الخميس 15 جمادى الثانية 1434
أجه الحجي


بقلم: حسن الخفاجي - 14-04-2013 | (صوت العراق) | نسخة سهلة الطبع
كانت أقاربي تسير في شارع مزدحم حينما سمعت أصوات تصيح: " أفسحوا المجال للحجي", لان حجاج العراق الجديد كثر , أحبت أقاربي ان تعرف من هو الحجي الجريء الذي يتجول في شارع بغدادي مزدحم بالمارة !؟.التفتت إلى وجوه الحماية وكانوا كثر يحجبون عنها رؤية الحجي , حماية الحجي يرتدون النظارات السوداء أسوة بالبدي كارد الأمريكان !!.الحماية يصيحون بأعلى أصواتهم "أفسحوا المجال للحجي", لم تصدق أقاربي عيونها , شكت ان يكون في الأمر اشتباها. أمسكت بأحد"سرسريته" وقالت له:" أخوية فدوه ألعينك الحجي مو اسمه مجيد". قال لها:" ولج شنو هل الميانه الزفرة , انه الحاج مجيد"!.

صرخت أقاربي: " مجيد.. مجيد أني صبرية أم جواد", لم يلتفت أليها , صاحت ثانية وثالثة وصرخة قائلة :"الله لايوفق كل حرامي ولك ليهسه اطلبك خمس دنانير "!. وجه احد السرسرية المرافقين للحجي اللص لكمة قوية إلى وجه صبرية , سقطت مغشيا عليها , هكذا أخبرتني , لم تعرف صبرية أن الحجي انتقل من إنسان فقير مسالم إلى عالم الحيتان الكبيرة , التي تلتهم كل شيء ولا تميز بين ضحية وأخرى , ابسط عقوبة لمن يقف في وجوههم أو يذّكرهم بتاريخهم تلك اللكمة التي وجهها احد سرسريته إلى وجهها.

رجعت صبرية تندب حظها وحظ أولادها .أول شخص فرغت شحنتها العصبية به هو كاتب السطور. اتصلت بي هاتفيا وبادرتني قائلة: " خوية أبو علي أني صبرية عرفتني لو مثل مجيد أبو النعل"- كانت تلك مهنته , يبيع النعل بالجمبر- .أكملت:" ماعرفني صاير أحوال , عنده سيارات مصفحة وحمايات".

قلت لها هل أصبح برلمانيا!؟. قالت:"لا خويه حرامي من هل الحرامية الجدد"! , أردفت "النوب يكولون الوضع الأمني متخربط ,شلون ما يتخربط إذا مجيد أبو النعل فاتت سياراته من السيطرة بلا تفتيش !؟.

اشلون الوضع الأمني ما يتخربط والأمور ما تنلاص "؟.

أجه الحجي وراح الحجي , يبدو إننا نعيش في عصر الحجاج "جمع حجي", مو تروحون بعيد وعبالكم الحجاج ابن يوسف الثقفي , الذي خرج في الانبار وتوعد بقطف "رؤوس أينعت وحان وقت قطافها" حينما قال: "احنه تنظيم أسمنه القاعدة نكطع الرؤوس ونكيم الحدود ".

حتى لا تذهبوا بالظنون بعيدا , الحجي موضوع هذا المقال شخص معلوم , أمثاله منتشرون في كل أنحاء العراق من الشمال إلى الجنوب مرورا بالوسط , من كل الأحزاب و الجماعات والتيارات ومن كل الطوائف والمذاهب والقوميات , من المسلمين ومن غيرهم . الحجي أمي , يعمل بمعيته موظفون أجانب أميريكان وبريطانيين ومن جنسيات أخرى ولكم ان تقدروا مقدار ثروته , هزلت .

ليس لنا ولكم إلا ان نعمل ما بجهدنا لفضح هؤلاء , نزيل عنهم الغطاء الذي تدثروا به , نفضحهم ونكشف لأي حزب أو حركة أو قائمة أو تيار أو جماعة ينتمون. الحجي ذكرني بأحد ألأغنياء الجدد الذي اعرفه جيدا , كان يعمل باجرة يومية في محل قريبه , عندما استفسرت منه عن الثروة الكبيرة التي جمعها بفترة قياسية قال: "أمي تدعوا لي ليل نهار وهذا سبب توفيقي"!!.

يبدو ان أمهات العراقيين الفقراء لا يجدن الدعاء الذي يوصل إلى الثروة !!.

ان كانت أمهات اللصوص يعلمن بلصوصية أولادهن فهن أكثر لصوصية منهم!.

أقوال احمد العلواني هل تتطابق مع أقوال جلوب ؟.

كان جلوب متابعا من قبل البعثيين ورجال الأمن , إلا انه لم ينقطع يوما عن سخريته ونقده اللاذع المبطن للنظام .

يعرف انه كان متابعا , لكنه اعتاد على هذا الحال . يتجول هو وصديقه كاظم في السوق , يسأل عن أسعار البطاطا عندما يجد أسعارها مرتفعة يقول يقول :"الله لا يوفقك عبود البتيته اشوكت ترخص"؟.

يسأل عن أسعار اللحم , بعدما يسمع أسعاره يقول : " عبود يكول اللحم يسوي كلسترول لا تأكلوه"!. يعبر الشارع يرى شرطي المرور غير مكترث يعلق قائلا: "شيهمه عبود وجماعته إذا خمسة سته يموتون مسحوكين"!.

لم يحتمل شرطي الأمن الذي كان يتابعه أكثر من تلك السخرية , برز هويته لعبود وطلب منه التوجه معه إلى الدائرة . في دائرة الأمن وجهت اغرب تهمة لجلوب حينما قال شرطي الأمن لضابط التحقيق "سيدي قابل جلوب ما يعرف اسم السيد الريس حتى يسميه عبود"!؟ .

نحن بحاجة لان نعيد عجلة الزمن إلى الوراء , نعود لزمن تحت موس الحلاق, نتذكر كيف قرأ الحاج راضي"الفنان الراحل سليم البصري" الرسالة لجارته , كيف ترجم عبوسي"الفنان حمودي الحارثي" تلك الرسالة؟. البرلمان بحاجة إلى خبرة الفنان حمودي الحارثي كي يترجم أقوال النائب احمد العلواني ,التي قالها في اللغة السنسكريتية ولغة الأوردو الهندية , التي لا يفهمها إلا عبوسي ولا يجيد قرأتها إلا الحاج راضي!. قرارات اللجنة المكلفة بالتحقيق في أقوال النائب العلواني وشريط أساءته الواضحة للشيعة لا يحتاج إلى تفسيرات وتبريرات , لكن اللجنة " لم يثبت لديها تهجمه" .

لم تعرف اللجنة كما شرطي الأمن ان عبود المقصود في كلام جلوب هو صدام وان " عملاء إيران الذين سلموا البلاد إلى الفرس" هم الشيعة من وجهة نظر الطائفي العلواني , أما كلمة "الخنازير" فللجنة فيها رأي اخر!. أقواله لا تحتاج إلى لجنة وهي واضحة ولا تحتاج إلى تفسير.

لكن تردد اللجنة وعدم امتلاك العلواني الشجاعة و تملصه مما قاله , تركت الباب مفتوحا للتفسيرات البائسة , هذا لا يعني أبدا انه بريء أو ان اللجنة منصفة .

نظرا لما امتلكته اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق في أقوال النائب احمد العلواني من حصافة وقدرة وخبرة على التفسير والتأويل , نحيل إليهم
خطبة سعد الحريري "العصماء" ليوضحوا أقواله !.

"العظيم ينظر إلى الحق والوضيع ينظر إلى الكسب" كونفوشيوس

13 نيسان 2013