قراءة في قصة العيد الذي لم أشترك فيه .. بقلم : سهيل إبراهيم عيساوي
-
تأليف : الدكتور أحمد هيبي

بقلم : سهيل إبراهيم عيساوي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تقع القصة في 22 صفحة من الحجم المتوسط ، غلاف سميك ، لوحات الفنان إيليا بعيني ، إصدار مركز أدب الأطفال العربي في إسرائيل ، 1997 .


القصة : تتحدث القصة عن يوميات طفل اسمه نعيم ، يمهد الكاتب للقصة ويحاول تجنيد القارئ قبل سرد القصة " هل تتخيل عزيزي القارئ أن يمر عليك عيد يحتفل به جميع أخوتك ، وأنت لا تحتفل ؟ " ثم يعرفنا الطفل على نفسه ، عمره 4 سنوات ، وهو اصغر إخوته ، طفل مدلل جميل وسمين وخفيف دم ، ثم يقص علينا ما حدث معه ومع أبيه وإخوته كيف تسللوا وذهبوا لشراء الحاجات المدرسية دون أن يرافقهم ، عندما شعر بمكيدتهم اخذ يصرخ ويبكي ، ومع عودتهم مع الوالد ، ومعهم الكتب والدفاتر والمساطر والحقائب الجميلة ، الطفل نعيم حصل على الكلام المعسول ،وأما إخوته حصلوا على الكتب والدفاتر والتجاليد ، حاول الطفل الاندفاع والحصول على شيء من الغنائم لكن دون جدوى خرج صفر اليدين ، جاء عيد المدرسة لم يحتفل نعيم مع إخوته . لان إخوته يذهبون إلى المدرسة باكرا على رؤوس أصابعهم وهو نائم كما حدث في السنة الماضية .
رسالة الكاتب :
- الاهتمام بمشاعر الطفل الذي لا يعرف بعد م هي المدرسة ومحاولة امتصاص غضبه .
- الطفل الصغير له مشاعر وأحاسيس يعرف ما يدور حوله
- افتتاح السنة الدراسية بالنسبة للكاتب والعديد من الطلاب بمثابة عيد هام .
- الطفل يصور الأحداث من خلال زاويته الخاصة .
- هنالك صراع خفي وعلني بين الطفل وأهله ، يمر عبر مضيق الغيرة بين الأخوة والحسد ، والرغبة في المساواة .
- حاجة الأهل إلى فهم مشاعر الطفل وحاجته إلى التسوق والحصول على أغراض خاصة به ، والحاجة الملحة إلى الصراحة والصدق لان حبل الكذب قصير " الطفل يعرف ماذا يخطط الأهل .
أسلوب الكاتب : اتبع الكاتب احمد هيبي أسلوب سردي مشوق ، مزج به بين العامية ، والفصحى ، واستعمل الكثير من الكلمات الدارجة ، ليقربنا ربما من جو القصة ويكسر الجليد اللغوي، واحيانا كان الأمر على حساب النص ، كذلك استعمل الأمثال الشعبية ،و مهد للقصة بمقدمة ليجند القارئ إلى جانب البطل " نعيم " وكي يجذبه إلى الأحداث .
كلمات عامية وردت في القصة :
- "ناصح " ص4
- يفوت فيها اثنان " ص6
- "صندل مقبوع " ص 6
- "قشاطه " ص 6
- "افقع " ص 8
- "أخي المفجوع ". ص 8
- " لأ هياهن جايين " ص 10
- " طيب ..بفرجيهن لما يروحوا .. ليش ما اخذوكاش معهن " ...ص10
- افرك بعيني " ص 12
- " انت مش رايح على المدرسة " ص 14
- " امبلا انا رايح " ص 14
- " بعدين ناخذها ..ونعطيك اياها : ص14
- " استنا يا نعيم ..استنا يما ، هذول للمدرسة .." ص 16
- " شوف شو جبتلك يا نعيم شنتة " ص 18
أمثال شعبية وردت في القصة :
- "ليس في بيتنا خبز ولا زبدة"
- "خرجت من المولد بلا حمص"

مصطلحات موفقة وردت في القصة :
- أشكو لك مظلمتي " ص 4
- " كأنها عروس التركمان " ص 6
- "منتوف الشارب" ص6
- "تحلقت حول والدي" ص 8
- "صرخت صرخة مدوية" ص 10
- "سقطت بين ذراعي أمي" ص 10
- "تنتظر عثرتي" ص 10
- "تهدئ من ثورتي" ص 10
- "نصيبها من المؤامرة " ص10
- "دفعت نفسي من يدها " ص 12
- "صوت الهمس اللئيم" ص 14
- "أعرضت عنه" ص 14
- "فحبست أنقاسي" ص 14
- "يقسم هذه الغنائم" ص 16
- "الكلام المعسول" ص 16
- "فاندفعت كالمجنون" ص 16
- "لم استطع أن أتمالك نفسي" ص16
- "كلامه يغيظني" ص 16
- "هجمت كأنها حارس مرمى " ص 18
- "المشاعر السوداء " ص 20
- "يتغامزون مثل لصوص علي بابا "ص 20

ملاحظات حول القصة :
- القصة غير مرقمة وهذا يصعب على القارئ والطفل خاصة ، وعلى الباحث
- تم تظهير القصة بكلمة للراحل الدكتور نعيم عرايدي ، حيث تكشف الكلمة الهدف من القصة ، ومضمونها ، مثل هذه الخطوة غير مستحبة في قصص الأطفال لأنها تفسد على الطفل فرحة اللقاء بالقصة وحروفها .
- في القصة الكثير من الكلمات العامية ، مما يحدث البلبلة لدى الطفل.
- في القصة خلط بين اللغة الفصحى المتميزة (كما أوردنا في الأمثلة المقتبسة من القصة ) تشعر أن الكاتب تارة يتحدث بلغته ككاتب وتارة بلغة الطفل نعيم ، بلغته المحدودة والمقتصرة على عالمه الخاص المرصع بالطفولة البريئة والساذجة .
- وردت بعض الأوصاف القاسية بحق الأب والإخوة مثل " شيخ العصابة – أبي العزيز " ، وقد تجمع حوله أولاده المتآمرون " ،"مثل لصوص علي بابا "، "أخي المفجوع " .
خلاصة : الدكتور احمد هيبي ، كاتب مبدع ، له بصماته على الساحة الأدبية ، وصاحب فكر فلسفي عميق ، وأسلوبه القصصي مميز ، يمتاز بالواقعية المرة ،وأسلوبه الساخر يبحر بعيدا في عمق النفس البشرية محاولا سبر أغوارها ، في قصته " العيد الذي لم اشترك فيه " ، يطرح قضية الطفولة المبكرة ببساطتها وتعقيداتها ، الصراع الداخلي الذي يمر به الطفل ، والصراع مع أفراد العائلة على الذات وحدودها على الصدق ومفهومه ، وعلى فرحة النضوج ، وعيد افتتاح السنة الدراسية ، بأسلوب مشوق ، وان كنا نختلف معه في قضية إدخال كلمات عامية ومن اللغة المحكية في النص ، والمباشرة الصريحة ، ووفق في استدراج القارئ منذ بداية القصة ، وان كان في بحر القصة بعض المشاهد تعود على نفسها ، ولكنه يعود ويفلح في إقفال القصة بذكاء ، وقليلة هي القصص المعدة للأطفال التي تتحدث عن مشاعر الأطفال الحقيقية ورغباتهم المكبوتة والتي يحاول الكبار قمعها عنوة.
أسئلة حول القصة :
- ما هو العيد الذي لم يشترك به الطفل نعيم ؟
- هل تؤيد استعمال الكاتب للغة المحكية في قصته ؟
- هل أفلحت العائلة في فهم نفسية الطفل نعيم ؟.
- ما رأيك في دور الأم ؟
- ما الذي استشاط الطفل غضبا على امتداد صفحات القصة ؟
- لماذا قال الطفل خرجت من المولد بلا حمص ؟
- هل وفق الكاتب في اختيار العنوان ؟
- اختر عنوانا أخر للقصة ؟
- صف علاقة الطفل نعيم بأخوته ؟
- اختر نهاية أخرى للقصة ؟
- هل الغيرة بين الأخوة مشروعة ؟ علل
- هل يعرف الأهل أن الطفل يفهم ما يدور حوله ؟
- هل في اعتقادك نقل لنا الطفل وجهة نظره أم الحقيقة كما هي ؟
- لماذا ربط الكاتب بين العيد وافتتاح السنة الدراسية ؟
- كيف كنت تتصرف لو كنت مكان الأب ؟