منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 73
  1. #11

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    كيف؟
    ص 15
    -هلم بنا ادربك.
    ونكس صقر رأسه ثم رفع عينيه إلى أبي لبادة بين مصدق ومكذب .. وقد صعب عليه ما سمع فقال:
    -هل الدراهم التي في جيوب الناس لنا؟هل أمد يدي إلى جيب أم محمد التي أسكن معها؟
    جاءت هذه الكلمات مفاجئة لأبي لبادة , وحار بماذا يجيب! ثم جاء جوابه بطيئا في بادئ الأمر وقويت لهجته فيما بعد:
    -الذي ليس معه يؤخذ منه , والذي معه يعطي ويزاد..
    لم يفهم حجر من ذلك شيئا وظل مبهوتا فأصاف أبو لبادة :
    -لماذا لايعطوننا ؟ يجب ان نعيش.
    وسكت أبو لبادة ينتظر وفعل صقر _ ولكن حجر ظل ساكتا , صراع في نفسه قائم , وعاد أبو لبادة يقول :
    -إلا إذا كان معك دراهم .. هل معك؟
    لم يجب صقر بكلمة واحدة بل مشى مع أبي لبادة عاقدا حاجبيه , تتقاذفه الفكر , هذا الذي يقوله أبو لبادة شيء صعب , ولكن أصعب منه أن يبقى بلا دراهم .. والسينما؟والمشروبات والألعاب؟
    عندما وصلا إلى موقف باص كان الناس ينتظرون وصول ونظر صقر أبي لبادة ,فأشار إليه هذا بالانتظار والترقب..وقفا وكأنهما من خلق الله هؤلاء المنتظرين.فلما وصلت السيارة , تقاطر عليها المنتظرون فاتجهوا إلى بابها الخلفي وكونوا جمهورا متلاحما .
    قال أبو لبادة لصقر:
    -انظر..
    واندس بين الجمهور وراح يناطح ويزاحم إلى صعد ثم انتقل إلى الباب الأمامي ونزل منه , وأخذ بيد صقر ومشى حتى أصبحا في سكان قصي أخرج أبو لبادة ورقة نقدية من ذات الخمس ليرات وقال صقر:
    -هذا ما توصلت إليه من حركتي هذه , والآن حاول بدورك , أن تفعل مثلي . حاول دائما أن تدخل يدك وتخرجها بسرعة , لا تفتش فيها إذا لم تعثر فيها على شيء قريب المتناول . ولتصاحب حركة جسمك كل حركة يدك في الجيب.
    وهكذا ..
    عندما أوفى النهار على نهايته , انتحى صقر قصها حيث أخرج من جيبه حصيلة ماجناه طول النهار فوجده ليرتين ورقيتين وثلاث ليرات فضية وعددا ولفرا من الفرنكات ,ولم ينتظر حتى وافى أبا لبادة في مقره حيث أخرج أمامه كل ما تجتمع لديه دون أن يخفي شيئا فقاسمه أبو لبادة على النصف .
    عاد صقر يرقص رقصا ولا يمشي مشيا وإذا به يلتقي بأم محمد وجها لوجه في الطريق , ارتعش لدى رؤيته لها , ولكنه تجلد قالت له:
    -أين كنت؟
    -كنت ماشيا في الطريق أتفرج.
    -ماذا تفعل؟
    -لا أفعل شيئا
    -رأيتك مع أبي لبادة أنا اعرفه واعرف ماذا يعمل عند المواقف وبماذا يشتغل , تعال.
    س 18
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #12

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    اصفر وجه صقر وشعر بدقات قلبه يصل صوتها إلى أذنيه وصعدت غصة إلى حلقه , وبعد لحظات مر بأصابعه على جبهته فابتلت وسار إلى جوار أم محمد منكس الرأس , تصطك ركبتاه .
    عندما وصلا إلى البيت توقع أن تهوي يدها الكبيرة على يافوخه فتقلصت أساريره وغاض الدم من وجهه وأغمض عينيه بانتظار البلاء الأعظم وشد ما كانت دهشته عندما حدث ما لم يتوقع , فقد تناهى إلى سمعه وهو مغمض العينين صوت أم محمد الأجش القوي يقول:
    -هات , م معك؟
    كانت هذه الكلمات بمثابة نسمة لطيفة باردة على وجه معرض للهيب تنور , وأسرعت يد صقر فدخلت في جيبه وأخرج ليرة دفعها إلى يد أم محمد المفتوحة المنتظرة.
    عندما أخذت المرأة الليرة دستها في جيبها الخفي تنفس صقر وهز رأسه وقال بينه وبين نفسه:
    -هم م م م.. الآن عرفت ماذا يجب أن أفعل.
    في صباح اليوم التالي خرج صقر من دار محمد مبكرا .. فطاف على مواقف الباصات , كان الناس في موقف باص الشيخ محي الدين يتقاطرون على باص واقف وكان هو على مسافة كبيرة منهم ,وحين هم بالاتجاه إلى الموقف شعر بيد تمسك بكتفه بقوة آلمته والتفت وإذا برجل ضخم الجسم أسمر الوجه , وبجانبه غلام تبين أنه " صفي".
    وقال الرجل للغلام :
    -أهذا هو صقر؟
    -نعم إنه هو ..
    أجاب صفي.
    وقال الرجل لصقر:
    -امش
    -إلى أين؟..
    -الآن ستعرف.
    -ارفع يدك عني ...أقول لك ..ارفع يدك عني..يا ..يا..
    -امش أحسن ما خربطلك واجهة وجهك.
    -من أنت حتى تقول لي هذا الكلام؟
    -في مخفر الشرطة تعرف من انا..
    تلاشت مقاومة صقر بعد أن كان يقاوم ويشتم ويحاول التملص والفرار ..خصوصا عندما رأى أن سيارة جيب كانت بانتظاره على مسافة خمسة أمتار.
    يتبع
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #13

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    وبأمر من الرجل رفع صقر وصفي قدميها بغية القفز إلى السيارة من مؤخرتها , تعثر صقر فأسك به الرجل كأنه ريشة طائرة من تحت إبطه وأصعد ه ورمى به داخل السيارة . هناك شاهد أربعة غلمان آخرين شعث غبر الوجوه . كان هو أحسن حالا منهم جميعا , فقد كانت أم محمد قد ألبستهم أمس ملابس مغسولة علامة الرضى عنه.
    ألم يأتيها بالمزيد من الدراهم؟
    كما ساهد في السيارة رجلين آخرين , وعندما وصلت سيارة الجيب إلى القصر العدلي , شاهد صقر سيارات جيب أخرى تفرغ حمولتها من الغلمان والرجال على السواء . ثم وردت سيارة كبيرة كانت حمولتها أكبر حمولة بين السيارات.
    وأوعز رجال الشرطة إلى الأولاد جميعا بدخول القصر , حيث ساقوهم أمام مكتب قاضي التحقيق.
    لأول مرة يشاهد صقر هذا البناء الضخم الراسخ الأركان , كأنه الود ذا الواجهة المرتفعة الشامخة وتلك الردهات المترامية الأرجاء , الذي تتجاوب الأصوات في جنباتها بأصداء متداخلة والتي تزدحم بالناس الذين تبدو حجومهم صغيرة جدا بالنسبة لسقوف القصر القصية الذاهبة صعدا في العلاء وبرجال القصر العدلي مثله ؟ وأحس برعشة تغزو كيانه كله وتمنى لو كان يعرف واحدا فقط , واحدا ممن يقفون هناك , لماذا ينظر إليه الناس الواقفون في الردهات , لماذا التفتوا دفعة واحدة إليه وإلى الغلمان الذين الذين يواكبونه ؟. وناجى نفسه قائلا.:
    -ماذا يراد بي , ولماذا أتوا بي إلى هذا المكان ؟ يا الله ماذا فعلت , بعض أعقاب السكاير التقطتها واستوفيت عنها أجرا من أبي معروف. هل عرفوا بما نشلته من جيوب الناس المزدحمين على أبواب الباصات ؟ ولكن أحدا من هؤلاء الناس لم ينتبه له , بلى لن واحدة من النسوة كانت تمسك بيد ولدها صاحت سرقت , سرقت اقبضوا على الحرامي فجمد في مكانه لا يتحرك وكأنه لم يفعل شيئا , وبذلك تحولت الشبهة عنه , وصعدت المرأة إلى الباص , وانتهى الأمر.
    طال انتظار صقر ورفاقه امام مكتب قاضي النحقيق , فقد كان القاضي يطلبهم واحدا واحدا , حيث يلبث واحدهم زمنا طويلا , ماذا يفعلون هناك؟ لعلهم يعذبون , وشعر بغصة تضعد إلى حلقه.
    لم يكن صقر يستطيع ان يتصل بمن يخرج من مكتب القاضي , فقد كان رجال الشرطة يسيرون بمن يخرجون إلى سلم حيث ينحدرون لا يدري أين يغدو مستقرهم.
    كانت وجوه الأولاد الخارجين من مكتب القاضي كما كانت لم تتغير وهذا ما أدخل شيئا من الطمأنينة على نفسه. الأرجح أن ليس هناك تعذيب.
    نودي لصفي قبل صقر , ولبث عند القاضي قليلا وإذا بصقر يطلب هو أيضا , دخل وقلبه واجف عيناه ذابلتان يقدم رجلا ويؤخر الأخرى دفعه الشرطي في النهاية دفعا وهو يقول له:
    -مالك؟ تقدم أقول لك.

  4. #14

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني


    وإذا صفي لا يزال هناك يجلس على كرسي .. إذن , فالذين دخلوا قبله كلهم جلسوا على كراسي ..كان هناك أيضا أبو معروف , وكان بمواجهة القاضي.
    لأول مرة يسأله شخص عن اسمه واسم أبيه واسم أمه ومكان إقامته ارتبت كثيرا حين سأله القاضي عن كل هذه الأسماء , فهو لا يعرف اسم الحارة التي يسكن فيها.
    اغتاظ القاضي من نفيه لكل هذا وإنكاره معرفة كل هذه الأيماء وهز رأسه وهو ينظر إليه نظرات ساخنة , وقال القاضي موجها كلماته إلى صفي:
    -أهذا هو صقر الذي تكلمت عنه؟
    واجاب صفي :
    نعم هذا هو .
    وقال القاضي موجها كلماته لأبي معروف :
    -كيف كنت تتعامل مع صقر؟
    -لا أعرفه ولم أتعامل معه.
    تساءل صقر في سريته : بماذا أساء لصفي حتى يتكلم عنه القاضي , ظن ان القاضي جاء طوعا إلى قاضي التحقيق وفضحه , ولكنه أدرك بغريزته أن القاضي كان يمهد لانتزاع إقرار من أبي معروف , فدله حدسه على أن مصلحته هو بدوره أن ينكر معرفته لأبي معروف وهكذا فعل.
    لم بعد يذكر صقر كيف جرت الأمور من بعد , فقد قام قاضي التحقيق عن مقعده وقال لرجال الشرطة الذين يقفون بين يديه:
    -هلموا بنا نكشف على الأماكن ..
    أية أماكن ؟ -لم يستطع صقر أن يفسر هذه الكلمات.
    في تلك اللحظة دخل موظف على قاضي التحقيق وخاطبه قائلا:
    -سيادة القاضي جاء نفر من رجال الضابطة يخفرون سارق السيارات:
    وأمر القاضي بإيداع المتهم بسرقة السيارات أمانة في نظارة التوقيف إلى أن تعود هو من الكشف وخرج مع رجال الشرطة الذين أوعزوا إلى صقر وصفي وأبي معروف وإلى أشخاص وغلمان آخرين عدتهم ثمانية للسير معهم.
    عاد هؤلاء وأولئك جميعا إلى سيارة جيب كانت تنتظرهم أمام باب القصر العدلي ولما كانت لا تستوعب هذا العدد فقد أتي بسيارة جيب ثانية وتحركت السيارتان وعندما توقفتا , هبط الجميع وأشار ضابط إلى مدخل بناية دخلها القاضي وأربعة أولاد من الغلمان المخفورين ورجلا في الخمسين من عمره برتدي شروالا وميتانا وعلى رأسه طاقية بيضاء مزركشة بخيط أسود , حيث شاهد الجميع مكانا تحت درج لإحدى البنايات طوله متر ونصف وعرضه قرابة متر , ليس له جدار ولا سقف , فالجدار والسقف اندماجا ليكونا ظاهر الدرج من الأرض مباشرة بميل شديد , وقد ركب له باب من الأخشاب المتعارضة غير المنجورة لا من الباطن ولا من الظاهر.
    ص23

  5. #15

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    وفرشت أرضه بقطع كرتون متخلفة عن علب كرتونية مما يستورد فيه علب حليب نستلة , وقد اسودت معظم جنباتها وتلطخت بالمواد الدهنية , وخرجت إلى الأنوف من ذلك المكان روائح الرطوبة والعفن الخادشة لحاسة الشم وقال رجل من رجال الضابطة للقاضي:
    -هذا المكان ضبطنا فيه أول أمس في وقت الفجر غلمان نائمين هم هؤلاء.
    وسألهم القاضي :
    -من عين لكم هذا المكان لتبيتوا فيه ؟
    وأجاب واحد منهم
    - أبو معروف .
    وسكت الباقون علامة الموافقة.
    وقال القاضي :
    -هل تشتغلون لحسابه؟
    وأجابه غلام آخر:

    -نعم , ننشل ونأتيه بالدراهم فيقسمها معنا.
    بعد ان تم الكشف عاد الجميع بأمر من القاضي إلى السيارتين و ولم يمض على ترحكهما بضع دقائق حتى توقفا مرة ثانية وهبط الجميع.
    في هذه المرة لم يكن الأمر يعني حجرا ولا صفيا , ولكن صقر لم يعد يذكر كيف جرت الأمور من بعد فقد قام قاضي التحقيق عن مقعده وقال لرجال الشرطة الذين يقفون بين يديه:
    -هلموا بنا نكشف على الأماكن .
    ..أية أماكن ؟ لم يستطع صقر أن يفسر هذه الكلمات ..
    في تلك اللحظة دخل موظف على قاضي التحقيق وخاطبه قائلا:
    -سيادة القاضي , دخل موظف على قاضي التحقيق وخاطبه قائلا:
    -سيادة القاضي , جاء نفر من رجال الضابطة بخفرون سارق السيارات:
    وأمر القاضي بإيداع المتهم يسرقة السيارات أمانة في نظارة التوقيف إلى أن يعود هو من الكشف وخرج مع رجال الشرطة الذين أوعزوا إلى صقر وصفي وأبي معروف وإلى أشخاص وغلمان آخرين عدتهم ثمانية , للسير معهم.
    عاد هؤلاء وأولئك جميعا إلى سيارة جيب كانت تنتظرهم أمام باب القصر العدلي ولما كانت لا تستوعب هذا العدد فقد أتى بسيارة جيب ثانية وتحركت السيارتان , وعندما توقفتا , هبط الجميع وأشار ضابط إلى مدخل بناسة دخبها القاضي وأربعة أولاد من الغلمان المخفورين ورجلا في الخمسين من عمره يرتدي شروالا وميتانا وعلى رأسه طاقية بيضاء مزركشة بخيط أيود , حيث شاهد الجميع مكانا تحت مطلع درج لإحدى البناسات طوره متر ونصف وعرضه قرابة متر , ليس له جدار ولا سقف فالجدار والسقف اندمجا ليكونا ظاهر الدرج الصاعد من الأرض مباشرة بمبل شديد , وقد ركب له باب من الأخشاب االمتعارضة غير المنجورة من الباطن ولا من الظاهر.
    نعتذر هناك خطا في النسخة بين أيدينا وكان النقص في الصفحة 25-26
    *********
    وجد صقر نفسه ينحدر على السلم لذي شاهد أحدهم ينحدر فيه قبل قليل .. كان بارد الحركة خالي الذهن .. ينظر ما سيكون من أمره في أسفل السلم.
    وحين وصل وجد شبكا من الحديد , أسرع واحد من رجال الشرطة فادخل مفتاحا في قفل الشبك فصر صريرا مزعجا وانفتح الشبك الكبير العريض ودخل الأولاد والرجال جميعا. ثم أغلق الشبك ثانية ودار المفتاح فيه بالاتجاه المعاكس.
    كان المكان فسيحا وفيه مقاعد طويلة يتسع الواحد منها للعدد الذي تريده .. وكان هناك رجال آخرون يشاهدهم صقر لأول مرة.
    هب واحد منهم متجها إلى الشبك وتبعته أنظار صقر , فإذا على الشبك من الجهة المقابلة امرأة مسنة ترتدي ملاءة وهي تبكي:
    -يا ولد يا جابر يا ملعون ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ألم أنهك عن معاشرة صبيان الأزقة ..لم تسمع كلامي , الذي يخفف رأسه تتعب رجلاه.
    " خرجك الله لا يقيمك"
    وأجاب الفتى ووجهه متجهم وعبراته تكاد تسقط على خديه:
    -لم أفعل شيئا يا تيـ..تة ..أنا بريء ...والله بريء..
    -لماذا إذن وضعوك هنا؟..
    -دغمروني ..وأنا بريء ..سيرانا القاضي للمرة الثانية ..إحك لي معه ليطلعني..
    ص 27

    يتبع
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #16

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني


    -أنا أحكي مع القاضي ؟.. ومن أنا حتى أحكي معه؟ قل الآن هل أنت جوعان؟
    -ليست لي شهية للطعام , أريد ان اخرج.
    -إذا كان لك نصيب ..
    ثم ذهبت المرأة وبحث صقر في زوايا ذاكرته , أليس له شخص يسأل عنه هو أيضا؟ .. من ذا الذي يسأل عن صغير مثله لا أم له ولا أب , أم محمد ..؟ في حياتها لم تسأل حتى عن جيرانها ..لا..لا يجب ان لاتعلم وإلا كان مصيره حين يطلق سراحه ..يا لطيف .وارتد بائسا وقد ارتسم على وجهه حزن شديد . إنه فريد من نوعه ولكن من حيث وحدانيته في هذه الحياة .. من أين أتى من أبوه ؟ من أمه , عادت هذه الأسئلة تحفر في دماغه حفرا , ألا يجب البحث عنهما .. ولماذا البحث ؟ لا حاجة لأحد على الإطلاق .
    وتذكر فجأة أبا لبادة ..صحيح أنا لم أشاهده أبدا بين هؤلاء الاولاد الذين حشروا معي اليوم في السيارة .. أين هو ؟ إنه حتما طليق . القذر عملها وفركها " والعجيب أنه أفلت من يد الشرطة وعلق يجب أن يكون في موضع هذه الست . هذه الجدة التي جاءت وبحثت عن حفيدها , وانتظر وقال لنفسه لعله يحضر بعد قليل . ومضت الساعات ولكن أبا لبادة لم يظهر.
    وتذكر صقر فجاة ان أبا لبادة لا يستطيع ان يظهر او يحضره لعله ملاحق تسأل عنه الشرطة . لإإذن فقد أبو لبادة هو في كل الأحوال لاي ستطيع ان يخلصه , إن صفي قد وشى بأبي لبادة ما في ذلك ريب , كما وشى به هو ولكن يبدو أن أبا لبادة قد اختفى في الوقت المناسب , إنه مثل الزئبق , إنه يعرفه.
    إذن فقد علقت وحدك يا صقر , في المرة الآتية كن أخف حركة مما أنت الآن , بماذا أخطات حتى قبض عليك, لقد ذهبت مباشرة إلى موقف الباص , كان يجب ان تلتفت يمنة ويسرة , ان تنتقل بسرعة وسيولة , لقد تعلمت الىن ان منظر سيارة الجيب هو إنذار لك, الملاعين رجال الشرطة سيارتهم الجيب كأية سيارة جيب اخرى ليس لها علامات فارقة.
    آه لو أخرج من هذا المكان كنت أفعل الأفاعيل , ام ان من الخير ان أقلع عن كل هذا النشاط ؟ لا أريد المطلوب دراهم .
    واحس بيد تمسك بيده والتفت فوجد احد الاولاد الموقوفين معه يبسم له قال له:
    -هذه أول مرة تغشى فيها دور التوقيف؟
    -اهي دار توقيف ؟ حبس؟
    -وماذا تراها إذن؟
    -نعم . وانت؟
    لم يرد الغلام وإنما نظر إلى صقر نظرة ذات معنى ,واحس صقربأن قلبه قد هبط ثم ضحك الغلام وقال:
    -هذه رابه مرة يدخلني هؤلاء الملعوني الوالدين إلى دار التوقيف ثم سمع دقات قلبه وقال الغلام مضيفا :
    -لاتحزن , ليس في الأمر مايحزن أبدا ولو بلغ الأمر ذروة السوء فليس امامنا سوى معهد الاحداث . هناك تأكل وتتعلم مهنة.
    لايعلم صقر ماهو معهد الاحداث , لهذا هاله الأمر جدا وكأنه لم يسمع الكلمات الأخيرة , وقف سمعته عند كلمة معهد الأحداث الجانحين تعقب قول الغلام هذه رابع مرة.
    ظل عقله يردد حديث الفتى :
    دار التوقيف . حبس دار التوقيف واخيرا وبعد ان مضى عليه ساعات ينظر إلى الشرطي المناوب يروح ويجيئ امام الشبك من الخارج تعب ذهنه وكانه أغفى , فلما أفاق كانت الشحنة العصبية قد زالت او كادت فلم يعد الهاتف الداخلي يعذبه وتفتح ذهنه قليلا وقال في نفسه:
    -انا لاأرى ادوات تعذيب ولا عصيا للضرب ولا ما يشبهها , لعل ماأفادني به هذا الفتى صحيح ؟ والآن ماالعمل ؟ لاشيئ الدنيا هدوء في هذا الليل , نحن في نظارة التوقيف والناس نيام.
    مر الزمن بطيئا , بالرغم انه مستسلم لما هي عليه الأمور , يبدو ان الاستسلام لايسعف في استعجال مرور الزمن . ومع ان الفجر قد اقترب , وهذا ظاهر من خيوط الظلام التي تتسرب من نوافذ القبو المستطيلة الرفيعة فإن من الديكة لم يسمع صياحه كما كانت تفعل حين كان ينام دار أم محمد . الأمر مختلف هنا.
    ص 31
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #17

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    ثم دبت الحياة في القصر العدلي , وأصبح يسمع دبيب الأقدام فوق سطح القبو .. حتى لقد انحدرت الحركة إلى سلم القبو , فهبط احد رجال الشرطة واستلم مكان الشرطي الذي بات هنا طول الليل تبادلا التحية العسكرية , وصعد الشرطي الأول وغادر المكان , ظن ان القاضي سيطلبه مع رفاقه الآن حتى لقد انحدرت الحركة إلى سلم القبو , فهبط احد رجال الشرطة واستلم مكان الشرطي الذي بات هنا طول الليل تبادلا التحية العسكرية , وصعد الشرطي الأول وغادر المكان , ظن ان القاضي سيطلبه مع رفاقه الآن ولكن طال الوقت جدا على ذلك , وانتظر دون فائدة هل سيمضي هنا ليلة ثانية؟
    أخيرا جاء موظف فأعطى ورقة صغيرة للشرطي الذي فتح الشبك وأمره مع باقي الغلمان بالخروج , ثم أغلق الشبك وساقهم جميعا أمام قاضي التحقيق.
    أما هو فلم يسأله القاضي شيئا , وأما رفاقه فتعرضوا لإعادة استجوابهم مرة أخرى.
    وأخيرا لفظ القاضي كلمته ..قال له:
    -اذهب إلى بيتك.
    الصعوبة الآن في العودة إلى دار ام محمد .. كيف ستستقبله , ستستأله فورا بكلامها الممطوط ولكن الشديد الوطاة على السمع :
    -أين كنت ياولد وماذا فعلت طول اليومين السابقين؟
    وارتعش وتصورها تقول له:
    هذا البيت هل هو خان حتى تعودإليه متى شئت؟ وأردت ثم تغادره متى شئت وأردت ؟
    من له بإسكاتها , كيف يهدئ من ثائرتها؟
    نعم نعم الدراهم هي التي تسكتها . ماذا ؟ وكيف موقف الباصات , ورجال الشرطة لم يكد يخرج من دار التوقيف , ألم يتذكر ؟ إنك لم تتصرف تصرفا حكيما . كان يجب أن تكون كالعصفور دائم الحركة , دائم حركة الرأس , حذرا غاية الحذر عند أقل إنذار يطير ويختفي .
    أما الدراهم فلا غنى به عن اكتسابها , هذا ما لا ريب فيه,وأما أن يكون في الوجود مخلوق له من المروءة ما يكفي حتى يتنازل له عن كل ما يحتاجه منها , فهذا هو المستحيل . ماذا بقي ؟ أن يحصل عليها بطريقة الخاصة,
    -موقف الباصات وأبواب دور السينما .
    وإذا قبض عليه؟
    -الحبس , هو معهد الاحداث ليس فيه ما يحزن , أكل وشرب وتعلم مهنة . يا الله إلى مواقف الباصات .
    يبدو ان غياب يومين قد شحذ همته جيدا,فإن جولة واحد ة قد جعلته على عشر لير ات سورية دفعة واحدة مبلغ ضخم ماذا يفعل يه؟
    أبو لبادة؟ ماذا؟بعنة الله عليه ر, لو ان القاضي التحقيق اوقفه هو للبث أياما بل شهورا , وعده بأن يحلصه ثم لم يفعل , فلماذا يعطيه ؟ تعب بهذا المبلغ وخاطر وجهد وعرق , هذه الليرات العشر له وحده. أبو لبادة على كل حال لا يعلم بها , وأم محمد ؟ يا الله نجول جولة ثانية أمام الباصات ونهبج لها هبجة ثانية خمس ليرات تكفي .
    لم يكن رأس صقر هو الذي يقود إلى دار أم محمد وإنما هي قد ماه اللتان تخطوان في ذات الخط في الطريق وبحكم الاستمرار أين يبيت؟ لو انه وفق إلى مكان لما عاد.
    -في المرآب .
    -مستحيل روائح تخدش الأنوف , وأبو معروف ..
    فجاة أصبحت دار ام محمد ثقيلة الوجود , معتمة حالية حاوية , ليس فيها ما يربطه إليها , وشعر بشيء يكبر داخل إهابه لم يكن من قبل , لم تعد هذه الدار مما لا يمكن الاستغنار عنه . ترامى إليه من ساحة الذكرى قول أب لبادة :
    -انام حيث أريد , ربما على عتبة باب , أو في مطلع درج بناية او في بناية على العظم , قيد التشييد في فندق.
    آه , سيكون كقره فندقا إذا ما زاد مورده من المال , لاب ل منذ الآن .
    عند دخل الفندق وطلب غرفة إليه صاحب الفندق نظرة فيها ريبه قال له:
    ص 33
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #18

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني


    -الأجرة خمس ليرات.
    -أدفع
    -أبن أبوك؟ وأمك؟
    أدرك فورا ما ستجره عليه هذه الجملة ..فورا ومباشرة إلى مخفر الشرطة .. أعطى قفاه إلى صاحب الفندق استدار وأسلم ساقيه للريح الآن النوم في الفنادق متعذرة عليه لأنه صغير السن . أيتها الدار الكريهة يا دار أم محمد .. ستفتقد ينني يوما ولا تجدينني..
    وهكذا وجد نفسه فجأة أمام باب دار أم محمد , ودهش حين رأى الدار مزدحمة بالناس , هذا هو الجار أبو سعيد وهذه الجارة ام فوزي . وهذا ..وهذا ..ماا يجري؟
    حين اقترب , نظرت إليه امرأة كانت هناك وهي دامعة العين , نظرت إليه طويلا , ومسحت على شعره وهي تنظر إليه نظرة إشفاق . قالت:
    -مسكين أنت يا صقر.
    نظر إليها طويلا نظرة مجردة عن أي معنى وفمه مفتوح , وخرج من الجميع أبو أسعد ونظر إليه طويلا ..لماذا ينظرون إلى هكذا ؟. الجميع استثناء .. قال أبو أسعد:
    -تعال يا صقر إلينا ستؤويك داري.
    وامسك بكتفه ولكن صقرا انفلت منه وتوغل فلما لمح ام محمد مسجاة على سريرها وهي بلون أصفر وجفناها مسبلان وهي بلا حراك أدرك عندئذ ا نام محمد قد انتهت . ام محمد لم تعد في هذه الدنيا ..هذا ما سمعه من النسوة اللواتي كن هناك, كان أبو أسعد مازال واقفا فقال:
    -يا صقر ..تعال إن معيلتك قد ماتت.
    وسمعته امرأة فقالت:
    -مثلما التقطت أم محمد صقرا ..جاء أبو أسعد يستنقذه .يا محنن يارب , أنت الرحيم .. أنت الرءوف..
    في تلك اللحظة فقط أدرك صقر من هو ..هو لا شيء لقيط أم محمد التقطه من الطريق . في تلك اللحظة انقلب سخط صقر إلى بكاء..
    انفجر باكيا كطفل , كانت دموعه ترش الطريق وهو يخرج مسرعا من الدار , لا يعلم لماذا تحولت إحساساته فجأة , ولماذا حزن على أم محمد ..لقد شاهدها بلا حراك , بلا كلام بلا صوت, يداها المخباطتان إلى جنبها.
    وتساءل ألا يمكن أن نتكلم بعد؟
    وتذكر أن إحدى النسوة قالت : إن ام محمد قد توفيت , وهو قد سمع مرة أن الميت لا يتكلم ..ولا يحس ولايتحرك.
    ظل بين الفينة والفينة يتذكر كل هذا فيستأنف بكاءه من جديد,لم يعد له بيت . وبيت أبي أسعد؟ أبدا لن يدخل بيت أبي أسعد أبو أسعد قصاب شاهده يذبح الخراف بالسكين بين أسنانه ويده في رقبة الخروف ..منظر بشع,شاهده مرة يربط ولد إإلى جدار شجرة ويهوي عليه بالسوط حتى أدماه , حتى ولو دفعه أبو أسعد ليحصل على دراهم فلن يدخل داره ولماذا يعطيه ؟ المال الذي يتعب في كسبه ويخاطر لماذا يعطيه للغير؟.
    شعر بشيء في إهابة , لم يعد غلاما يحتاج لمأوى .. إنه مثل أبي لبادة , قد ينام على عتبة دار, أو في خرابة أو في بناية قيد الإنشاء , أو ..ماذا عليه , إنه أصبح ذا مال , انه أصبح ذا مال..
    ص 36
    يتبع
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #19

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    2-
    ظل ليلتين متواليتين , لا هم له إلا مراجعة حياته الماضية .. والآن ترتسم على شفتيه ابتسامة تحار بين السخرية والاعتداد , كان طفلا محميا , أو قل هذا هو المفترض , وإذا به يتحول فجأة إلى كائن قد وكله القدر إلى نفسه ,لا يزال يشعر بشعور ذلك الولد الذي كان يؤوب إلى دار أم محمد خجلا , جوعان , معفرا بالتراب أو بالطين الجرة تنتظره ليملاها , وصوت ام محمد الأجش ذو اللهجة المستهجنة يترامى إلى سمعه , وهو لا يبغي من بعد سوى أن يتكوم في الزاوية من الغرفة وينسى كل شيء وينام.
    إن إحساسه بوجوده الآن هو إحساس امرئ قذف به إلى ماء عميق دون سابق إنذار فتحركت يداه وقدماه تضرب الماء ليعوم , وفجأة اكتشف بدهشة أنه يعوم فعلا فتساءل لماذا لم أغادر دار ام محمد منذ زمن طويل؟ أية فرحة وأية بهجة وأي اعتداد.
    ولكن أية قيمة لهذا الإحساس الآن؟ إنه يقف وحده بمواجهة الوجود , كل الوجود من فتيان كاسرين وغلمان في مثل وضعه وناس يجب أن يتنبهوا ويداه في جيوبهم ثم .. الشرطة...
    أما اتجاهه فواضح : اقتناص المال , المال هو كل شيء , ثم التواري عن وجه رجال الشرطة .. والخلاصة :الغنيمة والهرب
    -هل لديه الذخيره الكاملة والدربة لاستيفاء أوفى نصيب منهما؟بدا له الأمر سهلا للغاية : لقد زوده أبو لبادة دون أن يدري بأول قوة دافعة ذاتية يتغلب بها على ضعفه , قال له:
    -هل هناك من يدخل عليك بفرنك واحد؟
    وإذن, فعلى الناس , الناس كافة أن يفسح كل منهم مكانا ليد صقر في جيوبهم , هذا الأمر يبدو طبيعيا للغاية , كما زود الغلام الذي التقى به في نظارة القصر العدلي ببرود الدم واللامبالاة اللازمتين في المواقف الحرجة:
    -وماذا في معهد الأحداث غير الأكل والشرب والتدرب ؟
    وختم صقر حججه جميعها بان قال بينه وبين نفسه :
    -هذا حال كل الناس غيري كثيرون مثلي , لا يكترث بي احد , وأنا لن اكترث بأحد.
    وكانت الشدائد , التي واجهها في حياته حتى الآن , قد أرهفت دهاءه وإرادته , أما الأزمات النفسية التي عاناها فقد أورثته تلبدا في الحس يأتي بالتدريج , وبرغم أنه كان قد بلغ العاشرة حديثا فقد كان يقف مع أبي لبادة وأتباعه وقفة المستريب , نعم لقد عاد أبو لبادة ولكنه في نظر صقر ثعلب مستغل متسلط لا يستحق ما يطلب , وقفته ونومته في نظارة القصر العدلي مما لا ينسى , أين كان أبو لبادة ؟ ..نحن نشقى وهو يتناولها لقمة سائغة!؟.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #20

    رد: رواية/الخندق بعد الأخير/عبد الإله الخاني

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وأهنؤك على وفائك وهمتك وجهودك الواضحة
    رحم الله الوالد
    محمد نضال صلاح الدين

صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية ياسين قلب الخلافة - عبد الإله بن عرفة pdf
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-03-2015, 06:10 AM
  2. وفاة المحكم الدولي/عبد الإله الخاني
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 85
    آخر مشاركة: 11-14-2010, 05:30 PM
  3. وفاة المحكم الدولي/عبد الإله الخاني
    بواسطة عقاب اسماعيل بحمد في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-13-2010, 08:41 AM
  4. حصريا/مسرحية الملك نقمد/عبد الإله الخاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 04-07-2010, 06:41 PM
  5. المحكم الدولي /عبد الإله الخاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-25-2009, 07:55 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •