أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخت الفاضله / تاج الوقار
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬

♦ السؤال :◄
قوله تعالى فى سوره البقره :◄
• ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ
وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )
لماذا أفرد فى البدايه ( مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ )
ثم جمع( وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) ؟

♦ الجواب :◄
♣ أولاً :◄
بلى من أسلم •←• وهو إثبات لما نفوه ( أى :◄ اليهود و النصارى )
من دخول غيرهم الجنة ،
أي :◄ ليس كما يقولون بل يدخلها من أسلم وجهه لله .
• فلما نفوا الأجر من غيرهم وأثبته سبحانه للمُتصف
بــ ( إسلام الوجه لله ) •←• منهم وممن سواهم
ربط الأجر بــ ( الفاء ) •←• دليل على أن إسلام الوجه هو السبب
فقال ( فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ ) خاصه •←• إحساناً إليه بإثبات نفعه .
• ولمّا كان ربما يدّعى أحد أنه ما أفرد الضمير إلا لأن المراد ( واحد بعينه )
فعندها لايَقدح ذلك فى دعواهم المذعومه
• ( أنه لن يدخل الجنه إلا اليهود و النصارى )
جمع فقال ( وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )

♣ ثانياً :◄
• لاحظ :◄
الفرق بين قوله تعالى :◄
• ( مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ )
• ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ )
مثال :◄
كما قال إبراهيم عليه السلام
• ( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) •←• إلى
لسه في الطريق
• ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً ) •←• للذى الآن وصل
• فلاحظ هذا الفرق بين
• ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ )
• وبين ( مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ )
• ثم لاحظ أيضاً :◄
• إسلام الوجه مع قوله وهو محسن ..
هى أعلى درجات الإيمان ( وشرحها يطول )

♣ ثالثاً :◄
• إذاً :◄
• ( مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ )
أصبح كقوله تعالى:◄
• ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
• إذاً :◄
لما قال جل ثناؤه:◄
• ( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) وقد قال قبل
• ( فله أجره عند ربه ) ،
• لأن "من" التي في قوله:◄
• ( بلى من أسلم وجهه لله ) •←• في لفظ واحد .. ومعنى جميع ، فالتوحيد في قوله •←• ( فله أجره ) للفظ ،
والجمع في قوله •←• ( ولا خوف عليهم) ، للمعنى.
♣ المصدر ( نظم الدُّرر لبرهان الدين )
▬▬▬▬▬ ♣♣♣♣ ▬▬▬▬▬
♦ الآن نعود للسؤال كما إجيب عليه من
أ.د فاضل السامرائى
▬▬▬ ••• ▬▬▬

♦ السؤال :◄
في سورة البقرة قال تعالى :◄
• ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) ورد الفعل أسلم بالماضي
وفي لقمان بالمضارع فما الفرق بينهما ؟
في لقمان :◄
• ( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)
وفى البقرة :◄
• ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )

♣ أولاً :◄
• هناك أكثر من اختلاف بين الآيتين :◄
• ( الماضي ) و ( المضارع ) و ( اللام ) و ( إلى )
ثم تأتي أمور أخرى أيضاً
• ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) •←• في لقمان ولم يقلها في البقرة • وإختلف الجواب (فله أجره عند ربه)•←• في البقرة ولم يقلها في لقمان.

المضارع و الماضي •←• ننظر سياق الآيتين يوضح الاستعمال.
• أسلم إلى •←• قلنا بمعنى الإتباع و تفويض الأمر
إذا كان بمعنى الإتباع فأمور الاتباع كثيرة
وإذا كان بمعنى التفويض وما يقع للإنسان من حوادث ونوازل كثيرة
وهذا يقتضي إذاً التعدد
♦ وقلنا سابقاً •←• أنه إذا وقع فعل الشرط مضارعاً بعد أداة الشرط
فهذا يفيد التكرار غالباً
وإذا وقع بالماضي يفيد وقوع الحدث مرة في الغالب.

• آية لقمان يتعلق بالإتباع
• ( قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا )
وأمور الاتباع كثيرة في الحياة ما يتعلق بالحلال و الحرام
وإذا كان بمعنى التفويض إلى الله في حال النوازل والشدائد هذه كثيرة
• إذاً :◄ يقتضي تكرر المسألة .
في آية البقرة •←• جاءت في الرد على اليهود و النصارى
• ( وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى )
• قال ربنا تعالى
• ( تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )
• يدخلها المسلم في مقابل اليهود و النصارى الذين قالوا
• ( لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى )
• القرآن رد عليهم
• ( تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )
• يعني :◄ بلى يدخلها كل مسلم
• و السؤال الآن :◄
الإسلام كم مرة يدخل الإنسان به ؟
مرة واحدة
من قال أشهد أن لا إله الله مرة واحدة فهو مسلم
• أما تفويض الأمر و الاتباع كثير
• فلما يتعلق الأمر بالتفويض و الاتباع يقول•←• ( يسلم) •←• بالمضارع لأنها تتكرر
• ولما يذكر الدخول في الإسلام فهو مرة واحدة •←• فيستعمل الماضي ( أسلم ).
• الحاكم في السياق هو المسرح الذي تتم فيه الأحداث.

♣ ثانياً :◄
• في آية البقرة لم يقل •←• ( فقد استمسك بالعروة الوثقى )
كما ذكر في آية لقمان
وإنما ذكر الأجر
• لأنه ليس في الآية تفويض أمر ، ذكر الأجر.
قال فى لقمان ( من يسلم وجهه لله فقد استمسك بالعروة الوثقى)
وقال فى البقره ( ومن أسلم وجهه لله فله أجره عند ربه)
• السؤال الآن :◄ أيها أعلى العاقبتين ؟
• العاقبة في البقرة أعلى ،
• جعل الأجر مع الإسلام لله و الإخلاص لله أن يكون سالماً خالصاً لله جعل عاقبته الأجر •←• ( فله أجره عند ربه )
• ناسب بين علوّ الأجر و بين معنى دلالة الإسلام
لما جعل نفسه خالصاً له
• لأننا قلنا أسلم لله •←• أي جعل نفسه خالصاً لله
ليس لأحد آخر فيه نصيب هذا عاقبته •←• ( فله أجره عند ربه )
• ذاك أى فى لقمان :◄ بمعنى •←• التفويض
• قال ( فقد استمسك بالعروة الوثقى )،

• لما جعل نفسه خالصاً لله تعالى قال•←• ( فله أجره عند ربه )
• جعل هذه عاقبته .

♣ ثالثاً :◄
ثم لاحظ :◄
• نرى في الآية أن النتيجة جماعية و الوصول إليها فردي ..
• ولما كان تسجيل الحسنات و الأجر عند الله فردياً ،
• فقد قال بصيغة المفرد:◄ ( فله أجره عند ربه ) ،
• أما عندما قال بصيغة الجمع:◄ ( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
• فهي لجميع المحسنين بالآخرة ،

♣ بالمناسبة أذكر مسألة عرضاً في السابق
أذكر حادثة لى ( يقول الدكتور )
♣ كثيراً ما كنت أدعو الله إني أسألك الفردوس الأعلى فجاءني زمن كنت دائماً أقول هذا الدعاء رأيت في المنام كأني في يدي كتاب من كتاب الله ليس هو القرآن ولا التوراة ولا الإنجيل
(وقد قرأتها جميعاً عندما ألّفت كتاب نبوءة محمد من الشك إلى اليقين) كأني أقرأ كتاب من كتاب الله مكتوب فيها
( إن الذي يسأل الفردوس الأعلى عليه أن لا يدع حظاً لنفسه ) ♣
• بمعنى :◄ أن تجعل كل شيء لله خالصاً
• أن يجعل نفسه خالصة لله وأن لا يدع حظاً لنفسه، هذا ما قرأت♣ .

♣ رابعاً :◄
• في كلا الآيتين :◄
• من أسلم لله
• وأسلم إلى الله
كلاهما محسن
لذلك قال القدامى أسلم لله •←• أعلى من أسلمت إلى الله
كما قال الرازي واختلف الأجر وكل أجر مناسب لكل واحد
• ذاك فوض أمره إلى الله •←• فقد استمسك بالعروة الوثقى
• وذاك جعل نفسه خالصاً لله •←• فله أجره عند ربه
وكونه مسلم دخل في الإسلام.

• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• لله تعالى الفضل والمِنّه
• عذراً للتطويل

• نقلاً ( Jamila Elalaily )


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي