في الثاني عشر من ديسمبر من العام الماضي ألح علي أبي رحمه الله أن ازوره في هذا اليوم بالذات. لكنني لانشغالي لم أستطع أن ألبي دعوته حتى المساء. و منذ وصولي طلب من زوجته رحمها الله تحضير الشاي. كان والدي يعرف أن الشاي رفيق كل أوقاتي. غاب عني قليلا و عاد يحمل قالبا من الكاتو صنع في البيت. قال لي: كل عام و أنت بخير. فوجئت بأنه هذه المرة لم ينس ذكرى ميلادي في وقتها المحدد. و كان استغرابي سببه أن أبي لم يكن يعتني أصلا بالمناسبات. أخبرتني خالتي أنه انهمك منذ الصباح في تحضير قالب الكاتو و أصر ان يكون من صنع يده . كان أبي يعرف أنها المرة الأخيرة فقد غادرني بعد هذا الموعد باثني عشر يوما.
أشكر كل الأصدقاء و الصديقات الذين ساعدوني على تجاوز عتبة الذكرى الأولى
تهانيكم حلت بردا و سلاما على قلبي . كبر قلبي باتساع محبتكم .