46 - طرفة عن عالم الطير والحب والوفاء
( واقعية )

قرأت وسمعت ورأيت في عالم الحيوان والطيور والحشرات
من ألوان الحب في عوالمهم وأنواع الحزن والغضب والعقاب العادل
ما تشيب له قلوب الرجال من البشر غبطة وحزنا مع تلك العوالم من المخلوقات
ومن ذلك تلك القصة العجيبة :
قال أحد مديري حدائق الحيوان العالمية :
كنت ألقي نظرة على قفص من الطير وهبه أحد الناس لحديقة الحيوان
فرأيت طائرا من نوع الأنيس ، قد كُسِرَ منقارهُ
ومنقار الطائر هو سكينهُ ، وكوبه ، وأصابعهُ ... وبغيره يموت جوعا ، وكان ذلك الطائر أنثى
غير أنها كانت سمينة ، وقمنا بفحصها فظهر أن المنقار لم يكسر منذ عهدٍ قريب فقد كان غشاؤه ملتئما
أملس ، وما لبثتُ أن رأيتُ طائرا ذكرا من نفس النوع يحمل بمنقاره قليلا من فتات البيض إلى تلك الأنثى
ويزقهُ في ثقب منقارها المريض المكسور
وكانت الأنثى تصوِّتُ وتصفِّقُ بجناحيها كما تفعل أنثى الطيور حين تتوسل إلى صاحبها أن يطعمها زمن التناسل
وكان الذكر مقيما على إطعام الأنثى العاجزة ، فلما مات بعد ثلاث سنوات ..
اهتم واعتنى حفظة قسم هذا الطير أن يفعلوا لها ما كان يفعل صاحبها الذي مات
لكن هيهات أن يكونوا لها كما كان هذا الطائر الذكر ، فلم يمضِ أسبوعٌ حتى ماتت الأنثى حزنا عليه !!!