منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    ديوان الشاعر الكبير محمود مرعي

    صراع مركب مفكك

    شَطَحاتُ الْمَوْتِ تُظَلِّلُن
    انَفَحاتُ التِّيـهِ تُواسينـا

    شُعَلُ الْمَسْجونِ تُحَرِّرُنا
    بِشُواظِ الْمَوْتِ لِتُنْجينـا

    مِنْ مَوْتٍ يَسْكُنُ خُطْوَتَنا
    كَيْ نَرْقى عَصْرَ تَجَلِّينـا

    وَتُخومُ الْمَوْتِ تُكَشِّفُنـا
    إِذْ نَدْخُلُ كَشْفًا يُخْفينـا

    وَغِيـابٌ قـامَ لِيُبْعِدَنـا
    عَنْ كُلِّ حُضورٍ يُقْصينـا

    وَيُكَذِّبُ عَيْـنَ تَوَهُّمِنـا
    فَحَقيقَتُنـا مـا يُفْنينـا

    يا عادِيَـةً فـي عُدْوَتِنـا
    يـا عابِـرَةً بِحَواشينـا


    فَانْتَشِري بَيْنَ قَوادِمِنـا
    وَاسْتَعِري تَحْتَ خَوافينا

    يا لاهِيَـةً فـي غُصَّتِنـا
    فـي قِصَّتِنـا وَمَآسينـا

    يا قُبْلَةَ مَـوْتٍ تَعْشَقُنـا
    هَلْ مَوْتٌ فينا يَشْفينـا؟

    يا ذاتَ الذَّاتِ وَذِرْوَتَنـا
    يا عَيْنَ الْعَيْـنِ أَعينينـا

    اَلرَّكْضُ يُزَنِّـرُ خُطْوَتَنـا
    بِوُقوفٍ يَرْكُضُ يَطْوينـا

    هَلْ نَرْكُضُ أَمْ لا نُبْصِرُنا
    أَوْ حُمَّى راكِضَةٌ فينـا ؟

    هاتي تَفْسيـرَ تَصَدُّعِنـا
    ثُمَّ انْفَجِري كَيْ تُحْيينـا

    أَوْ هاتي فَجْـرَ تَفَجُّرِنـا
    أَوْ فَانْفي نَفْـيَ مَنافينـا

    وَاشْتَعِلي فيما يوصِلُنـا
    لِحُروفِ صَبـاحٍ يَأْتينـا

    لِهِجاءٍ فـاضَ يُحَرِّضُنـا
    وَثِبـي لُغَـةً لا تُلْغينـا

    لُغَةً وَقَعَتْ فـي فَوْرَتِنـا
    وَارْتَحَلَتْ حَتَّى تُدْنينـا

    هَرَبَتْ مِنَّا كَيْ تُرْجِعَنـا
    وَأَماسينـا لِأَساميـنـا

    لِسُؤالٍ يُلْغـي غَفْوَتَنـا
    مُذْ دَهَمَتْ كُلَّ مَغانينـا

    كُنَّا لَوْنًـا فـي صِبْغَتِنـا
    أَرْهَقْنا الصِّبْغَـةَ تَلْوينـا

    فَاسْتَعَرَتْ فينـا خَيْبَتُنـا
    مِنْ وَهْجِ ( اَعِدُّوا) تُخْلينا

    وَانْتَفَضَتْ وَعَدَتْ غُرْبَتُنا
    عَنَّا ، حَطَّـتْ بِتَراقينـا

    وَغَصَصْنا مَنْ ذا يُسْعِفُنا ؟
    صِرْنا كَغُثـاءٍ وَرُمينـا

    لا بَـرٌّ يَقْبَـلُ جيفَتَنـا
    لا شاطِئَ نَرْسو لا مينـا

    وَتَمَشَّتْ عَنَّـا مِشْيَتُنـا
    وَاسْتَعْدى فينـا عادينـا

    وَالْمَوْتُ تَغَشَّى مُهْجَتَنـا
    وَتَبَـرَّأَ مِنَّـا ماضينـا

    هِيَذي في الْعَتْمِ جَنازَتُنـ
    اتَحْمِلُنا (هَيْفا) أَوْ (دينا)

    بِاللَّحْنِ الرَّاقِصِ تَنْدُبُنـا
    وَبِهَزَّةِ خَصْـرٍ تَبْكينـا

    في مَـطِّ (الْآيِ) تُؤَبِّنُنـا
    وَبِغَنْجِ (الْـواوا) تَرْثينـا

    يا ناظِرَنـا فـي مَوْتَتِنـا
    فَتَرَحَّـمْ وَارْدِفْ آمينـا

  2. #2

    رد: ديوان الشاعر الكبير محمود مرعي

    دورة كاملة في المقام


    سَيِّدَتِي قَلْبِي مَلْغومٌ بِكِ حُبًّا / لا تَقْتَرِبِي أَشْعَلْتُ فَتيلَهْ ...

    فاتِنَتِي مُشْعَلَتِي بِحُروفِي / سَيِّدَةَ الْكَلِماتِ وَسَيِّدَةَ الْحَرْفِ هُنا / أَتَداخَلُ فِي الْمَعْنَى / أَلِجُ الْأَعْماقَ شُعاعًا / أَتَوَهَّجُ فِي مَعْناكِ ضِياءً / أَشْرَبُ حَرْفَكِ حَتَّى آخِرِ نُقْطَةِ حِبْرٍ / نَحْنُ هُنا كُنَّا يا سَيِّدَةَ الضَّوْءِ / وَلَمْ نَرْحَلْ بَعْدُ عَنِ الْاِشْراقِ غِيابًا / ما زِلْنا نَفْهَمُ ما لا يَفْهَمُهُ الْأُفُقُ الْأَدْنَى مِنْ وَجْهِ الْأُفُقِ الْأَقْصى / نَحْنُ هُنا عَبَثٌ زَرْكَشَهُ الْبَرْقُ فَفاضَ سُهولاً مُخْصِبَةً لا تُنْبِتُ إِلَّانا .
    سَيِّدَتِي .. سَيِّدَتِي :
    ما بالُ الَّليْلِ يَفيضُ وَيَدْنو نَحْوَ الْبابِ / وَمَنْ أَبْعَدَ وَجْهي / عَنْ وَجْهِكِ مَنْ أَقْصانِي عَنْكِ وَمَنْ أَخْرَجَنِي مِنْكِ / وَمَنْ فَكَّ طَلاسِمَنا / مَنْ فَسَّرَ مَعْنانا / حَرَكاتِي يا سَيِّدَةَ الْحَركاتِ هِيَ الْحَرَكاتُ / وَما اخْتَلَفَتْ مُنْذُ انْغَرَسَتْ فِيَّ طَريقًا نَحْوَ الرِّيحِ / فَقَدْ فَتَحَتْ لِي الرِّيحُ ذِراعَيْها كَيْ أَسْتَوْطِنَ فيها .
    سَيِّدَتِي يا سَيِّدَةَ الْمَعْنَى وَتَفَجُّرِ مَعْناهُ:
    كَيْفَ تَسيِرينَ هُنا وَسْطَ الْحَرْفِ وَغُرْبَتِهِ ؟؟ / كَيْفَ تَقوليِنَ أَنا / أَنْتِ / سِوانا / كَيْفَ قَرَأْتِ ضَميِرَ أَنا / قَبْلَ أَنا / كَيْفَ كَتَبْتِ وَأَشْعَلْتِ النُّورَ بِأَحْداقِ الْعَتْمَهْ / يا سَيِّدَةَ الْوَجَعِ الْموغِلِ فِي أَزْمِنَةِ الْأَرْضِ / وَفِي أَمْكِنَةِ الْعَرْضِ الْأَوَّلِ لِلْمَشْهَدْ / أَنا ما زِلْتُ أَنا لَمْ أَتَغَيَّرْ / مُنْذُ الْتَقَتِ الْكَلِماتُ مَعَ الْكَلِماتِ / وَمُنْذُ احْتَوَتِ الْحَرَكاتُ السَّكَناتِ / وَمُنْذُ عُصورِ النَّجْمَةِ لَحْظَةَ أَنْ وُلِدَتْ / مِنْ رَحِمِ الْمَعْنَى فِي فَجْرِ تَجَلِّيها .
    وْالْآنَ .....
    أَراكِ سِواكِ فَلَسْتِ سِوى مَنْ كانَتْ قُرْبِي تَمْشي بِي لِمَتاهَتِنا/ أَنْتِ الْآنَ سِواكِ فَما أَعْرِفُ مِنْكِ سِوى / ما يَتَوالَدُ مِنْكِ وَيَسْري لَهَبًا يُشْعِلُ بَوْحِي / لا تَقْتَرِبِي أَكْثَرَ فَالْبَحْرُ سَيَطْغى وَالْمَدُّ يَسُدُّ الْآفاقَ / وَأَنْتِ عَلى الشَّطِّ كَلامٌ قيلَ قَديِمًا / يا أَنْتِ / هُنا مَمْلَكَتِي وَحْدي / مَمْلَكَتِي أَنْتِ أَنا / لَيْسَ لِغَيْري إِلاَّكِ خُطى لُغَةٍ فيها / فَابْتَعِدي الْآنَ إِلَيَّ سَريعًا / سَيَهُبُّ الْاِعْصارُ قَريبًا / لا أَسْمَحُ أَنْ يَتَدَفَّقَ مَعْنًى فِيَّ سِوى مَعْناكِ أَنا / أَفْهَمُ ما يَرِدُ الْآنَ عَلَيَّ وَلا أَسْأَلُ أَوْ أَتَساءَلُ / فَالْقَوْلُ هُنا قالَتْهُ الْأَلْسُنُ كُلاًّ / ما بَقِيَتْ لُغَةٌ ما قالَتْ قَوْلَ حُروفِكِ يا أَنْتِ / وَلكِنْ لَمْ تَثْبُتْ لِلَهيبِي فَأَنا ما زِلْتُ أَنا / دونَ حِيادٍ فِي الْفِكْرَةِ دونَ حِيادٍ فِي حَرْفِي / مَعْنايَ عَلى وَجْهِ حُروفِي يَنْطِقُنِي وَحْدي / وَلِذا لَنْ نَتَوَحَّدَ حَتَّى تَأْتينِي / أُفُقًا لَمْ يُشْرِقْ بَعْدُ عَلى فِكْرٍ وَخَيالٍ / أَوْ فَانْتَثِري فِي فَلَكٍ يُشْبِهُ ما قالَتْ / مَنْ نَطَقَتْ وَامْتَشَقَتْ سَيْفَ الْكَلِماتِ / لِتَقْطَعَنِي بِالْكَلِماتِ / وَتَنْطِقَنِي غَيْري كَيْ تَتَهَجَّى جَسَدي / فِي حَضْرَةِ أَحْرُفِها الثَّكْلى / لا وَقْتَ لَدَيَّ الْآنَ / لِأَبْكي فَوْقَ دَمِ الْحَرْفِ الْمَشْنوقِ / بِذاكِرَةِ الْمَطَرِ الْجائِعِ فِي عِزِّالتُّخْمَةِ / لا وَقْتَ لَدَيَّ لِأُوْقِظَ حَرْفِي / مِنْ مَوْتَتِهِ الْحالِيَّةِ / فَانْتَشِري فِيهِ أَوِ اخْتَمِري / فِي مُقْلَتِهِ / لا تَتَشَظِّي لا تَرْتَجِّي / فَدِماءُ حُروفِي غَلَيانٌ فِي كانونَ يُساقِطُ نارًا / فَالْتَحِمي بِالنَّارِ لِتَنْصَهِري بِالْحَرْفِ وَنَعْبُرَ مِنْ أَنْفُسِناصَوْبَ أَنا أَنْتِ فَأَنْتِ أَنا.


    اَشْعِلينِي فَضاءً مَدَى / وَاسْقُطي فَوْقَ روحي ظِلالاً / وَكونِي غِلالاً / وَطيري جَلالاً / وَجوزي حُضوري وَهاتِي غِيابِي أَنا / لا تَقولِي كَفى / فَالْهَوى ما اكْتَفى / وَاشْتِعالِي هَمى / فيكِ مِحْرابُ روحي اسْتَوى / فَامْلأي وَجْهَ روحي شَجَنْ / وَامْسَحي الدَّمْعَ إِنِّي هُنا / يا نَشيدي أَنا /يا أَنا وَاعْزِفِي لَحْنَنا قُبْلَةً مِنْ سَنا / نَوِّعي الَّلحْنَ وَامْضي بِنا / وَجْهَ طِفْلَيْنِ وَجْدًا / كَبيِرَيْنِ حُبًّا وَعِشْقًا سَما / وَجِّهي الْعَزْفَ نَحْوَ الْوَسَطْ / يَأْتِ مَوْجًا عَلى صَفْحَةِ الْأُفْقِ / يَدْنو نَشيدُ الشِّفا / وَاسْدِلِي فَوْقَنا ساتِرًا مِنْ غَسَقْ / وَافْرُشي تَحْتَنا فَرْشَةً مِنْ أَلَقْ / وَانْشِدي .. فاعِلٌ ... قَدْ سَبَقْ .

    يَتَبَدَّلُ الْاِيقاعُ / وَالْوَتَرُ الْقَديِمُ يُراوِغُ الثَّغْرَ الْمُسافِرَ فِي حَنايا الْفِكْرِ / فَانْتَصِبِي هِلالاً فِي شَمالِ الرُّوحِ / شَمْسًا فِي مَدارِ الْحَرْفِ / أُغْنِيَةً لِزِرْيابِ الْمُسافِرِ فِيَّ / وَاكْتَمِلي شِراعًا فِي مَنافِي أَحْرُفِي / مُدِّي أَصابِعَ فَجْرِنا / سَطْحُ الْخَليقَةِ كَالْمُحيطِ فَهَدْهِدي / وَتَلَوَّنِي أَوْ لَوِّنِي شَمْسَ الصَّباحِ بِأَبْيَضِ الرُّوحِ الَّتِي سالَتْ / وَلَمْ تُبْحِرْ جُنونًا فِي الْمَدى / تَطْلُعْ جَنوبًا فِي الصَّدى / تَنْبُعْ دُعاءً فِي الْهُدى / ضُمِّي قِناعَكِ عَنْ سَوادٍ / طالِعٍ فيما تَأَخَّرَ مِنْ شُروقٍ / وَارْفَعي ذاكَ الْخِمارَ عَنِ الرُّؤى / قَدْ أَشْرَقَتْ سُبُلُ الْكَلامِ تَقَدَّمي / ضَوْءُ الْيَراعَةِ جازَ جَوْزاءَ الْجَمالِ تَساقَطي / وَتَناثَري حَبَبًا عَلى مِحْرابِ أُغْنِيَتِي أَنا / فَسِواكِ لا .

    فَادْخُلي الرُّوحَ وَاقْرَأينِي صَهيلاَ ...
    يَطْلُعُ الْفَجْرُ / مِنْ سَوادٍ تَلَظَّى مُشْرِقَ الْحُزْنِ يَسْتَوي / كَفَضاءٍ غاصَ فِي صَدْري قَبْلَ أَنْ تَسْحَبينِي مِنْ جَبينِي / وَتَزْرَعينِي صَباحًا فِي الضُّلوعِ الَّتِي تَقولُ أَنا / أَنْتِ أَنا اسْتَلِّي وَجْهَ أُغْنِيَتِي وَاشْتَعِلي فِيَّ مَوْطِنًا لِصَليلٍ صاهِلٍ فِي الْعُروقِ وَانْبَعِثي فِي شُرْفَةِ الْقادِمِ الَّذي يُنْبِتُ الْحُبَّ مُروجًا جَوْفَ الشَّرايِيِنِ خَضْراءَ كَما شِئْتِ وَاغْرِقينِي وُضوءًا مُسْتَحيلاً يُحيلُنا سَلْسَبيلاً كَوْثَرًا فاضَ فِي الِّلقاءِ طَغى وَاسْتَجْلَبَ الضَّوْءَ مِنْ جُنونٍ يَجيءُ .


    وَكونِي رَمادَ الْهَوى وَرَمادي ...
    أَنايَ مَعِي الْآنَ تَتْلو عَلَيَّ صَباحَ الْجَمالِ / وَتَرْنو بِطَرْفٍ كَلِيلٍ / نَوافِذُ قَلْبِي مُشَرَّعَةٌ يا أَنايَ / فَهاتِي زَمانًا جَديدًا / عَسى يَحْتَوينا / عَسى يَسَعُ الْقَلْبَ / يَحْضُنُنا زَهْرَتَيْنِ رَبيعِيَّتَيْنِ / لِيَأْتِيَنا فَجْرُنا سُحُبًا مِنْ سَعيِرِ الشُّعورِ وَلَحْظَةَ مَوْتٍ تُعيدُ الْحَياةَ / وَتَجْتازُ نَحْوَ تُخومٍ عَرَفْنا / غَرِقْنا هُناكَ عَلى حَدِّها بَيْنَ مَوْتٍ أَطَلَّ عَلَيْنا بِنَكْهَتِهِ / وَحَياةٍ تَغيبُ وَتَرْجِعُ فينا / وَنَحْمِلُنا كَالْأَغانِي الْجَديدَهْ / دَعينِي أَجِنُّ قَليلاً بِما تَسْكُبيِنَ عَلى وَجْهِ قَلْبِي / وَما تَرْفَعيِنَ مِنَ الْحَرْفِ / تَأْتِي حُروفُكِ فِي حَضْرَةِ الْآنَ نَعْفَةَ فَجْرٍ / وَتَسْقُطُ فَوْقَ مُروجِ حُضوري / تُعَلِّمُنِي كَيْفَ أَقولُكِ فِي كُلِّ آنٍ جُنونًا جَميلاً / وَكَيْفَ يَكونُ مَقولِي انْتِشاءً جَديدًا / وَكَيْفَ نُعيدُ إِلَيْنا الَّذي كانَ فينا نَخيلاً / وَكَيْفَ نَكونُ أَنا أَنْتِ جِيلاً فَجِيلاَ / تَعالَيْ إِلَيَّ فَوَجْهي دَليلُ شُروقِ الْهَوى / فَانْزِعي فِضَّةَ الْكَلِماتِ وَقولِي اكْتَفَيْنا فَعولاَ .


    اَلْآنَ ... تَطْلُعُ الْأَغانِي مُسْرَجاتٍ بِأَنا ... فَاسْتَعْجِلي ....
    هذا زَمانٌ نَحْنُ مَنْ يَكْتُبُهُ / كَما نَشاءُ قُبْلَةً وَهَمْسَةً / وَشَذَراتُ عِشْقِنا نَسْكُبُها فَوْقَ شِفاهٍ /لَمْ تَزَلْ فِي قِمَّةِ انْفِجارِها / فِي قِمَّةِ اشْتِعالِها / وَنَحْنُ فيها مِرْجَلاً مِنْ عَبَقٍ / وَالَّليْلُ فِي الْبَعيدِ يَرْتَقِبُ لَحْظَةً مِنَ الْغَفا بِنا / فَلا تَنامي الْآنَ خَطْوُ الَّليْلِ يُوقِدُ الْمَدى / كُونِي صَهيلي كَيْ أَكونْ ....
    سَيِّدَةَ الْقَلْبِ هُنا / آتيكِ ما يَجْلو غَمامَ الرُّوحِ / أُشْعِلُ فَضاءَ الْحَرْفِ / نَمْشي فيهِ عَصْرًا مِنْ خُلودٍ مُسْتَطيلٍ / يَبْدَأُ الَّلحْظَةَ مِنْ بُزوغِنا فِي شُرْفَةِ النَّايِ قَناديلَ وَفا ...
    يا أَنْتِ يا ....
    وَاحْتارَ حَرْفِي فيكِ / إِذْ فاضَ فُؤادي بِكِ / وَاسْتَراحَ فينا ما نَقولْ.
    فَرَتِّلي فِي مَسْمَعي / وَاسْتَنْشِقي كَيْ تَغْرَقي / وَاسْتَغْرِقي زَمانَنا / وَاسْتَرْجِعي مَوَّالَنا الْأَوَّلَ / فِي بابِ الصُّعودِ نَحْوَنا .


    وَاسْتَعيدي رَوْعَةَ الْمَوَّالِ فينا ...
    وَارْفَعي الْقَلْبَ إِلَى الْقَلْبِ / وَضُمِّي الرُّوحَ لِلرُّوحِ وَقولِي / ما يُريدُ الْوَجْدُ شِعْرًا / كَيْ نَكونَ الْآنَ فَجْرًا / وَانْثُري مَعْنَى الْكَلامِ الْعَذْبِ عُمْرًا / وَاهْجُري أَنْدَلُسَ الْعِشْقِ فَقَدْ عاشَ طَويلاَ ...
    وَتَعالَيْ نَرْفَعُ الْعِشْقَ / بَساتينًا / نَخيلاَ / أَنا يا أَنْتِ / أَنا أَنْتِ / فَرُدِّي عَنْ نَقاءِ الْعِشْقِ ما قَدْ غَشِيَ الْعِشْقَ هُنا / مِنْ صورَةِ الْعَصْرِ قُرونًا / وَاكْتُبِي قَدْ عادَ ذاكَ الْعَصْرُ تَذْكارًا ثَقيلاَ ...
    جَنَّتِي ... فِرْدَوْسُ ... عُمْري ...
    صارَ طَعْمُ الْعِشْقِ فَجْرًا يَسْتَبينِي / فَخُذينِي / وَالْبِسينِي حُجَّةْ الْعِشْقِ الَّذي قَدْ كانَ فينا مُسْتَحيلاً / وَاغْمُري عُمْري / عُروقُ الْقَلْبِ ظَمْآى / فَاسْكُبِي الْماءَ عَلَيْكِ الْآنَ / كونِي غَيْمَةً تَرْوي رَحيلي فيكِ / تُغْرينِي انْعِتاقًا مِنْ زَمانٍ لَمْ تَكونِي فيهِ ظِلِّي / لَمْ تَكونِي وَجْهَ تَكْوينِي وَكَوْنِي / وَانْصِهاري / وَانْشِطاري / فَوْقَ أَحْلامِ الْمَدينَهْ .


    وَصُبِّي كَأْسَ أُغْنِيَتِي الَّتِي تَأْتِي ...
    وَغَنِّي مِثْلَما كُنَّا لَدَى الْغَفَواتِ تَرْتيلاَ / وَهاتِي نايَ فَجْرِ الرُّوحِ / غَنِّينِي فَقَدْ سَكَتَتْ عَصافيِري / عَلى أَغْصانِ أَوْرِدَتِي / عَلى أَهْدابِ أَحْرُفِنا الَّتِي قالَتْ / بِأَنَّا وَجْهُ مَنْ غَبَروا / وَمَنْ فِي دَوْحِنا مَرُّوا / وَما عَبَروا / إِلَى ساحاتِ مَمْلَكَةٍ مُمَرَّدَةٍ / تَحُفُّ بِها أَمانينا وَتُحْيينا / وَتُحْيي الرُّوحَ تَسْكُبُها / عَلى غَسَقٍ / عَلى سَحَرٍ / لِتُنْشينا / فَصُبِّي كَأْسَ أُغْنِيَتي وَغَنِّيني ...
    وَكونِي يا مَهاةَ الْقَلْبِ أَفْراحًا تُداوينِي / وَصُبِّي فِي فَمِي الْقُبُلاتِ غَطِّينِي / وَضُمِّي الرُّوحَ لِلرُّوحِ اسْتَرِدِّيها / فَكَمْ تاهَتْ بِغُرْبَتِها / وَكَمْ ظَمِئَتْ وَكَمْ جاعَتْ / وَكَمْ حَلُمَتْ وَكَمْ سَهَدَتْ / وَلَمْ تَيْأَسْ مِنَ الُّلقْيا / مِنَ السُّقْيا فَرَوِّينِي ...
    وَصُبِّي كَأْسَ قَلْبَيْنا / وَهاتِي لَحْنَنا الْآتِي وَغَنِّينِي / فَفيكَ الْآنَ قَدْ سَطَّرْتُ أُغْنِيَتِي / وَفِيكِ الْآنَ قَدْ تَمَّتْ تَلاحينِي

  3. #3

    رد: ديوان الشاعر الكبير محمود مرعي


    تهنئة مرفوعة الى الاشقاء على أرض الشام في ذكرى جلاء المستعمر عن الشام الحبيب


    خاب المفـرق بيـن الشـام والنقـب
    فالشام منا محـل الـروح والعصـب

    يا شام مـاذا يزيـد الشعـر مأثـرة؟
    كـل المآثـر قـد أحـرزت والرتـب

    هذا قصيـدي لأهـل الشـام أرفعـه
    تيهي دمشق وتيهي يـا ربـى حلـب

    عيد الجـلاء يهـز الـروح يشعلهـا
    فتنتشي طربـا يسمـو بـذي طـرب

    والذكريـات تـعـود الان شاخـصـة
    ففي رحابـك خـط النصـر بالنجـب

    من أرض درعا على اليرموك قد وثبت
    فوارس الثورة الحمـراء لـم تخـب

    وفاضت الشـام بالثـوار وازدحمـت
    بشائر النصـر تحيـي كـل مكتئـب

    حيِّ الفوارس تحت النقع مـا وهنـوا
    ولا اعتراهم نكوص فـي شبـا اللهب

    بل أسرجوا صهوة ما كـان أحرزهـا
    سواهمُ ومضوا فـي ثـورة الغضـب

    صبوا اللهيب وصبوا الموت واقتنصوا
    عصابة الغدر من غورو مـع الذنـب

    ركـب العمالـة والتاريـخ يعرفهـم
    وفي جهنـم مثـوى الغـدر والكـذب

    اكرم هنانـو حفيـدا للصـلاح مشـى
    يُصلي الفرنسيَّ جمر الحقـد والعطـب

    ومـا نسيـت لسلطـان علـى جبـل
    سيف البطولة عالي القـدر والنسـب

    والشيخ صالحَ هـل تنسـى بطولتـه
    يحمي الحياض ببذل النفس والنشـب

    يـا شـام جئتـك والدنيـا ترافقنـي
    مهنئـا بجـلاء الغـاصـب الثـلـب

    ما كان لولا سيـوف الشـام تنحـره
    يجلو ولا ازدانت الشهبـاء بالشهـب

    أتيت يا شام والأقصـى علـى كتفـي
    وصخرة القدس نبكي العدل من حقـب

    أنـا الجليـل وفـي اثـري مثلثـنـا
    جئناك تسبقنا الصحـرا مـع النقـب

    نحن الجنـوب ولا والله مـا انقطعـت
    يوما أواصرنـا والحـق فـي الكتـب

    نبارك النصر يهمي الدمع مـن فـرح
    فالغاصبون جلوا عن شامنـا العربـي

    بسيـف عـزك لا قانـون مجلسهـم
    فلتشمخي فوق قرص الشمس وانتصبي

    انت البطولة يـا شـام الفـداء وكـم
    يسمو الفخار ويخـزى كـل مغتصـب

    نيسـان اكليـل غـار أنـت درتــه
    والعطر أنـت وأنـت التـاج للعـرب


  4. #4

    رد: ديوان الشاعر الكبير محمود مرعي

    زهرة حب وحبر وعطر وجمر أضعها وأنحني للروعة والابداع

  5. #5

    رد: ديوان الشاعر الكبير محمود مرعي

    أَسَدٌ وَرَبِّ الْبَيْـتِ يـا رَجَـبُ**فَخَرَتْ بِكَ الْأَتْـراكُ وَالْعَـرَبُ


    اَقْدِمْ عَلى اسْمِ اللهِ فـي غَضَـبٍ**اَللهُ أَكْبَـرُ زانَـكَ الْغَـضَـبُ


    يا ابْنَ الْأُلى خاضـوا مَعامِعَهـا**ما اسْتَسْلَمـوا ذُلًّا وَلا هَرَبـوا


    بَلْ سَطَّـروا مَجْـدًا وَمَجَّدَهُـمْ**دَهْـرٌ تُـرَدِّدُ مَجْـدَهُ الْحِقَـبُ


    حَيَّـاكَ رَبُّـكَ مُؤْمِنًـا سَنَـدًا**نادَتْكَ غَـزَّةُ، فَهْـيَ تَنْتَحِـبُ


    فَعَجِلْـتَ بِاسْـمِ اللهِ تُنْجِدُهـا**إِذْ خانَهـا زُعَماؤُنـا الْعَـرَبُ


    أَقْصى الشَّجاعَةِ عِنْدَهُمْ خُطَـبٌ**كَمْ نَدَّدوا فيها وَكَـمْ شَجَبـوا


    وَاسْتَنْطَقـوا عُهْـرًا مَعاجِمَهُـمْ**وَاسْتَنْوَقـوا فَتَعَجَّـبَ الْعَجَـبُ


    نَظَروا السَّفائِنَ حيـنَ هاجَمَهـا**جَيْشٌ بِعُرْضِ الْبَحْـرِ فَاحْتَقَبـوا


    كَالْعيـرِ عِنْـدَ الْمـاءِ فاجَأَهـا**أَسَدٌ فَهامَتْ وَهْـيَ تَضْطَـرِبُ


    بَلُّـوا سَراويـلًا وَمـا سَتَـرَتْ**مِنْ سَـوْأَةٍ، وَالْبَـوْلُ مُنْسَـرِبُ


    أَحْـفـادَ عُثْـمـانٍ بِأَنْـقَـرَةٍ**أَنْتُمْ لَها مـا لاحَـتِ الشُّهُـبُ


    اَلْعَـزْمُ وَالْاِقْـدامُ ذانِ لَـكُـمْ**صِفَتانِ مُذْ كُنْتُـمْ وَكـانَ أَبُ


    فَاصْدَعْ بِأَمْـرِ اللهِ يـا رَجَـبُ**وَانْحَرْ لِمَنْ لِلصِّلِّ قَـدْ رَجَبـوا


    تِلْكَ السَّفائِـنُ حُمِّلَـتْ مَـدَدًا**وَشِعارُها كَسْـرٌ لِمـا ضَرَبـوا


    كَسْرُ الْحِصارِ وَكَسْـرُ فارِضِـهِ**ما جازَ يُـرْدي غَـزَّةَ السَّغَـبُ


    حَـقُّ الْحَيـاةِ مُقَـدَّسٌ وَكَـذا**عَيْشُ الْكَرامَةِ لَيْـسَ يُسْتَلَـبُ


    وَلِغَـزَّةٍ حَـقٌّ بِــلا مِـنَـنٍ**وَلْيَشْرَبِ الْبَحْرَ الْأُلـى انْكَلَبـوا


    وَلِأَهْلِهـا حُـرِّيَّـةٌ كُفِـلَـتْ**مِنْ رَبِّنـا لا رَبِّ مَـنْ غَلَبـوا


    ثاروا وَقَدْ بَصُروا عَواقِـبَ مـا**رَسَموا وَما اجْتَرَحوا وَما اغْتَصَبوا


    لا يَرْتَوونَ مِـنَ الدِّمـاءِ وَكَـمْ**شَرِبوا دَمًا، وَنُحورُنـا خُضُـبُ


    قَدْ جَيَّشـوا لِلْبَغْـيِ جَيْشَهُـمُ**مِنْ كُـلِّ مُرْتَـزِقٍ لَـهُ خَبَـبُ


    لِلْقَتْـلِ وَالتَّدْمـيـرِ يَدْفَـعُـهُ**عِشْقُ الدَّراهِمِ فَهْـوَ مُخْتَلَـبُ


    ذَهَبٌ يَلـوحُ لِأَعْيُـنٍ عَمِيَـتْ**عَنْ كُلِّ مَكْرُمَةٍ أَتـى النُّجُـبُ


    ذَهَبوا لِمَنْعِ الْغَوْثِ فـي غَسَـقٍ**وَالصُّبْحُ بانَ وَخِزْيَهُـمْ شَرِبـوا


    قَتَلوا الْفَضائِلَ حينَمـا دَهَمـوا**رَكْبَ الْمَحَبَّةِ وَانْبَرى الْعَطَـبُ


    يُرْدي الشَّهيدَ عَلى الشَّهيدِ وَقَدْ**عَزَّ النَّصيـرُ وَعَـزَّ مَـنْ يَثِـبُ


    كَوُثـوبِ مُعْتَصِـمٍ لِمُسْلِـمَـةٍ**لَمَّا اسْتَغاثَتْ سُلَّـتِ الشُّطُـبُ


    فَارْتـاعَ آسِـرُهـا لِمَأْلُـكَـةٍ**وَصَلَتْهُ، يا كَلْبًا، أَتـى الْعَـرَبُ


    إِنْ لَـمْ تَفُـكَّ وِثاقَهـا رَغِمًـا**يَزْحَفْ إِلَيْكَ الْجَحْفَلُ اللَّجِـبُ


    عــادَتْ لِأُمَّتِـهـا مُـعَـزَّزَةَ**لا عِلْـجَ يَقْرَبُهـا وَلا جُـنُـبُ


    وَالدَّهْـرُ دارَ بِنـا وَأَرْكَسَنـا**وَعَلا الظُّهورَ الْقِـرْدُ وَالدِّبَـبُ


    حَشْدٌ مِنَ الْأَدْغالِ قَـدْ خَرَجـوا**لَمْ يَعْرِفوا ما إِنْسُ مـا نُصُـبُ


    كُلُّ الَّذي دَرَسوهُ لَيْـسَ سِـوى**قَتْـلٍ وَهَتْـكٍ، فَالـزِّنـا أَرَبُ


    وَالـرَّابُ بــاراكٌ وَزُمْـرَتُـهُ**مِنْ كُلِّ خَـبٍّ لِلْخَنـى يَخِـبُ


    قَدْ وَجَّهـوا عَمْـدًا بَنادِقَهُـمْ**نَحْوَ الرُّؤوسِ وَتِلْـكَ تَنْتَخِـبُ


    وَالْبَعْضِ في بَطْـنٍ وَفـي عُنُـقٍ**مَنْ لَمْ يَمُـتْ يَتَكَفَّـلُ الْعَقِـبُ


    ظَنُّوا ظَـلامَ اللَّيْـلِ يَسْتُرُهُـمْ**وَاللهُ بِالْمِـرصـادِ يَـرْتَـقِـبُ


    وَجِنانُ رَبِّـكَ زُيِّنَـتْ وَزَهَـتْ**بِالْقادِمينَ، فَهُـمْ لَهـا وُهِبـوا


    حورُ الْجِنانِ نَزَلْـنَ فـي عَجَـلٍ**يَحْضُنَّ مَنْ لِلْـوُدِّ قَـدْ خَطَبـوا


    بَذَلوا الْمُهـورَ وَتِلْـكَ جَنَّتُهُـمْ**وَالرُّوحُ وَالرَّيْحـانُ لا نَصَـبُ


    نالوا الشَّهادَةَ لَمْ يَـزَلْ دَمُهُـمْ**بِالْمِسْكِ يَعْبَقُ بَعْدَمـا انْقَلَبـوا


    وَالْبَحْرُ هاجَ وَزادَ فـي صَخَـبٍ**مِمَّا رَأَى وَالْمَـوْجُ يَصْطَخِـبُ


    فَالْمُجْـرِمُ الْمَلْعـونُ يُبْهِـجُـهُ**لَوْنُ الدِّمـاءِ يَسـودُهُ الطَّـرَبُ


    ضَحِكٌ وَرَقْصٌ فَوْقَ مَنْ سَقَطـوا**سُكْـرٌ وَعَرْبَـدَةٌ وَلا عِـنَـبُ


    فَالْخَلْقُ تُسْكِرُها الْخُمورُ وَخَمْـ**رَتُهُمْ دِمانـا مـا لَهـا حَبَـبُ


    وَزَهَتْ صَلاةُ الْفَجْرِ وَاحْتَضَنَتْ**جَمْعًا أَتَوْا لِلْغَـوْثِ وَاعْتَصَبـوا


    سَجَدوا لِرَبِّ الْعَرْشِ سَجْدَتَهُـم**وَتَسابَـقَ الْبـارودُ وَالشَّخَـبُ


    سَطْحُ السَّفينَةِ صـارَ فَرْشَتَهُـمْ**وَلِحافَهُمْ تَحْتَ السَّما الْوَقَـبُ


    وَعَلا الصَّبـاحُ وَلاحَ مَنْظَرُهُـمْ**جُثَثًا بِمَعْرَكَـةٍ بِهـا احْتُطِبـوا


    وَتَرى السَّفائِنَ سَيْرَهـا مُنِعَـتْ**وَغَدَتْ مَغانِـمَ فَهْـيَ تُجْتَـذَبُ


    وَيَجُرُّها الْقُرْصانُ فـي صَلَـفٍ**يُبْـدي انْتِشـاءً ثُـمَّ يَنْكَـرِبُ


    أَنْصـارُ غَـزَّةَ يَجْـأَرونَ دُعًـا**فَوْقَ السَّفائِـنِ كُلُّهُـمْ حُرِبـوا


    وَالشَّيْـخُ وَالْمُطْـرانُ مُعْتَنِقـا**نِ دُعاهُمـا يـا رَبُّ فَلْيَخِبـوا


    لَـمْ يَرْقُـبـوا إِلًّا وَلا ذِمَـمًـا**فَتَكوا بِشيـبٍ هَدَّهُـمْ حَـدَبُ


    لَمْ يَرْحَمـوا طِفْـلًا وَلا امْـرَأَةً**لَكَأَنَّنـا غَنَـمٌ وَهُـمْ كُـلُـبُ


    دُوَلُ الْبَسيطَةِ ها هُنا احْتَشَـدَتْ**مِنْ أَجْلِ غَزَّةَ غَيْرُ مَـنْ خَرَبـوا


    غَيْرُ الْأُلى فَرَضوا الْحِصارَ عَلـى**إِنْسـانِ غَـزَّةَ فَهْـوَ يُقْتَصَـبُ


    غَيْـرُ الْأُلـى كـادوا لِغَزَّتِـنـا**وَهُمُ الْأُلى فـي غَيِّهِـمْ صُلِبـوا


    هُـمْ سـادَةُ الْاِجْـرامِ دَوْلَتُـهُ**وَهُمُ الْجَريمَةَ رَوْثَهـا احْتَلَبـوا


    قامَتْ قِيامَتُهُـمْ وَمـا اعْتَبَـروا**مِمَّـنْ قَريبًـا كَأْسَـهُ شَرِبـوا


    مَنْ يَنْسَ لِلتَّاريخِ مـا اشْتَمَلَـتْ**صَفَحاتُهُ فَهْوَ الدَّعـي الْخَبَـبُ


    وَانْظُـرْ قَطيعًـا بَيْنَهُـمْ وَثَبـوا**نَعَقـوا هُنـاكَ كَأَنَّهُـمْ غُـرُبُ


    لا بَــلْ غَرابـيـنٌ مُقَنَّـعَـةٌ**أَثْوابُها الْاِرْهـابُ لا الْقَصَـبُ


    هاجوا وَماجوا وَالزَّعيـقُ عَـلا**فَتَرى قَطيعًـا زَحْفُـهُ صَبَـبُ


    يَسْتَصْرِخونَ لِنَصْـرِ جَيْشِهِـمُ**وَزَنيمِهِمْ أَوْ مَنْ هُـوَ السَّبَـبُ


    بِحِصارِ غَزَّةَ وَالرَّصـاصِ وَمَـنْ**أَرْدى سُجودَ الْفَجْرِ، نَحْتَسِـبُ


    يَسْتَصْرِخونَ لِطَرْدِنـا، خَسِئـوا**أَوِ لِلرَّصـاصِ لِأَنَّنـا عَــرَبُ


    وَنَسوا فِلَسْطينَ الْهَوى انْتَسَبَـتْ**مُنْذُ ابْتَدَتْ في سَيْرِهـا الْحِقَـبُ


    عَرَبِيَّـةً عَرَبِـيَّـةً، نَطَـقَـتْ**بِالضَّادِ، تَدْري ذٰلِـكَ الْكُتُـبُ


    يَسْتَصْرِخونَ وَيَصْرُخـونَ كَمـا**كَلْـبٍ أَتـاهُ الزَّائِـرُ السَّغِـبُ


    لَـمْ يَعْرِفـوا لِلْحَـقِّ وُجْهَتَـهُ**هاموا جِحاشًا بِالْغِـوى انْتَقَبـوا


    لا يُبْصِـرونَ سِـوى جَهالَتِهِـمْ**لا خُلْـقَ يَرْدَعُـهُـمْ وَلا أَدَبُ


    وَإِذا رَأَوا الْعَـرَبِـيَّ مُنْـفَـرِدًا**أَوْ مُسْلِمًـا سَبُّـوهُ أَوْ خَضَبـوا


    أَيْديهِـمُ بِدِمـاهُ وَاحْتَفَـلـوا**وَتَهارَشـوا كَجِحـاشَ تَتَّـرِبُ


    وَتَرى الْحِجارَةَ وَالْعِصِـيَّ بِـلا**حَصْرٍ، كَزَحْفٍ صالَ يَحْتَـرِبُ


    وَتَحوطُهُـمْ أَرْتـالُ شُرْطَتِهِـمْ**وَالْعَـوْنُ قانـونٌ مَتـى طَلَبـوا


    وَوَسائِلُ الْاِعـلامِ مـا سَلِمَـتْ**مِنْهُمْ، سَلِ الْعُمَـرِيَّ إِذْ ضَرَبـوا


    قَدْ كـانَ يَنْقُـلُ مـا يُشاهِـدُهُ**لِلنَّاسِ، مِنْ أَسْدودَ، يـا تَبَـبُ


    تَسْتَنْصِرونَ لِجَيْشِكُـمْ سَفَهًـا**فَلْتَنْظُـروا الْآثـارَ يـا جَـرَبُ


    ما كانَ جَيْشًـا ذاكَ أَوْ بَشَـرًا**حاشـا لِآدَمَ، خِلْفَـةً كُلِـبـوا


    وَالْعَقْـلُ يَأْبـى ذاكَ مَنْطِـقُـهُ**وَالرَّأْسُ لَيْـسَ يَقـودُهُ ذَنَـبُ


    قَـوْمٌ مِـنَ الشُّـذَّاذِ نَعْرِفُهُـمْ**فَرِحوا بِقَرْصَنَـةٍ لَهـا انْتَسَبـوا


    أَنْسابُهُمْ ضاعَتْ فَلَيْـسَ لَهُـمْ**فـي آدَمٍ حَسَـبٌ وَلا نَسَـبُ


    هُمْ رَأْسُ كُلِّ شُـرورِ كَوْكَبِنـا**وَهُمُ النَّقائِصُ حَشْوُهـا الثَّلَـبُ


    يـا قاتِـلَ الْاِنْسـانِ مُفْتَخِـرًا**بِالْقَتْـلِ وَالتَّجْويـعِ يـا لَغِـبُ


    فَاذْكُـرْ مُذِلَّـكَ أَوْ جَرائِـمَـهُ**وَاذْكُرْ عَواقِبَـهُ وَمَـنْ عَقَبـوا


    شابَهْتَـهُ وَرَفَـعْـتَ رايَـتَـهُ**وَخَلَفْتَـهُ لا شَـكَّ لا رِيَــبُ


    تَقْتادُ رَكْبًـا لِلسُّجـونِ كَمـا**تَقْتـادُ قُطْعـانًـا وَتَنْتَـهِـبُ


    تَقْتـادُ أَحْـرارًا بِـلا جُــرُمِ**تَشْكو وَأَنْتَ الْمُجْـرِمُ الْكَئِـبُ


    أَنْـتَ الْأَذَلُّ وَأَنْـتَ ذو سَفَـهٍ**وَهُمُ الْكِـرامُ، أَعِـزَّةٌ نُجُـبُ


    هُمْ نُخْبَةُ الْأَحْـرارِ فـي زَمَـنٍ**عَزَّتْ بِـهِ الْأَحْـرارُ وَالنُّخَـبُ


    فيهِـمْ حَرائِرُنـا غَـدَوْنَ لَنـا**تاجًا عَلـى الْهامـاتِ يَنْتَصِـبُ


    فيهِـمْ عَظيـمُ الْجـاهِ رائِدُنـا**شَيْخُ الْبِـلادِ حَبيبُنـا الْحَـدِبُ


    فَارْفَعْ جَبينَـكَ وَاسْـمُ رائِدَنـا**أَنْتَ الْأَعَزُّ وَخَصْمُـكَ النَّخِـبُ


    وَانْشُرْ لِواءَكَ فَالدُّنـى هَتَفَـتْ**لَكَ يا حَبيبُ وَفيـكَ تَرْتَغِـبُ


    ما ضَـرَّكَ الْقَيْـدُ الْغَشـومُ وَلا**ضَـرَّ اتِّهـامٌ وَالَّـذي نَسَبـوا


    فَلْيَنْسِبـوا وَلْيَكْتُبـوا فَـهُـمُ**فِرْعَـوْنُ مِـنْ حُـرٍّ سَيَنْتَكِـبُ


    وَالْحُرِّ أَنْتَ وَهُمْ غَـدَوْا سَلَبًـا**لِوَسـاوِسٍ لِلسُّهْـدِ تَجْتَلِـبُ


    كادوا فَكـادَ الْكَيْـدُ حامِلَـهُ**قالوا بِأَنَّكَ مِـتَّ، بَـلْ كَذَبـوا


    ظَنُّوا شَبيهَكَ أَنْتَ مَـنْ قَتَلـوا**عَجِلوا إِلى الْكِتْمانِ وَاحْتَجَبـوا


    كَـيْ يَشْهَـدوا رَدًّا يُفَرِّحُهُـمْ**أَوْ يَعْتَرينـا الْيَـأْسُ وَالرَّهَـبُ


    وَلَقَدْ تَنـادَتْ كُـلُّ شُرْطَتِهِـمْ**وَأَتَتْ مُدَجَّجَـةً لَهـا صَخَـبُ


    فَكَأَنَّما حَـرْبٌ هُنـا نَشَبَـتْ**وَالْحَرْبُ مِنْ آياتِهـا الشَّغَـبُ


    سَدَّتْ مَداخِلَنا وَقَـدْ سَـدِرَتْ**غَيَّا، وَسُـدَّت دونَنـا الـدُّرُبُ


    مِثْلَ الْكِـلابِ تَشُـمُّ رائِحَـةً**وَذُبابَ، ريـحُ الـدَّمِّ يَجْتَـذِبُ


    لَـمْ يَنْبِسـوا حَرْفًـا يُطَمْئِنُنـا**رَغْمَ السُّؤالِ، كَأَنَّنـا حَصَـبُ


    حَتَّى الْمَساءِ نَلـوبُ فـي قَلَـقٍ**مَنْ ذا يُبَشِّرُ؟ مـا لَنـا عَصَـبُ


    وَأَتى الْبَشيـرُ، وَتَـبَّ شانِئُنـا**فُهُمُ الْعُجـولُ وَمـا لَهـا زُرُبُ


    لَمَّـا رَأَوْكَ عَراهُـمُ دَهَــشٌ**وَأَتى الْكَبيـرُ وَغَيْظُـهُ سُحُـبُ


    أَوَ أَنْتَ رائِدُ؟ وَالْجَوابُ: أَجَـلْ**أَنـا رائِـدٌ وَاللهِ يـا غُــرُبُ


    قَدْ أُوقِعوا في حَيْصَ بَيْـصَ فَـلا**عَقْـلٌ يُساعِفُهُـمْ وَلا حُجُـبُ


    أَنـا رائِـدٌ وَالْأَرْضُ أَرْضُ أَبـي**كُلُّ الْجَليـلِ، مُثَلَّـثٌ، نَقَـبُ


    وَالْقُـدْسُ عاشِقَتـي وَفاتِنَـتـي**أَوْهَبْتُها عَكْـسَ الَّـذي تَهَـبُ


    أَوْهَبْتُها جَسَـدًا يَفيـضُ فِـدًى**أَوْهَبْتَها جَدَثًـا، بِـهِ النَّكَـبُ!


    وَوَهَبْتُ لِلْأَقْصـى وَصَخْرَتِهـا**روحًا لِفَـرْطِ الْحُـبِّ تَلْتَهِـبُ


    ضاقوا بِنَهْجِكَ وَهْوَ مُفْحِمُهُـمْ**وَلَهُ عَلَيْهِـمْ شَيْخَنـا الْغَلَـبُ


    قَدْ كَبَّلـوكَ وَأَنْـتَ سَيِّدُهُـمْ**وَهُـمُ الْأَراذِلُ كُلُّهُـمْ خُشُـبُ


    صَهَرَتْ زُنودُكَ قَيْدَهُـمْ فَغَـدا**كَالسَّوْطِ يُدْميهِـمْ وَيَخْتَضِـبُ


    كَمْ لَفَّقوا تُهَمًـا بِهـا اتُّهِمـوا**وَاسْتَنْطَقوا الْقانـونَ وَاكْتَتَبـوا


    وَتَسارَعـوا لِقُضـاةِ مَحْكَمَـةٍ**لا، بَلْ لِمَهْزَلَـةٍ لَهـا انْتُدِبـوا


    وَحَماكَ رَبُّـكَ ثَـمَّ وَانْتَكَسـوا**رُدُّوا بِخَيْبَتِهِـمْ لِمـا رَقَـبـوا


    قَدْ أَرْكَـسَ الرَّحْـمٰنُ رايَتَهُـمْ**وَوَقاكَ مَكْرَهُـمُ وَمـا نَصَبـوا


    نَهَضَ الْمُحامونَ الْأُلـى رَهَنـوا**لِلْعَدْلِ أَنْفُسَهُـمْ وَمـا نَكَبـوا


    بَهَروا الْقَضـاءَ بِكُـلِّ مُفْحِمَـةٍ**وَتَلَعْثَمَ الْقاضـي وَمَـنْ جَلَبـوا


    قَـدْ فَنَّـدوا تُهَمًـا مُلَفَّـقَـةً**فَاسْتَعْجَمَ الشَّابـاكُ وَالنُّخَـبُ


    اَلنُّطْـقُ بِالْاِفْـراجِ أَخْرَسَـهُـمْ**فَتَدافَعـوا وَالْحِقْـدُ يَنْسَكِـبُ


    قَدْ زَغْرَدَ الْاِفْـراجُ فَانْطَلَقَـتْ**اَللهُ أَكْبَـرُ وَانْجَلَـتْ كُــرَبُ


    طاشَـتْ حُلومُهُـمُ لِـذاكَ وَلا**أَسَـفٌ عَلَيْهِـمْ إِنَّهُـمْ جَلَـبُ


    وَاعْتادَهُمْ خَـوَرٌ فَـلا نَهَضـوا**وَالْجُبْنُ أَرْكَسَهُمْ فَمـا وَثَبـوا


    إِلَّا عَلـى الضُّعَفـاءِ يَدْفَعُـهُـمْ**حِقْدٌ عَلى الْاِنْسـانِ مُكْتَسَـبُ


    مِنْ شَرْعِ تَوْراةٍ وَمـا اشْتَمَلَـتْ**وَحَوَتْ، وَذا إِيمانُهُـمْ عَجَـبُ


    اَلْخَلْـقُ عُبْـدانٌ لَهُـمْ وَهُـمُ**أَسْيادُ هٰذا الْكَـوْنِ! فَارْتَكَبـوا


    لِلْموبِقـاتِ وَمـا بَـدا نَـدَمٌ**في الْقَوْلِ وَالْأَفْعـالِ أَوْ حَسِبـوا


    أَنَّ الَّـذي اقْتَرَفـوهُ حَـرَّمَـهُ**رَبُّ الْوَرى، فَقُلوبُهُـمْ خِـرَبُ


    زَعَمـوا بِـأَنَّ اللهَ فَضَّلَـهُـمْ**عَنْ خَلْقِهِ! فَعَنِ الْهُـدى نُكِبـوا


    وَبِأَنَّهُـم شَعْـبُ الْإِلٰهِ لَـهُـمْ**حَقٌّ عَلَيْـهِ بِحِـلِّ مـا نَهَبـوا!


    كَذَبوا، وَقَدْ كَفَروا وَما رَشَـدوا**زاغوا عَـنِ الْاِيمـانِ وَاغْتَرَبـوا


    نَزَّهْتُ رَبِّـي عَـنْ مَزاعِمِهِـمْ**وَكَفَرْتُ في ما شَرْعَنوا، كَتَبـوا


    قَدْ حَلَّلوا قَتْلي وَشُـرْبَ دَمـي**وَقَدِ اسْتَباحوا الْأَرْضَ وَاسْتَلَبـوا


    يَتَقَرَّبـونَ لِرَبِّـهِـمْ بِـدَمـي**بَـرئَ الْإِلٰهُ الْحَـقُّ وَالْـقُـرَبُ


    يـا قاتِـلًا شَعْبـي وَطــارِدَهُ**وَمُحاصِـرًا أَهْلـي وَلا سَبَـبُ


    حاصِرْ وَجَـوِّعْ، وَارْثِ حالَتَنـا**وَاسْكُبْ دُموعَ الْعُهْرِ إِذْ يَجِـبُ


    وَانْشُـرْ بِكُـلِّ دَقيقَـةٍ خَبَـرًا**أَنَّ الْمُحاصَـرَ مُفْتَـرٍ حَـرِبُ


    وَالْصِقْ بِنـا الْاِرْهـابَ مُفْتَرِيًـا**ما اسْطَعْتَ مِنْ تُهَـمٍ سَتَنْقَلِـبُ


    كُلُّ افْتِـراءاتِ الْخَنـى لَهَبًـا**يَجْلو الدُّجى، وَالْقَوْلُ مُقْتَضَـبُ


    وَاللَّيْـلُ آذَنَ بِالرَّحيـلِ وَمـا**بَعْدَ الظَّـلامِ دُجًـى وَلا وَقَـبُ


    بَلْ إِنَّهُ الْفَجْـرُ الضَّحـوكُ لَنـا**وَسِراجُـهُ الْأَغْلـى دَمٌ سَـرِبُ


    فَازْرَعْ دَمـارًا وَاسْقِـهِ بِدَمـي**وَاعْلَمْ : حَصادُ الزَّرْعِ يَقْتَـرِبُ


    وَالـزَّرْعُ لا تَحْـوي سَنابِلُـهُ**إِلَّا بُـذورَ الـزَّرْعِ، وَارْتَقِبـوا


  6. #6

    رد: ديوان الشاعر الكبير محمود مرعي


    قصيدة توثيقية / كتبت في ذكرى النكبة )

    قوموا اسْمَعوا مِنْ كُلِّ ناحِيَةٍ يَصيحُ دَمُ الشَّهيدْ
    قوموا انْظُروا الْوَطَنَ الذَّبيحَ مِنَ الْوَرِيدِ إِلَى الْوَريدْ }( 1 )
    هذا حَديثُ الرَّاحِلينَ إِلَى مُعانَقَةِ الْخُلودْ
    فَاسْمَعْ هُتافَ الصَّابِرينَ عَلَى الْمَقامِعِ وَالْبَرودْ
    وَاكْتُبْ نَشيدَ الصَّامِدينَ بِرَغْمِ تَكْسيرِ الزُّنودْ
    وَانْظُرْ ضِياءَ الطَّالِعينَ بِلَيْلِنا الدَّاجِي الشَّديدْ

    *********
    سِتُّونَ مَرَّتْ يا بِلادي وَالشَّهيدُ يَلِي الشَّهيدْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ يا فِلَسْطينُ الأَسيرَةُ فِي الْقُيودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالَّليالِي الْجاثِماتُ بِلا حُدودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالصَّباحُ مُقَيَّدٌ خَلْفَ السُّدودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ فِي الْمَحافِلِ وَالْقُضاةُ هُمُ الشُّهودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ فِي نِقاشاتِ الْوُفودِ مَعَ الْوُفودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ بِالْقَضِيَّةِ وَالْحُشودُ هِيَ الْحُشودْ
    سِتُّونَ لَمْ تَرُقِ الْمَدامِعُ رَغْمَ أَكْداسِ الْوُعودْ
    اللهُ أَكْبَرُ كَمْ تُقَتِّلُنا الْحَضارَةُ كَيْ نَبيدْ
    جازَ الصُّعودَ دَمُ الشَّهيدِ فَلَيْسَ يُدْرِكُهُ الصُّعودْ
    اللهُ أَكْبَرُ يا دَمَ الشُّهَداءِ يُلْغِي كُلَّ عيدْ

    ************
    سِتُّونَ مَرَّتْ يا جَليلُ وَأَنْتَ فِي زَرَدِ الْحَديدْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ يا جَليلُ وَلَمْ تَذُقْ غَفْوَ الْمُهودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ يا جَليلُ وَأَنْتَ تَنْظُرُ لِلْبَعيدْ
    تَدْعو بَنيكَ الْحامِلينَ هَواكَ دَمْعَتُكَ الْعَنودْ
    تَرْنو لِفَجْرِكَ مُنْذُ غادَرَ عَلَّهُ يَوْمًا يَعودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْمُثَلَّثُ قِصَّةُ النَّقَبِ الطَّريدْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ يا مُثَلَّثُ وَالْجَرادُ عَلَى الْجُرودْ
    يَغْزو مُروجَكَ فِي الْمَساءِ وَفِي الصَّباحِ تَلوحُ بِيدْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ حالُنا مِنْ حالِكَ الْقَلِقِ الْجَهيدْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْمَناكِبُ صَهْوَةٌ لِبَنِي الْقُرودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْجَنوبُ مُحاصَرٌ بِاسْمِ " الْجَديدْ " ( 2 )
    سِتُّونَ يا نَقَبَ الأَحِبَّةِ خَطْوُها خَطْوُ الْبَليدْ
    وَدَقائِقُ السَّاعاتِ أَعْوامٌ ثِقالٌ بَلْ تَزيدْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْحَصادُ وُجودُكُمْ دونَ الْحَصيدْ

    ***********
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْخِيامُ مِنَ الثُّقوبِ تَرى الْوُجودْ
    تَمْشِي بِها شَمْسُ الْخَليقَةِ وَالسُّؤالُ مَتَى نَعودْ
    يَرْقَى لَها نَتَنُ الزَّقاقِ وَكَمْ تَعَرْبَشَ لِلْخُدودْ
    وَتَصُدُّها زُرْقُ الذُّبابِ تَسيلُ عَنْ جُرْدٍ طُرودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْحَياةُ نَباتُها عَفَنُ وَدودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْحَديثُ رِضَى الزَّعِيمِ وَما يُريدْ
    وَاسْأَلْ دِمَشْقَ وَسَلْ كَذا عَمَّانَ أَوْ بَلَدَ الرَّشيدْ
    لا تَنْسَ تونُسَ وَالرِّباطَ كَذلِكَ الْيَمَنَ السَّعيدْ
    وَكَذاكَ قاهِرَةَ الْمُعِزِّ مَعَ الإِمارَةِ وَالْعَقيدْ
    وَاسْأَلْ مَنافِي الأَرْضِ ما حالُ الْفِلَسْطِينِي الشَّريدْ
    مُنْذُ ابْتَدا صُبْحُ الرَّحيلِ عَنِ الْبِلادِ ثَرى الْجُدودْ
    لِلَّيْلِ لِلْمَجْهولِ لِلْمَوْتِ الْمُكَشِّرِ فِي الْبُرودْ
    لِلْغِيلِ لِلْغاباتِ تَفْتِكُ بِالْوَلودِ مَعَ الْوَليدْ
    فِعْلَ السَّرابِ بِمُصْحِرٍ ظَمِئٍ يُجاهِدُ لِلْوُرودْ
    حَتَّى إِذا قَطَعَ الْمَفازَةَ لاحَ مَنْهَلُهُ بَعيدْ
    فَيَخِرُّ لِلْحَتْفِ الْمُشَرِّعِ شِدْقَهُ فَوْقَ الصَّعيدْ

    **********
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالنَّعِيُّ يَجيءُ فِي سودِ الطُّرودْ
    يا شَعْبُ كَمْ غَدَروا انْبِعاثَكَ وَانْطِلاقَكَ وَالصُّمودْ
    يا شَعْبُ كَمْ تُصْغِي لِمَنْ نَكَثوا مُقَدَّسَةَ الْعُهودْ
    ما زِلْتَ تَأْمُلُ بِالْبِشارَةِ ما بَدا فَجْرٌ رَؤودْ
    هذي فِلَسْطينُ الثُّغورِ هَدِيَّةً لِثُغورِ غيدْ
    سِيقَتْ وَما أَدْراكَ بِالْمَلِكِ الْكَريِمِ وَما يَجودْ
    سِيقَتْ وَما أَدْراكَ بِالْقَصْرِ الْمُكَدَّسِ بِالْقُدودْ
    سِيقَتْ مُكَبَّلَةَ الْيَدَيْنِ لِحَتْفِها سَوْقَ الْعَبيدْ
    سِيقَتْ وَما أَدْراكَ زَهْرُ الْمَوْتِ يَنْثُرُهُ الْجُنودْ

    ***********
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْكَلامُ عَلَى الْكَلامِ وَلا جَديدْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْمَجازِرُ شَعْبُنا فيها الْوَقودْ
    نَسْتَصْرِخُ الْعَدْلَ الْمُؤَمَّمَ أَنْ يُناصِرَ أَوْ يَذودْ
    نَسْتَصْرِخُ الْهَيْئاتِ فِي الأَبْراجِ نَنْتَظِرُ الرُّدودْ
    نَسْتَصْرِخُ الْكَوْنَ الْمُحَدِّقَ فِي الْمَصيدَةِ وَالْمَصيدْ
    نَسْتَصْرِخُ الإِنْسانَ مُعْتَنِقَ التَّحَرُّرِ لا " سَريدْ "
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالدِّماءُ تَنِزُّ خالَطَها الصَّديدْ
    سِتُّونَ قَدْ رَكَضَتْ بِنا حَتَّى تَقَطَّعَتِ الْكُبودْ
    نَغْشَى الْعَواصِمَ سُجَّدًا حَتَّى اسْتَهانَ بِنا السُّجودْ
    لَمْ نَجْنِ غَيْرَ جَنَى الْيَتيمِ أَتَى الَّلئيمَ أَبا الصُّدودْ

    ***********
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْخُطوبُ بِدارِنا لَيْسَتْ تَحيدْ
    سَلْ " دَيْرَ ياسينٍ " تُجِبْكَ حِجارُها وَكَذا الرُّقودْ
    كَيْفَ اسْتَفاقَ الأَهْلُ مَوْتَى وَالْمُدَجَّجُ بِالْوَصيدْ
    يُصْغِي لأَنْفاسِ الصُّدورِ لِقَطْعِها الْقَطْعَ الأَكيدْ
    يُصْغِي لأَنَّاتِ الْجَريِحِ مُعَجِّلاً بِيَدِ الْخُمودْ
    يَدْنو لِمُثْقَلَةٍ تَحوطُ جَنينَها بِيَدٍ وَجِيدْ
    فَيَشُقُّها وَكَذا الْجَنينَ يَشُقُّهُ الشَّقَّ الَّلدودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ لَمْ نَزَلْ نَبْكِي الْفَقيدَةَ وَالْفَقيدْ
    وَ " بِكَفْرِ قاسِمَ "- اُحْصُدوهُمْ - فَالدُّجى بَحْرٌ وَقيدْ
    وَالْبَدْرُ قامَ يُبَدِّدُ الظُّلُماتِ كَيْ يَعْرى الرَّصيدْ
    لِيَرى الأُلَى زَعَموا التَّنَوُّرَ نورَهُمْ لَيْلاً أَصيدْ
    وَالْبَدْرُ خَرَّ يُسامِرُ الشُّهَداءِ أَشْعَرَ مِنْ لَبيدْ
    لا تَنْسَ فِي " عَيْلوطَ " فِعْلَ الضَّبْعِ إِذْ ذُبِحَ الْعَديدْ
    فِي الْحُرْشِ تَلْتَهِمُ الُّلحومَ كَأَنَّها قِطَعُ الثَّريدْ
    وَسَلِ الْقُبورَ هُناكَ ما تَحْوي تُجِبْ : عَظْمًا جَريدْ
    وَارْسِلْ عُيونَكَ صَوْبَ " شَجْرَتِنا " مُظَلِّلَةِ الْحَميدْ
    "عَبْدِ الرَّحيِمِ" ( 3 ) وَقَدْ غَفا فِي حَقْلِ "ناجِي" ( 4 ) كَيْ يُجيدْ
    شِعْرَ الشَّهادَةِ حامِلاً رُوحًا عَلَى كَفٍّ تَجودْ
    "وَالْمَغْرِبِيِّ " ( 5 ) مُعانِقِ الاِقْدامِ مَفْخَرَةٍ نَجيدْ
    يَلْقى الْعَدُوَّ كَعاصِفٍ مَرَّتْ مُخَلِّفَةً هَديدْ
    وَاقْرَأْ بُطولاتِ الشِّهابِيِّينَ إِذْ طَلَعوا أُسودْ
    نادَتْهُمُ فِي الْفَجْرِ "لُوبْيا" فَالثَّرى جُدُثٌ تَميدْ
    وَ " بِعَيْلَبونَ " وَقَدْ تَخَضَّبَ قَلْبُها قَبْلَ الزُّنودْ
    وَتَخَضَّبَتْ " عَرَبُ الْمَواسِي " وَالْخِضابُ دَمُ الشَّهيدْ
    وَاسْتَفْزِزِ التَّاريِخَ يُخْرِجْ مِنْ خَفاياهُ الْمَزيدْ
    "عَيْنُ الزَّتونِ " سُطورُها أَبَدِيَّةٌ لَيْسَتْ تَبيدْ
    فِي الْوادِ بَيْنَ الشَّوْكِ خَرَّ الْمَوْتُ وَافْتَرَشَ الْخُدودْ
    بِرَواسِمِ " الصَّفْصافِ " قِفْ وَسَلِ الثَّرى فَهْوَ الشَّهيدْ
    ما زالَ يَذْكُرُ دونَ نِسْيانٍ تَقاطيعَ الْجُنودْ
    رُبْدِ الْوُجوهِ قُلوبُهُمْ فاقَتْ صَلابَتُها الْحَديدْ
    فِي "الْعَيْنِ" وَسْطَ الْماءِ راحَ الأَهْلُ مِنْ قَصْفٍ حَصيدْ
    وَعَلَى " الْكُوَيْكاتِ " الْفَقيدَةِ لَمْ تَزَلْ قِطَعُ الْجَسيدْ
    تَحْكِي إِلَى الأَجْيالِ مِيتَةَ مُبْدِعِي " جَفْرا " ( 6 ) الشَّرودْ
    تَحْكِي إِلَى الأَجْيالَ قَبْضَ أَبِي رُغالَةَ لِلنُّقودْ
    تَحْكِي إِلَى الأَجْيالِ ما نَسِيَ الْمُؤَرِّخُ أَنْ يَشيدْ
    وَافْتَحْ كِتابَ الْمَوْتِ فِي صَفَحاتِهِ النَّبَأُ الْفَريدْ
    أَنَّ الْبِلادَ تَجَرَّعَتْ سُمَّ الصِّلالِ مِنَ الْكَنودْ
    فِي كُلِّ ناحِيَةٍ بَقايا مِنْ قُرًى كانَتْ وُرودْ
    مَلأَتْ بِقاعَ الأَرْضِ بِالأَرَجِ الْمُطَيَّبِ وَالسُّعودْ
    طافَتْ بِها أَيْدي النَّوائِبِ تَزْرَعُ الزَّمَنَ النَّكيدْ
    وَارْكُضْ " لِشاتيلا وَصَبْرا " قَبْلَما يَطْغَى الْجَليدْ
    وَيُغَلِّقُ الطُّرُقاتِ طوفانُ الَّليالِي وَالصُّرودْ
    وَتُصابُ ذاكِرَةُ الْحَواضِرِ بِالتَّقَوْقُعِ وَالْجُمودْ
    وَنَظُنُّ ما فَعَلَ الْغُزاةُ الرُّبْدُ وَهْمًا لا رَصيدْ
    إِذْ ذاكَ نَنْسَى أَنَّنا يَوْمًا مَشَيْنا فِي الْعُقودْ
    يا أَيُّها الشَّعْبُ الأَجَلُّ إِلامَ تُرْهِقُكَ الصَّعودْ
    نَحَروا بَنيكَ بِحَضْرَةِ الدُّوَلِ الَّلقيطَةِ كَالْقَعودْ
    فَدِماؤُهُمْ فَوْقَ الأَباطِحِ وَالْفَدافِدِ وَالنُّجودْ
    تَرْنو إِلَى عَدْلِ السَّماءِ مِنَ التَّفَرْعُنِ وَالْجُحودْ

    **********
    يا أَيُّها الشَّعْبُ الأَجَلُّ مَتَى تُضيءُ عَلَى الْوُجودْ
    وَمَتَى الصِّلالُ الْفاغِراتُ تُبيدُها مِنْكَ الرُّعودْ
    آذَتْكَ فَاسْحَقْها جَميعًا لا تَذَرْ بيضًا وَسودْ
    أَنْتَ الَّذي عَلَّمْتَ بَعْدَ اللهِ بِالْقَلَمِ السَّديدْ
    أَنْتَ الَّذي كَحَّلْتَ جَفْنَ الدَّهْرِ بِالْفَجْرِ الرَّغيدْ
    أَنْتَ الَّذي غازَلْتَ ثَغْرَ النُّورِ لا الطَّيْرُ الْغَريدْ
    أَنْتَ الَّذي أَخْبَرْتَ ما الْعَلْياءُ ما الْمَجْدُ التَّليدْ
    أَنْتَ الَّذي ... أَنْتَ الَّذي ... فَعَلامَ يَغْشاكَ الْهُجودْ
    اَلْمَسْجِدُ الأَقْصَى حِماكَ وَفِي الْحِمَى سِيدٌ يَقودْ
    باعَتْكَ يَعْرُبُ بِالنُّضارِ وَبِالْخُمورِ وَبِالنُّهودْ
    باعَتْكَ يَعْرُبُ بِالْيَهودِ وَقيلَ مِنْ بَعْضِ الْهُنودْ
    باعَتْكَ لا كانَتْ وَلا ارْتَفَعَتْ لِبائِعِكَ الْبُنودْ
    يا أَيُّها الشَّعْبُ الْمُشَرِّشُ فِي الْفُؤادِ وَفِي الْوَريدْ
    يَطْغى هَواكَ عَلَى الْهَوانِ فَلا تَهِنْ ، أَنْتَ الْمَجيدْ
    أَنْتَ ابْتِداءُ الْقَوْلِ أَعْذَبُهُ وَما زاغَ الْقَصيدْ
    أَنْتَ الْمَعارِجُ لِلُّحونِ وَأَنْتَ مُنْطَلَقُ النَّشيدْ
    حاشاكَ تَهْوي عَنْ صُروحِكَ أَوْ يُصالِحَكَ الرُّكودْ
    قَدْ سُدْتَ فِي الْماضِي الْمَدى فَرْدًا وَحَقُّكَ أَنْ تَسودْ

    **********
    ما كُنْتَ أَوَّلَ مَنْ يُشَمِّرُ لِلْحُقوقِ لِيَسْتَعيدْ
    ما كُنْتَ أَوَّلَ مَنْ يُطالِبُ أَنْ تَكونَ لَهُ حُدودْ
    ما كُنْتَ أَوَّلَ مَنْ يُجاهِدُ كَيْ يَعِزَّ لَهُ وُجودْ
    حَقٌّ تُقَدِّسُهُ الشُّعوبُ ، أَلَسْتَ بِالشَّعْبِ الْمَجيدْ
    ما كُنْتَ بِدْعًا فِي الشُّعوبِ وَلَسْتَ تَطْلُبُ مُلْكَ "مِيدْ " ( 7 )
    فَاطْلِعْ شُموسَكَ فَالْفَضاءُ مَمالِكٌ حُفَّتْ بِصِيدْ
    هَزَّتْ طَلائِعُها الْمَطالِعَ وَهْيَ طَوْعُكَ وَالْغُمودْ
    وَانْهَضْ لِحَقِّكَ فَالسَّلاهِبُ ماثِلاتٌ وَالزُّرودْ
    لا تَخْشَ قابِلَةَ الْفَناءِ بِشاطِئَيْكَ وَلا الْوَعيدْ
    وَاحْذَرْ كَمَنْجاتِ السَّلامِ فَإِنَّها قَبْرٌ مَشيدْ
    كَالْفَخِّ يُبْدي الطُّعْمَ تَحْسَبُهُ الطُّيورُ قِرًى وَجودْ
    يَدْنو قَصيرُ الْعُمْرِ بادي الْجَهْلِ فِي خَطْوٍ وَئيدْ
    هَزِجًا وَقَدْ بَصُرَ الْغِذاءَ ، وَحَتْفُهُ فيِما يَرودْ
    يا أَيُّها الشَّعْبُ الْمُظَفَّرُ قَبْلَما خُلِقَتْ ثَمودْ
    لا تَرْضَ بِالسِّلْمِ الْمُغَيِّبِ فَجْرَكَ الْعَبِقَ الْوُرودْ
    لا تَرْضَ بِالسِّلْمِ الْمُحِلِّ الْقَتْلَ مِنْ غَيْرِ الْيَهودْ
    وَانْقُضْ عُقودَ الْغاصِبينَ فَكُلُّهُمْ نَقَضوا الْعُقودْ

    ************
    يا أَيُّها الشَّعْبُ الأَعَزُّ خُذِ الزِّمامَ مِنَ الْخَضيدْ
    سِتُّونَ قَدْ مَرَّتْ عَلَيْكَ وَلَمْ تَنَلْ غَيْرَ الزَّهيدْ
    سِتُّونَ قَدْ مَرَّتْ عَلَيْكَ وَلَمْ تُفارِقْكَ الصُّفودْ
    سِتُّونَ قَدْ مَرَّتْ تَشُدُّ خُطاكَ أَشْطانُ الشُّرودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ فَوْقَ ظَهْرِكَ طَعْنَةً تَفْري الْجُلودْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ وَالْفَراعِنُ طولَ قَهْرِكَ تَسْتَزيدْ
    سِتُّونَ مَرَّتْ كُنْتَ عَبْدَ الْعَبْدِ خادِمَهُ الْمُريدْ

    ***********
    ما لِلْمَساجِدِ وَالْكَنائِسِ عُرِّيَتْ بَعْدَ الْبُرودْ
    تَبْكِي الْمَساجِدُ وَالْكَنائِسُ فَجْرَها الْعالِي الْقُدودْ
    تَبْكِي الْمَساجِدُ وَالْكَنائِسُ عَسْفَ أَسْرَلَةٍ وَهودْ
    تَبْكِي الْمَساجِدُ وَالْكَنائِسُ عَصْفَ أَرْبَدَ ذي صُلودْ
    فِرْعَوْنُ وَالنَّمْرودُ لَوْ قِيسا بِهِ رَجَحَ الْمَريدْ
    شَكَتِ الْمَساجِدُ وَالْكَنائِسُ أَقْرُدًا جُبِلَتْ أَديدْ
    تَبْكِي الْمَساجِدُ وَالْكَنائِسُ مُنْقِذيها وَالْقُيودْ
    يا دَمْعَ " إِقْرِثَ " مُذْ طَغَى التَّهْجيرُ تَنْزِفُهُ الْجُرودْ
    قالوا سَنُرْجِعُ أَهْلَها ، حِبْرٌ مَحَتْهُ يَدُ الْبَريدْ
    فَتَرى الْكَنيسَةَ فَوْقَ رَأْسِ التَّلِّ مِنْ غُصَصٍ تَجودْ
    وَ " بِكَفْرِ بَرْعَمَ " أُخْتِها فِي الطَّرْدِ أَوْ تِلْكَ الْبُنودْ
    لَمْ يَبْقَ فيها غَيْرُ آثارٍ تَنامُ عَلَى وُعودْ
    وَتَصيحُ " سُحْماتا " إِلَيَّ بُنَيَّ فِي عُبِّي مَزيدْ
    هَدَمَ الْعَساكِرُ جامِعِي وَكَنيسَتِي نَسَفُوا الْعُقودْ
    وَحَفِظْتُ آياتِ الْبِلادِ وَآيَةَ الْقَسَمِ الْوَكيدْ
    بِالتِّينِ وَالزَّيْتونِ يا وَلَدي ، فَمُقْسِمُها الْمَجيدْ
    وَزَرَعْتُ فِي حَجَرِ الْكَنيسَةِ تينَةً فَعَسَى تَعودْ
    وَزَرَعْتُ زَيْتونًا بِجانِبِ مَسْجِدي فَعَسَى الْعُهودْ
    مِنْ بَعْدِ نِسْيانِي تُسَطِّرُ أَنَّنِي صُنْتُ الْعُهودْ
    وَتُخَبِّرُ الأَهْلينَ أَنْ طالَ الْبُكاءُ عَلَى الْحُدودْ

    ************
    تِلْكَ الْمَساجِدُ ساءَلَتْ يا جَبْهَةَ الشَّيْخِ الْقَعيدْ
    أَيْنَ الأُلَى خَطَروا عَلَى السَّاحاتِ بِالْحُلُمِ الْعَتيدْ
    أَيْنَ الأُلَى جَرُّوا الصَّباحَ لِبابِنا وَجَثا الْعَنيدْ
    أَيْنَ الأُلَى رَكَزوا الْقِبابَ عَلَى السِّماكِ بِلا عَمودْ
    أَيْنَ الأُلَى كانوا وَكُنَّا ، ثُمَّ لا خَبَرٌ يُفيدْ
    اَلْمَسْجِدُ الْكَمِدُ الْمُقَيَّدُ صاحَ فِي سَمْعِ السُّجودْ
    أَقْصاكُمُ أَنا كَيْفَ يُقْصونِي أَلا رَجُلٌ رَشيدْ
    كُلُّ الْمَساجِدِ سائِلاتٌ حالَتِي بَعْدَ الْوَليدْ
    كُلُّ الْمَساجِدِ باكِياتٌ فَجْرَ خالِدَ وَالرَّشيدْ
    كُلُّ الْمَساجِدِ ساءَلَتْنِي ما لِلَيْلِكَ لا يَقيدْ
    كانَتْ تَرى مِصْباحَ مِئْذَنَتِي يُضيءُ بِلا خُمودْ
    وَالآنَ تُبْصِرُ ظُلْمَتِي وَظُلامَتِي دونَ الْعَديدْ
    كُلُّ الْمَساجِدِ كُرِّمَتْ وَأَنا عَلَى كَرَمِي مَكيدْ
    كُلُّ الْمَساجِدِ قُدِّسَتْ وَأَنا عَلَى قُدْسِي وَئيدْ
    أَصْبَحْتُ كَالْعَبْدِ الذَّليلِ فَجُدْ بِغَوْثِكَ يا وَدودْ

    ***********
    يا أَيُّها الشَّعْبُ الْمُهَجَّرُ فِي الزَّمانِ وَفِي الْجُدودْ
    سَلَّمْتَ أَمْرَكَ لِلزَّعامَةِ وَهْيَ حِرْباءٌ حَرودْ
    وَكَشَفْتَ سِرَّكَ لِلْمُلوكِ مَظَنَّةً تُزْجِي الْجَريدْ
    فَأَتاكَ مِنْ قِبَلِ الْمُلوكِ الْغَدْرُ يَمْشِي كَالْخَريدْ
    حَتَّى تَرَبَّعَ فِي الْمَنازِلِ ، أَسْفَرَ الْوَجْهَ الْكَديدْ
    فَرَمَوْكَ رَمْيَةَ غادِرٍ ، وَحَماكَ رَبُّكَ لا الْعُقودْ
    لَوْلا حَماكَ اللهُ لاقْتَلَعوكَ مِنْ زَمَنٍ بَعيدْ
    لَوْلا حَماكَ اللهُ لاغْتَبَقوا دِماكَ مَدًى مَديدْ
    لَوْلا حَماكَ اللهُ لاقْتَسَموكَ فِي سوقِ الْعَبيدْ
    وَلَقَدْ أَرادوا ذاكَ وَانْتَدَبوا الْخَبيثَ مِنَ الرَّصيدْ
    لكِنَّ رَبَّكَ كانَ بِالْمِرْصادِ لِلرَّصَدِ الْكَسيدْ
    غِيظوا لِذلِكَ فَامْتَطُوا الْمَكْرَ الْمُجازَ مِنَ الْحَقودْ
    فَإِذا السِّياسَةُ وَالنَّجاسَةُ عِمْلَةُ الزَّمَنِ النَّكيدْ
    فَإِذا السِّياسَةُ لِلدَّخيلِ ثِمارُها شَهْدٌ وَديدْ
    وَتَبَدَّلَتْ بِحُلوقِنا لِمَرارةٍ ، أَيْنَ الْهَبيدْ
    أَقْصَتْكَ عَنْ مَرْعاكَ وَاغْتَصَبَتْهُ ، فَالْمَرْعَى صَلودْ
    أَقْصَتْكَ عَنْ ماءِ الْحَياةِ ، وَقيلَ يَسْتَعْصِي الْوُرودْ
    وَنُثِرْتَ فِي بِيدِ الرَّمادَةِ كَيْ يُوافيكَ الْهُمودْ
    وَنُثِرْتَ فِي لَيْلِ الْمَنايا السُّودِ فِي أَشْداقِ سُودْ
    نَثَرَتْكَ أَيْدي الْمارِقينَ وَأَنْتَ واسِطَةُ الْعُقودْ
    نَثَرَتْكَ إِذْ جَهِلَتْكَ قَدْرًا لا اهْتَدَتْ نَهْجًا سَديدْ
    نَثَرَتْكَ إِذْ أَنْتَ الَّلآلِئُ زَيَّنَتْ صَدْرَ الْوُجودْ
    نَثَرَتْكَ يا شَجَرَ الْحَياةِ وَأَنْتَ ذو الطَّلْعِ النَّضيدْ
    نَثَرَتْكَ فَانْتَثَرَ الْجَمالُ فَلا ارْتَقَوْا رُكْنًا وَطيدْ
    نَثَرَتْكَ لا اجْتَمَعَتْ مَجالِسُهُمْ إِلَى الأَبَدِ الأَبيدْ

    ************
    شَعْبِي حَمَلْتَ الْقُدْسَ لِلدُّنْيا فَرَدَّتْكَ الصَّيودْ
    شَعْبِي حَمَلْتَ الْجُرْحَ عُمْرَكَ كاتِمًا أَلَمَ الْكُتودْ
    وَرَجَعْتَ فِي " خُفَّيْ حُنَيْنٍ " لَمْ تَفُزْ حَتَّى بِيودْ
    جُرِّعْتَ وَحْدَكَ غُصَّةَ الْمَأْساةِ وَالْمَرْقَى الْعَنودْ
    وَوُقِيتَ ماحِقَةَ الْمَصارِعِ لَمْ تَنَلْكَ وَلَنْ تَبيدْ
    شَعْبِي جِراحُكَ سَوْفَ تُشْفَى فَارْتَقِبْ فَجْرًا يَهيدْ
    فَلَقَدْ صَبَرْتَ عَلَى النَّوائِبِ مُؤْمِنًا بِغَدٍ سَعيدْ
    فَاسْمَعْ تَهاليلَ الْبَشائِرِ فِي الْحَفيدَةِ وَالْحَفيدْ
    لَمْ يُلْهِهِمْ لَعِبُ الطُّفولَةِ عَنْ مُلاعَبَةِ الْبَرودْ
    لَمْ يَسْمَعُوا إِلاَّ صَدى الأَجْدادِ تَعْزِفُهُ الأُبودْ
    غَنُّوا الصَّدى خَلَعوا الرَّدى زَرَعوا الْمَدى غَدَكَ الْعَتيدْ
    فَإِذا الْبَنادِقُ وَالْمَتارِسُ خامِداتٌ لا تَنودْ
    حَجَرٌ يَطيرُ عَنِ الزُّنودِ إِلَى الْجُنودِ هُوَ الْوَقودْ
    فَإِذا الْجُنودُ مِنَ الشِّهابِ كَلا وُجودٍ فِي الْوُجودْ
    شَعْبِي فَدَيْتُكَ آنَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ الْبَأْسُ الشَّديدْ
    شَعْبِي فَدَيْتُكَ آنَ لِلْبُرْكانِ اِشْعالُ الْمُرودْ
    فَاخْلَعْ سُباتَكَ لِلْمَسيرِ وَفَجِّرِ الَّليْلَ الْكَؤودْ
    وَاسْرِجْ خُيولَ الْمَوْتِ تُقْصِ الْمَوْتَ بِالْمَوْتِ النَّجيدْ
    شَعْبِي رُمِيتَ إِلَى الْمَهالِكِ فَارْمِ بِالْعَدَمِ الْمُبيدْ
    لِتَرُدَّ أَلْوِيَةَ الظَّلامِ إِلَى الظَّلامِ وَتيهِ بِيدْ
    لِيَعودَ اِشْراقُ الْحَياةِ إِلَى الْحَياةِ كَصُبْحِ عِيدْ
    لِنَرى فِلَسْطينَ الْحَضارَةِ صَرْحَ عِزَّتِها تُعيدْ
    وَنَرى فِلَسْطينَ الْحَضارَةِ تَرْتَقِي دَرَجَ الْخُلودْ
    وَنَرى فِلَسْطينَ الْحَضارَةِ نَهْضَةَ الدُّنْيا تَقودْ
    وَنَرى فِلَسْطينَ الْحَضارَةِ جَبْهَةَ الدُّنْيا تَسودْ


    ــــــــــــــ
    * القصيدة في الأصل كتبت في الذكرى الحمسين للنكبة ، وقد تم تبديل ( خمسون بـ ستون) ، وقد نشرت القصيدة في كتاب .
    الاسماء بين الأقواس ، أسماء قرى ومواقع بعضها هدم وبعضها ما زال موجودا
    1 ـ من شعر أبي سلمى
    2 ـ المقصود بالجديد هو اليهودي القادم من اصقاع الارض ليأخذ مكاننا
    3 ـ هو الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود ، الذي استشهد في قرية الشجرة عام 48 .
    4 ـ هو الشهيد ناجي العلي رسام الكاريكاتير الشهير ، ابن قرية الشجرة
    5 ـ قائد استشهد في معركة الشجرة ، وروى لي عمي أطال الله في عمره فقد كان رجل الاسعاف في تلك المعركة ، أنه سمع آخر كلام الشهيد محمود سليم الصالح " المغربي " حيث استشهد برصاصة بين عينيه وهو مقبل غير مدبر فخر ساجدا وكان آخر كلامه أن نطق الشهادتين ، وأصيب عمي وهو يحاول اسعافه .
    6 ـ الجفرا ـ هي الاغنية الشعبية المشهورة ( جفرا ويا هالربع ) وهي أغنية فلسطينية مبدعها أحمد عزيز من قرية كويكات .
    7 ـ ميديا كما في شاهنامة الفردوسي " تعريب مؤيد ابراهيم "
    .

  7. #7

    رد: ديوان الشاعر الكبير محمود مرعي

    قصيدة حول تعدد الزوجات

    يا شِعْرُ عُدْ بـي لِلزَّمانِ الْأَوَّلِ = حَيْثُ الطَّبيعَةُ طُهْرُها لَـمْ يُقْتَلِ
    حَيْثُ السَّعادَةُ وَالْبَساطَةُ وَالْـهَنا = حَيْثُ الْـجَمـالُ وَغادِياتُ الْـجَدْوَلِ
    حَيْثُ الْبُكورُ بِكُلِّ حُسْنٍ تَبْتَدي = حَيْثُ الْعَشايا بِالصَّفا لَـمْ تَبْخَلِ
    وَالذِّكْرُ يَهْمي فـي الْوِهادِ وَفـي الْقُرى= عَذْبًا نَدِيًّا فـي خُشوعِ مُرَتِّلِ
    وَالْعَيْشُ صَفْوٌ رَغْمَ فَقْرٍ شامِلٍ = حَتَّى الرَّغيفُ تَقاسَموهُ لِـمَأْكَلِ
    كانَ التَّكافُلُ رَغْمَ قِلَّةِ حيلَةٍ = يَمْشي بِلا دَفْعٍ وَغَيْرَ مُعَطَّلِ
    وَالْيَوْمَ عَمَّ الْـمـالُ أَرْكانَ الدُّنى = وَالْفَقْرُ أَوْدى بِالْكِفافِ، فَحَوْقِلِ
    لَوْ قيسَ ماضينا الْـجَميلُ بِعَصْرِنا = رَجَحَ الْقَديمُ عَلى الْـجَديدِ، وَحَـمْدِلِ
    وَعَنِ الْـجَمـالِ إِذا سَأَلْتَ فَلَنْ تَفي = لِبَيانِهِ الصَّفَحاتُ مَهْمـا تُـحْمَلِ
    مِنْهُ الْـهُدوءُ وَراحَةُ الْبالِ الَّتي = رَحَلَتْ وَما عادَتْ تُرى فـي مَنْزِلِ
    مِنْهُ الزَّواجُ لَدى الْبُلوغِ تَـحَصُّنًا = وَحِـمـايَةً لِلْعِرْضِ مِنْ مُتَسَلِّلِ
    وَتَعَدُّدُ الزَّوْجاتِ شِرْعَةُ خالِقٍ = ما كانَ عاداتٍ وَنَهْجَ تَبَدُّلِ
    وَالْيَوْمَ أَصْبَحْنا رَديفًا لِلنِّسا = فـي شَرْحِ آياتِ التَّعَدُّدِ وَالْوَلـي
    لا يَرْتَضينَ ضَرائِرًا وَشَراكَةً = إِلَّا عَلى كُرْهٍ بِضِغْنٍ مُـمْتَلـي
    وَنُفَسِّرُ الْآياتِ وِفْقَ رَغائِبٍ = لِلرَّافِضاتِ الْـهائِمـاتِ بِمِكْحَلِ
    وَنُذِلُّ أَنْفُسَنا، نُذِلُّ حُروفَنا = بِقَصائِدٍ، كَزُؤانَ عِنْدَ مُغَرْبِلِ
    فَكَأَنَّمـا صارَ الْقَصيدُ مُوَظَّفًا = يُنْهى وَيُؤْمَرُ بِالْعَميلِ الْأَنْذَلِ
    يا شِعْرُ عَهْدي بِانْفِجارِكَ لَـمْ يَـخِبْ = ما كُنْتَ صَوْتَ مُـخَنَّثٍ مُسْتَرْجِلِ
    بَلْ كُنْتَ صَوْتًا لا يَزالُ مُدَوِّيًا = يَـجْلو الْـحَقائِقَ رَغْمَ كُلِّ مُدَجِّلِ
    يا شِعْرُ لَسْتَ مُـخَيَّرًا فـي أُمَّةٍ = عَدَلَتْ عَنِ النَّهْجِ الْقَويمِ، فَعَدِّلِ
    وَاشْهِرْ جَـمـالَ الْـحَقِّ وَاطْلِعْ شَمْسَهُ = وَالنَّقْدُ لِلسَّلْبِيِّ فَرْضٌ فَافْعَلِ
    وَاسْتَنْكِرِ الظُّلْمَ الْبَغيضَ جَـميعَهُ = ما كانَ، مِنْ فَرْدٍ وَفِكْرٍ مُـمْحِلِ
    وَاهْجُ الْقَبيحَ وَعَرِّهِ مِنْ ثَوْبِهِ = وَارْفَعْ مَقامَ الْأَجْـمَلِ الْـمُتَأَصِّلِ
    جَلَّ الَّذي جَعَلَ التَّعَدُّدَ شِرْعَةً = وَبَيانُ ذٰلِكَ فـي الْكِتابِ الْـمُنْزَلِ
    حُكْمُ التَّعَدُّدِ قَدْ يَغيبُ عَنِ الْـحِجى = فَيَرى الصَّريحَ بِحاجَةٍ لِتَأَوُّلِ
    وَالْبَعْضُ يَغْلو فـي تَأَوُّلِ آيَةٍ = فَيَرى حَرامًا طَيَّ كُلِّ مُـحَلَّلِ
    وَالْبَعْضُ يَطْعَنُ فـي الشَّريعَةِ عامِدًا = قَصْدَ انْتِقاصٍ لِلصَّحيحِ الْأَفْضَلِ
    فَيَطيرُ كُلُّ مُفَرْنَجٍ فَرِحًا بِهِ = وَيَصيحُ: هٰذا الْفِكْرُ أَجْـمَلُ، فَاعْدِلِ
    وَكَذا مُفَرْنَجَةُ الْـحِجى مِنْ جَهْلِها = هامَتْ هُيامَ الْعاشِقِ الْـمُسْتَتْبَلِ
    وَيُعينُ فـي كُلِّ الْـمَطاعِنِ أَبْتَرٌ = ظَنَّ التَّحَضُّرَ فـي اتِّباعِ الْأَرْذَلِ
    ظَنُّوا التَّحَضُّرَ فـي التَّفَرْنُجِ وَانْثَنَوْا = يَتَسابَقونَ لِـهَدْمِ نَهْجٍ أَمْثَلِ
    وَإِذا أَتى ذِكْرُ النِّساءِ تَصايَـحوا: = إِنَّ التَّعَدُّدَ لِلزَّمانِ الْأَوَّلِ
    وَبِعَصْرِنا كُلُّ النِّساءِ تَـحَرَّرَتْ = وَعَنِ التَّعَدُّدِ جُـمْلَةً، لَـمْ تَسْأَلِ
    فَتَعَدُّدُ الزَّوْجاتِ ظُلْمٌ واضِحٌ = مَنْ يَرْضَ ظُلْمًـا يا مُعَقَّدُ، يُعْزَلِ
    فـي الْغَرْبِ تَـخْتارُ الْفَتاةُ حَليلَها = وَعَشيقَها، لَوْ كانَ خُنْثى الْـهَيْكَلِ
    أَوْ زَوْجَ أُخْرى، أَوْ خَطيبَ عَفيفَةٍ = فَالْعِشْقُ يَأْتـي فـي الْـمَقامِ الْأَوَّلِ
    حاءُ الْـحَليلَةِ ضَعْ عَلَيْها نُقْطَةً = هٰذا شِعارُ الْعَصْرِ وَالْـمُسْتَقْبَلِ
    وَلَدَيْكَ آيَةُ ( فَانْكِحوا ما طابَ) لـي = وَلَهُ، وَلٰكِنْ لِلنِّسا لَـمْ تَشْمَلِ
    أَيْنَ الْـمُساواةُ الَّتي قُلْتُمْ بِها = وَالْعَدْلُ لِلْجِنْسَيْنِ فـي ذا الْـمُشْكِلِ
    أَتَرى النِّساءَ خُلِقْنَ مَفْعولًا بِهِ = لا فاعِلًا مُتَصَرِّفًا فـي أَفْعَلِ؟
    جَهِلوا شَريعَةَ رَبِّنا وَاسْتَرْشَدوا = فـي فَهْمِها، بِمُضَلَّلٍ وَمُضَلِّلِ
    فَحَلالُـهُمْ تَـحْليلُ كُلِّ مُـحَرَّمٍ = وَحَرامُهُمْ تَـحْريمُ كُلِّ مُـحَلَّلِ
    إِنَّ الَّذي خَلَقَ الْـخَليقَةَ عالِـمٌ = أَنَّ الْـخَليقَةَ فَهْمُها لَـمْ يَكْمَلِ
    وَالنَّقْصُ فـي الْـمَخْلوقِ طَبْعٌ لازِمٌ = إِذْ ظَنَّ عَبْدَ الدَّارِ رَبَّ الْـمَنْزِلِ
    فَاللهُ حَلَّلَ لِلْعِبادِ تَعَدُّدًا = بِشَريعَةٍ بِالنَّقْصِ لَـمْ تَتَوَسَّلِ
    وَهُمُ أَباحوا لِلتَّعَدُّدِ إِنَّمـا = بِحَليلَةٍ وَخَليلَةٍ فـي الْـمُجْمَلِ
    وَتَرى الْـخَليلَةَ عِنْدَهُمْ أَمَةً فَلا = حَقٌّ لَـها، شِبْهَ الْـمَتاعِ الْـمُهْمَلِ
    حَتَّى إِذا ما احْتاجَها لِسَريرِهِ = نادى فَلَبَّتْ لِلنِّداءِ الْـمُخْمَلي
    وَلَدى امْتِناعٍ تُسْتَباحُ لِسَيِّدٍ = وَالْاِغْتِصابُ يُـحيلُها لِلْمَحْمَلِ
    أَوْ تَشْتَكي بِسَريرِ مَشْفى بَعْدَما = حالَتْ نَضارَةُ جِسْمِها مِنْ تَنْبَلِ
    أَوْ تَغْتَدي خَبَرَ الصَّحافَةِ عاجِلًا = وَوَسائِلِ الْاِعْلامِ دونَ تَـمَهُّلِ
    وَيُـخَفِّفونَ بِمـا اسْتَطاعوا وَقْعَهُ = وَيَمُرُّ مُقْتَضَبًا بِغَيْرِ تَرَسُّلِ
    أَمَّا إِذا كانَ الْـمُقارِفُ مُسْلِمًـا = هاجَتْ مَـجامِعُهُمْ كَسَيْلٍ مِنْ عَلِ
    يَتَجَهَّمونَ وَيَغْضَبونَ كَأَنَّمـا = بُرْكانُ أَوْدى بِالْقُرى وَالْعُزَّلِ
    أَوْ زُلْزِلَتْ بُلْدانُهُمْ وَتَـحَوَّلَتْ = أَثَرًا، وَجالَ الْـمَوْتُ فـي الْـمُتَزَلْزِلِ
    وَمَقولَةُ الْاِرْهابِ جاهِزَةٌ وَكَمْ = لُصِقَتْ بِشَرْقِيِّ الْـمَلامِحِ، فَابْتُلي
    يَسْتَنْكِرونَ وَيُنْكِرونَ جَريمَةً = وَلَدَيْهِمُ أَضْعافُها لَـمْ تُنْقَلِ
    وَتَرى النَّواشِزَ بَيْنَنا فـي صَدْمَةٍ = يَبْكينَ، يَسْتَصْرِخْنَ كُلَّ مُغَفَّلِ
    يَرْمينَ شِرْعَةَ رَبِّنا بِنَقائِصٍ = وَيَرُمْنَ رَيًّا مِنْ عُصارَةِ حَنْظَلِ
    مُسْتَرْجِلاتٍ لِلْمَثالِبِ جُنِّدَتْ = بَثًّا وَتَشْويهًا بِغَيْرِ تَعَقُّلِ
    شَتَّانَ بَيْنَ شَريعَةٍ وَمُشَرْعِنٍ = هٰذي الْـحَلالُ وَذاكَ مِنْ مُتَمَحِّلِ
    فَشَريعَةٌ حَوَتِ الْكَمـالَ بِدايَةً = تِلْكَ الْوِعاءُ وَغَيْرُها كَالْـمُنْخُلِ
    وَالْـمـاءُ يَثْبُتُ فـي الْوِعاءِ عَلى الْـمَدى = وَتَرى الْـمَناخِلَ حِفْظَهُ لَـمْ تَقْبَلِ
    ما النَّقْصُ فـي شَرْعِ الْإِلٰهِ وَحُكْمِهِ = اَلنَّقْصُ فـي عَقْلِ الْـخَليقَةِ فَاعْقِلِ
    وَاقْنَعْ بِمـا حَكَمَ الْإِلٰهُ وَخُذْ بِهِ = فَالْفَوْزُ فـي إِتْيانِهِ، لا تَكْسَلِ
    وَانْظُرْ لِنَفْسِكَ فـي الْـحَلالِ مُنَعَّمًـا = إِنْ كانَ مَثْنى أَوْ ثَلاثَ، تَـخَيَّلِ
    أَوْ كانَ أَرْبَعَ، لَيْسَ ذٰلِكَ مَأْثَمًـا = أَوْ مَغْرَمًا، يا صاحِ، لا تَسْتَعْجِلِ
    بِالنَّقْدِ لِلتَّشْريعِ وَانْظُرْ لِلَّذي = شَرَعَ التَّعَدُّدَ قَبْلَ عَصْرٍ أَجْهَلِ
    فَهُوَ الْعَليمُ بِضَعْفِ حالِكَ قَبْلَمـا = يُنْشيكَ فـي رَحِمٍ، وَقَبْلَ تَشَكُّلِ
    وَبِأَنَّ روحَكَ سَوْفَ تَهْفو كُلَّمـا = لاحَتْ لِعَيْنِكَ غادَةٌ فـي مَنْزِلِ
    قَدْ قالَ رَبُّكَ (فَانْكِحوا ما طابَ) لا = قَصْدَ التَّصاهُرِ وَابْتِغاءَ تَنَسُّلِ
    وَالْعَدْلَ عَنْكَ نَفاهُ فـي أَمْرِ النِّسا = مَهْمـا حَرَصْتَ عَلَيْهِ، مِلْتَ لِأَجْـمَلِ
    وَعَدَلْتَ لِلْأُخْرى وَتِلْكَ خَليقَةٌ = كُلُّ الرِّجالِ بِها سَواءٌ، فَاقْبَلِ
    وَكَذا النِّساءُ تَـميلُ نَحْوَكَ خِلْقَةً = وَانْظُرْ إِلـى (امْرَأَةِ الْعَزيزِ)، تَأَمَّلِ
    شُغِفَتْ بِيوسُفَ، صَرَّحَتْ عَنْ عِشْقِها= لَـمْ تَسْتَطِعْ كَتْمًـا لِـحُبٍّ مُثْمِلِ
    وَانْظُرْ إِلـى موسى عَلى ما مَدْيَنٍ= إِذْ أَقْبَلَتْ (إِحْداهُما) لِلْمَنْهَلِ
    وَتَقولُ (إِنَّ أَبـي) وَ (يا أَبَتي) وَفـي = لُغَةِ الْفَتاةِ إِبانَةٌ عَنْ مَأْمَلِ
    إِنَّ الَّذي خَلَقَ الرِّجالَ مَعَ النِّسا = أَدْرى وَأَعْلَمُ بِالسَّبيلِ الْأَعْدَلِ
    وَهُوَ الْعَليمُ صَلاحَهُ وَصَلاحَها = وَحِـمـايَةً لَـهُمـا بِأَمْنَعِ مَوْئِلِ
    وَالظُّلْمُ أَفْظَعُ ما رَأَيْتُ تَعامُلًا = يا مَنْ تُـمـارسُ ظُلْمَها لا تَفْعَلِ
    ما جازَ تَظْلِمُها بِشِرْعَةِ رَبِّنا = وَبِشَرْعِهِ زُوِّجْتَها، فَتَمَهَّلِ
    إِنْ كانَ ساءَكَ بَعْضُ خُلْقٍ فـي النِّسا = أَفَأَنْتَ عَنْ هٰذي الصِّفاتِ بِمَعْزِلِ؟
    عامِلْ بِلُطْفٍ وَاجْتَنِبْ كُلَّ الَّذي = إِنْ حَلَّ أَفْضى لِلشَّقاءِ الْـمُرْمِلِ
    إِنَّ الَّذي أَغْناكَ أَغْناها فَلا = تَـحْسَبْ بِأَنَّ الْـمـالَ حَظُّ الْأَفْضَلِ
    اَلْـمـالُ يَفْنى وَالشَّبابُ مَسيرَةٌ = فَإِذا بَلَغْتَ تَـمـامَها تَتَحَوَّلِ
    وَكَذا الَّذي قَوَّاكَ قَوَّاها وَكَمْ = ضَعْفٍ رَمى الْفُرْسانَ فَوْقَ الْـجَنْدَلِ
    فَكُنِ الْـحَريصَ عَلى رِضاها تَلْقَها = أَحْنى عَلَيْكَ، وَإِنْ تَزِدْ تَتَدَلَّلِ
    إِنْ تُرْضِها فَرِضاكَ أَكْبَرُ هَمِّها = أَوْ تُؤْذِها فَلْتَنْتَظِرْ لِلْمُقْبِلِ
    وَعَجِبْتُ مِـمَّنْ لِلتَّعَدُّدِ فَسَّروا = بِغَرائِبِ التَّفْسيرِ رَغْمَ تَأَصُّلِ
    يا صاحِ، خالَفْناكَ فـي شِعْرٍ بَدا = وَأراكَ جانَبْتَ الصَّوابَ بِمُجْمَلِ
    ما قالَ رَبِّـي بِالتَّعَدُّدِ وِفْقَ ما = أَوْرَدْتَ مِنْ حُكْمٍ خِلافَ الْـمُنْزَلِ
    أَنْطَقْتَ شَرْعَ اللهِ غَيْرَ بَيانِهِ = حَـمَّلْتَ آيَ الذِّكْرِ ما لَـمْ تَـحْمِلِ
    كَلَّا، فَمـا حَصَرَ الْإِلٰهُ تَعَدُّدًا = فـي (الْباكِياتِ فُجِعْنَ بَعْدَ تَرَمُّلِ)
    أَوْ فـي (الْعَوانِسِ وَالْـمُطَلَّقَةِ الَّتي = تُرِكَتْ) وَلا خَصَّ الْيَتامى، فَافْصِلِ
    وَانْظُرْ لِأَسْبابِ النُّزولِ فَقَدْ حَوَتْ = فَصْلَ الْـخِطابِ وَفَسَّرَتْ لِلْمُشْكِلِ
    وَاقْرَأْ (فَإِنْ خِفْتُمْ) وَ (أَلَّا تُقْسِطوا) = تَـجِدِ التَّعَدُّدَ سابِقًا لِـمُكَمِّلِ
    لٰكِنَّمـا الْـمَعْنى يُـخالِفُ فَهْمَكُمْ = أَصْلَ التَّعَدُّدِ، صاحِ، لا تَتَأَوَّلِ
    قَدْ كانَ يَـجْمَعُ واحِدٌ عَشْرًا وَزِدْ = وَيَـخافُ مَنْعَ الْـمَهْرِ بَعْضًا، وَاسْأَلِ
    فَتَنَزَّلَ الْـحَلُّ الصَّحيحُ مِنَ السَّمـا = فَانْزِلْ عَلى حُكْمِ السَّمـا، لا تَعْدِلِ
    إِنَّ التَّعَدُّدَ فـي شَريعَةِ رَبِّنا = حِلٌّ مُباحٌ مِنْ لَدُنْ رَبٍّ عَلي
    وَالشَّرْطُ فيهِ الْعَدْلُ حَصْرًا يا أَخي = فَمَنِ اسْتَطاعَ تَعَدُّدًا فَلْيَفْعَلِ
    وَلَـها اشْتِراطُ زَواجِهِ مِنْ غَيْرِها = أَوْ مَنْعِهِ، فـي الْعَقْدِ، دونَ تَفَضُّلِ
    فَاصْدَعْ بِأَمْرِ اللهِ دونَ تَهَيُّبٍ = مِنْ غَضْبَةِ النِّسْوانِ وَالْعِلْجِ الْـخَلي
    لَوْ خُيِّرَتْ جُلُّ النِّسا ما اخْتَرْنَ ما = شَرَعَ الْإِلٰهُ لِأُمَّةِ الْـمُزَّمِّلِ
    بَلْ كُنَّ شَرَّ مَعاوِلٍ بِيَدِ الَّذي = يَبْغي زَوالَ شَريعَةِ الْـمُتَبَتِّلِ
    وَالْعِلْجُ يَرْقُبُ أَنْ تَـموتَ شَريعَةٌ = وَيُرى كِتابُ اللهِ تَـحْتَ الْأَرْجُلِ
    وَلَقَدْ رَأَيْنا لِلْعُلوجِ وَفِعْلَهُمْ = وَسَلِ الْعِراقَ فَكَمْ شَكا مِنْ أَرْذَلِ
    أَوَ ما سَمِعْتُمْ بِالنِّساءِ وَهَتْكِها = بِأَبـي غُرَيْبٍ، بَصْرَةٍ، وَالْـمَوْصِلِ
    وَاعْطِفْ إِلى الْأَفْغانِ وَاسْأَلْ حالَـهُمْ = وَلِكُلِّ رُكْنٍ بِالْفِرِنْجَةِ يَصْطَلي
    هَلْ غَيْرَ دينِ اللهِ أَوْ أَتْباعِهِ = يَصْلَوْنَ نارَ الْغاصِبِ الْـمُتَجَوْقِلِ؟
    هَلْ غَيْرَ شَرْعِ اللهِ أَمْسى خَصْمَهُمْ = وَزوالُهُ هَدَفًا لِأَخْبَثِ مَـحْفَلِ؟
    وَاقْصِدْ لِباريسِ الدَّواجِنِ فاحِصًا = وَاسْمَعْ لِسارْكوزِ الدَّعِيِّ الْأَهْبَلِ
    يُفْتي بِأَمْرِ صِيامِنا وَصَلاتِنا = فَاعْجَبْ لِشَرِّ مَغَفَّلٍ مُسْتَغْفِلِ
    وَاسْأَلْ لِبوشِ الْـمَخازي إِذْ عَوى = وَغَوى، وَثارَ وَحارَ حيرَةَ دَغْفَلِ
    عَجَبًا لَـهُمْ زَعَموا التَّحَرُّرَ دَأْبَهُمْ = وَتَسابَقوا لِتَحَرُّري بِالْـجَحْفَلِ
    وَلِـجَهْلِهِمْ وَغَبائِهِمْ وَخَبالِـهِمْ = فَهِموا التَّحَرُّرَ فـي انْتِشارِ الْقَسْطَلِ
    وَخِطابُهُمْ حَوْلَ النِّساءِ مُرَكَّزٌ = وَعَلى النِّساءِ خِداعُهُمْ كَمْ يَنْطَلي
    هٰذي تَثورُ وَتِلْكَ تَصْرُخُ وَالَّتي = تَأْبى انْسِياقًا فَهْيَ رَمْزُ الْغُفَّلِ
    هٰذي تُطالِبُ شَطْبَ آيِ تَعَدُّدٍ = وَتَرى الْـحِجابَ لِباسَ عَصْرٍ أَوَّلِ
    وَتَرى التَّحَرُّرَ فِعْلَ ما يَـحْلو لَـها = وَإِذا أَبَيْتَ سُلوكَها، فَتَحَمَّلِ
    أَنْتَ التَّخَلُّفُ وَالتَّحَجُّرُ فـي الْوَرى = وَيَزينُ مَسْلَكَها صَديقٌ أَوْ وَلـي
    يا قَوْمُ إِنِّـي بِالتَّحَرُّرِ جاهِلٌ = يا عالِـمًـا فَحْواهُ، أَنْتَ مُعَوَّلـي
    أَمِنَ التَّحَرُّرِ أَنْ تَكونَ نِساؤُنا = شِبْهَ السَّوائِمِ فَوْقَ أَرْضٍ مَـجْهَلِ؟
    أَمِنَ التَّحَرُّرِ أَنْ نُديرَ ظُهورَنا = لِصَريحِ آياتٍ وَنَهْجِ الْـمُرْسَلِ؟
    أَمِنَ التَّحَرُّرِ رَفْضُ شَرْعِ تَعَدُّدٍ = بِاسْمِ التَّعَصْرُنِ وَاتِّقاءَ تَقَوُّلِ؟
    فـي الشَّرْعِ تُنْكَحُ فـي الْـحَلالِ لِواحِدٍ = وَهُناكَ تؤطَأُ فـي الْـحَرامِ بِمَرْجَلِ
    وَلَرُبَّمـا عادَتْ صباحًا حامِلًا = وَأَبو الْـجَنينِ بِحِضْنِ ذاتِ تَغَزُّلِ
    وَالظُّلْمُ لِلنِّسْوانِ، تِلْكَ ذَريعَةٌ = لَيْسَتْ تَـمُرُّ عَلى الْـحَكيمِ الْأَعْقَلِ
    ما ذَنْبُ تَشْريعِ السَّمـاءِ بِفِعْلَةٍ = مِنْ جاهِلِ التَّشْريعِ خَبٍّ موهَلِ
    اَلظُّلْمُ فـي الْإِنْسانِ لا فـي شَرْعِنا = مَنْ يَقْتَرِفْهُ بِحَقِّها فَلْيُسْأَلِ
    وَعِقابُهُ فَرْضٌ كَأَيِّ جَريمَةٍ = لا شافِعٌ، وَالْـحُكْمُ غَيْرُ مُؤَجَّلِ
    هٰذا هُوَ الْعَدْلُ الصَّحيحُ وَلَيْسَ ما = شَرَعَ الْأُلـى نَظَروا بِعَيْنِ الْأَحْوَلِ
    وَانْظُرْ إِلـى الْإِنْجيلِ، وَاسْتَفْتِ الْأُلـى = دَرَسوهُ عَنْ مَعْنى الْـجُسومِ وَمَدْخَلِ
    أَنْ لَيْسَ ما دَخَلَ الْـجُسومَ مُنَجِّسًا = فـي شَرْعِهِمْ، وَالنَّصُّ مَعْروفٌ جَلي
    وَاسْأَلْ عَنِ السُّفَهاءِ أَوْ مَنْ حَلَّلوا = فِعْلَ اللَّواطِ بِلَـيِّ عُنْقِ مُرَتَّلِ
    بِاسْمِ التَّحَرُّرِ قَدْ أَتَوْهُ وَمارَسوا = بَلْ أَسْنَدوا ما قَدْ أَتَوْا لِلْإِنْجِلِ
    وَاسْتَنْكَرَ الْعُقَلاءُ قُبْحَ فِعالِـهِمْ = وَتَبَرَّأَ الْإِنْجيلُ مِنْ مُسْتَحْلِلِ
    لٰكِنَّهُمْ لَـمْ يَقْبَلوا حَذْفًا وَلا = تَبْديلَ أَوْ تَعْديلَ أَيِّ مُعَدِّلِ
    فَعَلامَ تُلْوى عُنْقُ نَصِّ كِتابِنا = وَيُـجازُ غَيْرُ مَقولِهِ الْـمُتَعَقَّلِ
    دَعْ عَنْكَ لَوْمي وَافْتِني يا صاحِبي = أَتَلومُ لِلْإِنْجيلِ أَمْ لِـمُؤَوِّلِ
    وَهَلِ التَّحَرُّرُ أَنْ تَشيعَ فَواحِشٌ = اَلْبُهْمُ قَدْ نَكِرَتْ وَلَـمْ تَتَقَبَّلِ
    بَلْ حارَبوا رَبَّ السَّمـاءِ بِباطِلٍ = (قُرْآنِ حَقٍّ) أَلَّفوا لِتَبَلْبُلي
    قَدْ جَوَّزوا تَبْديلَ قُرْآنـي فَهَلْ = حُرِّيَّةُ التَّعْبيرِ شَطْبُ مُنَزَّلِ
    وَهَلِ التَّحَرُّرُ فـي مُـحارَبَةِ الْـهُدى = فَدَعِ ادَّعاءَ تَـحَضُّرٍ، لا تَأْتَلِ
    سَخِروا بِأَحْـمَدَ فـي رُسومٍ وَانْثَنوا = يُعْلونَ شَأْنَ الْأَبْتَرِ الْـمُسْتَأْصَلِ
    إِنْ كانَ ذاكَ هُوَ التَّحَرُّرُ فَاعْلَموا = أَنَّ التَّحَرُّرَ بابُ لَيْلٍ أَلْيَلِ
    وَبِهِ وَلَوْ حَكَمَ الْبَسيطَةَ كُلَّها = كَفَرَ الْفُؤادُ مَعَ الْـحِجى وَالْـمِقْوَلِ

المواضيع المتشابهه

  1. ديوان الشاعر الكبير عبدالرحيم محمود
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى ديوان شعراء الفرسان
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-15-2013, 02:08 AM
  2. ديوان الشاعر الكبير/شاكر محمود حبيب
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ديوان شعراء الفرسان
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-02-2010, 07:09 AM
  3. الشاعر الكبير/محمود مرعي/سيرة ذاتية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-22-2010, 08:13 AM
  4. نرحب بالشاعر الكبير /محمود مرعي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-24-2010, 12:11 AM
  5. رحيل نحو شط الفكر/دراسة نقدية/الشاعر محمود مرعي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-17-2010, 06:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •