لماذا كان التوقيت الإسلامي قمرياً وليس شمسياً؟؟

فلسفة القرآن في مجملها تقوم على حركية الحياة لا على سكونها..

هذه الفلسفة تخالف هوى الإنسان الذي يحب الاستقرار لأنه لا يتطلب منه جهداً ويريحه، بينما يكره الهجرة والحركة لثقلها على النفس وتطلبها تغييراً دائماً في أنماط حياته "كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون"..

الفلسفة الرئيسة للدين هي أن هذه الحياة بكل ما فيها ممر وليست مستقراً لذا حرم القرآن الاطمئنان إلى هذه الحياة "إن الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون..."..

في كل شيء تلمس هذه الدلالة في تنوع ألوان الابتلاءات بالخير والشر، في تنوع أشكال العبادات، في الحث على الهجرة حين يحال بين الإنسان وبين أن يحيا بعزة وحرية في بلده..

لكن أطرف ما لاحظته في هذا الصدد أن الفلسفة الحركية للدين تتجلى حتى في الفرق بين السنة القمرية والسنة الشمسية..

فالتوقيت الهجري يتصف بأنه مرتحل دائماً فيأتي رمضان في جميع أيام السنة في الصيف والخريف والشتاء والربيع وهكذا جميع الأشهر على خلاف السنة الميلادية التي لا تتزحزح من مكانها منذ الأزل..

اختلاف الليل والنهار واختلاف توقيت رمضان والأعياد والمناسبات بين كل سنة والسنة التي تليها يخلق حالةً نفسيةً لدى المرء قد تعودت الهجرة والتأقلم مع التغيرات الدائمة وعدم السكون على حالة واحدة..

صفحتي على الفيس بوك

https://www.facebook.com/ahmedaburtema