ثورة الزُط 201 هـ
............................
الزُّطّ أو الغَجَر هم جماعاتٌ فقيرة من أصلٍ هندى ، وقد نزحوا إلى فارس (إيران) قبل الإسلام ثم انتقلوا إلى ثغور الخليجِ العربى واستقروا فى جنوب العراق وكانوا يعملون فى السفن الهندية التى ترسو فى البصرة كما اشتغلوا برعى المواشى ، وقد زاد عددُهم عن 30 ألفا أيام العباسيين وشكّلوا قوةً ضاربة سيطرتْ على طرق التجارة وقطعتْ الطريق بين وسط العراق وجنوبه ونهبوا المحاصيلَ الزراعية من الصوامع فى البصرة ، وكان رئيسهم رجلا يقال له محمد بن عثمان ،
لا يذكر المؤرخون الأسبابَ الحقيقية التى أدّت لتمرد الزط وهل كان بسبب انتقاص حقوقِهم الإقتصادية والإجتماعية وعدمِ المساواة بينهم وبين بقية المسلمين؟ أم بسبب اعتمادهم على السرقة والسلبِ والنهب كمصدرٍ سهل للتكسّب؟ ولم تذكر كتبُ التاريخ وجهةَ نظرِهم أو أهدافَ ثورتِهم ، واستمرت مشكلةُ الزط فى جنوب العراق قائمةً حتى تعاظمت حركتُهم سنة 205 هـ أيام خلافة المأمون الذى وجّه لهم الجيوشَ فلم يتمكن من القضاء عليهم وإسكاتِ ثورتهم ومات وفى قلبه حسرةٌ لتأثّر هيبة الخلافةِ العباسية ،
ولما تولّى الخليفةُ المعتصم استعان بالقائد عجيف بن عنبسة لحربهم فى سنة 219هـ ورتّب الخليفةُ الخيلَ فى كل سكةٍ من سكك البُرُد تركض بالأخبارِ فكان الخبر يخرج من عند عجيف فيصل إلى المعتصم من يومه ، سار عجيف مع 5 آلاف جندى إلى الزط فحاصرهم شهورا وجفّف فروعَ الأنهار التى كانوا يتجمعون حولها وحاربهم فقتل منهم فى المعركة 300 رجل وأسر 500 رجل ضرب أعناقَهم وبعث برؤوسهم إلى باب المعتصم ثم أقام هناك 15 يوما فظفر منهم بخلقٍ كثير ،
لما قهر عجيف الزط جنحوا إلى الإستسلام وطلبوا منه الأمانَ فأمّنهم على دمائهم وأموالهم سنة 219 هـ وكان عددهم 27 ألفا ؛ المقاتلون منهم 12 ألفا والباقى من النساء والأطفال ، ثم عبّأهم فى زوارق وهم ينفخون بأبواقهم حتى دخل بهم بغداد يوم عاشوراء سنة 220 هـ ، وأقاموا فى سفنهم 3 أيام ثم نُقلوا إلى بوابات الأناضول فى مواجهة الروم ،
حين هاجم الرومُ الدولةَ العباسية سنة 241 هـ اجتاحوا الزطَّ واستاقوهم مع ممتلكاتهم إلى داخل بلاد الروم فلم يفلت منهم أحدٌ ، وبدأتْ رحلةُ الشتات الكبرى للزط فى أوروبا فبعد وصولهم إلى القسطنطينية (اسطنبول) تحركوا إلى داخل أوروبا كجماعات رحالة مسالمين ، وقد عاشوا أيام الدولة العثمانية بحُرية ،
بعد الحرب العالمية الثانية طُردوا من ٲوروبا باستثناء دول البلقان فكثر عددُهم هناك ، وفى رومانيا لاقوا الأهوالَ فى عصر الرئيس تشاوشيسكو ، وحُرموا من تداول الثقافة الغجرية ٲو التحدث بلغتهم ، وفى الدول العربية تم إعفاؤهم من الضرائب والتجنيد لكن أغلبهم امتهن الموسيقى والرقصَ وصناعةَ الآنية وبعضهم مارس التسوّل والاحتيال على الناس بالشعوذة والتنجيم ↓↓
منقول ...