يمكننا تنبع فكرة التجديد الأدبي في خضم عملية الإبداع التي نختصرها في تلك المراحل:
مرحلة التحضير-الحضانة-الإشراق-التنفيذ.[1],والتجديد يمكنه ان يمر بأي مرحلة من تلك المراحل ,سواء بالتحضير والتفكير بالعمل لتخطي الحاجز القديمة, وتبقى أهم من مرحلة الإشراق التلقائية العفوية التي لا سلطة هنا إلا للقريحة, بينما مرحلة التنفيذ التي تمتزج بالتنقيح يمكنها أن تعطي وجها جديدا للعمل ويمكن لموجات التجديد أن تجد قوة بدعمها تنفيذا كمبنى ومعنى, إما كإنجاز كتفرد أو بالاستعانة بمن يتبنى الموهوب الذي يبحث عن ملامح جديدة في أعماله كما نلاحظ دوما في الشرائح الجديدة.
لكن فكرة تلمع هنا عن سلطة الاستقلالية ,وامتداد السلطوية للمتبني, بحيث يمارس سطوة ديكتاتورية تجعله يكسي الموهوب شخصيته وقلمه ليكون امتدادا له, بينما لكل قلم ملامح خاصة ينفرد بها دوما, وغالبا تظهر هذه في التجمعات الثقافية يقول علي عطوان هنا:
حول خضوع الكثير من هذه التجمعات الثقافية، لسلطة التبني من قبل جهات معينة، و كيفية تجاوز تلك السلطة، لمحاورة الآخر، أجابوا:
على التجمعات الثقافية أن تتوفر على الاستقلالية الكاملة.[2]ويكاد مفهوم التبني غائبا عن التحديد لسقفه عمليا.
ويكاد يكون المفهوم غائبا عن حلبات الأبحاث ,رغم حضوره فعلا, ولم يعالج بعد بأبعاده الهامة والحساسة, فرب متبن مخلص أنجب موهبة معوجة والعكس صحيح,
وربما كان التبني كاملا أو جزئيا.
فالكامل يعتبر متابعة لكل أركان الموهبة تصويبا لغويا ومعنى ومبنى.
أما الجزئي, فهو متابعة من بعيد ,ودفع وتشجيع بملاحظات ,للبيب يعرف ماذا يريد, وكيف يوجه وينمي موهبته.
يعرف الأستاذ راهيم حساوي, في مقاله :التبني أدبيا والذي نشر في العدد 104 من مجلة "دبي الثقافية":
هو مشروع له فائدة تتمحور في نقل الصراع ,من الصراع الدائر بين المواهب الشابة ,إلى صراع بين أصحاب الشأن الذين هم عبارة عن قامات كبيرة, في الحقل الذي هم فيه.

لماذا قدم التعريف أستاذنا على أنه صراع؟, هل هو صراع فعلا تنافسي؟, أم هو عطاء ودفع للأعلى؟
اما بالنسبة للتجديد للمحترفين ,والموغلين بعالم الأدب, فإن الإنجاز الحقيقي يكون إما بتجاوز سقف من سبقوه, أو بطرح أسلوب ولون إبداعي جديد, أو بالتحرك ضمن نطاق الفكرة الجديدة.
اما عن فكرة التبني معجميا:
في التنزيل العزيز: وإِنَّ أَوْهَنَ البُيوت لَبَيْتُ العنكبوت؛ وأَنشد سيبويه فيما تَضَعُه العربُ على أَلسنة البهائم، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابنه: أَهْدَمُوا بَيْتَكَ، لا أَبا لَكا وأَنا أَمْشِي، الدَّأَلَى، حَوالَكا ابن سيده: قال يعقوب السُّرْفةُ دابة تَبْني لنفسها بيتاً من كِسارِ العِيدانِ، وكذلك قال أَبو عبيد: السُّرْفة دابة تبني بيتاً حَسَناً تكون فيه، فجعَل لها بيتاً.[3]
فهل مفهوم التبني هو ان يبني المحترف بيتا جديدا إبداعيا للموهوب؟


[1] للمزيد:
http://www.gulfinnovation.com/Ar_Bus...nnovation.aspx


[2] http://www.annabaa.org/nbahome/nba79/012.htm\

[3] المصدر:
http://www.baheth.info/all.jsp?term=...A8%D9%86%D9%8A