منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    ماذا عن المسرح المدرسي؟؟؟

    المسرح المدرسي

    أولا ــ المسرحية التربوية :
    المسرحية التربوية هي : نموذج أدبي فني يحدث تأثيرا تربويا في المتلقي معتمدا على عدة عناصر أدبية أساسية منها : الحبكة الدرامية ، والشخصيات ، والحوار ، وتقنيات مساعدة ومنها : الملابس ، والإضاءة ، والمؤثرات ، والديكور .
    ثانيا ـ عناصر بناء المسرحية :
    1 ــ موضوع المسرحية وشكلها : يجب أن لا يتنافى مع المعايير الأخلاقية أو الجمالية ، ولا يفصل موضوع المسرحية عن شكلها ؛ فإذا كانت ذات شكل كوميدي كان الموضوع كوميديا ذا هدف تربوي سليم .
    2 ــ الشخصية : يجب أن تتناسب الشخصيات مع أدوار المسرحية ، فدور القائد مثلا يجب أن يتميز من يقوم به : بالقوة الجسمية ، وحسن التصرف ، والقدرة على الكلام ، والجرأة .
    3 ــ البناء الدرامي : وهو أن تسير الأحداث بتفاصيلها المختلفة بحيث تجعل الوصول إلى النتيجة أمرا واقعيا ، ويكون لكل حدث سببا منطقيا دون مفاجآت أو مصادفات مفتعله ، ويعتمد البناء الدرامي السليم على الإثارة والتشويق بعيدا عن التعقيد والغموض .
    4 ــ الصراع : وهو إما صراعا داخليا ، وتعني الدوافع النفسية لدى الممثل ، وإما أن يكون صراعا خارجيا بين عدة أفراد ينتمون إلى المجتمع .
    وهناك ثلاثة أنوع من الصراع أو ما يسمى ( التحريك الدرامي ) هي : الحركة العضوية التي تظهر واضحة عن طريق أعضاء الشخص وحواسه ، والحركة الفكرية وهي التي يكون فيها الصراع بين مجموعة من أفكار الشخص نفسه ، أما الحركة الثالثة فهي : حركة الشخصيات وتعني التداخل والحوار بين شخصيات المسرحية .
    5 ــ السيناريو : وهو علم مستقل يوضح طريقة سير المسرحية مكتوبة بالتفصيل ويشمل : الشخصيات وأدوارهم والحوار والحبكة والمؤثرات والديكور ، وجميع أحداث المسرحية بكل تفاصيلها الأدبية وتقنياتها ، وكلما كان السيناريو مرنا أتصف بالجدية والتميز .
    6 ــ الحوار : يصور فكرة المسرحية ، وهو ” الكلام ” الذي يجب أن يحفظه الممثلون مع حضور المشاعر وإتقانها ، بحيث لا يكون حوارا باهتا يبدو سخيفا بدون ظهور الانفعالات .
    ثالثا ـ تقنيات العمل الدرامي المسرحي :
    1 ـ الديكور : ويصنع من الحديد والخشب والملابس والبلاستيك ، وغيرها بحيث تصنع الهيئة العامة لموقع الحدث ، وتصور القيمة الجمالية للمكان ، ويعمل على ربط الأحداث بالواقع من خلال اختصار الحوار أحيانا .
    2 ـ الملابس : وهنا يراعي الكاتب مناسبة الملابس للأشخاص والحدث والتاريخ والمكان .
    3 ـ الإضاءة : الأفضل في مسارح الأطفال خاصة المسارح المفتوحة المعتمدة على ضوء الشمس ، ولكن إذا استدعى الأمر أضواء معينة فيعد مفيدا وهاما لنجاح المسرحية .
    4 ـ المؤثرات الصوتية : وهي تضفي مع الديكور في المسرح جوا وتأثيرا فاعلا لإيصال الهدف .
    5 ـ الماكياج : ويهدف إلى مساعدة الممثل ” الطالب ” على تمثيل الشخصية وتقريبها من المشاهد ، بحيث تجعلها مرتبطة بالواقع .
    رابعا ـ أدوار المسرح المدرسي في التربية والتعليم :
    ـ تثري قدرة الطالب على التعبير عن نفسه ، وبالتالي قدرته على التعامل مع المشكلات والمواقف .
    ـ تعلم الطالب إطاعة الأقران في المواقف ، وتطور مهارات القيادة والمشاعر الإنسانية ؛كالشفقة ، والمشاركة الوجدانية ، والتعاون .
    ـ الثقة بالنفس وتقوية روابط الصداقة .
    ـ تعزيز القيم والعادات الإسلامية الرفيعة النبيلة ، ومحاربة العادات السيئة والمخلة بأخلاق المسلم .
    ـ تنمية الحواس وتطويعها عند الحاجة .
    ـ تعريف الطالب بالآخرين ، وتفحص شخصياتهم ، وهي نوع من الفراسة .
    ـ تشعره بالمتعة ، وبالتالي الإقبال على التعلم .
    ـ تبسط المواد الدراسية عن طريق مسرحتها بأسلوب مشوق .
    خامسا ـ أهم أشكال المسرحية التربوية :
    1 ـ المسرحية الكوميدية : يتم فيها نقد سلوك غير تربوي بأسلوب هزلي مرح ، وفيها شخصيات وأحداث فكاهية مع أهمية أن يكون طرحا قيما بعيدا عن الأساليب الإعلامية العامة التي تركز على المردود الاقتصادي على حساب الطرح الهادئ المتزن .
    2 ـ المسرحية التراجيكوميديا : وتعني الملهاة الباكية ، وتتميز بمزج من الحوادث المأساوية والمشاهد الجادة ، ولابد أن تنتهي ـ كسائر أشكال المسرحية التربوية ـ نهاية سعيدة .
    3 ـ المأساة : وتسمى ” مسرحية تراجيدية ” التي تتميز بالجدة ، وليس فيها أي نوع من الهزل ، ولا ترمي إليه .
    4 ـ المسرحية الغنائية : وهي التي تعتمد على حوار غنائي عن طريق الأناشيد والحوار بين الحق والباطل شعرا .
    سادسا ـ كيف تعد مسرحية مدرسية ؟
    ـ إعداد النص ، وهنا يمكن أن نستثمر طاقات الطلاب الذي يمتلكون الحس الكتابي ، وتدريبهم على كتابة المسرحية ، وإعطائهم مفاتيح الكتابة .
    ـ اختيار الطلاب الذين يتفق بعدهم الجسمي والنفسي وميولهم ، مع الأدوار المرسومة للمسرحية ، ومن المهم أن يتحسس المربي مراحل النمو عن الأطفال والشباب ؛ ليستطيع بالتالي تقديم مسرحية مناسبة لأعمارهم ، وقادرة على إحداث الأثر المطلوب.
    ـ التأكد من حماس الطلاب للمشروع ، وندع لهم المجال للأفكار والاقتراحات مهما كانت طريفة أو غير عملية .
    ـ بناء الديكور والخلفيات بالتعاون بين المعلم وطلابه .
    ـ إعطاء المشروع الأهمية البالغة ، وذلك بأن توزع رقاع الدعوة الجميلة لحضور المسرحية على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والمسئولين .
    ـ ويراعى عند الحوار :
    ـ أن يكون بسيطا سهلا غير معقد الأسلوب .
    ـ قصر الجمل ، ومراعاة توزيع الحديث بين الطلاب ( أبطال المسرحية ) .
    ـ أن يكون الحوار فاعلا ، بمعنى تداخل الشخصيات أثناء الحوار ، مما يؤدي إلى استمرار الحركة المسرحية التي هي نمو الأحداث وازدياد حدة الصراع .
    ـ أن يكون الحوار بناء ، بحيث تؤدي كل جملة إلى تطور الأحداث والسير بالمسرحية إلى الأمام .
    ـ اختيار الملابس والديكورات التي تناسب الزمان والمكان للمسرحية .
    سابعا ـ جمهور المسرح المدرسي
    يمكن تقسيم جمهور التلاميذ المستفيد من المسرح المدرسي إلى ثلاث فئات هي :
    1ـ مرحلة الخيال ( من سن 6 ـ 12 سنوات ) .
    وتكون ذات فكرة بسيطة ، ويغلب عليها الخيال ، و هناك أمثلة كثيرة لمسرحيات أدبية تربوية مشهورة تعبر عن هذه المرحلة منها : مسرحية تحكي قصة ” الأرنب الذي أنقذ ذئبا من المصيدة ” وهي تربي في الأطفال احترام الآخرين ، وعدم تحقيرهم والاستهزاء بقدراتهم .
    2 ـ مرحلة المغامرة والبطولة ( من 13 ـ 15 سنة )
    وفيها حكايات البطولة التي تمتزج فيها الحقيقة بالخيال ، وتنتهي بانتصار البطل ، وتتصف مسرحيات هذه المرحلة : بمشاهد الشجاعة في الحق ـ الواقعية ـ المعلومات المفيدة والواضحة ـ تأكيد القيم الدينية والانتماء الوطني ـ التعاون ـ التطوير والابتكار مثل : المسرحيات التاريخية والوطنية .
    3 ـ مرحلة بناء الشخصية والاتجاهات (16 ـ18 سنة) :
    وتعد هذه الفترة من أهم مراحل حياة الشاب ، وفيها تتبلور الشخصية وتكتسب خصائصها الحياتية المقبلة ، وهنا ينبغي أن نؤصل فيهم مفهوم الثقافة بكل مشاربها ، والانتقال بتفكير الشاب إلى البحث والمناقشة والوصول إلى علل الأشياء نتيجة للقناعة لا فرض الواقع ، وذلك سينمي ثقته بذاته واحترامه للآخرين .
    وفي هذه المرحلة يبدأ إعداد الشاب للحياة العملية ، أو الانتقال إلى مراحل علمية جـــــديدة ” الجامعة ” ، أو الدخول في معترك الحياة العامة ، وبذلك يرسم لنفسه طريق المستقبل ، لذا يراعى في المسرح المدرسي اهتمامه بتأهيل التفكير في المستقبل ، والمهن أو الأنشطة التي تتناسب وقدراته ، والمسرحيات التي تحث على القيم وتحارب العادات السيئة .
    والمسرح المدرسي علم قائم بذاته ، ويحتاج إلى دراسة متعمقة من المعلمين للاستفادة من هذه الوسيلة الإعلامية التربوية المهمة .

    ط§ظ„ظ…ط³ط±ط* ط§ظ„ظ…ط¯ط±ط³ظٹ

  2. #2
    المسرح المدرسي مشروع قيد التنفيذ
    منذ ثمانينيات القرن الماضي والهمسات الرسمية تلمح إلى إدخال المسرح ضمن المنهاج المدرسي المقرر، مع آلية واضحة ومحددة لتنفيذه، ومن المؤسف أن تلك الهمسات ظلّت كذلك إلى أن بدأت وزارة التربية مؤخراً ببعض المحاولات في هذا الاتجاه من خلال اختيار مجموعة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وتوزيعهم على بعض المدارس لتنفيذ حصص مسرحية لا صفّيّة يطلق عليها البعض ما يسمى بـ «المسرح التفاعلي».. وبغضِّ النظر عن التسميات التي يظهر فيها المسرح في مدارسنا لا بدّ من الاعتراف بأن هذه المحاولات التي مازالت في بداياتها وتقوم بها مديرية المسارح والموسيقا في وزارة التربية قد تشكّل البداية المطلوبة لاقتناص مكان يليق بالمسرح في مدارسنا ومناهجنا وعقول أبنائنا.. من هنا ولإلقاء الضوء على تفاصيل هذه الخطوة التقت «البعث» بالأستاذ سيمون الخوري المدير السابق لمديرية المسارح والموسيقا في وزارة التربية الذي كان شاهداً على ولادة هذا المشروع، وبعض الخريجين الذين يساهمون في تنفيذ هذا المشروع في بعض مدارسنا .
    وسيلة تعليمية
    يشير أ.سيمون الخوري في البداية إلى أن المسرح المدرسي كان عبارة عن مجرّد شعبة في وزارة التربية، وتدريجياً تمّ السعي إلى توسيعها وتوسيع نطاق عملها ليصبح الهدف من مديرية المسارح والموسيقا نشر ثقافة المسرح والموسيقا والفنون الأخرى في المدارس، وقد تم التخطيط لتحقيق هذا الأمر فكانت الخطوة العملية من قبل وزارة التربية تأمين كادر متخصص يعمل على تنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع من خلال الإعلان عن مسابقة تمّ بموجبها اختيار مجموعة من خرّيجي المعهد العالي للفنون المسرحية بهدف توفير الأرضية المناسبة لتكون المديرية قادرة على تحقيق الهدف الأساسي القائم على تغيير ثقافة المجتمع، خاصة وأن المسرح قادر على فعل ذلك لما له من تأثير.. ولأن ذاكرة الطفل عن مسلسل حضره أقوى من درس قام بحفظه يؤكد الخوري على ضرورة العمل على مسرحة مناهجنا، فإذا حوِّلت الدروس برأيه إلى مسرحيات سيكون الطفل قادراً على تذكرها بشكل أفضل لأنه في هذه الحال يستخدم عدة حواس مع بعضها وبالوقت نفسه، لذلك انطلقت المديرية في مشروعها آخذة بعين الاعتبار مسرحة المنهاج ضمن أحد أنماط المسرح التفاعلي الذي يساعد على حلّ المشاكل النفسية للطلاب، وبالتالي يشير الخوري إلى أن مشروع المسرح التفاعلي هو لمن يعاني من مشاكل نفسية من خجل وعدم قدرة على التعبير عما بداخله من خلال المسرح القادر على إخراج ما بداخله ومعالجته، وهو في الوقت ذاته وإن كان لا يتجه مباشرة إلى المواهب الفنية إلا أنه فرصة لبلورة المواهب إن وجِدَت، وفي سبيل إنجاح هذه المهمة كان من الضروري اختيار مجموعة من خرّيجي المعهد العالي للفنون المسرحية لتنفيذ هذه الأهداف، ومع أن الخوري يعترف أن العدد مازال قليلاً على أرض الواقع ولا يمكن أن يغطي كل المدارس في سورية، لكن كمرحلة أولى يبدو الأمر مقبولاً، خاصة وأن المخطط الحالي يقوم على أن هذه المجموعة الأولى من الخريجين ستقوم بتدريب متدربين من المدارس ليقوم هؤلاء بعد ذلك بتدريب الطلاب .
    أما الصعوبات في تنفيذ هكذا مشروع على أرض الواقع فيجب ألا نستغربها –برأي الخوري- باعتبار أن المشروع جديد ولا أرضية مادية له في ظل عدم وجود مسارح مجهّزة في المدارس، إضافة إلى أن عدد الخريجين الذين اختيروا لتنفيذ هذا المشروع لا يتناسب مع عدد المدارس، مع إشارته إلى أن الوزارة من خلال المديرية تحاول قدر الإمكان تعويض ذلك عبر تدريب مجموعات أخرى لتوزيعها على المدارس حتى يصبح لدى المديرية كادر يغطي جميع المدارس، مؤكداً على أهمية وعي المجتمع في الوصول إلى نتائج أفضل باعتبار أن سماح الأهالي لأطفالهم بتعلّم المسرح ينبع من مدى قناعتهم وفهمهم له، ويأسف الخوري من أن بعض الأهالي مازالوا يخافون من المسرح لعدم فهمهم الصحيح لهذا الفن رغم أن المسرح في هذه المدارس نشاط لا صفّي حتى الآن، ومع هذا هناك من يمنع أولاده من المشاركة فيه نتيجة عدم وعيهم ومعرفتهم أن بناء شخصية الطفل في سن مبكّرة يساعد على تحصيل معدّلات أعلى مستقبلاً، وهذا ما أكدته كل النتائج التي خرجوا بها من خلال مشروعهم، ولا يخفي الخوري أن لدى المديرية طموحاً لأن يصبح المسرح حصّة صفّية لتكون ضمن المنهاج الأساسي، مع إشارته إلى أن الأولوية بالنسبة للمديرية هي بناء كادر جيّد وتوسيع نطاقه بهدف نشر المشروع والوصول إلى النتيجة المرجوّة التي هي في أحد جوانبها وغاياتها البعيدة خلق جمهور مسرحيّ، وإن كان يرى أن الهدف الأساسي من المشروع ليس تعريف الجيل الجديد على المسرح بل استخدامه كوسيلة تعليمية.. وعن مدى وعي الأسرة التربوية (مدراء المدارس) لهكذا مشروع يوضح الخوري أن الأمور متفاوتة بين مدرسة وأخرى، فبعضها يرحّب ترحيباً كبيراً إلى درجة أن بعض المدارس هي التي تعلن جاهزيتها لتنفيذ هكذا مشروع عندها، في حين أن بعض المدارس الأخرى تفتقر إلى هذا الحماس.. ويختم الخوري مؤكداًً أن الإدارة المركزية تمتلك مختصين في وزارة التربية يشرفون على سير العمل، وفي نهاية كل مرحلة تقوم هذه الإدارة بالتقييم، وبناء عليه توضع الخطط المستقبلية، مع الأخذ بعين الاعتبار كل الأخطاء والعقبات وسبل التطوير للارتقاء بسوية المشروع .

    نشاط اختياريّ لا صفّي
    ويرى وائل معوّض أن المشروع خطوة مهمة جداً، وبالاتجاه الصحيح لتعزيز ثقافة المسرح لدى الطلاب وتنمية وعيهم وإدراكهم لذاتهم وتحديد طموحاتهم باعتبارهم جيل المستقبل، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة القراءة إلى جانب الكتب المدرسية لأن موضوع المسرح برأيه بالنسبة لطلاب المدارس ليس فقط حصة دراسية بنتيجتها يقوم مع الطلاب بصناعة عرض مسرحي، بل هو أكثر من ذلك لأن الطالب كي يستطيع أن يقف على خشبة المسرح يحتاج إلى شجاعة وثقة عالية بالنفس، فمن خلال البروفات يتم تعزيز ثقة الطالب بنفسه وقدرته على التعبير عن أفكاره بصراحة تامة وأن تكون له شخصية متميزة ومختلفة عن الآخر، ويبيّن أن هذه العناصر ليست مفيدة فقط من أجل العرض المسرحي بل مفيدة للطالب في مختلف مجالات حياته الشخصية والاجتماعية، ويأسف معوّض لأنه على أرض الواقع تبدو معظم المدارس غير مجهزة بمكان مخصص لهكذا نشاطات، وبالتالي فالمعاناة كبيرة من عدم وجود قاعات مفرّغة للتدريب، وبالتالي فإن الغالبية من المشاركين في المشروع مضطرون إلى العمل في قاعات صفية غير صالحة لبروفات وتدريبات المسرح، كما يأسف معوّض لأن هذه الخطوة محصورة فقط في محافظتَي دمشق وريفها، في حين أن نجاح التجربة في غايتها المرجوة لا يتحقق إلا بانتشارها في كل المحافظات وتأمين كوادر إضافية ضخمة من خلال تدريب عناصر في كل المحافظات ليكونوا مدربين للمسرح، يعمل كلٌ في محافظته مع الطلاب بنفس الطريقة ونفس التوجه.. كما يشير معوّض إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في أن نشاط المسرح هو نشاط اختياري ولا صفي، والتدريبات بعد انتهاء دوام المدارس حصراً، وبالتالي فالمشاركة محصورة فقط بالطلاب الذين يرغبون بالمشاركة.. من هنا فالتأثير المراد محصور فقط في هذه العيّنة البسيطة من الطلاب لأن معظم العائلات لا ترى في المسرح سوى نشاط ترفيهي ثانوي، وبالتالي فإن تغيير طريقة التفكير هذه يحتاج إلى فترة طويلة من الزمن تبدأ من انطلاقة هذا المشروع .

    التجربة في بدايتها
    أما ريم شالاتي فهي لا تشك في أن مبادرة وزارة التربية هامة جداً وإن جاءت متأخرة، وتعتقد أن هذه الخطوة تدل على وعي بأهمية المسرح وبأهمية دخوله لمدارس وزارة التربية، خصوصاً إذا ما اقترن ذلك بتأمين مناخ مناسب لنجاحها، كما تشير إلى أنه ورغم أن التجربة لا تزال في بدايتها ومجموعة ممن تم تعيينهم ولم يختبروا جيداً العمل في المدارس بعد، إلا أنه ومن خلال الفترة البسيطة التي عملوا خلالها بدا واضحاً متابعة واهتمام القائمين على المبادرة بها، ولأن شالاتي لمست أن هناك تعميماً كبيراً لفكرة المشروع والهدف منه كان لا بدّ من طرح مجموعة من الأسئلة حول ماهية هذا المشروع وأهدافه، فإذا كان الهدف بناء ثقافة مسرحية تتساءل.. هل هي ثقافة نظرية أم عملية؟.. لأنه إذا كان المطلوب ثقافة نظرية مثلاً فيجب إدراج مادة المسرح أو ملحق دراسي نظري للمسرح، وإذا كان المطلوب الجانب العملي فلا بدّ من الانطلاق من أن المسرح عمل جماعي وليس فردياً، بمعنى لا يستطيع الفرد مهما كانت خبرته طويلة في العمل الفني أن ينجز عملاً مسرحياً لوحده .
    كما توضح شالاتي أن جميع الخريجين في هذا المشروع يعملون ضمن مجموعات مؤلفة من مدرب أو ثلاثة على الأكثر، وكل مجموعة مكلفة باختيار مركز (مدرسة) وتدريب الطلاب فيها على أن يقدموا عرضاً مسرحياً نهاية العام الدراسي، وتشير كذلك إلى أن هناك خطة لتدريب مدربين، وهي خطوة تظنها إيجابية كثيراً لأن عدد خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية قليل أساساً، فما بالنا بعدد المعينين في التربية من هؤلاء؟.
    وتأسف شالاتي لغياب المسارح عن معظم مدارسنا وما هو موجود معظمه لا يصلح لتقديم عرض مسرحي عليه بسبب أرضيات الخشبة غير الصالحة للتدريب وعدم وجود إضاءة وتقنيات صوت ولو بدائية وكواليس وتدفئة ونظافة، وغيرها.. إضافة إلى مشاكل كبيرة أخرى، أهمها وقت التدريب بعد الدوام المدرسي مباشرة الذي يجعل أهالي الطلاب يرفضون متابعة أولادهم للنشاط المسرحي أحياناً .
    كما تبيّن ومن خلال تجربتها الشخصية أن الكثير من مدراء المدارس وإدارييها متعاونون معهم إلى درجة كبيرة، وعلى الطرف الآخر هناك الكثير ممن لم يتعاونوا لأنهم لا يؤمنون بجدوى الفكرة أساساً.. وللأمانة أيضاً تشير إلى أن الوزارة ومديرية المسرح المدرسي متعاونة معهم في تسهيل مهمتهم .
    أما فيما يخص الطلاب فتشير إلى تعطّش الطلاب لنشاطات فنية كالمسرح، ولا يمكن لها وصف فرحهم بالتجربة، خصوصاً أنها وفي كل مرة تطلب منهم كتابة انطباعاتهم عن النشاط المسرحي يبدؤون بجمل على نمط «كان درس المسرح البارحة أجمل يوم في حياتي» .
    وتختم شالاتي كلامها مبيّنة أن السير بالمشروع بالشكل الصحيح يتم بتفهّم كل تفاصيله لتقديم كل ما يلزم لإنجاحه، وهذا كفيل بخلق ليس فقط جمهور مسرحي وإنما وعي مسرحي وثقافة مسرحية وكمّ لا بأس به من الأعمال .

    وعي الأهداف
    وتوضح إيناس حسينة بداية أن المسرح لم يُدرج كجزء من المنهاج أو كحصص دراسية ضمن الدوام المدرسي، وإنما اقتصر على أن يكون نشاطاً لمن يرغب من الطلاب ومع موافقة رسمية من ولي الأمر، وبعد الدوام المدرسي الرسمي.. وبالتالي مازال المسرح بالنسبة لكثيرين أمراً ترفيهياً، وفي بعض الأحيان هو تدريب على التمثيل بعيداً عن فكرة ضرورة ربطه كنوع درامي بالتربية من جهة، وباكتشاف وتعزيز مهارات الطلاب من جهة أخرى، وتؤكد أن الهدف من الدراما في المدارس ليس بناء ممثل، وإنما إعطاء الفئات العمرية المستهدفة فرصةً للتعبير، وكسر حالات الخوف والخجل المزروعة في نفوسهم دون مبرر منطقي، وإنما نتيجة تربية، يستثنى مما سبق المسرح التفاعلي الذي أُقيم من أجل هذا الهدف وكان برعاية وإشراف الأمانة السورية للتنمية بتنسيق مع دائرة المسرح المدرسي في وزارة التربية لمدة عامين متتاليين وتوقّف هذا العام، وبين الطموح من هكذا تجربة وبين ما لمستْه حسينة على أرض الواقع يمكنها القول: إن الأهداف الحقيقية من هذه الخطوة لم تتبلور بعد في أذهان القائمين عليها، وهذه مشكلة لأنه يجب ألا ننسى أن الهدف هو أساس العملية التربوية، ومن لا يستطيع تحديد أهدافه بشكل واضح وصحيح لن يتمكن أبداً من الاستمرار، والحل الأساسي برأيها توعية شاملة للقائمين والمشرفين وأولياء الأمور حول الأهداف الأساسية من هذا المشروع، وضرورة تطويره في مدارسنا.. أما معوقات نجاح هذه التجربة فتكمن في عدم الوعي لأهداف وجود المسرح المدرسي، والخطوة الأساسية لتطويرها هو الاتفاق على الأهداف والعمل على تحقيقها دون الالتزام بطرق موحّدة للوصول إلى النتائج المرجوة .
    وعن مدى تقبّل الأطفال للمشروع توضح أنهم يستمتعون ويحبون الفكرة، خاصة في البداية لأنهم سيبقون في المدرسة ليس من أجل الدراسة والدروس فقط.. وبالعموم تبيّن أن الهدف من المشروع ليس بناء ممثل بل تدريب جيل كامل على أعراف المسرح، وهذا هو الهدف غير المباشر من هذه التجربة الذي سيتحقق من خلال الاستمرارية والمتابعة، ولن يكون أبداً وليد لحظة أو حتى سنة كاملة .

    المسرح والتعلّم
    كما يشير كامل نجمة إلى أن ما يتم تنفيذه اليوم في بعض المدارس ينتمي إلى ما يسمى بالمسرح التفاعلي الذي هو نشاط لا صفّي وغير إلزامي، فالطلاب هم الذين يقررون المشاركة فيه بعد أن يتم إعلامهم بأيام وساعة التدريب بهدف تقديم عرض مسرحي في نهاية العام، ويوضح أن هذا النشاط غير معمم على كل المدارس لعدم وجود مسارح فيها.. من هنا غالباً ما يتم اختيار مدرسة في منطقة ما لتكون مكاناً لتدريب طلاب من مدارس متعددة تقع ضمن الدائرة ذاتها، وانطلاقاً من هذا الوضع تتحدد مشاركة بعض الطلاب حسب بعد البيت عن هذه المدرسة، ويؤكد نجمة أن الهدف من المشروع ليس تخريج ممثلين وإنما اعتماد سياسة التعلّم عن طريق اللعب لتتحول التمارين إلى مناسبة وفرصة لكسر حواجز الخجل لدى البعض وتعزيز الثقة بنفس بعض الطلاب الذين يعانون من بعض المشاكل، ويبيّن أن شكل العلاقة في هكذا نوع من المسرح يقوم على الصداقة والودّ وضرورة تحويل هذا النشاط بشكل أو بآخر إلى تسلية لأن مثل هذه العلاقة تساعد الطلاب وتشجعهم على أن يعبّروا عمّا بداخلهم بطريقة أسرع والتخلّص من مشكلات كثيرة قد يعانيها الطلاب كالخجل والتأتأة حيث أكدت الكثير من العائلات على التغيير الإيجابي الذي طرأ على سلوكيات أبنائهم وطرق تفكيرهم، وهذه إحدى أهم الأهداف الأساسية لهذا المشروع .

    أمينة عباس

    جريدة البعث

المواضيع المتشابهه

  1. تسريبات من الكتاب المدرسي
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-29-2015, 01:56 AM
  2. ماذا بتهنئة الرئيس المصري لدويك؟
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-22-2012, 12:42 AM
  3. من مساوئ السلوك المدرسي
    بواسطة ميسم الحكيم في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-18-2012, 10:17 AM
  4. ظاهرة التسرب المدرسي في سورية
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-04-2007, 11:08 AM
  5. صباح الخير (72) طالبنا المدرسي إالى اين؟
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-28-2007, 09:04 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •