قبل عام أي في السنة السادسة من الحرب الكونية على سورية استشهدت زوجتي الالمانية روز ماري ام نضال بشظايا قذيفة اطلقتها المجموعات المسلحة من حي جوبر على شرقي التجارة في العاصمة دمشق بعد 57 عاما من الزواج انجبت فيها ابنتنا ليلى وابننا نضال .ووقفت بجانبي بشجاعة منقطعة النظير وكانت هي الحارث الامين والشجاع لي في حياتي الدراسيةو العملية وادين لها بمساعدتي في كل انجازاتي والشهادات التي حصلت عليها .
تركت اولادنا واهلها في المانيا ورفضت مغادرة دمشق خلال سنوات الحرب ال 6 واصرت ان تبقى معي ولا تتركني وحيدا لذلك كان استشهادها اكبر ضربة تلقيتها في حياتي ولم استطع تجاوزها حتى الان .
كانت رحمها الله تعرف بالخطر الذي يحدق بحياتي ولم تخف من التهديدات والمخاطر .وكانت حريصة اشد الحرص على تفرغي بالكامل لعملي الوطني وتأليف الكتب وكتابة المقالات والمشاركة في الندوات والاجتماعات والمؤتمرات الدولية .
وقفت مع الثورة الجزائرية خلال دراستها الجامعية .وعاشت حوالي نصف قرن في دمشق واصبحت عربية فلسطينية وسورية اكثر من اخواتي وعشقت دمشق ورفضت مغادرتها خلال الحرب الظالمة التي ماتزال تجري فيها .
جسدت في حياتها المبادئ التي دعا اليها كبار المفكرين والادباء والشعراء الالمان وعلى رأسهم الشاعر الكبير غوتي والمبادئ الانسانية التي اسخلصها الشعب الالماني العظيم في نضاله ضد النازية والكوارث والويلات التي جلبتها الحرب العالمية الثانية .
كانت شجاعة وجريئة ومؤمنة بحقوق الشعوب والامم في تقرير المصير وفي مقاومة الاحتلال .ودعمت المقاومة الفلسطينية لتحرير كل فلسطين التاريخية وكان ايمانها بالمبادئ الانسانية والقيم الحضارية والتفاهم والتعاون بين الشعوب محور حياتها وعملها ونشاطاتها . لذلك احبها جميع افراد عائلتي على اخلاقها ومواقفها وايمانها بعدالة قضية فلسطين وسورية .
استشهدت في الغربة بعيدا عن اولادها واهلها واهلي لكي تبقى معي في دمشق تساعدني وتقف بجانبي ونقف سوية بجانب شعبنا العربي السوري لمحاربة التطرف الديني الذي ابرز الارهاب الصهويني والتكفيري وحروب المسيحية الصهوينية واليمين السياسي الامريكي ضد الشعوب العربية والاسلامية وجميع الشعوب في العالم .
سأبقى وفيا لذكراها لن انساها ولااستطيع ولايجوز ان انساها حتى اخر يوم في حياتي .كانت الشهيدة ذاكرتي وحياتي وكل شيئ جميل عشته في هذا العالم الفاني . رحمها الله واسكنها فسيح جناته
زوج الشهيدة روز ماري
الدكتور غازي حسين