طال الطريق

طالَ الطريقُ ولسـتُ أدري ما جـرى
عَصْفُ الرياحِ ونزفُ قلبيَ قدْ جَـرى
كنتَ الدليـلَ وكنتَ خيـرَ قيـاده
والآنَ صـرتُ بـلا دلـيلٍ لا أ َرى
صارَ الضياعُ ظـلامةً في مهجتي
حـتى لـدمـعي أو جـراحي أنـكـرا
فـي لهجـةٍ كـلماتـُها مَسـنونةً
غـارتْ سكاكيناً لتدمـي الأحْـمرا
كيفَ الوصولُ إلـى مَـذاقِ دوائـهِ
وهزيـعُ ليلـكَ سارقـي قـد بكّـرا
لا تحسبـنْ أنِّي مُفــارقُ دربـِه
فالعـينُ تسـهر ليلها دونَ الكـرى
خطـوٌ حثيـثٌ، قـد أسـارعُ إثـرهُ
فلرُبمـا أنجـو , بربكَ مـا تـرى؟
تابعتُـهُ وقطفـتُ أزهــارَ المـنـى
ورجعتُ حيرى مـن بنـاءٍ كُسّـرا
كيـفَ السبيـل ُإلـى مرابـعِ خيلـهِ
أشفـي فـؤاداً ضَيْـمُـهُ قَدْ عَـبَّرا
لاحقتـهُ وسألـتُ أمـواجَ الضنـى
مابالُ سيرك َبـاتَ يحلـم ُ بالـورا؟
واجهتنـي لِتَـقُضَّ أوجاعـاً أتــتْ
وغدوتَ تشكو خافقـي فيما انبـرى
لا تبتئـسْ قـد كنـتُ أحبـو مطرقـاً
خجِلاً بقلـبٍ بائسٍ بـاعَ َالعُـرى
فنويـتُ أن أردي بقـايـا صبوتـي
كـلُّ البرايـا تكتـوي فيـما اعتـرى
*
طالَ الطريقُ وصِـرتُ أدري ما جرى
عذبُ المنال وجرحُ قلبـيَ قـد بـرى
أنتَ الحبيـبُ وأنـتَ خيـرُ سنامـهِ
فارفـق بمجنـونٍ وسامحْ ما افتـرى
قـد عـدتُ محزونـاً أعالجُ زلتـي
فرأيتنـي أبكـي ذنـوبـاً سُـجَّـرا
اصـلحْ عنيـداً ردهُ لـصـوابـهِ
واجعل ضياءك في الورى نوراً سرى