منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    إن كانت الكنيسة خسرت دينها ونفسها عندما اقتضت مصلحتها التحالف مع الإمبراطور قسطنطين وحَرَّفَت دينها ووثنت النصرانية من أجل الاعتراف بها ديناً رسمياً للإمبراطورية الرومانية، فإنها أيضاً أذلت أتباعها واستعبدتهم باسم الدين والدين منه براء عندما تطورت العلاقة بين الكنيسة والأباطرة إلى الشراكة في حكم أتباعهما في المجتمعات الإقطاعية الغربية، وفي تلك الفترة لعب رجال الدين الذين دخلوا على خط الإقطاع وتملكوا الإقطاعيات الكبيرة دوراً كبيراً وخطيراً في تخدير مشاعر الفلاحين المستعبدين والمظلومين والمقهورين عند الإقطاعيين، وامتصاص نقمتهم وإجهاض رغبتهم في الثورة والتمرد على ذلك الظلم، بكذبة: أن لهم -الفقراء- الجنة وملكوت السماء. وليت جشع رجال الدين النصارى وقف عند ذلك الحد ولكنه بعد أن استطاعت الكنيسة الهيمنة على الحياة كلها في أوروبا والتحكم في مصائر سكانها حكاماً ومحكومين وأصبح لها الكلمة الفصل والمطلقة على الجميع، امتدت أيدي الكنيسة ورجال الدين إلى ما في جيوب الفقراء من الزهيد من المال إن توفر ليسرقوه باسم صكوك الغفران التي أعطوا لأنفسهم الحق في منحها لهذا أو ذاك بدعوى التفويض الإلهي للبابا ظل الله في الأرض!.
    فقد توجت الكنيسة تصرفاتها الشاذة وبدعها الضالة بمهزلة لم يعرف تاريخ الأديان لها مثيل عندما احتاجت إلى مزيد من السلطة الدينية والنفوذ المالي لمواجهة أعدائها، وقد كان ألد وأخطر أعدائها (المسلمين) أثناء الحروب الصليبية التي بدأت تلوح علامات هزيمتها فيها بعد أن بلغ ضعف الحماس الديني في نفوس الأوربيين مبلغاً كبيراً وفقد المقاتلون ثقتهم في الكنيسة نتيجة لخيبة أملهم في النصر الذي وعدتهم به وعداً قاطعاً، ففكرت في وسيلة تجعل المقاتل يندفع للاشتراك في الحملة الصليبية فكانت تلك الوسيلة (صكوك الغفران)! حيث أصدر المجمع الثاني عشر المعروف باسم مجمع لاتيران سنة 1215م قرار يمنح البابا حق امتلاك الغفران للمذنبين! يقول ول ديورانت: أن صكوك الغفران كانت توزع على المشتركين في الحروب الصليبية ضد المسلمين. وأنه لم يكن يحظى بالحصول على صك الغفران إلا أحد أثنين:
    1. رجل ذو مال يشترى الصك من الكنيسة حسب التسعيرة التي تحددها هي.
    2. رجل يحمل سيفه ويبذل دمه في سبيل نصرة الكنيسة والدفاع عنها وحراسة مبادئها.
    وقد مثل ذلك ذروة الطغيان الكنسي ضد الفقراء والأمراء على حد سواء، وكانت أول أمرها من أسباب قوة الكنيسة ودعائم شموخها، حيث قويت الكنيسة وتدعمت سلطتها بالجحافل البربرية التي تطوعت للقتال في سبيلها من أجل الحصول على الغفران. وبالمقابل كانت لها نتائج سلبية على الكنيسة ووضع حد لطغيانها نهائياً بعد عدة قرون، فقد انخفضت سلطة الملوك والأمراء والنبلاء الذين كانوا جنوداً للكنيسة يقاتلون بأنفسهم في الحروب الصليبية. ورأوا أنهم أصبحوا هم وشعوبهم ليسوا إلا أدوات أو صنائع رجال الدين يمنون عليهم بالعفو إن رضوا ويعاقبونهم بالحرمان إن سخطوا، كما أن الثراء الذي حصلت عليه الكنيسة جعلها تبدو منافساً قوياً لأصحاب الإقطاعيات وكبار الملاك ما أثار في نفوسهم شعور العداوة لها والحقد عليها.
    أضف إلى ذلك الأسباب الأخرى التي تجدها في كل الكتب عند الحديث عن ظروف نشأة العلمانية في الغرب، والثورة ضد الكنيسة، مثل:
    1ـ الطغيان الديني (محاكم التفتيش): بدء من فرض عقيدة التثليث، مروراً باضطهاد الكنيسة لكل المخالفين لها، انتهاء بثورة مارتن لوثر المزعوم أنها (إصلاحية). يقول برنتن: "لم يكن بوسع الكثيرين من أفراد المجتمع الغربي أن يعترفوا صراحة وجماعة بالإلحاد أو اللارادية أو بمذهب الاتصال بالله أو بأية عقيدة أخرى غير (المسيحية) إلا خلال القرون القلائل الأخيرة، وقد كان الكفار الذين يجاهرون بكفرهم قلة نادرة في الألف سنة التي استغرقتها القرون الوسطى.
    2ـ الطغيان السياسي: فقد تحول رجال الدين إلى طواغيت وسياسيين محترفين، وتملكتهم شهوة عارمة للتسلط ورغبة شرهة في الاستبداد، بزعم تطبيق الشريعة وأن البابا ظل الله على الأرض. فقد كانت الكنيسة ترى أن خضوع الملوك لها ليس تطوعاً منهم بل واجباً يقتضيه مركزها الديني وسلطانها الروحي جاء في البيان الذي أعلنه البابا (نقولا الأول) قوله: "إن ابن الله أنشأ الكنيسة؛ بأن جعل الرسول بطرس أول رئيس لها، وأن أساقفة روما ورثوا بطرس في تسلسل مستمر متصل..(لذلك) فإن البابا ممثل الله على ظهر الأرض يجب أن تكون له السيادة العليا والسلطان الأعظم على جميع (المسيحيين)، حكاماً كانوا أو محكومين".
    3ـ الطغيان المالي: يستطيع المرء أن يقول دون أدنى مبالغة أن الأناجيل (المسيحية) لم تنه عن شيء نهيها عن اقتناء الثروة والمال، ولم تنفر من شيء تنفيرها من الحياة الدنيا وزخرفها، وجاءت القرون التالية فشهدت مفارقة عجيبة بين مفهوم الكنيسة عن الدنيا وبين واقع الكنيسة العملي، ونستطيع أن نلخص مظاهر الطغيان الكنسي في هذا المجال بما يلي:
    * الأملاك الإقطاعية: يقول ول ديورانت: "أصبحت الكنيسة أكبر ملاك الأراضي وأكبر السادة الإقطاعيين في أوروبا، فقد كان دير "فلدا" مثلا، يمتلك (15000) قصر صغير، وكان دير "سانت جول" يملك ألفين من رقيق الأرض، وكان "الكوين فيتور" (أحد رجال الدين) سيداً لعشرين ألف من أرقاء الأرض، وكان الملك هو الذي يعين رؤساء الأساقفة والأديرة، وكانوا يلقبون بالدوق والكونت وغيرها من الألقاب الإقطاعية، وهكذا أصبحت الكنيسة جزءً من النظام الإقطاعي. وكانت أملاكها الزمنية، أي المادية، وحقوقها والتزاماتها الإقطاعية مما يجلل بالعار كل (مسيحي) متمسك بدينه، وسخرية تلوكها ألسنة الخارجين على الدين ومصدراً للجدل والعنف بين الأباطرة والباباوات".
    * الأوقاف: كانت الكنيسة تملك المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية باعتبارها "أوقافاً" للكنيسة بدعوى أنها تصرف عائداتها على سكان الأديرة وبناء الكنائس وتجهيز الحروب الصليبية، إلا أنها أسرفت في تملك الأوقاف حتى وصلت نسبة أراضي الكنيسة في بعض الدول درجة لا تكاد تصدق، وقد قال المصلح الكنسي (ويكلف) وهو من أوائل المصلحين: "إن الكنيسة تملك 3/1 أراضي إنجلترا وتأخذ الضرائب الباهظة من الباقي، وطالب بإلغاء هذه الأوقاف واتهم رجال الدين بأنهم "أتباع قياصرة لا أتباع الله".
    * العشور: فرضت الكنيسة على كل أبتاعها ضريبة "العشور" وبفضلها كانت الكنيسة تضمن الحصول على عشر ما تغله الأراضي الزراعية والإقطاعيات، وعشر ما يحصل عليه المهنيون وأرباب الحرف غير الفلاحين. يقول ويلز: "وكانت الكنيسة تجبي الضرائب ولم يكن لها ممتلكات فسيحة ولا دخل عظيم من الرسوم فحسب، بل فرضت ضريبة العشور على رعاياها، وهي لم تدع إلى هذا الأمر بل طالبت به كحق".
    * ضريبة السنة الأولى: لم تشبع الأوقاف والعشور نهم الكنيسة الجائع وجشعها البالغ بل ظلت ترهق كاهل رعاياها بالرسوم والضرائب الأخرى، ولما تولى البابا حنا الثاني والعشرين جاء ببدعة جديدة هي "ضريبة السنة الأولي" وهى مجموعة الدخل السنوي الأول لوظيفة من الوظائف الدينية أو الإقطاعية، تُدفع للكنيسة بصفة إجبارية، وبذلك ضمنت الكنيسة مورداً مالياً جديداً.
    * الهبات والعطايا: كانت الكنيسة تحظى بالكثير من الهبات يقدمها الأثرياء الإقطاعيون للتملق والرياء أو يهديها البعض بدافع الإحسان والصدقة، كما أنهم كانوا يخشون غائلة غضب الكنيسة بحرمانهم من المغفرة عند الاحتضار على الأقل. وقد قويت هذه الدوافع بعد مهزلة صكوك الغفران إذ انهالت التبرعات على الكنيسة وتضخمت ثروات رجال الدين كما أسلفنا.
    * العمل المجاني "السخرة": لم تقتنع الكنيسة ورجال الدين بامتلاك الإقطاعيات برقيقها بل أرغمت أتباعها على العمل المجاني في حقولها وفي مشروعاتها، لا سيما بناء الكنائس والأضرحة، وكان على الناس أن يرضخوا لأوامرها ويعملون بالمجان لمصلحتها مدة محددة هي في الغالب يوماً واحداً في الأسبوع ولا ينالون مقابل ذلك جزاءً ولا شكوراً.
    * المواسم المقدسة والمهرجانات الكنسية: التي كانت تدر الأموال الطائلة على رجال الكنيسة، فمثلاً "في سنة 1300م عقد مهرجان لليوبيل واجتمع له جمهور حاشد من الحجاج في روما بلغ من انهيال المال إلى خزائن البابوية أن ظل موظفان يجمعان بالمجاريف الهبات التي وضعت عند قبر القديس بطرس".
    وهكذا كانت الجماهير ترزح تحت أثقال الكنيسة وأعبائها المالية المرهقة، وكان الملوك والأباطرة ورجال الدين الصغار يحسون بذلك أيضاً ولم يكن في وسع أحد أن يرفض شيئاً من ذلك، فالشعب خاضع تلقائياً لسطوتها، والملوك كانوا يخشون بأسها من جهة كما كانت بينهما مصالح مشتركة من جهة أخرى، إذ كانت الكنيسة تمدهم بأسباب البقاء، ولكنهم كانوا يتحينون الفرصة لإعلان احتجاجهم. يقول تولستوي :"لقد استولى حب السلطة على قلوب رجال الكنيسة كما هو مستول في نفوس رجال الحكومات، وصار رجال الدين يسعون لتوطيد سلطة الكنائس من جهة ويساعدون الحكومات على توطيد سلطتها من جهة أخرى". إذن فمصلحة السلطتين تقتضي بقاء الأوضاع على صورتها الواقعة.
    4ـ الصراع بين الكنيسة والعلم: بما أن الدين بصبغته الإلهية النقية لم يدخل المعركة في أوروبا العصور الوسطى، فإن الأصح أن نسمي ما حدث في الغرب صراعاً بين الكنيسة والعلم وليس بين الدين والعلم. وقد كان الصراع نتيجة خطأين فادحين ارتكبتهما الكنسية:
    * أحدهما: تحريف حقائق الوحي الإلهي وخلطها بكلام البشر، والخرافات الوثنية والمعلومات البشرية التي جعلتها الكنيسة عقائد إلهية تدخل في صلب الدين وصميمه، وعدت الكفر بها كفراً بالوحي والدين.
    * والآخر: فرض الوصاية الطاغية على ما ليس داخلاً في دائرة اختصاصها، وحاسبت الناس لا على معتقدات قلوبهم فحسب، بل على نتائج قرائحهم وبنات أفكارهم.

  2. #2
    كان مرضا غير معد في من العصور الوسطى..ولكن السؤال اللافت ان هذا المرض لم يصل لبلاد الشرق وهذا مأثرة فلماذا؟
    لك الاحترام والتقدير
    أسامه
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  3. #3
    أعتقد مثل هذا موجود في الدول الاسلامية
    في عصرنا الحديث

    هناك دول تستخدم الدين وهناك احزاب سياسية اسلامية تجعل من الدين
    وسيلة للحكم

    هناك مفتين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا

    هناك الفتاوى المسيسة

    هناك الترويج لفكرة الجهاد ضد اي عدو سواء من الداخل او الخارج

    هناك التفرقة العنصرية بين افراد المجتمع من خلال الوجاهة الاجتماعية التي يأخذها الشيخ والمتدين في المجتمع

    هناك النفاق هناك الفساد هناك جمع التبرعات لجهات لا نعلمها

    هناك التآمر من دول اخرى .......


    وهذا كله يرجع بسبب ادخال الدين في السياسية

    سواء لدي الكنائس الاروبية قديما
    او حتى للاسلامين حاليا

  4. #4
    أخي الكريم أسامة الحموي حياك الله وكل عام وأنت بخير وجميع المسلمين
    أرجو المعذرة لتأخري في الرد على سؤالك الذي أرجو أن يكون فيه كلمات سقطت منه كلمات ما وأنك تقصد مرض الطاعون (الموت الأسود)، الذي اجتاح أوروبا في العصور الوسطى الأوروبية وتسبب في إبادة ثلث سكان القارة البالغ عددها آنذاك ما بين 80 إلى 100 مليون نسمة، ولماذا لم ينتشر هذا المرض في بلاد المسلمين بالشكل الذي انتشر فيه في الغرب، لأنه انتشر في بلاد الشام وغيرها ولكنه لم يقتل ذلك العدد الذي قتله في أوروبا! والإجابة على سؤالك أنقل لك بعض الفقرات الجميلة التي كتبها الأستاذ خالص الجلبي عن هذا المرض في كتابه "مخطط الانحدار وإعادة البناء" الفصل الرابع : (الطاعون رعب التاريخ):
    فما الذي حدث في ذلك التاريخ من مطلع عام ١٣٤٧م؟؟ بدأ المرض مثل بؤر الزلزال الأرضي وحلقات التصدع في القشرة الأرضية يتحرك مع حركات السفن والموانئ وتكاثر الجرذان في أقبية السفن المتحركة، إلى مدن أوربا القذرة التي لا تعرف نظام التصريف الصحي، ولا نظام الحمامات الإسلامية ولا الوضوء ولا الاستحمام بل كانت تلجأ إلى إغلاق الحمامات!!
    هناك في القرم حصلت معركة سخيفة بين التتار وقلعة تحصن بها جماعة من أهل البندقية الذين أسسوا مستعمرات لهم خارج إيطاليا، وتفشى الطاعون في التتار المحاصرين فاعتراهم الغضب، فقاموا بشن أول حرب ( بكتريولوجية ) ربما في التاريخ الإنساني، حيث رموا بالمنجنيقات هذه المرة ليس الصخور والحجارة؛ بل الجثث المتعفنة المصابة بالطاعون؟!! فأصيب البنادقة بالرعب مرتين الأولى من مفاجأة الجثث وهي تتساقط على رؤوسهم والثانية من رائحة الموت المتفشية مع الطاعون، ففروا على وجوههم بسفنهم يحملون الموت إلى كل المرافئ التي وصلوها، وبذلك نشروا المرض في كل أوروبا، فلم ينتهِ عام ١٣٥٢م إلا وكانت مدن أوروبا من البندقية وفرانكفورت وباريس ولندن وكراكاكو والدانمارك والنرويج قد طمها البلاء وقوضتها المصيبة، والطاعون ليس أكثر من مرض (الرشح) الذي ينتقل عن طريق التنفس والعطاس والسعال البسيط من الإنسان إلى الآخر، ولكنه يحمل الموت في أيام قليلة!!
    ويُبقى عام 1347م هذا المرض في الذاكرة الجماعية للتاريخ الإنساني شيئاً مخيفاً حقاً عندما نتصور سكان أوروبا في حدود 80 إلى 100 مليون نسمة فيقضي نحبهم حوالي الثلث أو الربع، وتتصحر أوروبا عملياً، بل وتعاني إمكانية نقل التراث المعرفي للأجيال القادمة، وتحتاج إلى ما يزيد على مئتي عام كي تسترد عافيتها وعددها السكاني!
    وفي الهوامش يكتب عن أسباب المرض ومعافاة المسلمين منه:
    إن القذارة مصدر العلل أيا كانت هذه القذارة، بيولوجية أم نفسية أم اجتماعية!! والقرآن أشار إلى كل هذه الانحرافات المهلكة، فطلب نظافة الثوب والبدن (وثيابك فطهر) وطهارة القلب والمسلك (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) ونظافة المجتمع من الفساد (أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض)، واعتبر القذارة الاجتماعية سبب تدمير المجتمعات الداخلي (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة)، وهذا يعني جهدا متواصلا للحفاظ على وسط الطهارة، فالحياة تقوم على (وضع ديناميكي متحرك) وليس (وضع استاتيكي جامد)، الحياة تقوم على مبدأ (الصيرورة والتطور) وليس مبدأ (التوقف والجمود والتحنط)، فمع الموت تقف الحياة عن التشكل وإمكانياتها عن المتابعة، وهكذا على الإنسان أن يعيش في جو نظيف في كل مستوى، بالنظافة الدائمة لثوبه بالغسل، وبدنه بالحمام، وروحه بالصلاة وبالتنمية الجدلية للنقد الذاتي، ومجتمعه بالوعي المتقد والسلوك الرشيد والقدوة الحسنة وتفشي روح السلامية والحوار المثمر، والثقة بأن الكلمة كائن حي مؤثر، فيها قوة الاندفاع الذاتية في قدرة الإصلاح الاجتماعي
    وقد كان الانفتاح الواعي لأوروبا على العلم العربي – الإسلامي الفضل في تحقيق نجاحاً في مجال العلوم الطبية والقضاء على كثير من الأمراض والأوبئة التي عانت منها لقرون وهي تجهل سببها ..
    وتحت عنوان "مرض الطاعون.. حكايات مؤلمة في إبادة البشر" كتب (نعيم محمد عبد الغني) عن ما ورد في السنة النبوية عن مرض الطاعون وطرق الوقاية منه وفيها إجابة على سؤالك إن كان هو ما فهمت منه:
    نقرأ في كتب السنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر الطاعون فقال: (أتاني جبريل بالحمى والطاعون، فأمسكت الحمى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام. فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم، ورجس على الكافرين) الحديث أورده الإمام السيوطي في الجامع وهو في مسند الإمام أحمد. وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: (الطاعون شهادة لكل مسلم) وفي البخاري عن عائشة: (الطاعون كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، وإن الله جعله رحمة للمؤمنين، فليس من أحد يقع له الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر شهيد).
    وإخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الطاعون لم يدخل المدينة وبأنه سيدخل دمشق إعجاز ودليل على نبوته فالطاعون لم يدخل المدينة حتى يومنا هذا وإنما دخل دمشق بعدها بفترة قليلة، قال السيوطي في الجامع الصغير: «وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم لأنه إخبار عن عدة مغيبات، وقد وقع الطاعون في دمشق منذ قرن تقريبا، واستشهد فيه الكثير» وقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الطاعون والدجال لا يدخلان المدينة فقال في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة: (على أنقاب المدينة ملائكة.. لا يدخلها الطاعون ولا الدجال)
    ويعرض النبي -صلى الله عليه وسلم- إشارة عن تاريخ المرض وحقيقته والوقاية منه فيقول في الحديث الذي اتفق عليه البخاري ومسلم: (الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليه).
    ثم يصف النبي -صلى الله عليه وسلم- مرض الطاعون فيقول في الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط وقال عنه السيوطي في صحيح الجامع بأنه حسن: (الطاعون شهادة لأمتي، ووخز أعدائكم من الجن، غدة كغدة الإبل تخرج في الآباط والمراق، من مات فيه مات شهيدا، ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله، ومن فر منه كان كالفار من الزحف).
    وفي الذين يموتون من المسلمين بمرض الطاعون وهم على فراشهم يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا في الذين يتوفون من الطاعون فيقول الشهداء: إخواننا قتلوا كما قتلنا، ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا فيقضي الله بينهم فيقول ربنا: انظروا إلى جراحهم فإن أشبهت جراحهم جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم فينظرون إلى جراح المطعونين فإذا جراحهم قد أشبهت جراح الشهداء فيلحقون بهم).
    تلك بعض الأحاديث التي تحدثت عن مرض الطاعون والتي فيها إشارات مجملة لأسبابه منها انتشار الفواحش، وكيفية الوقاية منه، وجزاء من يصاب به من المسلمين صابرا محتسبا. وفي العام 18هـ وهو عام الرمادة أصيب بالطاعون خلق كثير يقاربون ثلاثين ألفا كما في بعض الروايات، وبدأ انتشار المرض من قرية فلسطينية اسمها عمواس وبدأ ينتشر في بلاد الشام ولذا سُمي بطاعون عمواس، ومن أبرز الصحابة الذين ماتوا به أمير الجيوش الإسلامية الفاتحة في هذا الوقت سيدنا أبو عبيدة بن الجراح.

  5. #5
    أخي الكريم/ ظميان غدير حياك الله وكل عام وأنت بخير
    بالنسبة لردك الكريم أتفق معك فيما المقدمات والمحلات التي تفضلت بها ولكني أختلف معك في النتيجة التي خلصت إليها، ما فعلته الكنيسة باسم الدين كان بحكم التفويض الإلهي المزعوم للبابا في الأرض، وحق لرجال الدين باسم الله في الوقت الذي قال فيه المسيح بحسب أحد أناجيلهم :"دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله)، فهم خالفوا بعملهم تعاليم المسيح الذي أكد على الفصل بين الدين والسياسة
    أما ما تفضلت به صحيح وهو إلى حد كبير واقع الأحزاب والتقاليد القائمة الآن ولكنها ليست دين، ولا يستطيع أحد أن يزعم أن ذلك حق ديني وشرعي إسلامياً له، ومَنْ يزعم ذلك فزعمه مردود عليه ويمكن لأي مسلم أوتي نصيباً من العلم الشرعي أن يرد عليه زعمه ذاك بالدليل من القرآن والسنة ولا يستطيع ساعتها أن يجادل في أنه خطئ أو أن ما يفعله ليس من الإسلام، وإن كابر في ذلك وعاند فحكمه معلوم
    وفي مقدمة الحلقة الأولى انتقدت الإسلاميين واعتبرت أن ما دفعني لنشر هذه الحلقات هو الفهم الخاطئ لدى البعض منهم، وانتقدت فيها وفي مقالتي في الموضوعات الساخنة بعنوان "ليبيا: والجدل البيزنطي" تحالف الإسلاميين مع الناتو وفي غيرها وغيري كتب ما هو أشد ضدهم، ذلك لأننا نعلم أن الإسلام الذي هو منهج حياة وآخرة، دين ودنيا، وليس كما خلصت وأردت أن توصل فكرة خطأ بمقدمات صحيحة من الواقع عن الإسلام، نعلم أن الإسلام غير ذلك بعكس ما كانت تفرضه الكنيسة فهي كانت تعتبر ذلك حق ديني لها وذلك كان فهم واعتقاد الغربيين
    فمع احترامي لرأيك ما ذكرته وزعمت أنه يحدث بسبب إدخال الدين في السياسة في الإسلام ليس صحيحاً ويبقَ فعل الإسلاميين حجة لهم أو عليهم وليس براءة لأخطائهم ..

  6. #6
    السلام عليكم
    موضوع يجرنا للدخول في تأريخ بداية زمن فصل الدين عن الدولة في العالم الإسلامي بدقة لنتعرف بشكل جلي عن الامراض التي حدثت وجعلت الدين يتراجع كمؤثر قوي في عالم السياسة وهل بات المسلمين سياسيا مازالوا يحتاجون لدعم وعمق سياسي قوي؟
    بانتظارك أستاذنا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7
    السلام عليكم وكل عام وأنت بألف خير
    أختي الكريمة أم فراس حياكِ الله
    ما شاء الله أسئلتك تعجبني كثيراً فهي عميقة في بُعدها الفكري والتاريخي ومهمة لإدراك ما عليه واقعنا وإمكانية علاج ما تراكم فيه من أخطاء ..
    بالنسبة لفصل الدين عن الدولة في الوطن الإسلامي (العالم الإسلامي) فأنا أحب أن أستخدم كلمتي (الأمة والوطن) قاصداً بالأمة (الأمة الإسلامية والوطن الإسلامي)، ذلك هو فهمي لمعنى الأمة والوطن، أتجاوز به كل الحدود الجغرافية المصطنعة، وأعبر من خلاله عن رفضي تجزئة الأمة التي هي أمة واحدة (هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فعبدون)، وتلك هي دعوتي للوحدة وذلك هو نهجي في رفض التفرقة والتعصب العرقي والعنصرية ..
    عرفت أمتنا أول دعوة لفصل الدين عن الدولة أو عن شئون الحياة مع حملة نابليون على الشرق الإسلامي كما هو اسمها الحقيقي في السجلات الرسمية الفرنسية وليس (الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام)، كما عرفت أول دعوة للقومية القطرية والانفصال عن جسد الأمة بزعم العرق والعنصر، فقد جاء تلك الحملة عام 1798 بقيادة نابليون بونابرت التي يعتبرها دعاة الحداثة والعصرنة في وطننا أنها بداية الانفتاح على العالم المتحضر، وبداية الخروج من الظلمات إلى النور، فهي هكذا درسناها في كتب التاريخ المدرسية! وزعموا أن هدف نابليون من الحملة كان قطع الطريق بين بريطانيا و(مستعمراتها) في الهند. ويقال إنه حمل معه مطبعة ذات أحرف عربية لطبع الأوامر والمنشورات (الإصلاحية) التي يصدرها نابليون إلى الشعب المصري. وإنه جاء معه ببعثة علمية للتنقيب عن آثار الفراعنة، متجاهل الأهداف الحقيقية للحملة، وأهداف المطبعة، والبعثة العلمية!
    بالنسبة للتنافس (الاستعماري) بين بريطانيا وفرنسا في تلك الفترة حقيقة تاريخية لا شك فيها، كذلك رغبة نابليون الأكيدة في أن يتخذ من مصر قاعدة يحارب منها بريطانيا ويقطع طريقها إلى الهند. أما أن كل هذه أهداف الحملة فأمر غير صحيح ولا أريد أن أستبق هنا بحث حول كثير مما درسناه في الكتب المدرسية عن صراعنا مع الغرب تم تدريسه لنا بشكل خاطئ وغير صحيح، لن أتطرق إلى تفاصيل الحملة ولكن فقط سأحصر إجابتي رداً على سؤالك، وأسأل:
    إن كان هدف نابليون من حملته قطع طريق التجارة إلى الهند على بريطانيا؛ فما علاقة تنحية الشريعة الإسلامية في مصر وإحلال القوانين الوضعية محلها في ذلك؟! وما هي علاقة تحريض المصريين باسم القومية المصرية ضد دولة الخلافة العثمانية بزعم أنه جاء كما ورد بيانه الأول الذي وجهه للمصريين: أنه جاء ليحررهم من الاحتلال العثماني! وكانت هذه أول دعوة قومية على الطريقة الغربية في وطننا تفرق عناصر الأمة الواحدة وتعتبر بعضها محتل للآخر! وقد أكملت البعثة العلمية التي بدأت التنقيب عن الآثار الفرعونية والمطبعة مهمتها في الدعوة إلى القومية الفرعونية!
    نعود إلى موضوع تنحية الشريعة وفصل الدين عن الدولة وشئون الحياة، فقد أرسل نابليون منشوراً إلى المصريين بعد احتلال الإسكندرية جاء فيه:
    "بسم الله الرحمن الرحيم. لا إله إلا الله لا ولد ولا شريك له في ملكه. من طرف الفرنساوية، المبني على أساس الحرية و التسوية: السر عسكر الكبير، أمير جيوش الفرنساوية بونابرت، يعرف أهالي مصر جميعهم أن من زمان مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية.. قد قيل لكم إنني ما زلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح فلا تصدقوه! وقولوا للمغترين إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين. وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى واحترم نبيه والقرآن العظيم!.. أيها المشايخ والقضاة والأئمة والجريجية. وأعيان البلد: قولوا لأمتكم إن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في رومية الكبرى وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصارى على محاربة الإسلام .. إلخ"
    وبعد هزيمة المماليك استقر في القاهرة في منزل الألفي بك وكان يرأس مجلس العلماء ويخلع عليهم أحيانا "خلعاً سنية".. ويحاول استخدامهم في ترويج القوانين الوضعية التي أراد إحلالها محل الشريعة الإسلامية، التي كان يطبعها في المطبعة العربية التي جاء بها معه ووضعها في بولاق! لقد كانت محاولة تنحية الشريعة الإسلامية هي أول نقاط المخطط التي بدأ تنفيذها بالفعل، حتى كشفه واحد من علماء الأزهر، فتح الله على قلبه وكشف بصيرته فعلم حقيقة نواياه، فقال له في وجهه: لو كنت مسلماً حقا كما تدعى لطبقت الشريعة الإسلامية في بلدك فرنسا، بدلاً من تنحية الشريعة هنا، ووضع القوانين الوضعية بدلا منها.. وما أن انكشفت حقيقة أكاذيبه حتى ضرب الأزهر بالقنابل من القلعة واتخاذه اصطبلاً للخيل، وحاول اقتلاع المصريين عنوة من الإسلام .. ناهيك عن تحالفه مع اليهود لإعادتهم إلى (وطنهم القومي المزعوم)!
    وبعد فشل الحملة الفرنسية وعجزها عن تنفيذ مخططاتها الصليبية-اليهودية شاءت الأقدار أن يقوم بتنفيذ تلك المخططات أبناء الأمة وعلى رأسهم محمد على باشا! الذي استكمل عملية التغريب في وطننا، من خلال تلبية عرض أحد ضباط الحملة الفرنسية الذي بقي عالماً للآثار مع البعثة العلمية التي لم تغادر مصر، وقد اقترح على محمد علي إرسال بعض الطلبة في منح دراسية إلى فرنسا وأوروبا ليتعلموا هناك.. من هناك بدأ الفكر العلماني يتسلل لوطنا، الذي قاده في مصر رافع الطهطاوي وعلي المبارك، اللذان بهرتهما مظاهر وليس جوهر الحضارة الغربية التكنولوجي.
    فقد ألف الطهطاوي بعد عودته من فرنسا كتابه "تلخيص الأبريز" الذي تحدث فيه عن أخبار "باريز" ودعا فيه إلى "تحرير المرأة أي إلى السفور، وإلى الاختلاط، وأزال عن الرقص المختلط وصمة الدنس، فقال إنه حركات رياضية موقعة على أنغام الموسيقى، فلا ينبغي النظر إليه على أنه عمل مذموم. وقد بيّن فيه إعجابه بالحياة الغربية وتطور الحياة العلمية والثقافية هناك، فقد تأثر هناك بتطور العلوم وتنوعها، والتفوق العلمي والتقني، كما تأثر بالديمقراطية والحرية والمساواة، وأشار إلى أهمية المكتبات والصحف هناك. وبعدها ترجم الدستور الفرنسي -للعلم أن الدستور الفرنسي في أغلبه مستقى من الفقه الإسلامي، فقه الإمام مالك وأحمد بن حنبل- ودعا إلى تطبيقه في مصر! وتوالت دعواته للتغريب ...
    أما علي مبارك فقد أسس بعد عودته من فرنسا نظاماً تعليمياً في مصر يشابه ما عرفه في فرنسا، وأرسى نظام مدارس المعلمين، ودرس المواد بالفرنسية والانجليزية، ثم أنشأ المدرسة الشهيرة التي عرفت بدار العلوم.
    والحديث يطول مما يؤسف له أن مشايخ كبار شاركوا في تلك الدعوات سواء بقصد أن عن بحسن نية ظناً منهم أنهم يسهمون بذلك في تحرير الأمة من الجمود الذي كانت عليه، مثل الشيخ محمد عبده بعد انفصاله عن الشيخ جمال الدين الأفغاني وعودته من منفاه إلى مصر، حيث تفرغ للإصلاحات الفقهية والاجتماعية والتربوية والروحية، لقد بشر بإسلام متجدد يمتاز بالتسامح وحرية الضمير وبالتعبير الحر عن الآراء، ثم شرع مبدأ الاقتراض بالفائدة، وأكل ذبيح غير المسلمين، ولبس الزي الأوروبي، كما أراد إصلاح اللغة الغربية وتحديث الأزهر. وتابعه على ذلك النهج تلامذته وأشهرهم رشيد رضا ومحب الدين الخطيب اللذين تأثرا بالاتجاه القومي على الطريقة الغربية واعتبراه سبب التقدم. فمن واجب المسلمين دراسة العلوم الحديثة، وطالب بفتح أبواب الاجتهاد. واقترح رضا العودة إلى إسلام السلف، معلناً الالتزام بالقرآن وبصحيح الحديث. ومن هنا كان حاملاً للأيديولوجيا السلفية والأيديولوجية الإصلاحية.
    وقد أكمل عملية التغريب ضد الأمة أبنائها مستعينين بالمحتل البريطاني والفرنسي وكان قاسم أمين ولطفي السيد سلامة موسى وطه حسين وغيرهم الذين لعبوا دوراً خطيراً في هدم التراث الإسلامي والتاريخي للأمة وتجرؤوا على نقده ونزع طابع القداسة المفرطة عنه معتبرين ذلك شرطاً لتحرر الأمة وتقدمها ولحاقها بالغرب وحضارته ..
    أما في الجانب العسكري وتمزيق الأمة وتفريقها فقد أكمل محمد علي ما فشلت الحملة الفرنسية على الشرق الإسلامي فيه من خلال حملته على بلاد الشام والآستانة ومحاولته إسقاط الخلافة والجلوس على كرسي الخلافة في الآستانة، آخذاً بنصيحة مؤسس جيشه الضابط الفرنسي الذي حذره هو والقنصل البريطاني من التوسع جهة الجنوب ومهاجمة الحبشة، لأنهم لن يسمحوا له بذلك لأنه قلعة النصرانية في إفريقيا ..
    والحديث يطول وقد يكون له بقية من خلال الأسئلة أو من خلال نشر حلقات عن تصحيح المفاهيم الخاطئة تكون أكثر تفصيلاً
    أما إن كان المسلمون مازالوا يحتاجون لدعم وعمق سياسي قوي؟ برأي أن المسلمون في أغلبهم يعرفون الحقيقة ولكن غلبت عليهم أهوائهم ورغباتهم وهزمهم ضعفهم وطمعهم في الدنيا وزخرفها سواء على صعيد الأفراد أو الأحزاب لذلك سعوا خلفها وإن كان في ذلك هلاك أنفسهم وأوطانهم وذلك ما قدمت له في الحلقة الأولى ...
    أطلت كثيرا فهذا ليس رد ولكنه بحث ...

المواضيع المتشابهه

  1. التأثير الإسلامي على أوروبا خلال العصور الوسطى **منقول
    بواسطة الحمداني في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-25-2015, 07:43 AM
  2. قيام دولة المرابطين صفحة مشرقة من تاريخ المغرب في العصور الوسطى
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-26-2014, 01:25 PM
  3. تأملات في واقع المقاومة الفلسطينية (الحلقة الرابعة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-09-2012, 01:32 AM
  4. الحضارة: لست مع الثورة والتغيير على الطريقة الغربية؟! (الحلقة الرابعة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-17-2012, 06:41 AM
  5. الدولة الإسلامية: إسلامية لا مدنية (الحلقة الرابعة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-04-2012, 06:45 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •