إلى قتلة الطيارين الستة ورفاقهم
في مجزرة 24\11\2011
على طريق مطار التيفور بحمص
مبارك لكم الشهادة أيها الأبطال , مثلكم لن يرحل , ومثلكم سيبقى منارة وشعلة وهدي إلى الحق وإلى الحياة في معرفة تأتي إلينا على حافلة الجواب لأسئلة تستنهض الحمية والضمير والوجدان
لماذا أيها القاتل وجهت حمم حقدك لؤلئك الذين نذروا أنفسهم للدفاع عنك وعن أولادك وأهلك ..عن والدتك ووالدك وطفلك وشرفك وعرضك
ألا تعي أيها القاتل أن أهدافك هي نفس أهداف العدو الذي لا يريد لك الخير , والذي يترصد كل قلب يحب بلده ويدافع عن وطنه
هل من المعقول أن هذه البديهية غابت عنك ومن أفقك
ألا تعلم أن من اعتدى على من يحمي أرضه وعرضه قد اعتدى على شرفه وعرضه واغتصب محارمه بنفسه وأباح حرماته للمغتصب
ألا تعلم أيها القاتل أنك قد قتلت طفلك ووالديك وأهلك وعشيرتك وخالفت كل شرائع الحياة
أنظر إلى يديك كيف تلطخت بهذه الدماء الزكية , ستكون حجة عليك وشاهدة على ما اقترفت أمام خالق الحياة والخير والجمال
ماذا ستجيب يوم لا ينفعك فيه المال والجاه والولد
هل ستقول أن أعداء الله والوطن هم من أرسلوك وهل سيعترفون بهذه الجريمة
وإذا استنجدتْ بك أختك أو زوجتك أو ابنة وطنك وهي بين براثن عدوك وأعداء العروبة والإسلام, هل ستستطيع تلبية النداء وإنقاذها من حقدهم
قل لي ما هو شعورك وهم يستبيحون عرضك ويمرغونه بالتراب أمام عينيك وقد نفذت بالأمس أوامرهم ووضعت يدك بأيديهم
أيها القاتل ألا تتمنى ساعتها الموت ألف مرة ومرة , وتتمنى أن تكون شيئاً من عدم ومن سراب , أو أن تتخلد في السعير ,وتصرخ بملء صوتك أن تقتات ألف مرة ومرة عليك النار
أيها القاتل عد إلى دفء بيتك وأسرتك وأهلك إلى مناغاة صغيرك واطمئنان عيني والديك بك وأطلب منهم الدعاء بالمغفرة
عد إلينا نحمل السلاح معاً ضد من يريد بنا وبك الشر والموت والخراب ويعمل على نشر الظلام
تعالى نكفكف دموع الثكالى والأيتام والأرامل ونضمد معاً الجراح
عد يا بن وطني نرمم ونصلح ونبني سوريانا الغالية
عد يا بن العروبة إلى هذا التراب الذي يحضتن عظام جدك وجدي ورفات العظماء من أمتنا منارات المعرفة والعلم والسؤدد والمجد
عد يا أخي ووجه فوهة البندقية بالاتجاه الصحيح , معا نحرق بنارها اصفرار الخريف وننبت من رماده اللون والضوء والعبير
عد يا بن الوطن الغالي إلى فصل الحياة الجميل إلى وطنك نسوره معاً بالياسمين وابتسامات الأقحوان ,ونفرش سهوله بحقول الشمس وهي تلمع ذهباً على وجه الحنطة
أنصت قليلا ستسمع أصواتهم .. أصوات من أرديتهم اليوم ينادون ,,
عد حتى تكون معنا من الشهداء والأبرار والصالحين