منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 11 من 12 الأولىالأولى ... 9101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 110 من 119
  1. #101
    بلال بن رباح



    نسب بلال بن رباح وحاله قبل الإسلام :

    هو بلال بن رباح الحبشي المؤذن ، مولى أبي بكر الصديق ، اشتراه ثم أعتقه ، وكان له خازنًا ، ولرسول الله مؤذنًا ، وكان صادق الإسلام ، طاهر القلب . واسم أبيه رباح ، واسم أمه حمامة .و قد ولد بعد حادث الفيل بثلاث سنين أو أقل ، و كان رجلاً شديد الأدمة ، نحيفًا ، طوالاً ، أجنأ [1] ، له شعر كثير ، خفيف العارضين .



    قصة إسلام بلال بن رباح :

    كان من السابقين إلى الإسلام ، وقد رُوي أن رسول الله وأبا بكر اعتزلا في غار، فبينما هما كذلك إذ مرّ بهما بلال وهو في غنم عبد الله بن جدعان ، و بلال مُولَّد من مولدي مكة . وكان لعبد الله بمكة مائة مملوك مولّد ، فلما بعث الله نبيه أمر بهم فأخرجوا من مكة إلا بلالاً يرعى عليه غنمه تلك . فأطلع رسول الله رأسه من ذلك الغار، فقال : " يا راعي ، هل من لبن ؟ " فقال بلال : ما لي إلا شاة منها قوتي ، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم . فقال رسول الله : " اِيت بها " .فجاء بها فدعا رسول الله بقعبه[2] فاعتقلها رسول الله فحلب في القعب حتى ملأه فشرب حتى روي ، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي ، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت ، ثم قال : " هل لك في الإسلام ؟ فإني رسول الله " . فأسلم ، وقال : " اكتم إسلامك " . ففعل وانصرف بغنمه وبات بها وقد أضعف لبنها ، فقال له أهله : لقد رعيت مرعى طيبًا فعليك به. فعاد إليه ثلاثة أيام يستقيهما ويتعلم الإسلام ، حتى علم المشركون بإسلامه ، فقاموا بتعذيبه أشد العذاب .



    مكانة بلال بن رباح و فضله :
    روى مسلم بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله لبلال عند صلاة الغداة : " يا بلال ، حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة؛ فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة ". قال بلال: ما عملت عملاً في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورًا تامًّا في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي .وروى البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله قال: كان عمر يقول : " أبو بكر سيدُنا ، وأعتق سيدَنا " , يعني بلالاً .وكان بلال أول من أذَّن للصلاة ، وهو مؤذِّن الرسول ؛ عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله : " نعم المرء بلال ، هو سيد المؤذنين ، ولا يتبعه إلا مؤذن ، والمؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة " .




    أثر الرسول في تربية بلال بن رباح :
    عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال : انطلقت أنا وأبي إلى صهرٍ لنا من الأنصار نعوده ، فحضرت الصلاة ، فقال لبعض أهله : يا جارية ، ائتوني بوضوء لعلِّي أصلي فأستريح . قال : فأنكرنا ذلك عليه ، فقال : سمعت رسول الله يقول : " قم يا بلال ، فأرحنا بالصلاة " .لقد تربى بلال وتعلم في مدرسة النبوة ، ورافق النبي كثيرًا ، مما كان له الأثر الكبير في شخصيته . ولقد اكتشف النبي موهبته ومهارته وصوته النديّ ، فأمره أن يؤذن ، فكان أول مؤذن في الإسلام .






    أهم ملامح شخصية بلال بن رباح :


    الصبر والثبات في سبيل الله :
    قال عبد الله بن مسعود : " كان أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله ، وأبو بكر، وعمار ، وأمه سمية ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد ؛ فأما رسول الله فمنعه الله بعمه أبي طالب ، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون وأُلبسوا أدراع الحديد وصهروهم في الشمس ، فما منهم أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلال ، فإنه هانت عليه نفسه في الله ، وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان ، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد " . وكان أميّة بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره ، ثم يقول : لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد . فيقول وهو في ذلك : أحد أحد .



    بعض مواقف بلال بن رباح مع الرسول :
    روى البخاري بسنده ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه قال : سرنا مع النبي ليلة ، فقال بعض القوم : لو عَرَّسْتَ بنا يا رسول الله . قال : " أخاف أن تناموا عن الصلاة " . قال بلال : أنا أوقظكم ، فاضطجعوا . وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام ، فاستيقظ النبي وقد طلع حاجب الشمس ، فقال : " يا بلال ، أين ما قلت ؟ " قال : ما ألقيت عليَّ نومة مثلها قطُّ . قال : " إن الله قبض أرواحكم حين شاء ، وردها عليكم حين شاء ، يا بلال ، قُمْ فأذن بالناس بالصلاة " . وعن أبي سعيد الخدري ، عن بلال قال: قال رسول الله : " يا بلال ، ألقِ الله فقيرًا ولا تلقه غنيًّا " . قال : قلت : وكيف لي بذلك يا رسول الله ؟ قال : " إذا رزقت فلا تخبأ ، وإذا سئلت فلا تمنع " . قال: قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال : " هو ذاك وإلا فالنار" .




    بعض مواقف بلال بن رباح مع الصحابة :



    مع أبي بكر :


    عن سهل قال : خرج النبي يصلح بين بني عمرو بن عوف وحانت الصلاة ، فجاء بلالٌ أبا بكر فقال : حبس النبي ، فتؤُمّ الناس ؟ قال : نعم ، إن شئتم . فأقام بلال الصلاة ، فتقدم أبو بكر فصلى ، فجاء النبي يمشي في الصفوف يشقها شقًّا حتى قام في الصف الأول ، فأخذ الناس بالتصفيح [3] ، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته ، فلما أكثروا التفت فإذا النبي في الصف ، فأشار إليه مكانك ، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله ، ثم رجع القهقرى وراءه ، وتقدم النبي فصلى .



    مع ابن عمر :
    روى مسلم بسنده عن ابن عمر أن رسول الله دخل الكعبة هو وأسامة وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي فأغلقها عليه ثم مكث فيها . قال ابن عمر: فسألت بلالاً حين خرج، ما صنع رسول الله ؟ قال : " جعل عمودين عن يساره ، وعمودًا عن يمينه ، وثلاثة أعمدة وراءه " ، وكان البيت يومئذٍ على ستة أعمدة ثم صلى .



    بعض الأحاديث التي رواها بلال بن رباح عن الرسول :
    روى ابن ماجه بسنده ، عن بلال بن رباح أن النبي قال له غداةَ جمعٍ : " يا بلال ، أسكت الناس أو أنصت الناس " ، ثم قال : " إن الله تطوَّل عليكم في جمعكم هذا ، فوهب مسيئكم لمحسنكم ، وأعطى محسنكم ما سأل ، ادفعوا باسم الله " .وعن بلال قال : أذَّنت في غداة باردة ، فخرج النبي فلم ير في المسجد أحدًا ، فقال : " أين الناس ؟ " فقلت : حبسهم القُرُّ . فقال : " اللهم أذهب عنهم البرد " . قال : فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة .



    أثر بلال بن رباح في الآخرين :
    روى عنه أحاديثَ النبي أكثرُ من عشرين من الصحابة والتابعين ، فممن روى عنه من الصحابة : أسامة بن زيد ، و البراء بن عازب ، وطارق بن شهاب بن عبد شمس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، و كعب بن عجرة ، و وهب بن عبد الله . و ممن روى عنه من التابعين : الأسود بن يزيد بن قيس ، وشهر بن حوشب ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وغيرهم .


    بعض كلمات بلال بن رباح :
    كان يقول عن نفسه تواضعًا : " إنما أنا حبشي، كنت بالأمس عبدًا " . وعن هند امرأة بلال قالت : كان بلال إذا أخذ مضجعه قال : " اللهم تجاوز عن سيئاتي ، واعذرني بعلاتي " .



    وفاة بلال بن رباح :
    لما احتضر بلال نادت امرأته : و احزاناه ! فقال : " واطرباه ! غدًا ألقى الأحبة محمدًا وحزبَه " .و قد مات بدمشق سنة عشرين ، فدفن عند الباب الصغير في مقبرة دمشق ، وهو ابن بضع وستين سنة .


    المصادر : [1] أجنأ : أَشْرَفَ كاهِلُه على صدره .[2] القعب : إناء ضخم كالقصعة .[3] التصفيح : التصفيق .
    --

  2. #102
    ثابت بن قيس بن شماس كان من نجباء أصحاب محمد ، لم يشهد بدرًا ، ولكنه شهد أحدًا و بيعة الرضوان . أمه هند الطائية ، وقيل : كبشة بنت واقد بن الإطنابة ، أسلمت وكانت ذا عقل وافر .إخوته لأمه : عبد الله بن رواحة ، عمرة بنت رواحة .تزوج ثابت بن قيس من جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول ، فولدت له محمدًا .وتزوج أيضًا من حبيبة بنت سهل ، وقد آخى رسول الله بينه وبين عمار . إسلام ثابت بن قيس :
    هو أحد السابقين إلى الإسلام في يثرب ، إذ ما كاد يستمع إلى آي الذكر الحكيم يرتلها الداعية المكي الشاب مصعب بن عمير بصوته الشجي وجرسه الندي حتى أسر القرآن سمعه بحلاوة وقعه ، وملك قلبه برائع بيانه ، وخلب لبه بما حفل به من هدى وتشريع .فشرح الله صدره للإيمان وأعلى قدره ورفع ذكره بالانطواء تحت لواء نبي الإسلام .


    أثر تربية الرسول في شخصية ثابت بن قيس :
    عن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس أن ثابت بن قيس قال : يا رسول الله إني أخشى أن أكون قد هلكت ، ينهانا الله أن نحب أن نحمد بما لا نفعل ، وأجدني أحب الحمد ، وينهانا الله عن الخيلاء ، وإني امرؤ أحب الجمال ، وينهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك ، وأنا رجل رفيع الصوت ، فقال رسول الله : " يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميدًا وتقتل شهيدًا وتدخل الجنة " .




    من ملامح شخصية ثابت بن قيس :
    لما نزل قوله جل شأنه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2] .تجنب ثابت بن قيس مجالس رسول الله على الرغم من شدة حبه له وفرط تعلقه به ولزم بيته حتى لا يكاد يبرحه إلا لأداء المكتوبة .فافتقده النبي وقال : " من يأتيني بخبره ؟ " , فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله وذهب إليه فوجده في منزله محزونًا منكسًا رأسه فقال له : ما شأنك يا أبا محمد ؟ قال : شر . قال : وما ذاك ؟ قال : إنك تعرف أني رجل جهير الصوت كثيرًا ما يعلو صوتي على صوت رسول الله وقد نزل من القرآن ما تعلم , وما أحسبني إلا قد حبط عملي وإنني من أهل النار، فرجع الرجل إلى الرسول وأخبره بما رأى وما سمع , فقال : " اذهب إليه وقل له لست من أهل النار, ولكنك من أهل الجنة " .



    إيثار ثابت بن قيس وإنفاقه في سبيل الله :
    قال رسول الله لثابت بن قيس : " لقد ضحك الله ما فعلت بضيفك البارحة " , ولعل هذه الواقعة هي سبب نزل قول الله : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] .فقد روي أن رجلاً من المسلمين مكث صائمًا ثلاثة أيام يمسي فلا يجد ما يفطر فيصبح صائمًا حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له : ثابت بن قيس , فقال لأهله : إني سأجيء الليلة بضيف لي , فإذا وضعتم طعامكم , فليقم بعضكم إلى السراج كأنه يصلحه فيطفئه , ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا , فلما أمسى ذهب به فوضعوا طعامهم فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه فأطفأته , ثم جعلوا يضربون أيديهم في الطعام كأنهم يأكلون ولا يأكلون حتى شبع ضيفهم, وإنما كان طعامهم ذلك خيره هو قوتهم, فلما أصبح ثابت غدًا إلى رسول الله فقال: " يا ثابت لقد عجب الله البارحة منكم ومن ضيفكم " , فنزلت هذه الآية : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] .




    حال ثابت بن قيس مع القرآن :
    وعن محمد بن جرير بن يزيد " أن أشياخ أهل المدينة حدثوه : إن رسول الله قيل له : ألم تر أن ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ؟ قال : " فلعله قرأ سورة البقرة ، فسئل ثابت, فقال: قرأت سورة البقرة " .





    شجاعة ثابت بن قيس :
    في صحيح مسلم عن أنس أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ونشر أكفانه وقال : " اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء فقتل " .


    مواقف من حياة ثابت بن قيس مع الرسول :
    عن أنس قال: خطب ثابت بن قيس مقدم رسول الله المدينة , فقال : نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا ، فما لنا ؟ قال : " الجنة ". قالوا : رضينا .

    ومن مواقفه :
    عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي فقالت : يا رسول الله, ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين , ولكن أكره الكفر في الإسلام , فقال رسول الله : " اقبل الحديقة وطلقها تطليقة ". رواه البخاري .


    الرسول يزور ثابت بن قيس في مرضه :
    في سنن أبي داود بسنده قال ابن صالح محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله أنه دخل على ثابت بن قيس - قال أحمد وهو مريض - فقال: " اكشف البأس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس" , ثم أخذ ترابًا من بطحان فجعله في قدح , ثم نفث عليه بماء وصبه عليه .



    ومن مواقفه أيضًا :
    قال الزهري : قدم وفد بني تميم وافتخر خطيبهم بأمور, فقال النبي لثابت بن قيس : " قم فأجب خطيبهم " , فقام وحمد الله وأبلغ , وسرَّ رسول الله والمسلمون بمقامه وكان مما قال ثابت لله دره : " والحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه ، ولم يك شيء قط إلا من فضله ، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكًا واصطفى من خيرة خلقه رسولاً ، أكرمهم نسبًا وأصدقهم حديثًا ، وأفضلهم حسبًا ، فأنزل عليه كتابه وأتمه على خلقه، فكان خيرة الله تعالى من العالمين ، ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه ذوي رحمه أكرم الناس حسبًا ، وأحسن وخير الناس فعالاً ، ثم كان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاهم رسول الله ، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه ، ومن كفر جاهدناه في الله أبدًا ، وكان قتله علينا يسيرًا . أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم " .



    مواقف من حياة ثابت بن قيس مع الصحابة :

    عن أنس بن مالك قال : جئته وهو يتحنط فقلت : ألا ترى؟ فقال: الآن يا ابن أخي ثم أقبل فقال : هكذا عن وجوهنا تقارع القوم . بئس ما عودتم أقرانكم , ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله فقاتل حتى قتل . أثر ثابت بن قيس في الآخرين (دعوته ـ تعليمه) :
    قال أبو قاسم الطبراني بسنده عن عطاء الخراساني قال : قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس ، فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت : سمعت أبي يقول لما أنزل على رسول الله : {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان : 18] , اشتدت على ثابت بن قيس وفاق عليه بابه ، وطفق يبكي فأخبر رسول الله فسأله فأخبره بما كبر عليه منها , فقال : أنا رجل أحب الجمال وأنا أسود قومي ، فقال : " إنك لست منهم ، بل تعيش بخير وتموت بخير، ويدخلك الله الجنة " ، فلما أنزل على رسول الله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} [الحجرات: 2] ، فعل مثل ذلك فأخبر النبي فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه منها وأنه جهير الصوت ، وأنه يتخوف أن يكون من حبط عمله , فقال : " إنك لست منهم ، بل تعيش حميدًا وتقتل شهيدًا ويدخلك الله الجنة " .وقد روى عن ثابت بن قيس أنس بن مالك كما روى عنه ابنه محمد بن قيس وهو من الصحابة جميعًا ، و كذا روى عنه ابنه قيس بن ثابت وهو من كبار التابعين . مناقب ثابت بن قيس : عن أبي هريرة قال : قال النبي : " نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس " .و قد بشره النبي في أكثر من موضع بالجنة .




    أوصى بعد موته وجازت وصيته !! و رأى رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال له ثابت : إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعًا نفيسة ومنزله في أقصى العسكر وعند منزله فرس يستن في طوله وقد أكفأ على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلاً وائْتِ خالد بن الوليد فليبعث إلي درعي فليأخذها , فإذا قدمت على خليفة رسول الله فأعلمه أن عليَّ من الدين كذا ولي من المال كذا وفلان من رقيقي عتيق , وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه , قال : فأتى خالد بن الوليد فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر وقدم على أبي بكر فأخبره , فأنفذ أبو بكر وصيته بعد موته فلا نعلم أحدًا جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس .






    وفاة ثابت بن قيس : لما استنفر أبو بكر المسلمين إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب ، سار ثابت بن قيس فيمن سار فلما لقوا مسيلمة وبني حذيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات , فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله فجعلا لأنفسهما حفرة , فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا .روى البخاري بسنده عن موسى بن أنس قال : وذكر يوم اليمامة قال: أتى أنس بن مالك ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال : يا عم ما يحبسك أن لا تجيء قال : الآن يا ابن أخي وجعل يتحنط يعني من الحنوط , ثم جاء فجلس , فذكر في الحديث انكشافا من الناس فقال : هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم , ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله بئس ما عودتم أقرانكم، وفي رواية فقاتل حتى قتل .



    المصادر :



    البداية والنهاية ابن كثيرالدر المنثور السيوطيفرسان النهار من الصحابة الأخيار د. سيد بن حسين العفانينزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء محمد بن حسن بن عقيلصور من حياة الصحابة الكاندهلوي . .

  3. #103
    بارك الله فيك وجزاك خير

  4. #104
    واسمح لي يااخي لاشاركك بنفحة عن صحابي الا وهو:
    ضرار بن الخطاب

    ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وأمه أم ضرار واسمها هند بنت مالك بن حجوان بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارث بن فهر وجده عمرو بن حبيب هو آكل السقب وذاك أنه أغار على بني بكر ولهم سقب يعبدونه فأخذ السقب فأكله وكان عمه حفص بن مرداس شريفا وكان ضرار بن الخطاب فارس قريش وشاعرهم وحضر معهم المشاهد كلها فكان يقاتل أشد القتال ويحرض المشركين بشعره وأسلم يوم الفتح ولم يزل بمكة حتى خرج إلى اليمامة فقتل بها شهيدا.

    واختلف الأوس والخزرج فيمن كان أشجع يوم أحد فمر بهم ضرار ابن الخطاب فقالوا هذا شهدها وهو عالم بها فبعثوا إليه فتى منهم فسأله عن ذلك فقال لا أدري ما أوسكم من خزرجكم ولكني زوجت يوم أحد منكم أحد عشر رجلا من الحور العين (يعني بانه قتلهم).

    وقال ضرار بن الخطاب يوما لأبي بكر الصديق نحن كنا لقريش خيرا منكم أدخلناهم الجنة وأوردتموهم النار.

    كان ابوه الخطاب بن مرداس رئيس بني فهر في زمانه وكان يأخذ المرباع لقومه وكان ضرار بن الخطاب يوم الفجار على بني محارب بن فهر وكان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين حتى قالوا ضرار ابن الخطاب فارس قريش وشاعرهم وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق.


    قال الزبير بن بكار لم يكن في قريش أشعر منه ومن ابن الزبعري قال الزبير ويقدمونه على ابن الزبعري لأنه أقل منه سقطا وأحسن صنعة .


    ومن شعره في يوم الفتح قوله
    يا نبي الهدى إليك لجا جي قريش وأنت خير لجاء
    حين ضاقت عليهم سعة الأر ض وعاداهم إله السماء
    والتقت حلقنا البطان على القو م ونودوا بالصيلم الصلعاء
    إن سعد يريد قاصمة الظهر بأهل الحجون والبطحاء

    (يريد ( سعد بن عبادة)، حيث قال يوم الفتح: اليوم تستحل الحرمة)

    خزرجى لو يستطيع من الغيظ رمانا بالنسر والعواء
    وغر الصدر لا يهم بشيء غير سفك الدما وسبى النساء
    قد تلظى على البطاح وجاء ت عنه هند بالسوءة السوآء
    إذ تنادى بذل حي قريش وابن حرب بذا من الشهداء
    فلئن اقحم اللواء ونادى يا حماة اللواء أهل اللواء
    ثم ثابت إليه من بهم الخز رج والأوس أنجم الهيجاء
    لتكونن بالبطاح قريش فقعة القاع في أكف الإماء
    فانهينه فإنه اسد الأز د لدى الغاب والغ في الدماء
    إنه مطرق يريد لنا الأم ر سكوتا كالحية الصماء

    عن أبي بكر أحمد بن يحيى البلاذري قال : كان ضرار بن الخطاب بن مرداس الفهري بالسراة فوثبت دوس عليه ليقتلوه ، فسعى حتى دخل بيت امرأة يقال لها أم جميل ، واتبعه رجل لضربه فوقع ذباب السيف على الباب ، وقامت في وجوههم فذبتهم ، ونادت قومها فمنعوه لها ، فلما استخلف عمر بن الخطاب ظنت أنه أخوه فأتت المدينة ، فلما كلمته عرف القصة فقال : لست بأخيه إلا في الإسلام وهو غاز بالشام وقد عرفت منتك عليه ، فأعطاها على أنها ابنة السبيل

  5. #105

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل ويامرحبا بمساهمتك الرائعة سانتظرك إذن:
    المسور بن مخزمة



    نسبه و قبيلته :


    المسور بن مخزمة بن نوفل بن أهيب بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري ، و أمه عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف ، ممن أسلمت وهاجرت . وُلد بعد الهجرة بسنتين ، وقدم به المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمانٍ ، وشهد عام الفتح وهو ابن ست سنين ، وتوفي النبي و هو ابن ثماني سنين [1] . وكانت له مواقف مع رسول الله؛ عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن المسور بن مخرمة قال : أقبلت بحجر أحمله ثقيل وعليَّ إزار خفيف ، قال : فانحل إزاري ومعي الحجر لم أستطع أن أضعه حتى بلغت به إلى موضعه ، فقال رسول الله : " ارجع إلى ثوبك فخذه ، ولا تمشوا عراة " [2] .وجاء في سنن أبي داود عن المسور بن مخرمة أنه قال : قسم رسول الله أقبية ولم يعط مخرمة شيئًا ، فقال مخرمة : يا بُنيَّ ، انطلق بنا إلى رسول الله . فانطلقت معه ، قال : ادخل فادعه لي . قال : فدعوته ، فخرج إليه وعليه قباء منها ، فقال : " خبأت هذا لك " . قال : فنظر إليه ، فقال : " رضي مخرمة " [3] .


    من مواقفه مع الصحابة :
    مواقف كثيرة قد حدثت بين المسور بن مخرمة وبين الصحابة رضوان الله عليهم ، ومن هذه المواقف وقوفه مع عبد الله بن الزبير؛ حتى يتصالح مع خالته أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) .جاء في الدر المنثور أن عائشة - رضي الله عنها - حدثت : أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة : و الله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها . فقالت : أهو قال هذا ؟ قالوا : نعم . قالت عائشة : فهو لله نذر أن لا أكلم ابن الزبير كلمة أبدًا .فاستشفع ابن الزبير بالمهاجرين حين طالت هجرتها إياه ، فقالت : والله لا أشفع فيه أحدًا أبدًا ولا أحنث نذري الذي نذرت أبدًا . فلما طال على ابن الزبير، كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث ، وهما من بني زهرة ، فقال لهما : أنشدكما الله إلا أدخلتماني على عائشة ؛ فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي . فأقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين عليه بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة ، فقالا : السلام على النبي ورحمة الله وبركاته ، أندخل ؟ فقالت عائشة : ادخلوا . قالوا : أكلنا يا أم المؤمنين ؟ قالت : نعم ، ادخلوا كلكم .ولا تعلم عائشة أن معهما ابن الزبير، فلما دخلوا دخل ابن الزبير في الحجاب واعتنق عائشة وطفق يناشدها ويبكي ، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدان عائشة إلا كلمته وقبلت منه ، ويقولان : " قد علمت أن رسول الله نهى عما قد علمت من الهجر، وأنه لا يحل للرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال " . فلما أكثروا التذكير و التحريج ، طفقت تذكرهم وتبكي وتقول : إني قد نذرت والنذر شديد . فلم يزالوا بها حتى كلمت ابن الزبير ، ثم أعتقت بنذرها أربعين رقبة لله ، ثم كانت تذكر بعدما أعتقت أربعين رقبة فتبكي حتى تبل دموعها خمارها .وموقف آخر مع عمر بن الخطاب " عن المسور بن مخرمة أنه دخل هو وابن عباس على عمر بن الخطاب فقالا : الصلاة يا أمير المؤمنين بعد ما أسفر . فقال : نعم ، لا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة . فصلى والجرح يثعب دمًا " [4] .واجتمعت جماعة فيما حول مكة في الحج وحانت الصلاة ، فتقدم رجل من آل أبي السائب أعجمي اللسان . قال : فأخره المسور بن مخرمة وقدَّم غيره ، فبلغ عمر بن الخطاب فلم يعرفه بشيء حتى جاء المدينة ، فلما جاء المدينة عرفه بذلك ، فقال المسور: أنظرني يا أمير المؤمنين أن الرجل كان أعجمي اللسان ، وكان في الحج ، فخشيت أن يسمع بعض الحاج قراءته فيأخذ بعجمته . فقال : هنالك ذهبت بها . فقال : نعم . فقال : قد أصبت [5] .وجاء في صحيح البخاري عن عمرو بن الشريد قال : وقفت على سعد بن أبي وقاص فجاء المسور بن مخرمة ، فوضع يده على إحدى منكبي إذ جاء أبو رافع مولى النبي فقال : يا سعد ، ابتع مني بيتي في دارك . فقال سعد : والله ما أبتاعهما . فقال المسور: والله لتبتاعنهما . فقال سعد : والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة أو مقطعة . قال أبو رافع : لقد أعطيت بها خمسمائة دينار، ولولا أني سمعت النبي يقول : " الجار أحق بسقبه " ما أعطيتكها أربعة آلاف ، وأنا أُعطى بها خمسمائة دينار، فأعطاها إياهم .و حدث أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة أنهما اختلفا بالأبواء ، فقال عبد الله بن عباس : يغسل المحرم رأسه . وقال المسور: لا يغسل المحرم رأسه. فأرسلني ابن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري أسأله عن ذلك ، فوجدته يغتسل بين القرنين وهو يستتر بثوب ، قال : فسلمت عليه ، فقال : من هذا ؟ فقلت : أنا عبد الله بن حنين ، أرسلني إليك عبد الله بن عباس أسألك كيف كان رسول الله يغسل رأسه وهو محرم ؟ فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه ، ثم قال لإنسان يصب : اصبب ، فصبَّ على رأسه ثم حرك رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، ثم قال : هكذا رأيته يفعل .عن أم بكر أن مروان دعا المسور بن مخرمة يشهده حين تصدق بداره على عبد الملك ، قال : فقال المسور: وترث فيها العبسية ؟ قال : لا . قال : فلا أشهد . قال : ولم ؟ قال : إنما أخذت من إحدى يديك فجعلته في الأخرى . فقال : وما أنت وذاك ، احكم أنت إنما أنت شاهد . فقال : وكلما فجرتم فجرة شهدت عليها . قال عبد الملك : و العبسية كانت امرأة مروان [6].دخل المسور بن مخرمة على مروان فجلس معه وحادثه ، فقال المسور لمروان في شيء سمعه : بئس ما قلت ! فركضه مروان برجله ، فخرج المسور. ثم إن مروان نام فأتي في المنام فقيل له : ما لك وللمسور {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً} [الإسراء: 84] . قال: فأرسل مروان إلى المسور، فقال : إني زجرت عنك في المنام ، وأخبره بالذي رأى . فقال المسور : لقد نهيت عنه في اليقظة والنوم ، وما أراك تنتهي[7].



    من مواقفه مع التابعين

    مع علي بن الحسين :

    حينما قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية بعد مقتل الحسين بن علي - رضي الله عنهما - لقي المسور بن مخرمة علي بن الحسين فقال له : هل لك إليَّ من حاجة تأمرني بها ؟ قال : فقلت له : لا . قال له : هل أنت معطي سيف رسول الله ؟ فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه ، و ايم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدًا حتى تبلغ نفسي ، إن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة ، فسمعت رسول الله وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا ، وأنا يومئذٍ محتلم ، فقال : " إن فاطمة مني ، وإني أتخوف أن تفتن في دينها " .قال : ثم ذكر صهرًا له من بني عبد شمس ، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن ، قال : " حدثني فصدقني ، ووعدني فأوفى لي ، وإني لست أحرِّم حلالاً ولا أحل حرامًا ، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا " [8] .


    من الأحاديث التي نقلها عن الرسول : عن المسور بن مخرمة أن : عمرو بن عوف وهو حليف بني عامر بن لؤي وكان شهد بدرًا مع رسول الله ، أخبره أن رسول الله بعث أبا عبيدة بن الجراح فقدم بمال من البحرين ، وسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله ، فلما صلى رسول الله انصرف فتعرضوا له، فتبسم رسول الله حين رآهم، ثم قال : " أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء ؟ " قالوا : أجل يا رسول الله . قال : " فابشروا وأملوا ما يسركم ، فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، فتهلككم كما أهلكتهم " [9] .وجاء في صحيح البخاري عن المسور بن مخرمة ومروان قالا : خرج النبي من المدينة في بضع عشرة مائة من أصحابه ، حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد النبي الهدي ، وأشعر وأحرم بالعمرة .عن المسور بن مخرمة : أن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليالٍ ، فجاءت النبي فاستأذنته أن تنكح ، فأذن لها فنكحت [10] .


    وفاته : توفي المسور بن مخرمة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة 64هـ ، وصلى عليه ابن الزبير بالحجون ، أصابه حجر المنجنيق وهو يصلي بالحجر، فأقام خمسة أيام ، وتوفي في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين [11] .

    المصادر : [1] الهيثمي : مجمع الزوائد 9/733.[2] صحيح مسلم : باب الاعتناء بحفظ العورة رقم (799) ، 1/184.[3] رواه مسلم : باب إعطاء من سأل بفحش وغلظة رقم (2478) ، 3/103. ورواه أبو داود في سننه رقم (4030) ، 4/77. و قال الألباني : صحيح .[4] اللالكائي : اعتقاد أهل السنة 4/825 .[5] مسند الشافعي 1/54 .[6] أحمد بن حنبل : الورع 1/73 .[7] ابن عبد البر: الإستيعاب 1/438.[8] صحيح مسلم : باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام (6462) ، 7/141.[9] سنن الترمذي : رقم (2462)، 4/ 640، قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقال الشيخ الألباني : صحيح .[10] صحيح البخاري : باب " و أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن " رقم (5014) ، 5/2038.[11] الهيثمي : مجمع الزوائد 9/ 733.

  6. #106
    البراء بن عازب



    مقدمة :
    البراء بن عازب بن حارث بن الخزرج الأنصاري ويكنى أبا عمارة ...ولد رضي الله عنه قبل الهجرة بعشر سنوات ، قال رضي الله عنه : استصغرني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر أنا وابن عمر فرَدّنا فلم نشهدها ، وقال محمد بن عمر: أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة ولم يجز قبلها .



    من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم : عن البراء بن عازب قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فصافحني فقلت يا رسول الله إن كنت أحسب المصافحة إلا في العجم قال نحن أحق بالمصافحة منهم ما من مسلمين يلتقيان فيأخذ أحدهما بيد صاحبه بمودة ونصيحة ، إلا ألقى الله ذنوبهما بينهما .و عنه رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو اغبر بطنه يقول : " و الله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينـافأنزلن سـكينة علينـا وثبت الأقدام إن لاقيناإن الألى قد بغوا علينـا إذا أرادوا فتنة أبينـا "ورفع بها صوته " أبينا أبينا "وفي البخاري عن سعد بن عبيدة قال حدثني البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت نفسي إليك و فوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبة ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول " فقلتُ أستذكرهن وبرسولك الذي أرسلت قال " لا وبنبيك الذي أرسلت "




    من مواقفه مع الصحابة رضي الله عنهم : روى البخاري بسنده عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يحدث قال ابتاع أبو بكر من عازب رحلا فحملته معه . قال : فسأله عازب عن مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أخذ علينا بالرصد فخرجنا ليلا فأحثثنا ليلتنا ويومنا حتى قام قائم الظهيرة ثم رفعت لنا صخرة فأتيناها ولها شيء من ظل قال : ففرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروة معي ثم اضطجع عليها النبي صلى الله عليه وسلم .فانطلقت أنفض ما حوله فإذا أنا براع قد أقبل في غنيمة يريد من الصخرة مثل الذي أردنا فسألته : لمن أنت يا غلام ؟فقال : أنا لفلان .فقلت له : هل في غنمك من لبن ؟قال : نعم .قلت له : هل أنت حالب ؟قال : نعم .فأخذ شاة من غنمه فقلت له : انفض الضرع .قال : فحلب كثبة من لبن و معي إداوة من ماء عليها خرقة قد روأتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصببت على اللبن حتى برد أسفله ، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : اشرب يا رسول الله ، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رضيت ، ثم ارتحلنا والطلب في إثرنا ، قال البراء : فدخلت مع أبي بكر على أهله ، فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى فرأيت أباها فقبل خدها وقال كيف أنت يا بنية .وروى البخاري بسنده عن البراء رضي الله عنه قال : أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئاننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء فما جاء حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور مثلها .وكان البراء بن عازبٍ رضي الله عنه من قادة الفتوح ، وقد عينه عثمان بن عفان رضي الله عنه في خلافته على الري سنة 24هـ فغزا قزوين وما والاها , و فتحها و فتح زنجان عنوة .و قد شهد البراء بن عازبٍ رضي الله عنه غزوة تستر مع أبي موسى و شهد أيضًا وقعتي الجمل وصفين و قتال الخوارج ونزل الكوفة وابتنى بها دارًا ...




    من مواقفه مع التابعين : عن أبي داود قال لقيني البراء بن عازب فأخذ بيدي وصافحني وضحك في وجهي ثم قال : تدري لم أخذت بيدك ؟ قلت : لا إلا إني ظننتك لم تفعله إلا لخير . فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم لقيني ففعل بي ذلك ثم قال : أتدري لم فعلت بك ذلك ؟ قلت : لا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن المسلِمَين إذا التقيا وتصافحا وضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه لا يفعلان ذلك إلا لله لم يتفرقا حتى يغفر لهما .


    أثره في الآخرين دعوته وتعليمه : عن أبي إسحاق قال : قال لي البراء بن عازب : ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إذا رأيت الناس قد تنافسوا الذهب والفضة فادع بهذه الدعوات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد وأسألك شكر نعمتك والصبر على بلائك وحسن عبادتك والرضا بقضائك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم بعض الأحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم :روى البخاري بسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أو يوجه إلى الكعبة فأنزل الله { قد نرى تقلب وجهك في السماء } . فتوجه نحو الكعبة . وقال السفهاء من الناس وهم اليهود { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } . فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعدما صلى فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال وهو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة [يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ]وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإضحى بعد الصلاة فقال : (من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فإنه قبل الصلاة ولا نسك له )عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله ) . عن البراء بن عازب قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض و إتباع الجنائز وإفشاء السلام وإجابة الداعي وتشميت العاطس ونصر المظلوم وإبرار القسم ونهانا عن الشرب في الفضة فإنه من يشرب فيها في الدنيا لا يشرب فيها في الآخرة وعن التختم بالذهب وركوب المياثر و لباس القسي والحرير والديباج والإستبرق .




    من أقواله رضي الله عنه : عن البراء بن عازب قال : من تمام التحية أن تصافح أخاكوعنه رضي الله عنه قال : كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال : تلك السكينة تنزلت بالقرآن .





    وفاته : توفي رضي الله عنه وأرضاه بالكوفة سنة 72 هـ = في إمارة مصعب بن الزبير .



    المراجع : الاستيعاب..................... ابن عبد البرالإصابة في تمييز الصحابة........ ابن حجر العسقلاني .
    --

  7. #107
    جليبيب (رض)
    الذي أرسل سبعة إلى النار
    صحابي، أنصاري، قصيرا، دميم الوجه، تعلق قلبه برسول الله(ص) ، فأصبح ملازما له لايفارقه، وأصبحت له مكانه عند رسول الله (ص).
    وظن "جليبيب" أن دمامته تحول بينه وبين حقه بالزواج الذي شرعه الله للعباد، ففي الحديث الذي رواه أبو يعلى(6|89) عن انس (رض) قال: كان رجل من أصحاب النبي (ص) يقال له: "جليبيب" في وجه دمامة فعرض عليه رسول الله (ص) التزويج قال: إذن تجدني كاسداً، فقالنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيغير انك عند الله لست بكاسد).
    ولم يكن "جليبيب" يملك رصيدا من المال والمتاع, وليس بذي حسب وجاه, ولكن كان له رصيد كبير من ذكر الله, وتلاوة كتابه, والصيام والصلاة والصدقة، مما حدا برسول الله (ص) إلى محبته وتقريبه, واصطحابه إذا غزا.
    وجاء في حديث أبي برزة: أن النبي (ص) كان في مغزى له, فأفاء الله عليه, فقال لأصحابه: (هل تفقدون من احد؟) قالوا: نعم فلاناً وفلاناً وفلاناً, ثم قال: (هل تفقدون من احد؟) قالوا: نعم فلاناً وفلاناً وفلاناً, ثم قالنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي هل تفقدون من احد) قالوا: لا, قال: ( لكني افقد جليبيباً, فاطلبوه), فطلب في القتلى, فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم, ثم قتلوه, فأتى النبي(ص) فوقف عليه فقالنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي قتل سبعة ثم قتلوه, هذا مني وانا منه, هذا مني وانا منه) قال: فوضعه على ساعديه, ليس له إلا ساعد النبي(ص), قال: فحفر له ووضع في قبره, ولم يذكر غسلاً(الاستيعاب 1|271), لقد عوضه الله عن زوجه جنة, له فيها ماشاء من الحور العين0 رحه الله تعالى.


    المصادر
    1. الاستيعاب
    2. نفخات عطرة في سيرة صخابة رسول الله(ص)

  8. #108
    زيد بن ثابت بن الضحاك (رض)
    اعلم الصحابة بالفرائض
    صحابي، أنصاري، خزرجي، أبوه " ثابت بن الضحاك " وأمه" النَّوار بنت مالك بن معاوية" له عدد من الكنى: أبو سعيد، أبو عبد الرحمن, أبو خارجه، وقتل أبوه يوم بعاث وله ست سنوات, ولما وصل رسول الله (ص) إلى المدينة مهاجرا كان عمر ثابت إحدى عشر سنه، ولم يشهد بدرا ولا أحدا لصغره، وكانت غزوة الخندق أول ما شهده مع رسول الله (ص)، وكان ينقل التراب مع المسلمين فقال رسول الله (ص): (انه نعم الغلام ) ويوم تبوك كانت راية بني مالك بن النجار مع (عمارة بن حزم) فأخذها رسول الله (ص) منه, ودفعها إلى( زيد بن ثابت) فقال عمارة : يا رسول الله بلغك عني شيء؟ قال نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي لا, ولكن القرآن مقدم, وزيد أكثر أخذا للقرآن منك)، ورمي يوم اليمامة بسهم لم يضره وكان زيد يكتب لرسول الله (ص)، الوحي وكذالك الكتب الأخرى، وحين وصلت إلى رسول الله (ص) كتب بالسريانية أمر زيدا فتعلمها, وكتب بعد التحاق النبي (ص) بالرفيق الأعلى _ لأبي بكر, وعمر _ (رض).
    وكان عالما بأسباب النزول, وقد أوكل إليه الصديق مهمة توحيد المصاحف, وكذالك عثمان (رض), وتعلم العبرانية بعد السريانية, وكان من اعلم الصحابة والراسخين في العلم، وروى الإمام احمد عن انس بن مالك أن رسول الله (ص) قال; ( ارحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر, وأصدقهم حياء عثمان, وأقضاهم "علي بن أبي طالب" وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل, وافرضهم زيد بن ثابت، ألا وأن لكل امة أمينا, وأمين هذه الأمة أبو عبيده عامر بن الجراح)0
    قال تعالى: ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) (الإسراء:9) ولهذا اهتدى "زيد" به إلى الرأي الصائب، يوم اجتماع الصحابة في سقيفة بني ساعدة للنظر فيمن يخلف رسول الله (ص)0
    قال المهاجرون: نحن أحق أن نخلف رسول الله (ص) وأولى أن يكون لنا الأمر من بعده, وقال بعض الأنصار: بل نحن أجدر بهذا الأمر منكم، وقال آخرون من الأنصار: الرأي أن تكون الخلافة فينا وفيكم معا، فان رسول الله (ص) كان إذا استعمل أحدكم على عمل ضم إليه واحدا منا، وقام( بشير بن سعد) والد (النعمان بن بشير) فقال: يامعشر الأنصار, ألا إن محمدا من قريش, وقومه أحق به وأولى, وأيم الله, لايراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدا, فاتقوا الله ولا تخالفوهم, ولا تنازعوهم.
    وقام زيد بن ثابت (رض) فقال: يامعشر الأنصار, إن رسول الله (ص) كان من المهاجرين, فيكون خليفته منهم, وإنا كنا أنصار رسول الله(ص), فنكون أنصارا لخليفته من بعده وأعوانا له.
    وقطع دابر الفتنة, وقبرت في مهدها بفضل حكمة زيد وذكاءه, وتقدم الناس إلى أبي بكر فبايعوه, لقد حفظ زيد القرآن فحفظه الله من الزلل, وألهمه سبيل الرشاد.
    ولاه عثمان على بيت المال, ولم يشهد مع "علي" حروبه إلا انه كان يظهر فضل "علي" ويعظم شأنه, روى عنه من الصحابة, ابن عمر, وأبو سعيد, وانس, وأبو هريرة، وغيرهم, ومن التابعين: سعيد بن المسيب, وسليمان بن يسار، وسواهما، ويوم وفاته قال أبو هريرة: اليوم مات خير هذه ألامه, وعسى أن يجعل الله في ابن عباس خلفا منه0
    وقال حسان يرثيه:
    فمن للقوافي بعد حسان وابنه؟ ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت؟

  9. #109
    العباس بن عبادة



    نسبه :

    هو العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري المهاجري الخزرجي .

    إسلامه كان ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة و شهد معه العقبتين و قيل بل كان في النفر الستة الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة فأسلموا قبل سائر الأنصار .

    أثر الرسول في تربيته :
    ويتضح ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين قال العباس بن عبادة بن نضلة : والذي بعثك بالحق لئن شئت ( لنميلن ) غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم ...



    من ملامح شخصيته :

    فهمه للإسلام ووضوح رؤيته


    قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري أخو بني سالم بن عوف يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟قالوا: نعمقال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فإن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهك الأموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرةقال عاصم : فو الله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بها العقد ...وقال عبد الله بن أبي بكر: ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة ليشهد عبد الله بن أبي أمرهم فيكون أقوى لهم ...قالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف ، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا قال : " الجنة " قالوا : ابسط يدك فبسط يده فبايعوه .....



    مواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم : قال العباس بن عبادة بن نضلة : والذي بعثك بالحق لئن شئت ( لنميلن ) غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم ...خرج العباس بن عبادة بن نضلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وقام معه حتى هاجر إلى المدينة فكان أنصاريا مهاجرياوقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن مظعون رضي الله عنهما






    وفاته لم يشهد بدرًا ، وقتل يوم أحد شهيدًا ( 3 هـ ) ....

    المصادر : الإصابة في تمييز الصحابة........... ابن حجر العسقلانيالوافي في الوفيات.................. الصفديالبداية والنهاية..................... ابن كثيرأسد الغابة في معرفة الصحابة....... ابن الأثير

  10. #110

    السائب بن الأقرع


    نسب السائب بن الأقرع :
    هو السائب بن الأقرع بن عوف بن جابر بن سفيان بن سالم بن مالك الثقفي [1] .كان السائب بن الأقرع صغيرًا عندما رأى الرسول فلذلك لم يدرك الجاهلية .



    من أهم ملامح شخصية السائب بن الأقرع :
    وقد تمتع بصفات عذبة و خلال كريمة منها :






    1- الأمانة :
    فكان مسئولاً عن الغنائم في فتح نهاوند مع حذيفة بن اليمان .



    2- الشجاعة و الإقدام :
    فقد اشترك مع النعمان بن مقرن في فتح نهاوند .



    من مواقف السائب بن الأقرع مع الرسول :
    دخلت أمه مليكة تبيع العطر مع النبي فقال لها : " يا مليكة ألك حاجة " , قالت : نعم قال : " فكلميني فيها أقضها لك " . فقالت : لا والله إلا أن تدعو لابني وهو معها وهو غلام , فأتاه فمسح برأسه ودعا له [2] . وبذلك نال السائب شرف وضع يد النبي على رأسه .




    من مواقف السائب بن الأقرع مع الصحابة : له موقف مع مسروق عندما تزوج ابنته فقد حدثنا أبو إسحاق أن مسروقًا زوج ابنته للسائب بن الأقرع على عشرة آلاف اشترطها لنفسه , وقال : جهز امرأتك من عندك , قال : وجعلها مسروق في المجاهدين والمساكين والمكاتبين [3] .وله موقف آخر مع عمر بن الخطاب : بعث عمر بن الخطاب السائب بن الأقرع مولى ثقيف وكان رجلاً كاتبًا حاسبًا , فقال : الحق بهذا الجيش فكن فيهم , فإن فتح الله عليهم , فاقسم على المسلمين فيئهم , وخذ خمس الله وخمس رسوله , وإن هذا الجيش أصيب , فاذهب في سواد الأرض فبطن الأرض خير من ظهرها .قال السائب : فلما فتح الله على المسلمين نهاوند أصابوا غنائم عظامًا , فو الله إني لأقسم بين الناس إذ جاءني علج من أهلها , فقال : أتؤمنني على نفسي وأهلي وأهل بيتي على أن أدلك على كنوز النخيرجان - وهي كنوز آل كسرى - تكون لك ولصاحبك لا يشركك فيها أحد , قال : قلت : نعم , قال : فابعث معي من أدله عليها , فبعثت معه فأتى بسفطين عظيمين ليس فيهما إلا اللؤلؤ والزبرجد والياقوت , فلما فرغت من قسمي بين الناس احتملتهما معي ثم قدمت على عمر بن الخطاب فقال : ما وراءك يا سائب فقلت : خيرًا يا أمير المؤمنين فتح الله عليك بأعظم الفتح , واستشهد النعمان بن مقرن رحمه الله فقال عمر : إنا لله وإنا إليه راجعون قال : ثم بكى فنشج حتى إني لأنظر إلى فروع منكبيه من فوق كتده .. قال : فلما رأيت ما لقي قلت : والله يا أمير المؤمنين ما أصيب بعده من رجل يعرف وجهه , فقال : المستضعفون من المسلمين لكن أكرمهم بالشهادة يعرف وجوههم وأنسابهم وما يصنعون بمعرفة عمر ابن أم عمر , ثم قام ليدخل , فقلت : إن معي مالاً عظيمًا قد جئت به ثم أخبرته خبر السفطين , قال : أدخلهما بيت المال حتى ننظر في شأنهما والحق بجندك , قال : فأدخلتهما بيت المال وخرجت سريعًا إلى الكوفة , قال : وبات تلك الليلة التي خرجت فيها .. فلما أصبح بعث في أثري رسولاً فو الله ما أدركني حتى دخلت الكوفة , فأنخت بعيري وأناخ بعيره على عرقوبي بعيري , فقال : الحق بأمير المؤمنين فقد بعثني في طلبك فلم أقدر عليك إلا الآن قال : قلت : ويلك ماذا ولماذا ؟ قال : لا أدري والله , قال : فركبت معه حتى قدمت عليه فلما رآني , قال : ما لي ولابن أم السائب , بل ما لابن أم السائب وما لي , قال : قلت : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ويحك , والله ما هو إلا أن نمت في الليلة التي خرجت فيها , فباتت ملائكة ربي تسحبني إلى ذينك السفطين يشتعلان نارًا يقولون : لنكوينك بهما , فأقول : إني سأقسمهما بين المسلمين , فخذهما عني لا أبًا لك والحق بهما , فبعتهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم , قال : فخرجت بهما حتى وضعتهما في مسجد الكوفة , وغشيني التجار فابتاعهما مني عمرو بن حريث المخزومي بألفي ألف , ثم خرج بهما إلى أرض الأعاجم فباعهما بأربعة آلاف ألف , فما زال أكثر أهل الكوفة مالاً بعد [4] . وفاة السائب بن الأقرع :

    قال ابن منده : ولي أصبهان ومات بها وعقبه بها منهم : مصعب بن الفضيل بن السائب [5] .والظاهر أنه مات بعيد مقتل عثمان , إذ لم يرد له ذكر في حروب الفتنة الكبرى بين علي بن أبي طالب ومعاوية , ولو كان عاش بعد عثمان طويلاً لما تخلى عنه علي بن أبي طالب .



    المصادر :
    [1] الإصابة في تمييز الصحابة : جزء 3 - صفحة 16 .[2] أسد الغابة : جزء 1 - صفحة 1415 .[3] الطبقات الكبرى : جزء 6 - صفحة 82 .[4] تاريخ الطبري : جزء 2 - صفحة 519 .[5] الإصابة في تمييز الصحابة : جزء 3 - صفحة 17 .

صفحة 11 من 12 الأولىالأولى ... 9101112 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. محاكمة الصحابة
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-31-2019, 07:18 AM
  2. هل هم من الصحابة؟
    بواسطة Husni Meho في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-18-2015, 06:18 PM
  3. أسد الغابة في معرفة الصحابة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-26-2014, 04:37 AM
  4. الفتنة بين الصحابة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-21-2014, 06:14 AM
  5. السحابة الحزينة-ترجمة
    بواسطة سارة الحكيم في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-19-2012, 12:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •