منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355

    أبواب الأجر في ألأيام العشر

    أبواب الأجر في الأيام العشر

    إننا إذ نتفيّأ ظلال الأيام العشر من ذي الحجّة ، فتوطئة لحديثنا عنها وتمهيداً ، تعالوا نطوّف بوعي ودراية حول قوله تعالى لنبيّه موسى عليه السلام ( وذكّرهم بأيام الله إنّ في ذلك لآيات لكلّ صبّار شكور ) ( إبراهيم 5)
    وكلّ الأيام أيام الله ، لكن المقصود هنا أن يذكرهم بأيام مخصوصة ، قد تكون أيام نعمة ومنحة ، أو أيام نقمة ومحنة .
    وسرّ ختم الآية بقوله تعالى ( إنّ في ذلك لآيات لكلّ صبّار شكور ) أنّ هذه الأيام أيّامَ الله تعالى إن كانت أيام محنة وبؤس فذا يستدعي الصبر ، وإن كانت أيام منحة ونعمى فذا يستوجب الشكر .
    بمعنى يُدال للناس في أيام فتكون لهم أيامَ ظفر ونصر وعز وتمكين ، تستخرج منهم الشكر ، ويُدال عليهم في أيام أخرى فتحفهم ظروف عصيبة تستدعي منهم الصبر والتجلّد والممانعة والمراغمة ، وعليه : فالصّبار الشكور هو الذي يدرك هذه الآيات ! ويدرك مغزى هذه الأيام فيلبس فيها لكلّ حالة لُبوسها إما نعيمها وإمّا بؤسها !
    وليس الصبر هو احتمال الأذى والعذاب والاضطهاد وكفى ، لكن الصبر هو احتمال العذاب بلا تضعضع إيمانيّ ولا هزيمة روحيّة، واستمرار العزم على الخلاص منه والانفكاك عنه ، والاستعداد للوقوف في وجه الظلم والطغيان ، وإلا فما هو بصبر مشكور ولا محمود بل هو عندئذ محض ذل واستسلام !
    إذا علم ذلك : فإنّ من أيام الله تعالى ، أيام المنحة والنعمة أيامَ العشر من ذي الحجّة ، هي أبواب للأجر ، فتحها الله تعالى ، يلجها كلّ مؤمن حريص ، فتلكم أيام عظيمة هي أفضل أيام الدّنيا أخرج البزار بسند حسن، وأبو يعلى بسند صحيح -كما قال المنذري في الترغيب والترهيب- عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل أيام الدنيا العشر -يعني عشر ذي الحجة-" قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: "ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عفر وجهه بالتراب".
    فيها يوم عرفة الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم أكثرَ من أن يعتق الله فيه عبداً أو أمة من النار من يوم عرفة)) ( أخرجه مسلم في صحيحه ) خاتمتها يوم النحر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه ( أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثمّ يوم القر ّ) رواه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه الألباني..
    ويوم القّر هو اليوم الذي يلي يوم النحر ، ويوم النحر هو يوم الحجّ الأكبر وهو يوم عيد الأضحى .
    والأعمال الصالحة في هذه الأيام من تطوّع صلاة وصيام ونفقة وذكر وتسبيح وتحميد وتهليل واستغفاروغيرها من أنواع القربات لها شأن عظيم عند الله تعالى ، فقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم ((ما من أيام العمل الصالح فيهنّ أحبّ إلى الله من عشر ذي الحجّة)) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله) خصّوه بالذكر لأنه ذروة سنام الإسلام ، ثم استثنى عليه الصلاة والسلام حالة مخصوصة فقال : ( إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء)) ( أخرجه البخاري في صحيحه ) يا له من موسم يُفتح للمتنافسين فاستبقوا الخيرات، وإياكم والتواني والتثاقلَ عن الطاعة ، فقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم: ((التؤدة في كلّ شيء خير إلا في عمل الآخرة)) رواه أبو داود والحاكم بل في عمل الآخرة الاستباق والمسارعة ، وقال سبحانه ( فاستبقوا الخيرات ) ( سور البقرة 148 )
    ومن جهة أخرى : فإنّ من أيام المحنة ما يمر به أهل فلسطين وأهل الشام وأهل بلاد الرافدين وأهل اليمن المنكوبون المكروبون ، والحقّ أقول : إذا ما أردنا الاستئناس بتلك الحقيقة الإيمانيّة حقيقة أيام الله تعالى في واقعنا المعاصر ، فإنّ أيام أهل فلسطين القداسة وعراق العراقة وشام الشهامة ويمن اليُمْن والبركة هي أيام محنة ومنحة ؛ أيام محنة لأنه قد انطفأ فيها وهْج الحميّة الإيمانيّة والغيرة الإسلاميّة في نفوس كثير من حكّام أمّة العرب والإسلام ، وغدا لكلّ منهم منسك هم ناسكوه ، ومنهجٌ هم سالكوه ، ووجهة هو مولّيها لكن ليس شطر قضايا الشعوب المظلومة لرفع الضيم عنها ، فقد بات هذا لا يعنيها ، ففي هذا الميدان ميدان النصرة لكشف الغمّة عن المكروبين المكظومين لا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ! فقد أسلموا البلاد والعباد لنوائب الزمان ، ومطارق الظلم والطغيان ، في حين الانشغال بذا هوخيرما يقرّبهم إلى الله زلفى في غضون هذه الأيام !
    وإنها لأيام منحة : لأنه قد أثبتت الوقائع في جنبات هذه البلاد أنّ لأجيالها قضيّة قدسية هم ناسكوها ، لها أحرارُها ممّن تقاسموا بالله أن لا يَغفُلوا عنها أو يُغفِلوها ، وتعاهدوا على أن لا يفرّطوا في شيء منها أو يضيّعوها ! بل يظلّون ينسجون مواقفهم على منوال نصرتها ومؤازرتها ، ورفعة شأنها وعلوّ منارتها ، وتراهم مضوْا يتوارثون هذا الحمل الثقيل الجليل ،كلّما قضى نحبه جيل تلقّف الرّاية من بعده رعيل ، فبات هذا المسلك ، مسلكُ نصرة البلاد والعباد ورفع الضيم عنهم ميراثاً إيمانيّاً تتوارثه العقول النيّرة ، وتطوّف حوله المشاعر الخيّرة فما تزيد الأيام هذا الميراثَ إلا توهّجاً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ( وإلى الله ترجع الأمور ) آل عمران 109 .

  2. #2
    جزاك الله كل الخير , د/ عيد دحادحة , وجعل الله مقالتك هذه في ميزان حسناتك , وبارك الله بك . لك كل الود والاحترام .

  3. #3
    تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال .
    نفتقدك دكتور أين انت؟
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

المواضيع المتشابهه

  1. أبواب السماء
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الفضاء.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-26-2016, 06:23 PM
  2. لبؤاة ُ ادلب
    بواسطة خليل البابلي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-08-2012, 03:14 PM
  3. أبواب الأجر ومكفرات الذنوب
    بواسطة عبدالله جنينة في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-13-2008, 02:52 PM
  4. برنامج يضم شعراء العصر الجاهلي و شعراء العصر الاسلامي والأموي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-04-2008, 11:24 AM
  5. لثواب والعقاب
    بواسطة كرم المصرى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-16-2007, 01:35 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •