موضوعي هذا فيتعلق بأهمية العلاج النفسي للمريض

حيث أن أي مرض سواء كان خفيفا أو صعباً ترافقه حالة المريض النفسية التي تنعكس سلباً أو إيجاباً على العلاج

فان أهملت هذا الجانب مع المريض فربما كرست السلبية في نفسه والتي تجعل من السهل صعباً ووهماً كبيراً وحتى لو شفي المريض تماماً من مرضه فان الوهم الذي اكتسبه سيصبح معاناة طويلة يصعب التخلص منها

الحقيقة مدارس الطب متفقة في تأثير العامل النفسي على المريض ومختلفة في الأساليب

فالمدرسة الأمريكية وهي الأكثر شهرة ترى أن يواجه المعالج المريض بحقيقة مرضه ويضعه في الصورة كاملة مع بعث الأمل في العلاج




وأغلب المدارس الأوربية تخالف هذا الرأي خاصة إن كانت حالة المريض صعبة

فيرون إخفاء نوع المرض عنه وتبسيطه له وتوضيح الأمر لمن يخصه وإعطائه العلاج النفسي والمادي وفي الغرب طريقة العلاج تختلف فالطبيب المعالج للمرض العضوي لايتدخل في الجانب النفسي لأكثر من سبب وهو عدم امتلاكه الوقت وأيضاً عدم إلمامه بالجانب النفسي ولذا يقوم بتحويله إلى المعالج النفسي المختص




وحتى في الغذاء المناسب لصحته النفسية والعضوية يكون اختصاصاً ثالثاً يتعامل معه المريض

أما نحن للأسف الشديد هذه الأمور بعيدين عنها كل البعد ونرى أن المعالج رغم انه يدرك كما ذكرت أهمية العلاج النفسي إلا أنه لايهتم لهذا الجانب إلا في بعض كلمات قصيرة وهو يودع المريض على الباب بقوله لاتفكر كثيراً بمرضك المسألة خفيفة و لا تشغل بالك بها وقد تكون هذه الكلمات البسيطة زاداً بسيطاً لأيام قليلة

ولكن ينتهي مفعولها لتراكم الوهم



أقول لمن يريد أن يعالج الناس عليه احترام مهنته أولاً كمعالج فمتى تحقق هذا المعنى عنده أصبح واجباً عليه أن يكون علاجه متكاملا

سأضرب مثلاً لحالة مريض في السرطان

ومعروف أن هذا المرض مجرد سماع اسمه من قبل المريض قد يكون قاتلا له

فعليك تجاوز المدرسة الأمريكية التي لاتتلائم وبيئتنا الاجتماعية والاتجاه إلى المدرسة الإسلامية التي تربى عليها علمائنا

بان تضع في قناعتك أن لكل داء دواء وان تجتهد قدر الإمكان في وصف الدواء المناسب لحالة هذا المريض

ومن ثم الانتقال إلى العامل النفسي أو الروحي لدى المريض




ووضعه في أحسن حالة معنوية له مع تدخيل الأفكار التي لايمكن التنازل أو التساهل فيها ضمن الكلمات المعنوية الداعمة فعندما تريد أن تمنعه عن نوع طعام أو شراب اعتاد عليه زمنا طويلاً

وتعلم أن ذلك سيساعده في الشفاء فعليك أن تنزع حب هذا الشيء من قلبه بأسلوب هادف ومقنع وربط أمل الشفاء بذلك وبأسلوب يتقبله المريض




ولا يكتفي أن يقال له إن التدخين ضاراً لك أو قاتلاً لك فهذا الأسلوب يجعل المريض يقلع عن التدخين مع تعلقه بالسيجارة وربما هذا التعلق يعيده في فترة قادمة من زمن الصحة إلى التدخين من جديد ولن تفيد العبارات التي سمعها من قبل من الطبيب

إنما الأفضل أن تنزع منه الرغبة في التدخين فلأنك لن تستطيع الأكل إن لم تكن لديك رغبة في الطعام ولن تستطيع أن تمارس الجنس إن لم تتوفر الرغبة ولن تستطيع النوم إن لم تكن راغباً في النوم ولن تستطيع التحدث مع شخص لاترغب أن تتحدث معه والأمثلة كثيرة في هذا المجال




وكل ماذكرت من أمور عدم الرغبة لو قمت بها ضاغطاً على عكس رغبتك فسيكون الطعام عبئاً على الهضم كما تكون بقية الأمور عبئاً ثقيلاً على كل عضو يتأثر مباشرة بالنوع الذي تتعاطاه رغماً عنك

وعلى هذا يصبح الإقناع بالفكرة هي الوسيلة الأنجع في أن تجعل المريض يترك التدخين أو غيره من الأمور التي تؤثر على حالته فعندما تتكون قناعة لدى المريض بأن الاستمرار على تناول هذا النوع المعتاد على تناوله يكون مصدرا ضاراً وعائقاً على شفائه مهما تناول من دواء فستجده يقطع التدخين ولو بعد أربعين عاماً من الإدمان على التدخين ويقول لك والله إني أكره حتى رائحته بينما قبلها لايستطيع الاستغناء عن السيجار ة لساعة واحدة




وكما ذكرت حول و ضع المريض في حالة علاج نفسي ومادي فهناك المرحلة الأخرى وهي لاتقل أهمية عن مرحلة العلاج النفسي والمادي وهي متابعة حالة المريض

في زمن تحدده أنت للمريض كأن يراجعك بعد أسبوع على أن لاتتوقف عند تحسن المريض أو عدم تحسنه

بل أن تستمر معه حتى تصل معه إلى المرحلة التي تكون راضي أنت والمريض عليها ولا تتأخر بالاستعانة بذوي الخبرة من زملائك في مساعدة المريض وبنفس الوقت يكون هناك تواصل متفق عليه من ذوي المريض دون معرفة المريض بهذا التواصل وذلك بأن تنقل صورة للمعالج من الأهل عن أحوال المريض النفسية




وعند مراجعة المريض للطبيب يستطيع الطبيب أن يستخدم هذا النوع من التواصل كوسيلة داعمة للعلاج كأن تخبره باأن تصرفه في المنزل قد أخذ جانب معين فيدرك المريض بأن المعالج اكتشف ذلك من خلال المعالجة وليس من خلال مصادر معلومات من أهله ويكون دافع قوي لثقة المريض بالمعالج




وهكذا نكون وصلنا إلى طريقة العلاج الصحيحة
والله الشافي والموفق