** حــدث في رمضــان **
[ 4 ] رمضـــان

| سقوط انطاكيه الصليبيه 666 هـ |

... في الرابع من شهر رمضان سنة 666 هـ سقطت مدينة انطاكيه علي يد السلطان المجاهد الظاهر بيبرس و قد كانت حينها اماره صليبيه مما تبقي بالشام من بعد فتوح الناصر صلاح الدين و كان آخر أمرائها بوهيموند السادس الذي لم يكن موجوداً داخل انطاكيه عندما حاصرها الظاهر و بوهيموند هذا كان من المفسدين حيث رأي المسلمون منه و من جنده عندما هجم التتار علي الشام في أواخر خمسينيات القرن السابع الهجري الويلات فما ترك فعل مذموم إلي و أتاه من قتل و نهب و سبي و غيره

و قد كانت انطاكيه حينها تدين بالولاء لإمارة ( سيس ) الأرمينيه التابعه لسلطان خان المغول العدو التقليدي والأساسي لسلاطين المماليك و الخليفه العباسي في هذا الوقت

يروي المؤرخون أن السلطان بيبرس قد نزل علي المدينه وحاصرها بغرة الشهر الكريم و قد أنذر أهلها و فاوضهم من أجل التسليم إلي انهم أبوا, حينها هاجم السلطان المدينه و تسلق الجنود أسوارها فتحصن من تبقي بها بالقلعة و كانوا حوالي 8000 فضيق عليهم الظاهر حتي هلك منهم الكثير فأرسلوا للسطان بطلب الأمان من القتل و أن ينزلوا أساري فأمنهم و أجابهم إلي مطلبهم فيقول عنهم ابن أيبك في تاريخه:
" فخرجوا و عليهم أحسن الملبوس و كانهم زهر الرياض ؛ و ضجوا ضجة واحده و خروا باجمعهم و قالوا : (( إرحمنا يرحمك الله )) فرق السلطان لهم و حنا عليهم و عفا عنهم من القتل و أمر ان يرفع عنهم السيف "

عندما دخل العسكر المملوكي المدينه قتلوا من كان بها من (الرجال) المحاربون و كان السبي فيمن تبقي بعد الإستسلام و كما أسلفنا فقد كان بطلب من أهل المدينه خوفاً من القتل

و بعد فتح المدينه أرسل السلطان بيبرس إلي بوهيموند برساله يشدد عليه فيها بالوعيد و يحذره فكان منها :

" و أخرناك و ما كان تأخيرك إلا لأجل معلوم معدود , و كيف تركنا بلادك و ما بها ماشيه إلا و هي لدينا ماشيه , و لا جاريه إلا و هي لدينا جاريه , و لا ساريه إلا و هي في أيدي المعاول ساريه , و لا زرع إلا و هو محصود و لا موجود لك إلا و هو مفقود ...
ولعل الله ماأخرك إلا لأن تستدرك من الطاعة والخدمة مافات ومالم يسلم أحد يخبرك بما جرى خبرناك، ولما لم يقدر أحد يباشرك بالبشرى بسلامة نفسك، وهلاك ما سواها باشرناك بهذه المفاوضة وبشرناك، لتحقق الأمر على ما جرى، وبعد هذه المكاتبة الا ينبغى لك أن تكذب لنا خبراً، كما أن بعد هذه المخاطبة يجب أن لا تسأل غيرها مخبراً "

و كانت عودة إنطاكيه لسلطان المسلمين بعد أن سقطت بيد الصليبين في 490 هـ بعد حصار طويل و قد إستمرت إماره صليبيه مدة 176 سنه هجريه , و كان سقوطها ضمن سلسلة سقوط الكيان الصليبي بالساحل الشامي و زواله تماماً من ذلك الحين حتي سقوط الدوله العثمانيه في الحرب العالميه الأولي و دخول إدموند اللنبي بيت المقدس

كانت قصة إنطاكيه في الرابع من رمضان 666 هـ هي إحدي قصص الملاحم التي سطرت في سجل الدوله المملوكيه المنصوره ... طيب الله ذكراها و رحم كل من قام علي أمرها من جندي أو فقيه أو عالم

* مدينة إنطاكيه في زماننا هذا هي ضمن حدود الجمهوريه التركيه و الحمد لله / الصوره من رسم المستشرق و. هـ . بارتلت لمدينة انطاكيه في العصر العثماني 1838 مـ

أ.س
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي