منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    اختصاص طيب أسنان وجراحتها
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    157

    يا غير مسجل( كلب ) صدقي إسماعيل: سخر حتى من السخرية

    ( كلب ) صدقي إسماعيل: سخر حتى من السخرية


    الجمل: غازي أبو عقللم يخل عصر من عصور الأدب العربي وغير العربي من كتّاب لم يحملوا تلك العصور على محمل الجِدّ الكافي، ولا ممن كانوا يرون الأمور بعيون نقادة أو ساخرة، ومع أن عصرنا الحديث غير متسامح مع أمثال أولئك النقاد الساخرين، مما ترك جزءاً كبيراً من إنتاجهم في "الظل" إلا أن جزءاً أقل حجماً جرى تداوله فأتاح لمن يهتم بهذا الجنس من الأدب فرصة انتهاب متعة شبه حرام.
    عرفت أربعينات هذا القرن وإلى مطلع سبعيناته صوتاً فريداً في هذا المجال جسَّده صدقي إسماعيل في جريدته غير المعروفة كثيراً "الكلب" موضوع هذه المقالة.
    ولد صدقي إسماعيل سنة 1924 في انطاكية من أقصى شمال سوريا الغربي، وقبل أن يتم عامه الخامس عشر، اضطر إلى مغادرة مسقط رأسه نازحاً إلى مدن أخرى لأن فرنسا التي انتدبتها عصبة الأمم لحكم سوريا بعد الحرب العالمية الأولى "تبرعت" بمحافظة الإسكندرونة كلها إلى تركيا الكمالية لقاء حصة من أسهم شركة نفط العراق "البريطانية"، هذه المحافظة التي أصبحت قضية سياسية تعرف بقضية اللواء السليب".
    أَتَم صدقي إسماعيل دراسته الثانوية في مدن سورية أخرى منها حماه وحلب وحصل على إجازة في الآداب قسم الفلسفة من جامعة دمشق، وعمل مدرساً للفلسفة في ثانوياتها.
    كتب صدقي المقالة والقصة والرواية والمسرحية والشعر طبعاً، وجُمعت أعماله ونشرت في دمشق بعد رحيله المبكر، في السادس والعشرين من أيلول سبتمبر من العام 1972. ومع انقضاء ربع قرن على غيابه نتوقف لنلقي نظرة على الجانب الساخر النقاد من إنتاجه، وهو الجزء الذي لا يحظى بما يستحق من التأمل لأسباب "فنية" ذلك أن صدقي أسس "جريدة" شعرية ساخرة أطلق عليها اسم "الكلب" تيمناً بالمدرسة الفلسفية الأغريقية "الكلبية" التي يسميها بعض كتابنا اليوم "السينيكية" "السينيزم" المشتقة من كلمة كونوس Kunos وتعني الكلب. والكلبي بالمعنى الفلسفي القديم – كما هو معروف – هو الذي يتحدى المبادىء السائدة ويعارض جذرياً الأعراف الاجتماعية، ويدَّعي الرغبة بالعيش طبقاً لقواعد الطبيعة.
    ومن أشهر هؤلاء ديوجين، أما مفهوم "الكلبية" المعاصر فهو موضوع آخر.
    أعتقد أن صدقي إسماعيل أستاذ الفلسفة اختار لجريدته ذلك الأسم "الفلسفي" انطلاقاً من قناعته بأن السخرية هي أكثر جدية مما يظنون.
    يجب أن نفهم تسمية "جريدة" بالمعنى المجازي لأنها لم تطبع إلا مرة واحدة طوال سنوات صدروها العشرين، وهي ورقة من أربع صفحات ذات مربعات يكتبها "صاحبها" بخط يده، ويتداولها عدد قليل من أصدقائه، بعضهم يستعيرها ويعيرها، وفرادة هذه الجريدة أن أخبارها وتحقيقاتها وتعليقاتها كانت تصاغ "شعراً" موزوناً فأعطت للشعر نكهة الصحافة وابتكرت للصحافة أسلوباً خاصاً وهذا لا يمنع وجود نصوص شعرية "حقيقية" في الكلب بالمعنى الذي يُريح كل من يحب وضع "تعريف" لما لا يخضع لأي تعريف. أما كيف نحيط بجريدة كانت تعالج بأسلوبها الشعري الخاص أحداث البلاد وشئون العالم فهو أمر بحاجة إلى مزيد من الدراسة والتأمل.
    بدأ صدقي إسماعيل كتابة هذا النوع من "الشعر" الذي ينم عن صحفي أصيل مختبىء تحت مظهر أستاذ الفلسفة منذ نهاية مرحلة دراسته الثانوية ودخوله الجامعة، وبين يدي أوراق بخطه مؤرخة في سنة 1940 و 1941 أيام كان في دمشق يشارك مجموعة من رفاقه نزح معظمهم من "اللواء السليب" منزلاً في "زقاق الصخر" على ما أظن، والجريدة الأولى التي "أصدروها" كانت مكتوبة على دفتر مدرسي اختاروا لها اسم "المنشار".
    ومع أن المحررين كانوا من "أهل البيت" إلا أن صدقي كان على ما يبدو "رئيس التحرير" ولما أصبح مُدرساً للفلسفة في دمشق كان مكانه المفضل مقهى حي الجسر الأبيض الواقع على سفح قاسيون، وكانت طاولته تطل على فرع يزيد أحد فروع بردى حيث يقضي أمسيات يدخن "الأركيلة" ويكتب الجريدة التي أسماها مؤقتاً "الجسر" إكراماً للحي.
    كانت "الكلب" تصدر ولا تصدر على غير انتظام، فهي "محتجبة" في الوقت نفسه ولكنها غير "متحجبة" وهذا "التناقض أو المفارقة كانت تغري المطلعين عليها وتجذبهم إلى قراءتها والمرات القليلة التي جاء ذكر "الكلب" على صفحات الصحف تكاد تنحصر في ثلاث، أولها التحقيق الذي نشرته مجلة الأسبوع العربي اللبنانية العام 1963 وكتبه زهير مارديني.
    ثم نشرت مجلة الثقافة الأسبوعية الدمشقية سلسلة مقالات بين أبريل ومايو 1974 بقلم كاتب هذه السطور أما المرة الثالثة وكانت مفاجأة حيث نشرت الهلال القاهرية مقالة دون توقيع عنوانها "الكلب أطرف مجلة فكاهية عربية" وذلك في جمادي الآخرة 1397 ويونيه حزيران 1977، استعان كاتب تلك المقالة بالعدد الوحيد المطبوع من الكلب يعود تاريخه إلى شهر تموز يوليو 1969، والذي صدرت منه مائة نسخة أراد صدقي ارسالها إلى الجزائر ولست أدري لماذا ولا إلى من، والعدد كله بقلمه باستثناء "ريبورتاج" عن الصيف والسباحة لكاتب هذه السطور.
    الجميل في مقالة الهلال رغم بعض الأخطاء التي شابتها، أنها نشرت صورة "زنكوغرافية" لاسم الجريدة المشكل من العظام. وهو تصميم يعود الفضل فيه إلى شقيق صاحب الجريدة الرسام المرحوم نعيم إسماعيل "لصدقي شقيق آخر كان رساماً معروفاً هو أدهم" والمؤسف أن أفراد هذه العائلة الفنانين جميعاً فقدناهم في شبابهم.
    تأتي الصحافة السورية المحلية بين الحين والحين على ذكر تلك الجريدة الفريدة في مقالات مقتضبة يكتبها محررون لم يعرفوا صدقي إسماعيل أو لم يطلعوا على تفاصيل تجربته في ميدان الصحافة الساخرة، ويؤدي هؤلاء الشباب دوراً مشكوراً كان ينبغي على رفاق صدقي القيام به، إلا أن "وقارهم" ربما لم يسمح لهم.
    أذكر حواراً دار بُعيد رحيل صدقي إسماعيل، دار بيني وبين شاعر من رفاقه حول ظاهرة "الكلب" وكان رأي صديقنا الشاعر أن مثل هذا "الشعر" الساخر لن يكتب له البقاء لأنه "ابن ساعته" وغير جدي، وعندما يتاح نشره تكون مناسبة قوله قد فات موعدها مما يحرمه من التأثير بالقارىء.
    الجانب الوحيد – السليم – في هذا الرأي هو الفقرة الأخيرة، لأن تأخير النشر مسيء فعلاً لا لجريدة "الكلب" فقط، ولو اعترف العرب بحرية الصحافة الساخرة لما كنا شاهدنا أكداس الدواوين التي تملأ الرفوف والواجهات – على الأقل – خوفاً من أنياب "الكلب" وأمثالها.
    كان صدقي يسخر حتى من السخرية. ذكرت هذه الملاحظة وأنا أقرأ حديثاً للكاتب والمخرج المسرحي اللبناني سامي الخياط عن استحالة الغاء السخرية، والمجتمع الذي يخلو منها هو مجتمع مريض وحزين ومكبوت، وأضاف: أن المسرح السياسي الساخر بالمعنى الحقيقي غير موجود اليوم، وما يقدم من مسرحيات ساخرة لا يخيف السلطة، وانتشار السخرية عشوائياً ووفرة المنابر تعني أن الحريات بخير، والأمر غير دقيق ويحمل أهدافاً للتضليل وإلهاء الناس عن المهم الأساسي المفترض توظيف السخرية للكشف عنه.
    ذكرني هذا الرأي بما كان صدقي قد كتبه في عدد يوليو 1969 من "الكلب" عن "مسرح الشوك" وهي ظاهرة أريد لها اقناع الناس بوجود الانتقاد في تلك الزمان، فكتب صدقي تعليقاً في زاوية "المسرح" في الجريدة ساخراً من كاشفاً فجاجتها وسطحيتها:

    مسـرح الشوك شوكهُ يضحـك الناس هذا من أغرب الأشياء
    أصبحوا يشبعونَ إن أكلوا اليوم "هواء" ويسـكرون بماء
    ترى هل إنحسرت موجة "الشعر الساخر" أو الصحافة "الشعرية" بعد صدقي إسماعيل و "احتجاب جريدة الكلب"؟ هذا موضوع آخر يستحق التمحيص.
    سمعت قائلاً يقول إن الجريدة ستعود إلى الصدور عندما تنتشر انترنت في فيافي أرض العرب وهي تبحث لنفسها عن موقع على الشبكة سيكون مفتاح الدخول إليه ''HTTPwwwأ¥'' هاو هاو هاو.



  2. #2
    اختصاص طيب أسنان وجراحتها
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    157

    رد: يا غير مسجل( كلب ) صدقي إسماعيل: سخر حتى من السخرية

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    جريدة «الكلب» التزمت الشعر وسيلة للتعبير … يبدأ صدقي العدد عندما يخطر على باله أن يتناول الأحداث والأوضاع العامة بسخريته الفريدة

    الثلاثاء, 12-12-2017

    | سارة سلامة
    صدر عن وزارة الثقافة، الهيئة السورية للكتاب، كتاب بعنوان «كلب صدقي إسماعيل.. ضحك كالبكاء»، إعداد عواطف الحفار إسماعيل، والمراجعة والتقديم لبيان الصفدي.
    وتناول الكتاب صحيفة «الكلب» الساخرة التي أسسها صدقي إسماعيل في خمسينيات القرن الماضي، وكان يصدرها بخط يده ويوزعها على الأصدقاء، وحملت عنوان «الكلب»، لأنه وكما قال صاحبها إن الكلب هو «الكائن الوحيد الذي يحق له أن ينبح، من دون أن يلزمه أحد بشيء».
    وضمت الجريدة قصائد لعدة شعراء إضافة إلى صدقي إسماعيل منهم الشاعر سليمان العيسى الذي أصدر في فترة لاحقة جريدة مماثلة حملت اسم «ابن الكلب» في مدينة حلب، ووهيب الغانم وأحمد إبراهيم عبد الله، ويحيى الشهابي، ونجاة قصاب حسن، وحسيب كيالي، وغازي أبو عقل.
    ظاهرة أدبية لافتة
    ومما جاء في تقديم الكتاب: إنه وعلى مدى عشرين عاماً أطلق الأديب الكبير المرحوم صدقي إسماعيل جريدته العجيبة الساخرة (الكلب) جريدة تكتب وتوزع باليد، مكتوبة شعراً كلها من الإعلان حتى الخبر والتعليق السياسي، وتصدر كيفما اتفق، لكنها كانت بحق ظاهرة أدبية لافتة، وأهم عمل شعري ساخر عرفته صحافتنا المعاصرة، وقد حرضت (الكلب) نخبة من نجوم الشعر الساخر، فساندوها، وأمدوها أحياناً بالمساهمات، ومنهم غازي أبو عقل وعبد السلام العجيلي ومنصور الرحباني وسليمان العيسى ونجاة قصاب حسن.
    هذا الكتاب رحلة ماتعة تسجل مسيرة هذه الجريدة، وتقدم نماذج وافرة من عطائها الشعري، بقلم الأديبة عواطف الحفار، رفيقة درب صدقي إسماعيل، وشريكة حياته، والشاهدة الأقرب على نبضات قلبه الجميل.
    صدقي
    صدقي إسماعيل من أبرز المثقفين العرب الثوريين الذين قدموا من خلال كتاباتهم، ومن خلال الممارسة النضالية، إسهامات جدية في محاولة بلورة رؤية للثورة العربية المعاصرة، وتدور معظم كتاباته حول محور واحد هو الإنسان العربي وقضيته في العصر الحديث، مستعيناً برصيده الواسع من الثقافة العالمية المعاصرة، جمعت مؤلفاته بعد وفاته عام 1972 في ستة مجلدات، ضمت رواية (العصاة) ومجموعة (الله والفقر) و(العرب وتجربة المأساة) ورواية (الحادثة) وكتابه عن (رامبو) وكتابه عن (فان غوخ)، وعدداً من المسرحيات، (أيام سلمون) و(عمار يبحث عن أبيه)، إضافة إلى مجموعة من القصائد الشعرية، ولا ننسى الجريدة الفكاهية (جريدة الكلب)، التي كان يكتبها بخط يده، على نسخة واحدة بنقد لاذع سياسي واجتماعي وأدبي، وتوزع بين الأصدقاء، ولا أحد يعرف أين تستقر، وقد جمع منها ما أمكن، وصدرت في مجلد خاص.
    جريدة الكلب
    وهذا بعض مما قاله الشاعر سليمان العيسى عن الجريدة في عام 1981: بدأت جريدة «الكلب» في الصدور منذ أوائل الخمسينيات في فترات غير منتظمة، نسخة واحدة يكتبها صدقي إسماعيل بخط يده، ويرسم عنوانها، وينظم كل ما فيها شعراً ساخراً عميقاً لاذعاً، يستعرض فيها كل ما يخطر على باله من أحوال شخصية وقومية وسياسية وفنية.
    يتداول أصدقاء الشاعر النسخة المخطوطة في دمشق وحلب واللاذقية وغيرها من المدن السورية، وربما انتقلت النسخة إلى الأقطار العربية الشقيقة، وتداولها الرفاق من بلد إلى بلد.. ولا يدري أحد إلى أين كانت تستقر معظم هذه الأعداد المخطوطة التي قلما ضربت على الآلة الكاتبة.. ولذلك لا يزال الكثير منها مفقوداً مع الأسف.
    لم يكن لصدور «الكلب» أي موعد محدد، يبدأ صدقي العدد عندما يخطر على باله أن يتناول الأحداث والأوضاع العامة بسخريته الفريدة، وتعليقاته المعروفة، ترفده في كل ذلك ثقافة عميقة واسعة، في شتى أنواع المعرفة.
    كتب صدقي الشعر بنوعيه: الساخر والجاد.. كما كتب المقالة الأدبية والدراسة والنقد والقصة والرواية والمسرحية، هذا الشعر الساخر الذي اختصت به جريدة «الكلب» لم يكن في الواقع إلا امتداداً للقصائد «الحلمنتيشية» التي كنا نكتبها بغزارة منذ كنا طلاباً في الثانوية، ونتخذها أسلوباً من أساليب التعبير عن التمرد والثورة على التجزئة والتخلف والفساد ودعوة إلى رفض الواقع وتغييره على امتداد وطننا العربي الكبير».
    قصة جريدة الكلب
    تفردت الجريدة التي تصدر في دمشق بين جميع الصحف والمجلات الفكاهية على امتداد الزمان والمكان العربيين بعدة أشياء:
    أولها أنها صدرت من دون ترخيص، فقد بدأ صاحبها يخطها بخط يده من الألف إلى الياء، هو جالس على المقهى، ثم يوزعها على أصدقائه من دون ثمن ودون اشتراكات.
    وضمت موضوعاتها (المقال الافتتاحي، المانشيت، المقال الرئيسي، الطقس، كلمة العدد، مقال في السياسة الدولية، مقال في السياسة الداخلية، يوميات رئيس التحرير، صورة العدد، الإعلانات.. وغير ذلك).
    وتلك الصحيفة التي التزمت الشعر وسيلة للتعبير، وطوعته ليكون وعاء لكل المواد الصحفية، باقتدار بارع لم تخرج عن حدود الأوزان التقليدية القديمة، بل أكثر من ذلك كانت تميل إلى السخرية من الشعر الحديث وتتندر به.
    وقد جمعت أعداد (الكلب) وصدرت مطبوعة طبعة فخمة في دمشق مصحوبة بتقديم واف، كتبه الشاعر الكبير سليمان العيسى.
    وكان الشاعر سليمان العيسى فيما يبدو صديقاً لصاحب (الكلب) المرحوم صدقي اسماعيل، فنحن نجد في ديوانه (الديوان الضاحك)، قصيدة بعنوان (كنا في هلسنكي) يبدو منها أن سليمان العيسى كان عضواً في مؤتمر السلم العالمي الذي انعقد في هلسنكي عاصمة فنلندا في أواسط الستينيات فبعث بقصيدته تلك إلى جريدة (الكلب) باعتباره مندوباً لها في المؤتمر ولكن الشاعر يقول في مقدمة قصيدته وفي ثناياها أنه مندوب جريدة (ابن الكلب) بمقدمة تقول:
    نحن في منتصف الليل هنا
    وضياء الشمس في كل مكان
    نحن عند القطب لا يفصلنا
    عنه في الواقع إلا فشختان
    إن فنلنــــــدا بــــلاد حلـــــــوة
    وكثيرات بفنلندا الحــسان
    وتقدم القصيدة عدة لقطات للمؤتمر كتغطية صحفية شعرية لوقائعه وفعالياته فتقول بعض مقاطعها:
    جاءت «ابن الكلب» من سورية
    كسواها لحضور المهرجان
    أصدقاء السلم قد حلوا هنا
    من أقاصي الصين حتى ميشغان
    أشعار حلمنتيشية
    لقد اعتبر النقاد أن جريدة «الكلب»، هي نموذج متميز من الشعر الحلمنتيشي، والشعر الحلمنتيشي هو لون من ألوان الشعر العربي، يعتمد على إدخال المفردات الشعبية في نسيج القصيدة الفصيحة، ويأخذ الشكل الكوميدي في الطرح، وقد ازدهر في مصر وسورية ولبنان، إذ اهتم به أكثر من صحيفة ومجلة مصرية، أما في سورية فلم ينتشر إلا عبر مجلة واحدة كانت (مجهولة) المؤلف وقتها، ولم تكن تطبع بكميات قصد التوزيع، إنما كانت تحرر على نسخة واحدة يتداولها الأعضاء، الأمر الذي أدى إلى ضياع الكثير من أعدادها بعد ذلك، هي جريدة الكلب، وكان لها فرعان في حلب وبيروت ومندوبها يسمى ابن الكلب، ويعتمد الشعراء في قصائدهم على طرح المشاكل الاجتماعية والإنسانية عبر قالب كوميدي فكاهي جميل يداعب الأحاسيس.
    فن الإعلان في الكلب
    الكلب كانت جريدة لا كغيرها، فهي أولاً شعرية.. ويعتقد أنه لا يوجد في العالم كله جريدة انتقادية ساخرة تكتب شعراً كلها، والمجلات التي يمكن تشبيهها بالكلب، (الكانار انشيني) الفرنسية، و(كروكوديل) الروسية تعتمد قليلاً على الشعر وكثيراً على الرسم (الكاريكاتور)، ثم على المقالات الانتقادية الساخرة، أما أن تكون مجلة بكاملها (على قلة عدد صفحاتها) مكتوبة بأبيات ذات وزن وقافية تعالج بها المواضيع كلها سياسية واجتماعية وفنية وأدبية، فهذا ما لم تختص به إلاها.
    والطريف في المجلة إعلاناتها:
    اشتروا شفرة الحلاقة ناسيت
    فقد طالت اللحى في البلاد
    أعلنوا عندنا فللكلب صوت
    يتحدى وزارة الاقتصاد
    قهوة الجــــــسر اقــــصدوها
    دائماً فالكلـــب فيهـــــا
    بالحبر قد كتبت جريدتنا
    وغداً سنطبعها على الآلة


  3. #3
    اختصاص طيب أسنان وجراحتها
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    157

    رد: يا غير مسجل( كلب ) صدقي إسماعيل: سخر حتى من السخرية


المواضيع المتشابهه

  1. السخرية كسمة اسلوبية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-15-2016, 02:42 AM
  2. اللحظة السحرية
    بواسطة المتفائل في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-17-2011, 07:02 AM
  3. جاذبية صدقي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-21-2010, 03:47 AM
  4. العين السحرية
    بواسطة حسن لشهب في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-22-2009, 04:58 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •