منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11
  1. #1

    زكاة القلم .. وزكاة الثقافة

    زكاة القلم .. وزكاة الثقافة


    كلنا تعلم فى بدايات عمره ما هى أركان الإسلام الخمس ,
    وكلنا مر عليها وحفظها ورددها وهناك من التزم وهناك من قصر كما هى طبيعة البشر فى كل وقت
    ولكن حديث اليوم لا يخص الجموع والعامة بل يركز على الخاصة من أهل القلم وأهل الثقافة ..
    كل أهل القلم مهما اختلفت مجالاتهم ومشاربهم , فأصحاب القلم هو الفئة العليا بأى شعب يحترم نفسه فإن أصبحوا فى غير هذا المستوى كان العيب فيهم أيضا لا فى المجتمع الذى ارتفع بسفلته وأحبط عليته
    لأنهم ـ كما يقول مفكرنا توفيق الحكيم ـ هم أصحاب تربية الرأى العام
    ودورهم بالغ الخطورة مهما بدا للناس قاصرا , والأمثلة على ذلك أكبر من أن تحصي فكم من جموع حركها مقال وكم من جموع أثارها بيت شعر واحد
    وأصحاب القلم ـ كغيرهم من الخواص ـ فيهم المجتهد وفيهم المخل وفيهم الداعى للخير والعلم وفيهم الهادم لهذا وذاك
    وليس هناك عجب أو غرابة فى الذى امتهن الحق بوضوح وأيضا فى الذى امتهن الباطل فى وضوح .. نظرا لأن الوضوح هنا يكف عنا مشقة المعاناة مع أصحاب الغفلة أو أصحاب الوجوه المتعددة
    فصاحب الحق تكون نصرته .. هى الرد , وصاحب الباطل يكون دفعه .. هو الرد
    ولذلك فالهم الأكبر يكون فى حق أولئك الغافلين عن حقيقة دور القلم وهم على إحدى صورتين :
    إما أصحاب غفلة عن الأثر الفادح الذى تحمله كتاباتهم للقراء ومدى تأثيرها عليهم
    وإما أصحاب غفلة عن الفريضة الغائبة وهى زكاة القلم وزكاة الثقافة والموهبة
    كما بالتفصيل التالى

    أولا : الغافلون عن الأثر ..
    الأمية كانت فيما مضي من الأزمان هى أزمة الأزمات بالنسبة للثقافة العربية عامة , ولكن عصرنا الحالى أضيفت فيه إلى كارثة الأمية .. كارثة الجهل العميم
    وإن كانت الأمية تعتبر كارثة , فالجهل طوفان من الكوارث , لأن الأمية تعنى عدم المعرفة وهذه علاجها يكون بالتعليم والإرشاد أما الجهل فهو المعرفة الخاطئة ويحتاج جهدا مضاعفا لإصلاح العطب الذى يتسبب فيه نظرا لأن المصلح عليه أن يقوم بتنقية عقل الجاهل من جاهليته أولا ثم إعادة تعليمه
    ولنا أن نتخيل أى مستوى بلغته عقلية العامة ومصادر معلوماتها عبارة عن إعلام مشوه وثقافة سينمائية ومدارس وجامعات تخرج الأجيال عبارة عن ركام مسخ لا إنتماء له ولا منتمى
    والأمثلة أكثر من أن تحصي على مدى التردى فى سائر جوانب الحياة مما يعطى لنا مدى فداحة الأثر لكل قلم يكتب دونما إستثناء لا سيما فى محافل الإنترنت التى فتحت الباب أمام كل قلم وكل كاتب

    وهذا وإن كان أمرا محمودا فى جانب فهو مذموم فى جانب آخر
    فكما فتحت المنتديات أبوابها أمام المواهب التى أغلقت فى وجوهها نوافذ الإعلام , فتحت الباب أيضا للغثاء الذى يري فى الكتابة مجالا للتسلية وقضاء وقت الفراغ فيكتب أو ينقل كل ما يصادفه من الشبكة المتسعة لاهثا خلف تعقيب من هنا أو كلمة مدح من هناك
    وبالطبع يتركز اهتمام تلك الفئة على الموضوعات اللافتة للنظر
    فإذا عدنا لحال المجتمع فعرفنا كيف أنه مجتمع أصبحت القيمة فيه عبارة عن القيمة الرياضية الخالية " فاى " , لعرفنا كيف أن هذه الأقلام التى تكتب بلا هدف تمثل موضوعاتها مصدرا من مصادر الثقافة فى المجتمع !
    والمثال الحى على ذلك هو ما يفعله الباحث عن معلومة ما أو موضوع معين فى الإنترنت حيث يقوم بالتجول بين الموضوعات التى تتناول ما يبحث عنه دونما أن يتأنى لحظة ليسأل أو يستقصي عن مصدر تلك المعلومة أو هذا الموضوع
    وبالتالى يكون أصحاب الأقلام الكاتبة أو الناقلة عبارة عن فيروسات ناقلة للعدوى ويتحملون وزر ما تبثه موضوعاتهم فى المجتمع ولو كان الآخذ بها فرد واحد فقط لا غير
    وكل هذا دون أن يدركوا تحت تأثير الغفلة من قوة الأثر الذى تسببه موضوعات منقولة دون تحرز لا سيما إن صادفت بندا أو مبدأ هاما فى الثقافة الدينية أو التاريخية أو نحو ذلك
    وكل هذا تحت تأثير حمى التميز أو النشر أو المساهمة فى المنتديات
    ولكل قارئ أن يتجول قليلا عبر المنتديات وسيري العجب العجاب مثل إحدى الموضوعات الذى يتحدث عن عريس منحل قام بفعل فاضح ليلة زفافه أمام جمهور الحضور فى الحفل
    هذا الموضوع منذ تم نشره قام بنقله عدد رهيب من أعضاء المنتديات مدعوما بالصور إلى أكثر من 7160 منتدى على الإنترنت , والمصيبة أن بين هذه المنتديات من يقدم نفسه على أنه منتدى ثقافي أو ملتقي أدبي ؟!
    ونوعية هذه الموضوعات التى يحب أصحابها نشرها تحت بند الغرائب والطرائف أكثر من تحصي رغم افتقارها لأدنى معايير الأخلاق فضلا على معايير الفائدة الثقافية المرجوة ..
    ومن الجانب الآخر موضوعات المغالطات الثقافية التى تمثل بدورها نوعا رهيبا من أنواع التجهيل للخاصة فضلا على العامة من أمثال الموضوعات التى ينقلها بعض الأعضاء من مواقع ومنتديات غير متخصصة أو مأمونة وتتحدث عن غرائب ومكتشفات علمية ليس لها أصل من الواقع وحقائق ومعلومات تخص الإعجاز العلمى للقرآن ولم يعتمدها أهل الإختصاص من لجان الإعجاز العلمى المنتشرة بمصر والسعودية وباكستان وغير ذلك من المعلومات التى لا يصح مطلقا تداولها واشتهارها بين المنتديات الثقافية وهى لا تستند إلى قول متخصصين
    وهذه الأمور لها خطورتها .. ليس فقط فى مجال نشر المعلومات والثقافة الخاطئة بل إن التأثير قد يمتد إلى صلب حياة القراء ومثال ذلك موضوع تم نشره فى بعض المنتديات عن اكتشاف علمى مؤداه أن سم العقارب لا يؤدى إلى الوفاة !
    وهذا بالطبع أمر غير صحيح لا فى مضمونه ولا مفهومه ولو اعتمد عليه القراء باعتباره اكتشافا علميا لكانت كارثة لأولئك الذين يسكنون المناطق الصحراوية والريفية التى تنتشر فيها العقارب بمختلف أنواعها
    وبتقصي الموضوع يظهر لنا أن الإكتشاف العلمى الأصلي إنما يتحدث عن نوع معين من العناكب أو العقارب التى لا يقتل سمها الإنسان فجاء ناشر الموضوع وأعاد صياغته بما يتناسب مع مبدأ الإثارة ليجعل منه موضوعا لافتا للنظر بغض النظر عن المصائب التى قد يتسبب فيها هذا النشر !
    لا سيما لو وضعنا بأذهاننا أن الخبر المشهور يكتسب بشهرته مصداقية أمام العامة حتى لو كان خبرا مكذوبا أو مزيفا
    ومع غياب التحرى وأمانة التدقيق والنقل قبل النشر تحت دافع التميز والرغبة فى زيادة أرقام عداد المشاركات بذل بعض الأقلام جهده ليمارس دوره الثقافي فى الإتجاه المعاكس تماما لرسالة القلم وأهداف نشاطه
    بل أحيانا تتسبب حمى الرغبة فى التميز واستجداء الشكر الفارغ فى أن يتحول القلم من حامل أمانة يمارس دوره فى الوعى إلى قلم عميل يساهم فى نقض الثوابت الدينية والقومية للقضايا العامة ,
    والكارثة أنه عندما يتحول إلى قلم عميل لا تكون عمالته هنا بمقتضي التعمد أو الإدراك بل إنه يكون عميلا دون أن يدرى يقوم بخدمة الأهداف المعادية مجانا ودون أن يتكلف العدو فى تجنيده شيئا
    من أمثال ذلك الأقلام التى روجت لأكذوبة اليهود حول المسجد الأقصي وأيضا أكذوبتهم حول بناة الأهرام وكيف أن الحضارة الفرعونية ليست حضارة مصرية بل هى حضارة من كوكب آخر إلى آخر ذلك من الموضوعات التى تحتاج تدخلا طبيا ونفسيا عاجلا لدى من يقتنع بها !
    بالإضافة إلى وقوع العديد من الحمقي وبسطاء الفكر من أعضاء المنتديات فى فخ الإعلام المعادى الذى يروج عن طريقهم ما يشاء من اعتداءات على شخص رسول الله عليه الصلاة والسلام عن طريق اتخاذ هؤلاء المعتدين صورة الغيرة على الإسلام والمسلمين فيقومون بنشر الإساءات والمقالات والرسوم التى ليس لها أصل من الواقع تحت عنوان متكرر وهو
    " انظروا كيف يرسم اليهود صورة نبينا , أو انظروا ماذا كتب الغرب عن الإسلام " ثم يذيل الكاتب موضوعه بعبارة شهيرة وهى " انشرها ولك الأجر عند الله " فيتلقفها الحمقي وينشرونها دون تدبر
    وتلك الموضوعات إما أن تكون من أقلام نكرة لا تمثل أدنى قيمة فى الغرب نفسه أو أنها موضوعات غير صحيحة لم تنشرها صحف الغرب أصلا بل إنها من اختراع بعض ساقطى الغرب ونحن من يمنحها الشهرة والإنتشار
    تماما كما هو الحال مع رسائل الإيميلات التى تصل من مصادر ومواقع مجهولة وتحتوى عشرات بل مئات من الأقاصيص الباطلة والأحاديث الموضوعة المنسوبة كذبا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام والتى تجد طريقها إلى أقسام ومنابر الشريعة فى المنتديات المختلفة حاملة معها فيروسات الثقافة القاتلة هذه المرة , لأنها لا تقتصر على معلومة ثقافية خاطئة , بل تتعدى هذا إلى أصل من أصول المعرفة الدينية .. وكيف لا وهى أحاديث تنسب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو المصدر الأصلي للتشريع , خاصة إن عرفنا أن تلك الأحاديث المكذوبة لا تعالج الفضائل أو الرقائق بل تعالج فى بعض الأحيان ثوابت عقدية قد تؤدى إلى عواقب وخيمة إذا مرت على العقول فاقتنعت بها
    ولا ننسي أن الممارسات المنتشرة بشكل رهيب بين العامة وتقدح فى صميم التوحيد إنما ظهرت وانتشرت بسبب تلك الأحاديث والقصص الباطلة التى جرت على ألسنة المغرضين واكتسبت انتشارها بأسباب عدة من بينها عوامل الإنتشار التى تحملها المنتديات وتساهم فى تكريسها
    وكما نوهنا سابقا أن المعلومات الخاطئة إن كانت بشأن ثقافي عام ـ رغم سلبيتها ـ إلا أنها لا تمثل الخطورة التى تمثلها الأخطاء فى مجال موضوعات الشريعة
    ولهذا فالنداء الذى لن نمل منه هو ضرورة أن يتحسب الأعضاء وأصحاب الأقلام لمدى الإختلاف الشاسع بين المشاركات فى سائر أقسام المنتديات وبين المشاركة فى الأقسام الدينية التى ينبغي أن نتعامل معها بالورع والحذر المستفيض
    ولو أخذنا بالقياس
    فالقاضي خير له أن يخطئ فى العفو على أن يخطئ فى العقوبة , والفقيه خير له ألف مرة أن يقول لا أعلم على أن يقدم رأيا يشك فى صحته مجرد الشك
    والكاتب خير له وللمسلمين أن يمتنع عن طرح موضوعاته إن اشتم فيها ما قد يعتبر معلومة غير موثقة من مصادرها المعتمدة علميا فى مجالات الشريعة من فقه وعقيدة وسيرة وحديث وتاريخ
    فالشك هنا أولى بالإتباع عملا بالتحرز الواجب الذى يتناساه العشرات عندما يقدمون رغباتهم الشخصية فى المشاركة بمنتديات الشريعة على واجبهم الطبيعى بالصمت عما لا يعلمون
    يتبع ..

  2. #2

    ثانيا : الغافلون عن الفريضة الغائبة ..



    لو أن الأمر اقتصر على ضياع الإدراك والفهم من العامة لكان أمرا هينا ! .. غير أن المصيبة فى أمتنا أعظم وأشد بلاء بكثير , فليس العامة وحدهم هم من يحتاجون ـ كما هى سنة الحياة ـ إلى التوعية من المثقفين والكتاب والمفكرين والعلماء , بل أصبح هؤلاء الزمرة التى تتولى قيادة المجتمع تحمل وصف الخاصة من باب الوصف اللفظى فقط بينما عقلية بعضهم واقعة تحت التغييب بما يفوق أى عامى بسيط , وهذه الكارثة التى تعانى منها الأمة اليوم هى كارثة لم تسبق أن مرت بها فى تاريخها قط , لذا فهذا الأمر هو لب التخلف والإستضعاف والتدهور الذى أصاب بلادنا فى عالمنا المعاصر , ويخطئ كثيرا من يظن أن تخلفنا تخلفا تكنولوجيا أو عسكريا أو حضاريا أو سياسيا ,
    بل هو تخلف فكرى فى المقام الأول وما كانت معاناة الأمة فى جوانب الحياة الأخرى إلا نتيجة مباشرة لهذا التخلف ,
    والدليل على ذلك أن باستعراض سريع لتاريخنا البالغ عمره أربعة عشر قرنا نجد أنه تاريخ بدأ ذو خط بيانى متسارع إلى القمة حتى كسر حاجز القمم التى وصلت إليها الأمم السابقة قاطبة وذلك خلال فترة الراشدين والدولة الأموية والدولة العباسية فى عصرها الأول وقسط كبير من عهدها الثانى بالإضافة إلى دولة عبد الرحمن الداخل فى الأندلسفعبر هذه الفترة الطويلة ملكت دولة الإسلام مشارق الأرض ومغاربها ونجحت منفردة فيما لم تحققه أمة من الأمم حيث أصبحت القوة العظمى الوحيدة فى العالم زهاء ثمانية قرون رغم أن التاريخ الإنسانى المدون لم يعهد انفراد دولة واحدة بمقدرات العالم أبدا بل كانت تسود العالم قوتان أو أكثر فى الغالبوهى السنة التى استمرت فيما بعد عصر السقوط للدولة الإسلامية حين عادت رياسة العالم للغرب بعد عصر النهضة واستمرت القوى العظمى فى العالم تتوازن بين قوتين فى المعتادثم جاء عصر الدول المستقلة المتحدة أو المتناحرة وهبط الخط البيانى قليلا وإن ظلت الدولة الإسلامية قوية وقادرة برغم تعدد أمرائها ثم جاء عصر الإنهيار الأول حين انهارت الخلافة العباسية على يد المغولووصل العالم الإسلامى من سائر النواحى إلى الدرك الأسفل من التخلف تبعا لأفاعيل المغول التى أطبقت على تراث الأمة ببغداد فأهلكته ورغم استيقاظ مصر فى عهد قطز وبيبرس إلا أن الخط البيانى عاد للسقوط مرة أخرى بدولة العبيديين التى أطاح بها صلاح الدين فيما بعد وارتفعت بها الأمة على يدهثم قامت الخلافة العثمانية كقطعة نور فى قلب الظلمة وسيطرت على أوربا وأبادت عمالقتها وفتحت الشمال الإفريقي كله عدا دولة الأشراف الأدارسة بالمغرب والتى مثلت شقيقة صغري للخلافة العثمانية رغم اختلافهما واستمرت الدولة العثمانية فى فترة الستة قرون التالية على إنشائها عبارة عن مجد جديد أعاد ذكرى سلطان المسلمين على بقاع الأرض حتى بدأ مسلسل الإنهيار والضعف والتفكك وتحالفت القوى الأوربية لا سيما البرتغاليين مع الدولة الصفوية بإيران ووقعت الخلافة العثمانية بينهما من الناحية الخارجية وبين عوامل الضعف الداخلية حتى وقعت الحرب العالمية الأولى وبدأت سيطرة الأوربيين على مقادير العالم

    من هذا العرض السريع يتبين لنا عدد من المعلومات التى يجب أن نصححها كمثقفين
    لأنها معلومات مغلوطة تسببت فى أن يصبح المثقفون أداة هدم على غير إرادة منهم عندما بادروا إلى اليأس تارة أو الإندفاع تارة أخرى أو دخلوا كما دخل غيرهم فى نطاق الإحتلال الفكرى الغربي الذى سلخهم من حضارتهم بينما ازداد هو تشبثا بحضارته الغاربة ,
    وأول هذه المعلومات : هو أن السائد فى فكر البعض أن الأوربيين والغرب بعمومه قد امتلكوا موازين القوى منذ فترة طويلة وهذا غير صحيح فقد سقط الغرب أسيرا للتخلف والإنهيار منذ انهيار الرومان والفرس على يد المسلمين ولم تقم لهم قائمة حتى القرن الثامن عشر الهجرى رغم أنهم حاولوا استعادة السيطرة فى فترات ضعف المسلمين إلا أن المسلمين كانوا يعودون من كل فترة انهيار كالعنقاء من بين تلال الرماد فتقوم الدولة وراء الدولة حتى انتهى الأمر للعثمانيين الذين سحقوا أوربا تماما ودمروا كل البناء الذى اعتمد عليه الأوربيون لمواصلة المحاولة لاستعادة حضارتهمنستنتج من هذا أن العالم الإسلامى الذى ننظر إليه اليوم بنظرة اليأس أفضل ألف مرة فى فترته تلك من حالة التدمير التى عانى منها الغرب لمدة 12 قرن كاملة فى حين أن الإنهيار المعاصر فى الحضارة الإسلامية لم يمر عليه بعد إلا قرنين من الزمانوإن الدهشة لها محلها فى الواقع من صور اليأس التى نراها بينما أمامنا تجربة الغرب الذى لم ييأس من محاولة النهوض التى فشل فيها فى كل مرة حتى نجح فى المرة الأخيرة
    وثانى هذه المعلومات : هى أننا نكتشف من خلال التأمل التاريخى الموضوعى أن المسلمين عبر عمر دولتهم مروا بظروف سياسية واجتماعية وعسكرية أشد ألف مرة مما يمرون به اليوم ورغم هذا كانت لهم الهمة والعزيمة التى تعود فى كل مرة لتنزع الفشل فتقلبه نجاحا مبهرا
    فمثلا , فى فترة من فترات التاريخ الإسلامى سقط الحجاز تحت سيطرة القرامطة الباطنيين إحدى فرق الشيعة الغلاة وقتلوا بالحرم حجاجه جميعا وتبعوا من فر وانتزعوا الحجر الأسود من مكانه فلبث عندهم مدة ثمانين عاما تقريبا , وهذا الهوان الذى عانى منه المسلمون فى ظل تلك الحادثة يفوق كثيرا ما نمر به اليوم , ورغم ذلك جاءت بعده الصحوة والسيطرةوفى فترة أخرى سقطت بغداد فى أيدى المغول وقتلوا منها مئات الألوف وتركوا الجثث تتعفن فى الطرقات حتى تسببت الأمراض فى قتل من تبقي من أهلها , وبغداد آنذاك عاصمة الخلافة ومستودع هيبتها وقتل الخليفة المستعصم وسائر أهل بيته , هذا خلافا لخزانة كتب بغداد التى أغرقوها فى النهر وعبرت عليها خيولهم أى أنها كانت حادثة من الممكن أن تتسبب فى تدمير أى معنى من معانى العزة والحماسة ورغم ذلك جاءت فى إثرها الصحوة

    فإذا تأملنا هذه الأمثلة وتأملنا واقعنا المعاصر سنجد أننا أفضل حالا كثيرا فلم يبلغ بنا الهوان هذه الدرجة بعد ,
    ورغم ذلك لم نستطع أن نقوم بصحوة متوقعة كما هى العادة فى تاريخنا , فما هو السبب يا ترى ,
    ولماذا عجزنا طيلة قرنين على النهوض رغم أننا نمتلك القدم العرجاء التى افتقدها أجدادنا وهم ينهضون بأرجل قُطعت من منبتها وبمعنى أكثر وضوحا لماذا مرت بالأمة الإسلامية نوازل عدة تتابعت منذ حركة الردة وحتى انهيار الخلافة العثمانية وكانت كل حادثة منها تكفي وزيادة لتدمير أمة الإسلام واقتلاعها من على وجه الأرض ومع ذلك كان الصمود وكانت الصحوة , ونحن اليوم أغنياء بالقوة ومبادئ القدرة ولدينا العدة ولدينا العتاد ولدينا وفرة وافرة وكثرة كاثرة فى المواهب من شتى المجالات ورغم ذلك نمضي من انهيار لآخر !السبب كما بينا سابقا , ليس من قبيل الأسباب السياسية ولا الإجتماعية ولا الإقتصادية بل هو من نتاج الأزمة الفكرية وحدها والمتمثلة فى عدة نقاط
    الأولى : تزعزع الإيمان ووقوع الوهن الذى أخبر به رسول الله عليه الصلاة والسلام فى أحداث آخر الزمان وهو يصف حالنا اليوم وكيف أن الأمم ستتداعى ـ أى ستتهافت ـ علينا كتداعى الأكلة على قصعتها أى كوثوب الجياع على أطباق الطعام , فلما سأله الصحابة رضوان الله عليهم أو من قلة يا رسول الله , قال عليه الصلاة والسلام " بل أنتم يومها كثير ولكن كغثاء السيل " أو كما قال عليه السلاموها نحن نمثل مليار ومائتى مليون مسلم عبر أنحاء العالم وليس لنا أثر ولا مآثر , وتحقق فينا الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت , والوهن لا يتحقق إلا بتزعزع الإيمان فى عامة الناس ومن ثم فى كبرائهم من المفكرين الذين يقودون تربية الرأى العام ولولا الإيمان لما نهضت الأمة سابقا فى أزماتها أبدا , فالصديق رضي الله عنه عندما نهض لمواجهة الردة وفى نفس الوقت أرسل جيش أسامة بن زيد رضي الله لمواجهة الروم فى تبوك ـ كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام ـ رغم شدة الحاجة إليه فى المدينة فى ظروف اشتعال فتنة الردة والخشية على قلب عاصمة الدولة , كان يعمل وفى ذهنه الإيمان ولم يقدم عقله مع النص الذى أمر به النبي عليه السلام وكان أن مرت الأزمة وعادت الدولة أقوى مما كانت
    فتخيلوا معى لو أن حادثة شبيهة بالردة حدثت اليوم بأى دولة إسلامية ولتكن فتنة انقلاب قوية مثلا على نظام الحكم , هل يمكن لحاكم هذه البلد أن يقوم بصد اعتداء خارجى متوقع عليها وهو يعانى انقلابا فى الداخل ! كلا بالطبع ,
    فهذا هو الفارق , فارق الإيمان وتقديم وعد الله الذى دفع المسلمين فى أزماتهم جميعا أن يقدموا النص القرآنى والحكمة النبوية ويعملوا بقوله تعالى " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " فلم يقل لنا الله عز وجل أعدوا لهم القوة المكافئة بل قال أعدوا ما استطعتم , ففعلها عمر رضي الله عنه فهز أركان فارس والروم فى نفس الوقت دون أن يلقي بالا لتعدد جبهات الحرب التى هى فى عرف العسكريين مصيدة هلاك لأى جيش مهما بلغت قوته , لكنه الإيمانوفعلها عثمان رضي الله عنه فى معركة ذات الصوارى عندما أنشأ الأسطول البحري وواجه به الروم رغم أن العرب آخر قوم من الممكن أن نتخيل فيهم خبرة أو معرفة بتكتيك الحرب البحرية وهم فى مواجهة الروم الذين خبروا هذا اللون من المعارك على مدى قرون , لكنه الإيمان وفعلها العشرات من بعدهم كالمعتصم عندما هاجم عمورية وهى أحصن حصون الروم على الإطلاق , وفعلها قطز فى مواجهة المغول الذين كانوا كالشياطين فى قتالهم , وفعلها بيبرس مع الصليبيين والمغول فى وقت واحد وجبهات متعددة وفعلها المنصور قلاوون فى مواجهة المغول حتى فر جيشه من حوله فبقي وحده فى لفيف من أصحابه لم يتحرك من مكانه سنتيمترا واحدا , فلما رآه الجند على ثباته عادوا لمواقعهم فكتب الله لهم النصروفعلها العثمانيون فى القسطنطينية , وفعلتها الشعوب العربية فى معاركها التحريرية من الإحتلال الغربي وحاربت بالعصي فى مواجهة البنادق والمدافع حتى نالت حريتها , وفعلتها جيوش الإسلام بمصر وسوريا فى حرب رمضان وأنزلوا بالجيش الإسرائيلي رعبا لم يذقه أحدهم فى أبشع كوابيسه , لأن السلاح الأعظم الذى حمله الجنود فى ذلك اليوم كان سلاح الله أكبر
    فعندما تخلينا طواعية بلا إكراه عن مبادئ الإيمان العميق وتراثنا الذى بذل فيها أجدادنا دماءهم ليحافظوا عليه فى مواجهة التغريب أنزل الله بأسنا بيننا فصرنا كما ترون , شعوب محسوبة على البشرية تأكل وتنام وتقرأ الفاتحة للسلطان ! وكل إمرئ منا يقول " وماذا بيدى لأفعله ؟! "بينما فى يد كل منا ـ لا سيما المفكرين بألوانهم ـ سلاح بل أسلحة لا تعد ولا تحصي , لكنها غير فعالة.
    لأن اليأس يقتل عزيمة السلاح ولو كان سلاحا نوويا , والعزيمة ترفع يأس السلاح ولو كان مجرد عصا خشبية والأسلحة التى أعنيها ليست هى اتخاذ القوات المسلحة ولا الثورات السياسية بل هى أبسط من هذا بكثير ومنذ تركناها حضر ما ترون من الهوان , وأعنى بتلك الأسلحة أداء كل فرد واجبه بإخلاص وهذا الواجب لا يتعدى عمله الذى يسره الله له فإذا أداه فقد أدى واجبه , ولو أن كل عالم وكل معلم وكل جندى وكل قائد وكل كاتب وكل مدرس وكل مهندس أعان نفسه على نفسه بالإخلاص لما كان حالنا اليوم كما نراه فمجتمعاتنا تخلت عن أهم ميزاتها عن سائر الأمم وهى الإخلاص خوف المحاسبة الإلهية لا خوف لوائح القانون ومع الإخلاص فى العمل الفردى ومراقبة الله سبحانه وتعالى فيه قبل مراقبة القانون , يأتى فرض العين المتمثل فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والذى جعله الله سبحانه وتعالى علامة هذه الأمة , وجعله شرط دخول أفرادها فى مفهوم " خير أمة أخرجت للناس "فالآية الكريمة تقول " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " وكيف لا والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أطاح بمن قبلنا من الأمم , فالناس عندما تقرأ قصة قوم لوط عليه السلام تحسب النازلة التى وقعت بهم إنما هى من الفحشاء , بينما أصل العقاب لانعدام الخير فيهم وتوقف الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فإذا اجتمعت الفاحشة بقوم واقترنت بعدم النهى والنصح حل العذاب يقول الله تعالى عن قوم لوط " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه " وهذا الشرط المتروك من معظم الناس يتناسي البعض معياره ومقداره ولا يدرك أهميته التى تكفل للأمة استمرارية البقاء , وفى أحاديث الفتن وأشراط الساعة كان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو القاسم المشترك فى التحذير بعد تحذير البدع , وشدد رسول الله عليه الصلاة والسلام فى تلك الأحاديث على مصيبة الأمة فى آخر الزمان التى تبدأ بترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتنتهى بالأمر بالمنكر والنهى عن المعروف , وهو الأمر الذى حلت بوادره بالفعل !ولو تأملنا لعرفنا تلك الشواهد , فانظروا كيف يتم النهى عن الإلتزام باسم الحرية , والأمر بالتسيب باسم التقدم , وانظروا كيف أصبحت صلاة الجماعة علامة للإرهاب , والتخنث علامة الرجولة , !وانظروا كيف أصبح الخداع .. فضيلة , والأمانة بعضٌ من قلة الحيلة

  3. #3

    النقطة الثانية : وهى غياب زكاة القلم ,


    فالزكاة معلومة من الدين بالضرورة باعتبارها ركن من أركان الدين الخمسة وإنكارها يخرج من الملة وإهمالها يطيح بالنعمة , وما وُجد مال يخلو من فريضة الزكاة إلا أهلكه الله
    ومعروف أيضا أن الزكاة ليست فى المال بل هى فى كل النعم وإن لم يأت النص فرضا إلا على زكاة المال , وأتى الحديث النبوى مرغبا فى بقية أنواع الزكاة حيث قال رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما ينسب إليه
    " من كان له فضل مال فليجد به على من لا مال له ومن كان له فضل ظهر ,...... الحديث "
    والغريب أن المفهوم العام للزكاة يعرفه العامة ويمثلون له بأمثلتهم الشعبية فتنتشر عبارات من أمثلة " زكّ عن صحتك ,, زكّ عن قوتك "
    وأشد أنواع الزكاة وجوبا هى زكاة الموهبة الفكرية المتمثلة فى الثقافة والقدرة على التعبير , أما العلم فله شأن خاص سنأتيه بعد قليل
    فالموهبة الأدبية أو الثقافية هى نعمة وهبها الله للمبدع كالشعر والقصة والرواية والمقال , والثقافة موهبة وهبها الله للإنسان فرفعت قدره بالمعلومة وفقه الإدراك , وهذه النعم التى بأيدى هذه الزمرة أين هم من زكاتها ؟!
    لم يطلب أحد من الشاعر أو الأديب أن يجعل موهبته حكرا فقط على قضايا أمته ووطنه ودينه , ولكن فى نفس الوقت , لم يقل أحد أبدا أن يؤتينا الله الحكمة والموهبة فنصرفها لأهوائنا الشخصية فحسب , ونتعامل معها معاملة رجال الأعمال فى الإستثمار دون أن نسأل أنفسنا مرة واحدة
    كيف يمكننا أن نجيب على السؤال يوم السؤال عندما يُسأل الموهوب عن نعمته فيم صرفها ,
    وتخيلوا معى حرج الموقف عندما يقف شاعر ليستعرض أعماله فإذا هى مقتصرة على وصف العيون والرموش وال...............!
    وتخيلوا قاصا وقد صرف موهبته فى أقاصيص المعاناة العاطفية ومثابرة الشعورية !
    وتخيلوا مثقفا وقد جعل ثقافته لمعرفة من هو أغنى أغنياء العالم , ومن هى أول دولة فازت بكأس العالم !
    على الأقل أيها الموهوب اجعل موهبتك فيما تحب واصرف عشر وقتها وجهدها زكاة عنها فى سبيل قضاياك , وكما جعلت لجمال الخد ودلال القد نصيبا من أبياتك أفلا تستحق هذه النكبات نصيبا من شعرك وأدبك
    وأنت أيها المثقف الذى تتباهى بثقافتك , هلا نشرت بين الناس ما تحبه من أصناف المعلومات وجعلت خمسها لبطولات وتاريخ الأمة كما جعلت معظمها لبطولات كرة القدم
    على الأقل لتساهم فى تغيير عقول العامة من الشباب الذين شربت عقولهم مخدرات من نوع أشد من المخدرات الطبيعية
    فإذا سألت الآن عن عباس العقاد , فستجد الإجابة من الشباب أنه شارع شهير فى مدينة نصر بالقاهرة , ولو سألت عن الدولة العثمانية لأجابك الشباب بأن مؤسسها عثمان أحمد عثمان المقاول الشهير , ولو سألت عن أكبر الكبائر ستجد عبقريا آخر يجيبك بأنه كوبري 6 أكتوبر !
    وهذه المواقف ليست من قبيل الطرفة بل هى ـ بكل أسف ـ وقائع حقيقية جرت فى إحدى المسابقات التليفزيونية
    إن المتأمل فى أحوال مجتمعاتنا يجدنا أغرب الأمم قاطبة , وكما تفردت حضارتنا بالتقدم على سائر الأمم قديما أبت أجيالنا كذلك إلا أن نتقدم نحن أيا فنسجل الرقم القياسي بين شعوب العالم فى سرعة الإستجابة للتخلف
    وإلا بم يمكننا أن نفسر ظواهرا كتلك التى سمعناها منذ سنوات عن أحد عمالقة المال اليهود يعرض شيكا على بياض لشراء أى قطعة أرض فى مكة أو المدينة لإقامة معبد يهودى عليها ,
    وفى نفس العام , عرض ثري عربي مائة مليون دولار لشراء حطام السيارة المرسيدس التى كانت تُقل الأميرة البريطانية ديانا سبنسر ورفيقها وتحولت لعجينة حديدية فى الحادث الشهير الذى وقع لها فى النفق الواصل بين لندن وباريس
    وبم يمكننا أن نفسر سعى الغرب الحميم بمختلف وسائل الإغراء لجلب المواهب من الدول الإسلامية وفتح الباب على مصراعيه أمام العلماء والباحثين المضطهدين بأوطانهم ليتخذوا مواقعهم فى أوربا والولايات المتحدة مع أسمى آيات التبجيل
    بل بينما نفتخر نحن بأننا عواصم الفنون فتنشر الصحف فى صدر صفحاتها عن حضور فريق ريال مدريد ليقابل الفريق القومى !
    أو نفتخر بمقدم ويل سميث الممثل الأمريكى لمؤتمرات السينما فى بلادنا ! بينما يحتل البرادعى رياسة وكالة الطاقة الذرية ويحتل زويل منصب المستشار العلمى للرياسة الأمريكية أقوى قوة فى العالم وكان من قبلهم فاروق الباز يجلس على مقعد وكالة ناسا أكبر وكالة لعلوم الفضاء فى العالم .. وهلم جرا
    النقطة الثالثة : وهى الأخطر فى هذا الموضوع ,
    لأنه إن كان المطلوب من ذوى المواهب الأدبية والفكرية أداء زكاة الموهبة والقلم فى أن يبذلوا بعض تلك الموهبة للتوجيه ,
    فإن أصحاب العلم أمرهم مختلف تماما ,
    فهؤلاء لا تغنى عنهم الزكاة فى بذله , ولا يكفي أن يؤدى الربع أو النصف أو حتى الثلاثة أرباع , فالعلم لمن يؤتاه شرط عليه وعهد أن يؤديه كله ما وسعه الأداء ولا يغفر الله له حبة خردل من تقصير فى ذلك إلا أن يكون مغلوبا على أمره فيه
    وهذا أمر طبيعى دون شك فالعالم مرتبته عند الله هى أعظم وأجل المراتب بعد النبيين والصديقين وقد ورد فى الأثر أن دماء الشهداء ومداد العلماء سواء بسواء يوم القيامة وهو فى جهاد طالما كان فى طلب العلم ,
    وغير ذلك من الفضائل التى لا تعد ولا تحصي فيلزم من ذلك أن تكون الشروط على قدر المكانة
    وقد ورد فى الأثر أن النار ـ نعوذ بالله منها ـ تسعّر ـ أى تحمى وتوقد ـ يوم القيامة بعالم وشهيد , ولم يقل المعصوم عليه أفضل الصلاة والسلام أنها تسعر بالقاتل بغير حق رغم الوعيد الشديد فى كونه ملعونا من الله عز وجل , ولم يقل أنها تسعر بالحاكم الظالم رغم فداحة أثر الظلم الشخصي من الأفراد فضلا على الحكام وهم الفئة الوحيدة تقريبا التى حظت بدعاء الرسول ـ عليه السلام ـ عليهم فى قوله
    " اللهم من ولى من أمر أمتى شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولى من أمر أمتى شيئا فشق عليهم فاشقق عليه " أو كما قال عليه الصلاة والسلام
    ورغم كل هذا فقد جعل الله أبلغ مرتبات التعذيب تلك التى يحظى بها العالم المنافق والشهيد المنافق وهذا لجلالة العملين عند الله ومقدار أثرهما فى المجتمع المسلم لأن العلم بالتحديد هو مناط الأمر وتمام الدين وحياة الناس وطريق الجنة ومعرفة الله حق معرفته ,
    ولولا العلم لقال من شاء بما شاء , ولولا توفيق الله جهود العلماء لانتهت رسالة الإسلام من على وجه الأرض فى أزمات التغريب عن الهوية التى بدأت منذ عهد ظهور الفرق المختلفة وانتشارها وحتى يومنا هذا
    ولا توجد على ظهر الأرض فتنة أكثر من فتنة الشبهات وكيد شياطين الإنس والجن , وهؤلاء لا مقاومة لهم إلا بكتائب حرس الحدود ـ كما يسميهم المحدث أبو اسحق الحوينى ـ ولهذا كان العلماء ورثة النبوة ولهذا كان وعد الله للعلماء إذا بينوا وعدا مفتوحا حتى تنتهى الأعذار ويمحى الإعتذار , لأنه لا يوجد عذر لعالم كتم علمه , أو اتخذه وسيلة لهواه
    ففي كتابه " ما ورد عن الإتيان للسلاطين " بين الحافظ جلال الدين السيوطى وأخرج حديث بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال فيما معناه " من طلب العلم لأربع فهو فى النار , من طلبه ليباهى به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه , أو يأتى به أبواب السلاطين "
    وهذه الأربع لو تأملناها ورعيناها لوجدناها تحققت بأكملها تقريبا
    فهناك من أتاه الله علما ووظفه للمناظرات والمحاججة مع العلماء ليبتغي من وراء ذلك الظهور , وليست المحاججة مرفوضة بل مفروضة , لكن المقياس بين هذه وتلك هو النية ومدارها وتوجهها , فإن كانت لدفع الباطل وليس للظهور فهنا لا تمنع أبدا , بل لا يمنع الفخر أو الإعتزاز بالعلم عند مواجهة أهل البدع والتلبيس على الناس وتعمد إظهار جهلهم لأن هؤلاء من قاصدى الفتنة الذين يجوز فى مواجهتهم مثل هذا الإختيال
    وقد ورد فى السيرة أن النبي عليه الصلاة والسلام عندما شاهد أبا دجانة رضي الله عنه يمسك سيفه ويمشي مشية اعتزاز قبيل غزوة أحد قال
    " إنها مشية يكرهها الله ورسوله إلا فى هذا الموطن "
    وهناك من أتاه الله علما فسلطه لمجاراة سفهاء الأحلام ممن لا تأثير لهم فى المجتمع وبالتالى فكلامهم ودعاويهم لا أثر فعلى لها , وعليه فالدخول فى جدل مع هؤلاء هو من قبيل فتح الطريق أمامهم لينشروا باطلهم , فما دام المشكك لا قيمة له ولا اعتبار وينظر المجتمع إليه نظرة السفه فلا معول عليه إن تركه العلماء يهذى بما يقول , أما الدخول معهم فى المخاصمات فهذا مما حرمه الله تعالى على أهل العلم
    وهناك من أتاه الله العلم فجعله وسيلة لجلب الأنظار إليه , وتلك الطريق من أقرب الطرق للوقوع فى شرك الشيطان , والتحذير منها لا يتنافي وضرورة محافظة العالم على اعتزاز نفسه أمام الناس احتراما للعلم الذى يحمله
    لأن تعمد جلب الأنظار شيئ , والحفاظ على المكانة شيئ آخر
    فتعمد جلب الأنظار يكون بتصرف من العالم لا هدف له فى نفسه إلا تصغير شأن الناس من حوله وإبراز نفسه , والتكبر عن الاعتراف بالحق فى وقته
    أما حفظ العلم بحفظ مكانته فهذا معناه ألا يعمد العالم للسكوت على إهانة العلم الذى يحمله ومن باب أولى , على العالم أن يكون تام المروءة فى المجتمع فلا يضع نفسه حيث لا يليق به تحت ادعاء التواضع أو استجابة لشهوة
    والرابعة والأخيرة وهى آفة الآفات أن يعمد العالم إلى أهل السلطة ليشترى بعلمه شيئا من متاع الدنيا , وأهل السلطان ليس من الضرورى أن يكونوا هم السلاطين والحكام بل ينطبق هذا الأمر على سائر من ملك أمرا من أمور الرعية أميرا أو وزيرا أو رئيسا لمؤسسة أو خلافه ,
    فشر العلماء هم من يأتون أبواب السلطان وخير السلاطين من يقفون على أبواب العلماء ,
    من هذا العرض السريع نكتشف أن الله تعالى خص العلم فى ذاته بأن يكون له وحده و وفى سبيله وحده , وحقه مبذول للناس بالإفادة فلا كتمان فيه ولا اعتذار ولا شروط لتأديته ,
    وعليه فإن ما نسمعه فى العادة من أن المجتمع يهمل العلماء وطلبة العلم بينما فرض عين عليه أن يحميهم ويكفل رزقهم لأنهم يحبسون وقتهم لغيرهم , وما إلى ذلك من الأقوال حول اضطهادهم وانصراف الناس عنهم ,
    كل هذا صحيح وواقع , ولكن هل يصلح هذا كمبرر لكتمان العلم أو السكوت والانطواء والبعد عن أداء رسالة العلم ,
    والجواب , لا
    لأن الله عز وجل فرض على أهل العلم أن يبذلوه لا أن يوصلوه , فرض عليهم أن ينشروه لا أن يستوعبه الناس
    والأمر شبيه بهذا الأمير الأندلسي الذى خرج فى كتائب جيشه للجهاد , وكان مرضه شديدا ورفض التخلف عن إمارة الجيش وفى منتصف الطريق حان أجله فطلب سهما وقوسا فاندهش قواده وطلبوا منه ألا يرهق نفسه لأن السهم لن يصل للأعداء مهما بلغت قوته فكيف يصل وهو على حال مرضه ,
    فأصر على طلبه وأطلق السهم فى الهواء قائلا قبل أن يلفظ أنفاسه " نعم إنه لن يصل للعدو , لكنه سيصل إلى الذى أطلقته فى سبيله "

    ولو كان الأمر مشروطا بأن يعرف المجمع حق العالم ويحفظ له رغده , لما وصل إلينا علم قط منذ عهد الصحابة إلى اليوم , بل ولما وصلت إلينا رسالة واحدة عن نبي لله أو رسول
    فما من عالم منذ عهد التابعين إلا وتزين ترجمته ـ كما قال الحوينى ـ أزمته ومحنته , وأغلبهم كان للفقر معانقا , حتى أن الشافعى تأثر من حال مالك رضي الله عنهم جميعا , بعدما رأى فقره وحاجته وهو يومئذ إمام دار الهجرة , فقال فيه
    وأشد خلق الله فى الهم إمرؤ ++++ ذو همةٍ .. يبلي بعيشٍ ضيق

    وقد ضُرب أحمد بن حنبل حتى تفتقت أجزاء من لحمه رضي الله عنه وحبسه المأمون والمعتصم والواثق زهاء خمس سنوات فى محنة خلق القرآن ولم يرضخ وما كان له أن يرضخ وهو إن قال قولا تابعه عليه سائر المسلمين يومذاك
    وليس للعالم عذر سواء فى الهمة المفروضة لعدم توانيه فى طلب العلم أو فى تأديته وفق توفيق الله له وحسب استطاعته بأى وسيلة تتيسر أمامه , وليس لهم عذر أيضا فى محنة الغربة وعصرها التى نعانى منها اليوم , فعصر الغربة الذى حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام ونصح فيه بإغلاق الباب على النفس ومن يعول لا ينطبق أبدا على أهل العلم لا من قريب ولا من بعيد لأن العلماء يومذاك هم مناط بقاء الدين والدنيا وهم الذين عبر عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال
    " لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتى أمر الله وهم كذلك "
    كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام استثنى العلماء صراحة من رخصة الاعتزال عندما قال
    " إذا ظهرت الفتن , وسُب أصحابي , فعلى العالم أن يظهر علمه وإلا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
    بقي أن نقول أن عصر الفتن يختلف فى شأن تقييم العالم كما يختلف فى شأن الظروف الطبيعية التى تتوافر بكل عصر
    فالعالم قديما كانت شروط حتى يكتسب هذه الصفة , وقد يقضي عمره كله فى الجد والكد ولا يستطيع أن يبلغ هذا الوصف
    أما فى ظروف آخر الزمان , فالأمر مختلف جذريا ,
    فليس المقصود من الحديث السابق والتكليف الجبري بإظهار العلم .. فئة العلماء التى عهدنا شروطها بل ينضم إليها كل من لديه مثقال ذرة من خبرة أو معرفة بفتنة من الفتن ويملك بيانها للناس .. والأمثلة أكثر من أن تحصي فى هذا الباب ,
    مثال ذلك ما يحدث من اعتداءات على النبي عليه الصلاة والسلام والشريعة والصحابة والعلماء الأقدمون وما إلى ذلك من فتن شديدة الوقع والأثر على العامة الذين يفتقدون أقل مؤهل للتمييز بين الغث والسمين ,
    ولست أعنى الاعتداءات التى تأتى من خارج بلاد المسلمين فتلك أمرها أهون مما يضخمه البعض من ذوى الأغراض لأنها شتائم مألوفة وطبيعية وإلا لكان من الحماقة أن ننتظر من الحاقدين إنصافا !
    فالإعتداءات من الخارج إنما تتمثل فى وجهين سباب فارغ وهذا أمر لا رد عليه ولا ينبغي أن نرد عليه لأن الرد عليه يؤدى غرضه بالإنتشار
    والوجه الآخر وجه الشبهات التى تأتى كأمثال شبهات المستشرقين وهذه ردها يكون بالعلم والإيضاح
    ولكن المقصود هنا بالإعتداءات التى تأتى ممن ينتسبون إلينا وحذر منهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وبين أنهم دعاة إلى النار يتكلمون بالقرآن لا يجاوز تراقيهم وهؤلاء ما أكثرهم الآن فى العالم الإسلامى وما أكثر ما يفعلون
    والأمر يبدو مثيرا للأسي المضحك عندما نتأمل حماسة الشباب الحمقي تجاه اعتداءات الرسوم المسيئة من أوربا بينما هم فى تغييب كامل عما يفعله مواطنون منهم فعلوا أكثر مما فعله المستشرقون واليهود تجاه الإسلام ولم يبلغ الغرب فى بذاءاته عشر معشار ما فعلته الرافضة فى أنحاء العالم الإسلامى من تشنيع وتشويه باسم الإسلام أو ما فعلته وتفعله حركات العلمانية التى تبث صحفها كل يوم مليئة بما يندى له الجبين وتجد لها بين الناس من يستجيب
    أو ما يفعله علماء السلطان ويبثونه على الناس بالفتاوى المعلبة ـ كما عبر عنها المفكر الكويتى الفحل عبد الله النفيسي ـ تلك الفتاوى التى تبث الخنا فى عروق المجتمع المسلم
    ودور العلماء هنا تم التركيز عليه لخطورته السابق بيانها غير أن هذا لا يعنى أن الجور منوط بمن يمتلك العلم وحسب بل هو دور المجتمع كله
    فهو دور الأب الأمى أن يدرك تمام الإدراك أن منجاة أبنائه إنما هى فى العلم وحده فيدفعهم إليه قبل أن يدفع الطعام إلى أفواههم
    وهو دور معلم التلاميذ والصبية من أى تخصص علمى أو أدبي أو غيره أن يبين لهم حقيقة حضارة مجتمعنا وكيف أن البطولة الحقيقية إنما تكون فى الإعتزاز بالدين واللغة والحضارة والبحث خلف أمثلتها فى التاريخ لإعادة تطبيقها ,
    فأى مدرس بسيط يجب عليه أن يخصص من وقته بعض الوقت لبيان تلك المسلمات وتغذية عقول الأطفال بها فى زمان أصبحت فيه كلمة بطولة تنصرف إلى الأفلام السينمائية وكرة القدم وحلبات الرقص ,
    ومن أطرف ما وصل لمسامعى
    حديث إحدى الراقصات لبعض القنوات الفضائية وهى تسرد رحلة حياتها الفنية ـ كما تسميها ـ فقامت بتكرار كلمات مثل " الحمد لله " و " هذا فضل من الله " أكثر من عشر مرات فى أقل من ثلاث دقائق , والناس تستمع وفيهم المدرك للتناقض وفيهم من لا يعرف ـ خاصة الأطفال ـ فيكبر الطفل بتلك المبادئ , ولن يكون غريبا فى قادم الأيام أن يدعو لأمثالها بظهر الغيب على ما قدمت من خدمات فى وسط المجتمع !!
    فإن لم يستطع المدرس أن يفعل ذلك فعلى الأقل عليه أن يكتفي بعجزه عن الإضافة ولا يصبح مركزا لزيادة المحنة باتخاذه مهنته كوسيلة للرزق فحسب , مثلها مثل أى مهنة أخرى لأن العالم والمعلم والمقاتل إن ربط كل منهم مهنته براتبه .. ولم ينظر لأمانتها فلا يلومن إلا نفسه يوم لا ينفع لوم ولا ندم
    وهو دور النجار والحداد والقصاب والتاجر وكل المهن أن يؤدى الخدمة لمجتمعه بحرص خوف الله تعالى لا خوف القانون , فى ظل عالم أصبحت فيه المخادعة هواية بعد أن كانت سبيلا للطمع المادى
    فهناك من يخدع لمجرد الخداع فقط , ولو لم يكن هناك أدنى فائدة لذلك , ومن الطرائف المبكيات قصة القصاب الذى كان يبيع لحوم الحمير على أنها لحوم أبقار بينما ثمن الحمار أغلى فى هذه الأيام !
    أى أن الخلل العقلي أصبح داء متمركزا فى المجتمع فبعد أن كانت المعاصي يرتكبها الفرد طمعا فى نفع عاجل أو تحت تأثير الاضطرار أصبحت هواية ومنطق
    فما أبشع فقر العقول لو كانوا يعلمون !

    تم الموضوع ..

  4. #4
    السلام عليكم:
    1- موضوع رائع شرعي وهام جدا.
    2-بصراحة وبصرف النظر عن الطاعنين برسالتنا يعنينا من لارسالة له وكانه يسير مغمض العينين انى يرى امراضنا؟
    3-بالنسبة للمواد الموثقة هي كثيرة ومنتشرة وقد يأخذ بها البسطاء لكنها هوية كاتب ,ومنتدى والاهم كيف يصدقها الكثير..
    4-اما بالنسبة للدولة العثمانة فهي ذات بصمى دينية لكن لم تشهد تقدما حضاريا ابدا(راجع كتاب شروط النهضة لمالك بن نبي).
    5-مايؤلمنا ان الغرب تعلم من اخطائه ونحن مازلنا نخطئ اخطاء مميتة!!! ورغم هذا يجب ان نتفاءل ونعمل على تنشئة جيل صلاح الدين المطور فهل بدانا؟
    كانت هذه بغض اضافات ارجو ان تكون قد افادت.
    ودمتم سالمين.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    أظن ان للموضوع تتمة لاننا مافهمنا بعد ماهي زكاته على وجه الدقة ,هل هي :تحديد الرسالة؟توصيلها؟ ...
    مع جل التحية
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    السلام عليكم:
    1- موضوع رائع شرعي وهام جدا.
    وعليكم السلام وأهلا بك .
    وشكرا جزيلا لاهتمامك .. واثارتك نقاط جديدة فى البحث ..

    2-بصراحة وبصرف النظر عن الطاعنين برسالتنا يعنينا من لارسالة له وكانه يسير مغمض العينين انى يرى امراضنا؟
    3-بالنسبة للمواد الموثقة هي كثيرة ومنتشرة وقد يأخذ بها البسطاء لكنها هوية كاتب ,ومنتدى والاهم كيف يصدقها الكثير..
    دورنا نحن فى المنتديات ــ بالذات الإدارات ــ أن تنمى اسلوب التوثيق فى نفوس متابعيها وكتابها وتجبرهم على الكتابة الموثقة فى الموضوعات العلمية وتعودهم على ذلك واذا اعتادوا هذا فالامر سيكون بسيطا
    وارجو وضع تنبيه هام فى المنتديات الاسلامية خاص بالتيقن من مصدر كل حديث نبوى وكل واقعة تاريخية لان التزييف كثير جدا

    4-اما بالنسبة للدولة العثمانة فهي ذات بصمى دينية لكن لم تشهد تقدما حضاريا ابدا(راجع كتاب شروط النهضة لمالك بن نبي).
    راجعى أنت كتاب الدولة العثمانية للدكتور المحقق على الصلابي .. فالدولة العثمانية تم ظلمها فى التاريخ ظلما كبيرا جدا نظرا لان من كتب تاريخها كانوا هم المؤرخون الأوربيون فافتروا عليها افتراء فاحشا
    اما من ناحية الدولة العثمانية كحضارة فخذيها منى كلمة ,
    ظلت الدولة العثمانية هى الأكثر تقدما فى مشارق الارض ومغاربها فى كل شيئ وفاقت كل من سبقها من الدول الإسلامية فى ركب الحضارة ــ عدا الحضارة الأدبية التى ظلت حكرا على العرب ــ وكانت اكثر دول اوربا تقدما لمدة ستمائة سنة قبيل اضمحلالها وضياع فوذها ..
    والتكنولوجيا والعلوم بل والفنون ازدهرت فى عهدهم للغاية بدليل علو كعب العثمانيين على اوربا كلها فى ذلك الوقت ووصلت اكبر لحظات تقدمها فى عهد السلطان سليمان القانونى
    اما انجازاتهم الحربية فهى اكبر من أن تحصي
    يكفيهم شرفا انهم فتحوا القسطنطينية التى استعصت على كافة خلفاء الدولة الأموية والعباسية وحاولوا فتحها ثلاث عشرة مرة حتى نجحت محاولة محمد الفاتح السلطان العثمانى الأشهر
    فمن حق العثمانيين علينا كمسلمين كتابة تاريخهم بقراءة جديدة ..
    5-مايؤلمنا ان الغرب تعلم من اخطائه ونحن مازلنا نخطئ اخطاء مميتة!!! ورغم هذا يجب ان نتفاءل ونعمل على تنشئة جيل صلاح الدين المطور فهل بدانا؟
    لا بأس ..
    ولا داعى لليأس
    ان الانهيار العربي والإسلامى لم يكمل فى التاريخ مائتى سنة بعد ..
    واوربا ظلت لالف عام منهارة حتى قامت فى العصر الحديث
    على كل منا ان يؤدى دوره والله هو الذى يمكن لعباده الصالحين وقتما شاء

    أظن ان للموضوع تتمة لاننا مافهمنا بعد ماهي زكاته على وجه الدقة ,هل هي :تحديد الرسالة؟توصيلها؟ ...
    مع جل التحية
    الموضوع كمل بالفعل على صورته
    وهدفه يتخلص فى أن زكاة المال هى جزء يسير يبذله المرء من ماله ..
    أما زكاة العلم فهى بذل العلم كله لا ينقص منه شيئ
    والعالم الذى لا يفعل ذلك مقصر فى اداء فريضة العلم .. لان بذل العلم فرض لا يوقفه عذر حتى لو اضطهد الناس العلماء ولم يعطوهم قدرهم
    فالعلم ليس للبيع او المقايضة كما أنه ليس للمجد الشخصي بل هو للبذل المخلص وفقط
    هذا هو هدف الموضوع
    بوركت ..

  7. #7
    السلام عليكم
    حقيقة لفت نظري الدولة العثمانية والنهضة الثقافية والحضارية التي ذكرت ,وأن هذا لم يكن واضحا تماما بقدر الوحدة الإسلامية فيها,وقد التقيت اليوم مع الباحثة"فريال شويكي" الباحثة في التراث السوري,وقد نزلت في منزل "عطا الأيوبي "بدمشق وقد وجدت بعض كتب هامة قديمة جدا,من هذ العهد على حد قولها,وعلى ما تذكر هو عن شهرزاد وشهريار كان أدبا وضيعا,وكما سمعت منها أن ما كان حينئذ نطاق ثقافي ضيق,بكل الأحوال يهمنا التركيز علىت تلك المرحلة ثقافيا وما دمت تحمل مراجع هامة فسوف ننتظر منك بحثا حول ذلك,ولنا لقاء شهري قريب مع الباحثة وأثمني ان يكون بيننا لقاء شهري كذلك لو وافقت في مطلع القادم,
    ودمت بخير.
    22-11-2012
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8
    ينقل الموضوع لقسم الابحاث الأدبية
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #9
    السلام عليكم
    ما قرأته من جديد أن المدارس الأولى في الوطن العربي حديثا كان أولها في عهد الدولة العثمانية:
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=42069
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

  10. #10
    ظلم التاريخ للدولة العثمانية:
    http://www.omferas.com/vb/newreply.p...4063&noquote=1
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أجر وثواب زكاة المال
    بواسطة Ruba-rabie في المنتدى فرسان الافتاءات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-27-2015, 05:55 PM
  2. صفة زكاة المال‏
    بواسطة مصطفى الطنطاوى في المنتدى فرسان الحديث
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-25-2010, 05:12 PM
  3. {~ زكاة الحبّ ~}
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى فرسان الشعر الشعبي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-23-2010, 02:45 PM
  4. كيف هي زكاة الراتب الشهري؟
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الافتاءات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-18-2007, 05:29 PM
  5. زكاة الفطر
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-20-2006, 08:58 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •