ليس جمال المرأة بلباسها ومساحيقها

من قلم غالب الغول

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما أبعد الأمس عن اليوم , يوم أن كانت المرأة تشارك الرجل بأعمال الزراعة والحصاد , وتجمع الحطب من بين الوهاد , وتحضر رغيف الخبز لأولادها بإرادة وعزم ومثابرة , وتأخذ من وقتها فترة من الراحة لتنظر إلى وجهها ويديها فتزينهما بالوضوء , أو تكحل عينيها , ثم تضع الحناء على يديها , وتتناول وجباتها الغذائية بما وفرته لها الطبيعة من الخضروات البرية , فيزيدها صحة وجمالاً , وتجلس مع زوجها هادئة البال سعيدة النفس صبورة الخلق , فينظر إليها زوجها قائلاً : هذا هو الجمال الذي يدوم بلونه وخلقه وعمله ودينه , (فامسك بذات الدين تربت يداك) .

ليس جمال المرأة كثرة المساحيق , ولا بياض البشرة , ولا حمرة الخدود ,ولا الإغراء بالملابس الضيقة المثيرة , ولا بالكشف عن الصدر والظهر ولبس الشفوف , وإلا لو كان هذا هو الجمال فحسب , أفلا نجد من كثرة البياض ما يجعلها كفيفة النظر , أو تجد بشرتها السمراء بالعين الكحيل , والخصر النحيل والخد الأسيل , لكنها بلا عقل ولا دين ولا خلق ولا حشمة ولا وقار ولا احترام . وقد اختفت كلها أو بعضها من المحاسن لتجعلنا نردد ما قاله , عمرو ابن معدي فيقول :

ليس الجمال بمئزر فاعــــــلم وإن ردّيت بردا
إن الجمال معادن ومناقب أورثن مجـــــــــــدا
لمّا رأيت نساءنا = يفحصن بالمعـــــــزاء شدّا
وبدت لميس كأنّها = بدر السمـــــــاء إذا تبدّى
وبدت محاسنها التي = تخفى وكان الأمر جدّا