منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    العلاج بالطاقة وأصوله في القرآن والسنة

    لعلاج بالطاقة وأصوله في القرآن والسنة
    أ/ عبد التواب عبد الله حسين
    خبير متخصص في مجال العلاج بالطاقة

    يقول الله تعالى : (.. ما فرطنا في الكتاب من شيء..)[سورة الأنعام]، دلالة على أن كل شيء له ذكر في القرآن الكريم، إما تصريحاً وإما تلميحاً. ويقول آمراً أيوب: (أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)[سورة ص]، ففعل، بعد بلاء ما بين ثلاث سنين أو سبع أو ثماني عشر سنة فعوفي تماماً من جميع أمراضه.. ويقول على لسان يوسف نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً.. )[سورة يوسف]، وهو أمر واجب التنفيذ، على الرغم من عدم فهم كيف يرتد البصر بإلقاء القميص على وجه الأب.
    وفي الحديث الذي رواه البخاري، عن عمر بن أبي سلمة قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك)[1]، (ومما يليك): تعني آداب تناول الطعام، ولكن ماذا تعنينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيسم الله وكل بيمينك).
    حقائق لابد من عرضها

    وقبل أن نلقي الضوء على ما تعنيه هذه المؤشرات، فإننا نعرض الحقائق التالية:

    أولاً:إن الذرة أدق مكونات العناصر التي خلق الله منها مادة الكون المنظور وغير المنظور[2]، تتكون من النواة في الوسط، وشحنتها موجبة (لوجود بروتونات بها)، وتدور حولها جسيمات سالبة الشحنة تسمى الواحدة منها إلكترون.


    ثانياً: جميع هذه الإلكترونات تدور حول النواة بسرعة فائقة جداً، ينشأ عنها اهتزاز أو ذبذبة[3]عالية جداً، وتتفاوت هذه السرعة من عنصر إلى عنصر آخر، حتى نجد في النهاية أن الكون يهتز من حولنا بدرجات عالية جداً جداً.
    تبدأ من 6000ذبذبة في الثانية الواحدة وتنتهي إلى رقم 4وأمامه واحد وعشرون صفراً من الذبذبات في الثانية الواحدة، ومما يحسه الإنسان ببصره هو الطيف المنظور الذي يتراوح بين 375بليون و750 بليون ذبذبة في الثانية الواحدة.


    ثالثاً : ينشأ عن ذلك الاهتزاز ألوان الطيف المنظور السبعة، والتي تبدأ بالأحمر، فالبرتقالي، فالأصفر، فالأخضر، فالأزرق، فالنيلي، وأخيراً البنفسجي.
    وقبل الأشعة الحمراء توجد منطقة تسمى "منطقة الأشعة تحت الحمراء" وهي لا ترى ولا تلتقط إلا بأجهزة علمية خاصة. وأما بعد الأشعة البنفسجية فتوجد منطقة تسمى " منطقة الأشعة فوق البنفسجية" التي يوجد أعلاها أشعة إكس، ثم أشعة الخلايا الحية، فأشعة جاما والأشعة الكونية التي يمكنها (لو وصلت إلى الأرض) أن تخترق الرصاص لعدة أمتار بسهولة تامة، وهي أقوى من أشعة إكس بمقدار 36مرة.


    رابعاً: يعج الكون الفسيح بإشعاعات طويلة يصل طولها إلى مائة ألف كيلومتر وقصيرة يصل قصرها على 10 فيمتو متر، تنطلق في كافة الاتجاهات، وهي ذات طاقة كهرومغناطسية نابعة من اهتزاز العناصر في الكون. وفي سنة 1965م أمكن اكتشاف تلك الطاقة وقياسها ورسم خريطة لشكلها ومعرفة تأثيرها في الغلاف الغازي للأرض.

    خامساً: يسمع الإنسان الصوت ابتداء من 40(هرتز) ذبذبة /ثانية إلى 30.000 (هرتز)ذبذبة/ثانية، كما أن الضوء ينطلق بسرعة 300.000 كيلو متر /ثانية، وينشأ عنه اهتزاز في الأثير ينحصر تردده بين 400إلى 750 مليار ذبذبة /ثانية، فيتلقاه عقل الإنسان الذي يتأثر بكمية الضوء الواردة إليه فتبعث فيه النشاط، فإذا خفقت حدة كل من الضوء والصوت، وتضاءلت الصور التي تستقبلها العين، فإن الإنسان يميل إلى النور.

    سادساً: ثبت أن مخ الإنسان نفسه يبعث بأمواج كهربائية، بمعدل 2000ذبذبة في الثانية الواحدة، وقد تم في جامعة كمبريدج تحسين الجهاز الذي أخترعه الفرنسي الدكتور " بارادوك " وبذلك تم به تصوير الأفكار، وهي إشعاعات غير منظورة .. وعلى هذا يمكننا أن نفسر جميع إحساساتنا الأرضية بدلالة الذبذبات.


    سابعاً : أول من أثبت وجود " الهالة " علمياً هو الدكتور (والتر كيلنر)، وكان يعمل بمستشفى توماس بلندن، فلقد بدأ تجاربه في سنة 1911م، ثم نشر كتاباً في سنة 1920م بعنوان(الغلاف البشري).. ثم يأتي دور بروفسور (بانيال)، بجامعة كمبريدج، الذي أكتشف أمكان رؤية (الهالة)، وذلك بتدريب العين وارتداء نظارة خاصة.
    أول من رأى الهالة هو فتى روسي اسمه (سيمون كيرليان)، وذلك بعد بذل مجهود استمر خلال الفترة من سنة 1936م، إلى سنة 1939، وأمكنه اختراع جهاز جديد لتصوير (الهالة) حصل به على 14 براءة اختراع.
    عرض بمونتريال، في سنة 1967، جهاز (تيبوسكوب) من إنتاج د/جايكين، يحدد نقاط الطاقة في الجسم بدقة تصل إلى 0.01 من المليمتر.


    ثامناً: تتوقف صحة الإنسان ومرضه على مدى انسياب الطاقة الكهرومغناطيسية خلال جسمه، ويعني تعثر هذا الانسياب بالضرورة حدوث المرض للجسم الفيزيقي، فتحتاج هذه الطاقة لإعادة التوازن.


    العلاج بالطاقة الحيوية في القرآن والسنة


    ينقسم الكلام في هذا الموضوع إلى قسمين:
    القسم الأول: تلقي الطاقة الحيوية: فكل من الكائنات الحية له حظ من الهواء والماء والغذاء والطاقة، وهذا المربع لو فقد منه ضلع لانتهت الحياة، لذلك جعلها الخالق سبحانه وتعالى رزقاً غير مشروط لكل الموجودات دون استثناء.


    ويتغذى الجسم بالطاقة بعدة طرق هي :


    الأولى : وصلة الطاقة العليا :وهي منبع الطاقة في الجسم، وقد اكتشفها الطبيب الإسكتلندي (ليبمان)، وتتشكل بمركب كيميائي يسمى " ادينوزين ثلاثي الفوسفات" (ATP)،يتكون نتيجة: اتحاد ذرات الفسفور. وتقوم هذه الوصلة بنقل التيار من خلية لأخرى، وقد حصل (ليبمان) على جائزة نوبل في سنة 1953م لهذا الاكتشاف.


    الثانية: الحركة الطبيعة للجسم، أو ممارسة الرياضة:حيث تتفتح بوابات الطاقة بالجسم للتفاعل مع طاقة الكون.


    الثالثة : إتباع المنهج الذي رسمه الخالق سبحانه للناس، إذ يقول نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون* ما أريد من منهم من رزق وما أريد أن يطعمون* إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)[سورة الذاريات].


    وفي الحقيقة، فإن الله تعالى لا تنفعه الطاعات، ولا تضره المعاصي. ولقد أوجب الله الصلاة علينا وجعلها موقوتة بزمن معين، وعدد مختلف من الركعات، لكي يستمر الكيان الإنساني(الروح والجسد معاً) في حالة صيانة دائمة على مدار اليوم، وذلك(لمراجعة وتجديد الطاقة)، وإزالة أثر الضغوط التي يتعرض لها كل إنسان في حياته اليومية.. وفي أثناء النوم تتم مراجعة بقية إجراءات الصيانة الدورية التي لا تحدث حال اليقظة، وهي : عمليات هضم الطعام، وتجديد الخلايا، وتفريغ الشحنات من المخ، وفك الشد العضلي .. وغيرها.


    ولذلك لنتأمل معنى أن الصلاة (راحة للإنسان)، في قول المعصوم فيما رواه أبو داود، عن مسعر الخزاعي، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها)[4]. لأنها النور الحقيقي الذي يحصل عليه كل مصلي : مصدقاً لقوله تعالى: ( أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس ..)[سورة الأنعام]، وهو الذي يرافق صاحبه يوم القيامة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل أرجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً)[سورة الحديد].. وتأمل معي قول الله تعالى : (يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً)[سورة طه].


    الوضوء وفوائده:


    للدخول في الصلاة أوجب الشرع علينا الوضوء، حيث يتم خلاله تدليك للقنوات الرئيسية والنقاط الأساسية الموجودة في شبكة الطاقة، بالوجه والساعدين والرأس والقدمين. والوضوء في الحقيقة : يؤدي إلى حدوث تنشيط دائم (لنقاط تلقي الطاقة) و(مناطق انبعاث الهالة) في الجسم.


    وكلما كان ذلك التنشيط متجدداً على مدار اليوم، كان أفضل. وكما ورد في الحديث الذي رواه الدارمي، عن بريدة الحادث، قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة حتى كان يوم يفتح مكة صلى الصلاة بوضوء واحد ومسح على خفيه، فقال له عمر: رأيتك صنعت شيئاً لم تكن تصنعه، قال إني عمداً صنعته يا عمر)[5].ومن فوائد الوضوء أنه طارد للشياطين ذات الطيف الناري، التي تؤثر على (المسخن الثلاثي)، وهو قناة الطاقة الخاصة بتوزيع الدم على جسم الإنسان، وقد روى البخاري عن على بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم)[6]،فإذا مس الإنسان طائف من الشيطان أربك عمل (المسخن الثلاثي)، وهو ما رواه أبو داود، عن عروة بن محمد السعدي قال: حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من نار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)[7].


    والوضوء في الوقت نفسه: حضور للملائكة ذات الطيف النوراني والتردد العالي الذي يحيط الإنسان بهالة من (السكينة) والاطمئنان، وهو ما نلاحظه فيما رواه مسلم، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)[8].ويطلق على الحالة الأولى : اسم (أدرينرجيا):وفيها يتم إثارة (الجهاز العصبي السمبتاوي) بشكل مكثف مما ينتج عنه تسارع ضربات القلب، وتأهب لبذل المجهود من الجسم، وانقباض في الأوعية الدموية، واتساع في إنسان العين، وتوقف إفرازات الغدد، مع إعلان حالة الطوارئ، في الوقت الذي يفرز الجسم مادة (الأدرينالين)، وهي نفس المادة التي تنشط (الجهاز العصبي السمبتاوي)، فيحدث الانفعال.. ويطلق على الحالة الثانية: اسم (الكولينرجيا): وفيها يكون الإنسان في حالة استقبال تخاطري(تلباثي)، وتبين مدى المسئول عن الأفعال اللاإرادية عند الإنسان ـ وهي بالطبع جزء من الجهاز العصبي ـ حيث ينشط ويفرز الجسم مادة (الاسيتيلكولين)، وهي نفس المادة التي ترتبط بالقدرة على التقاط الرسائل البعيدة ووجود الشفافية عند الإنسان. بينما يبدأ الضغط بالانخفاض التدريجي، ويحدث هبوط في النبض، واحمرار في الجلد، مع ضيق في إنسان العين، ولمعان فيهما، فتحدث (السكينة).


    مراكز استقبال الطاقة الحيوية :


    توجد على امتداد الجسم مراكز استقبال للطاقة الحيوية تسمى (الغدد)، حيث يتكثف فيها جزء من الطاقة الكونية بقدر ما تستوعبه كل غدة، ومحصلة استيعاب (غدد الجسم) مجتمعة تحدد مقدار(الطاقة الكلية) في الجسم. وهذه الغدد هي :

    الغدة الأولى:توجد عند قاعدة العمود الفقري، وتقابلها في الجسم الفيزيقي (ضفيرة عجب الذنب)، التي يسميها الهنود(كونداليني)، وهي تحتوي أسرار البعث بعد الموت، مصدقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم، عن أبي هريرة: ( ما بين النفختين أربعون ... ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون ـ أي الناس ـ كما ينبت البقل، وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً هو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة)[9]

    الغدة الثانية :توجد عند الطحال، وتقابلها (الضفيرة فوق المعدية )، وهي تهيمن على الرغبات الجنسية.


    الغدة الثالثة :توجد عند السرة، وتقابلها (الضفيرة الشمسية)، وهي تهيمن على الجهاز الهضمي.


    الغدة الرابعة :توجد عند القلب، وتقابلها (الضفيرة القلبية)، التي تهيمن على التنفس، وفيها (اللب) الذي يعتبر صورة مصغرة من صاحبه، وهو الذي يرفع عند الموت، للخطاب مع الله تعالى، وفي شأنه نزلت الآيات القرآنية التي تحدثت عن (القلب) بمعناه الحقيقي، وهو (العقل القائد للكيان الإنسان)، وهو حلقة الربط بين الجسم الفيزيقي وبين روحه، وهذه(الغدة) يمكن أن نصفها بأنها: سيدة غدد الجسم.. روى البخاري، عن النعمان بن بشير، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا وإن في الجسم مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)(10).
    ويتضح لنا من القرآن الكريم أن(القلب) هو :
    أساس الفهم والإدراك : (.. لهم قلوب لا يفقهون بها .. )[سورة الأعراف].
    موضع الذكر: (.. ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ..)[سورة الكهف].
    موضع الهدى: (.. ومن يؤمن بالله يهد قلبه.. )[سورة التغابن].
    حسم الأمر: (.. فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )[سورة الحج].


    الغدة الخامسة :توجد عند الرقبة، وتقابلها( الغدة الدرقية)، وهي تهيمن على الكلام.


    الغدة السادسة:توجد في الجبهة، وتقابلها (الغدة الصنوبرية)، وتسمى العين الثالثة، وهي تسيطر على (الجهاز العصبي اللاإرادي)، وهي التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في قول الله تعالى: (كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة )[سورة الأعلى ].
    فبين أن موطن اتخاذ القرار في الإنسان هو مقدم المخ.


    الغدة السابعة : توجد عند وسط الرأس في المخ، وتقابلها (الغدة النخامية)، التي يطلق عليها أحياناً الغدة المايسترو، لأن أوامر الجسم تصدر من خلالها، وهي التي يسعى الجن عند مس الإنسان بالسيطرة عليها، لأنه من خلالها يمكنه إرسال إشارات يتحكم بها في أي جزء يريده من الجسم، لأنها تعتبر (مركز التحكم) في الإشارات التي تصدر إلى جميع أنحاء الجسم.
    وعموماً، فإن الصلاة هي : (الدعاء)، وشرط (الإجابة) لهذا الدعاء هو أن يكون الإنسان في حالة خشوع وتركيز، ومن هنا، فالخشوع ركن من أركان الصلاة، ومحله الذي يقود بناء الإنسان لتلقي أنوار الطاقة العلوية.


    ومن حركات الصلاة :
    الركوع:وفيه تنشيط لثلاث غدد متجاورة، وهي (عجب الذنب)، (الكلوية)، (الضفيرة الشمسية)، وهي الغدد الثلاثة التي تستقبل الطاقة من أسفل لأعلى.
    السجود: ويعمل على إيقاظ وتنشيط ثلاث غدد، هي على التوالي: (الغدد الدرقية)بالرقبة، و(الغدد الصنوبرية) بالجبهة، و(الغدد النخامية) بقاعدة المخ. وهذه الغدد الثلاثة يتدفق إلهيا الدم أثناء السجود فتأخذ نصيباً وافراً منه، إذ أن وجودها أعلى( الضفيرة القلبية) يضعف من صعود الدم بعكس الجاذبية. ولذلك، فإن وضعية السجود تسمح بمرور كمية وفيرة من الدم إلى تلك الغدد، مما يؤدي إلى حدوث زيادة كبيرة في عملية استقبالها للطاقة الكونية.
    القسم الثاني : العلاج بالطاقة الحيوية:
    يقول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام (وإذا مرضت فهو يشفين )[سورة الشعراء]، وهذا دليل على أن الشفاء يأتي من عند الله وحده وليس من المعالج أو بالدواء. وأما التداوي واجب على كل مريض، لما رواه أبو داود عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فتداووا، ولا تداووا بحرام)[11]. وروى الإمام أحمد، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن الله عز وجل حيث خلق الداء خلق الدواء، فتداووا)[12].
    وروى البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله عليه وسلم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي إن الله عز وجل قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى بشيء أحب مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يقترب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن الشيء أنا فاعله، ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءلته). وهنا يرقى العبد بقربه من ربه، فترتفع ذبذباته.. ونذكر هنا مثالاً واحداً لهذه الحالة، هو جابر بن عبد الله الذي قطعوا رجله وهو ساجد، فلم يشعر بها!!


    دعائم العلاج بالطاقة الروحية :


    يرتكز العلاج على دعامتين أساسيتين هما:


    1. اليقين والاعتقاد في طريقة العلاج: حيث تنفعل العناصر للفاعل عندما يصل إلى مستوى معين من الانفعال النفسي، لأن الله جعل الأرض وما عليها مذللة للإنسان.
    2. رغبة المريض في الشفاء: وهي الرغبة التي تجتمع لديه، فينتج عنها تفتح قنوات الطاقة لاستقبال أسباب الشفاء.


    وسائل العلاج بالطاقة الروحية:


    القراءة على الطعام * القراءة على المريض مباشرة * القراءة على الماء الذي يشربه.


    1) القراءة على الطعام: يقول : " بسم الله الرحمن الرحيم " أول كل عمل وقبل تناول أي طعام، بغرض حرمان الجان من مشاركة الإنسان، ولتحويل الغذاء لمادة عالية الطاقة، لأنه يكون حينئذ عمل في طاعة الله تعالى، كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا غلام سمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك).
    2) القراءة على المريض:وهي الرقية، إما بالق

    رآن وإما بالدعاء. كما روى مسلم، عن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : " باسم الله " ثلاثاً وقل سبع مرات : " أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )[13]وما رواه البخاري والإمام أحمد، عن سعيد الخدري قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً فكنت فيهم فأتينا على قرية فأستطعمنا أهلها فأبوا أن يطعمونا شيئاً، فجاءنا رجل من أهل القرية فقال : يا معشر العرب فيكم رجل يرقي؟ فقال أبو سيعد: قلت وما ذالك؟ قال ملك القرية يموت، قال : فانطلقنا معه، فرقيته بفاتحة الكتاب، فردّدتها عليه مراراً، فعوفي، فبعث إلينا بطعام وبغنم تساق، فقال أصحابي : لم يعهد إلينا النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا، بشيء لا نأخذ منه شيئاً حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فسقنا الغنم حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فحدثناه، فقال : كل، وأطعمنا معك، وما يدريك أنها رقية، قال : قلت : ألقى في روعي)[14]

    وروى الإمام أحمد، عن يحيى التميمي عن عمه: أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل راجعاً من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله: إنا قد حُدثنا صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عنده شيء يداويه؟ قال : فرقيته بفاتحة الكتاب، قال وكيع: ثلاثة أيام. كل يوم مرتين، فبرأ فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته فقال : (خذها، فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق)[15]. وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها)[16].


    وذلك بوضع " اليد اليمنى " على المريض، وله أصل في الشرع من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، في علاجه لأهل بيته والصحابة عندما كان يعودهم في مرضهم، وهو ما رواه البخاري، عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها، قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعود بعضهم بمسحه بيمينه: أذهب الباس رب الناس، وأشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما)[17].


    وروى البخاري عن عائشة بينت سعد بن أبي وقاص، أن أباها قال: (تشكّيت بمكة شكوا شديداً فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده على جبهته، ثم مسح يده على وجهي وبطني، ثم قال : اللهم اشف سعداً وأتمم له هجرته، فمازلت أجد برده على كبدي فيما يخال إلىّ حتى الساعة )[18]. لأن الجبهة موضع انبعاث الطاقة العالية الموجبة.


    وروى ابن ماجة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : (جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : (ألا أرقيك برقية جاءني بها جبريل؟) قلت : بأبي أنت وأمي، بلى يا رسول الله، قال : (بسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء فيك، من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد)ثلاث مرات[19]. وبيان سبب الشفاء يتلخص في أنه من خلال اللمسة العلاجية (لليد اليمنى)، أو النفث فيها، والمسح بها، يتم الوصل بين الطاقة الصحيحة والطاقة المريضة، فيحدث انسياب من طاقة المعالج يعيد التوازن المختل في جسم المريض، فيتم شفاؤه.


    ومما يذكر في هذا المقام أن الدكتورة (دلوريس كريجر) [أستاذة التمريض في جامعة نيويورك] قامت بجهد رائد في مجال تعليم الممرضات ممارسة أسلوب (اللمسة العلاجية) فتقول : [إنه مع شيء من التدريب، يمكننا أن نتعلم كيف نستخدم أيدينا كمجسّات، لكي نتصل بمجال الطاقة الذي يغلف الجسم البشري. وهذا المجال من الطاقة يمكن أن يستخدم في كشف المشاكل الصحيحة، ويساعد على التحكم في هذه المشاكل لتحقيق السلامة الصحيحة. وما يحكيه المعالجون عن إحساس في أيديهم بالسخونة أو بالبرودة أو بالوخز الخفيف أو بالضغط الزائد، أو بغير ذلك من الأحاسيس، يشير إلى وجود عدم انتظام في هذا المجال، وهدف (اللمسة العلاجية)هو مواجهة حالة عدم الانتظام، وتحقيق التوازن وإعادة التوافق للمجال. ويجب التأكد على أن وظيفة اليد في أسلوب (اللمسة العلاجية)، موجود فينا جميعاً).


    3) القراءة على الماء: تتم على ثلاثة أشكال:
    الأولى) : على الماء لتعديل مواصفاته عالي الطاقة. الثاني : على الماء المضاف إليه مادة أخرى، مثل التراب. الثالث: على أي سائل آخر، مثل العسل وزيت حبة البركة. وفيما يلي تفصيل لهذه الأشكال أو الحالات.
    الحالة الأولى:


    تعتبر هذه الطريقة من أهم طرق العلاج(بالطاقة الروحية)، حيث يتم فيها إعادة تنشيط (الطاقة) للمريض، بواسطة إدخال سوائل عالية الذبذبات إلى جسمه، لديها القدرة على إعادة تنشيط الطاقة التي خبت أو تعثرت في بعض النقاط، مما نتج عنه مرض في العضو المختل الطاقة. والتفسير العلمي لهذه الحالة هو : يتكون جزئ الماء من ذرة أكسجين وذرتين هيدروجين، ويتكون هذا الجزئ على شكل المغناطيس الذي له قطب سالب وآخر موجب، ويدور الجزئ حول نفسه بسرعة كبيرة، ويدور كذلك حول الجزيئات الأخرى، على مسافات ثابتة، مما يجعل للماء ـ في هذه الحالة ـ نوع من المقاومة للدخول إلى الخلايا والانسياب مع السيتوبلازم(في خلايا الجسم).
    والقراءة هي معالجة (أو معاملة) للماء بطاقة عالية تغير من مواصفاته، وتعيد تنظيم جزيئات في وضع معين يجعل لها قوة انسياب خاصة للمرور في سيتوبلازم الخلايا الحية، مما يرفع من طاقتها ويصلح من سلوكها. ومن المعروف أن نسبة الماء في الجسم هي 71%، وهو يمثل 84% من وزن المخ، 90% من وزن الخلايا الليمفاوية، وجزئ الماء يحتوي الهيدروجين الموجب والأوكسجين السالب، لذا فإنه يتماسك نوعا ما، حتى يأتي مؤثر خارجي، كالصوت الصادر أثناء القراءة، فيجعل الجزيئات تنتقل بحرية أكبر إلى الخلايا الحية، فتعمل بشكل أفضل. ولقد أثبت ذلك العلماء الفرنسيون بقيادة (بينفيينس)، وطبيب الأمراض العصبية الروسي(سارتشوك)، و د/برنارد جرادن وكانون وليم روتشير [رجل الدين الأمريكي بنيوجيرسي].


    والماء الذي ينساب إلى خلايا جسم الإنسان هو وسيط عالي الطاقة يساعد في حيوية ونشاط جميع أجزاء الجسم . يقول الله تعالى : (...ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي )[سورة الأنبياء:30].. كما أثبت القرآن الكريم هذا، عندما اشكتى أيوب عليه السلام إلى الله، ما أصابه من الشيطان، بقولهنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي .. وأذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب * أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب )[سورة ص]، أمره أن ينزل إلى عين محددة ماؤها بارد، فيغتسل ويشرب منها، بعد بلاء دام ثلاث سنين أو سبع أو ثماني عشرة سنة، فعوفي تماما.


    روى الإمام أحمد، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن أباه حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وساروا معه نحو مكة، حتى إذا كانوا بشعب الخزار من الجحفة، اغتسل سهل بن حنيف، وكان رجلاً أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل، فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلداً مخبأة، فلبط سهل (أي صرع وما استطاع أن يتحرك). فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له : يا رسول الله : هل لك في سهل ؟ (أدرك سهلاً)، والله ما يرفع رأسه وما يفيق، قال (هل تتهمون فيه من أحد؟ )، قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً فتغيظ عليه وقال : (علام يقتل أحدكم أخاه؟ هلا إذا رأيت ما يعجبك برّكت)، ثم قال له نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي اغتسل له)، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخله أزاره في قدح، ثم صب ذلك الماء عليه، يصبه رجل على رأسه وظهر من خلفه، يكفىْ القدح وراءه، ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس ليس به بأس)[20].
    وروى الإمام مسلم، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقت العين، وإذا استغسلتم فاغتسلوا )[21].


    الحالة الثانية:
    الماء مضافاً إليه مادة أخرى، مثل التراب: رورى البخاري، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول للمريض : (بسم الله، تربة أرضنا. بريقة بعضنا، يشفي سقيمنا، بإذن ربنا)[22]،وغالباً ما تفيد في علاج القروح والحروق ولسع النحل.
    روى أبو داود عن محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه دخل ثابت بن قيس وهو مريض، فقال : (اكشف البأس رب الناس)، ثم أخذ تراباً من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بالماء وصبه عليه[23].
    قال ابن القيم: يعالج بها القروح، لأن طبيعة التراب الخالص باردة يابسة مجففة لرطوبات الجروح، وهي أشد برودة من جميع الأدوية المفردة الباردة، فيقابل برودة التراب حرارة المرض، ويحصل به تعديل مزاج العضو العليل ومتى اعتدل مزاج العضو قويت المدبرة ودفعت عن الألم بإذن الله تعالى .


    وقال جالينوس: رأيت بالإسكندرية مطحولين ومستسقين، كثيراً ما يستعملون طين مصر ويطلون به على سوقهم وأجسادهم، فينتفعون به منفعة عظيمة، ويشفي أمراضاً كانت متمكنة من بعض الأعضاء تمكناً شديداً، فبرئت وذهبت أسقامهم.
    الحالة الثالثة:


    القراءة على (زيت حبة البركة)، والشرب منها، لما رواه البخاري عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام)[24]والسام : الموت، والحبة السوداء:حبة البركة.
    القراءة على (عسل النحل)، وهو ما أوصى به الله تعالى، العليم بما يصلح عباده، ففي القرآن الكريم، قال عنه : (في شفاء للناس..)[سورة النحل]، وما روي في الحديث الذي رواه ابن ماجه، عن بعد الله بن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عليكم بالشفاءين العسل والقرآن)[25].


    الهوامش:

    [1] البخاري / رقم 4957[2] لعل المحاضر يقصد الأجزاء المنظورة والأجزاء غير المنظورة في الكون، وإلا كان الأدق في التعبير هو : الكون المنظور والكون غير المنظور (المحرر العلمي).[3] المقصود هو " تذبذب " وليس " ذبذبة"، لأن الأولى مصدر لغوي تدل على استمرار الفعل، أما الثانية تدل على حركة واحدة فقط (المحرر العلمي). [4] أبو داود /رقم 4333 [5] الدارمي / رقم 657[6] البخاري /رقم 1897[7] أبو داود /رقم 4125[8] مسلم / رقم 4867[9] مسلم /رقم 5253 [10] البخاري /رقم 50، مسلم / رقم 2996[11] أبو داود /رقم 3376[12] أحمد /رقم 12136[13] مسلم /رقم 2082[14] البخاري /رقم 5308. أحمد / رقم [15] مسند أحمد رقم (20833)[16] البخاري رقم 5309[17] ابن ماجة رقم 3515[18] صحيح البخاري رقم 4629[19] البخاري /رقم 5227[20] أحمد رقم 15413[21] البخاري رقم 5256[22] مسلم رقم 4058[23] سنن أبو داود رقم 3387[24] فتح الباري (كتاب الطب ) /10/244[25] فتح الباري (كتاب الطب)/10/244


    المصدر
    http://annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=756
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2

    رد: لعلاج بالطاقة وأصوله في القرآن والسنة

    بعض ما ورد عن الطاقة في القرآن الكريم
    دكتور / عبد المنعم محمد الشرقاوي

    تبدأ هذه الرسالة انطلاقاً من عدة مسلمات أهمها:
    1ـ أن القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاباً أكاديمياً في الفيزياء أو غيرها من العلوم.
    فلا نتوقع أن نجد فيه تعريفاً للطاقة وأنواعها وخصائصها واستخداماتها وتحويلاتها مثلاً.


    2ـ أن علماء الفيزياء اليوم، عند تدبر القرآن وإحكام النظر فيه، بفهم ووعي وقصد، يجدون إشارات كثيرة فيه تومىء إلى حقائق عن الطاقة بأنواعها وإن لم تسمها بأسمائها.


    3ـ أن القرآن نزل منذ أكثر من 1430 عام ولم يكن الإنسان يعرف عندئذٍ شيئاً عن الجاذبية ولا المغناطيسية ولا الكهربية، بل لم يكن يعرف عن الحرارة إلا أن الشمس تدفئه وتجفف ملابسه، وأن احتراق الوقود يولد حرارة تنضج له طعامه، ولذلك لا نتوقع أن نجد هذه الأسماء أو غيرها حيث لم يكن الإنسان يعرف شيئاً عن مسمياتها.


    4ـ أن الذي أنزل القرآن هو الذي خلق الأكوان، والذي يعلم كل صغيرة وكبيرة في خلقه، ويعلم متى يتم الكشف عن هذا العلم أو ذلك، ومن هذا كان الاتفاق تاماً بين الآيات القرآنية والآيات الكونية، ولن نجد خلافاً بين فهم صحيح لآية أو حديث وبين حقيقة علمية يقينية ) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ( [سورة الملك:14].


    5ـ أن محاولتنا للتعرف على إشارات القرآن الكريم إلى موضوعات الطاقة بأنواعها قد تصيب وقد تخيب.


    فإن أصبنا فمن توفيق الله، وإن أخطأنا فمن أنفسنا، ونرجو من الله أجر المجتهد، ولنبدأ في الموضوع باسم الله الخالق البارىء المصور:

    أولاً: عن الطاقة (energy) بصفة عامة:

    الطاقة كمصطلح بشري تعني إمكانية بذل شغل أو فعل أو تأثير، وفي القرآن الكريم وردت بمعنى قريب، هو الاستطاعة أو الوسع، في ثلاث آيات فقط هي: ) وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ([سورة البقرة:184].


    قال السدي: يطيقونه أي: يتجشمونه ( يريد أنهم يجدون صعوبة في أدائه ).
    وقال ابن عباس: نزلت في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم.


    والآية الثانية: ) قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ([سورة البقرة:249].
    أي: قال اليهود لطالوت أنهم لا يستطيعون وليس في وسعهم مقاومة جالوت والفلسطينيين والآية الثالثة: ) رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ([سورة البقرة:286].أي: لا تكلفنا بما لا نقدر على فعله أو بما لا نستطيع الوفاء به.


    والقوة (force):هي في الاصطلاح البشري تعني المؤثر الذي يعمل، أو يميل إلى العمل، على إحداث حركة جسم ما أو تغيرها إيجاباً أو سلباً، والقوة في هذا المصطلح لها مقدار واتجاه ونقطة تأثير، أما في القرآن الكريم فقد ورد لفظ قوة 28 مرة بمعنى أوسع، وغالباً بمعنى الطاقة وخاصة في الآيات التي تتحدث عن أن القوة أو الطاقة مخلوقة من الله سبحانه وتعالى ومنها قوله
    )إن القوة لله جميعاً ([سورة البقرة:165]. )لا قوة إلا بالله ([سورة :الكهف:39]. )إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ([سورة الذاريات:58].ومثلها )ويزدكم قوة إلى قوتكم ([هود:52]. )وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ([الأنفال:60]. )فأعينوني بقوة ([الكهف:95].


    ثانياً: الطاقة الحركية:


    هي أول صور الطاقة التي عرفها الإنسان وهو يزيح حجراً عن موضعه أو يرفعه إلى أعلى أو يهوي به على شيء ليحطمه به.
    وفي القرن الـ 17 م توصل ( نيوتن ) إلى ما سمي بقوانين الحركة، ( أولها ) قانون القصور الذاتي ومن صيغه: أن الأجسام قاصرة بذاتها عن تغيير حالتها من سكون أو حركة منتظمة. أي: أن المركب ذات الشراع الرابضة على الشاطىء لا تتحرك إلا إذا دفعتها الريح والمركب التي تتهادى بتأثير الريح على سطح الماء لا تسكن إلا إذا سكنت الريح أو طوي شراعها وجذبت بالحبال، وفي إشارة لذلك قال سبحانه وتعالى: )إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ([الشورى:42].


    والقانون الثاني يتناول العلاقة بين القوة المؤثرة على جسم وكتلة هذا الجسم وما تحدثه في حركته من تسارع.


    والقانون الثالث له صيغة مشهورة وهي: أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.


    تمكن الإنسان من الاستفادة من طاقة الرياح لتوليد الكهرباء وهي طاقة مجانية سخرها الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان
    وقد زادت شهرة هذا القانون الأخير بتطبيقه في المعويات والعلاقات بين البشر وفي ضوئه نفهم قوله سبحانه وتعالى: )فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ([سورة البقرة:194].
    وقوله سبحانه وتعالى: )وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ([النحل:126].


    قوة الجاذبية:وقد اكتشف نيوتن أيضاً صورة أخرى من صور الطاقة وهي قوة الجاذبية الأرضية حيث يسقط أي جسم، إذا ترك بدون سند رأسياً نحو مركز الأرض بسرعة تتزايد حتى تصل أقصاها لحظة اصطدامها بالأرض، واكتشف نيوتن أن للجاذبية قانوناً عاماً، أو سنة كونية، حيث أن قوة الجاذبية بين جسمين تتناسب طردياً مع كتلتيهما وعكسياً مع مربع المسافة بينهما، ويسمى هذا القانون التربيع العكسي وله مشابه في كل صور الطاقة الأخرى.


    القوة المركزية الطاردة:وأي جسم يدور بسرعة في مسار على شكل محيط دائرة حول مركز هذه الدائرة، فإنه تؤثر عليه قوة تعمل على طرده بعيداً عن هذا المركز، وتمسى بالقوة المركزية الطاردة.


    وما الذي يحفظ الأجرام السماوية في مواضعها النسبية؟ وقد اكتشف الإنسان أن جميع الأجرام السماوية من نجوم وكواكب وأقمار في حركة دائبة، ففي المجموعة الشمسية نجد أن الأرض تدور في فلكها حول الشمس بسرعة 30 كم / ث في أحد التقديرات. والشمس ذاتها تدور في فلكها حول مركز مجرة سكة التبانة بسرعة 220 كم/ ث.


    لذلك نجد أن هناك قوة طاردة على إبعاد الأرض عن الشمس وقوة جاذبة تعمل على جذب الأرض نحو الشمس، ولا بد أن تتعادل هاتان القوتان لتبقى الأرض في موقعها النسبي من الشمس، ويعبر د. فاروق الباز عن هذه الحقيقة العلمية بأن بينهما ( عمود غير مادي ) ثابت من ( التوازن ) بين قوتي الجذب والطرد، في إشارة إلى قوله سبحانه وتعالى: )الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ([سورة الرعد:2].
    وقوله ( سبحانه وتعالى ): )خلق السماوات بغير عمد ترونها ([سورة لقمان:10].


    قال ابن كثير: ( روي عن ابن عباس ومجاهد أنهم قالوا: لها عمد ولكن لا ترى.
    وقال إياس بن معاوية: السماء على الأرض مثل القبة بلا عمد وكذلك روي عن قتادة، وهذا هو اللائق بالسياق والظاهر من قوله ( سبحانه وتعالى ): )يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه (65/22 الحج. أي: هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها ( ص499ج2 ) ولكننا نرى أن آية سورة الحج تشير إلى القوة الطاردة التي أوجدتها حكمة الخالق ( سبحانه وتعالى ) لتمنع تصادم السماء والأرض بسبب التجانب بينهما، كما نرى أن في قوله ( سبحانه وتعالى ) )إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ([سورة فاطر:40].
    إشارة إلى قوة الجذب التي أوجدتها حكمة الخالق ( سبحانه وتعالى ) لتمنع تفرق السماوات والأرض وتشتتهما وزوالهما في فضاء الكون الفسيح.
    قال ابن كثير: ( أي: أن تضطربا عن أماكنها ) ( ص561 ج3 ).


    كيف نفهم الآيات السابقة في القرن الـ 21؟.


    ظلت أفكار نيوتن عن الجاذبية، كصورة من صور الطاقة، سائدة كالعقيدة بين العلماء حتى بواكير القرن العشرين ـ حيث خرج أينشتاين بنظرية عن النسبية الخاصة عام 1905 وفيها قال: أن نواميس الكون مستقلة تمام الاستقلال عن الحالة التي يكون فيها من يرصد هذه النواميس.


    وقال: إن توافق حدثين ليس مطلقاً: وأن أي حادثين يحدثان في وقت واحد في نظر مشاهد ما ( أو راصد ) قد يكون أحدهما سابقاً للآخر في نظر مشاهد آخر ( أو راصد ) إذا كانت حركة أحدهما مختلفة عن حركة الآخر، مما يدعو إلى ضرورة تعديل نظرتنا إلى الزمان والمكان.


    وفي عام 1915 خرج إينشتاين بنظريته عن النسبية العامة وفيها رفض كثيراً من اقتراحات نيوتن وقال: أن الجاذبية في نظره ليست قوة. وأن القول بأن كل جسمين ماديين يتجاذبان إنما هو خداع، وأنه من غير المحتمل إطلاقاً أن قوة جاذبية الأرض للأجسام تصل إلى أبعد الآفاق في الفضاء. وقد تشكك مع المشككين في نظرية التأثير عن بعد.


    ويصف أينشتاين سلوك الكواكب مثلاً، في مجال جاذبية الشمس، لا على أساس قوة جذب وإنما على أساس الممرات والمسالك التي تحددها الخواص القياسية للفضاء وهي خواص ما سماه متصل الزمان والمكان (space - time)ويسمونه في اللغة العربية جداً أو هزلاً، بالزمان، أي: أن الجاذبية عند أينشتاين ليست إلا صفة هندسية لهذا الزمكان وفي ضوء ذلك، لا نحتاج في فهمنا لقوله تعالى: )الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها (إلى الحديث عن التوازن بين قوة جذب وقوة طرد، وإنما نفهم أن الله ( سبحانه وتعالى ) خلق من البداية متصل الزمان والمكان متصفاً بخواص هندسية عبارة عن ممرات ومسالك محددة لكل جرم سماوي يصبح فيها دون حاجة إلى أعمدة مادية ترفع هذه الأجرام إلى مواقعها.


    وبذلك لا يقع جرم ولا يزول جرم أو يضطرب مساره أو يتوه في الفضاء الكوني، ولكننا نرى أن هذه التصور يوجب وجود وسط ما في الفضاء له كثافة ما وأن هذه الكثافة تقل فيما سماه أينشتاين الممرات والمسالك، أي: أنه يعيدنا إلى فرضية الأثير التي ثبت خطؤها عند أينشتاين نفسه ورفضها.


    ثالثاً: طاقة الرياح:


    وهي الطاقة المتجددة المجانية النظيفة الخالية من الملوثات، التي بدأنا في مصر نعمل على حسن استغلالها، وقد أشار القرآن الكريم إليها وبين أنها طاقة وأن تصريفها بيد الله تعالى فيرسلها لعبادة الصالحين أو يرسلها على الكافرين فيها عذاب أليم قال ( سبحانه وتعالى ): )وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( [سورة الروم:46].


    ) فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ( [سورة الأحقاف:24].

    ) حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ([سورة يونس:22].

    ) وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ([سورة فاطر:48].


    ) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ([سورة يونس:24].


    ) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ ([سورة الإسراء:69].
    )فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ([سورة ص:36].


    ) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ([سورة الحاقة].


    رابعاً: الطاقة الحرارية:


    أشهر مصادرها التي عرفها الإنسان هي عمليات الاحتراق السريع للوقود، بحالاته الصلب والسائل والغازي، ثم تعرف الإنسان أخيراً على الطاقة التي تولدها في داخله عمليات الأكسدة البطيئة للمادة الغذائية سكرية ونشوية ودهنية.


    ويستخدم القرآن الكريم لفظ النار للتعبير عن الحرارة الناتجة عن الاحتراق، أو عن نار جهنم، أو عن الطاقة الحرارية بصفة عامة، فمن الآيات التي تضمنت الاستخدام الأول قوله سبحانه وتعالى: )مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً ([البقرة:17 ]. )ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله [سورة الرعد: 17].)أفرأيتم النار التي تورون (71) أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون ([سورة الواقعة : 72 ]. )قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود ([سورة البروج :5 ].


    وفي الاستخدام الثاني آيات كثيرة جداً منها آيات كثيرة جداً منها: )فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ([سورة البقرة: 24 ].ومثلها ( 6 التحريم ) )وما أدراك ما الحطمة (5 ) نار الله الموقدة ([سورة الهمزة: 6]. )سيصلى ناراً ذات لهب ([سورة المسد : 3].
    وفي الاستخدام الثالث قوله سبحانه وتعالى: )قال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ([سورة الأعراف: 12]. )والجان خلقناه من قبل من نار السموم ([سورة الحجر : 27 ].


    ويصف القرآن ارتفاع درجة حرارة الجو بالحر ) وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ([سورة التوبة:81 ].)جعل لكم سرابيل تقيكم الحر ([سورة النحل : 81 ].


    وإلى الطاقة الحرارية المخزونة في صورة طاقة كيميائية في المواد الغذائية التي يصنعها النبات يشير القرآن فيها يرى د. مصطفى محمود بالآية الكريمة )الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون (.فوصف الشجر بالأخضر هنا يدعو إلى التفكير.
    ولما كانت الحجارة غير قابلة للاحتراق ولا يمكن اعتبارها وقوداً أو مصدراً طبيعياً للطاقة الحرارية فإن قوله سبحانه وتعالى: )يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ([سورة التحريم: 6]. يدعو أيضاً إلى التدبر، وربما كان فيه إشارة إلى أن نار جهنم الخالدة الدائمة المستعرة ناتجة عن انفلاق ذرى أو اندماج نووي.


    خامساً: الطاقة الحرارية وعلاقتها بالطاقة الضوئية:


    وقد ثبت بالتجربة أن الأجسام الصلبة التي لا تتحلل بالحرارة ولا تنصهر بها، إذا سخنت إلى درجة حرارة عالية فإن لونها يحمر، وتنبعث منها عندئذٍ الأشعة الحرارية دون الحمراء ثم الأشعة الحمراء فإذا ارتفعت درجة حرارتها أكثر انبعثت منها موجات ذات ترددات أعلى وطول موجي أقصر أي: الأشعة البرتقالية ثم الصفراء فالخضراء فالزرقاء حتى يبيض لونها بانبعاث جميع أنواع الموجات ممتزجة ببعضها. وقد يكون في هذا شرح لما يعنيه الحديث الشريف الذي رواه الترمذي، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أوقد الله على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء كالليل المظلم ).


    واللون الأسود في الحديث قد يشير إلى أن لهب النار قد استعر حتى لم يعد بها أية شائبة مادية ينعكس عليها الضوء المنبعث، لأن الضوء أصلاً لا تراه العين وإنما ترى الأشياء التي يسقط عليها الضوء ويرتد أو ينعكس عنها.


    فالفضاء الكوني مظلم كالليل رغم اختراق الضوء له، وهذا ما تأكد منه وأكده لنا رواد الفضاء.


    سادساً: الطاقة الضوئية:


    وهي مرتبطة بالطاقة الحرارية لأن أهم مصادر الضوء بعد الشمس هو النار المشتعلة في مادة صلبة كالشمع أو سائلة كزيت البترول أو غازية كغاز الاستصباح والبوتاجاز ( في الكلوبات).


    وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض مصادر الضوء فقال سبحانه وتعالى: )هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً ([سورة يونس : 5 ]. )وجعل الشمس سراجاً ([سورة نوح : 16 ]. )يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه ([سورة البقرة : 20]. )مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم ([سورة البقرة : 17 ].)يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ([سورة النور: 35].
    وفي القرآن الكريم تمييز واضح بين الضوء المباشر من مصدر ذاتي كالشمس والشمعة وبين النور الناتج عن ارتداد الضوء أو انعكاسه على سطح آخر كالقمر والمرآة، فوصف القمر بأنه نور ومنير )والقمر نوراً ([سورة يونس : 5 ]. )وجعل القمر فيهن نوراً ([سورة نوح : 16]، )وقمراً منيراً ([سورة الفرقان : 61 ].


    ولذلك سمي القرآن الكريم هداية الرسل للبشر تنويراً ولم يسمها ضياء لأنها بالواسطة إما بالوحي المنزل في الكتب وإما بعلم الرسل من لدنه سبحانه وتعالى الذي قال يصف القرآن العظيم الذي أرسله على نبيه الكريم )فقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ([سورة المائدة: 15].وهناك من يرى أن )نور (هنا المراد به النبي صلى الله عليه وسلم.


    وقال سبحانه وتعالى يصف التوراة )إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ([سورة المائدة:46].


    وفي قوله سبحانه وتعالى: ) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ([سورة التوبة: 22 ].
    قال ابن كثير (ص 349 ج2 ): ( أي: ما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق بمجرد جدالهم وافترائهم فمثلهم كمثل من يريد أن يطفىء نور القمر بنفخه وهذا لا سبيل إليه ).


    والآية الوحيدة التي عبر فيها القرآن عن الهداية من الله هي قوله سبحانه وتعالى: )ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكراً للمتقين ([سورة الأنبياء: ]. لأن الله كلم موسى تكليماً مباشراً بلا واسطة فكان ما تلقاه من ربه ضياء لا نوراً.

    الشمس هي مصدر الضوء الذي يصل على الأرض وهي عبارة عن نجم كبير يمدنا بالطاقة والضوء عبر ملايين السنين
    ومعلوم: أن من أهم خواص الضوء أنه ينتشر في خطوط مستقيمة، وأهم نتائج هذه الخاصية هي تكوين الظلال للأجسام غير الشفافة.
    ويمن الله سبحانه وتعالى على الناس أنه خلق الظل، وفيه دليل على أنه خلق الضوء على هذه الكيفية بحيث ينتشر في خطوط مستقيمة لأنه لو كان غير ذلك لما تكون للجسم المعتم ظل.


    قال سبحانه وتعالى: )والله جعل لكم مما خلق ظلالاً ([سورة النحل: 86 ]. )ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ([سورة الفرقان : 26].) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ([سورة النحل : 48]. )ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال ([سورة الرعد : 15].


    قال الزمخشري في آية الفرقان: ( ومعنى مد الظل أن جعله يمتد ويتبسط فينتفع به الناس لا ساكناً لاصقاً بأصل كل مظل فلم ينتفع به أحد ).


    وعن معنى السجود في آيتي النحل والرعد يقول الفخر الرازي: فيه قولان:
    الأول: أن كل شخص سواء كان مؤمناً أو كافراً فإن ظله يسجد لله.
    الثاني: أن المراد من سجود الظلال ميلانها من جانب إلى جانب وطولها بسبب انحطاط الشمس وقصرها بسبب ارتفاع الشمس، فهي منقادة مستسلمة في طولها وقصرها وميلها من جانب إلى جانب.


    ويقول القرطبي: ( وهو تسبيح دلالة لا تسبيح عبادة ).
    ويقول أيضاً: فدورانها وميلانها من موضوع إلى موضوع سجودها...


    وقال الزجاج: سجداً يعني سجود لجسم، وسجوده انقياده وما يرى منه من أثر الصنعة وهذا عام في كل جسم.

    وكسوف الشمس وخسوف القمر ظاهرتان من نتائج تكوين الظلال التي هي نتيجة لسير الضوء في خطوط مستقيمة.
    فالكسوف يحدث عندما يكون القمر بين الشمس والأرض والجميع على استقامة واحدة فيقع ظل القمر على منطقة من الأرض فلا يرى ساكنها الشمس إلا إذا كان في منطقة شبه الظل فيرى جزءاً منها فقط، والخسوف يحدث عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر والجميع على استقامة واحدة فيقع القمر في منطقة ظل الأرض أو في منطقة شبه ظل الأرض.


    وقد حرص النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على أن ينبه الناس إلى أن هاتين الظاهرتين هما ظاهرتان كونيتان تحدثان وفقاً لسنن الله في كونه ولا صلة لهما بحياة أحدٍ من البشر أو بموته، وأن عليهم أن يخلصوا العبادة لله والتفكير في قدرته فقال: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته. فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ). (رواه البخاري عن عائشة وله رواية أخرى عن أبي مسعود وفيها قال: ( لا ينكسفان ).


    وفي قوله سبحانه وتعالى: )الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ([سورة يس : 80 ].يلفتنا وصف الشجر بالأخضر.
    لأنه إذا كان المراد استخدام الشجر كوقود لإشعال النار فلا بد أن يكون جافاً ولذلك نرى بدون تعسف، أن في هذه الآية إشارة إلى الضوء كطاقة تستخدم في عملية التمثيل الضوئي أو الكلوروفيلي حيث تختزن الطاقة الضوئية كطاقة كيميائية في المواد الغذائية وفي الخشب حيث يمكن أن تتحول فيما بعد إلى طاقة حرارية بالأكسدة.


    سابعاً: الطاقة الكهربية:


    رغم أن طاليس اليوناني الإغريقي كان قد عرف خاصية جذب الكهرمان لقصصات الورق عند دلكه بالصوف هو ما نعرفه الآن باسم الكهربائية الساكنة ( الاستاتيكية ) إلا أن علم الكهرباء لم يعرفه الإنسان إلا في بدايات القرن الـ 19م ولذلك لا نتوقع أن نجد في القرآن الكريم أياً من مصطلحات هذا العلم، ولكن القرآن يشير إلى بعض ظواهر الكهرباء الجوية لأن الإنسان خبرها وعانى منها، وأهم هذه الظواهر البرق والرعد والصواعق.


    قال سبحانه وتعالى: ) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ([سورة البقرة : 20 ].


    قال سبحانه وتعالى: ) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ ([سورة الرعد : 13 ].


    وقال سبحانه وتعالى: ) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصَارِ ([سورة النور : 43].


    وفي هذه الآيات، كما في غيرها لا نجد كلمة ولا إشارة تناقض ما كشف عنه علم الكهرباء الساكنة بعد نزول القرآن الكريم بأكثر من 13 قرناً من الزمان، بل على العكس نجد أن ما كشفه العلم يؤكد ويشرح ويفسر ما جاء في هذه الآيات من وصف:

    أ ـ فالبرق عبارة عن شرارة كهربية حدثت نتيجة لتفريغ بين سحابتين إحداهما موجبة الشحنة والأخرى سالبة أو بين سحابة وشحنة تأثيرية على سطح الأرض تحتها.

    ب ـ ويقدر العلماء أن شحنة السحابة تكون عادة نحو 40 كولوم وجهدها نحو ألفي مليون فولت وأن تفريغ هذه الطاقة الهائلة ( 4 × 10 جول ) يتم في أقل من واحد من ألف من الثانية محدثاً صوتاً يصك الآذان هو صوت الرعد، وإذا كان شرارة البرق بين السحاب والأرض كانت صاعقة تحرق الشجر وتقتل البشر.


    جـ ـ أن التفريغ عادة يحدث من السحاب الركامي الكثيف منخفض حيث تتراكم السحب وتتكون فوق بعضها فتبدو كالجبال المظلمة بالماء ويتساقط منها المطر ( الصيب ).


    د ـ أن كل ذلك ينم وفقاً لقواعد وقوانين وسنن الله في كونه وخلقه وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم بالسجود أي: أن السجود هنا، كما قال الزمخشري والفخر الرازي هو سجود دلالة لا سجود عبادة.


    ويقدر العلماء أن شحنة السحابة تكون عادة نحو 40 كولوم وجهدها نحو ألفي مليون فولت وأن تفريغ هذه الطاقة الهائلة ( 4 × 10 جول ) وهذه الطاقة الهائلة قادرة على توليد طاقة كهربائية يمكن إنارة مدينة كبيرة لمدة يوم كامل


    ثامناً: الطاقة الصوتية:


    معلوم أن الصوت ينشأ عن اهتزاز الأجسام، وأن هذه الاهتزازات تحدث في الهواء ( أو في أي: وسط آخر ) تضاغطات وتخلخلات عندما تصل إلى أذن الكائن الحي يتم الإحساس بالسمع، ولكما زاد عدد اهتزازات الجسم في الثانية ( وهو ما يسمى بالتردد ) كلما زادت حدة الصوت الناتج، وأذن الإنسان لا تسمع الصوت إذا كان تردده أقل من 30 ذ / ث أو كان أعلى من 30000 ذ / ث.


    وقد أمكن إحداث ترددات عالية جداً باستخدام بلورات من الكوارتز في مجال تيار كهربي متردد، هذه الترددات تحدث موجات لا تسمعها أذن الإنسان ويطلق عليها اسم الموجات فوق الصوتية (altra sonics)ولهذه الموجات استخدامات كثيرة أهمها.


    فيما يتعلق بموضوعنا هو أنها عند إمرارها في وسط ما تعمل طاقتها على تسارع الحركة الاهتزازية لجسيمات هذا الوسط فتقتل ما به من ميكروبات أو كائنات حية دقيقة أو صغيرة.


    ويرى الدكتور / مصطفى محمود: أن الصيحة التي أماتت ثمود، قوم صالح، وعذب بها قوم لوط وغيرهم، هي موجات فوق صوتية ذات طاقة عظيمة بقدر عظمة مسببها والآمر بها سبحانه وتعالى وأنه إذا كان الإنسان الضعيف قد استطاع إحداث ذبذبات فوق صوتية تقتل الميكروبات وتهدم الخلايا وتميت الحيوانات الصغيرة فإن الذبذبات التي يحدثها الخالق سبحانه وتعالى قادرة على إماتة آلاف البشر في لحظات.


    ولكي نمحص هذا الرأي راجعنا الآيات التي ورد ذكر الصيحة وتلك التي ورد بها ذكر إبادة ثمود فوجدنا ما يلي:


    ( أ ) ورد لفظ الصيحة 13 مرة، ومنها:


    عن ثمود: )وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين([سورة هود : 67 ].)فأخذتهم الصيحة مصبحين ([سورة الحجر : 83 ].
    )إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتضر ([سورة القمر :83].
    وعن مدين: )وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ([سورة هود :94].
    وعن قوم لوط: )فأخذتهم الصيحة مشرقين ([سورة الحجر : 72 ].
    وعن أقوام آخرين: )فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء ([سورة المؤمنين : 41].
    )إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ([سورة يس: 29].
    )ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ([سورة يس : 49].


    ( ب ) ورد في إبادة ثمود آيات أخرى منها:


    )فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين([سورة الأعراف : 78].
    )فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ([سورة فصلت : 13].
    )فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ([سورة فصلت: 17].
    )فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ([سورة الذاريات : 44 ].


    ( جـ ) رأي بعض قدامى المفسرين:


    قال ابن كثير ( في الآية 178 الأعراف، ص 229 ج2 ) جاءتهم صيحة من السماء ورجفة شديدة من أسفل منهم، ففاضت الأرواح وزهقت النفوس في ساعة واحدة فأصبحوا في دارهم جاثمين أي: صرعى لا أرواح فيهم.
    وقال الزمخشري: ( في الآية 78 الأعراف، ص 344 ج ): { الرجفة } الصيحة التي زلزلت لها الأرض واضطربوا لها { في دارهم } في بلادهم أو مساكنهم { جاثمين } هامدين لا يتحركون موتى يقال: الناس جثم أي: قعود لا حراك ولا ينبسون نبسة.
    وقال الفخر الرازي ( في الاية 67 هود، ص 71 ج5 ): فإن قيل فما السبب في كن الصيحة موجبة للموت قلنا: فيه وجوه أحدها أن الصيحة العظيمة إنما تحدث عند سبب قوي يوجب تموج الهواء وذلك التموج الشديد ربما يتعدى إلى دماغ الإنسان فيتمزق غشاء الدماغ فيورث الموت.


    ( د ) تعليق:
    نرى أن الفخر الرازي أقرب كثيراً إلى الفكر المعاصر، ونلاحظ أنه تكرر وصف القوم بعد أن أخذتهم الصيحة أو الصاعقة بأنهم ( جاثمين ) وفي القاموس وأجسادهم _ جثم ) الطائر تلبد بالأرض وكذا الإنسان أي: سكن أي: أنهم ماتوا وأجسادهم سليمة لكن بلا روح ولا حراك يؤكد ذلك وصفهم في آيات أخرى: )فإذا هم خامدون ( )فجعلناهم غثاء ( )فكانوا كهشيم المحتضر (.
    وفيهما قال ابن كثير (ص 265 ج4 ): أي: همدوا كما يهمد يبس الزرع والنبات والمحتضر هو المرعى بالصحراء حين ييبس.
    كما نلاحظ أن القرآن الكريم عبر عما حدث لثمود وجعلهم جاثمين مرة بأنهم أخذتهم الصيحة ومرة أخذتهم الرجفة ومرة أخذتهم الصاعقة وهذا يعني فيما نرى أنه أرسلت عليهم صاعقة غير محرقة مصحوبة بصيحة عظيمة أحدثت اهتزازات ذات ترددات عالية جداً أي: موجات فوق صوتية أصابتهم برجفة هائلة قضت عليهم وتركتهم جثثاً هامدة غير محترقة ولا متفحمة والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده.



    د . عبد المنعم محمد الشرقاوي


    http://annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=624
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

    رد: لعلاج بالطاقة وأصوله في القرآن والسنة

    بعض ما ورد عن الطاقة في القرآن الكريم
    دكتور / عبد المنعم محمد الشرقاوي

    تبدأ هذه الرسالة انطلاقاً من عدة مسلمات أهمها:
    1ـ أن القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاباً أكاديمياً في الفيزياء أو غيرها من العلوم.
    فلا نتوقع أن نجد فيه تعريفاً للطاقة وأنواعها وخصائصها واستخداماتها وتحويلاتها مثلاً.

    2ـ أن علماء الفيزياء اليوم، عند تدبر القرآن وإحكام النظر فيه، بفهم ووعي وقصد، يجدون إشارات كثيرة فيه تومىء إلى حقائق عن الطاقة بأنواعها وإن لم تسمها بأسمائها.

    3ـ أن القرآن نزل منذ أكثر من 1430 عام ولم يكن الإنسان يعرف عندئذٍ شيئاً عن الجاذبية ولا المغناطيسية ولا الكهربية، بل لم يكن يعرف عن الحرارة إلا أن الشمس تدفئه وتجفف ملابسه، وأن احتراق الوقود يولد حرارة تنضج له طعامه، ولذلك لا نتوقع أن نجد هذه الأسماء أو غيرها حيث لم يكن الإنسان يعرف شيئاً عن مسمياتها.

    4ـ أن الذي أنزل القرآن هو الذي خلق الأكوان، والذي يعلم كل صغيرة وكبيرة في خلقه، ويعلم متى يتم الكشف عن هذا العلم أو ذلك، ومن هذا كان الاتفاق تاماً بين الآيات القرآنية والآيات الكونية، ولن نجد خلافاً بين فهم صحيح لآية أو حديث وبين حقيقة علمية يقينية ) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ( [سورة الملك:14].

    5ـ أن محاولتنا للتعرف على إشارات القرآن الكريم إلى موضوعات الطاقة بأنواعها قد تصيب وقد تخيب.

    فإن أصبنا فمن توفيق الله، وإن أخطأنا فمن أنفسنا، ونرجو من الله أجر المجتهد، ولنبدأ في الموضوع باسم الله الخالق البارىء المصور:

    أولاً: عن الطاقة (energy) بصفة عامة:

    الطاقة كمصطلح بشري تعني إمكانية بذل شغل أو فعل أو تأثير، وفي القرآن الكريم وردت بمعنى قريب، هو الاستطاعة أو الوسع، في ثلاث آيات فقط هي: ) وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ([سورة البقرة:184].


    قال السدي: يطيقونه أي: يتجشمونه ( يريد أنهم يجدون صعوبة في أدائه ).
    وقال ابن عباس: نزلت في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم.

    والآية الثانية: ) قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ([سورة البقرة:249].
    أي: قال اليهود لطالوت أنهم لا يستطيعون وليس في وسعهم مقاومة جالوت والفلسطينيين والآية الثالثة: ) رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ([سورة البقرة:286].أي: لا تكلفنا بما لا نقدر على فعله أو بما لا نستطيع الوفاء به.


    والقوة (force):هي في الاصطلاح البشري تعني المؤثر الذي يعمل، أو يميل إلى العمل، على إحداث حركة جسم ما أو تغيرها إيجاباً أو سلباً، والقوة في هذا المصطلح لها مقدار واتجاه ونقطة تأثير، أما في القرآن الكريم فقد ورد لفظ قوة 28 مرة بمعنى أوسع، وغالباً بمعنى الطاقة وخاصة في الآيات التي تتحدث عن أن القوة أو الطاقة مخلوقة من الله سبحانه وتعالى ومنها قوله
    )إن القوة لله جميعاً ([سورة البقرة:165]. )لا قوة إلا بالله ([سورة :الكهف:39]. )إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ([سورة الذاريات:58].ومثلها )ويزدكم قوة إلى قوتكم ([هود:52]. )وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ([الأنفال:60]. )فأعينوني بقوة ([الكهف:95].

    ثانياً: الطاقة الحركية:


    هي أول صور الطاقة التي عرفها الإنسان وهو يزيح حجراً عن موضعه أو يرفعه إلى أعلى أو يهوي به على شيء ليحطمه به.
    وفي القرن الـ 17 م توصل ( نيوتن ) إلى ما سمي بقوانين الحركة، ( أولها ) قانون القصور الذاتي ومن صيغه: أن الأجسام قاصرة بذاتها عن تغيير حالتها من سكون أو حركة منتظمة. أي: أن المركب ذات الشراع الرابضة على الشاطىء لا تتحرك إلا إذا دفعتها الريح والمركب التي تتهادى بتأثير الريح على سطح الماء لا تسكن إلا إذا سكنت الريح أو طوي شراعها وجذبت بالحبال، وفي إشارة لذلك قال سبحانه وتعالى: )إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ([الشورى:42].


    والقانون الثاني يتناول العلاقة بين القوة المؤثرة على جسم وكتلة هذا الجسم وما تحدثه في حركته من تسارع.


    والقانون الثالث له صيغة مشهورة وهي: أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.

    تمكن الإنسان من الاستفادة من طاقة الرياح لتوليد الكهرباء وهي طاقة مجانية سخرها الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان
    وقد زادت شهرة هذا القانون الأخير بتطبيقه في المعويات والعلاقات بين البشر وفي ضوئه نفهم قوله سبحانه وتعالى: )فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ([سورة البقرة:194].
    وقوله سبحانه وتعالى: )وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ([النحل:126].


    قوة الجاذبية:وقد اكتشف نيوتن أيضاً صورة أخرى من صور الطاقة وهي قوة الجاذبية الأرضية حيث يسقط أي جسم، إذا ترك بدون سند رأسياً نحو مركز الأرض بسرعة تتزايد حتى تصل أقصاها لحظة اصطدامها بالأرض، واكتشف نيوتن أن للجاذبية قانوناً عاماً، أو سنة كونية، حيث أن قوة الجاذبية بين جسمين تتناسب طردياً مع كتلتيهما وعكسياً مع مربع المسافة بينهما، ويسمى هذا القانون التربيع العكسي وله مشابه في كل صور الطاقة الأخرى.


    القوة المركزية الطاردة:وأي جسم يدور بسرعة في مسار على شكل محيط دائرة حول مركز هذه الدائرة، فإنه تؤثر عليه قوة تعمل على طرده بعيداً عن هذا المركز، وتمسى بالقوة المركزية الطاردة.

    وما الذي يحفظ الأجرام السماوية في مواضعها النسبية؟ وقد اكتشف الإنسان أن جميع الأجرام السماوية من نجوم وكواكب وأقمار في حركة دائبة، ففي المجموعة الشمسية نجد أن الأرض تدور في فلكها حول الشمس بسرعة 30 كم / ث في أحد التقديرات. والشمس ذاتها تدور في فلكها حول مركز مجرة سكة التبانة بسرعة 220 كم/ ث.

    لذلك نجد أن هناك قوة طاردة على إبعاد الأرض عن الشمس وقوة جاذبة تعمل على جذب الأرض نحو الشمس، ولا بد أن تتعادل هاتان القوتان لتبقى الأرض في موقعها النسبي من الشمس، ويعبر د. فاروق الباز عن هذه الحقيقة العلمية بأن بينهما ( عمود غير مادي ) ثابت من ( التوازن ) بين قوتي الجذب والطرد، في إشارة إلى قوله سبحانه وتعالى: )الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ([سورة الرعد:2].
    وقوله ( سبحانه وتعالى ): )خلق السماوات بغير عمد ترونها ([سورة لقمان:10].


    قال ابن كثير: ( روي عن ابن عباس ومجاهد أنهم قالوا: لها عمد ولكن لا ترى.
    وقال إياس بن معاوية: السماء على الأرض مثل القبة بلا عمد وكذلك روي عن قتادة، وهذا هو اللائق بالسياق والظاهر من قوله ( سبحانه وتعالى ): )يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه (65/22 الحج. أي: هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها ( ص499ج2 ) ولكننا نرى أن آية سورة الحج تشير إلى القوة الطاردة التي أوجدتها حكمة الخالق ( سبحانه وتعالى ) لتمنع تصادم السماء والأرض بسبب التجانب بينهما، كما نرى أن في قوله ( سبحانه وتعالى ) )إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ([سورة فاطر:40].
    إشارة إلى قوة الجذب التي أوجدتها حكمة الخالق ( سبحانه وتعالى ) لتمنع تفرق السماوات والأرض وتشتتهما وزوالهما في فضاء الكون الفسيح.
    قال ابن كثير: ( أي: أن تضطربا عن أماكنها ) ( ص561 ج3 ).


    كيف نفهم الآيات السابقة في القرن الـ 21؟.

    ظلت أفكار نيوتن عن الجاذبية، كصورة من صور الطاقة، سائدة كالعقيدة بين العلماء حتى بواكير القرن العشرين ـ حيث خرج أينشتاين بنظرية عن النسبية الخاصة عام 1905 وفيها قال: أن نواميس الكون مستقلة تمام الاستقلال عن الحالة التي يكون فيها من يرصد هذه النواميس.

    وقال: إن توافق حدثين ليس مطلقاً: وأن أي حادثين يحدثان في وقت واحد في نظر مشاهد ما ( أو راصد ) قد يكون أحدهما سابقاً للآخر في نظر مشاهد آخر ( أو راصد ) إذا كانت حركة أحدهما مختلفة عن حركة الآخر، مما يدعو إلى ضرورة تعديل نظرتنا إلى الزمان والمكان.

    وفي عام 1915 خرج إينشتاين بنظريته عن النسبية العامة وفيها رفض كثيراً من اقتراحات نيوتن وقال: أن الجاذبية في نظره ليست قوة. وأن القول بأن كل جسمين ماديين يتجاذبان إنما هو خداع، وأنه من غير المحتمل إطلاقاً أن قوة جاذبية الأرض للأجسام تصل إلى أبعد الآفاق في الفضاء. وقد تشكك مع المشككين في نظرية التأثير عن بعد.

    ويصف أينشتاين سلوك الكواكب مثلاً، في مجال جاذبية الشمس، لا على أساس قوة جذب وإنما على أساس الممرات والمسالك التي تحددها الخواص القياسية للفضاء وهي خواص ما سماه متصل الزمان والمكان (space - time)ويسمونه في اللغة العربية جداً أو هزلاً، بالزمان، أي: أن الجاذبية عند أينشتاين ليست إلا صفة هندسية لهذا الزمكان وفي ضوء ذلك، لا نحتاج في فهمنا لقوله تعالى: )الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها (إلى الحديث عن التوازن بين قوة جذب وقوة طرد، وإنما نفهم أن الله ( سبحانه وتعالى ) خلق من البداية متصل الزمان والمكان متصفاً بخواص هندسية عبارة عن ممرات ومسالك محددة لكل جرم سماوي يصبح فيها دون حاجة إلى أعمدة مادية ترفع هذه الأجرام إلى مواقعها.

    وبذلك لا يقع جرم ولا يزول جرم أو يضطرب مساره أو يتوه في الفضاء الكوني، ولكننا نرى أن هذه التصور يوجب وجود وسط ما في الفضاء له كثافة ما وأن هذه الكثافة تقل فيما سماه أينشتاين الممرات والمسالك، أي: أنه يعيدنا إلى فرضية الأثير التي ثبت خطؤها عند أينشتاين نفسه ورفضها.

    ثالثاً: طاقة الرياح:

    وهي الطاقة المتجددة المجانية النظيفة الخالية من الملوثات، التي بدأنا في مصر نعمل على حسن استغلالها، وقد أشار القرآن الكريم إليها وبين أنها طاقة وأن تصريفها بيد الله تعالى فيرسلها لعبادة الصالحين أو يرسلها على الكافرين فيها عذاب أليم قال ( سبحانه وتعالى ): )وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( [سورة الروم:46].


    ) فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ( [سورة الأحقاف:24].

    ) حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ([سورة يونس:22].

    ) وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ([سورة فاطر:48].


    ) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ([سورة يونس:24].


    ) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ ([سورة الإسراء:69].
    )فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ([سورة ص:36].


    ) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ([سورة الحاقة].


    رابعاً: الطاقة الحرارية:


    أشهر مصادرها التي عرفها الإنسان هي عمليات الاحتراق السريع للوقود، بحالاته الصلب والسائل والغازي، ثم تعرف الإنسان أخيراً على الطاقة التي تولدها في داخله عمليات الأكسدة البطيئة للمادة الغذائية سكرية ونشوية ودهنية.

    ويستخدم القرآن الكريم لفظ النار للتعبير عن الحرارة الناتجة عن الاحتراق، أو عن نار جهنم، أو عن الطاقة الحرارية بصفة عامة، فمن الآيات التي تضمنت الاستخدام الأول قوله سبحانه وتعالى: )مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً ([البقرة:17 ]. )ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله [سورة الرعد: 17].)أفرأيتم النار التي تورون (71) أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون ([سورة الواقعة : 72 ]. )قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود ([سورة البروج :5 ].

    وفي الاستخدام الثاني آيات كثيرة جداً منها آيات كثيرة جداً منها: )فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ([سورة البقرة: 24 ].ومثلها ( 6 التحريم ) )وما أدراك ما الحطمة (5 ) نار الله الموقدة ([سورة الهمزة: 6]. )سيصلى ناراً ذات لهب ([سورة المسد : 3].
    وفي الاستخدام الثالث قوله سبحانه وتعالى: )قال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ([سورة الأعراف: 12]. )والجان خلقناه من قبل من نار السموم ([سورة الحجر : 27 ].


    ويصف القرآن ارتفاع درجة حرارة الجو بالحر ) وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ([سورة التوبة:81 ].)جعل لكم سرابيل تقيكم الحر ([سورة النحل : 81 ].


    وإلى الطاقة الحرارية المخزونة في صورة طاقة كيميائية في المواد الغذائية التي يصنعها النبات يشير القرآن فيها يرى د. مصطفى محمود بالآية الكريمة )الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون (.فوصف الشجر بالأخضر هنا يدعو إلى التفكير.
    ولما كانت الحجارة غير قابلة للاحتراق ولا يمكن اعتبارها وقوداً أو مصدراً طبيعياً للطاقة الحرارية فإن قوله سبحانه وتعالى: )يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ([سورة التحريم: 6]. يدعو أيضاً إلى التدبر، وربما كان فيه إشارة إلى أن نار جهنم الخالدة الدائمة المستعرة ناتجة عن انفلاق ذرى أو اندماج نووي.


    خامساً: الطاقة الحرارية وعلاقتها بالطاقة الضوئية:

    وقد ثبت بالتجربة أن الأجسام الصلبة التي لا تتحلل بالحرارة ولا تنصهر بها، إذا سخنت إلى درجة حرارة عالية فإن لونها يحمر، وتنبعث منها عندئذٍ الأشعة الحرارية دون الحمراء ثم الأشعة الحمراء فإذا ارتفعت درجة حرارتها أكثر انبعثت منها موجات ذات ترددات أعلى وطول موجي أقصر أي: الأشعة البرتقالية ثم الصفراء فالخضراء فالزرقاء حتى يبيض لونها بانبعاث جميع أنواع الموجات ممتزجة ببعضها. وقد يكون في هذا شرح لما يعنيه الحديث الشريف الذي رواه الترمذي، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أوقد الله على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء كالليل المظلم ).

    واللون الأسود في الحديث قد يشير إلى أن لهب النار قد استعر حتى لم يعد بها أية شائبة مادية ينعكس عليها الضوء المنبعث، لأن الضوء أصلاً لا تراه العين وإنما ترى الأشياء التي يسقط عليها الضوء ويرتد أو ينعكس عنها.

    فالفضاء الكوني مظلم كالليل رغم اختراق الضوء له، وهذا ما تأكد منه وأكده لنا رواد الفضاء.

    سادساً: الطاقة الضوئية:

    وهي مرتبطة بالطاقة الحرارية لأن أهم مصادر الضوء بعد الشمس هو النار المشتعلة في مادة صلبة كالشمع أو سائلة كزيت البترول أو غازية كغاز الاستصباح والبوتاجاز ( في الكلوبات).

    وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض مصادر الضوء فقال سبحانه وتعالى: )هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً ([سورة يونس : 5 ]. )وجعل الشمس سراجاً ([سورة نوح : 16 ]. )يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه ([سورة البقرة : 20]. )مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم ([سورة البقرة : 17 ].)يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ([سورة النور: 35].
    وفي القرآن الكريم تمييز واضح بين الضوء المباشر من مصدر ذاتي كالشمس والشمعة وبين النور الناتج عن ارتداد الضوء أو انعكاسه على سطح آخر كالقمر والمرآة، فوصف القمر بأنه نور ومنير )والقمر نوراً ([سورة يونس : 5 ]. )وجعل القمر فيهن نوراً ([سورة نوح : 16]، )وقمراً منيراً ([سورة الفرقان : 61 ].


    ولذلك سمي القرآن الكريم هداية الرسل للبشر تنويراً ولم يسمها ضياء لأنها بالواسطة إما بالوحي المنزل في الكتب وإما بعلم الرسل من لدنه سبحانه وتعالى الذي قال يصف القرآن العظيم الذي أرسله على نبيه الكريم )فقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ([سورة المائدة: 15].وهناك من يرى أن )نور (هنا المراد به النبي صلى الله عليه وسلم.


    وقال سبحانه وتعالى يصف التوراة )إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ([سورة المائدة:46].

    وفي قوله سبحانه وتعالى: ) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ([سورة التوبة: 22 ].
    قال ابن كثير (ص 349 ج2 ): ( أي: ما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق بمجرد جدالهم وافترائهم فمثلهم كمثل من يريد أن يطفىء نور القمر بنفخه وهذا لا سبيل إليه ).


    والآية الوحيدة التي عبر فيها القرآن عن الهداية من الله هي قوله سبحانه وتعالى: )ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكراً للمتقين ([سورة الأنبياء: ]. لأن الله كلم موسى تكليماً مباشراً بلا واسطة فكان ما تلقاه من ربه ضياء لا نوراً.

    الشمس هي مصدر الضوء الذي يصل على الأرض وهي عبارة عن نجم كبير يمدنا بالطاقة والضوء عبر ملايين السنين
    ومعلوم: أن من أهم خواص الضوء أنه ينتشر في خطوط مستقيمة، وأهم نتائج هذه الخاصية هي تكوين الظلال للأجسام غير الشفافة.
    ويمن الله سبحانه وتعالى على الناس أنه خلق الظل، وفيه دليل على أنه خلق الضوء على هذه الكيفية بحيث ينتشر في خطوط مستقيمة لأنه لو كان غير ذلك لما تكون للجسم المعتم ظل.

    قال سبحانه وتعالى: )والله جعل لكم مما خلق ظلالاً ([سورة النحل: 86 ]. )ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ([سورة الفرقان : 26].) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ([سورة النحل : 48]. )ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال ([سورة الرعد : 15].

    قال الزمخشري في آية الفرقان: ( ومعنى مد الظل أن جعله يمتد ويتبسط فينتفع به الناس لا ساكناً لاصقاً بأصل كل مظل فلم ينتفع به أحد ).


    وعن معنى السجود في آيتي النحل والرعد يقول الفخر الرازي: فيه قولان:
    الأول: أن كل شخص سواء كان مؤمناً أو كافراً فإن ظله يسجد لله.
    الثاني: أن المراد من سجود الظلال ميلانها من جانب إلى جانب وطولها بسبب انحطاط الشمس وقصرها بسبب ارتفاع الشمس، فهي منقادة مستسلمة في طولها وقصرها وميلها من جانب إلى جانب.

    ويقول القرطبي: ( وهو تسبيح دلالة لا تسبيح عبادة ).
    ويقول أيضاً: فدورانها وميلانها من موضوع إلى موضوع سجودها...

    وقال الزجاج: سجداً يعني سجود لجسم، وسجوده انقياده وما يرى منه من أثر الصنعة وهذا عام في كل جسم.

    وكسوف الشمس وخسوف القمر ظاهرتان من نتائج تكوين الظلال التي هي نتيجة لسير الضوء في خطوط مستقيمة.
    فالكسوف يحدث عندما يكون القمر بين الشمس والأرض والجميع على استقامة واحدة فيقع ظل القمر على منطقة من الأرض فلا يرى ساكنها الشمس إلا إذا كان في منطقة شبه الظل فيرى جزءاً منها فقط، والخسوف يحدث عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر والجميع على استقامة واحدة فيقع القمر في منطقة ظل الأرض أو في منطقة شبه ظل الأرض.

    وقد حرص النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على أن ينبه الناس إلى أن هاتين الظاهرتين هما ظاهرتان كونيتان تحدثان وفقاً لسنن الله في كونه ولا صلة لهما بحياة أحدٍ من البشر أو بموته، وأن عليهم أن يخلصوا العبادة لله والتفكير في قدرته فقال: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته. فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ). (رواه البخاري عن عائشة وله رواية أخرى عن أبي مسعود وفيها قال: ( لا ينكسفان ).

    وفي قوله سبحانه وتعالى: )الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ([سورة يس : 80 ].يلفتنا وصف الشجر بالأخضر.
    لأنه إذا كان المراد استخدام الشجر كوقود لإشعال النار فلا بد أن يكون جافاً ولذلك نرى بدون تعسف، أن في هذه الآية إشارة إلى الضوء كطاقة تستخدم في عملية التمثيل الضوئي أو الكلوروفيلي حيث تختزن الطاقة الضوئية كطاقة كيميائية في المواد الغذائية وفي الخشب حيث يمكن أن تتحول فيما بعد إلى طاقة حرارية بالأكسدة.

    سابعاً: الطاقة الكهربية:

    رغم أن طاليس اليوناني الإغريقي كان قد عرف خاصية جذب الكهرمان لقصصات الورق عند دلكه بالصوف هو ما نعرفه الآن باسم الكهربائية الساكنة ( الاستاتيكية ) إلا أن علم الكهرباء لم يعرفه الإنسان إلا في بدايات القرن الـ 19م ولذلك لا نتوقع أن نجد في القرآن الكريم أياً من مصطلحات هذا العلم، ولكن القرآن يشير إلى بعض ظواهر الكهرباء الجوية لأن الإنسان خبرها وعانى منها، وأهم هذه الظواهر البرق والرعد والصواعق.

    قال سبحانه وتعالى: ) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ([سورة البقرة : 20 ].

    قال سبحانه وتعالى: ) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ ([سورة الرعد : 13 ].


    وقال سبحانه وتعالى: ) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصَارِ ([سورة النور : 43].


    وفي هذه الآيات، كما في غيرها لا نجد كلمة ولا إشارة تناقض ما كشف عنه علم الكهرباء الساكنة بعد نزول القرآن الكريم بأكثر من 13 قرناً من الزمان، بل على العكس نجد أن ما كشفه العلم يؤكد ويشرح ويفسر ما جاء في هذه الآيات من وصف:

    أ ـ فالبرق عبارة عن شرارة كهربية حدثت نتيجة لتفريغ بين سحابتين إحداهما موجبة الشحنة والأخرى سالبة أو بين سحابة وشحنة تأثيرية على سطح الأرض تحتها.

    ب ـ ويقدر العلماء أن شحنة السحابة تكون عادة نحو 40 كولوم وجهدها نحو ألفي مليون فولت وأن تفريغ هذه الطاقة الهائلة ( 4 × 10 جول ) يتم في أقل من واحد من ألف من الثانية محدثاً صوتاً يصك الآذان هو صوت الرعد، وإذا كان شرارة البرق بين السحاب والأرض كانت صاعقة تحرق الشجر وتقتل البشر.

    جـ ـ أن التفريغ عادة يحدث من السحاب الركامي الكثيف منخفض حيث تتراكم السحب وتتكون فوق بعضها فتبدو كالجبال المظلمة بالماء ويتساقط منها المطر ( الصيب ).

    د ـ أن كل ذلك ينم وفقاً لقواعد وقوانين وسنن الله في كونه وخلقه وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم بالسجود أي: أن السجود هنا، كما قال الزمخشري والفخر الرازي هو سجود دلالة لا سجود عبادة.

    ويقدر العلماء أن شحنة السحابة تكون عادة نحو 40 كولوم وجهدها نحو ألفي مليون فولت وأن تفريغ هذه الطاقة الهائلة ( 4 × 10 جول ) وهذه الطاقة الهائلة قادرة على توليد طاقة كهربائية يمكن إنارة مدينة كبيرة لمدة يوم كامل

    ثامناً: الطاقة الصوتية:

    معلوم أن الصوت ينشأ عن اهتزاز الأجسام، وأن هذه الاهتزازات تحدث في الهواء ( أو في أي: وسط آخر ) تضاغطات وتخلخلات عندما تصل إلى أذن الكائن الحي يتم الإحساس بالسمع، ولكما زاد عدد اهتزازات الجسم في الثانية ( وهو ما يسمى بالتردد ) كلما زادت حدة الصوت الناتج، وأذن الإنسان لا تسمع الصوت إذا كان تردده أقل من 30 ذ / ث أو كان أعلى من 30000 ذ / ث.

    وقد أمكن إحداث ترددات عالية جداً باستخدام بلورات من الكوارتز في مجال تيار كهربي متردد، هذه الترددات تحدث موجات لا تسمعها أذن الإنسان ويطلق عليها اسم الموجات فوق الصوتية (altra sonics)ولهذه الموجات استخدامات كثيرة أهمها.

    فيما يتعلق بموضوعنا هو أنها عند إمرارها في وسط ما تعمل طاقتها على تسارع الحركة الاهتزازية لجسيمات هذا الوسط فتقتل ما به من ميكروبات أو كائنات حية دقيقة أو صغيرة.

    ويرى الدكتور / مصطفى محمود: أن الصيحة التي أماتت ثمود، قوم صالح، وعذب بها قوم لوط وغيرهم، هي موجات فوق صوتية ذات طاقة عظيمة بقدر عظمة مسببها والآمر بها سبحانه وتعالى وأنه إذا كان الإنسان الضعيف قد استطاع إحداث ذبذبات فوق صوتية تقتل الميكروبات وتهدم الخلايا وتميت الحيوانات الصغيرة فإن الذبذبات التي يحدثها الخالق سبحانه وتعالى قادرة على إماتة آلاف البشر في لحظات.

    ولكي نمحص هذا الرأي راجعنا الآيات التي ورد ذكر الصيحة وتلك التي ورد بها ذكر إبادة ثمود فوجدنا ما يلي:

    ( أ ) ورد لفظ الصيحة 13 مرة، ومنها:

    عن ثمود: )وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين([سورة هود : 67 ].)فأخذتهم الصيحة مصبحين ([سورة الحجر : 83 ].
    )إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتضر ([سورة القمر :83].
    وعن مدين: )وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ([سورة هود :94].
    وعن قوم لوط: )فأخذتهم الصيحة مشرقين ([سورة الحجر : 72 ].
    وعن أقوام آخرين: )فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء ([سورة المؤمنين : 41].
    )إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ([سورة يس: 29].
    )ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ([سورة يس : 49].


    ( ب ) ورد في إبادة ثمود آيات أخرى منها:


    )فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين([سورة الأعراف : 78].
    )فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ([سورة فصلت : 13].
    )فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ([سورة فصلت: 17].
    )فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ([سورة الذاريات : 44 ].


    ( جـ ) رأي بعض قدامى المفسرين:


    قال ابن كثير ( في الآية 178 الأعراف، ص 229 ج2 ) جاءتهم صيحة من السماء ورجفة شديدة من أسفل منهم، ففاضت الأرواح وزهقت النفوس في ساعة واحدة فأصبحوا في دارهم جاثمين أي: صرعى لا أرواح فيهم.
    وقال الزمخشري: ( في الآية 78 الأعراف، ص 344 ج ): { الرجفة } الصيحة التي زلزلت لها الأرض واضطربوا لها { في دارهم } في بلادهم أو مساكنهم { جاثمين } هامدين لا يتحركون موتى يقال: الناس جثم أي: قعود لا حراك ولا ينبسون نبسة.
    وقال الفخر الرازي ( في الاية 67 هود، ص 71 ج5 ): فإن قيل فما السبب في كن الصيحة موجبة للموت قلنا: فيه وجوه أحدها أن الصيحة العظيمة إنما تحدث عند سبب قوي يوجب تموج الهواء وذلك التموج الشديد ربما يتعدى إلى دماغ الإنسان فيتمزق غشاء الدماغ فيورث الموت.

    ( د ) تعليق:
    نرى أن الفخر الرازي أقرب كثيراً إلى الفكر المعاصر، ونلاحظ أنه تكرر وصف القوم بعد أن أخذتهم الصيحة أو الصاعقة بأنهم ( جاثمين ) وفي القاموس وأجسادهم _ جثم ) الطائر تلبد بالأرض وكذا الإنسان أي: سكن أي: أنهم ماتوا وأجسادهم سليمة لكن بلا روح ولا حراك يؤكد ذلك وصفهم في آيات أخرى: )فإذا هم خامدون ( )فجعلناهم غثاء ( )فكانوا كهشيم المحتضر (.
    وفيهما قال ابن كثير (ص 265 ج4 ): أي: همدوا كما يهمد يبس الزرع والنبات والمحتضر هو المرعى بالصحراء حين ييبس.
    كما نلاحظ أن القرآن الكريم عبر عما حدث لثمود وجعلهم جاثمين مرة بأنهم أخذتهم الصيحة ومرة أخذتهم الرجفة ومرة أخذتهم الصاعقة وهذا يعني فيما نرى أنه أرسلت عليهم صاعقة غير محرقة مصحوبة بصيحة عظيمة أحدثت اهتزازات ذات ترددات عالية جداً أي: موجات فوق صوتية أصابتهم برجفة هائلة قضت عليهم وتركتهم جثثاً هامدة غير محترقة ولا متفحمة والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده.


    د . عبد المنعم محمد الشرقاوي

    http://annajah.net/arabic/show_article.thtml?id=624
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4

    رد: العلاج بالطاقة وأصوله في القرآن والسنة

    سلام الله
    إذا ما سمينا العلاج و الشفاء القرآني بإسم الطاقة فحتما ستقع إزاحة لكثير من الأوهام و الشطحات على أنقى كتاب
    الأصل في القرآن أنه هو الأصل
    بمعنى نأخذ منه التصور الكلي
    نبتعد عن لي النصوص لندلل على أمر آخر
    يمكننا دراسة النفس المطمئنة و السعادة و الإيمان في القرآن
    لا
    أن نجعله تابعا للأوهام



    لا ننكر وجود طاقة في الكون
    لكن ما لا نستطيع القبول به هو الزعم بدون علم و لا هدى مبين

    يذكر علماء الأنتروبولوجيا و الإجتماع قاعدة تقول : يموت المعتقد و يبقى الطقس
    و معناها أن الكثير من المعتقدات أماتها الزمن لكن هذه المعتقدات كانت تؤدى على شكل طقوس هذه الأخيرة لا تمت

    و هناك قاعدة معرفية تقول : لا يمكن إفراغ اللغة من الثقافة و اللغة تكون كذلك بالإشارات و الطقوس

    الخلاصة ما يلي : ما يسمى بعلم الطاقة ليس بعلم إنما هو طقوس شرقية أرتبط بمعتقدات الكثير منها أماته الزمن و منها ما يزال حيا كالبوذية
    و أن يأتي مدعي و يقول به مع إزالة ثقافته فهذا ضرب من الجنون

    للعلم أن من أشهر المدعين في هذا المجال السيدة مريم نور و العجيب أن معلمها و إسمه : أوشو قبل مدة إدعى النبوة

    و هي تقدم خليط بين المعتقدات البوذية و الاسلام و المسيحية و الهدف هو عقيدتها المتمثلة بوحدة الجود

    ما يسمى بعلم الطاقة أساسه عقدي خصوصا وحدة الوجود

    اللهم سلمنا من الجهل في عصر العلم
    اللهم سلمنا من الشرك و قد جعلتنا موحدين

    تحياتي

  5. #5

    رد: العلاج بالطاقة وأصوله في القرآن والسنة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سؤال

    ما هو تخصص د. عبد المنعم محمد الشرقاوي؟ و اين يعمل ؟ وما هو انتاجه العلمى البحثى فى حل مشاكل العالم العربى-الإسلامى؟

    وهل استعمل الطاقة فى العلاج لحالات حقيقية ؟ أم ما كتبه مجرد كلام إنشائى ؟

    وتحياتى


  6. #6

    رد: العلاج بالطاقة وأصوله في القرآن والسنة

    السلام عليكم
    شكرا أستاذ عبد الصمد
    شكرا دكتور عبد الحميد
    أنا ناقلة لاغير وسررت بردكما
    والحمد لله على نعمة الإسلام
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=23964
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7

    رد: العلاج بالطاقة وأصوله في القرآن والسنة

    السلام عليكم, مع جزيل الشكر للأستاذ عبد الصمد زيبار برده العلمي المقتضب والوافي على موضوع مليء بمغالطات علمية وتخريفات والأخطر من ذلك هو محاولة إقحام معتقدات بوذية ووثنية وهندوسية في الدين مع ملاحظة صغيرة أن كاتب المقال قد ابتسر بعض المعتقدات ونقلها بتحريف عن الأصل حيث خلط بين فلسفة الYen والZen والبراهماتية الهندية الNervana والبوذية الShakra...ومن أطرف التخريفات في المقال "العلمي" الزعم أن طاقة القمر تابعة لظهوره فهي اكبر في البدر وأصغر في الهلال!!! وهذه معتقدات وثنية صرفة من عبدة الشمس والقمر!

المواضيع المتشابهه

  1. يا غير مسجل العلاج بالطاقة الحيوية
    بواسطة أديبه نشاوي في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-29-2016, 06:25 AM
  2. العلاقة بين القرآن والسنة
    بواسطة أسامة عكنان في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 11-17-2012, 09:17 PM
  3. القرآن والسنة وإنهاضهما من الكبوات .. التنمية البشرية النفسية والاجتماعية
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-11-2011, 05:07 PM
  4. العلاج بالطاقة: ماله وما عليه
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-13-2010, 07:04 PM
  5. موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
    بواسطة ندى نحلاوي في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-09-2009, 05:51 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •