فسطاط المسلمين ... والله إنه لقول حق ووعد صدق ...
هشام الخاني
كثيرا ما نمر على آية كريمة في كتاب الله تعالى، أو كلم شريف للمصطفى (عليه الصﻻة والسﻻم) دون أن يعلق في أذهاننا إﻻ اللفظ أو شئ بسيط من المعنى. لكن مواجهة ما وعد به الله واقعا تجعلنا نتذكر وحي الله (كتابا ام سنة) وكاننا نواجهه شفاهة ... والعيون متفتحة، واﻵذان مشنفة، والقلوب منخلعة، ليقف اﻹنسان أمام واقع على اﻷرض ﻻمفر له من مواجهته.إن مايتسارع من الحدث أمام أعيننا يجعل العقل يسبح في التفكير. وإن عموم الظلم واشتداده، يدفع بالناس حكما كي يتآزروا ويتجمعوا لمواجهة ما ﻻيصدق من اﻷذى والظلم يتسبب به أعداء الله في مشارق اﻷرض ومغاربها. ومن هنا كان ﻻ بد من مكان يجمعهم لينطلقوا مبددين للظلم والتكبر الذي تسببت به أمم وكيانات لطالما رفعت الحق شعارا زائفا والحق منها براء.
ترى ... هل فكر أحدنا بالفسطاط (خيمة التجمع) حين عموم البأس؟ وهل أدرك أحدنا بأن الخطر والتفريق قد عم فأمسى كالسوار يحيط بنا. وأن طوق الظلم والحقد اﻷكبر بات محدقا من كل مكان قريب او من وراء البحار؟
عن ابي الدّرْدَاءِ رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالْغُوطَةِ إلَى جَانِبِ مَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشّامِ". وفي رواية ثانية قال: "سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة. فيها مدينة يقال لها دمشق، هي خير منازل المسلمين يومئذ" (صححه الألباني).