منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    المقالة الانشطارية للدفاع عن اللغة العربية في الجزائر ( للأستاذ / حسين ليشوري )

    جمع المخنث السّالم و جمع المسترجل السّالم
    (أو المقالة الانشطارية للدفاع عن اللغة العربية في الجزائر)

    الجزء الأول


    1- في البدء:
    لا أعرف،ـ فيما اطلعت عليه، لغة من لغات العالم قديمها و حديثها، الميتة منها و الحية، تعرضت للعداء و الخصومة و المحاربة كاللغة العربية، و لعل السبب المباشر لهذه المحاربة و تلك الخصومة و ذلك العداء أنها لغة ترتبط ارتباطا وثيقا بالإسلام الحنيف و قبله بالقرآن الشريف، إذ لا يجوز فصل أحد هذه الأركان الثلاثة عن أخويه دون إلحاق الضرر بهما كذلك، و لو كانت بلا علاقة مع القرآن و الإسلام لتركت لحالها أو ربما عني بها كما عني باللغات الأخرى الحية منها و الميتة، و مادام أولئك الأعداء و الخصوم عاجزين عن تحطيم الإسلام العتيد مباشرة، و قد حاولوا و يحاولون دائما، و ماداموا عاجزين كذلك عن إبعاد المسلمين عن القرآن المجيد، لم يبق لهم إذن سوى اللغة العربية يحاربونها و يعادون أهلها عساهم بطول الأمد و توفير العدد أن يصلوا إلى غاياتهم و يحققوا أهدافهم فيضروا بالقرآن و يضربوا الإسلام غير مباشرة عن طريق محاربة اللغة العربية فاللغة هي الثور الأبيض الذي يجب أكله أولا لكن هيهات، هيهات لما يمكرون!

    2) وصف العربية:
    اللغة العربية بحر واسع عميق بل محيط شاسع سحيق، هذه حقيقة يعترف بها كل من درس العربية دراسة جادة مستبصرة متأملة غير واقفة عند حروفها و حوافها، و يقر بها أيضا من خاض غمارها و غاص في أعماقها باحثا عن خباياها مستكشفا خفاياها سواء أكان الدارس من العرب أو من غيرهم من الأمم ممن تجردوا للحق و لم يعمهم التعصب المقيت و لم يصمهم الحقد البغيض فوجدوا فيها ما ينطق الحمائم الشجية و ما يسكت البهائم الجشية بفصاحتها و بيانها و خصائصها، فكم من أعجمي أغتم غير فصيح صار حجة في العربية يستفتيه العرب فيها و يسترشدون بقوله بل إنهم لا يقطعون فيها برأي إلا بحكمه لما سحرته هذه اللغة و أسرته بقدرتها على التعبير عن خوالج الخاطر و هواجس النفس، ألم يكن في لسان سيبويه إمام النحاة الفارسي الأصل حبسة لا يستطيع الإفصاح بسببها؟
    تأملت هذه اللغة العظيمة، وأنا العاشق لها الولهان بها، فتعجبت من سعتها و عمقها، فهي واسعة حتى أن المحيط الهادئ ليبدو إزاءها بركة صغيرة حقيرة، وهي عميقة حتى أن جب المارياناس (شرق جزر الفلبين) ليبدو بجانبها كالفنجان الضئيل أو كالقدح التافه! و تذكرت قول شاعر النيل حافظ إبراهيم، رحمه الله، على لسان العربية إذ قالت:

    أنا البحر في أحشائه الدر كامن = فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟
    فصدقته عن معرفة و أيدته عن قناعة و لم أكرر قوله عن هواية فكتبت هذه المقالة عن دراية.

    3) أعداء اللغة العربية:
    و تعجبت من أولئك الذين يعادون اللغة العربية من أبناء العرب و هم بها جهلة و لادعاءات الخصوم نقلة، كيف يصدق فيهم المثل السائر"الناس أعداء ما جهلوا" و عجبت منهم كيف يرغبون الناس عنها بدلا من ترغيبهم فيها، و عدت إلى نفسي و قلت:"كيف يرغبون الناس فيها و هم لها أعداء و لأصحابها خصماء؟ و قد تنكروا للغتهم و راحوا يتمسحون بأهداب لغة أخرى لا تطال العربية لا في سعتها و لا في عمقها، لغة استعار أهلها من العربية مفردات لا تكاد تحصى أو تعد؟" و ما عساني أن أقول عن هؤلاء القوم سوى أنهم يهرفون بما لا يعرفون عن لغة غيرهم و ينقلون مزاعم الناس عن لغتهم الأصلية كأنهم رجع الصدى أو كأنهم في الماء القذى، أو أنهم قد بلغوا من الصغار مبلغا لا يحسدهم عليه امرؤ يملك ذرة من العقل و ذرتين من الكرامة، أي امرؤ يحافظ على ماء وجهه، و إن إنسانا بدون ماء وجه هو و المهانة سيان، بل هو المهانة نفسها تحركها رجلان!
    و قد خاصم العربية صنفان من الناس، فأما الأول منهما فهم خصومها من أبناء العرب، و هم المستلبون حضاريا و المستغربون ثقافيا، و هؤلاء لا يزالون يعانون من عقابيل الاستعمار الذي رحل عن أرضهم لكن آثاره لا تزال حاضرة في نفوسهم و بادية على ألسنتهم، و هم الذين رباهم الاستعمار على عينه، فهو يرعاهم و يحميهم، و من مظاهر حمايته لهم دفاعه عنهم و تكريمه إياهم و التكفل بهم ماديا و معنويا تعليما و تثقيفا و توظيفا، و يكفي هؤلاء معرة أنهم ينتسبون إلى غير قومهم و يلحقون أنفسهم بغير آبائهم شأنهم في هذا كله كشأن الأدعياء اللصقاء، و أما الصنف الثاني فهم خصومها من غير أبنائها، فهؤلاء خصوم طبيعيون و أعداء تقليديون، عداؤهم للعربية و للعرب غريزة فيهم أو هو في حكم الغريزة لتأصله و حدته، و هؤلاء لا كلام لي عنهم و لا معهم إلا إذا ظهرت عليهم بوادر الإنصاف، فهنالك يكون لنا معهم شأن آخر فلكل حدث حديث و لكل تصرف موقف و لكل سلوك مسلك.

    4) ألوان الجموع في اللغة العربية:
    إن ما يشد دارس اللغة العربية لكثير فيها، و قد شدني إليها قدرتها على تلبس الحالات التي تعرض للإنسان في الحياة كلها، سواء في تعامله مع عالمه أو مع باقي العلمين، و إنها لتخص كل معنى مبنى حتى قال علماؤها: "الزيادة في المبنى زيادة في المعنى". و تأملت أنواع الجموع فقط، فتعجبت لعدتها و كثرة أوزانـها و تنوع صيغـها (1)، فهناك جمع المذكر السالم و الملحق به، و جمع المؤنث السالم و الملحق به، و جموع التكسير بجموع القلة (أربعة أبنية) و جموع الكثرة (ثلاثة و عشرون بناء) و جمع الجمع، و منتهى الجموع (اثنا و عشرون وزنا) إضافة إلى الجموع النادرة و الشاذة (واحد و ثلاثون وزنا بل تزيد) و هناك اسم الجمع، و اسم الجنس الجمعي، واسم الجنس الإفرادي...إلهي! ما هذا كله؟ هذه الجموع وحدها فقط فما بالي بباقي اللغة العربية بخصائصها في نثرها و نظمها، و بترادفها و تضادها و مشتركها و إلحاقها و بحذفها و استغنائها و إتباعها و جوارها، وفي نحوها و صرفها و بلاغتها بيانا و معاني و بديعا ؟! ثم يأتي جاهل يدعي المعرفة فيقول إن اللغة العربية لغة ميتة لا تصلح إلا للمتاحف؟ فإن لم يكن هو الميت فعلا لتفسخه ثقافيا و انحلاله إنسانيا فهو في حكم الميت بجهله المركب لأنه لا يدري و لا يدري أنه لا يدري، و الجهل أخو الموت! إن اللغة العربية لغة حية و فيها حياة الأمم و الحضارات، و إن تعلمها ليزيد في المروءة و فيه رفعة للهمم.

    5) جمعان جديدان:
    تأملت حال الناس اليوم و تنوعهم و اختلافهم شكلا و مضمونا، و رأيت أن العربية قد وسعتهم لفظا و معنى، و قد لاحظت فشو بعض الأجناس التي كانت نادرة في وقت ما، و كانت تعتبر شذوذا في المجتمعات، و الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه كما يقول أهل اللغة، أما اليوم فقد جعل منها انتشارها ظواهر عادية أو هي في حكم العادي، قد تبدو كأنها الأصل المطرد و غيرها الشاذ النادر فتألّمت ! و وددت لو أنني أجد في اللغة العربية جموعا لتلك الأجناس تدل بمبانيها على معانيها، أو تشير بصيغها إلى صورها، و من تلك الأجناس جنس المخنثين و هم المتشبهون بالنساء من الرجال، و جنس المسترجلات و هن المتشبهات بالرجال من النساء و لاسيما في أوساط المثقفين و أشباههم عندنا ! و أخذت أفكر في ذلك الصنف من الذكور الذين يشبهون الرجال و ليسوا رجالا، كيف يمسخون أنفسهم جنسا لا هو بجنسهم الأصلي و لا هو بالجنس الذي يحاولون الدخول فيه و اللحاق به، فأصبحوا بين هذا و ذاك كالغراب الذي حاول تقليد القطاة (نوع من الحمام البري) في مشيتها فأضل مشيته و أخطأ مشيها و صار معروفا بمشيته المضطربة المميزة له بين مشيات الطيور الأخرى، كما قيل :
    إن الغراب و كان يمشي مشيـة = فيما مضى من سالف الأجيال
    حسد القطا و أراد يمشي مشيها = فأصــابه ضرب من العقال
    فـأضل مشيته و أخطأ مشيهـا = فــلذلك كنّوه "أبا مرقـال"


    و إن حال الغراب في نظري لأهون بكثير من حال أولئك حيث لم يغير جنسه إلى جنس القطاة بل ما حاول إلا تقليد مشيتها فقط، فهو بهذا لأعقل منهم و أرشد!

    و ذلك الصنف من النساء اللواتي تجردن من أنوثتهن تجردَهن من قمصانهن فصرن جنسا مأفونا ازددن نقصا إلى نقصهن، بل صرن جنسا معفونا تعافه النساء الحقيقيات قبل الرجال.
    و رحت أطلق العنان لخيالي و قلت في نفسي:" لو سألت اللغة العربية عن ألفاظ تكون جموعا لهذين الجنسين لعلي أجد عندها بغيتي!"
    فقصدت مجلسها العامر و كان مُغتصًّا بالعلماء و الباحثين و المحبين العاشقين مثلي، و كانت هي تتصدر المجمع الكريم مستوية على عرشها الملكي في كمال و جلال جميلة أنيقة يعلو محياها السمح طمأنينة الثقة في النفس و سكينة الأنس بالجلساء، و رغم ذلك كله كان في عينيها النجلاوين مسحة من الحزن الدفين المكظوم و المفهوم، فلما رأيتها في أزهى حلة و أبهى خلة جرأتني بشاشتها على مساءلتها بعدما حييتها بأدب و قدمت لها فروض الولاء و الوفاء قائلا:
    - كيف تجمعين، يا سيدتي، المخنثين من المثقفين؟
    فأجابتني عفوا و هي تبتسم ابتسام الأم الرءوم : المثقفونات!
    فقلت لها متعجبا : ما هذا الجمع الغريب؟
    فقالت و هي تضحك : إنه جمع المخنث السالم!
    فضحكت لضحكها، ثم قلت بعدما استهواني الفضول و راق لي الحديث : و كيف تجمعين المسترجلات من المثقفات؟
    قالت : المثقفاتون!
    فقلت لها : و ما هذا الجمع الآخر؟
    قالت : هو جمع المسترجل السالم! و ضحكنا معا هذه المرة و استأذنتها إذ راق لي المقام و أغراني تواضعها على إتمام مقالتي هذه عندها فأذنت لي كريمة و هذه حالها.
    إنني أعتذر إلى اللغة العربية و إلى علمائها الغُيُرِعلى هذه الجرأة إذ أنطقتها بما ليس فيها، و ما قصدت إلا ممازحتهم و التنادر على أولئك الممسوخين فكرا و ثقافة و الذين تنكروا لجنسهم فما بلغوا قصدهم و لا هم حفظوا أصلهم، و قد سبقني إلى هذا الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، رحمه الله تعالى، ريئس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في وقته و خليفة الشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى، حيث تنادربالمخنثين في أحد مجالسه الأدبية فصاغ الجمع الأول و نسجت على منواله و قفوت أثره في طريقته، و تقليد الكرام فلاح، فصغت الجمع الثاني، و بعد هذه الفذلكة الطريفة يتبادر إلى ذهني حقيقة أخرى و هي إن كانت اللغة العربية قادرة على صنع النوادر و اختراع المُلح (جمع مُلحة) في المزاح المباح فهي على صنع الأسماء في العلوم و المخترعات أقدر، و قد وسعت كتاب الله لفظا و غاية فكيف تعجز عن وصف آلة أو تنسيق أسماء لمخترعات؟ على حد قول حافظ إبراهيم رحمه الله.

    6) مسوخ ثقافية:
    ورد على ذهني و أنا بصدد الحديث عن المخنثين و المسترجلات خاطر سانح عن أولئك الجزائريين المثقفين (؟!) الذين أصلهم عربي و لسانهم عربي و لغة وطنهم الرسمية العربية، و مع هذا كله تراهم يتكلمون بلغة يوحنا مريم لوبان (جان ماري لوبان)، إنني أذكر هنا هذا الشخص المقيت لأنه يمثل أبشع صور التمييز العنصري الحاقد المعاصر، و بغضه للأجانب عموما و للعرب خصوصا جعل منه مثلا يضرب و لا أذكره لذاته فهو أتفه من أن يقدر و أحقر من أن يعبر فيذكر في مثل هذه المقالة، أقول كأن أولئك الممسوخين يبتغون التشبه به في لغته و عنصريته و بغضه للعرب، و تراهم نصبوا أنفسهم دعاة للتفرنس كأن بينهم و بين فرنسا نسبا أو رحما، و وجه الشبه بين أولئك المخنثين و المسترجلات و بين هؤلاء المتفرنسين يكمن في محاولتهم الخروج عن الفطرة التي فطروا عليها إلى حالة أخرى مخالفة للطبيعة و مناقضة لها، فلا هم بقوا على فطرتهم و لا هم استطاعوا إدراك غايتهم، و إن أولئك يمارسون "الترافيستيزم" الجنسي (التخنث و الترجل) و هؤلاء سقطوا في "الترافيستيزم" الثقافي و اللغوي دون شعور منهم أو بشعور، و "الترافيستيزم" في أصله تزييف للحق و تشويه للحقائق و مسخ للفطر! هذا و إن الكلام جاء هنا عرضا و الحديث ذو شجون كما يقال و لم أقصد إليه قصدا إنما القصد ما يأتي بعد حين.

    (يتبع)

    سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك

  2. #2
    جمع المخنث السّالم و جمع المسترجل السّالم
    (أو المقالة الانشطارية للدفاع عن اللغة العربية في الجزائر)

    الجزء الثاني


    7) دعاوى باطلة:
    إن كل الدعاوى التي ظهرت على الساحة الوطنية قديما و حديثا محاربة اللغة العربية باسم البربرية أو باسم الدارجة أو باسم الفرانكفونية، أو تحت أي شعار آخر أو زعم، إنما هي دعاوى عنصرية عدوانية و جدت لها أبواقا في الجزائر، أبواقا تملأ البلاد زيطة بينما يقف النافخون فيها هناك بعيدا وراء البحر.و هنا وجب طرح سؤال مهم و بسيط في رأيي و هو: هل سترضى فرنسا عن عملائها الجدد، دعاة التفرنس، أو ممارسي "الترافيستيزم" الثقافي؟ هؤلاء الدعاة الذين وطأوا ظهورهم لفرنسا فاتخذتهم مطايا تركبهم كما ركبت أسلافهم من قبل لتصل إلى أغراضها البعيدة و تحقق أحلامها القديمة لما كانت تستعمر البلاد و تسترق العباد؟ و الرد على هذا السؤال سهل و ميسور و هو : إنها لا و لن ترضى عنهم مهما بذلوا في سبيلها من جهد و مهما قدموا من ماء الوجه، كيف ترضى عن عملائها مهما كانوا و هي لم ترض عن أبنائها الحقيقيين لما خالفوها و ناقضوها؟ و إنما ستطرحهم إن عاجلا أو آجلا كما يطرح المدخن أعقاب السجائر بعدما تستنفد قواهم، أو تشم فيهم رائحة الردة عن مبادئها فكم من فرنسي أصيل تبرأت منه و كان ابنها المدلل، أبعد أكثر من أربعين سنة تتحقق أحلام فرنسا في الجزائر يا ناس؟ و على أيدي من؟ الجزائريين؟!

    8) لغة المستقبل:
    لقد شهد بعظمة اللغة العربية الغرباء عنها و من أبناء فرنسا ذاتها، و قديما قيل الفضل ما شهدت به الأعداء، و اللغة العربية لغة أبدية مهما حاول أعداؤها محاربتها، و انظروا إن شئتم إلى قصة الكاتب الأديب جول فيرن(Jules VERNE : 1828/1905) الفرنسي الشهير برواياته الخيالية العجيبة في القرن التاسع عشر، حيث جعل في روايته "رحلة إلى باطن الأرض" الأثر الذي يتركه أبطاله في جوف الأرض كتابة باللغة العربية، و لما سئل عن السبب الذي جعله يختار اللغة العربية و هو الفرنسي؟ قال:" لأنها لغة المستقبل!" (2) و لقد صدق! و إن الذي يتتبع انتشار اللغة العربية في أوروبا ذاتها ففي ألمانيا و حدها أربع عشر جامعة تدرس اللغة العربية، و في أمريكا الشمالية ( الولايات المتحدة الأمريكية و كندا) ليدرك ما أقصد و إن للعربية لشأنا حتى و إن تنكر لها أبناؤها من العرب و إن غدا لناظره لقريب و إن بعد و ليس مستبعدا عندي أن "تفتح" العربية العالم العربي غازية من الغرب!

    9) من خصائص اللغة العربية، أو اللغة الخالدة:
    إن اللغة العربية عالم قائم بذاته و هي من أعيان اللغات، بينما اللغات الأخرى و لاسيما اللغات الأوروبية المعاصرة عوالم قائمة بغيرها و هي أعراض، و ما أخس الأعراض أمام نفاسة الأعيان (الجواهر)، للغة العربية قدرات خاصة تمكنها من الاكتفاء ذاتيا، إنها تمتاز بالاشتقاق بأنواعه الثلاثة: الصغير و الكبير و الأكبر، وتمتاز بالنحت أو الاشتقاق الكبار ما يجعلها قادرة على التشكل لمرونتها و ليونتها فتصوغ المفردات و تصنع التراكيب المعبرة لاستيعاب بل لاحتواء نتاج الحضارات المعاصرة كله كما استوعبت نتاج الحضارات القديمة و احتوته مع الاحتفاظ بسماتها الشخصية الخاصة، فلا هي تذوب و لا تستطيع أن تذوب أو تنمحي و لو أرادت، و مع هذا كله نجدها متفتحة على غيرها من اللغات و متفاعلة معها دون شعور بالدونية أو الحرج أو الخوف أو الخجل فنراها تعرب و تقترض و تترجم، و هذا دليل على أنها لغة حية و لها من الحيوية ما يجعلها لغة خالدة! و قد وسعت كتاب الله لفظا و غاية كما وسعت العلوم قديما تسمية و بيانا، فهي لغة دين و دنيا و لا يمكن فصل وجه منهما عن الآخر دون المساس بجوهرها، و إن نزول القرآن الكريم بها جعل منها لغة خالدة بخلوده ولغة عالمية بالدرجة الأولى، فمن أراد قراءته و تدبره تحتم عليه تعلم العربية، و إن الإسلام دين عربي اللسان عالمي السلطان على القلوب قبل البلدان، فمن أراد فهمه من الأمم الأعجمية لزم عليه تعلم العربية أيضا، ومن أحب الدخول فيه وجب عليه تعلمها كذلك ليؤدي فرائضه كاملة تامة فهذه ضرورات ثلاث مأكدة لتعلم العربية، و قد فشت العربية في لغات العالم كما فشا الهواء فيه، وإن من يحاول إبعاد اللغة العربية عن الحياة فكأنما يحاول إلغاء الهواء من الدنيا و هذا محال، فإن كان خصوم العربية عاجزين ـ وهم عاجزون فعلا ـ عن هذا فهم عن إلغاء العربية أعجز! و إن صلة الجزائر باللغة العربية كصلتها بالإسلام، فإن كانت الجزائر جسدا فالإسلام لها روح و اللغة العربية لها نفس، فكما لا يمكن لجسد أن يحيا بلا روح فلا يمكنه كذلك أن يعيش بدون نفس، و إن الجزائر لا تستطيع أن تحيا بغير روحها و لا تستطيع العيش بغير نفسها، فبه تنفس عن مكوناتها الثقافية و به تمارس شعائرها الدينية، أو من يرم صرف الجزائر عن اللغة العربية يرم إفراغ الجسد من نفسه و ملأه بالخواء و من يبغ صرفها عن الإسلام يبغ جعل الجسد يحيا بلا روح و هذا و ذاك محال !

    10) مأساة اللغة العربية في الجزائر:
    أما بعد هذه الجولة في رياض اللغة العربية الفيحاء، ماذا عساني أن أقول و هذه اللغة المغبونة في أرضها من أبنائها ترفع بكل كلمة فيها كف الضراعة إلى ربها سبحانه تستغيثه من عقوق أبنائها و جحود أدعيائها، شاكية باكية راجية أن بنجدها بأبناء آخرين نجباء و أولياء صادقين خلصاء خلفا لمن بها في مجمع أو جمعية استرزق و لغيرها في نظام هيئة ارتزق، و رحم الله الشيخ محمد البشير الإبراهيمي عندما قال:
    نغار عن أحسابنا أن تمتـهن = و الحر عن مجد الجدود مؤتمن
    و لـغة العُرْب لسان ممتحن = إن لم يذد أبــناؤه عنه، فمـن؟



    إن ما يحز في النفس أن نسمع بهيئات رسمية كالمجمع الجزائري للغة العربية، و المجلس الأعلى للغة العربية، و بهيئات غير حكومية كالجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، و جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و ما يدعى أحزابا إسلامية (؟!!!) و نوابا في المجلسين، مجلس الأمة و المجلس الوطني الشعبي و مثقفين معربين حملة لواء اللغة العربية واقفين جميعا متفرجين على ما يكاد للغة العربية جهارا نهارا و هم في سبات عميق ثقيل نوم أهل الكهف بجانبه قيلولة مؤقتة خفيفة، إنهم جملة في المعارضة كالجملة الاعتراضية في النحو لا محل لهم من الإعراب، بل لا قدر لهم في التعريب و لا وزن لهم في التعبير عن قضايا الأمة ما داموا منشغلين بـ "البزنسة" و "الثرابانديزم" السياسي و الثقافي بل و حتى المالي على حساب هموم الشعب المغبون بهم، و إن تلك الهيئات كلها لن تتحرك و لو فرنست المساجد! و للإنصاف نستثني الجهود الجبارة التي يقوم بها المجلس الأعلى للغة العربية و ما يقوم به خدمة للغة العربية غير أن جهوده تلك على ما فيها من قيمة علمية أكيدة تبقى غير كافية لأنها محدودة النشر و من ثمة تبقى ممنوعة عن الجمهور المعني ثم لأنها مجرد توصيات و اقتراحات لا تملك قوة القانون الإلزامية المجبرة، و أما الصحافة "المعربة" فحدث عن الطوام و لا حرج، فإنها تسيء للعربية بالأخطاء الكثيرة من حيث تظن أنها تحسن إليها،فإنك تقرأ المقالة لا تكاد تفهم منها غير العنوان، و نستثني بعض الأقلام المتمكنة لغويا فإن القراءة لها متعة حقيقية غير أن هذه الأقلام من القلة ما يجعلها عزيزة بين الأقلام الرديئة المتفشية.

    11) مظاهر تلك المأساة:

    إن لمأساة اللغة العربية في الجزائر مظاهر عدة و ليس مظهرا واحدا فقط، كأني بالناس قد تعاوروا عليها و تعاونوا على الإساءة إليها في كل مجال حتى ليخيل للواحد منا أننا في بلد العربية فيه أجنبية دخيلة يجب إبعادها عن الحياة و طردها من البلاد، و قد تعددت أشكال الإساءة حتى أننا لا نكاد نحصيها و أذكر هنا عددا منها للتمثيل فقط و ليس للحصر:
    - الخطاب الرسمي المعبر عن سيادة الدولة في المحافل الدولية خطاب مفرنس، واللجوء إلى الحديث بالفرنسية في كل مناسبة دون ضرورة، ولا ضرورة أصلا، مظهر من مظاهر الإساءة الرسمية للعربية؛
    - الاستعمال الفاحش للغة الفرنسية في كل مناسبة ولقاء بلا داعي كأن المتلقين للخطاب فرنسيون أصلاء(؟!) و ليسوا جزائريين أصلاء؛
    - التراسل الرسمي باللغة الفرنسية مع المتعاملين المقيمين كلهم مهما كانوا حتى اشتكت السفارات غير العربية و القنصليات من هذا الأمر، فهي تجلب معها المترجمين من لغاتها إلى العربية و العكس كذلك، فتفاجأ بأنها مطالبة بالترجمة من و إلى اللغة الفرنسية للكتابة إلى الدولة الجزائرية العربية؛
    - صدور الكثير من الوثائق و السندات مثل فواتير الكهرباء و الغاز باللغة الفرنسية كأنها موجهة إلى الفرنسيين و ليس إلى الجزائريين الذين يدفعون "دم فوادهم" لتسديدها؛
    - حتى في الرياضة و لاسيما في كرة القدم لما تجلب الجزائر المدربين من العالم و خاصة من دول أوروبا الشرقية و هم لا يعرفون اللغة الفرنسية طبعا فبدلا من تعليمهم العربية يعلمون الفرنسية فيصيرون يرطنون بها مع شباب جزائري لا يعرفها و لا يفهم منه إلا: "وي" و "نو" و "جوتام"؛
    - و في الملتقيات و الندوات و اللقاءات المحلية أو الدولية على حد سواء تكون الفرنسية هي اللغة السائدة و السيدة حتى مع الأجانب الذين لا يفهمونها فتترجم المداخلات منها بدلا من العربية إلى اللغات الأخرى؛
    - أما اللافتات في الشوارع في المناسبات فحدث عن المأساة و تألم لغبن العربية فيها كأن الذين يكتبونها جاؤوا من جزر الواق واق حيث لا عربية و لا أية لغة باتفاق؛ هذا غيض من فيض من الأمثلة عن معاناة اللغة العربية في بلادها!
    - أما الطامة الكبرى و المصيبة العظمى ففي الكتب المدرسية التي من المفروض أن تعلم اللغة العربية سليمة مستقيمة لكنها في تلك الكتب تشكو إلى ربها ظلم العباد لما أصابها من مسخ و فسخ.

    12) ردة و لا بشير لها:
    و أعود إلى الموضوع فأقول إن التخطيط لإلحاق الجزائر بمنظمة الدول الفرانكفونية، مثلا، تخطيط خبيث لا يمكن تفسيره إلا بالعمالة لفرنسا تحت شعارات خادعة و بحجج واهية لا تنطلي إلا على السذج من غلمان السياسة و ما أكثرهم عندنا، و إن كل من يرضى بهذه العمالة أو يسكت عنها عميل و لو أنكر بقلبه مدعيا ضعف الإيمان لأن الرضا بهذا المنكر ينفي الإيمان البتة، ثم إن السعي إلى الفرانكفونية ردة عن مبادئ حزب الشعب الجزائري، و عن قيم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (الأصلية) و عن أهداف ثورة نوفمبر، و عن مواد دساتير الجزائر المستقلة كلها منذ 1963 إلى اليوم و التي تجمع على أن الإسلام ديننا و العربية لغتنا و الجزائر وطننا، أما الدستور القادم فأخشى ما أخشاه أن يكون "شوطاني" النزعة أو شيطاني الأهداف! فأما كونه "شوطاني" النزعة فنسبة إلى كامي شوطان (Camille CHAUTEMPS:1885/1963) النائب الاشتراكي الراديكالي المتطرف و الماسوني المتعصب و هو قطب من أقطاب الاستعمار الفرنسي و قد كان رئيس مجلس الوزراء ثلاث مرات بين عام 1930و عام 1938، و هو الذي سن بمرسوم قانونا يعتبر اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر و بموجب هذا المرسوم الجائر ككل مراسيم الاستعمار ضيق الخناق على الصحافة العربية وقتها، و أما كونه شيطاني الأهداف فبالنسبة إلى ما سيتضمنه من مكر صياغة و غاية، هذا ما أتوجسه من خيفة و قد عودتنا المخابر التي تصاغ فيها النصوص على المكر ضد الشعب، و إن أية محاولة لفرنسة المنظومة التربوية أو الجامعة أو العدالة فستكشف عن ذاك المكر المبيت، و على أية حال فإنها ستبوء كلها بالفشل الذريع مهما أنفق عليها من مال و مهما جند لها من رجال و مهما تلوعب فيها بالأقوال و مهما تصرف فيها بالأحوال.

    13) في الختام:
    و أختم هذه المقالة الانشطارية الشضايا لتناولها عددا من القضايا و لاستهدافها عدد من الغايات في حيز واحد و إنني لآمل أنني قد أبرأت ذمتي بها ذودا عن الجزائر الحبيبة و دفاعا عن اللغة العربية فيها و نصحا لأئمة المسلمين و عامتهم، أختمها بدون مداراة لخصم و لا محاباة لصديق بمقولة شيخنا الجليل محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله دائما عندما كتب في البصائر (الحقيقية) في العدد41 لعام 1948 تحت عنوان "اللغة العربية في الجزائر عقيلة حرة ليس لها ضرة": " اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة و لا دخيلة، بل هي في دارها وبين حماتها و أنصارها..." رحمك الله يا شيخنا ما أطيبك و ما أحلمك، ليتك ترى ما فعله "أهل" العربية بها و في وطنها، و ليتك تسمع ما صنعه "العرب" بأنفسهم لتحكم و أنت العقل المنير أنك أسأت التفكير، و مثلك خبير لكنك أخطأت التقدير، لا، معذرة يا شيخنا، بل الحمد لله إذ أنك لا ترى و لا تسمع يا محمد يا بشير!


    فنم قريرا محمد لا حزن = لــك من بنيك حر يؤتمن
    ألغة العُرْب بيننا تمتهن؟ = أنا و مالي لها الفدا فاطمئن!


    و لما بلغت هذا القدر من الكتابة، رفعت رأسي أنظر إلى السيدة المتربعة على العرش، فوجدتها ترنو إلي و على محياها السمح ابتسامة هادئة غريبة لم أفهم مغزاها، فتساءلت أهي ابتسامة الرضا أم ابتسامة الإشفاق علي؟ و عندها، و قد طال مكثي في مجلسها العامر، استأذنت منها للانصراف فأذنت كريمة كعادتها دائما فانصرفت بعدما حييتها تحية الخادم المطيع على أمل العثور على فرصة نشر ما كتبت و أنا أردد في نفسي نيابة عنها قول العباس بن الأحنف:
    و ما هجروك من ذنب إليهم = و لكن قل في الناس الوفاء.
    ــــــــــــــ
    الهوامش:
    (1) ينظر للمزيد في هذا الموضوع كتاب الأستاذ عباس أبي السعود "الفيصل في ألوان الجموع" طبعة دار المعارف بمصر.
    (2) ينظر للتأكد من هذه القصة كتاب "القياس في اللغة العربية" للشيخ، أحد شيوخ الأزهر، محمد الخضر حسين، طبعة الجزائر، ص14، و كتاب "شؤون لغوية" للدكتور محمود أحمد السيد، طبعة دار الفكر، بيروت، ص 10، نقلا عن مقال الأستاذ محمود سالم "عليكم باللغة العربية".

    ملحوظة مهمة: نشرت هذه المقالة أولَّ مرة على صفحات جريدة "البصائر"، لسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عام 2008 ثم نشرتها في عدد من المواقع في الشبكة العنكبية الكونية، وأرى أن موقع المجمع أحق بها وأولى ولذا أعدت نشرها هنا.
    و أخرى أخيرة: لقدصحح بعض الأخطاء أستاذي الفاضل الحسن الفهري، من المغرب، جزاه الله عني خيرا، لما نشرتها على صفحات "ملتقى الأدباء والمبدعين العرب".



    سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك

  3. #3
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402
    بورك كل من يدافع عن لغة القرآن الكريم ، وخاب كل من عاداها.
    (إنا أنزلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون)
    ولا غرابة أن أكثر الناس لا يعقلون. ولو كانوا يعقلون لما تنكروا لسبب من أسباب العقل المنير الراجح.
    وكل من يترك لغته الأم فهو الخاسر.
    لكم الأجر والثواب
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس مشاهدة المشاركة
    بورك كل من يدافع عن لغة القرآن الكريم ، وخاب كل من عاداها.
    (إنا أنزلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون)
    ولا غرابة أن أكثر الناس لا يعقلون. ولو كانوا يعقلون لما تنكروا لسبب من أسباب العقل المنير الراجح.
    وكل من يترك لغته الأم فهو الخاسر.
    لكم الأجر والثواب

    بارك الله فيك وفي علمك والتزامك أستاذ ضياء

    طبعا خاب وخسر من تنكر لأحد ثوابته ،الأدهى والأمر من في النكران أن يتصف به حماة الثوابت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله

    نسأل الله الهداية للجميع

    فماذا لو تركوا اللغة العربية للبلاد والعباد وتصنعوا حمل الأمانة التي ربطوا بها أعناقهم ولو تصنعا
    سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك

  5. #5
    جميل جدا ماطرحه الاستاذ ليشوري وبما قرات الموضوع منقولا من قبل في الفرسان، الاهم اننا ان لم نحافظ عليها سنصبح اغرابا عنها.
    شكرا لكم والموضوع له صلة بقسم اللغة العربية اظن.

  6. #6
    فضلا لاامرا نتمنى سماع رايكم حول هذا العمل، لانه يهمنا جميعا:
    http://omferas.com/vb/t57420/

  7. #7
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح فلسطين مشاهدة المشاركة
    جميل جدا ماطرحه الاستاذ ليشوري وبما قرات الموضوع منقولا من قبل في الفرسان، الاهم اننا ان لم نحافظ عليها سنصبح اغرابا عنها.
    شكرا لكم والموضوع له صلة بقسم اللغة العربية اظن.

    لم تكن لي دراية بأنالموضوع منقول من قبل هنا ، وعلى كل حال فهو فائدة مكررة لعل أحدا لم يصادفه في المرة السابقة فيقع عليه نظره في هذه المرة ،،، شكرا لك كثيرا أخي على تعليقك ورأيك ،ما يُطمئن الجميع أن لغة القرآن محفوظة بحفظ الله لكتابه
    سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك

المواضيع المتشابهه

  1. لقاء الفرسان مع الصحفي حسين ليشوري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 01-22-2011, 02:08 AM
  2. رحلتي قصة بقلم سُكيْنة حسين ليشوري
    بواسطة حسين ليشوري في المنتدى - فرسان أدب الأطفال
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-10-2011, 09:57 AM
  3. نبارك لأديبنا حسين ليشوري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-04-2010, 04:10 PM
  4. العود الحقود ! (قُصيْصة شاعرة) بقلم حسين ليشوري
    بواسطة حسين ليشوري في المنتدى القصة الشاعرة
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 05-05-2009, 10:34 AM
  5. نرحب بالاديب/حسين ليشوري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 12-28-2008, 12:37 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •