دار جدل طويل عبر مجموعات واتسية حول مشروعية التبرع بالأعضاء..وغاب عنهم المؤتمر وإفتاءه المنطقي: وهذا يجعلنا نطلع ولا نفتي بلا يقين:



عثمان عثمان


يوسف القرضاوي
عثمان عثمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبا بكم مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة والتي تأتيكم على الهواء مباشرة من الدوحة. زرع الأعضاء في جسم الإنسان واقع فرضه التقدم العلمي والطبي وظهرت نتائجه الإيجابية على مستوى واسع، بل ربما نظر إليه المتخصصون على أنه أصبح مسلكا تقليديا في الطب فالحديث الآن يتم عن الخلايا الجذعية التي تساعد على استنساخ أعضاء ولعلنا نخصص لها حلقة خاصة بإذن الله تعالى. هذا التطور الطبي في زرع الأعضاء ونقلها فرض على الفقيه والمسلم أسئلة عديدة وجب بحثها وتحديد الموقف منها نظرا إلى أن المسلم مأمور باتباع هدي الإسلام في سلوكه محياه ومماته، فما موقف الفقه الإسلامي من التبرع بالأعضاء؟ وما هي الأعضاء التي يجوز التبرع بها؟ وهل يحق للورثة التبرع بأعضاء الميت؟ وهل يتعارض هذا التبرع مع حرمة الميت وأن الجسد ملك لله تعالى؟ التبرع بالأعضاء موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي. مرحبا بكم سيدي.
يوسف القرضاوي: مرحبا بك يا أخ عثمان.
عن الفيلم الهولندي وتنصر أحد المسلمين
عثمان عثمان: كما يسعدنا مشاهدينا الكرام أن نتلقى مشاركاتكم عبر البريد الإلكتروني الخاص ببرنامج الشريعة والحياة والذي سيظهر تباعا أمامكم على الشاشة sharia@aljazeera.net فضيلة الدكتور يعني قبل الدخول إلى محاور الحلقة كما عودتم السادة المشاهدين فإن لكم مواقف معينة تجاه كل حدث جديد وطارئ. ما مواقفكم تجاه قضيتين كما فهمت منكم ستتحدثون بهما؟
يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. قبل أن نخوض في مسألة زرع الأعضاء لا بد لنا كعادتنا من وقفة أمام حدثين حدثا خلال الأسبوع المنصرم. الحدث الأول هو ذلك الفيلم الهولندي الذي تحدث عنه منذ أشهر ذلك النائب البرلماني رئيس الحزب المعروف والذي زعم أنه سيظهر فيه القرآن وكيف يحض على العنف وعلى الكراهية وعلى القتل ويتهم الإسلام ونبي الإسلام بما هما منه براء من غير شك. وقد ظهر الفيلم وبإجماع الذين شاهدوه وعرفوه أكدوا أنه فيلم تافه لا يستحق كل هذه الضجة في موضوعه وفي حواره وفي سيناريوهاته وإخراجه ومن الناحية الفنية ومن الناحية العلمية ومن الناحية العملية، فيلم لا قيمة له فضلا عن أن الفكرة التي يقوم عليها فكرة زائفة، فإن محمدا صلى الله عليه وسلم هو الذي وقع عليه العدوان هو الذي رفع في وجهه السيف ولم يرفع السيف إلا دفاعا عن دينه وعرضه وحرماته ومن اتبعه. الفيلم ساقط من غير شك، وأنا كنت رددت عليه في إحدى خطب الجمعة ولا أريد أن أكرر نفسي مرة أخرى ولكن أريد أن أؤكد موقف الحكومة الهولندية التي نددت بهذا الفيلم وبرئت منه وكان موقفها مع المسلمين في الداخل وفي الخارج موقفا جيدا. كما أيضا أحب أن أذكر موقف الجالية الإسلامية في هولندا التي وقفت موقفا عقلانيا هو الذي يؤيده الإسلام وتؤيده الحكمة الإسلامية ورأوا أن يعني يستعملوا الأساليب القانونية ضد هذا الفيلم، فأحمد الله عز وجل أن كل الذين يريدون أن يسيؤوا إلى هذا الإسلام هم كما قال الشاعر
يا ناطح الجبل العالي ليوهنه، أشفق
على الرأس لا تشفق على الجبل
أما القضية الثانية فهي قضية ذلك الإنسان الذي تنصر وليس المهم في تنصره ليذهب إلى الجحيم سينقص المسلمون واحدا، المليار ونصف المليار سينقصون واحدا، هو يزيدون أضعافا، من المعروف أن الإسلام هو أكثر الأديان انتشارا رغم أنه لا يملك يعني قوى تبشيرية كما تملك المسيحية وغيرها ولكن هو أوسع الأديان انتشارا بحمد الله، فنحن لا نأسف عليه، مثله لا يفرح ببقائه ولا يحزن على فراقه وخصوصا أن الجميع يعلم أنه عميل لإسرائيل يباهي بتردده على إسرائيل وبأنه أخذ جائزة من إسرائيل قالوا قدروا أنها مليون دولار أو غير ذلك، فمن خان أمته وخان وطنه لا يبعد أن يخون دينه. ولكن الذي يؤسفنا في الحقيقة هو أن البابا يعني عمّد هذا الشخص علنيا وأعلن يعني إعلاميا في القنوات الفضائية وأجهزة الإعلام أعلن عن هذا، وهذا يعتبر موقفا عدائيا واستفزازيا للأمة الإسلامية، يعني لا يهمنا أن يتنصر إنسان قال إنه صار له خمس سنين كاثوليكي وهو كان يهاجم الإسلاميين ويهاجمني ويهاجم الإسلام ويهاجم القرآن ويهاجم.. وهو كاثوليكي ونحن لا نعلم، كان يعني يعلن عن نفسه، إما كان يعلن عن نفسه على أنه مسلم متحرر تقدمي علماني وهو ليس بمسلم قط ولكنه عميل باع دينه وباع شرفه وباع وطنه وباع أمته بثمن بخس. نحن نأسف أن البابا يعمّد هذا ويعلن هذا الموقف الاستفزازي للأمة الإسلامية وكنا ننتظر من البابا بعد محاضرته التي أساء فيها إلى الإسلام ونبي الإسلام وعقيدة الإسلام وتاريخ الإسلام كنا ننتظر موقفا آخر، نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قلنا إنه إحنا مجمدين العلاقة مع الفاتيكان ومع البابا حتى يظهر موقفا آخر، فإذا بالموقف الآخر يزداد سوءا على سوء والعياذ بالله. نحن أحببت أن أسجل هذا الأمر وأريد أن الإسلام أقوى وأقوى من كل ما يكيد له الكائدون {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}[التوبة:32-33]. للأسف نحن نمدنا أيدينا إلى النصرانية وإلى الفاتيكان وإلى مجلس الكنائس وإلى.. ولكن للأسف هم يمدون أيديهم بالعدوان..
عثمان عثمان (مقاطعا): على كل فضيلة الدكتور يعني هذه قضية متجددة موضوع الإساءة إلى الإسلام والمسلمين يبدو أن هناك خطة مبرمجة في هذا الإطار ابتدأت بموضوع كما ذكرتم المحاضرة إلى الرسوم الكاريكاتورية..
يوسف القرضاوي (مقاطعا): لعلنا نخصص حلقة للحديث عن هذا الموضوع إن شاء الله.
عثمان عثمان (متابعا): إن شاء الله. وربما انتهت بموضوع الفيلم الأخير لذلك الهولندي. على كل فضيلة الدكتور ندخل إلى محاور الحلقة إن شاء الله عز وجل بعد أن نأخذ فاصلا قصيرا. فاصل قصير مشاهدينا الكرام ثم نعود وإياكم إلى متابعة هذه الحلقة فابقوا معنا.






[فاصل إعلاني]
حكم وضوابط التبرع بالأعضاء
عثمان عثمان: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة والتي نتحدث فيها عن التبرع بالأعضاء مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي. فضيلة الدكتور يعني عنوان حلقتنا التبرع بالأعضاء، ما حكم التبرع هل هو جائز؟


"التبرع بالأعضاء جائز بل مستحب بشروطه وقيوده، إذا كان التبرع بالمال صدقة فما بالك بمن يتبرع ببعض بدنه فهذا أمر محبب في الإسلام"
يوسف القرضاوي: لا شك أن التبرع بالأعضاء جائز بل مستحب بشروطه وقيوده، إذا كان التبرع بالمال صدقة بالمال لإنقاذ فقير أو مريض أو بائس من أعظم القربات إلى الله تبارك وتعالى فما بالك بمن يتبرع ببعض بدنه، هذا أمر محبب في الإسلام، إن الله يعتبر هذا من ضمن إحياء النفس {..من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ..}[المائدة:32]، فنحن نساهم بالتبرع بالأعضاء في إحياء نفس بشرية، وكل عمل يعني في هذا الجانب يعتبر من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل، إغاثة ملهوف، إنقاذ إنسان من آلام يتألم بها، إنجاد حياة الإنسان بدل ما كان يموت ممكن يقعد عدة سنين، طفل أو شاب أو رجل أو امرأة، فهذا من أعظم الأعمال التي يباركها الإسلام..
عثمان عثمان (مقاطعا): ولكن قلتم لا بد أن يكون هناك ضوابط وحدود لهذا التبرع. ما هي أبرز هذه الضوابط فضيلة الدكتور؟
يوسف القرضاوي: هو الإنسان لكي يتبرع بجزء من بدنه لا بد أولا أن يكون بدنه سليما، تكون أعضاؤه سليمة، وفي أشياء لا يجوز طبعا.. ما يجوزش الأشياء اللي هي مفردات في الجسم، واحد عنده قلب واحد يتبرع بقلبه أو كبد واحد يتبرع بكبده! لا يتبرع إلا بالأشياء المزدوجة، يعني كلية من كليتين..
عثمان عثمان (مقاطعا): قرنية من قرنيتين؟
يوسف القرضاوي (متابعا): آه مثلا آه. وبشرط أن تكون الكلية المتبرع بها سليمة تماما والكلية الأخرى سليمة 100% بحيث لا يعرض نفسه للخطر، لأن القاعدة الشرعية أن الضرر يزال بقدر الإمكان، إذا وجدنا ضررا عند إنسان وأمكننا أن نزيل هذا الضرر يجب علينا أن نزيل هذا، لا ضرر ولا ضرار، نزيل الضرر ما استطعنا ما دمنا نقدر على إزالته، ولكن من القواعد التي تكمل هذه القاعدة أن الضرر لا يزال بالضرر، وفسروا هذا لا يزال بضرر مثله أو بضرر أكبر منه. فأنا كيف أتبرع بكليتي وأنا محتاج إليها، أنفع غيري وأضر نفسي! فهذا لازم يشترط.. ومن هنا لا بد من إجراءات طبية، الأطباء لازم يفحصوا الشخص يشوفوا أولا هو مناسب للشخص الذي سيتبرع له، لأنه قد لا يكون مناسبا له بالمرة ويضره أكثر مما ينفعه، وبعدين هل مناسب هو أنه يتبرع ويبقى سليما حسب يعني العادة وحسب السنن أنه مثله إذا تبرع كليته سليمة ممكن تعيش أربعين سنة يعني حسب العمر الباقي له، لا يدري له شيء حسب قوانين الله في الكون والمجتمعات.
عثمان عثمان: ما هو الضابط الثاني فضيلة الدكتور؟
يوسف القرضاوي: الضابط الآخر أن يملك الشخص التبرع، أنه مثلا لا يجوز أن يتبرع إنسان غير بالغ ولا عاقل، لازم يملك هذا الحق لأن التبرعات المالية حتى لا تجوز من الأطفال ولا من المجانين ولا من السفهاء، ولا يجوز للولي أن يتبرع عنهما، يجي يعني.. نقول له لا أنت مقيد، عليك تنمي أموالهما {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ..}[الأنعام:152]، فكذلك إذا كان لا يجوز لنا أن نتبرع بماله فلا يجوز له أن يتبرع ببدنه، فلازم يكون الشخص أهل للتبرع.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني الحديث الذي جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام "كسر عظم الميت ككسره حيا"، ألا يتعارض هذا مع مبدأ التبرع بالأعضاء؟
يوسف القرضاوي: لا، هو الفكرة في الإسلام أن الميت له حرمة، أن الإنسان له حرمة حيا وميتا، فلا يجوز أن تنتهك حرمة الميت كما لا يجوز أن تنتهك حرمة الحي، وكسر عظم الميت هذا لا يجوز لأنه مثل كسر عظم الحي أي في الإثم، فكذلك أيضا النهي عن المُثلة، النبي قال في الحرب "لا تمثلوا" معنى لا تمثلوا يعني لا تشوهوا الجثة. فإنما هو هنا لا يكسر عظم الميت وعادة الميت الذي.. الإنسان الذي يتبرع بهذا الأمر تعمل له عملية سواء كان في حياته أو في حالة إصابته بحادث يفقده الحياة الدماغية كما يقولون، لازم يدخل المستشفى.. ما نكسرش عظمه ولا حاجة، ده منطلع الكلية ومنطلع القرنية ومنطلع الكبد ومنطلع هذه الأشياء ومنستخرجها منه بأدق ما يكون وأرفق ما يكون، عملية إزاي كما نعمل للإنسان الحي تماما فليس فيها كسر للعظم. وحتى كسر العظم لو كان بسبب معين، يعني لو اقتضى الأمر الكسر علشان نحقق في جناية ويعني لو اقتضى هذا مع أنه غالبا لا يستلزم كسر عظم الميت أو في تشريح الجثة لمعرفة مرض معين، ولكن هنا ليس مقصودا أن نكسر العظم ولا أن نشوه الجثة كما في المُثلة.
عثمان عثمان: تساؤل آخر فضيلة الدكتور حول موضوع ملكية الإنسان لجسمه وأعضائه، البعض يعتبر أن هذا الجسم وأن هذا.. ما وهبه الله تعالى للإنسان ليس ملكا له إنما هو لله عز وجل وهو مؤتمن عليه فكيف يتصرف به؟
يوسف القرضاوي: هو كل ما في الكون ملك لله عز وجل {لله ما في السماوات وما في الأرض..}[البقرة:284]، {..لله من في السماوات ومن في الأرض..}[يونس:66]. المال لا يملكه الإنسان في الحقيقة، الله هو منشئ المال وخالق المال وهو المال ماله وذلك يقول {..وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه..}[الحديد:7]، أنتم خلفاء في المال، نواب، أمناء صندوق، {..وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ..}[النور:33]. ومع هذا ربنا مكن الإنسان عن طريق الملكية الشرعية من التصرف في المال، وكذلك الجسد ربنا مكن الإنسان أنه يتصرف في هذا الجسد بما لا يضر الجسد، مثل مثلا ألم يجز التبرع بالدم، الدم هو جزء من الإيه؟ من الإنسان، نتبرع بالدم من أجل العمليات الجراحية وهذه الأشياء التي تفيد الملايين من الناس، وأقر ذلك المسلمون وعلماؤهم دون نكير من أحد. فالتصرف في المال جائز بشروط وقيود والتصرف في الجسم أيضا بقيود وشروط مشروع.
عثمان عثمان: وماذا فضيلة الدكتور عن موضوع بين المتبرع والمتلقي في موضوع الدين، يعني هل يجوز للمسلم أن يأخذ عضوا من غير المسلم وهل يجوز له أن يعطي إلى غير المسلم إن كان هناك حاجة؟
يوسف القرضاوي: نعم، يجوز له أن يأخذ من غير المسلم، كثير من أخواننا الذين يذهبون إلى أميركا وإلى أوروبا وإلى كثير من بلاد الهند وغيرها ليأخذوا من أحد البنوك يعني كلية أو شيء من هذا، يعني هي في الغالب كلية لغير مسلم، والأعضاء ليس فيها مسلم وغير مسلم، أعضاء الإنسان هي كلها مسلمة، الأعضاء داخل الإنسان هي مسبحة لله تسبح بحمد الله كلها يعني داخلة في دائرة السنن الإلهية في السجود والتسبيح وهذه الأشياء، فالإنسان يجوز أن يأخذ من غير المسلم ويجوز أن يعطي أيضا غير المسلم، كما يجوز الصدقة على غير المسلم، القرآن ذكر {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا..}[الإنسان:8] في وصف الأبرار، الأسير كان من الوثنيين المشركين في ذلك الوقت ومع هذا القرآن مدح الذين يعطون يطعمون الطعام على حبه، هو يحبه الطعام ومحتاج إليه، يطعم الأسير ويقول {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا..}[الإنسان:9]. والنبي عليه الصلاة والسلام وبعض الصحابة كانوا يتصدقون على أقاربهم المشركين فبعض يعني الصحابة أنكر ذلك فنزل قول الله تعالى {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء..}[البقرة:272]، أنت تدّيهم الصدقة وتبذل لهم المال والهداية من الله {..ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون}[البقرة:272].
عثمان عثمان: إذاً المسألة مسألة إنسانية غير متعلقة بالدين..
يوسف القرضاوي (مقاطعا): نعم، المسألة إنسانية، الإنسان يرجو فيها وجه الله، الخير الذي يقدمه يقدمه ابتغاء وجه الله سواء كان لمسلم أو... صحيح أنه إذا كان الأمر يعني في موازنة بين مسلم وغير مسلم المسلم أولى والمسلم الصالح أولى من المسلم الطالح المسلم العاصي المسلم الفاسد، لا، المسلم الصالح أولى منه. والمسلم الذي له حق مثل حق القربى أو حق الجوار ابن عمه ابن خالته قريبه جاره، الله تعالى يقول {..وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله..}[الأنفال:75]، {..والجار ذي القربى والجار الجنب..}[النساء:36]، وكلما كان له حق كان أولى من غيره.
عثمان عثمان: قبل الدخول فضيلة الدكتور إلى المحور الثاني والذي هو بعنوان ما الذي يتم التبرع به لنشاهد سوية هذا التقرير الذي جاءنا من عمّان.






الأعضاء التي يجوز التبرع بها وحكم الوصية
[تقرير مسجل]
معتز قيسية: لا تزال قضية الزراعة ونقل الأعضاء البشرية تشهد جدلا واسعا من الناحية الشرعية والطبية، وزاد من رقعة هذا الجدل والخلاف غياب رؤية واحدة قائمة على أحكام فقهية واضحة تجاه هذه القضية. ففي الوقت الذي شرعت فيه بعض الدول العربية والإسلامية في إجراء عمليات نقل وزراعة الأعضاء ووقع القوانين اللازمة لذلك، فإنه ما يزال هناك جدل حول هذه العمليات في دول أخرى. أسباب الخلاف تعود إلى سببين رئيسيين، الأول طبي يتعلق بكيفية تحديد الوفاة، والثاني فقهي يتعلق بملكية هذه الأعضاء هل هي للإنسان أم أنها وديعة لله عز وجل لا يجوز التصرف بها.
مأمون زبدة/ استشاري زراعة الكلى: يجب أن نعمل فحوصات طبية كثيرة للتأكد من وفاتهم دماغيا، هناك فحوصات سريرية، هناك تخطيط للدماغ. بالنسبة للشرع، يحق لنا أن نأخذ أي عضو باستثناء الأعضاء التي لها علاقة في المبيض أو الخصيتين.
مها الطل/ مديرة بنك العيون الأردني سابقا: هلق مش كل متوفى منأخذ منه قرنية. أول إشي لازم نكون عارفين السيرة المرضية لهذا المتوفى، لازم نكون عارفين إيش سبب الوفاة عنده وإيش أمراض هو تأثر فيها خلال حياته، لأنه في بعض الأمراض ممنوع منعا باتا أن نأخذ القرنيات من المصاب فيها لأنه ممكن أن ننقلها للمريض اللي بدنا نزرع له القرنية.
معتز قيسية: لكن عمليات زرع ونقل الأعضاء تعتبر في بعض الدول حلقة الوصل بين إنقاذ المرضى وهلاك الفقراء، فعمليات السوق السوداء لشراء الأعضاء من المحتاجين باتت تنتشر بشكل كبير في ظل تغيب الرقابة. أعضاء بديلة أو قطع للغيار كما يحلو للبعض أن يسميها بات من السهل الحصول عليها بالطريقة القانونية أو عبر السوق السوداء. لكن الخلاف الذي لا يزال قائما هو موقف الدين من هذه القضية، ناهيك عن الموقف الطبي منها. معتز القيسية الجزيرة عمّان.
[نهاية التقرير المسجل]
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور ما هي الأعضاء التي يجوز التبرع بها؟
يوسف القرضاوي: أنا أريد أن أعلق على هذا التقرير حول مسألة زرع الأعضاء والوفاة الدماغية لأن هذه القضية بحثت بحثا يعني جديا وطويلا على مستويات عدة، أول من بحث هذه القضية المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الكويت وهي التي سنت سنة حسنة فإنها تجمع بين أطباء الشرع وعلماء الطب والحياة، ويعرضون القضايا ويعرضها الأطباء ويشرحونها وعلماء الشرع يعني يدّون الحكم فيها ويناقشهم الأطباء، وتظل المسألة عدة أيام حتى يتبلور حكم. يعني فأول من قرر هذا الأمر أن وفاة الدماغ هي الوفاة الحقيقية وليس توقف التنفس أو توقف القلب، ثم أقر هذا المجمع الفقهي الدولي في عمّان سنة 1978 واعتبر أنه إذا تلف الدماغ أو جذع الدماغ وبدأ في التحلل فهذه هي الوفاة. لأن الشرع لم يحدد لنا الوفاة فلذلك الفقه ممكن بالتعاون مع العلم ومع الطب يحدد لنا هذه الوفاة، وأقر ذلك المجمع الفقهي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي وأخذت به كثير من الدول وأصدرت بها القوانين، ولكن هناك جماعة فقط يعني قليلين من الأطباء في مصر هم الذين أثاروا ضجة حول هذا الموضوع. وأنا شخصيا ليس عندي أي شيء.. مطمئن تماما إلى أن الوفاة الدماغية هي الوفاة الحقيقية وهذه تتيح فرصة للإنسان الذي يصاب في حادثة، من أصيب في.. وتعرف نحن في عصر الحوادث الكثيرة يعني جدا، فهذه الحوادث تتيح فرصة للإنسان أن يتبرع بأعضائه إذا حصل له وفاة دماغية يتبرع بالأعضاء التي ممكن التبرع بها من الكبد والكلية والقرنية وغيرها، يستفيد الآخرون منه وهو يعني يستفيد ثواب وصدقة وأجر من الله عز وجل لأن هذه الأعضاء بعد أن يتوفى ستتحلل وتتحلل إلى تراب فلماذا لا يستفيد منها الآخرون، ولكن أن نشجع كل من يتبرع أو يوصي أنه إذا أصابته حادثة يتبرع بعضو من أعضائه هذا الذي يعني نطمئن إليه ونفتي به، التبرع بالأعضاء نتيجة الوفاة الدماغية.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور، نتحدث من نقل عضو من إنسان إلى إنسان سواء كان هذا الإنسان مسلما أو غير مسلم، ماذا عن نقل عضو من حيوان إلى إنسان حتى لو كان هذا الحيوان نجس العين كالخنزير مثلا، ما الحكم في ذلك؟
يوسف القرضاوي: إذا كان هذا سيفيد الإنسان لا حرج في ذلك إذا قرر الأطباء والعلماء أن نقل هذا العضو إلى الإنسان يفيده، الإسلام لا يمنع من ذلك، حتى ولو كان هذا الحيوان محكوما بنجاسته مثل الخنزير أو مثل الكلب عند معظم العلماء لأن مش شايفها.. فالخنزير محكوم بنجاسته ولكن المهم بالنجاسة في الظاهر لا في الباطن، الباطن كله نجاسة يعني باطن الإنسان مليء بالدم والبول والبراز وهذه الأشياء يعني الإنسان مرحاض متحرك، إنما النجاسة التي تؤثر هي ما كان خارج الجسم بعدين المحرم في الخنزير هو أكله {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير..}[البقرة:173] يعني أكله إنما الانتفاع به لا مانع منه، النبي عليه الصلاة والسلام مر على شاة ميتة فقال "هلا انتفعتم بجلدها" فقالوا يا رسول الله إنما هي ميتة قال "إنما حرم أكلها" فيحرم أكل الخنزير إنما الانتفاع بالخنزير إذا كان هذا ممكنا وثابتا من الناحية العلمية فلا حرج في ذلك.
عثمان عثمان: بالنسبة للميت فضيلة الدكتور إذا أوصى بالتبرع بأعضائه هل تنفذ وصيته؟ وفي حال لم يوص هل يجوز للأهل أن يتبرعوا بأعضائه؟
يوسف القرضاوي: إذا أوصى فيحب أن تحترم وصيته كما إذا أوصى بالمال يجب أن تنفذ وصيته، القرآن حينما يتحدث عن تركة الميت يعني وعن صلة الورثة يقول {..من بعد وصية يوصي بها أو دين..}[النساء:11] {..من بعد وصية توصون بها أو دين..}[النساء:12] فالوصية حتى أقدمها على الدين هذا في الماليات ففي غير الماليات المفروض تحترم وصية الميت بالإيجاب أو بالسلب لو أوصى بالتبرع يجب أن يتبرع ولو قال لا أنا لا أقبل التبرع لا يجوز لورثته أن يأتوا ويأخذوا من جسمه ما لا يقبله، إنما لهم كورثة أن يقولوا والله هذا ينفعه وهذا يناله الأجر من ورائه لا مانع من أن نتبرع بعد ما أصيب من الحادثة هذه يجوز لهم هذا ما لم يكن هناك شيء من قبل الميت يمنع هذا.
عثمان عثمان: لو كان الميت قبل وفاته معترضا على التبرع بأعضائه؟
يوسف القرضاوي: لا يجوز خلاص في هذه الحالة إذا كان معترضا على التبرع لا يحوز للورثة أن يكونوا ضد رغبته.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور، اسمح لنا أن نأخذ مشاركة من الدكتور احتيوش فرج رئيس الجمعية الليبية لأمراض وزراعة الكلى، مرحبا بكم دكتور يعني أنتم اليوم دكتور أجريتم تجربة حول موضوع الموت الدماغي هل تحدثنا عن هذه التجربة.
احتيوش فرج: أول شيء أنا أحب أن أشكرك أنت وضيفك العزيز أستاذنا العزيز الدكتور يوسف القرضاوي وأقول لك إنه لزرع الأعضاء لا بد من توفر هذه الأعضاء لأنه لا يمكن تصنيعها، والعلاج التعويضي لا يرقى لمستوى الأعضاء، والتبرع بالأعضاء، كما قال الشيخ، من الأحياء للأسف لا يكفي البعض ليس لديهم متبرعين وبعض المتبرعين لا يناسبهم، محاولة التبرع المتبادل لم تنجح كثيرا في العالم، فقط التبرع من الموتى هو الذي سيحل الإشكال وهو مربط الفرس في هذا الموضوع. ومربط الفرس في موضوع التبرع من الموتى هو تعريف وتحقيق الموت، ونتيجة للتعاون بين البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء في ليبيا الذي أرأسه ومركز زراعة الكلى في المنصورة الذي يرأسه ..
عثمان عثمان: يبدو أن الاتصال انقطع من المصدر. فضيلة الدكتور يعني كنا نتحدث عن موضوع الميت وقلتم بأنه يجوز التبرع بأعضائه إن لم يكن معترضا على ذلك قبل وفاته أو لم يكن هناك ما يمنع، البعض يقول مثلا كما ذكرتم أن الأهل يرثون ماله فهل يرثون أعضاءه؟
يوسف القرضاوي: هو في الحقيقة يعني كل ما يتعلق بالميت من هذه الناحية تراعى فيه حرمة الميت ويراعى فيه مشاعر أهل الميت، يعني لما نقول لا تمثلوا، رسول الله لما نهى المحاربين والمجاهدين في ميدان الحرب أن يمثلوا بجثث الموتى من المشركين الذين يحاربونهم ورفعوا السيف في وجوههم، لماذا فعل هذا؟ وفي الحقيقة الإنسان بعد ما يموت لن يحس بشيء إنما يراعي أهله، أهل الميت في الحقيقة يعني هذه القضية لما اللي بيحاول يشوه الجثث إيه؟ الأحياء لغيظهم من هؤلاء الموتى يعني الحقد والكراهية والعداوة هي التي تؤدي إلى هذا، فلذلك أهمية مشاعر الأحياء في هذه القضية هي غاية في الجدوى. وكما أشار الحقيقة الأخ الدكتور أنه من المهم جدا التبرع بأعضاء الجسد في حالات الحوداث هي التي تجلب للناس المصادر في هذا الأمر لأن التبرع في حالة الحياة نادر جدا إنما الذي يعتبر مصدرا ومصدرا ثريا وسخيا هو ما يأتي نتيجة الحوادث.
عثمان عثمان: هناك بعض الأطفال يولدون وبهم عاهات لا يستطيعون أن يعيشوا بها، هل يملك أهلهم في هذه الحالة أن يتبرعوا ببعض أعضائهم؟
يوسف القرضاوي: نعم هذا جائز وأنا أفتيت في هذا في فترة من الفترات كان في مستشفى حمد أكثر من طفل مصابون بأمراض وسيموتون بعد أيام يعني مقرر هذا، فأنا قلت لهم في هذه الحالة يمكنكم أن تتبرعوا بهذه، وتبرعوا ببعض الأشياء لبعض الأطفال كان آباؤهم يعني محتاجون لهذه الأعضاء ليستفيد منها أطفالهم، فالآباء خلاص فقدوا هؤلاء ولكن لما أخذ هذا الطفل واستفاد من الكلية أو الكبد أو العضو من هذا الطفل الأب استراح نفسه، كأنه قدم شيئا بديلا عن ولده فهذا أمر لا يجوز يعني التردد فيه أبدا.
عثمان عثمان: بالنسبة للزوجة هل يجوز لها أن تتبرع بإحدى كليتيها لأختها لأمها لأحد أقربائها دون موافقة زوجها؟ يعني هل يملك الزوج أن يمنعها من التبرع؟
يوسف القرضاوي: أنا سئلت يعني سؤال مثل هذا أن إحدى الزوجات قالت أنا أختي محتاجة إلى كلية وأنا متبرعة ولكن زوجي ممانع في هذا، فقلت لها هذا من حقه يعني هو من حقه يعني أنا أريد زوجة سليمة 100% يعني لا أريد أن زوجتي ممكن بعد كم سنة تتعرض هي لأي شيء في الكلية وتكون تبرعت بكليتها ويصبح هو مبتلي بهذا الأمر بعدين يعني حتى التبرع إذا واحدة تبرعت لأختها لازم تدخل المستشفى ولازم تعمل عملية جراحية وهذا كله على حساب حقوق الزوج فلازم يكون هو موافق على هذا كله.
عثمان عثمان: هل يجوز التبرع بالأعضاء لمؤسسة لمركز تبرع لمشفى أو غير ذلك؟
يوسف القرضاوي: هو المفروض التبرع أن يكون لجهة من الجهات لمؤسسة من المؤسسات خصوصا التبرع في الحوادث هذه وتأخذها مستشفى مؤسسة بنك من البنوك ويدخر هذه الأعضاء يحفظها بطرق علمية معينة لأنها ما بيستفاد منها في الحال ممكن تدخر فترة من الزمن حتى يأتي من يستفيد منها أيضا لأن هناك شروط علشان يستفيد الإنسان من هذا العضو.






حكم بيع الأعضاء والاتجار بها
عثمان عثمان: نحن هنا نتحدث فضيلة الدكتور عن التبرع بالأعضاء، ماذا عن بيع هذه الأعضاء؟ البعض ربما يقول إن المتبرع بحاجة إلى المال والمريض بحاجة إلى هذا العضو، فما المانع أن يكون هناك مصلحة متبادلة بين الطرفين؟
يوسف القرضاوي: لا، الإنسان أكرم على الله وعلى نفسه من أن يكون موضوعا للبيع والمساومة، الله تعالى يقول {ولقد كرمنا بني آدم..}[الإسراء:70] هذا الذي جعله الله في الأرض خليفة وسخر له ما في السموات والأرض جميعا منه وأسجد له ملائكته وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة، كيف يكون موضعا للمساومة وللبيع؟ بكم تبيع هذا؟ البيع في تعريف الفقهاء هو مبادلة مال بمال بالتراضي، فهل جسم الإنسان مال؟ هل يعني أخضع هذا بكام واللي يزيد وندخل في المزاد؟ لا يجوز هذا. وهذه للأسف في كثير من البلاد الفقيرة هناك أناس يستغلون فقر الفقراء ويخدعونهم ويشترون هذه الأعضاء بثمن بخس ليستمتع بها الأغنياء والمليارديرات وهناك مافيا مثل مافيا المخدرات تتاجر، يعني سوق للنخاسين، فهذه نوع من التجارة بالبشر هذا نوع من الإتجار بالبشر الفقراء الذين يحتاجون إلى القوت يحتاجون إلى ما يمسك الرمق أو يطفئ الحرق فهؤلاء مضطرون إلى أن يبيعوا أعضاءهم لهؤلاء الموسرين القادرين، يجب الوقوف ضد هذا.
عثمان عثمان: ولكن يجوز له أن يأخذ مبلغا من المال كهدية أو غير ذلك؟
يوسف القرضاوي: لا مانع هذا كما منع النبي عليه الصلاة والسلام منع الإسلام بصفة عامة أن الإنسان يدفع قرضا لإنسان ويأخذ عليه مقابل "كل قرض جر نفعا فهو ربا" إذا كان مشروطا إنما لو دفع له القرض ولما جاء يرده رد العشرين خمسة وعشرين أو ثلاثين كتر خيره، النبي عليه الصلاة والسلام حينما استقرض من رجل شيئا لما رده رد القرض وزيادة وقال "إن خياركم أحسنكم قضاء" ما دام غير مشروط لا مانع فما دام هناك أيضا لا يكون هناك تواطؤ، أنا حأدي لك هدية مش هدية الحقيقة بس هو بيع في شكل إيه؟ هدية، زي ساعات الرشوة تأخذ صورة الهدية وهي مش هدية هي رشوة يعني بيقول أنا بهدي لك، لا، الله أعلم بالنيات يعني يريد التحايل على دين الله!
عثمان عثمان: نعم فضيلة الدكتور يبدو أن الدكتور احتيوش فرج قد عاد معنا على الهاتف من القاهرة، تفضل دكتور.
احتيوش فرج: أهلا وسهلا بك. أنا قلت لك أن التجربة دي، أنا أحب أن أوضح أن الموت واحد وأن تعريفه واحد ولا يوجد هناك موتين موت سريري وغير سريري، ولكن الموت واحد إما أن يكون الحي ميتا أو حيا لا يوجد شيء في الوسط. قام الفريق الطبي المشترك بين جامعة الفاتح وجامعة المنصورة بأن حصلوا على أحد الكلاب المهملة في الشوارع والتي تطاردها السلطات للقضاء عليها وتمت تربيتها بحديقة الحيوانات بمركز المنصورة ثم تم إجراء عملية فصل رأس الحيوان عن جسده وبذلك تأكد بما..
عثمان عثمان: يبدو أنه انقطع الخط من المصدر. فضيلة الدكتور يعني حول ما ذكرتم لدي سؤالين على الإيميل من الأخ فواز الذهبي يقول في السؤال الأول، إذا كان بيع الأعضاء لا يجوز شرعا ولنفترض أن أحدا قد باع أحد أعضائه، فما الحكم الشرعي الذي ينطبق على هذا المال؟
يوسف القرضاوي: ينطبق عليه أنه ارتكب محرما ولكن الآخر ستترتب عليه لأخذ العضو سينتفع به والآثار ستترتب مش حنقدر نزيل العضو بعد أن ركب في شخص أو كذا إنما يستحق من الإثم ما يليق به.
عثمان عثمان: كمان سؤال في نفس الموضوع فضيلة الدكتور، لو إنسان زرعت له كلية أو عضو معين ثم تبين أن هذا العضو قد سرق أو أخذ بطريقة غير مشروعة وزرع في هذا الشخص وتبين لهذا الشخص أن هذا العضو مسروق وغير شرعي وطالب به من سرق منه أو من أخذ منه هذا العضو ماذا يفعل هنا؟
يوسف القرضاوي: أخذه منين؟
عثمان عثمانك يعني هناك طبيب أخذ عضوا، كلية أو غير ذلك وزرعها في شخص آخر.
يوسف القرضاوي: أخذها منين؟
عثمان عثمان: أخذها من شخص آخر يعني آخذه في غرفة العمليات أخذ منه عضوا دون أن يعلم أو سرق طفلا من الشارع وأخذ منه عضوا ثم زرعه في شخص آخر.
يوسف القرضاوي: الطبيب عمل هذا، عمل جريمة يعني ارتكب جريمة كبرى خصوصا إذا عملها الطبيب يعني لو عملها الناس من غير الأطباء تكون جريمة أخف إذا فعلها الأطباء تكون جريمة مضاعفة يعني هذا يحاكم عليها يعني ولأنه خان المهنة وخان المريض الذي عمل له وخان الرجل الذي أخذ منه هذه مصيبة كبيرة والعياذ بالله.
عثمان عثمان: الذي أخذ هذا العضو ماذا يفعل؟
يوسف القرضاوي: خلاص هو إذا كان لا يعلم فليس عليه إثم، الإثم على من فعل إنما إذا كانوا متفقين متواطئين مع بعض يكونون شركاء في الإثم تعاونا على الإثم والعدوان.
عثمان عثمان: طبعا تحدثتم فضيلة الدكتور عن موضوع التبرع بالدم وأنه جائز وهذا معروف ومعمول به، هل يجوز للشخص أن يبيع دمه أيضا أم حكمه حكم الأعضاء؟
يوسف القرضاوي: لا حكمه حكم الأعضاء نفس الشيء لا يبيع الدم، بعض العلماء أجاز هذا وقال إن الشخص والدم هو عبارة عن مجموع مواد نتيجة التغذية إن هذه التغذية تكلفت كذا وكذا ولكن الحقيقة الدم هو جزء من الإنسان لا ينبغي أن يكون موضعا للبيع ولا موضعا للمساومات.






أحكام عمليات التجميل وتشريح الجثث
عثمان عثمان: البعض يجرون بعض العمليات الجراحية لتحسين مظهرهم أو للتجميل ما حكم ذلك أيضا؟
يوسف القرضاوي: قضية أخرى هذه التجميل لا يجوز إلا بشروط معينة نحن من قديم عملنا حلقة طويلة كان البرنامج ساعتين حلقة في جراحات التجميل لأن الأصل أن الإنسان لا يجوز أن يبالغ كما يبالغ عصرنا في قضية التجميل، يعني ربنا خلق الإنسان بأنف بطريقة معينة ما الذي يجعل الناس كلهم عايزين يكونوا أنوفهم صغيرة أنوفهم مدببة بطريقة معينة ومش عاجبهم خلقة ربنا يعني كأنه بيستدرك على الله يعني يقول له يارب أنت ما أحسنتش تصويري ويقول {..وصوركم فأحسن صوركم..}[غافر:64]{لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم..}[التين:4] يقول لا ده مش أحسن، ده أسوأ تقويم دي صورة سيئة وكل إنسان مش عاجبه نفسه فهذه يعني في الحقيقة قضية التجميل تحتاج إلى تأصيل وتفصيل ليس هذا مجاله الآن.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور لو واحد تبرع بجثته أو أوصى أن تعطى هذه الجثة لمركز معين من أجل التشريح لقضية علمية ربما وشرحت هذه الجثة لمعرفة الهوية هل يجوز ذلك أيضا؟
يوسف القرضاوي: وإيه؟
عثمان عثمان: هل يجوز ذلك، يعني شخص تعطى جثته من أجل التشريح والاستفادة منها في الموضوع العلمي؟
"لا يجوز التبرع بجثة كاملة لأن الإسلام له أحكام الجنائز منها الصلاة على الميت وغسله وتكفينه ودفنه فالتبرع بجثة كاملة معناه أنه لا يدفن الميت وتظل جثته تتنقل هنا وهناك"
يوسف القرضاوي: بس يعني لا يجوز التبرع بجثة كاملة، لماذا؟ لأن الإسلام له أحكام الجنائز منها الصلاة على الميت غسل الميت وتكفينه ودفنه، لازم يدفن الميت فكون واحد يتبرع بجثته معناه أنه لا يدفن وتظل جثته تتنقل هنا وهناك هذا ما لا نقبله ولذلك نقول نحن هناك شروط معينة للتبرع إنما التبرع بجثة كلها ويمتنع عن الدفن يعني لا تدفن هذه الجثة وتوارى في التراب كما هي تقاليد المسلمين وكما هو شرعهم هذا لا يقبل.
عثمان عثمان: ما حكم تشريح الجثة كذلك لمعرفة هوية الشخص الذي مات ربما أو لمعرفة سبب الوفاة؟
يوسف القرضاوي: لا مانع من هذا يعني التشريح لمعرفة الهوية أو لمعرفة الجاني، التحقيق الجنائي يعني أصبح شيئا بيسموه الآن الطب الشرعي الذي يبحث عن الجناية وعن الشخص وعن طريقة موته، هل مات مخنوقا أو مات غريقا أو مات برصاص ومات من الخلف أو من الأمام؟ وكيف؟ هذا طب مهم في معرفة الجناية وضبط الجناة ويساعد على معرفة الجاني فهذا يعني يجاز للضرورة، الأصل أن لا نلعب ولا نعبث بجثة الميت ولكن من أجل الضرورة التي ينتفع بها المجتمع كله حتى لا يستفحل الإجرام ولا يتمادى المجرمون في شرورهم ولا يقبض عليهم أن عندهم من الوسائل ما يستطيعون ان يخفوا به جرائمهم، الطب الشرعي هو الذي يستطيع أن يكشف أستار هؤلاء ويفضح أسرارهم عن طريق معرفة الجناية وطريقتها وعن طريق معرفة شخصية الميت إلى آخره، هذا يعني أجاز العلماء للأطباء الشرعيين العمل في التشريح بقدر الإمكان يعني هذا نحن عندنا قاعدتين مهمتين، الضرورات تبيح المحظورات، وقاعدة تكملها الضرورة تقدر بقدرها فلا نتوسع.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يبدو أن هناك عددا من الأسئلة على النت لم نستطع الإجابة عليها نشكرك فضيلة الدكتور العلامة يوسف القرضاوي على هذه الإفاضة الطيبة، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة مع اعتذارنا ممن لم نستطع الإجابة على أسئلتهم لضيق الوقت. لكم تحية من معد البرنامج معتز الخطيب ومن المخرج منصور الطلافيح وهذا عثمان عثمان يترككم في رعاية الله وحفظه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.aljazeera.net/programs/re...B6%D8%A7%D8%A1