والثلثى لمجلس الشيوخ تحل بعد اسبوعين وهو السبب فى إطالة اردوغان أمد التحقيقات للضغط على ترامب وقد اطلع اردوغان بومبيو على تسجيل الجريمة ووالذى نقله بدوره إلى ترامب
وفى خضم الأزمة استغل اردوغان الموقف وعرض على ترامب إطلاق سراح القس برانسون والذى كان يحتجزه كورقة سياسية للعب بها مقابل الإفراج عن مدير بنك تركى محتجز لدى امريكا وكذلك إنهاء، العقوبات التجارية التى فرضتها أمريكا من عدة أشهر وقد كان له ما أراد لعلمه بحاجة أمريكا إلى تركيا فى الملف السورى والذى طردت منه روسيا أمريكا وأصبحت اللاعب الأساسى فيه بجانب إيران وتركيا
وقد ضرب اردوغان اسفينا بين ترامب وأعضاء حزبه وبين حزبه وخصمه الحزب الديمقراطي لإضعاف موقف ترامب مادعا عدد من أعضاء الكونجرس للتقدم بطلب للتحقيق فى الجريمة وفرض عقوبات على السعودية بوقف بيع السلاح لها
فيما تم ارسال الرئيس المصرى إلى روسيا كى يطالب بوتين بالضغط على اردوغان لإنهاء الموضوع وديا او بعقد صفقة ولم يستجب بوتين للطلب الأمريكى بل وصرح بأن أمريكا تتحمل جزء من المسئولية
ذلك الموقف الحرج الذى وضع فيه اردوغان ترامب بدهاء ومكر ارغم الأخير على أن يغير موقفه المتخاذل أمام الجريمة 180 درجة حرصا على عدم خسارته مقاعد مجلسى النواب والشيوخ وهو ما بدا فى تصريح ترامب الأخير المتشدد حيال السعودية من أنها ستواجه بعقوبات بالغة
كذلك استغل اردوغان الأزمة وارتباك ترامب وأثار موضوع منبج فى الملف السورى وهدد بعدم التعاون مع الأمريكان حال تباطؤهم
أردوغان يريد تفكيك الحلف السعودى الأمريكى الإماراتى المصرى وإجبار ترامب على فرض عقوبات على السعودية تضرب اسفينا فى العلاقات بينهما وتثبت للمملكة أن المتغطى بالامريكان عريان وهو ما أدركته الكويت حال الأزمة من ابتزاز صريح من جانب أمريكا للسعودية وان الدور لاشك قادم عليها فسارعت بعقد معاهدة واتفاقية دفاع مشترك مع تركيا منذ أيام وهو أحد أكبر مكاسب اردوغان من الأزمة إذ أنه يضع قدم تركيا فى الخليج ويصنع لها تحالفا مع قطر والكويت وبالمقابل يفكك التحالف القائم بين امريكا والسعودية والبحرين وقد تشهد العلاقات التركية السعودية عقب انتهاء، الأزمة تحسنا وتقاربا أكبر
هكذا ادار الثعلب التركى الأزمة بحرفية نادرة بأسلوب التنقيط والتسوية على نار هادئة خرج منها بكل المكاسب وردع خصومه وأعلى من شأن سياساته لصالح بلده.