قصيدة المعلم / للشاعر غالب الغول


عبدالرحيم يقول في أشعـــــاره:
(أعطوا المعلم راتباً معقـــــولا)

وأنا أقول : إذا رأيـــــــت معلماً
لا عيب إنْ ألبـــــــــسته مريولا

وإذا تكبّرَ أو رأيتَ تجهــــــــماً
أصفعهُ حتى لا يكون خجـــولا

لو كان حقاً مخلصاً بوظيـــــفةٍ
ما كنت تلحظ خصرهُ مسْحولا

ما كان يعدل في الصفوف وإنه
هجر الفحول ودلل المكْـــحولا

ورمى قوانين الوزارة خلْـــفه
ليداعب المفتون والمتبـــــــولا

لو كان يعلم في القوافي سرّها
لغزا الجبال بودِّه وسهــــــولا

إن المربي لا يمد (سِجَــــارةً(
لفم الصبيّ ليشرب المعســولا

أين المعلم عند صفع صبــــيّهِ
لترى الصبيّ ببولهِ مبْــــــلولا

يا حسرة الكفن الــذي قد لفّهُ
عند الفراق وكــــان فيه نزيلا


أنظر إلى نعشٍ تباكت عينـــه
لترى المعلم فوقه محمـــــولا


ما كلّ من ذمَّ المعلم صـــــائباً
فلقد تراه مع الأنام جليـــــــــلا
إن المعلم في الحياة عمـــــادنا
زفّوا إليه المدح والتبجــــــــيلا
صدق الذي قد قال : وفِّ معلماً
( كاد المعلم أن يكون رسولا )