منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: غربةٌ مالحةٌ

  1. #1

    غربةٌ مالحةٌ

    غربةٌ مالحةٌ
    سكب الحنينَ، فأعشبته دماؤه
    وطنا يُجَمِّعُهُ لديه رجاؤه
    ما بينه والياسمين فراشة
    ليكون في حضن الورود لقاؤه
    أدرى به الجدران تجثم فوقها
    نظراته والصمت كيف يشاؤه
    قد زاده الملح الفطين تخثرا
    بفم عليه تزاحمت أشلاؤه
    أمسى على رمل الوعود مكبلا
    إنسانه وقد استبيح إباؤه
    متوشحا بالشام حين سمعته
    يطويه عن وجه الغياب حياؤه
    لما أطل الوقت من طرقاته
    لمحَ النهار تَلُمُّهُ آناؤه
    ماذا يقدم أو يؤخر شاعر
    بين الأنامل واليراعِ نداؤه؟
    وطموحه بالغيم يخفق جنحه
    فيضيع في شُعَبِ الجهاتِ ضياؤه
    في غربتين تبخرت أحلامه
    وتسربت من صمته أصداؤه
    ما أيقظته بلاغة السحب التي
    في حضنها ترعى الودادَ ظباؤه
    من كل دالية تعاقر كأسه
    همٌّا بذاكرة الأصيلِ مساؤه
    قعدت به الأيام في مرمى غد
    تنمو على أطرافه بيداؤه
    وعلى كثيب العشق أبقى ظله
    يخفيه في جيبِ الحياة فضاؤه
    مازال يحبو قلبه وأمامه
    يجري على طرف الشرود رداؤه
    متدثرا بالرمل عاد وخلفه
    أسف الربيع تيبست أنباؤه
    عُدْ للندى العذري في حضن الربا
    نضج الهوى وتشابكت أفياؤه
    فمضى يجر اللحن فوق أنينه
    حتى تنفَّس من يديه غناؤه
    هو من رماد الشعر يبعث كلما
    احترقت بنيران الهوى عنقاؤه
    فحكايتي مع موسم الشكوى ذوت
    في ثغره وجفا يديه دعاؤه
    لا تنسخي وطنا يقاس بشاعر
    نسي اليراع وفي الحروف نداؤه
    سقطت بميدان العفاف شهيدةً
    كلماتُهُ وبثغرِها قُرَّاؤُهُ
    من رحم غيم أسقطته قصيدة
    عذراء يوم تلاقحت أخطاؤه
    في غرفة منسية أحلامه
    فُقدتْ ولم تسمع بها أنباؤه
    ياليته دفن الغرام بصدره
    وترمَّلتْ قبل الشروق سماؤه
    شَيَّعْتُهُ مطرا لأقصى غيمة
    فبكى عليه مع الغمام بكاؤه
    إلى امرأة تراودها ذراعي=تعالي فالمسافة رمشُ زلفى
    بأي وسيلة صادرت قلبي=فجاد بنبضه سرا وأخفى
    نبيذ الحب من شفتيك أنقى=وقلبك من رحيق المزن أصفى
    نهارك رغم منخفض التنائي=من القطب القديم يدور أدفى
    تعالي تحت جنح الشعر نورا=نسيتُ بصفحة التقبيل حرفا

  2. #2

    رد: غربةٌ مالحةٌ

    الله على روعة الشعر
    قصيدة تستحق القراءة مرارا وتكرارا لما فيها من أصالة
    وتحديث للشعر وصدق في الشعوروالتجربة
    تحيتي

  3. #3

    رد: غربةٌ مالحةٌ

    تحية كبيرة شاعرنا الكبير
    مع التقدير
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  4. #4

    رد: غربةٌ مالحةٌ

    أستاذ الشلال الحبيب الحبيب
    لا اقول رائع بل هو اكثر بكثير واعظم من رائع
    وليس لي ان اعلق بهذا فانا دون ذلك اخي
    ولكن اسمح لي ايها الشلال الرائع ان احاول بقصيدة على نفس الوزن والقافية لعلي انال رواء
    الماء الهاطل من شلالكم
    وهذه هي القصيدة وارجو ان تعلق لي عليها بما شئت

    فَرَاشَاتُ حُلْمٍ


    رُدَّ النِّداءُ ، فَعَاوَدَتْ أَرْجَاؤُهُ = وَصَدَاهُ فِي سَمْعِ الْغَبَاءِ عُواؤُهُ


    نَثَرَ الدِّماءَ عَلَى بُسَاطِ مَحَبَّةٍ = وَطَنًا يَخَيطُ الْمَجْدَ مِنْهُ شَقَاؤُهُ


    غنَّي السَّلامَ بِعَذْبِ صَوتٍ صَادِحٍ = وَ مَشَى عَلَى هَامِ الزَّمَانِ حَيَاؤُهُ


    حِيْنَ اسْتَجَارَ بِقَلْبِهِ مَحْبُوبُهُ = لبَّى عَلَى جُنْحِ الْجَلَالِ وَفَاؤُهُ


    فَتَرَنَّحَ الصَّنَمُ الذَّلِيلِ تَكَسُّرًا = بِعَزيِمَةٍ ، أَوْرَى الَّلهِيبَ نَقَاؤُهُ

    وَ تَرَنَّحَتْ سُكْرًا قُلُوبٌ كمَْ قَسَتْ = بَلْ عَاوَدَتْهُ فَكَّرَّ عَنْهُ مِِضَاؤُهُ

    قُتِلَتْ فَرَاشةُ حُلْمِهِ بِبِنَادِقٍ = فَتَنَاسَلَتْ كِثَفًا لَهَا أَضْوَاؤُهُ


    فَهَمَى بِقَطْرٍ مِنْ شُعَاعِ رُسُومِهِ= فَتَجَاوَبَتْ لِِلْقَطْرِ مِنْهُ سَمَاؤُهُ


    غَسَلَتْ بِأَطْهَرِ مُزْنِهَا أَوْزَارَهُمْ = تَوْقِيعُهُ لِلْحُبِّ أَبْرَمَ مَاؤُهُ


    وَ تَشتَّتْ أَشْلَاءُ أَوْثَانٍ عَتَتْ = مِنْ كُلِّ نُورٍ شَعْشَعَتْ أَشْلَاؤُهُ


    كُهَّانُهُمْ في حَوْمَةٍ مَحْمُومَةٍ = يَرْجُونَهُمْ جَمْعًا فَعَزَّ طِلَاؤُه


    يَا أيُّهَا الْكُهَّانُ مَعْبَدُكُمْ هَوَى = شَاءَ الْإِلَهُ بـ(كنْـ)ـهِ فِيمَ يَشَاؤُه


    فِرْعونُكُمْ هَامَانُكُمْ أَوْ جَمْعُكُمْ = حَطَبَ التَّحَرُّرِ قَدْ أَحَاطَ نِدَاؤُهُ


    ذِي قُوَّةٍ الْحَقِّ الْمُبِينِ بِصَوْتِهِ = ذَا حَتْفُكُمْ ثُقْبٌ بَرَاهُ ذَكَاؤُهُ


    فِي ضُعْفِ سَاعِدِهُ كَوَامِنُ قوةٍ = فَجْرٌ يُضِيئُ بِلَيْلِكُمْ آَنَاؤُهُ


    مَا يَسْطَعُ الذِّئْبُ الْخَُوؤن إِذَا ارْتَمَى=بِعَمِيقِ حَفْرٍ قَدْ بَنَاهُ غَبَاؤُهُ


    وَ شِبَاكُهُ بِسِهَامِهِ قَدْ مَزِّقَتْ =قَلْبًا وَ عَظْمًا كَفَّنَتْهُ ظِبَاؤُهُ


    لَنْ يُوقِفَ الشَّلَالُ ضَعْفُ شِبَاكِكِمْ = زَبَدُ الْبَقَايَا يَصْطَفِيهِ غُثَاؤُهُ


    النُّورُ قُوَّتُهُ حَقِيقَةُ مَنْبَعٍ = وَ ظَلَامُكُمْ وَهَجُ السِّلَاحِ عَنَاؤُهُ


    لَا تَرْتَقُوْا شَرَكَ الدَّمَارِ بِغَدْرَةٍ = وَ لْيَحْتَوِيكُمْ صِدْقُهُ وَ بَهَاؤُهُ


    لَا تَسْتَهِينُوا بِالنَّقَاءِ بِثَوْرَةٍ = أَوْ إِنْ أَزَاحَتْ دَائَكُمْ عَنْقَاؤُهُ


    هُو كَالدُّعَاءِ يَشُقُّ أَطْبَاقَ السَّمَا = وَ يَحِيكُ أَثْوَابَ الْخَلَاصِ دُعَاؤُهُ

    ودمت بكل حب وتجديد وابداع

  5. #5
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    يسكنني العراق
    المشاركات
    1,581

    رد: غربةٌ مالحةٌ

    القديران السامقان

    محمد ابراهيم الحريري

    والطنطاوي الحسيني

    لله درّكما من شاعرين

    وأنتما تترنمان ولا أشجى

    على قافية ولا أبهى

    وبلغة ولا أرقي

    دمتما سامقين وامقين

    كنت سأطنب هنا

    تحية ود وتقدير لكما
    حين تحترم الآخرين إنما تحترم نفسك
    فحاذر أن تكون في مكان ليس فيه محترمين

  6. #6

    رد: غربةٌ مالحةٌ


    أحسنت أيها الشاعـــــــــــــــــــر الكبير

  7. #7

    رد: غربةٌ مالحةٌ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظميان غدير مشاهدة المشاركة
    الله على روعة الشعر
    قصيدة تستحق القراءة مرارا وتكرارا لما فيها من أصالة
    وتحديث للشعر وصدق في الشعوروالتجربة
    تحيتي
    شكرا لك ايها الصديق الغالي
    كل محبتي
    إلى امرأة تراودها ذراعي=تعالي فالمسافة رمشُ زلفى
    بأي وسيلة صادرت قلبي=فجاد بنبضه سرا وأخفى
    نبيذ الحب من شفتيك أنقى=وقلبك من رحيق المزن أصفى
    نهارك رغم منخفض التنائي=من القطب القديم يدور أدفى
    تعالي تحت جنح الشعر نورا=نسيتُ بصفحة التقبيل حرفا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •