جدلية الصمت والضجيج في اللغة السمعية، في قصة "عالم القصاصات"
بقلم:عماد موسى

نحاول الوقوف على عتبات اللغة السمعية في "قصة عالم القصاصات" للكاتب كريستيان دودا، انطلاقا من قولة ان "اللغة هي النظام الرمزي الافتراضي الذي يقرن الأصوات بالمعنى"، وذلك كي نتمكن من الولوج الى فضاءات التعددية السمعية، التي ترهف الاحاسيس تارة، وتثير الفزع والرعب تارة ثانية،ومن ثم نرتحل مع الكاتب الى مساحات من الصمت، والسكون، والسكوت، والانصات، حيث يسعى الكاتب الى تشفير العالم صوتيا،بحيث يمكن للمتلقي/ة "القارئ/ة الطفل/ة او غيره/ا"(استرجاعه/ا عن طريق فك الشفرات السمعية،عبر جدلية الصمت والضجيج بقصد العيش داخل فعل الوجود كما هو دون تجميل او تزيين اوزخرفة. لأنه يمكن تحقيق ذلك " عبر اللغة وحدها حيمثا تتم عملية تعيين الأشياء من خلال منطقها الأثير النَّزاع دومًا إلى تسمية الأشياء، وتسويرها بحدود تلك التسمية وسياجاتها الدالة عليها، سواء كان منطق التسمية ذاته في علاقته بالمسمى/ الشيء مسألة اعتباطية أو غير اعتباطية، كما يفرق دوسوسير، ومن هذا المبدأ اللغوي الذي يتم به و/أو عبره تعيين مدركات البصر - التي هي بالأصالة فعل يندرج تحت تصور أشمل تحتل فيه الصورة وفعلها الإطار العام لكل تصور-يدخل المبدأ التصويري/ البصري في مشكل علاقته باللغة. ويمكننا اعتبار هذا النوع من قصص طفال: انه نوع ينتمي الى الفنون السمعية البصرية؛ لما فيه من حركة، ومساحات صوتية متعددة، ومتنوعة العمق، والقوة، والشدة، والقرب، والبعد، وفقا لعدد المبصرات التي يصدر منها او عنها الصوت.والسؤال هنا ،هل اتكأ الكاتب على اللغة السمعية كبنية أساسية لتشكيل إنموذجه اللغوي السردي؛ كي يقوم بالترميز وتنويع المعاني. وماذا عن سؤال المتبقي؟، والذي يعني: هل حققت اللغة السمعية بما يعرف في المصطلح السردي(البويطيقا)اي "الفنية الشعرية" عبر هذا التعدد المساحي للاصوات، وعبر هذا التنويع الصوتي النغمي وتوزيعه ؟
وهل يضعنا الكاتب على ابواب النمذجة السردية المعتمدة على النموذج اللغوي السمعي؟خصوصا ان الكاتب قد اعتمد في قصته فعلا على النموذج اللغوي السردي المتكئ على النموذج اللغوي السمعي؛ ليؤدي بذلك غرضا وظيفيا يعتمد على تمفصل القيم، وعلى تمفصل السلوك المولد او المنتج لهذه القيم.
تحليل اللغة السمعية
منذ البداية السردية في القصة، يضعنا الكاتب مباشرة على عتبة اللغة السمعية لتكون هي لغة السرد السائدة،فيقول:
"الأم لا تقول شيئا،
الأب:صامت ،
التلفاز يثرثر،
حين لا يصدر التلفاز، أي ضجيج
يخيم السكون ".
فثرثرة التلفاز هي سيدة اللحظة السمعية وسيدة المكان، فالام والاب لا يتحدثان، ولا يصدر عنهما هسيس، لأن الذي يمكن أن يسمع صوته هو الثرثرة المنبعثة من التلفاز، ولما لا يثرثر يسود السكون، ويطبق على اللحظة ،ويملأ أرجاء المكان، يسعى الكاتب من خلال توظيف اللغة السمعية إلى اخبارنا عن الحالة المعيشة لهذه الأسرة.
فهو يضع المخيلة الطفلية امام جدلية واضحة، وبسيطة بحيث يتمكن الطفل/ة من فك الجدلية وتحسسها،فإذا بالمخيلة الطفلية تنفتح على جدلية الصمت والضجيج، كما هو واضح من الجمل السردية السابقة(الابوين صامتين التلفاز يثرثر)، توقف الثرثرة معناه احداث تقابل سمعي وهو" تخييم السكون".
ومن ثم يتبع الكاتب تقنية التحيين او التزمين السمعي:
"بين الحين والاخر الأم تصلصل بالاطباق في المطبخ
وبعد الظهر يقرع الباب،
لقد وصل الصبي تقول الأم:
انتهى اليوم الدراسي يقول الأب: ..."
يوزع الكاتب لغة السرد بين الأبوين بالتساوي، وكأنه يريد احداث توازن نغمي،متساو ايضا
"ينفتح الباب مصدرا صريرا،واذا بالصبي في الغرفة".
فالادوات هي التي تكسر الصمت المخيم على المنزل، والولد يرجع ليجد حالة الصمت هي المطبقة على المكان"الوالدان يجلسان أما التلفاز صامتين،
التلفاز يثرثر. "
فصمت الوالدين يقابله ضد هو ثرثرة التلفاز،فيخلق الكاتب من ثرثرة التلفزيزن بديلاموضوعيا لحالة الوالدين الصامتين وهنا يقصد الاصوات الفردية او الجماعية التي تصدر عن التلفاز،ومن ثم ينقلنا الكاتب الى مستوى لغوي سمعي تخيلي، يحتاج الى ذاكرة سمعية، لديها القدرة على الاسترجاع.ويضاف اليها التجربة السمعية المخزونة في الذاكرة السمعية.
في الجريدة" حرب من أجل السلام"، فهنا يستعمل الكاتب مفردتي "الحرب والسلام" ليدخلهما في جدلية الصمت والضجيج. فالحرب صورة سمعية مركبة من متعدد صوتي لايقاعات الحرب، من صفير الى هدير الدبابات الى دوي الانفجارات وازيز الرصاص ...وصرخات الالم ...الخ.
فامام هذه الصورة السمعية المركبة يجثو الصمت والهدوء والسكينة التي تحملها مفردة "السلام" المفردة الضد،ويخزن الصبي المعلومات عبر استعمال المقص، ولما كان الكاتب يتصرف باللغة السمعية بوصفها لغة السرد في البناء الحكائي، لم يكتف بذكر المفردة الدالة على مصدر الصوت"الاداة" في جملة"يتناول الصبي مقصا" بل لجأ الى استعمال الفعل "يقص"ومن ثم يضيف مفردة بعينها لحمل الصوت المنبعث،بغرض المساعدة على استرجاعه"تشك... تشك" فالجملة سمعية بدءا من الاداة"المقص" ومرورا بالفعل"يقص" وانتهاءا بترجمة الصوت الى نوتة"تشك...تشك".وهنا يحاول الكاتب إبراز قدرة اللغة على حمل الصوت الاصلي، وامكانية استرجاعه من لدن المتلقي/ة الطفل/ة.وكأنه يريد تدريب المخيلة والذاكرة أيضا على تحسس الأصوات من حولنا.
"ويقرأ الاسطر المكتوبة تحتها..." في هذه الجملة السردية، لم يشر الكاتب الى نوع القراءة. هل هي صامتة، هادئة،صاخبة مجلجة،ام مجرد تمتمة، قراءة فيها تأتأة ،بل ترك الأمر عائما لتقديرات المخيلة التي يمكنها ان تقوم ببناء صورة صوتية سماعية.وفق جدلية الصمت والضجيج، لأنه أصبح "..من الشائع في سياقي النظر والتحليل النقديين استعمال مقولاتنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالانعكاس) و(التمثيل) و(التعبير) و(التشخيص)..المفضية كلها إلى إنتاج شتى الظلال المعنوية لمقولة الصورة"(1) محمد مصطفى علي حسانين،،في العلاقة بين الصورة وسرد ما بعد الحداثة،
http://www.arabesques-editions.com/a...le2141043.html
وهنا نقصد الصورة السمعية التي تحاول اللغة تشكيها ونقلها الى المخيلة السمعية، والى الذاكرة السمعية لتساعدها في الاسترجاع والتمثل والاستحضار..
وكما نجد ان الكاتب يوظف لغة سمعية متكئة على اللغة البصرية فيقول:
"لا يسافرون في إجازات" فالسفر والاجازات تحملان ايحاءات سمعية(صوتية)في تمثلات مشهدية متعددة من اليومي.
"لا يذهبون الى السيرك او الى حديقة الحيوان"، فالسيرك وحديقة الحيوان، تعجان أيضا بالتعدد السمعي البشري والحيواني والادواتي(المستعملة في السيرك"، وكذلك الأمربالنسبة إلى حديقة الحيوان" فيهي صورة مشهدية لمركبات صوتية متعددة، ويمكن للمتلقي ان يستحضرها عبر التمثل او التخييل تبعا للخبرات السمعية المكدسة في الذاكرة، ووفقا للتجارب الحياتية.
أما قوله"فإن لديه وحوشا على الجدار"
"وفي غرفته توجد سينما".فالوحوش والسينما مفردات تحملان تكثيفا عددية للاصوات، وتصويرا مشهديا ولقطويا(اللقطة)،مع صور سمعية متنوعة فيها: من الشدة والرخاوة والتنغيم والحدة، والارتفاع والهبوط،بما تثير المشاعر والأحاسيس المتباينة.
وبعد ذلك، تنهمر اللغة البصرية بوصفها الحامل للغة السمعية، بل والمنتجة لها، فيقول السارد:
"الطائرات تهوي من السماء":صورة سمعية متخيلة،قد يكون الطفل قد شاهدها اوسمع الاصوات الناتجة عن السقوط من تجربة فلمية او حكائية يمكن تمثلها واسترجاعها.
"واحداها تتحطم في الماء"،فصوت الهوي اي السقوط وصوت الارتطام وصوت التحطم أصوات مختلفة وغير متجانسة مثل تغريدات الطيور، فالمتلقي/ة يستقبل في ذاكرته/ة السمعية صوت الارتطام المتأسس على صوت السقوط،والذي ينتج عنه صوت التحطم.
"في امريكا يهلل لا عبو كرة القدم" فاصوات التهليل هي الصورة السمعية المراد ابرازها من خلال الصورة البصرية
"الريح تهب من خلال النوافذ المفتوحة على الصحف"،
"فتصدر هذه حفيفا وخشخشة" فاسم الاشارة يشير إلى الصحف ليقدم الكاتب للمتلقي/ة الطفل/ة صورة سمعية؛ كي يتعلم مفردات سمعية، تصدرها الطبيعة والاشياء "حفيف الاشجار، وخشخشة الأوراق اليابسة....الخ.
ومن ثم يقدم الكاتب صورا سمعية من وحي الحرب: حيث نجدها"اي اللغة" قد "تداخلت اللغة مع المعطى البصري، في تشكيل الفهم النظري لطبيعة الصورة، " فهي الشكل البصري المتعين بقدر ما هي المتخيل الذهني الذي تثيره العبارات اللغوية، بحيث أصبحت الصورة الشعرية مثلاً تقف على نفس مستوى صورة الغلاف، وصار من الضروري أن نميز بين الأنواع المختلفة للصور في علاقتها بالواقع الخارجي غير اللغوي، حتى نستطيع مقاربة منظومة الفنون البصرية الجديدة ونتأمل بعض ملامحها التقنية ووظائفها الجمالية".(2) محمد مصطفى علي حسانين،،في الغلاقة بين الصورة وسرد ما بعد الحداثة،
http://www.arabesques-editions.com/a...le2141043.html
"والحرب عادة ذات ضجيج مرتفع"
"ففي الجو ازيز"
"وعلى الارض اصوات سحق وصرير"
"وفوق الماء صرير"
ويعرض الكاتب مشهدا سمعيا لصور سمعية مؤلمة:
"الاطفال الصغار والعمات يبكون"
"اصوات رجال الشرطة تهدر في مكبرات الصوت"
"في مكان ما، يصرخ شخص ما"
"ثم فجأة يطبق الصمت،". والصمت حالة سكونية تدركها حاسة السمع وتحسها بامتلاء
"فلا يسمع شيئا،" وقول الكاتب هذه الجملة جاء بهدف التأكيد على حالة الحلولية ل (السكون والصمت والهدوء)التي سرعان ما يحدث انقطاع حاد للصورة السمعية فيقول السارد: "فالتلفاز يثرثر،ينتهي الى السمع صوت هدير وازيز يقترب...الى ان ينفجر مفرقعا.."
وبتتبع المفردات نجدها تدخل في قاموس لغوي سمعي يمكن للمتلقي/ة ان يتعلمه/ا وأن يدركه/ا، " ضجيج مرتفع،ازيز،صرير،سحق،بكاء،هدير(تهدر)،يثرثر،الصمت".
كلا،"فالتلفاز يثرثر". لقد سبق وان اشرنا في سياق تحليل البنى اللغوية السمعية، ان التلفاز هو البنية الاساسية في اللغة البصرية،وهو حاضر بأنسنته الفرديةوالجمعية، ليكون ايضا البنية السمعية المهيمنة على اللغة السمعية في البناء السردي"بَيْدَ أن الصورة السمعية إذا ما افتقرت إلى الجوانب الأخرى، البصرية منها، فهي تحمل في تضاعيفها جوانب متعددة من طبيعة تركيب الجملة ..مثل اللفظة، سواء أكانت اسماً، أم فعلاً، فضلاً عن طبيعة الصوت المنطلق من الصورة سواءً أكان إنشاداً، أم دويّاً، أم تنغيماً، أم صوتَ رعد، أم قعقعة سلاح، أم حركة حيوان مع ما يطلقه من أصوات"(3)
ففي هذا النسق اللغوي السمعي"ينتهي الى السمع صوت وأزيز يقترب ويغدو أعلى وأعلى،الى ينفجر مفرقعا" نجد ان الكاتب قد استعمل الفعل المضارع"ينتهي" للدلالة على استمراية الفعل والحدث وليحدد طبيعة الحاسة التي ينتهي اليها الفعل وهي"السمع" لا البصر ليضع القارئ في الاطار السمعي كي يتابع الاستماع الى الصوت فالصوت على الرغم من معرفته ،
الا انه يبقى مبهما فهو يخاطب قارئا طفلا، فيضيف الى مفردة "الصوت " كلمة "ازيز" وبهذا يقوم بتحديد نوع الصوت بحيث يمكن تخيل مصدره ف "أزيز" كلمة تطلق على صوت الرصاص والذي مصدره البنادق،كي يشعل في حاسة السمع عند القارئ الطفل/ة وهج الاستماع عبر عنصر التشويق المعتمد على تقريب الصوت بالتدريج بقصد التهيئة الحسية والنفسية باستعمال كلمة "أعلى" مكررة الى ان يحدث الانفجار مصدرا "فرقعة"
ومن ثم يتنقل السارد الى مشاهد سمعية تتألف من عدة صور سمعية على النحو التالي:
"هناك عاصفةعاتية،
"إعصار يزمجر" عاليامنتزعا كل شيء...وقطار الانفاق يترجرج في موجة هائلة.."
ومن ثم ينتقل السارد الى حقل سمعي آخر كي نعيش داخل صورة سمعية ظريفة، وهي التزام الصمت، وعدم الحركة باستعمالات تصويرية بصرية فيقول السارد:
"في السرير يكمن الصبي مترقبا" فاستعمال ملفوظات(يكمن ،
مترقبا" محتشيتان بالصمت والهدوء والحذر والتوجس؛ بغرض اظهار التربص بالعدو بقصد الحاق الاذى والضرر به، "هناك ذبابة تحوم بين الوسائد" فهذه الصورة البصرية؛ هي التي توضح طبيعة الصورة السمعية وهي الهدوء والصمت وعدم الحركة"الصبي هادئ".يقابل الصورة البصرية الحاملة للهدوء صورة حركية منتجة للصوت ف"الذبابة تطن" وينتهي المشهد السمعي بسحق الذبابة"زااك" كتعبير ملفوظي عن الصوت الناتج عن سحق الذبابة.
وينتقل السارد الى حقل بصري آخر، هو الحديقة التي تعج بالدويبات، والحشرات، واوراق الشجر، والاعشاب حتى يقوم بابرازالبعدالايحائي للاصوات الصادرة عن الاعشاب وأوراق الشجر" التي تختبئ بينها هذه الكائنات،"إنه مكان ملئ بالحفيف والخشخشة".
"..هتف الصبي،"لويخبط الارض بقدميه.. خبط الارض بقدمه..""صمت"
"وهنا انفتح الباب..."
فيقدم للقارئ/ة صورا سمعية متعددة:"فرقعت ركبتاه.. زفير ولهاث، وبصق خفيف،..هناك خشخشة،"هيا تكلم"، الاغصان تتحطم..وقع خطى ثقيل..سمع صوت نقيق عميق"كروووك"...مخلوقان يكركران بالضحك" ..الام تواصل الجلوس على الكرسي".
فالملفوظات السمعية التي تحمل دلالة صوتية مرتبطة بالانسان هي : الصراخ،القول،الكلام،الخبط،الثرثرة ،يكركران ،الضحك،وقع ثقيل،زفير،لهاث، بصق خفيف،يهلل تهدر
وهناك الحيوانية: تطن ،النقيق
والنباتية:الحفيف الخشخشة،تحطم
والادواتية:الصرير،تشك تشك(المقص)
والفعلية:تهوي،ينفجر مفرقع،زاااك،كروووك،تتحطم،تتساقط،يزمجر.
مما يؤكد ان"الصورة السمعية عبر الإيحاء بما تشكله من صوت، أو فعل أو حركة، أو جميعها، أو بما يحاكي إيقاعها معناها، فضلاً عن تآلف الحروف وما تمنحه من قدرة على تشكيل صورة سمعية إيحائية".(4) ؟
يمكن للمتلقي/ة ان يدركها وان يسترجعها.
مراجع الدراسة
1- محمد مصطفى علي حسانين،،في العلاقة بين الصورة وسرد ما بعد الحداثة،
http://www.arabesques-editions.com/a...le2141043.html
2- ) محمد مصطفى علي حسانين،،في العلاقة بين الصورة وسرد ما بعد الحداثة،
http://www.arabesques-editions.com/a...le2141043.html
3- د. صاحب خليل إبراهيم، الصّورة السّمعيّة في الشعر العربي قبل الإسلام، دراســــــــة،منشورات اتحاد الكتاب 2000،ص19
4- د. صاحب خليل إبراهيم، الصّورة السّمعيّة في الشعر العربي قبل الإسلام، دراســــــــة،منشورات اتحاد الكتاب 2000،ص35