وبغض النظر عن هذه الهرطقة التى لا يصدقها عاقل يعرف شيئا عن طبيعة علم الإسناد وعن طبيعة الحافظة الواسعة التى تميز بها عصر الرواية قبل تسجيلها فى الكتب وكيف أن الأقدمين كانوا جبالا فى الحفظ والعلم الدقيق حتى أن البخارى وبن حنبل كان كلاهما يحفظ ستمائة ألف حديث بأسانيدها كاملة لا تنقص حرفا ولا تزيد حرفا ,
فإننا نقول أن تحفيظ القرآن فى عصرنا الحالى ـــ
الذى لا يعتبر عصر الحفظ ــ لا زال يتم بطريق النقل السماعى وينقله التلامذة الأكبر سنا للأصغر سنا بلا إختلال فى معنى أو حرف !!
ولسنا مسئولين بالطبع عن فراغ حافظة من أجرى عليهم أستاذه تلك التجربة ,
لكن المهم لنا استنباط هدف هذا الأستاذ ثم هدف الباحث الزميل الذى نقل التجربة ,
فالهدف هو التشكيك فى أن النقل للسنة النبوية وللتاريخ كان نقلا مضمونا موثوقا كما نعتقد نحن المسلمون ..

وقد اغتر الباحث بمقولة أستاذه وتابعه على ذلك
فلما سألنا الباحث المكرم سؤالا منطقيا وهو لما أنه يشكك فى فاعلية النقل الإسنادى ويعتمد على العقل فى دراسة السنة وتصحيحها أو تضعيفها , سألناه لماذا لا يشكك أيضا بالقرآن , فالقرآن الكريم تم نقله بذات الطريقة وبواسطة نفس الجيل ؟!
ولا يحتج هنا أحد بأن القرآن تم نقله بالتواتر لأن الباحث الزميل وأمثاله قالوا بإخضاع السنة كلها متواترها وآحادها للحكم العقلي المجرد ,
وسألناه كيف سنتعامل مع السنة بالعقل المطلق فى ظل تشكيكه بها وهى تحمل نصف الدين من فرائض وعبادات ومعاملات , لا سيما وأن العقول تتفاوت فى الإدراك وما يقبله هو عقلا يرفضه غيره لنفس السبب ولن نستطيع أن ننكر علي أحد فى استخدامه العقل وحده , وبالتالى لن تكون هناك أى وسيلة منهجية تميز الصحيح من الضعيف بشكل قاطع وهذا معناه ضياع الدين تماما
فجاء اليوم برد غريب حيث قال :

أبدأ ردي بمقدمة أراها ضرورية بسبب ما لمسته في صميم أحد الردود من أحد الإخوة الأفاضل أرى بموجبها ما يلي..
ما يعرفُ بنقلٍ محلَّ تساؤلٍ عن ثبوته، لا يُسْأَل عنه "كيف كنا سنعرفه لولا ذلك النقل؟"، كي يُسْتَدَلَّ بضرورة معرفته على ضرورة ذلك النقل.. هذا تفكير مقلوب لا قيمة موضوعية له وهو خلاف المعقولات.. فالنقلُ المتساءَل عنه لا يثبت بالانطلاق من ضرورة ما ثبت عنه.. لأن التساؤل عن ذلك النقل يجعل كلَّ ما قام عليه محلَّ تساؤلٍ أصلا.. وبالتالي فلا يُقال عند العقلاء: كيف كنا سنعرف "عذاب القبر، وأخبار الصراط، وصفة الجنة، وصفة النار، وصفة الملائكة، وأمارات الساعة، وملاحم آخر الزمان، وقصص الأمم الهالكة، وصفة الصلاة، ومناسك الحج.. إلخ".. إذا لم يرد ذلك النقل ليُعَرِّفَنا عليها؟! هذا سؤال ساذج يشي بانعدام المنهج العقلي والعلمي في التفكير.. فتلك الأمور عرفناها على ذلك النحو، وسمعنا عنها وشكلنا تصورات بخصوصها لم تكن موجودة لدينا قبلا بتلك الطريقة، من خلال النقل، وبالتالي فلو تساءلنا عن ذلك النقل وشككنا في موثوقيته، فكم يغدو من الحماقة أن يقالَ لنا أن الدليل عليه وعلى مصداقيته أن تلك الأمور التي ما عرفناها إلا به كيف تثبت لولاه؟! فما لا يقوم العلم به إلا بخبر يسقط بسقوط الخبر، ويصبح موضع شك بالقدر نفسه الذي يصبح فيه الخبر الذي أعلن عنه موضعَ شكٍّ أيضا.. الصواب
والمعقول أن نقول: "إن عذاب القبر، وأخبار الصراط، وصفة الجنة، وصفة النار، وصفة الملائكة، وأمارات الساعة، وملاحم آخر الزمان، وقصص الأمم الهالكة، وصفة الصلاة، ومناسك الحج.. إلخ".. صحيحة إذا صح النقل الذي أعلن عنها وأخبر بها، وإذا لم يصح ذلك النقل فهي ليست صحيحة


سبحان الله !!
هل رأيتم التناقض الفادح ؟!
فى بداية الأمر شكك فى الأسانيد ونادى بضرورة تحكيم العقل فلما سألناه عن نتيجة ذلك قال إن المعتمد فى تلك الأخبار هو صحة الإسناد !!
وأن هذه الأخبار عرفناها عن طريق النقل فهى صحيحة إذا صح النقل وغير صحيحة إذا لم يصح
سبحانك ربي ..
ما دام الأمر كذلك وما دام الإسناد إن صح فأنت تعتقد بثبوت الخبر فما هو الداعى أصلا لكل هذا الصداع الذى جئت به عن ضرورة تحكيم العقل فى التراث النبوى والتاريخى ؟!!
وأين قولك السابق عن تجربة أستاذك الأمريكى الذى أثبت لك عمليا فشل الإعتماد على نقل الرواة .. أين ؟!
بل أين قولك فى هذا البحث نفسه :

إن أهم وجه من أوجه انعدام وحدة الحال المعرفية والدلاليَّة بين السامع بالمشافهة والسامع بالرواية والإسناد، هو أن مقولةً مثل مقولة "لا تعارض بين النقل والعقل"، لا يمكنها أن تتحقق لدى أيِّ واحدٍ منهما بالطريقة نفسها التي تتحقَّق بها لدى الآخر، إلاَّ إذا تمَّ افتراض التساوي التام والمطلق بين السماع بالمشافهة والسماع بالرواية، في صحة النسبة إلى المصدر، وفي الدلالة والحُجِّيَّة من ثم، وهو الأمر الذي لا يتحقَّق بأي حال. فصحة النسبة إلى المصدر لدى السامع بالمشافهة مطلقة، بينما هي لدى السامع بالرواية نسبية مهما علت وارتفعت درجة اليقين والقطعيَّة فيها.
وهو ما ينعكس حتما على الحجيَّة والدلاليَّة، لتغدوَ بدورها نسبية ظنية وليست قطعية بأَيِّ بحال.


فكيف تنفي ثبوت الأخبار بالأسانيد والنقل هنا وتنكرها بعد ذلك فى موضع آخر ؟!!
بل كيف تقبل أخبار السنة النبوية فى الغيبيات وأخبار السابقين تحت زعم قبولك لصحة الإسناد , بينما أنت نفس بنيت موضوعك كله على عدم كفاية الإسناد والرواية لثبوت الأحاديث وأنها ستظل مهما كانت درجة اليقين فيها ستظل ظنية وليست قطعية بحال (
وهذا نص ألفاظك )
فهل يا ترى يستطيع الباحث الزميل تفسير هذا التناقض ؟!
الواقع أنه لا تبرير لذلك إلا لأنه لم يجد مخرجا للإجابة عن السؤال المحرج الذى سألناه إياه , عندما شكك بمنهجية النقل فى الثبوت وأن العقل هو الحكم الأول على صحة الروايات , فقلنا له إن القرآن وصل إلينا بنفس الطريقة ونفس الرجال فهل معنى هذا أنك تشكك فى ثبوت القرآن وأنه يجب علينا ــ بالتبعية ــ إخضاع القرآن للعقل ؟!
فكان من المستحيل أن يغامر بقبول ذلك فقرر أن يناقض نفسه ويقبل إثبات النقل ويتخلى عن إدعائه بالعقل
!!
ولا عزاء لأصحاب العقول !

ثم نختم معكم بمقولتين صريحتين من أقواله تفضح هذا المنهج تماما , وهى المقالات التى قالها فى صراحة عندما وجد ترحيبا فى موضوع استضافته ولم يجد اعتراضا مع الأسف ..
يقول :
ما يدفعنا إلى التساؤل على النحو السابق المثير للجدل وغير المسبوق في الموروث الإسلامي التقليدي، هو واقعة أن الأنبياء أرسلوا وعلى نحو واسع الانتشار وشديد التتابع، إلى درجة يمكن معها القول بأنهم غطوا كل مكان وكل زمان قبل بعثة آخر الأنبياء، ثم فجأة توقف إرسالهم.
فإن كان إرسالهم ضرورة ليبلغونا بضرورة، فلماذا توقف إرسالهم فجأة زمانا ومكانا؟
أي إذا كان الإسلام الذي كانوا يُرْسَلون إلينا به، يمثل ضرورة بموجب كون نبواتهم ضرورة، فلماذا نستغني فجأة عن الأنبياء ولا نستغني عن الإسلام ذاته، وهو المادة التي جاء بها الأنبياء أنفسهم؟! كيف نستغني عن ناقل الوحي ولا نستغني عن الوحي ذاته؟!!
وبتبسيط للمسألة.. إذا كنا قد استغنينا عن الطائرات والقطارات والسفن والشاحنات والمركبات والسيارات وكل وسائل النقل التي قد تخطر على البال، وانتفت حاجتنا إليها، فيما يتعلق بنقل بضاعة مُحددة كانت تأتينا بها تلك الوسائل من مكان مُحدد أيضا، ف
هل يمكن لهذا الاستغناء عن "الوسيلة" أن يعني شيئا آخر غير الاستغناء الفعلي عن "البضاعة" التي كنا ننقلها عبرها ذاتها؟!
هذا السؤال الخطير هو الذي تثيره المعضلة الكامنة في واقعة أن النبوات والرسالات مثلت في التاريخ الإنساني لحظة آلت إلى زوال. ولهذا السبب نجد لزاما علينا أن نعالج هذه المسألة بدقة وعمق وحذر حتى نتبين جوهر "الضرورة" الكامنة في "الإسلام"، وإلى أيِّ وجهة تتجه!!


هل رأيتم هذه الطرافة !!
الرجل يعلن فى وضوح جواز الإستغناء عن الإسلام كله !!
وما هو السبب يا ترى ؟!
السبب فى وجهة نظره العقلية أننا استغنينا عن الرسل وهم الوسيلة التى نقلت لنا الإسلام , فمن تبعية القول أن نستغنى عن الإسلام ذاته ( هكذا يقولها بوضوح )
ويبرهن على صحة وجهة نظره بمثال هو حجة عليه وليس حجة له , لكن قصور تفكيره منعه من رؤية ذلك , فيقول إننا إذا استغنينا عن وسيلة النقل جاز لنا الإستغناء على البضاعة المنقولة !!
ولن نرد عليه من باب الشريعة ولا القرآن والسنة ولن نقول له إن هذا الكلام هو كفر بواح لا يشك فيه مسلم ..
بل سنرد عليه من منطلق مثاله ..
فقد استغنت البشرية طيلة عمرها عن وسائل النقل القديمة واستخدمت الوسائل الحديثة , ولكنها أبدا لم تستغن عن البضاعة المنقولة ,
فقد كانت وسيلة النقل هى الجمال والبغل والحمير وكانت تنقل الحبوب وتنقل مواد الطاقة وتنقل البشر والمتاع ومختلف البضائع , ثم تطورت وسائل النقل إلى عربات الجر ثم تطورت إلى العربات والقطارات ثم البواخر ثم الطائرات ومع ذلك لا زال العالم ينقل نفس البضائع من الحبوب والملابس ومختلف البضائع والبشر والمتاع !
ولم يحدث هذا التطور الغريب الذى استغنى فيه البشر عن ذات البضائع التى كان ينقلها من قديم الزمن ..
أى نعم تطورت البضائع ذاتها فى الأطعمة والسلاح ومواد الطاقة ..
لكن البشر لم تستغن ولن تستغنى عن مبدأ وضرورة وجود الطعام والشراب والسلاح ومواد الطاقة ,

وكذلك الدين وكذلك الرسالات ,
انتهى عصر الرسالات السماوية بالدين الخاتم المفصل الصالح لكل زمان ومكان , ولكن عصر الدين والحاجة إليه لن ينتهى أبدا إلا فى أذهان الملاحدة بالطبع !
ولن أكثر من التعليق فى الرد على تلك الكلمات فشناعتها أوضح من التوضيح فى الواقع !

أما القول الأخير الذى نعلق عليه , فهو قول اخترته له لأدلل على تشابه طبائع المبتدعين دائما على مر العصور ,
فهناك سمات مشتركة جمعت بين كافة الفرق التى خرجت عن أهل السنة , رغم اختلاف مناهج هذه الفرق ومعتقداتها , فهم متفقون مثلا فى رفض السنة النبوية تحت ذرائع مختلفة , ومتفقون فى الحط من قيمة تراث الأمة الفكرى وعلمائها عبر العصور , ومتفقون كذلك فى استخدام أساليب الطعن على جيل الصحابة إما تصريحا وإما بالغمز !
ولو كان جائزا لفرق الشيعة والخوارج أن تطعن فى الصحابة باعتبار مواريث العداء بينهم وبين الصحابة , لكن الغريب أن الفرق الكلامية الفكرية كالمعتزلة ورغم أنهم لا يملكون مبررا تاريخيا للطعن فى جيل الصحابة , إلا أنهم مارسوا تلك الجريمة وعلى نطاق واسع , والكتب حافلة بطعن الجاحظ ــ أحد أعلام العتزلة ــ على أبي هريرة وعثمان رضي الله عنهم
والسبب من وجهة نظرى هو انتقاص هذا الجيل لأنه ناقل السنة التى لا يقبلونها ,
ويبدو أن الزميل الباحث لم يشأ أن يشذ عن القاعدة , فإذا به يقول بلا أى مبرر ولا أى مقتضي فى الحوار :
فنخبة الصحابة الذين قضى الرسول الكريم 23 عاما في تربيتهم وصقل نفوسهم وعقولهم وقيمهم وسلوكهم، والذين نزل فيهم القرآن متابعا ظروف حياتهم، مثنيا عليهم، حامدا معظم مواقفهم وسلوكاتهم، والذين رحل النبي الكريم وهو مطمئن إلى أنه سلم الأمانة لهم بوصفهم قادرين على حمل الرسالة ونشرها من بعده.. هؤلاء الصحابة – كما تروي لنا أحداث الفتنة في ذلك السجل المريب والغريب – اقتتلوا وأراقوا دماء بعضهم البعض، واختلفوا وتسببوا في تقسيم الأمة، وفي قتل عشرات الآلاف من المسلمين، بشكل لم يحصل بين العرب حتى قبل الإسلام!!
أى أنه يحمل الصحابة الكرام مسئولية إحداث الفتنة الكبري !!
وأنهم اقتتلوا على الملك والسلطان بل إنهم هم من تسببوا فى تقسيم الأمة , ويعرض بهم من أنهم لم يكونوا على مستوى الثقة التى منحها لهم النبي عليه السلام لحمل الرسالة وتأديتها من بعده !!
فيالهذا الإفك والبهتان ..
ومن الواضح قطعا أن الباحث المجتهد الذى لا يعرف شيئا أصلا عن علم الإسناد ورواية التاريخ ,
استقي معلوماته عن الفتنة الكبري من كتب التاريخ الشيعية المليئة بالمفتريات والأكاذيب , أو من كتب التاريخ التى كتبها أئمة أهل السنة ووضعوا فيها كافة روايات التاريخ الضعيفة والصحيحة وتركوا مهمة التحقيق فى أسانيد الروايات وتمييزها للمحققين ,

وقد حقق المؤرخون والمحدثون كتب التاريخ الأصلية
كتاريخ الطبري وتاريخ المدينة لابن شبة وتاريخ خليفة بن خياط وتاريخ الفسوى وغيرها , وبينوا صحيح روايات الفتنة الكبري من ضعيفها , وكشفوا عن آلاف الروايات المكذوبة التى تطعن فى الصحابة وتحملهم مسئولية الفتنة ولا توضح مسببات الفتنة الحقيقية وأفرادها ..
ورغم وجود الكتب المحققة ذات المنابع الصافية للتاريخ الإسلامى مثل كتاب (
العواصم من القواصم ) للقاضي أبي بكر ابن العربي , ومثل كتاب ( تحقيق موقف الصحابة من الفتنة ) للدكتور محمد أمحزون , ومثل كتاب ( مرويات أبي مخنف فى تاريخ الطبري ) الذى ألفه الدكتور يحيي إبراهيم لتوضيح أكاذيب هذا الراوى وفق منهج المحدثين , ومثل بحوث الدكتور خالد كبير علال المتعددة التى عالجت فصول الفتنة من أولها لآخرها ..
رغم وجود كل هذا إلا أن الباحث الزميل ومن سار على دربه يذهبون إلى تاريخ اليعقوبي وتاريخ المسعودى ومقاتل الطالبيين للأصفهانى وغير ذلك من الكتب الساقطة فى ميزان العلماء ,
وهذا لا يتم إلا عن جهل أو غرض مبيت بليل , فليختاروا لأنفسهم ..
وقد فصلنا أحداث الفتنة الكبري بالروايات الصحيحة فى بحث مختصر ومركز تحت عنوان (
الفتنة الكبري ــ بالروايات الصحيحة فقط ) تجدونه على هذا الرابط
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=20813

ويقول الباحث :
هؤلاء الصحابة – أيضا – وهم الذين زهدوا في الدنيا ومتاعها، وفي تحري الحق والعدل والإنصاف، كما يُرْوَى عنهم، عندما لا يتعلق الأمر بتسجيل وتوثيق الفتنة!! تكالبوا على الدنيا ومتاعها خلال أقل من عقدين من الزمان بعد موت معلمهم وقائدهم، فتنافسوا على أرض السواد في العراق، وتحول الكثيرون منهم إلى إقطاعيين لا يقلون بشاعة عن إقطاعيي أوربا في القرون الوسطى، وتعاملوا مع "مصر" باعتبارها بقرة حلوبا لنزواتهم ورغباتهم ولثرائهم، مستغلين حب الناس لهم بموجب صحبتهم للنبي الكريم، واقتتلوا من أجل المال ومن أجل السلطة، واتهم بعضهم البعض الآخر بالنهب والسلب، وتمرد بعضهم بلا حق على السلطة الشرعية، وتساهل آخرون في تطبيق العدالة وإقامة حدود الله.. إلخ.
يشبه الصحابة الذين نقلوا إلينا هذا الدين ولولاهم لما عرفنا الإسلام , يشبههم بإقطاعيي العصور الوسطى , بينما يصفهم الله عز وجل فيقول :
[
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا] {الفتح:29}
فمن نصدق يا ترى ؟!
كلام الله عز وجل , الذى زكى الصحابة من فوق سبع سماوات , وهو أعلم بهم وبماضيهم ومستقبلهم , أم نصدق أمثال هؤلاء الذين اعتمدوا على رواية المفتريات بهدف التشكيك فيهم ؟!

وفى النهاية أعتذر للإطالة , وإنما لجأنا إليها لخطورة ما تم عرضه ولتقديم رد واف وكاف إن شاء الله على كل ما تم عرضه ,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..