منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 17 من 17
  1. #11

    رد: السينما بين الشكل والمضمون - كتاب تحت الطبع

    الفصل الثامن
    السينما والحرب
    ------------------
    الفيلم الحربي
    تكايف الانتاج الضخمه الحربي العربي

    --------------------------------
    من اصعب الاعمال السينمائية , واكثرها تكلفة هو الفيلم الحربي ...!! ولا يمكن القول بان أي سينما قادرة على انتاج هذه النوعية من الافلام دون ان تضع في اعتبارها القدرة غير المحدودة للتقنيات السينمائية بشكل كامل .. الصوت , والتصوير , والاضاءة , والديكورات , والحوار , والسيناريو والافراد , والابطال والماكيير , والمونتاج , والاخراج .. الخ
    فعند مشاهدة الفيلم الحربي , لا بد من مراعاة الوضع الانساني والميداني لهذا الفيلم , حالة الجندي , وثباته خلف مدفعه , وطريقة مواجهته للعملية القتالية الميدانية , ونفسية قائدة الميداني بجانبه , تفكيره وحسن تصرفه , ومظهره الشخصي , والاسلحة المستخدمة وكميتها ونوعياتها والمكان الملائم , بحرا او برا , او جوا ..
    والقدرة الفائقة علي تصوير المعارك الجوية , والمعارك في الصحراء , وفوق الكبارى والجسور وتسلق القلاع والاسوار , وعمليات اقنص المختلفة والمتنوعة ..!! وادوران حول كل هذا وذاك في عم روائي محبوك لا يقل روعة عن العمل الوثائقي او التسجيلي الاخباري , وهو امر بالتاكيد يحتاج الى قدرات غي عادية في الانتاج السينمائي , لم يتمكن منها حتى الان السينمائيون في العالم الثالث عامة والعربي خاصة , ولا يستطيع تنفيذها بحرفية عالية سوى السينمائيين في دول العالم المتقدمة عنا حضاريا , مثل هوليوود بالذات او السينما الايطالية او الفرنسية او الاوربية بشكل عام .
    ولقد صورت السينما العالمية في العديد من افلامها الحربية كل ما دار وجرى من مواقع ميدانية وقتالية في الحرب العالمية الثانية بتقنية عالية , ابتداء من معركة ووترلو , وحتى اختراق بون وبرلين والقضاء علي معقل النازية في المانيا , والفاشية في ايطاليا , وكان النجم العالمي ريتشارد بيرتون , اكثر نجوم السينما تخصصا في تمثيل الفيم الحربي , واحيانا كقائد عسكري نظامي واحيانا اخرى كقائد لمجموعة فدائية تتوغل في مواقع العدو واحيانا ثالثة كموجةه ومخطط عسكري يشهد له بالحنكة والذكاء .
    "صوفيا لورين " مثلت اكثر م دور ضمن سلسة افلام الحرب العالمية الثانية ابرزت خلالها موقع المراة في تلك الحرب , ضمن اعمال الجاسوسية وضرب المعلومات وضمن الواقع الاجتماعي والانساني الذي عاشه الناس في ظل هذه الحرب المدمرة واشهر ما قدمته فيلم "امراتنان " قصة البرتو مورافيا المعرفة .
    لقد عشنا في السينما العالمية اجواء الحرب العالمية الثانية وكانها واقعية وفعلية ونحن نرى المعارك الجوية والبحرية بين القوتين العظمتين في امريكا واليابان بعد ضرب " بيرل هاربر " وعشنا الاجواء النفسية التي وضعتنا الافلام الحربية فيها مع الامريكيين من الاصل الياباني والصيني , اثناء احتدام المواقع والمعارك .. وعشنا كذلك نموذجا لقصص الحب التي تمت وترعرعت بين الجنود والضباط الامريكيين وبين النساء اليابانيات في جو رومانسي خلاب , نقلنا من جو الحروب المدمرة القاتلة , الى جو العواطف والرومانسيات , لتصور فكرى , يرفض الحرب والدمار ويؤمن المعايشة لكل الناس علي اختلاف الجنسيات
    واخذتنا السينما العالمية الى الزحف الكبير , والمعارك الشرسة حول بون وبرلين , حيث اقتحام الانهار , وتدمير السدود والجسور , والقتال من شارع الى شارع قبل الوصول الى هتلر في موقعه الحصين الذي دفن نفسه فيه . كما سحبتنا معها الى بدء الخلافات الدولية , واعمال الحرب الباردة بغد انتهاء الحرب العالمية الثانية , ونحن نرى تورط بعض الضباط الامريكان في سرقات كبيرة يكشف عنها حلفائهم , ويطالبون كبار المسؤولين بالتحقيق ومعاقبة اولئك الضباط بشكل مثير في واقعيته ..
    فالسينما العالمية بالفعل لم تترك أي شاردة واي واردة دون ان تحللها وتناقشها حول الحرب العالمية الثانية بتقنية عالية , وخارقة , ليس من السهل علينا الوصول الى حرفياتها دون بذل الكثير من الجهد والمال والموهبة .
    فالسينما العربية حين عالجت معارك العرب الحديثة , وقفت عند حدود لم تتجاوزها منذ تصويرها لفيلم " عمالقة البحار " حول المعارك البحرية الميدانية التي تمت بين القوات البحرية المصرية , وبين قوات العدوان الثلاثي في سنة 1956 , حيث شارك في التمثيل السوري " عادل جمال " رمزا للوحدة العربية في ذلك الحين .. وبعد " عمالقة البحار" افضل من الوجهة السينمائية في تصويرالمعارك الميدانية , عن فيلم " طريق الابطال " حول معارك الصحراء بين القوات البرية المصرية وبين قوات العدوان الثلاثي في سيناء سنة 1956, وقد شارك في تمثيل الفيلم النجوم /شكري سرحان وصلاح ذو الفقار , حيث ينتهي الفيلم باستشهادالضابط البطل وهو يرفع علم مصر العربي علي ارض سيناء بعد تحررها وفي فترة متقدمة عالجت السينما العربية القضية الجزائرية من خلال قصة جميلة بوحيرد واخراج يوسف شاهين , وبطولة ماجدة ورشدي اباظة , في فيلم باسم " جميلة " تتحدث بكل دقة وواقعية وتفصيل عن ثورة المليون شهيد في الجزائر , التى اعتمدت اسلوب العمل الفدائي او اسوب حرب العصابات ضد الجيوش المستبدة النظامية وكيف واجه المحتلون الفرنسيون الثوار الجزائريين بالارهاب والاعتقال والتعذيب , وكيف ان الجزائريين لم يصمتوا عن المقاومة رغم كل الوان التنكيل والتعذيب , من خلال قصة حياة جميلة مع الثورة الجزائرية , والتي ادت دورها بنجاح مطلق الفنانة " ماجدة " والتي سافرت مع يوسف شاهين الى مهرجان موسكو السينمائي ولتشهد معه سينمائي العالم وهم يصفقون للفيلم بحرارة يستحقها , وباستقبال لهما كاستقبال كبار الشخصيات اوضحه " يوسف شاهين " في احدى اللقطات من فيلم " حدوتة مصرية " الذي يروي شريط حياته الابداعية.. وفي ظل المنافسة الابداعية , قدمت فاتن حمامة فيلما حربيا عن الفدائيين المصريين في بور سعيد وهم يقاومون الاحتلال الانجليزي مع رشدي اباظة , والفيلم هو " لا وقت للحب " حيث يترك الفدائي حبه ليقود حرب العصابات ضد الانجليز في بور سعيد فتلحق به خطيبته وتقف بجانبه فدائية مقاتلة تساند وتساعد العمل الفدائي المصري وتكون قمة المشاهد وهي تمر بالذخيرة الى الحي الذي يحاصر الانجليز فيه خطيبها البطل وتكون الخاتمة في مشهد شعبي حافل , وأهل الحي يتجمعون لابعاد البطل عن كمين نصبته له قوى الاحتلال , حيث ينجح الشعب في حماية ابطاله دائما ..
    هذه الاعمال كلها صورت ارادة الانسان العربي في المواجهة بعناد وصلابة وتحد وقوة , تكررت في مشاهد من السينما الفلسطينية كقضية الانسان العربي الاولي ولو ان كل الافلام الحربية كانت تنطق باسم فلسطين وبالذات بعد استقلال الجزائر سنة 1962 .
    وصالح سليم الذي يراس مجلس ادارة النادي الاهلي , مثل فيلما عن الموقف الاجتماعي للانسان العربي في مصر وهو يتوجه ألي الحرب بكل العناد والتحدي ..!
    فالحرب اساسا من اجل الانسان وتقدمه وكرامته وحريته في أي مجتمع يبحث عن مكان له تحت الشمس , ودراسة الحالات الانسانية والاجتماعية اثناء الحروب امر ضروري ومهم , في تصوير الارادة الشعبية خلف المقاتل في الحرب ..
    هذا النموذج من القصص الاجتماعية المرافقة للحرب عشناه مع فيلم
    " الرصاصة لا تزال في جيبي " بطولة محمود ياسين ونجوى ابراهيم ويوسف شعبان قصة احسان عبد القدوس حين يعود المقاتل من حرب يونيو 1967 وهو يحمل الامه وجراحه بعد النكسة ليقف في مواجهة الفرد المستغل في بلدته وقريته , ويدرس بشكل اقرب الي الرمزية , كيف يواجه هذا المقاتل الحرج العاطفي , وهو يرى احدهم خطف حبيته منه وهو لا يستطيع ان يفعل شيئا , لكنه في النهاية يكتشف ان هناك رصاصة لا تزال في جيبه يستطيع ان يستخدمها لتحتفظ بحبه رغما عن انف كل القوى المستغلة والفيلم دعوة لاسقاط محاذير الخوف من قوة العدو , والتمسك بالارادة القوية , حيث نرى في فيلم " اغنية على الممر" للمخرج علي عبد الخالق بطولة احمد مرعي ومحمود مرسي الحالة النفسية والانسانية التي عاشها المقاتل في حرب يونيو 1967 , ونحن نتابع تلك المجموعة الصغيرة التي تحتفظ بموقعها في الممرات الجبلية وسط صحراء سيناء تقاوم وتقاتل بعناد رغم انقطاع وسائل الاتصال مع قيادتها , وانقطاع وسائل المعيشة ايضا وهو من اعظم الافلام التي عالجت حرب يونيو سنة 1967 , بل انه من اعظم الافلام السينمائية بشك عام في عقد السبعينات , وهو شهادة فنية راقية للمخرج " علي عبد الخالق " ..

    " وقد كانت مثل هذه النماذج الجادة للفيلم العربي دعوة مؤثرة للخروج من مازق الهزيمة بالفعل الى ممر الارادة التي انتصرت في معارك اكتوبر سنة 1973 .." فتحولت قصة الاديب يوسف السباعي " – العمر لحظة – التي كتبها عن حرب الاستنزاف الى فيلم سينمائي من بطولة وانتاج ماجنة استمرت من حرب الاستنزاف الى حرب اكتوبر والكفاءة القتالية التي حققها الجندي العربي في تلك الحرب – حيث جاءت قصة حرب الاستنزاف كمقدمة للعبور العسكري من الهزيمة الى الانتصار – وهو نفس ما حدث في فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي الذي لم يقف عند حد مواجهة الجرح الوطني والجرح العاطفي بل امتد الى انتصار اكتوبر ايضا – وهكذا مع فيلم " ابناء الصمت " بطولة محمود مرسي ومديحة كامل حيث تعيش سنوات النكسة ما بين 1967 وحتى 1973 حتى تستيقظ كل النماذج الانسانية امام العبور العظيم في اكتوبر 1973 – وهو من الافلام الجادة والقوية في السبعينات ..
    ثم تمر عبر شريط من الافلام السينمائية , التي تحولت بفعل حرب اكتوبر من افلام اجتماعية عن الحي الشعبي , الي افلام حربية كما حدث في فيلم " بدور " بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين ومجدي وهبة وهالة فاخر , حيث الصراع يدور بين نموذجين من البشر احدهما يمثل الخير والآخر يمثل الشر , الى ان يحين موعد التعبئة العامة فيصبح الكل في واحد من اجل وطن واحد , يدافعون عنه في حرب اكتوبر ..!!
    وهناك عدد آخر من الافلام التي اقحمت فيها حرب اكتوبر , لكي تواكب السينما العربية هذا الانتصار مثل فيلم / حب تحت امطر , وشباب هذه الايام , وحتى آخر العمر وفيلم لا وقت للدموع وهو اقوى تلك المجموعة من الافلام حيث نعيش قصة حب بين فتاة رقيقة الحال وبين ضابط في الجيش , يتركها لنداء واجب الوطن في اليوم الذي يقرر فيه الزواج منها , عند اندلاع شرارة الحرب في اكتوبر سنة 1973 .. وفيلم لا وقت للدموع من بطولة نجلاء فتحي وحسين فتحي ومحمود المليجي وصفية العمري ..!
    وهناك افلام عربية عديدة حملت قصة الحرب مع اعدو الذي يجثم على ارضنا العربية الان في طابا وفلسطين والجولان وجنوب لبنان ..!!
    منها التسجيلي , ومنها الروائي , وقد يصعب الحصر الان , وبالذات في مجال الفيلم التسجيلي والوثائقي , الذي يحتاج الى دعم اكبر من خلال اذاعته في محطاتنا التلفزيونية العربية , لانها تسجيل واقعي للاحداث العظيمة التي مر بها المقاتل العربي في كل مكان فنحن بحاجة فعلية وحقيقية للفيم الحربي القادر على تقديم صورة مثالية افضل عن المقاتل العربي الى العالم اجمع , وفي نفس الوقت يساعد المقاتل العربي على فهم دوره الميدانى القتالي , وليست مجرد اضافات لمشاهد او لقطات في الفيلم ليتم حشوها دون دلالة ادبية ونفسية , وهو الامر الذي جدث في العديد من الافلام كفيلم " الوفاء العظيم " بطولة نجلاء فتحي وسمير صبري ومحمود ياسين وكمال الشناوي وعبد المنعم ابراهيم او ان يكون الحديث عن الحرب انسانيا باثارة اللاحقة مثل ما شاهدنا حالة الضابط المصاب الذي يعود الى اهله وبلدة في فيلم " برج المدابغ " من بطولة عادل ادهم ويسري ورغدة ونجوى فؤاد وصلاح السعدنى ويونس شلبي وعزة جمال الدين فنحن امام عدد , يجيد استخدام السينما كلغة عالمية , تبرر هزائمه , وتضخم انتصاراته , امام مواطنيه وامام العالم , وهو
    الذي انتج عشرات الافلام عن حرب يونيو 1967 لتمجيد نفسه , وتجعله يتوقف عن عرض فيلم تسجيلي حول حصن بارليف كلف ملايين الدولارات بعد تحطيم هذا الحصن – الوهم – المزيف , وتضطره الى انتاج فيلم يتحدث بمرارة عن هزيمته في اكتوبر سنة 1973 في اكثر من فيلم , ولكنه بالتاكيد كان يوارى الهزيمة العسكرية , بافلام عنصرية واخرى تبين بعض غدره ومكره , كما هو الحال في فيلم " ظلال الملائكة " الذي عرض في مهرجان كان 75 باسم سويسرا .. او لفيلم اسمه " عملية الرعد " الذي عرض في مهرجان كان 1977 , للمخرج ثمولان , الذي نجح مخرجنا العربي " يوسف شاهين " في ابعاده عن لجنة التحكيم في مهرجان كان 1983 , رغم كل القوة الرأسمالية والاعلامية والسينمائية التي تؤيدهم وتقف ضدنا ..!!
    واخيرا فاننا اذا اردنا حقا , كسر حاجز الخوف , والانطلاق نحو العالم , فلا بد لنا من الاهتمام بفيلم حربي , وفي هذا المجال نذكر سلسلة افلام اسماعيل ياسين في البوليس الحربي وفي الطيران , كما نذكر افلام مثل " اسود سيناء " بطولة رغدة وشكري سرحان " والقنطرة شرق " وايضا " مشاغبون في الجيش " الذي يعتبر نسخة عصرية عن سلسلة افلام اسماعيل ياسين السابقة الذكرر , والذي ببطولته يونس شلبي وليلى علوى وسمير غانم لكننا حتى الآن , لا يمكن ان نقارن الفيلم الحربي الروائي العربي من قريب او بعيد بالافلام العالمية التى تحدثنا عنها بداية حول الحرب العالمية الثانية .. فاغلب انتاجنا من الافلام الحربية يعتمد على جوانب انسانية واجتماعية حول اثار الحروب النفسية على ضباطنا وجنودنا ولم تظهر القدرات البطولية والقتالية الميدانية الا في مشاهد اقرب الي المشاهد الاخبارية المحشوة ضمن الفيلم الروائي ..
    نقول هذا ونحن نعلم كم يكلف الفيلم الحربي ..؟ وما هي التقنيات اللازمة لانتاجه .. لكننا اذا ما وصلنا الى الفيلم الحربي – الروائي – الذى ينقل لنا صورة كامله وواقعية عن عمليات الميدان العسكرى نكون قد حققنا ما نصبو اليه سينمائيا – لان الفيلم الحربي بالتاكيد يحتاج الى تعبير سينمائي ومميز اكثر من اى نوعية اخرى من الافلام بحيث يأتى اليوم الذى نستطيع فيه انتاج فيلم حربي بمستوى الفيلم العالمى .
    ومع ضعف المضامين الحربية العصرية فى الفيلم العربي , يمكن استلهام هذه المضامين بالعوده الى الافلام التاريخيه , بحيث نجد منها افكارنا قد يسهل على السينمائيين العرب تطبيقها فى افلام تتحدث عن الحروب العربية المعاصرة . ففى فيلم " الرسالة " الدينى نجد انفسنا امام نماذج من المعارك بين المسلمين وبين الكفار فى " بدر " حيث كانت فئه صغيرة من المسلمين مؤمنه بربها وبحقها تنتصر على فئه كبيره – وهذا درس يفيدنا فى التمسك بارادة الحق , وبالايمان بنصر من عند الله قريب انشاء الله – اما الدرس الذى استلهمناه من معركة احد فى الفيلم ذاته – هو فى استمرار اليقظه والحذر , والاستعداد الدائم لمواجهة اى مفاجاة غير متوقعة , وعدم الاهمال , او الافراط فى الثقه بالنفس – وفى معركة الخندق – نجد انفسنا امام حشد كبير من الكفار – كان يجب مواجهتهم بعناد وتحد وقوة وشراسة , مع الذين يؤيدونهم من اليهود داخل المدينة , فكان الانتصار , بالخطة الحكيمة , والقيادة الواعية الرشيدة , والتحدي الذي جعل من المسلم الواحد مساويا لعشرة من الكفار , باذن الله وعونه .
    وقد عشنا مواقف مشابهة في الحرب سنة 1948 , سنة 1956 , سنة 1967 , سنة 1973 كان يمكن للسينما العربية معالجتها بشكل عصري حديث , يعمق مفاهيم الثبات على المواقف , ويقوى الارادة والتحدي لدى المقاتل العربي ضد اعدائه .. وفي فيلم " الناص صلاح الدين " نعيش درسا في التخطيط العسكري حين يوقع العرب والمسلمون , جماعات الصليبيين , في ممر ضيق بين جبلين , لاحكام الحصار حولهم , وايقاع الهزيمة بهم – وهذا يذكر الانسان العربي المعاصر بممرات سيناء , التي تحدث عنها فيلم " اغنية على الممر " بمرارة حول حرب سنة 1967 – اما معاملة الاسرى في الحروب , فنجدها قضية يعالجها فيلم الناصر صلاح الدين , حيث يكاد الصليبيون يفتكون بالاسرى من العرب والمسلمين الا ان معاملة صلاح الدين المثلى لاسرى الحرب من الصليبيين , انقذت الاسرى المسلمين من بطش الصليبيين .. وهذا وحده يمكن ان يكون سيناريو حول اسرى الحروب العربية العصرية ضد اعدائها وفي فيلم واإسلاماه , نجد دسا ينبهنا الى ضرورة الوحدة وجمع الشمل والكلمة لمواجهة الاخطار الكبرى , ونسيان الماضي بخلافاته , وتجاهل ما يعيق نصرة العرب والمسلمين ضد اعدائهم , كما فعل الظاهر بيبرس حين تقدم الى قطز مادا يده للمصالحة , لكي يقفا صفا واحدا ضد التتار , الذين صرقوا كل شئ بلا رحمة او هوادة , كانت التفرقة والانقسامات الخلافات وتوزع العرب حواشي طوائف السبب في طمع التتار زحفهم القادر على المسلمين حتى قفوا صفا واحدا , تحت قيادة احدة , وبخطة واحدة , ليحققوا نصر الاكيد في عين جالوت , وهي روس نجدها واضحة في فيلم واإسلاماه ".
    اما الثورة الشعبية والمقاومة المسلحة ضد الظلم وضد الاحتلال لطغيان فقد عشناها في فيلم " عمر المختار " حيث تصور قيادة هذا الرجل الاسد او الاسد الشيخ امام جحافل الايطاليين من موقعة الى اخرى , كما شاهدناها في فيلم المماليك , مع ذلك الحداد الشاب الذي يجمع حوله الانصار والاعوان من الرجال والشبان لنصرة الحق , فيما يشبه الحرب الشعبية التي يمكن ان تبدا باعمال فدائية او كما يطلق عليها حديثا اسم – حرب العصابات – تتحول بالقوة والتنظيم الجيد والقيادة الواعية الي ثورة شعبية شاملة ضد الاحتلال , وما اكثر ما عاشه المواطن العربي في الاراضي المحتلة من مواقف مماثلة لحرب شعبية دامت شهورا طويلة في غزة والقدس ولم تجد لها نفس الصدى في أي فيلم عربي روائي – وليس وثائقيا – لان الفيلم الروائي يؤثر علي المشاهد , ويعيش زمنا طويلا محفورا في الذاكرة يمجد تلك المواقف الشعبية الاصيلة لاهلنا في الارض المحتلة بالضفة الغربية وقطاع غزة . والآن في صيدا وصور من جنوب لبنان , ولا يمكن ان يدعى احد عدم القدرة علي انتاج فيلم عصري علي غرار " المماليك " عن تلك المواجهة والفيلم الحربي غالبا ما يتحدث عن معركة بذاتها , او بطولة جماعة من الجماعات ضمن الحرب , وما اكثر المعارك التي خضناها ببسالة حتى في 1967 وما اكثر البطولات التي تحدث عنها المؤرخون لتلك الحرب من المقاتل العربي المصري والفلسطيني في خان يونس والكانتيللا – لنؤكد علي ان الانسان العربي لم يهزم رغم كل ما تم وانه كان بطلا , بحاجة الي قائد , مثل سعد بن ابي وقاص , الذي خطط لحرب سرشة وقوية في معركة القادسية , وانتصر , رغم كل العدة والعتاد , والاعداد الغفيرة من الجنود والقيادات الذكية النافذة بين صفوف اعدائه , فقد حقق النصر بحكمته في معالجة كل كبيرة وصغيرة , ومتابعة كل امر , فالقيادة نصف النصر , هكذا علمنا سعد بن ابي وقاص , وخالد بن الوليد , وهم ينتصرون لحقهم ولامتهم متجاهلين انفسهم وذاتياتهم , وقد عشنا ذلك في السينما العربية مع فيلمي " القادسية " و " خالد بن الوليد "
    ولم تكن العودة الي الفيلم التاريخي في الحديث عن الفيلم الحربي , الا تاكيدا علي اهمية الانتباه الي امكانية انتاج العديد من الافلام العربية عن الحروب المعاصرة , ضمن ما سبق واستلهمناه من دروس وعبر عن معارك العرب والمسلمين التي تم تصويرها في الافلام التاريخية .. لاننا اذا كنا قادرين علي انتاج فيلم تاريخي باهظ التكاليف , وفيلم سياسي فيه من المباشرة والنقد الواضح الصريح – فما الذي يمنعنا من انتاج فيلم حربي , وبطولات الانسان العربي تملا صفحات الحروب العربية العصرية الخمسة .. لماذا ..؟

  2. #12

    رد: السينما بين الشكل والمضمون - كتاب تحت الطبع

    الفصل التاسع
    السينما والجريمه
    ----------------
    في السينما والجريمة
    هل المجتمع العربي برئ من الجريمة الكاملة ؟

    -----------------------------
    في وقت نسمع ونقرأ خلاله عن الجرائم ترتكب في حق الناس والمجتمع , ونتسائل : لماذا ؟.. وكيف ..؟؟ ولا نلتقط الاجابة الوافية والكافية لتساؤلاتنا من خلال الصحف والمجلات , تقف السينما شامخة لتلعب دورا اكثر دقة وتاثيرا , من وسائل الاعلام المقروءة لتعطي في النهاية النتيجة التي يسعى اليها اناس بحثا عن الحقيقة في تلك الجرائم , وهل استوي ميزان العدل والقضاء , ام اختل ..!! والمقصود بالجريمة والعقاب هو كل ما يدخل في حكم العمل الجنائيمن اغتصاب ولصوصية وقتل ..!! وتزوير وتهريب للممنوعات بعيدا عن المخالفات اصغيرة .. !!
    ولعبت السينما دورا عظيما في المجال بالتاكيد .. فانتقلت السينما الامريكية بعد توقف الحرب الفيتنامية الى بحث الآثار الاجتماعية التي خلفتها حرب فيتنام على الانسان الامريكي بشكل عام , حيث كانت النظرة التشاؤمية للجنود العائدين من حرب فيتنام , تفرض نفسها على المجتمع الذي يخشى او يرفض التعاون مع الذين لطخت ايديهم بسفك الدماء في آسيا , وعالجت السينما الامريكية هذا الموضوع في العديد من افلامها عن الاحساس بالذنب والشعور بعذاب الضمير , الذي يرافق كل العائدين من ميدان الحرب الفيتنامية , وانعكاس ذلك على تصرفاتهم الحمقاء مع انباء مجتمعهم , يؤدي بالتالي الى اقترافهم لبعض الجرائم والقائمة التي تشمل اسماء مثل هذه النوعية من الافلام طويلة لا مجال لحصرها الآن .. !!
    لكن الفيلم الذي يستحق التوقف عنده حول الجريمة المنظمة
    المافيا – هو فيلم " الاب الروحي " بطولة مارلون براندو وآل باسينو , بجزئية " الاول والثاني " حيث عشنا مع زعماء المافيا في امريكا دقائق حياتهم بالتفصيل المثير وهم يبشرون كالوباء في كل شئ داخل امريكا من الكونجرس الى هوليوود الى تجارة المخدرات , والاشراف على نوادي القمار , وبقاء الفنادق والكازينوهات والملاهي وحتى تنظيم ادعارة , وشراء ضمائر بعض القضاة وضباط البوليس اما بتخويفهم او بترغيبهم , كل هذا وذاك والحرب الخفية على الزعامة بينهم تدور بشكل عنيف لا رحمة فيه , حيث يصلون الى غايتهم ولو كانت في اقصى العالم .
    وكان " لآلان ديلون " نجم السينما الفرنسية في افلام الجريمة قصة في تمثيل احد الادوار عن المافبا , يقتل من خلالها عدد من زعمائها , بعد قتلهم لابنه وزوجته , ولكنه في النهاية لا يخوفهم , ويقتلوه على ابواب احد الكنائس ..!!
    وقد لمع اسم " جان بو بلموندو " في السينما الفرنسية التي تحدثت عن الجريمة , وشارك الآن ديلون بطولة فيلم لا ينسى في تاريخ السينما الفرنسية باسم " الصديقان " كما اشترك في بطوة فيلم بوليسي آخر مع " عمر الشريف " باسم " الرجل القذر" من انتاج فرنسي ايضا ..!!
    واشترك عمر الشريف ايضا في بطولة فيلم " الزمرد الاخضر " بجانب دايان اونيل , بطل فيلم " قصة حب " المشهورة ..!!
    وعمر الشريف لعب اكثر من دور بوليسي في السينما العربية قبل ان يلمع نجمة في السينما العالمية , اشهرها دوره في فيلم " شاطئ الاسرار " من بطولة " ماجدة " كما كانت له عدة ادوار في مقاومة المجرمين منها دوره في فيلم " صراع في الميناء " مع فاتن حمامة ودوره في فيلم " صراع في الوادي " امام هند رستم ورشدي اباظة .
    لكن الممثل الاكثر شهرة في افلام اجريمة هو فتوة الشاشة فريد شوقي – او ملك الترسو – في الخمسينات بالذات وقد لعب اكثر من دور , اشهرها دوره في فيلم " جعلوني مجرما " الذي تحدث عن عصابات النشل المنتشرة في القاهرة خلال الخمسينات , ودوره في فيلم " رصيف نمرة خمسة " عن عصابات الميناء , وادواره العديدة التي تحدثت عن القتوات في الخمسينات مثل " سوق السلاح " و " سواق نص الليل " و " عبيد الجسد " و " سواق الحسينية " و " الفتوة " الى آخر القائمة الطويلة التي تربع خلالها فريد شوقي تعيدا للحق مقاوما عنيدا للجريمة والمجرمين , الذين مثل ادوارهم باتقان يحسد عليه , مجرم الشاشة العربية واذكى ممثيها " محمود المليجي " و " زكي رستم " ومعاونوهم " توفيق الدقن " و " حسن حامد " وكانت كل ادوارهم كرؤساء عصابة تهرب الممنوعات وتتاجر فيها , وتقتل الناس بسمومها , او تفرض الاتاوات على الضعفاء وتحصي العمولات , وتتاجر في السوق السوداء , الى آخره ..
    وهذه الدوار السينمائية التي عشناها في الخمسينات بعثت من جديد في اواخر السبعينات ابتداء من فيلم " الباطنية " بطولة نادية الجندي ومحمود ياسين وفريد شوقي اخراج حسام الدين مصطفى , الذي ارتبط اسمه باكثر من فيلم يتحدث عن الجريمة , منها فيلم " سونيا والمجنون " الذي تحدث فيه عن فلسفة درامية للجريمة من خلال طالب جامعي فقير , مهزوز الاعصاب , يقتل مرابية عجوز لينقذ اخته من الزواج بثري عجوز , ولينقذ نفسة من الضياع والجوع , ولينقذ حبيبته من الارتماء في احضان الرذيلة , فهل يكفي هذا كله مبررا له ليقتل ..؟؟ نفس الفلسفة نجدها في فيلم " الاخوة الاعداء " حول الدوافع التي خلقت من هذا الانسان او ذاك مجرما وسط ظروف الحاجة والاضطهاد التي يعيشها .
    لكن حسام الدين مصطفى يدين الجريمة والمجرمين في فيلم " الشياطين " بطولة حسين فهمي ونور الشريف , رغم انه يحاول ايجاد دوافع لنقمة الشياطين من ابقاء المجتمع على الباشاوات المسجلة اسماؤهم في قائمة المحكوم عليهم بالاعدام في عرف هؤلاء , الذين بدوا وكأنهم فاقدي الوعي , حيث يتقلبون في نهاية الامر على بعضهم البعض , لأن الجريمة امر يختلف تماما عن العمل الوطني الصادق الحر ..!!
    والمجرم ينكشف مهما حاول التستر على جرائمه باي رداء وطني يحاول ان يلبسة ..!!
    وبمقدار ما كانت الجريمة في افلام حسام الدين مصطفي امر اجتماعي منظور لدوافع مختلفة , فان الجريمة في افلام كمال الشيخ امر بوليسي بحت , هناك مجرم وهناك ضابط , ويجب ان يقع المجرم في يد العدالة , مهما كانت درجة ذكائه , التى تحدد بالفعل درجة ذكاء المخرج كمال الشيخ في تناول الجريمة سينمائيا , بنظرة قانونية دقيقة المستوى .
    واشهر افلامه في هذا المجال فيلم " لن اعترف " بطولة فاتن حمامة واحمد مظهر واحمد رمزي وصلاح منصور ..
    والفيلم البوليسي العربي الذي لا يمكن تجاهله في هذا السياق هو فيلم " الرجل الثاني " من بطولة رشدي اباظة وصباح , واخرجه المرحوم عز ادين ذو الفقار الذي قدم للسينما مجموعة من الافلام الراقية والعظيمة قبل وفاته ..!!
    ونحن لن نبحث في هذا المجال الافلام التي تحدثت عن الفعل الجنائي من نظرة اجتماعية تبتعد تباعد محور الجريمة كما هو الحال مع افلام علي عبد الخالق , وعاطف الطيب , وهشام ابو النصر , في " العار " و " بنات ابليس " والتخشيبة , والاقمر , لانها افلام ركزت على القيم الاجتماعية السائدة وكان الفعل الجنائي فيها محركا وليس محورا اساسيا .. !!
    بخلاف افلام حسام الدين مصطفي التي تحدثنا عنها في الاخوة الاعداء وسونيا والمجنون او الشياطين , ودرب الهوى او الباطنية , حيث الجريمة هي المحور الاساسي في افلام حسام الدين مصطفى وليست محركا للاحداث كما هو الحال مع افلام المخرجين الشبان ..!!
    وقد بدأ نور الشريف مرحلة الامتياز السينمائي التي يعيشها الآن في ثلاثة افلام راقية عن الجريمة والمجرمين ففي فيلم " دائرة الانتقام " نجده يخرج من السجن لينتقم من الذين تسببوا في ادانته دون ان يعلم وقد اصبحوا من علية القوم احدهم " يوسف شعبان " رجل اعمال كبير والثاني ابراهيم خان ممثل سينمائي معروف والثالث صلاح قابيل صاحب معهد للرشاقة والتجميل , ويقتلهم الواحد تلو الآخر , ولكنه يقع في ايدي ابوليس , ليلقى جزاءه المحتوم من العقاب , وفي فيلم " ضربة شمس " نجده صحفيا يواجه عصابة منظمة تقودها الفنانة " ليلى فوزي " وشريكها مجدي وهبة ويساعد البوليس في القاء القبض على العصابة ..
    اما اضعف الافلام التي تحدثت عن الجريمة في قالب كوميدي فهي التي مسخت قصة (ريا وسكينة ) في فيلم يحمل اسم " ريا وسكينة " بطولة يونس شلبي وشريهان , وفيلم " القتيلة رقم 2 " بطولة سمير غانم , وفيلم " احترس من الخط " بطولة عادل امام وغيرها من الافلام الكوميدية التي اساءت الى المضامين في السينما , وانحرفت بها بعيدا عن التوجيه الضروري والمطلوب ..
    ويذكر للسينما اللبنانية انها اتيحت عددا من الافلام عن الجريمة منها فيلم " الشيطان " اخراج محمد سلمان وبطولة فريد شوقي وشمس البارودي في اواخر الستينات , وفيلم جديد من اخراج وتمثيل فؤاد شرف الدين باسم " المجازف " يقلد فيه " فؤاد شرف الدين كلينت ايستوود " كما يفعل في الافلام الامريكية , وكما يفضل فؤاد شرف الدين ان يكون في كل الادوار السينمائية التي مثلها , وفيلم آخر مثير عن الجريمة من بطولة هويدا ومادلين طبر الخوري باسم " لعبة النساء " وهو انتاج 1983 , مع مجموعة آخرى مشابهة من الافلام اللبنانية الجديدة ..
    اما السينما السورية , فالحديث عنها يرتبط بدريد لحام الذي قام باكثر من دور بوليسي في افلامه الكوميدية علي نفس نمط الافلام البوليسية الكوميدية مثل فيلم " النصابين الثلاثة " مع نهاد قلعي ونبيلة عبيد , لكن افضل انتاج سوري عن اجريمة هو فيلم " ذكري ليلة حب " من بطولة صلاح ذو الفقار ونيللي ومني واصف ومها الصالح وابو صياح ويتحدث عن جريمة لم تحدث , تجعل احد الشبان المهندسين يعيش حالة من القلق والتوتر المستمر في حياته مع زوجته واصدقائه الي ان يكتشف في النهاية ان الجريمة لم تقع وانه برئ من الاتهام .
    وفي النهاية لا يمكن ان نتحدث عن السينما والجريمة عربيا دون ان نقول بان مجتمعنا العربي يملك من اقيم والمثل ما يجعله بريئا من الجريمة المنظمة الكاملة , الا اذا اعتبرنا , نماذج الرجال الذين مارسوا الهيمنة الاقتصادية في مرحلة سابقة من تاريخ الاقتصاد المصري , مجرمون , اكثر منهم رموزا اقتصادية وسياسية , عالجتها اسينما في افلام عديدة منها فيلم " نصف ارنب " بطولة يحيى الفخرانى ومحمود عبد العزيز وسعيد صالح وهالة صدقي والفيلم الجديد " جبابرة الميناء " بطولة ليلى علوي والفيشاوي وحسين الشربيني والفيلم الاخير لنور الشريف ومحمود عبد العزيز" الصعاليك " اخراج داوود عبد السيد , والفائز بالجائزة الثانية في مهرجان اسوان ..
    اما عدا ذلك فلا يزيد عن كونه مقتبسا من عالمية او منقولا عن افلام اجنبية , بشكل متقن كما هو الحال مع افلام حسام الدين مصطفي ونور الشريف , او بشكل فج كما هو الحال مع نجوم الكوميديا , ومنهم مجموعة من الافلام التي قام فؤاد المندس ببطولتها مثل " فيفازلاطا " مع شويكار , واخطر رجل في العالم مع ميرفت امين " وسفاح النساء " مع شويكار لضعفه الفني في السينات والسبعينات .
    ولكن يبقي هناك مجموعة من الافلام التي التي تحدثت عن الجريمة وعن تهريب المخدرات , قام ببطولتها فريد شوقي كانت قريبة الي حد ما من الجريمة في المجتمعات العربية عامة والمصرية بالذات ..
    بخلاف الافلام البوليسية التي تميز فيها " كمال الشيخ " بحرفية محلية , غير منقولة وغير مقتبسة , يمكن ان نذكر فيلم الثائر بطولة يسرا ومحمود ياسين واخراج محمد خان وسيناريو وحوار بشير الديك , كنموذج رفيع المستوي عن الفيلم العربي الذي يتحدث عن جريمة الاغتصاب بشكل معبر ودقيق عن تلك الواقعة التي تزايدت وشملت كل انحاء الوطن العربي وابسط حكم علي مرتكبيها هو الاعدام حتى يرتدع كل من تسول له نفسه الاعتداء علي حرمة اناس واعراضهم في مجتمعنا العربي ذي القيم الاسلامية السمحة اشريفة ..
    وفيلم آخر يمكن ان نقف عنده ايضا كمثال حول جريمة البقاء وهو فيلم " اشياء ضد القانون " من بطولة مديحة كامل ومحمود ياسين وسعيد صالح , الذي عشنا فيه دورا انسانيا مع ضابط البوليس الذي يقدم استقالته ليتفرغ لحماية احدي الفتيات من تسلط احد المجرمين العتاة , ولكنه يكتشف انه يفعل اشياء ضد القانون .
    ان السينما قالت الكثير حول الجريمة وحول القضاء وحول القانون .. فمن يحمي المجتمع من الجريمة ..؟! ومن يحمي القانوني ..؟؟ ومن يحمي العدل ..؟؟ اسئلة كثيرة يمكن للسينما بقدراتها الفنية والتقنية ان تعالجها لتضعنا امام اوضاع مختلفة ومتعددة في مجال الحديث عن الجريمة والمجرمين ..!!
    من هم المجرمون الحقيقيون في حق المجتمع ..؟؟
    سؤال بحجم الحياة كلها .. والاجابة عليه صعبة المنال لانها بحجم الحياة كلها ..

    -------------------------------------------------------------------------
    .
    مافيا ( الباطنية )
    كثيرون الذين يتحدثون عن فيلم الباطنية , ويربطون بينه وبين السيرة الذاتية لبطلته ( نادية الجندي ) , فيهاجمون الفيلم او يدافعون عنه من خلال تقييمهم لبطلة الفيلم .
    وهكذا تجاهل الجميع مضمون الفيلم , الذي أراد أن يقول باختصار بسيط أن المافيا موجودة في كل مكان , وحتى في الباطنية حي الحشاشين المعروف .
    والذين شاهدوا فيلم " الأب الروحي " الأمريكي في جزأيه الأول والثاني , سوف يسخرون من الربط الذي ندعيه بين الباطنية وبين الانتاج السينمائي الامريكي عن المافيا .
    لكننا لو تجاهلنا دور نادية الجندي الطويل في الفيلم , وانتبهنا الى الادوار الفنية الثلاثة الأخرى لفريد شوقي ومحمود ياسين وفاروق الفيشاوي , سنجد انفسنا امام شخصيات مسروقة من فيلم الأب الروحي في الشكل والمضمون , ولو لا الحبكة الروائية الدرامية التي تعودت عليها أفلام السوق العربي , فاستلزمت وجود ضابط مباحث يمثله أحمد زكى , يستطيع بضربة واحدة أن يقضى على مافيا الحشيش في الباطنية كما ظهر في الفيلم , لولا هذه الحبكة لوجدنا أنفسنا أمام ( مافيا الباطنية ) , بشكل يدفعنا للربط بين فريد شوقي وبين العراب الأب , وبين فاروق الفيشاوي والعراب الابن , وبين محمود ياسين ومستشار العراب الأب الذي انقلب على العراب الابن , فكان جزاؤه قتل ولديه في غرفتيهما , وكان قراره أن ينتقم لولديه في شخص ابنة عراب الحشيش .
    اذا فكل شئ في فيلم ( الباطنية ) مسروق عن الافلام الأجنبية التي تبحث قضية المافيا في أوربا وامريكا , ما عدا الدور الذي اضطلعت به نادية الجندي وتكرر به نفسها بعد نجاحها في فيلم ( بمبه كشر ) من خلال مثل ذلك الدور الغنائي الراقص .
    واخيرا فان فيلم الباطنية قصتان في قصة واحدة , الأولى توضح العلاقة بين زعماء الحشيش في الباطنية , والثانية تحكى قصة غانية محرومة من ابنها وزوجها , وهو في قصتيه اما مسروق واما مكرر على النحو الذي بيناه .
    أما سر نجاحه الجماهيري فلأنه محشو بألوان عديدة من الاثارة والغناء والرقص اضافة الى كونه يبحث في قضية جماهيرية لأحد المجتمعات العربية , الاوهى قضية ادمان الحشيش
    .

  3. #13

    رد: السينما بين الشكل والمضمون - كتاب تحت الطبع

    الفصل العاشر
    السينما والكوميديا

    --------------------
    الفيلم الكوميدي العربي بين الجد والهزل
    ---------------------------------------
    من عادل امام ودريد لحام الى نجيب الريحاني

    ---------------------------------------
    النكتة كما فسرها علماء النفس والفلاسفة , انما هي محاولة لاعادة التوازن داخل النفس المضطربة القلقة , التي هزتها احداث زعزتها عندما وقعت خارجها ونفذت اليها , قرأت تلك النفس ان تستعيد توازنها بالضحك او الافتعال .
    ويقول ماوتسي تونج فيما يشبه النكتة : " ان خلل التوازن هو القاعدة , والتوازن هو الاستثناء . انظروا الى القمر ! ما هي المدة التي يتوازن فيها ويصبح بدرا ؟ انها ليلة واحدة في الشهر , ثم يبدأ بعدها خلل التوازن " .
    وشرح سيجون فرويد النكتة بقوله :
    " النكتة ضرب من القصد الشعوري , والعلمي يلجأ اليها الانسان , ليعفي نفسة من الواجبات الثقيلة , ويتحلل من الحرج , الذي يوقعه فيه الجد ولوازم العمل .
    ونبي الفطرة محمد صلى الله عليه وسلم ويقول في حديث هو مقتبس من الذكر الحكيم :
    " روحوا عن النفس , في الحين بعد الحين , فان النفوس اذا كانت عميت " ..
    واستطاع شارلي شابلن ان ينفذ بذكائه اللماح , وعمقه الفلسفي , في النكتة , الناشئة عن الموقف وان يستغلها على احسن ما يكون عليه الاستغلال في السينما .
    والضحك الناشئ عن المفارقات , التقطه نجم الكوميديا في المسرح العربي – نجيب الريحاني – وراح ينسج منه مفارقات ومواقف , بناها على حب الانسان لذاته , وميله الى ان يرى غيره في مازق هو في منجاة منه ومبعدة عنه , وبعده فليكن الطوفان .
    اما الجاحظ فلم يكن يفارقة مجونة , او يغيب عنه بيانه اللطيف , وهو في اقسى الظروف , وتقرر الروايات الادبية ان صديقة الوزير بن الزيات قضى نحبه في " تنور" على يد منافسة قاضي القضاة بن ابى داود فما كان من الجاحظ الا ان هرب , فلما جئ به بعد القبض عليه الى ابن ابي داود ساله :
    - لم هربت : فاجاب : خفت ان اكون ثاني اثنين اذهما في التنور .
    - والله ما علمتك الا متناسيا لنعمة كفورا .
    - خفض عيك فوالله ليكون لك الامر علي , خير من ان يكون لي عليك , ولان اسئ , وتحسن , خير من ان احسن وتسئ وان تعفو عني في حال قدرتك , لاجمل من الانتقام .
    - لنجك الله . ما علمتك الا كثير تزويق الكلام .. جيئوا بحداد ..
    فقال الجاحظ : اعز الله القاضي , ليفك عني , او ليزيدني !
    قال : بل ليفك عنك .
    واتى الحداد , فغمزه اهل المجلس ان يعنف بساق الجاحظ ويطيل امره قليلا , فما كان من الجاحظ الا ان لطمه وقال : اعمل عمل شهر في يوم , واعمل عمل يوم في ساعة , واعمل عمل ساعة في لحظة فان الضرر بساقي وليس بجزع ..
    وانتهت القصة بضحكة عريضة من القاضي القضاة قال على اثرها :
    - اني اثق بظرفه , ولا اثق بدينه ..!!
    وللضحك وجهان : وجه جاد هادف ووجه هازل اجوف ..
    ويقول الكاتب البريطاني , جوزيف اديسون 1672- 1719 في معرض تحبيذه وتقريظه للضحك الراقي , والكوميديا الهادفة في الشكل والمحتوى :
    " ساعرض افكاري على شكل صور محيرة , فالضحك الراقي عندي , انسان , جده الاعلى هو الحق , وقد انجب هذا الحق , ابنا سماه حسن الراي , وهو بدورة انجب الذكاء اللماح , الذي تزوج من امرأة سماها الفرحة فاولدها مولودا اسمه الفكاهة .
    هذه الفكاهة المتعددة الاعراف , نراها , تارة جادة , وتارة نشوانه , وثالثه عابثة , ونراها احيانا في وقار القاضي , واحيانا مرحة كاي مرح , على انها على أي صورة , تثير ضحك من حولها .
    وهناك فكاهة تدعى وتتطاول في ادعائها حتى يصبح في الاذهان انها شبيهة بالفكاهة الاولى الجادة , واليكم شجرة عائلتها :
    يقوم على راس الشجرة , الكذب , ويليه الهراء , ويلي هذا الحمق , والضحك الاجوف , ثم الفكاهة الزائفة . اما اوجه الشبه والخلاف بين الفكاهة الحقة وتلك الفكاهة المزيفة , فتقترب مما يقوم من شبه بين الانسان والفرد , وصفات الفكاهة الزائفة هي الشقلبة , والمحاكاة البلهاء للصالح والطالح , بلا تمييز , والنيل من الجيد والردئ معا .
    ومن شأن الفكاهة الزائفة , انها لا تفرق بين عدو وحبيب منذ ان كان كل همها هو مجرد الاضحاك , ولما كان هذا هو مبلغ جهدها الناصر , فانها تقدم ما تستطيع , لا ما يجب او يحسن تقديمة .
    واذا كانت هذه الفكاهة عاطلة من كل عقل , فانها لا تهدف الى شئ سوى من الخلق او العلم , وانما هي تسير في طريق الغفلة من اجل هذه الغفلة وحدها .
    ومن اجل ذلك , فانها تهاجم الافراد والاشخاص , وتعجز على ان تسمو الى المستوى الذي يسمى بالمبدأ المجرد .
    ويوضح لنا كلام " اديسون " الكثير حول ما يتعلق بالنكتة , وبالذات فن الكوميديا , خاصة ما ورد في حديثه عن الفكاهة الزائفة , والفكاهة الجادة , والفكاهة الحقة , والفكاهة الفارغة المجوفة .. الخ
    فالفكاهة الزائفة تلك التي يتشقلب فيها الكوميديا وكانه البهلوان في حركات غير طبيعية مفتعلة , وهي التي ميزت كل اعمال عبد المنعم مدبولي ومحمد عوض وامين الهنيدي وفؤاد المهندس من الكوميديين المصريين في الستينات .
    اما الفكاهة الحقة التي تبدو طبيعية ومنسجمة مع المواقف الروائي للعمل المسرحي فهي التي تبناها في مصر مجموعة مدرسة المشاغبين , والتي كانت وراء نجاحهم الحقيقي بعد ذلك , خاصة النجم الكوميدي الاول الان " عادل امام " .
    اما الفكاهة الجادة فهي التي قدمتها الينا دريد لحام عبر مسرحياته السياسية الهادفة – ضيعة تشرين – وكاسك ياوطن وغربة – وقد وصلت الى قلوب كل المشاهدين العرب بلا استثناء , لما فيه من نقد واقعي , يرتدي طبيعة المواقف السياسي بشكل مسرحي كوميدي رفيع المستوى .
    - اما البلاء الاعظم الذي ابتلينا به على كبر كما يقولون فهي تلك المسرحيات الهابظة شكلا ومضمونا وتمثيلا , والتي تقدم لنا عبر اجهزة التلفزيون كما السيل المنهمر على الارض الخضراء , مع الاسف الشديد , وهي تلك المسرحيات التلفزيونية التجارية , التي تقدم لنا الفكاهة المجوفة , بمعنى انها لا تضحكنا , ولا تضرنا , ولا تنفعنا ..
    وابطالها كثيرون ومتعددون , ولا يسمح لنا القلم في هذا المجال تناول أي من تلك المجموعات الفنية المتدنية المستوى .
    - ولا تتوقف علاقة الفكاهة بالتمثيل في السينما او المسرح , ب ان ابوابها في الادب , وفي الرسم الكاريكاتيري , واسعة وفعالة ومؤثرة على مختلف مناحيها الهادفة او الضاحكة , واكثر سامي الكاريكاتير شهرة في العالم العربي , صلاح جاهين في الاهرام , وناجى العلى في الاعلام الفلسطيني , وحامد في الاتحاد ... الخ
    - وموضوع الفكاهة متشعب ومتعدد , ويحتاج منا لوقفة اطول بالتاكيد, وبالذات فيما يخص العلاقة بين الفكاهة والادب , سنبحثة بشكل مفصل في وقت لاحق ان شاء الله ..

    الفيلم الكوميدي في السينما العربية
    العلاقة بين الفيلم الكوميدي وبداية السينما ؟

    في كل العالم , نجد ان صناعة السينما , اهتمت بداية بانتاج الافلام الكوميدية التي تضحك الجمهور , حيث كان , " شارلي شايلن " واحدا من العلامات البارزة والمؤسسة في صناعة السينما العالمية عامة , والفيلم الكوميدي خاصة .. وكان " لويس دي فينيس " علامة واضحة في السينما الفرنسية عامة والفيلم الكوميدي خاصة .. و " بيتر سيلرز " في السينما الانجليزية عامة والفيلم الكوميدي خاصة ...!! كما كان " نجيب الريحاني " علامة مؤسسة في السينما العربية عامة واستاذا لا مثيل له في الفيلم الكوميدي خاصة ...!
    وهذا يطرح سؤالا حول العلاقة بين البدائية في صناعة الفيلم السينمائي وبين الفيلم الكوميدي ..؟؟ويجر واءه سؤالا آخر حول الدور الانساني والمجتمعي الذي يلعبه الفيلم الكوميدي في حياتنا امعاصرة بكل تعقيداتها ..؟؟
    وهل الضحك لمجرد الترفيه عن الجمهور هو المهمة الاساسية للفيلم الكوميدي ..؟ وهل ينجح الفيلم الكوميدي القائم اساسا على الضحك لمجررد الضحك ..؟
    اسئلة كثيرة تثار حول طبيعة ودور الفيلم الكوميدي في حياتنا المعاصرة .. خاصة وان السينما العربية ولستة اعوام مضت قبل سنة 1984 , لم يكن لديها ما تقدمه لجمهورها سوى الفيلم الكوميدي , الا فيما ندر من الحالات الخاصة جدا . لدرجة ان جميع النقاد الفنيين اتفقوا على الهبوط الشنيع لمستوى الفيلم العربي , وبسط هذا الكم الرهيب من الاعمال الكوميدية الفجة خلال هذه الفتة .
    وعلى العموم فقد بدات السينما العالمية بالفيلم الصامت , وكانت الكوميديا هي البناء الاساسي لتلك المرحلة حتى شهدت اول فيلم ناطق عالميا في سنة 1927 .
    والسينما العربية عند ولادتها , واكبت الاتجاهات العالمية مع الفيلم الكوميدي ويمكن ان نسجل للكوميديا في السينما العربية تألقها بجواد الفيلم الغنائي ضمن المرحلة الاولى للسينما العربية التي استمرت حتى ظهور المؤسسة العامة للسينما المصرية في اواخر الخمسينات فخففت من كمية الافلام الكوميدية بشكل ملحوظ , حيث تحول نجوم الكوميديا من العمل في السينما الى العمل في المسرح بشكل عام .. !!
    ولكن يبقي والي اجل غير معروف حتي الآن " نجيب الريحاني " الفنان والممثل اكوميدي الملتزم بالكوميديا الهادفة , حيث لا يمكن ان نجد له فيلما سطحيا , ولا ياخذنا الي الضحك الا اذا رافقناه في موقف مؤثر وانفعالي هو ذلك الانسان الطيب الذي يتورط في مقالب يدبرها الآخرون من الاشرار ضده , فينشر بطيبته مواقف مؤثرة وضاحكة , لم يفتعلها بل تفاعل معها , ولم يوجدها , بل اوجدها الموقف نفسه , ولذلك فهو مدرسة .
    اليس هو الاستاذ " حمام " , الذي كان يعلم " ليلى مراد " بنت الباشا في فيلم " غزل البنات " حروف اللغة العربية , واليس هو " سي عمر " الذي وجد نفسه مضطرا لارتداء ثياب العز والجاه , فبدا غير منسجم معها وبها اليس هو مؤسس الكوميديا في المسرح واستاذ لجيل قدير من الفنانين والفنانات ملاوا الساحة الفنية العربية باعمال رائعة من الافلام والمسرحيات .. واذا كنا نري في محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ثنائيا لم يتكرر في عالم الغناء , واذا كنا نري في يوسف وهبي وأمينة رزق ثنائيا لم يتكررفي عالم الدراما , فان ثنائيا كوميديا مثل نجيب الريحاني وماري منيب لم يتكرر في عالم الكوميديا حتي الآن .
    وفي نفس الفترة الزمنية التي احيا نجيب الريحاني الكوميديا الهادفة , ظهر الكوميدي اللبناني " بشاره واكيم "في أفلام عديدة من بطولة بدر لاما او أنور وجدي او يوسف وهبي او حسين صدقي ...!!
    لان النجم الكوميدي كان ضروريا للترفيه عن الناس , لكنه ليس الاساس وهذا يؤكد بان الضحك للضحك , كاساس للعمل السينمائي امر لم يكن مقبولا .
    يستثنى من هذه القائمة اسماعيل يس لانه طور نفسه وتمكن من ادوار البطولة الكوميدية في افلام ما بعد الثورة سنة 1952 مثل اسماعيل يس في الجيش او اسماعيل يس في البوليس الحربي , ونلاحظ ان هذه الادوار حملت في طياتها موقفا اجتماعيا , رمز الى مرحلة وطنية في حياة الشعب المصري , وان اسماعيل لم يكن بطلا لمجرد ان يضحك الناس , بقدر ما كان بطلا يرمز الى عينة من الناس تخاف مخاطر التدريب في معسكرات الجيش , وتخشى الالتحاق في الجندية , فكان الهدف واضحا في ترغيب الناس في العمل في سلك الجندية لخدمة الوطن والامة . حتى الممثل القدير " عبد المنعم مدبولي لم يكن نجما سينمائيا واضحا في مجال الكوميديا , بل ان افضل عمل قدمه للسينما في فيلم " مولود يادنيا " مع محمود يس وعفاف راضي , لم يمت للكوميديا باي صلة , رغم ان " عبد المنعم مدبولي " من العلاقات البارزة في الكوميديا على خشبة المسرح . اما محمد رضا او المعلم عماشة في السينما , فقد بدا حياته بادوار الشر ولم يظهر كوميديا الا في اواخر الستينات واوائل السبعينات , وابرز افلامه التي لاقت استحسانا كثيرا من الجمهور هو فيلم " عماشة في الادغال " الذي اشترك في بطولته فؤاد المهندس وصفاء ابو السعود , ونبيلة السيد ...
    ولا يمكن اعتبار " صفاء ابو السعود " نجمة كوميدية , لان ما كانت تقدمه مع امين الهنيدي او ثلاثي اضواء المسرح او مع محمد رضا في السينما , ادوار الشقاوة والشباب ان كان على خشبة المسرح او في السينما , اما " نبيلة السيد " فقد حاولت ان تقدم ادوارا ساخرة , لكنها فشلت في ان تكون نجمة يمكن الاعتماد على ادائها لخلق المواقف الضاحك وادوارها في " السكرية " او في " خلى بالك من زوزو " نموذج حول امكانياتها الفنية .
    اما فؤاد المهندس الذي اعتبره بعض النقاد تلميذا نجيبا لنجيب الريحاني لم يستطيع الوصول الى مكانة نجيب الريحاني , رغم انه قام ببطولة العديد من الافلام السينمائية , الا ان نجاحة المسرحي غطى على أي نجاح سينمائي له , الا انه تميز في كل ادواره السينمائية بخفة الظل التي لم تفارقه حتى في الفيلم الجاد " ايوب " الماخوذ عن قصة لنجيب محفوظ اخراج هاني لاشين ..!!
    ونفس ما يقال عن فؤاد المهندس يقال عن نصفه الفني الآخر" شويكار".
    وعبد المنعم ابراهيم لم يحدث وان كان بطلا مطلقا في أي عمل فني شارك فيه بل هو دائما المرافق الأنيس لبطل الفيلم ان كان عبد الحليم او فريد الاطرش او رشدي اباظه او غيرهم من نجوم السينما الأوائل , وكانت طريقته المميزة في الاضحاك هي اسلوبه في تناول الطعام والشراب بشراهة ونهم شديدين , في حين كانت طريقة زميله محمد عوض في الاضحاك هي الصراخ بصوت مرتفع , وافتعال حركات غير مالوفة وتنغيم صوته بشكل شاذ , وفي الفترة الاخيرة بدا يظهر في الافلام محاطا بعدد من الحسناوات اللائي يوقعهن في غرامه لاسناده في حركاته المفتعلة التي لا تتناسب مع المواقف في اغلب الاوقات , فلا تكون مضحكة الا فيما ندر من الحالات , وآخر ما قدمه من افلام كان " الغبي وانا " مع نسرين , بينما قدم العام الماضي مسرحية " هات وخد" مع هياتم وحسن يوسف , مكررا نفسه وحركاته ..
    وك هذا يؤكد ان كوميديا الموقف الهادف الى دور انساني او مجتمعي , تحقق الضحك والترفيه عن الناس , افضل مائة مرة من كوميديا تدور حول نفسها بغير موقف اجتماعي , يحدد مواصفات معينة للشخصية الكوميدية , لان عدم تحديد المواصفات الانسانية الاجتماعية لاي شخصية , يجعل المواقف الكوميدية مفتعلة ومرتجلة قد تؤدي الى الاستياء , ولا تؤدي الى الاضحاك ...!!
    ومع اوائل الستينات ظهر في عالم الفن نجوم الكوميديا الذين يتربعون الان على عرش الكوميديا في السينما العربية وهم عادل امام وسمير غانم ودريد لحام .. ولم ياخذ أي من الثلاثة حظه في الشهرة والانتشار الواسع الا مع اوائل السبعينات .
    عادل امام اصبح بطلا مطلقا في السينما بعد النجاح الكبير الذي حققه في مسرحية مدرسة المشاغبين سنة 1972 , ودريد لحام اصبح على كل لسان بعد نجاحه الكبير في مسرحية " ضيعة تشرين " سنة 1975 , بينما بقي سمير غانم بعيدا عن البطولة المطلقة الا ما بعد انتهاء عروض مسرحية " المتزوجون " سنة 1979 ..!!
    وهذا يعني ان نجاح الثلاثة انطلق من نجاحهم المسرحي اساسا مع بعض الاختلافات في ما يختص بنجاحهم السينمائي ..!!
    فقد بدا دريد لحام حياته السينمائية بطلا مطلقا في كل الافلام التي شارك بها وظهر مع صباح في اكثر من فيلم اشهرها " عقد اللولو " الذي شارك في بطولته المطرب فهد بلان ونهاد قلعي وهو النصف الثاني لدريد في المسرح والسينما الذي اشترك معه في كل الافلام السينمائية مع شادية في " خياط السيدات " ومع نادية لطفي في " الرجل المناسب" الذي اشترك في بطولته كمال الشناوي ايضا , وهو من الافلام القليلة الناجحة لدريد لحام , حيث يعالج قضية ازلية في حياتنا الادارية العربية ضمن قاعدة " الرجل المناسب والمكان المناسب " .
    والملاحظ على معظم الاعمال السينمائية التي قامت " دريد لحام " ببطولتها في مرحلة الستينات واوائل السبعينات اعتماده على مشاهير السينما , وهي نقطة ذكية من " دريد لحام " لانتشار افلامه , وهذا الذكاء الفني كان واضحا عند " دريد لحام " في مواكبة الحس القومي للجمهور العربي , باعتماد المسرح السياسي والفيلم السياسي الرمزي حيث قدم برمزية واضحة , اسقاطات سياسية في فيلم " امبراطورية غوار " ثم تقدم مخرجا وممثلا وكاتبا ومنتجا في فيلمه الرائع الاخير "الحدود " الذي يمكن اعتباره من افضل الافلام العربية التي ظهرت في الثمانينات بخلاف الافلام التي حصلت على جوائز النقاد والمهرجانات , وقد سافر به الى مهرجان قرطاج في تونس , حيث التقي هناك " بعادل امام " لاول مرة , تكررت مرة ثانية في زيارة دريد لحام الى القاهرة لعرض فيلمه في مهرجان القاهرة السينمائي سنة 1984 الذي لاقى اعجاب الجمهور والنقاد الى درجة ان النقاد طالبوا باعادة عرض مسرحية " دريد لحام " كاسك يا وطن في مصر .. والتي تلاقي رواجا شديدا بين جمهور الفيديو العربي في مصر الان ...
    وهذا يؤكد حقيقة ثابتة ضمن الوجدان العربي الواحد , بخلاف ما تؤكد على اهمية الفيلم الكوميدي كموقف , ودور , اكثر منه ترفيها واضحاكا بحتا مطلقا .
    كما يوضح على ان البدايات الحقيقية لاي سينما جديدة في العالم اجمع معلقة بالكوميديا كما حدث في مصر , وفي بريطانيا , وفي فرنسا , وفي امريكا , فايضا يمكن ان تعتبر البداية الحقيقية للسينما السورية هي مع دريد لحام ونهاد قلعي في الفيلم الكوميدي .
    وهو نفس ما حدث بالنسبة للسينما اللبنانية , ولو ان السينما اللبنانية اندمجت بالسينما المصرية فانتقلت مباشرة الى الاثارة , حين بدات الاعتماد على نفسها مستقلة عن السينما العربية في القاهرة في اوائل الستينات تقريبا ولا زالت تراوح في نفس الاتجاه حتى الان .
    ولان الاعتماد على الفيلم الكوميدي كمرحلة بدائية في صناعة السينما بشكل عام , فاننا لاحظنا انتقادا قاسيا وعنيفا لاعتماد السينما العربية في الأعوام الستة السابقة سنة 1984 على الفيلم الكوميدي , بشكل يكاد يكون مطلقا , وبقدر ما شارك " سمير غانم " مع ثلاثي اضواء المسرح في افتتاح مسرح كوميدي , فقد شارك في بطولة اسوأ الأفلام العربية التي ظهرت منذ بدايتها وحتى الآن , وخير مثال على ذلك , فيلم "التريللا " مع احمد بدير , وفيلم " احنا بتوع الاسعاف " مع امين الهنيدي , وفيلم " القتيلة رقم 2 " مع شهيرة , وعدد من الأفلام جمعته بالممثلة اللبنانية " ايمان " اشهرها " الجواز للجدعان " والأفلام المقبولة من سمير غانم كانت تعالج قضية ولا تدور في فراغ , مثل "حادي بادي " مع نور وفريد شوقي , ومثل " المنحوس " مع اسعاد يونس , نجمة الكوميديا الأولى بين ممثلات الثمانينات , منذ نجاحها في مسرحية الدخول بالملابس الرسمية , مع الممثلة العظيمة "سهيرالبابلي" التي تبدو الآن في الخط الساخر وكأنها تبعث امجاد الكوميديا النسائية القديمة القديمة بثوب عصري جديد ..
    وهذا كله يوضح ان الكوميديا امر ضروري مرغوب فيه ولكن في السينما , تقنية نحتاج الى موضوع يدور حوله النجم الكوميدي لكي يحقق البسمة بغير افتعال وبغير تكرار ..!!
    لهذا فان يونس شلبي في أفلامه الجادة مثل " برج المدابغ " ومثل "الفرن " كان مضحكا اكثر من ادواره في " رجل في سجن النساء ", وكان مقبولا في فيلم " العسكري شبراوي " المأخوذ عن قصة لها مضمون اجتماعي معين هي قصة " مشوار " .
    فليس من المعقول ان نشاهد سمير غانم في عشرين فيلما كوميديا خلال عامين متتاليين , وهو يؤدي نفس الحركات , ويقول نفس الكلمات , ونضحك نفس الضحكات , فالتكرارية شئ ممل ..!!
    وتلك هي الازمة التي تسببت في النقد الشديد الذي وجه الى السينما المصرية بالذات خلال السنوات الأخيرة السابقة – التكرارية في السيناريو والحوار ضمن الفيلم الكوميدي بالذات .
    لكن الموقف يختلف مع نجم الكوميديا الأول – عادل امام – لماذا ..؟ لأنه بادئ ذي بدء ممثل مقنع من الدرجة الأولى , لديه الامكانية على تقديم السهل الممتنع , ثم لأنه لم يكرر نفسه , فقدم العديد من النماذج الانسانية المختلفة , وعالج الكثير من قضايا المجتمع من خلال شخصيات متعددة شريرة او طيبة او منحرفة او مستقيمة في المجتمع , هكذا كان في احنا بتوع الاتوبيس ورجب فوق صفيح ساخن , وشعبان تحت الصفر , وخلي بالك من جيرانك .. والحريف , والمتسول , والافوكاتو , والمشبوه , وحب في زنزانة .. واخيرا في افلام 1984 حتى لا يطير الدخان , وخلي بالك من عقلك ..
    في كل فيلم تجده مختلفا , وفي نموذج انساني متجدد , وبذكاء يحسد عليه يضع البسمة على الشفاه دائما , لانه اعتمد الكوميديا الهادفة في تشريح النماذج الاجتماعية , وليست قضية " المحامين " حول فيلم "الافوكاتو " بعيدة عن الأذهان .

  4. #14

    رد: السينما بين الشكل والمضمون - كتاب تحت الطبع

    الفصل الحادي عشر
    افلام الجوائز والمهرجانات
    -----------------------------
    الفيلم العربي والمهرجانات الدوليه
    عمر الاوسكار الان اكثر من ثمانية وخمسين عام منذ أن بدأت أول مسابقة للاوسكار سنة 1927 , ويتنافس على جائزة الاوسكار في هذا العام كل من : جودي ديفيز عن دورها في فيلم " الطريق الى الهند " وفانيسيا رد جريف عن دورها في "عالم بوسطن " او "البوسطو نيون" , وسالي فيلد عن " مواقع في القلب " , وسيس سياسك عن " النهر " وجيسيكالانج عن " الريف " ..!! لجائزة احسن ممثلة سنة 1985 , والتي فازت بها " نيالي فيلد " .
    والمعروف ان جمعية النقاد الوطنيين الامريكيين منحت " فانسيا ردجريف " جائزة احسن ممثلة لعام 1984 عن فيلم عالم بوسطن وتحقق هذه الانطلاقة , رغم الحصار الذي فرضته عليها اجهزة الاعلام الصهيوني بسبب مساندتها وتاييدها المستمر لقضية الشعب العربي الفلسطيني منذ لن انتجت فيلمها " الفلسطيني " حول معاناة وآلام الشعب الفلسطيني , وتبعتها بموقفها الانساني ضد المذابح التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في صبرا وشاتيلا ...!!
    وهي المرشحة الاكثر قوة للفوز بالاوسكار سنة 1985 بعيدا عن هذه المحاذير
    وتاريخ الفيلم العربي مع مسابقة الاوسكار طويل , منذ ان اختير فيلم دعاء الكروان ضمن احسن خمسة افلام في اوسكار سنة 1962 , ذم اشترك العرب بفيلم " اللص والكلاب " سنة 1964 , وبفيلم الارض سنة 1970 , وبفيلم الخوف سنة 1972 , وامبراطورية ميم سنة 1973 , واين عقلي سنة 1974 , بحيث نال النقاد في الاوسكار لفكرته القوية , وبفيلم " اريد حلا " سنة 1975 , وبفيلم " على من نطلق الرصاص " سنة 1976 .... الخ .
    اما السر في نجاح " دعاء الكروان " فيعود الى جو الريف , والمحلية المفرطة الصادقة في التمثيل والسر في اعجابهم بفيلم " اين عقلي " يعود الى العقد التي لا تظهر الا عند الرجل الشرقي مع المرأة ..
    اما سبب رفضهم لفيلم " الناصر صلاح الدين " عن السينما العربية في ايار سنة 1963 , ورفض لان مؤسسة السينما في مصر كانت قد ارسلت اسم فيلم " النظارة السوداء " ثم تراجعت ووضعت اسم فيلم " الناصر صلاح الدين " – وقد كان هذا هو السبب الظاهري , لكن السبب الحقيقي هو في المعالجة التاريخية والمضمون القومي لفيلم صلاح الدين ..!!!
    في سنة 1971 حدث الشئ نفسه حيث كان الجدل بين ارسال فيلم "المومياء " او فيلم " الاختيار " وهو من اخراج يوسف شاهين , وقد وصل الجدل الى درجة ان " يوسف شاهين " اشتكى الى الاكاديمية الاوسكار التي فضلت عدم قبول أي من الفيلمين في المسابقة .




    الفيلم العربي والمهرجانات الدوليه

    وجائزة الاوسكار , مع مهرجان كان , من اهم المهرجانات السينمائية في العالم
    بدا الاوسكار مع الفيلم الامريكي فقط حتى حتى سنة 1960 , ثم انشأ فرعا اخر للافلام الاجنبية منذ سنة 1961 , وليصبح مهرجانا عالميا شاملا منذ ذلك العام وحتى الآن ... !!
    وهذا ينطبق بصورة او باخرى على مهرجان موسكو السينمائي , حيث تتدخل السياسة بشكل او باخر , في تقييم الجوائز والنتائج في نهاية كل مهرجان سنوي هذا ما قاله صلاح ابو سيف حول مهرجان موسكو سنة 1977 وهو عضو لجنة التحكيم في المهرجان , حيث لا يوجد حياد كامل حتى في السينما .. وقد فاز في المهرجان فيم جزائري اسم " عمر قتلته الرجولة " للمخرج رواح علواش بالجائزة الفضية .. بينما فاز بالجائزة الذهبية فيلم مجرى واخر روسي ... !!
    ويبقى مهرجان " كان " لهذه الاعتبارات السياسية و الفكرية , والاكثر حيادا على مستوى العالم كله , وقصة مشاركة العرب في مهرجان كان السينمائي طويلة ومشرقة , وقد سبق ان فازت المغرب بالجائزة الكبرى سنة 1954 , عن فيلم (عطيل ) لاورسون ويلز الذي دخل المسابقة باسم المغرب ..
    ونالت الجزائر الجائزة الذهبية عن فيلم ( سنوات الجمر ) للاخضر حمينا سنة 1975 ..
    اما يوسف شاهين فقد اشترك في المسابقة اربع مرات نال فيها الاعجاب والتقديروشارك المرة الخامسة لفيلم " حدوتة مصرية " في الحلقة الدراسية حول السينما .. والسرد السينمائي ضمن المهرجان سنة1982 , والمرة السادسة كان عضوا في لجنة التحكيم لمهرجان سنة 1983 كما كان الاخضر حمينا عضوا في اللجنة ذاتها سنة 1984 , ويوسف وهي في اللجنة نفسها سنة 1946 .
    " مارون بغدادي " وهو لبناني اشترك بفيلم ( حروب صغيرة ) ولمع اسم الطيب الوحيش مخرج فيلم ( ظل الارض ) واسم صاحب حداد المخرج العراقي لفيلم ( مطاوع وبهية ) في مهرجان كان سنة 1982 . اما من المغرب فظهرت اسماء جيلالي فرحاني مخرج فيلم ( عرائس من قصب ) واحمد المعنوني مخرج فيلم ( الحال ) ايضا في المهرجان نفسه .
    --------------------------------------------------------------------------

    العرب في المهرجانات السينمائيه الدوليه
    --------------------------------------------------------------
    منذ ان بدات السينما العربية تقتحم اسوار ومهرجانات السينما العالمية مثل الاوسكار وكان وموسكو , بافلامها وهي تصطدم مع المنظمين لهذه المهرجانات , باشتراطات معينة اهمها ان يكون الفيلم العربي المرشح لدخول المسابقة يحمل في طياته قيما اجتماعية تمثل البيئة المحلية بشكل فكري وفني عالي المستوي وتاريخ الفيلم العربي مع مسابقة الاوسكار يشهد علي هذا المنطق منذ ان اختير فيلم " دعاء الكروان " ضمن احسن خمسة افلام للمسابقة عام 1961 , فقد اعجبهم الفيلم , بما يقدم من سمات عامة عن البيئة المحلية بمستوى فني راق حيث التمثيل لفاتن حمامة والاخراج لبركات وبمستوى فكري راق حيث القصة لعميد الادب العربي المرحوم طه حسين . كما قوبل فيلم "اللص والكلاب " – قصة نجيب محفوظ – باستحسان وتقدير في اوسكار عام 1962 , فالفيلم يتحدث عن قيم اجتماعية لها طابع المحلية رغم اقترابها من الاجواء البوليسية والسياسية .
    وهكذا الحال مع فيلم " الارض " اخراج يوسف شاهين – الذي يتحدث عن الفلاح المصري والارض بالنسبة اليه والتي تفوق في قيمتها عنده الحياة والموت .
    وقد مثل السينما المصرية في الاوسكار سنة 1969 – وبنفس المنطق قوبل فيلم " الخوف " اخراج سعيد مرزوق بالاستحسان في اوسكار 1972 , و " امبراطورية ميم " في اوسكار 1973 – الذي يتحدث عن قيم اجتماعية داخل الاسرة العربية المعاصرة – وهو يبحث في دور الام العربية المعاصرة امام اولادها وقلبها وعملها – ضمن القصة التي كتبها احسان عبد القدوس , كما اثار انتباههم فيلم " اين عقلي " وهو يعرض في اوسكار 1974 – لانه بحث نظرة الرجل الشرقي الصميمة للاخلاق من خلال معالجة قصصية وادبية للعلاقة بين رجل شرقي تعلم في اوروبا وعاد الى بلده , وتزوج من احدى الفتيات التي سبق لها الاقتران برجل آخر غيره مات في حادث اليم – فكيف للرجل الشرقي ان يفهم ذلك ويعالجه ..؟ وكيف يتحرر من القيم المتاصلة داخله في مثل هذا الوضع الحرج ..؟ وتلك مسالة فكرية جعلتهم يهتمون بالفيلم من خلال قيمته الاجتماعية .
    كما نال فيلم " اريد حلا " نفس الاهتمام الفكري في اوسكار 1975 – وهو يناقش حق المراة الشرقية في دراسة لقانون الاحوال الشخصية بمصر – وهو يمثل قيمة اجتماعية محلية – ايجاد سعيد مرزوق في اخراجها , كما اجادت فاتن حمامة تمثيلها – بما يتفق مع الواقع المحلي .
    وقد رفضوا مرة فيلم " الناصر صلاح الدين " سنة 63/1964 , بحجة انه لا يقدم جديدا امام الافلام التاريخية العالمية , لكن الحقيقة أنهم رفضوا الفيلم لما حاول ان يقوله عن القيم التاريخية في وحدة العرب مسلمين ومسيحيين إزاء الهجمة الصليبية المستمرة على الوطن العربي منذ زمن طويل .
    وفي 1971 رفضوا فيلم " المومياء " لأنه لم يعرض بشكل تجاري , حيث احتج " يوسف شاهين " لدى ادارة المهرجان , وتقدم بفيلم " الاختيار " ليعرض في ذلك العام ممثلا عن السينما المصرية , والفيلمان يقدمان قيما محلية وبيئية – كان يمكن ان تجد القبول في مهرجان الأوسكار سنة 1971 لولا أن ادارة المهرجان فضلت استبعاد الفيلمين منعا لاي شبهة حول انحيازها لأي من الطرفين المتنافسين – ولكنها زافقت على عرض فيلم "يوسف شاهين " خارج المسابقة .
    وهكذا نلاحظ ان الأفلام التى تتحدث عن الفيم الاجتماعية المحلية في عالمنا العربي بشكل صميمي تتنافس على السبق العالمي في الابداع السينمائي – ولكن يجب ان ننبه بأن القيم التي تلفت انتباه مهرجان اوسكار , قد تقابل بالاستحساس في مهرجان موسكو السينمائي على سبيل المثال .. ففي عام 1977 تقدمت مصر بفيلم " سونيا والمجنون " اخراج حسام الدين مصطفي للاشتراك به في مسابقة مهرجان موسكو السينمائي لكن ادارة المهرجان اقترحت على لجنة المهرجانات في مصر ان ترسل فيلم " السقا مات " خاصة وان مخرج الفيلم صلاح يوسف كان عضوا في لجنة التحكيم بالمهرجان والمنتج هو يوسف شاهين المعروف جيدا في اوساط مهرجان موسكو السينمائي منذ فيلم " جميلة " في الستينات , اضافة الى أن فيلم "سونيا والمجنون " مهما قدم من افكار فهي منقولة عن قصة كاتبها غير العربي – ولذا فإن القيم التي سيعالجها الفيلم – مهما حاول المخرج ان يغرقها في المحلية لن تصل إلى آذان المحكمين إلا على اساس انها منقولة عن افكار غير محلية – وهكذا كان , فقد سقط فيلم " سونيا والمجنون " في مهرجان موسكو – رغم انه افضل فنيا – ويستحق أحد الجوائز – وبالذات جائزة التمثيل – والتي رشح لها صح ابو سيف الممثل القدير
    "محمود يس".
    - وهذا يضعنا امام قضية هامة في اعمالنا نبعث بها الى المهرجانات التالية , حيث يجب الانتباه الى ضرورة ان يكون الفيلم ناطقا عن بيئتنا المحلية بكل اشكاله الفنية والفكرية ويحمل بداخله مضامين وقيما اجتماعية يتميز بها مجتمعنا العربي اضافة الى ان ما يناسب الاوسكار – لا يناسب مهرجان موسكو او كان او برلين – فلو اشتركت مصر بفيلم " السقا مات " عوضا عن " سونيا والمجنون " لكانت الفرصة في الفوز كبيرة بجائزة مهرجان موسكو الاولى 1977 – حيث فاز الفيلم الجزائري " عمر قتلته رجولته " للمخرج مرزاق علواش بالجائزة الثالثة في المهرجان , وهذا يعود للقيم المحلية التي ابرزها الفيلم ويعيشها المواطن العربي في الجزائر بعد الاستقلال .
    وتجدر الاشارة هنا بان اغلب الافلام العربية التي حصلت على جوائز عالمية هي تلك التي تحدثت عن القيم الاجتماعية العربية المحلية – فقد وصلت السينما العربية الى قمة جوائز مهرجان كان السينمائي 1975 حين فاز الفيلم الجزائري " سنوات الجمر " اخراج الاخضر حامينا بجائزته الذهبية – وقد سبق ان فاز فيلم " عطيل " للمخرج اورسون ويلز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان 1954 – رغم ان الفيلم كان يحمل اسم المغرب – وقد لمعت اسماء عربية كثيرة في مهرجان " كان " من خلال الافلام التي تحدثت عن الفيلم العربية في بناء الفيلم السينمائي , منها على سبيل المثال – الطيب الوحيشي – مخرج الفيلم التونسي " ظل الأرض " , وصاحب حداد مخرج الفيلم العراقي " مطاوع وبهية " , وبرهان علوية مخرج فيلم " بيروت اللقاء " ومارون بغدادي مخرج فيلم " حرب صغيرة " , وجيلالي فرحاني مخرج الفيلم المغربي "عرائس من قصب " , وأحمد المعنوني مخرج الفيلم المغربي "الحال " – اضافة الى اسم يوسف شاهين الذي بات مقررا على مهرجان " كان " السينمائي بقوة ابداعه الفني الراقي وهكذا نجد ان الحديث عن القيم العربية في السينما بشكل واقعي أحد الابواب التي يمكن ان ندخل منها إلى اللغة العالمية سينمائيا , وإن لم يكن فإنها تبقى منفذا فكريا , يربط انسان العربي بشكل عام إلى الاتجاهات العقلانية في بحث مشاكله وقضاياه ااجتماعية المعاصرة .

    -----------------------------------------------------------------------------

    افلام وجوائز
    لم يمض على سنة 1985 اقل من الشهرين والاحداث السينمائية تتلاحق بتتابع سريع .
    فلم يكد ينتهي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في ديسمبر 1984 , حتى بدات اعمال مهرجان افلام التلفزيون في جمهورية مصر العربية في النصف الاول من يناير عام 1985 .
    وكان للافلام السينمائية التي انتجها التلفزيون المصري نصيب من جوائز المهرجان , ففاز فيلم / دعوة للزواج .. بطولة مديحة حمدي ويحيى الفخراني وسماح انور واخراج ناجى انجلو , بعدة جوائز منها الجائزة الاولى لمديحة كامل عن ادوار البطولة نساء , والجائزة الاولى ليحيى الفخراني عن ادوار البطولة رجال , والجائزة الاولى لناجي انجلو عن الاخراج السينمائي والجائزة الاولى لسماح انور عن الادوار الثانية نساء ..
    بينما فاز فيلم " ريال فضة " بطولة محيى اسماعيل ورغدة ببعض الجوائز منها جوائزة التصوير والتصميم والادوار الثانية رجال ..
    وتلك هي المرة الثالثة التي يقام فيها مهرجان لافلام التلفزيون المصري وقد بلغت جوائزه النقدية المختلفة تسعين الف جنيه هذا العام , وهو يشبه الى حد ما مهرجان اعمال محطات التلفزيون الخليجية , الذي اقيم في الكويت مرتين , والامل كبير في استمراره لتشجيع الابداع الفني والتلفزيون على مستوى الخليج العربي ..
    حيث المهرجنات افضل وسيلة يمكن من خلالها التاثير على العمل الفني عموما والتلفزيوني خصوصا في العالم العربي عامة , والخليج العربي خصوصا ...!!!
    و" محمد السنعوسي " الذي اشرف على مهرجان الاعمال الفنية الخليجية في الكويت شخصية ثقافية لها وزنها في مجال المهرجانات السينمائية حيث كان عضوا في لجنة التحكيم بمهرجان قرطاج في تونس سنة 1984 وضيفا على مهرجان اكاديمية الفنون في جمهورية مصر العربية الذي اقيم في اسوان خلال العشرة ايام الاولى من شهر فبراير الحالي , الذي شهد في ليلة افتتاحه تظاهرة فكرية وفنية , لم يسبق لها مثيل على مستوى دول العالم الثالث , حين التف محمد السنعوسي ضيف المهرجان , ومعه مصطفي العقاد المخرج العربي السوري , ومجموعة من الممثلين والممثلات مثل / فريد شوقي وعادل امام وعلى سالم ومديحة كامل ونجلاء فتحي مع المخرج مختار احمد , للدفاع عن الجوانب الفنية والانسانية والفكرية للفيلم التسجيلي / انقاذ الذي اخرجه مختار احمد وسبق له الفوز بالجائزة الاولى عن الافلام التسجيلية في مهرجان قرطاج , بتاييد شديد من محمد السنعوسي الذي وقف على راس التظاهرة التي دافعت عن الفيلم في ليلة افتتاح مهرجان اسوان قائلا :
    انه مبتهج لما يراه من منافسة واضحة في تعبير السينمائيين في مصر العربية لمشاكل الوطن دون خوف وانه لا يجد في فيلم " انقاذ " سوى عمل سينمائي مشرف , يرفع راس السينما المصرية والمشاكل التي ناقشها الفيلم حول ازمة الاسكان موجودة ومعروفة للجميع ويناقشها الجميع على كل المستويات في الصحافة والاذاعة والتلفزيون وهي ايضا مشكلة عالمية – ولا تقف عند حدود مصر وحدها .
    وكانت تلك هي المعاني التي اتفق عليها جميع المتجاورين في التظاهرة الفنية الفكرية التي بدات في الساعة الثانية عشر واستمرت حتى الثالثة صباحا .. بعد انتهاء حفل افتتاح مهرجان اسوان السينمائي مباشرة ..
    وهذا مؤشر جيد , يبعث على التفاؤل في تعميق دور السينما القيادي – فكريا وانسانيا – على مختلف المستويات اذا ما احسن استخدامها لصالح الانسان بشكل عام ..
    وقد فاز فيلم " انقاذ " نفسة باحدى جوائز المهرجان عن الافلام التسجيلية , اما جوائز الافلام الروائية فقد كانت الجائزة الاولى لفيلم : حب فوق هضبة الاهرام , اخراج عاطف الطيب والجائزة الثانية لفيلم الصعاليك اخراج داوود عبد السيد والجائزة الثالثة لفيلم اخر الرجال المحترمين , والرابعة لفيلم المجنونة والخامسة لفيلم
    " الحكم اخر الجلسة " ...
    والملاحظ ان اربعة افلام من الافلام الخمسة الفائزة بجوائز مهرجان اسوان قام ببطولتها نجم الجوائز السينمائية نور الشريف .
    والملاحظة نفسها نجدها تلاحق " يحيى الفخراني " وهو يفوز بالجائزة الاولى للتمثيل في مهرجان افلام التلفزيون ولم يمض على فوزه بجائزة التمثيل الاولى في قرطاج سوى اشهر قليلة .
    وسماح انور , ايضا تفوز بجائزة اخرى في التمثيل ولم يمض اشهر على فوزها بجائزة التمثيل الاولى في مهرجان الاسكندرية .
    اما مديحة كامل فقد اكدت تفوقها على قريناتها من كواكب سينما السبعينات , باكثر من دور مشرف لها في التمثيل السينمائي منذ ان نجحت في فيلم " الصعود الى الهاوية " وحصلت على جائزة التمثيل عن دورها فيه عام 1979 , وحتى فوزها بالجائزة الاولى للتمثيل عن دورها في فيلم " دعوة للزواج " الشهر الماضي ..!!
    -----------------------------------------------

  5. #15

    رد: السينما بين الشكل والمضمون - كتاب تحت الطبع

    السينما في الثمانينات
    أفلام في الفيديو
    • احببت ان انتصر علي الملل الذي سببه لي عادة التلفزيون القديمة المتجددة في اعادة الافلام والمسلسلات التي يعرضها صباحا وظهرا ومساء حتي حفظناها عن ظهر قب وتاذت عيوننا نت تكرارها السخيف .. !!
    • فلجات الي عالم الفيديو , وبحثت عن افلام مقبولة كي اشاهدها قتلا للملل الذي تسبب فيه التكرارية التلفزيونية من ناحية , ومتابعة للجديد من الافلام العربية من ناحية ثانية فخرجت خلال الشهر الماضي بمجموعة من المشاهدات تضمنت افلاما جيدة ومعقولة اهمها تلك الافلام التي قام ببطولتها احمد زكي , في فيلميه الجديدين " البرنس " و " الراقصة والطبال " ...
    • والفيلم الاخير يحمل في ثناياه مضمون رشيق يتعامل مع العقل اكثر من قرينه الاخر المسمي " ارجوك اعطني هذا الدواء " .
    • الذي يذكرك بموجة افلام السخف الجنسي في اولئك السبعينات لان القصة تتحدث عن شيزوفرافيا نفسية يبحث فيها احسان عبد القدوس مرارا وتكرارا .. !
    • الا ان مشاهد الفيلم " برج المدابغ " من بطولة عادل ادهم يحيى لديك الامل مرة اخري في سينما نظيفة فكريا وتروبا , خاصة وان " البرج " ضم بجانب نجم النجوم عادل ادهم خبرة الممثلين والممثلات امثال يسرا ورغدة والسعدني ويونس شلبي , الذي تشاهده في فيلم اخر اسمه " الفرن " مع عادل ادهم ايضا ومعالي زايد نجمة الثمانينات المتالقة الان , ورغم ان قصة الفيلم معاده , مثلها في ذلك مثل " مشاغبون الجيش " الذي جمع بين شلبي وغانم وسعيد صالح , الا انهما من الافلام المقبولة والتي تقدم لونا من الوان التسلية الملتزمة ..
    • الا ان دخولا الي عالم الجدية والالتزام , والبحث عن الحقيقة والسير مع الضوء الاخضر , ستجده في مسرحية نور الشريف " سهرة مع الضحك " شرط ان لا يصيبك التفاؤل والا اصابك ما اصاب "المتفائل " في تلك المرحية ..
    • والسبب في كل اللخبطة التلفزيون وبرامجه المعادة دائما .

    فيلم 84
    يشاهد جمهور السينما العربية في هذه الايام , عددا من الافلام المعروضة عن طريق الفيديو , او دور العرض , وبعض هذه الافلام ذات مستوى ردئ , لا يستحق العرض او المشاهدة علي شاشات التلفزيون , واهم تلك الافلام الرديئة فيلم " التريللا " وفيلم " القتيلة رقم 2 " من بطولة سمير غانم , الذي يبدو عليه انه تخصص في الافلام الرديئة الفاشلة , فهذا هو حالة فيلم " نحن بتوع الاسعاف " الذي شاركه البطولة فيه الكوميدي القديم " امين الهنيدي " وفيلم " الغول صديقي " .
    وهي مجموعة من الافلام التي لاتقدم اى مضمون فكري بقدر ما تدعو الي التهريج العام , والسخرية من كل ملتزم ومسؤول وجاد ولا يمكن ان تكون الافلام المسلية علي هذا المستوى من الرداءه , الموجودة في افلام اخرى .
    مثل فيلم " الخونة " بطولة فريد شوقي او " مطلوب حيا او ميتا " بطولة سعيد صالح , او " انهم يقتلون الشرفاء " بطولة جميل راتب , ولو انها اقل رداءة من مجموعة افلام سمير غانم , وهناك افلام افضل , لكنها لا ترتفع الى المستوى المقبول للعرض تلفزيونيا , مثل فيلم "العربجي " لمحمود يسن , و " اليتيم والحب " لسمير صبرى .
    وبعض افلام 84 فكرتها قديمة ومأخوذة عن قصص افلام عربية سابقة, او مسسلات تيلفزيونية , مثل فيلم " الليلة الموعودة " لاحمد زكي وفريد شوقي , وفيلم " الثعلب والعنب " ليونس شلبي , وفيلم " الارملة والشيطان " لصفية العمري , وفيلم " حب فوق السحاب " و " انا اللي استاهل " من بطولة محمد عوض .


    تابع / السينما في الثمانينات
    كلام افلام
    *عرض خلال الاسابيع القليلة الماضية من سنة 1985 مجموعة من الافلام منها فيلم ( الي من يهمه الامر ) بطولة سمير غانم , وهو من النوعية نفسها التي يكرر " سميرغانم " نفسه فيها منذ ستة اعوام حيث يدور مضمون لفيلم حول حلول وهمية وخيالية لحل مشكلة الاسكان – فياخذ المشاهد الي متاهات غير واقعية وغير موضوعية .
    في حين ان فيلما مثل ( الشقة من حق الزوجة ) بطولة معالي زايد وفاروق الفيشاوي , يعالج القضية نفسها بشكل منطقي ومرتب , بحيث نجد انفسنا امام شاب يتخلي لصديقه عن نصيبه في شقة العزوبية ليتزوج فيها , ولكن الخلافات بعد الزواج تتعدد وتتعمق لتصل الي درجة الطلاق , حيث يضعنا الفيلم امام مشكلة اخري حول قانون الاحوال التشخيصية المعدل منذ سنوات في مصر حيث تكون الشقة من حق الزوجة في حالة الطلاق البائن وتكون مناصفة بين الزوجين في حالة الطلاق الرجعي وتدور المواقف بشكل منطقي كوميدي لينتهي الامر بعودة الزوجين الي عش الزوجية مرة ثانية ويبقي هذا الفيلم افضل ما عرض من افلام في الاسابيع القليلة السابقة والتي تدور اغلبها حول مشكلة الاسكان وهي المشكلة التي عالجها فيلم ( قضية عم احمد ) من بطولة فريد شوقي ومعالي زايد .
    - المخرج " احمد يحيى " صاحب الجائزة الاولي عن فيلم ( الموظفون في الارض ) في مهرجان القاهرة السينمائي الاخير منبطولة وانتاج فريد شوقي , سيقدم سنة 1985 فيلم ( اولاد الشوارع ) من بطولة عادل امام .
    ويميل " احمد يحيى " صاحب الجائزة الاولى عن فيلم " الموظفون في الارض " حيث قدم لنا موقفا اجتماعيا في بداية الفيلم عن حال الموظفين في الاربعينات ثم انتقل الى حال الموظفين سنة 1984 , وانتهى الفيلم نهاية تعيد الى الذاكرة , تفاصيل الفيلم الاجتماعي الرائع ( ام العروسة ) الذي قام ببطولته عماد حمدي وتحية كاريوكا وسميرة احمد ويوسف شعبا وحسن يوسف في الستينات , والذي عالج ايضا مشاكل الموظفين في حياتهم وبالذات حين يواجهون مسالة تامين مستقبل ابنائهم وبناتهم بالزواج – وبالتاكيد لم يكن فيلم ( الموظفون في الارض ) هو الفيلم الافضل سنة 1984 .. حيث لم نعش معالجة صميمة وواقعية لمشاكل الموظفين في الفيلم , بل العكس هو الصحيح , حيث وجدنا انفسنا امام معالجة ساخرة في قالب جدي , لم تتوائم مع المقدمة الاولى للفيلم , ومع الخط الفكري العام يمكن ان يناقشه الفيلم – كما ان " فريد شوقي " , الذي تفوق على نفسه في ادوار سينمائية رائعة له مثل ( الكرنك ) و ( افواه وارانب ) و ( خرج ولم يعد ) لم يكن في المستوى نفسه في فيلم ( الموظفون في الارض ) – الا ان الفيلم يحسب له بعض اللقطات القوية مثل اللقطة التي تجمع الموظفين اخر الشهر حول الصراف , واللقطة التي يقف فيها طلبة وطالبات الجامعة بانتظار وسيلة النقل التي تقلهم الى بيوتهم – واللقطات التي تظهر حال الموظف المرتشي – وحال السكرتير المنافق – والامر الذي اضعف البناء الفني والفكري للفيلم هو موضوع الشحاذة – الذي وضعنا امام قضية اجتماعية اخرى مختلفة – عن قضايا الموظفين في الارض .
    - وقد سبق للسينما العربية ان ناقشت في فيلم ( انتبهوا ايها السادة ) للمخرج محمد عبد العزيز ثراء بعض الفئات الاجتماعية انثال ( الزبالين ) في تركيز واضح على تاثيرهم في انهيار البنية الثقافية والاجتماعية امام تطلعاتهم الطفيلية في المجتمعات الكبيرة والواسعة.
    - وحيث نبهنا فيلم ( انتبهوا ايها السادة ) الى خطورة هذه الفئات الطفيلية على المجتمع , وضرورة التصدي لها ومواجهتها , فاننا نجد فيلم (الموظفون في الارض ) ليستسلم لتصرفات هذه الفئات الطفيلية بشكل مرفوض فكريا واجتماعيا لكي تقنعنا بتحول رجل كبير في منصب رفيع الى الشحاذة كوسيلة لمواجهة اعباء الحياة والمعيشة , رغم ان الفيلم وضع لنا هذا الرجل في صورة نزيهة ومبدئية وشريفة , رفضت التعاطي مع الوان الفساد الاداري بكل اشكاله الموجود فعلا ... !!
    - وجميعة النقاد السينمائيين المصرية التي اختارت افضل عشرة افلام عرضت في سنة 1984 , يعتبر ( الموظفون في الارض ) اقل منها وسط ( الافوكاتو ) و( حتى لا يطير الدخان ) و ( التخشيبة ) و ( اخر الرجال المحترمين ) و ( بيت القاضي ) و ( بيت القاصرات ) و ( ليلة القبض على فاطمة ) و ( خرج ولم يعد ) و ( بنات ابليس ) و ( لا تسالني من انا ) و( الخادمة ) بخلاف الافلام الرائعة التي ينتجها التلفزيون .
    ------------------------------------------------------------------------
    .
    السينما المصريه في الثمانينات
    تكرار القضايا المطروحة .. والشباك ظل مقياسا
    تراجع عن مستوى السينما في السبعينات
    --------------------------------------------------------------
    في النصف الثاني من العام 1987 , تابع الجمهور العربي عددا من الافلام العربية الجديدة , حملت مجموعة من الافكار , لكن اهمها على الاطلاق فيلمان هما :- زوجة رجل مهم بطولة احمد زكي وميرفت امين ومن اخراج " محمد خان " مخرج افلام خرج ولم يعد , وضربة شمس ومشوار عمر والثأر , وعودة مواطن , وكلها افلام تحمل في طياتها مجموعة من القيم والافكار , الجيدة , التي تعامل معها المخرج بدقة متناهية , وحرفية فنية رفيعة المستوى , جعلته يقف في الصف الاول بين مخرجي الثمانينات في السينما العربية عامة والمصرية خاصة , وقد فاز فيلمه " خرج ولم يعد " بجائزة في مهرجان قرطاج سنة 1984 , وعدد من الجوائز الاخرى التقديرية لفيلم " ضربة شمس " وفيلم " مشوار عمر " وفيلم " الثأر " وفيلم " عودة مواطن " وكل من هذه الافلام كان يحمل في طياته موضوعا مختلفا , ومثيرا لجديته في الطرح من ناحية , وللتعامل الفني الجديد فيه من ناحية اخرى حيث تمكن المخرج من اعطاء دور هام " لليلى فوزي " في فيلم " ضربة شمس " لم تنطق خلاله بحرف واحد , مكتفيا بتعبيرات الوجه , والحركة ...!! ثم قادنا الى قصة فيلم يدور داخل سيارة لمدة يوم واحد فقط سلط فيها الضوء على اكثر من واقعة اجتماعية وثقافية داخل المجتمع المصري ..!! وهو اول من بحث مشكلة المغتربين المصريين بعد عودتهم الى مصر مع الممثل " يحيى الفخراني " في فيلم من انتاج " يحيى الفخراني" هو " عودة مواطن "....!!
    وها هو يكرر نفس الجديه في الطرح , والتجديد في الاسلوب الفني , للدخول في عالم احد اباطرة رجال الامن , بشكل عميق ومتأني , في فيلم اعتبره كافة النقاد والمفكرين انه فيلم 1987 بجدارة , وهو فيلم "رجل مهم جدا " ...!!
    اما الفيلم الثاني فهو للمثل " نور الشريف " من انتاجه ومن بطولته , باسم " زمن حاتم زهران " وهو محاكمة فنية دقيقة لمرحلة خطيرة من مراحل التحول الاقتصادي خلال السبعينات , اكد فيها "نور الشريف " تفوقه الفني وتميزه , بحيث اصبحت مشاركته لاي عمل سينمائي تعني الانحياز الثابت للعمل وقد حدث هذا في الافلام التي شارك في تمثيلها سنة 1987 وهي :-
    • ضربة معلم – بدور ضابط مكافحة المخدرات – وقد استحق الفيلم جائزة في مهرجان القاهرة الاخيرة .
    • بئر الخيانة – بدور جاسوس , ومن اخراج علي عبد الخالق , وقد استحق الفيلم جائزة في مهرجان القاهرة الاخير .
    • جري الوحش – اخراج عي عبد الخالق – وقام فيه بدور الرجل غير القادر على الانجاب , ضمن احداث مشوقة ومثيرة كتبها السيناريست " محمود ابو زيد " وشارك في تمثيلها النجمان الكبيران حسين فهمي ومحمود عبد العزيز , وهي نفس المجموعة التي سبق لها ان ابدعت مشتركة في تقديم فيلم " العار " انتاج سنة 1984 اخراج علي عبد الخالق وسيناريو محمود ابو زيد .
    ويبدو ان محمود عبد العزيز الذي فاز بلقب " نجم الشباك الاول " سنة 1987 وقد تحول الى افلام الفانتازيا الاجتماعية , منافسا بذلك زميلة "عادل امام " ومتفوقا عليه في هذه النوعية الجيدة من افلام الفانتازيا ..
    وقد شارك في بطولة فيلم " خليل بعد التعديل " مع " ليلى علوي " , وسبق ذلك تقديمه لدور جاد عن شخصية الزعيم المثالي الذي تحول مع الزمن الى ديكتاتور في فيلم " الجوع " مع يسرا ... , و "سعاد حسني " وهو فيلم وجد فيه النقاد بعض التميز عند عرضه اوائل سنة 1987 .
    ومن حيث النجومية , يأتي " احمد زكي " مع " نور الشريف " ومحمود عبد العزيز كأفضل نجوم التمثيل السينمائي في مصر سنة 1987 , لبطولة الافلام : " زوجة رجل مهم " افضل افلام سنة 1987 , وفيلم " البيه البواب " واحد من افضل افلام سنة 1987 , وفيلم "اربعة في مهمة رسمية " مع الممثلة " نورا " التي شاركت بالتمثيل في اكثر من فيلم رفيع المستوى مثل : زمن حاتم زهران , وجري الوحوش , وهي واحدة من نجمات السينما اللاتي اثبتن حضورهن خلال العام 1987 , والذي تفوقت فيه النجمة الهاربة " ماجدة الخطيب " على سواها فنيا , ببطولتها لاكثر من فيلم , يحمل في طياته المضامين الجادة مثل :
    • " الهروب من الخانكة " عن قصة صحفية حولها رجال السلطة الى مجنونة , وقام بدور البطولة معها النجم الجاد " عزت العلايلي " في دور المحامي الشريف المدافع عن الحقيقة في الفيلم .
    • والفيلم الثاني " لماجدة الخطيب " خلال سنة 1987 كان " البيت الملعون " وقد اجادت فيه كممثلة لدور المرأة التي يطاردها احد اطباء علم النفس وتحضير الارواح , وشاركها البطولة النجم القدير " كمال الشناوي " في دور الطبيب النفسي .
    والنجمة الثالثة التي تعود الى السينما وتتفوق في ادوارها الفنية هي الفنانة " نجلاء فتحي " التي مثلت دور المرأة التي تحارب قتلة زوجها بالكاراتيه في فيلم " المرأة الحديدية " .
    اما النسبة " لليلى علوي " التي فازت بلقب نجمة الشباك الاولى عن سينما 1987 فلم تقدم جديدا , سوى دورها الذي ظهرت فيه كامرأة محجبة تبحث عن حل لمشكلة زواجها من ضابط مكافحة المخدرات "نور الشريف " في فيلم " ضربة معلم ", ثم دورها كفتاة محافظة على النقيض من شقيقتها العابثة مع " سهير رمزي " في فيلم " البدرون " من اخراج " عاطف الطيب " ...!!
    بخلاف دورها في الفيلم الردئ " المشاغبات الثلاث " مع الهام شاهين , والسورية غادة الشمعة .
    هذا عن كواكب ونجوم السينما سنة 1987 , فماذا عن المخرجين ...!!
    " محمد خان " مخرج فيلم " زوجة رجل مهم ", وعاطف الطيب مخرج فيلم " البدرون " وقبلة فيلم " ابناء وقتلة " من بطولة محمود عبد العزيز اوائل سنة 1987 .. وعلي عبد الخالق مخرج فيلمي "جري الوحوش " و " بئر الخيانة " ..
    وسمير سيف مخرج فيلم " النمر والانثى " آخر افلام " عادل امام " و " اثار الحكيم " وموضوع الفيلم " ضرية معلم " من حيث كون الفيلم يبحث في حياة ضابط بوليس يطارد احد مراكز القوى الاقتصادية المخربة والجديد في فيلم " النمر والانثى " هو دور " اثار الحكيم " التي جاء بها البوليس كصاحبة سوابق في الاداب , لتمثل دور ابنة تاجر المخدرات التي فقدت منذ زمن بعيد , حتى يكتشف تاجر المخدرات وهو " انور اسماعيل " اللعبة التي تمثلها تلك الابنة المزيفة مع زوجها المزيف " عادل امام " الضابط في مكافحة المخدرات ..
    ويجري بنا الفيلم في مشاهد ومغامرات مثيرة على طريقة الافلام البوليسية الامريكية أجاد " سمير سيف " فيها التحكم في العمل الفني , رغم الفانتازيا الكبيرة في المضمون ..
    وعلى نفس الوتيرة قدم " محمود يس " الذي اصبح من نجوم الصف الثاني في التمثيل السينمائي الان فيلم " العملية وعلى نفس الوتيرة قدم " محمود يس " الذي اصبح من نجوم الصف الثاني في التمثيل السينمائي الان فيلم " العملية 42 " من بطولته مع بوسي والنجم الجديد " احمد عبد العزيز " قصة ضابط مكافحة المخدرات الذي يطارد عصابة تتاجر في المخدرات ...! بخلاف بطولته لفيلم " الملعوب " مع هشام صالح سليم وليز سركسيان , وقدم فيه دورا كوميديا , يحسد عليه , في مرحلة الجمود الفني التي يعيشنها هذا النجم القديم الذي اصبح رئيسا لهيئة المسرح القومي المصري الآن ...!!!
    ويمكن القول بان افلام المخدرات , وضابط البوليس قد اخذت حيزا كبيرا من اهتمام السينمائيين في مصر خلال سنة 1987 , سواء كان ذلك بافلام رفيعة المستوى ماديا او فنيا مثل : ضربة معلم – والنمر والانثى – والعملية 42 – واللعيبة لحسين فهمي او من خلال افلام رديئة المستوى مثل : " المشاغبات الثلاث " و " بنات حارتنا " و " لعنة المال " و " على هامش المدينة " ...
    واذا اردنا ان نكمل قائمة البحث في الفلام الرديئة , فاننا وللاسف سنعود مرة اخرى لذكر اسم " سمير غانم " مرادفا للافلام الرديئة وقد شارك في عدد منها سنة 1987 وهي افلام : " رحلة المشاغبين " قصة العم الذي يتحايل على ثروة ابنة اخيه و " العرضحالجي " مع " سعيد صالح " عن قصة العرضحالجي الذي يمتلك مكتبا يستغل به المحامين الجدد و " عبقري على ورقة دمغة " مع وحيد سيف , عن قصة مخترع يضيع اختراعه في اجواء البيروقراطية .
    ويشارك " فاروق الفيشاوي " في بطولة الافلام الرديئة صديقه وزميله " حاتم ذو الفقار " في الاصابة بامراض الشم العصرية ..
    واذا كان حاتم ذو الفقار بطلا للفيلمين الرديئين " لعنة المال " و " على هامش المدينة " فان " فاروق الفيشاوي " بطل لافلام رديئة عديدة
    وهي :
    - " يا صديقي كم تساوي " امام صفية العمري والنجمة الجديدة " خلود" عن حب المال .
    - " العبقري والحب " امام الهام شاهين وهدى رمزي و " سلوى عثمان " عن احلام الحب .
    - " الزوجة تعرف اكثر " امام الهام شاهين ايضا ومعالي زايد وصلاح ذو الفقار ...!!!
    وهناك الكثير من الافلام الرديئة المستوى مثل : -
    • فيلم الشرابية بطولة عفاف شعيب ومصطفى فهمي , وفيلم " غلطة ام " ميلودراما غير محبوكة وغير متقنة من بطولة صفية العمري ويوسف شعبان , وفيلم " نوع من الرجال " من بطولة حسين الشربيني ومجدي وهبة وبوسي , عن قصة الصراع بين حب النساء وحب المال ...!! و" ضحية حب " عن تدريب الاطفال على النشل من بطولة لبلبة وصبري عبد المنعم وعبد المنعم مدبولي , و " امراة خطرة " فيلم تفزيوني من بطولة صابرين واحمد بدير وهدى رمزي. والانتاج السينمائي العربي لا يقف عند حدود السينما في مصر , فهناك امثلة على الافلام الرديئة المستوى الاخرى والتي لا علاقة لها بالفن السينمائي مثل :
    - فيلم " المرمورة " لبناني من بطولة ملحم بركات وهلا عون اخراج وثام الصعيدي وهو تجميع لاغاني ملحم بركات في شريط سينمائي .
    - وفيلم " امطار صيفية " سوري من بطولة غادة الشمعة واخراج محمد شاهين , ومأخوذة قصته عن فيلم " تزوير في اوراق رسمية " لمحمود عبد العزيز وميرفت امين .
    - وفيلم " ويبقى الحب " انتاج واخراج وتمثيل سعودي , والبطولة النسائية لسهير رمزي .. والقصة تعالج قضيتين اولاهما : زواج الرجل السعودي بالمراة المصرية وقد اختار المؤلف امراة من طبقة راقية ومثقفة وثرية في مصر , كما اختار الرجل من الطبقة المثقفة الثرية في السعودية ( نموذج مثالي ) والقضية الثانية : هي قضية الانجاب بعد العلاج , علاقة الام بطفلها واهمالها لزوجها الى درجة تقتل في النهاية علاقة الزواج بشكل درامي .
    ويبقى في القائمة فيلم " الاونطجية " من بطولة سهير البابلي وصابرين , " عفاف شعيب " بطلة فيلم " الشرابية " الرديء المستوى , وهذا الفيلم يتحدث عن قضية الشعوذة وعالم المشعوذين , ويمكن القول بان مشاركة " سهير البابلي " في بطولة الفيلم جعلت منه فيلما مقبولا , رغم رداءة مستواه الفني والفكري , ثم هناك فيلم " عصفور له انياب " من بطولة حسن يوسف وصلاح قابيل ويسرا وهياتم , وفكرة الفيلم قديمة عن الصراع بين الاشخاص حول الميراث الذي يؤدي في النهاية الي نهاية احد الشقيقين اما بالموت او بالجنون او بالسجن ...؟؟
    وفي النهاية هناك نجم سينمائي شاب جديد اسمه " احمد عبد العزيز" شارك محمود يس في بطولة الفيلم التلفزيوني " التائه " مع ايمان الطوخي , وسبق له ان شارك يحيى الفخراني بطولة فيلم " عودة مواطن " سنة 1986 كما شارك في بطولة فيلم " الطوق والاسورة " سنة 1986 ايضا , وها الممثل يعتبر افضل الوجوه الجديدة التي ظهرت في سينما 1987 ...!! وهو نفسه بطل فيلم " العصابة " اخراج هشام ابو النصر انتاج سنة 1986 .
    والخلاصة عن سينما 87 تقول :-
    • ان نسبة كبيرة من الأفلام التي انتجت سنة 1987 تزيد علي العشرين فيلما , تتحدث عن المخدرات وعددا اخر مثلها يتحدث عن ضابط البوليس...!!!
    • ان افضل افلام سنة 1987 كانت هي : زوجة رجل مهم وزمن حاتم زهران وجري الوحوش والاقزام قادمون , وهي من بطولة احمد زكي ونور الشريف ومحمود عبد العزيز , من الممثلين الرجال , وليلى علوي ونورا وميرفت امين من الممثلات ...!!
    • عاد " عادل امام " بدور جديد في فيلم " النمر والانثى " مؤكدا على حضوره الفني .. ونجح " سمير سيف " مخرج فيلم " المر والانثى " بأن يضع نفسة في قائمة افضل المخرجين لسنة 1987 مع محمد خان وعلي عبد الخالق وعاطف الطيب ..!!
    • السينما العربية بشكل عام , وخارج مصر , لم تقدم أي جديد ...!!
    • ضاع فاروق الفيشاوي وحاتم ذو الفقار في الاساط الرديئة .. سينمائيا ... ولم يظهر ممدوح عبد العليم الا في البدرون ... وظهر النجم الشاب احمد عبد العزيز واضحا في " التائه " وسجلت "ماجدة الخطيب " حضورا فنيا رغم غيابها ..
    وظهرت نجمة الشباك المشهورة " نادية الجندي " مؤخرا في " غربة الصفيح " ...!!
    وماذا بعد يبقى للسينما العربية سنة 1987 ..؟؟!
    افكار جديدة ضمنتها محاولات لتقليد السينما الامريكية في المطاردات البوليسية وأربعة او خمسة افلام راقية المستوى للمشاركة بها في المهرجانات الدولية .. وهذا تراجع اكيد عن مستوى السينما العربية لسنة 1986 ( موسم البرئ والطوق والاسورة ) فهل يشهد عام 1988 مستويات افضل سينمائيا ...!! هذا ما نتمناه .
    --------------------------------------
    أرشيف الأفلام
    على شاشة التليفزيون شاهدت أفلاما عربية من النوع المقبول والمعقول , فنيا وفكريا , وشاهدنا فيلمي عشرة على عشرة , وفتياتنا في الخارج , إنتاج موسم 82-83 , ولكل من الفيلمين فكرة مخدومة بأسلوب عصري , رغم أن الفكرة عولجت في أكثر من فيلم خاصة فكرة البحث عن زوجة عصرية بديلة عن الزوجة القديمة إلا أن المعالجة القديمة تبقي قديمة ولا تتناسب مع زماننا الحالي , وكانت الفكرة واردة في فيلم ( جفت الدموع ) عن قصة ليوسف السباعي إلا أن المعالجة السينمائية مختلفة تماما ...!!
    فقصة جفت الدموع تحمل في ثناياها خطوطا سياسية لم تتضح عند تكبير خطوطها العاطفية والاجتماعية .... واعتقد أن أحدا لو فكر في إنتاج
    (جفت الدموع ) برؤية سياسية سنقع مرة أخرى في قضايا سياسية لا أول لها ولا آخر .
    وهكذا الدنيا يوم لك ويوم عليك ....
    وبعيدا عن السياسة , فقد عرض تلفزيون دبي منذ شهر مضى فيلما آخر عن الطيور المهاجرة ما يشبه في فكرته لبناتنا في الخارج , وهما فيلمان يبحثان في جدوى العمل في أوروبا ومساوئه ومزاياه , وتسجيل الأفلام المقبول في الثمانينات واقيتها عن الأفلام المقبول في السبعينات والتي شاهدنا منها فيلما غير مقبول أن لم يكن رديئا اسمه (بابا آخر من يعلم )
    وفيلم آخر اسمه خطيئة ملاك من الأفلام الركيكة فكريا والمعقولة فنيا .
    ------------------------------------------

    تابع السينما في الثمانينات
    أفكار جديدة ومعالجات فنية ضعيفة
    ---------------------------
    خلال عام 1987 , شاهدنا أشرطة الفيديو , مجموعة كبيرة من الأفلام السينمائية , بلغت الخمسين فيلما عربيا حتى الآن والبقية تأتي الى نهاية العام , بطبيعة الحال .
    لكننا ضمن هذه المجموعة من الأفلام , لم نجد ذلك المستوى الفني لبعض أفلام العام السابق 1986 والذي شاهدنا فيه " البريء و " ملف الآداب " لعاطف الطيب و " البداية " لصالح أبو سيف , و " وداعا بونابرت " ليوسف شاهين , و " مشوار عمر " لمحمد خان , و " الطوق والاسورة " لخير بشارة وغيرها من الافلام ذات المستوى الجيد , الذي كان احد السمات الخاصة بسينما 1986 , وربما يكون السبب في عدم ظهور الافلام الراقية أن أصحاب مثل تلك النوعية من الافلام يفضلون الاحتفاظ بها لحين بدء موسم المهرجانات السينمائية الذي يبدأ مع نهاية العام الحالي وبداية العام الجديد , ولذلك فإننا لن نحكم على سينما 1987 حكما نهائيا حتى نعود الى الحديث عنها مرة اخرى بعد ستة أشهر قادمة .
    وحديثنا الآن سيقتصر على الافلام التي عرضت خلال الشهور الستة الاولى لعام 1987 ما بين نهاية يناير 1987 وحتى نهاية يوليه 1987 ولنبدأ بأفضل الافلام وهي :
    1- " الأقزام قادمون " من بطولة يلى علوى ويحيى الفخراني , من أفضل الأفلام حيث أن الملاحظ ان عددا من الافلام التي فازت بالجوائز خلال الاعوام السابقة كانت البطولة فيها لليلى علوي مثل " آه يا بلد , وخرج ولم يعد " وكذلك يحيى الفخراني بطل فيلم " خرج ولم يعد , اعدام ميت " مع ليلى علوي ايضا .
    2- " سكة سفر " من بطولة نور الشريف ونوره . وهو من الافلام الجيدة ذات الفكرة والمضمون الجيد والتي تبحث في قصة مواطن عائد من الغربة الى بلده بعد سنوات وسنوات ليصطدم بمشاكل عديدة وهو على وتيرة فيلم " عودة مواطن " مع الفاروق في ان "عودة مواطن " من بطولة الفخراني واخراج محمد خان انتاج 1986 بحث مشاكل المواطن العائد في المدينة الكبيرة , أما " سكة سفر " فكان يبحث مشاكل المواطن العائد من غربته في الريف أو القرية عموما والمصرية خصوصا .
    " الحقيقة " بطولة كمال الشناوي وآثار الحكيم وممدوح عبد العليم .. رغم ان القصة نادرة الحدوث في المجتمع العربي , إلا اننا نضعه بين قائمة الافلام الجيدة جدا لعدة عوامل فنية أبرزها الصدق في تعبيرات الممثلين عن الحدث الاجرامي , والانسجام الفني في الحبكة البوليسية والروائية ضمن الفيلم بحيث بدا كل شئ طبيعيا رغم " قبل الوداع " بطولة يسرا وحسين فهمي .. وهو قصة حب رومانسية رقيقة شفافة , ذات خيوط عاطفية دافئة تستحق المشاهدة بإعجاب وتصفيف من جميع الوجوه !
    " تجار السموم " بطولة رجاء الجداوي وأبو بكر عزت .. وهو فيلم تليفزيوني يبحث وبعمق مشكلة انشغال الاباء عن تربية أبنائهم حتى يصل الحال بالابناء المراهقين الى مرحلة الضياع , والفيلم من أفضل الافلام التي بحثت هذه القضية .
    " قاهر الزمن " بطولة نور الشريف وجميل راتب وحسين الشربيني وآثار الحكيم .. الفيلم من اخراج كمال الشيخ , وان لم يصل الى مستوى الافلام العظيمة لكمال الشيخ إلا ان مضمونة وفكرته ومعالجته الفنية كانت جريئة وجديدة , وقد جاءت في وقت يبحث فيه العالم أجمع عن حل لعلاج الامراض المستعصية القاتلة ..
    " ابناء وقتلة " بطولة محمود عبد العزيز ونبيلة عبيد ورجاء حسين .. والفيلم من اخراج عاطف الطيب , ان لم يصل الي مستوي الافلام السابقة لعاطف الطيب , الا انه يعتبر واحدا من الافلام الجيدة في سينما 1987 وقد حاول عاطف الطيب الربط بين القصة الاجتماعية للفيلم والمتغيرات السياسية التي عاشتها مصر منذ انطلاقة الثورة عام 1952 وحتي الانفتاح الاقتصادي اواخر السبعينات وكان الربط غير موضوعي , الا انه كان اداة الزمن في الفيلم ليبعد به عن شكل الحدوتة العادية .
    "الفصل الاخير " بطولة مديحة كامل وكمال الشناوي وليلى فوزي والفيلم انتاج تونسي , وللمخرج التونسي المعروف رضا الياهي , الذي اتصف بالدقة المتناهية في ربط الاحداث ضمن الفيلم السينمائي , وهذا ما كان واضحا في فيلم الفصل الاخير الذي يشهد بدقة هذا المخرج , كما يشهد بالاداء الفني الجيد في تمثيل كمال الشناوي ومديحة كامل وليلى فوزي , فمن قضية تتحدث عن مكانة ودور الفن في المجتمع ونظرة المجتمع لهذه المكانة وهذا الدور !
    بخلاف القائمة السابقة فهناك افلام متوسطة المستوى مثل " الصبر في الملاحات , القرداتي , الحدق يفهم , وصمة عار , الوحل , سكة الندامة , الرجل الصعيدي , لعبة الحب والقتل , مهمة صعبة جدا امراة من نار " وغيرها من الافلام .
    واخيرا فقد يكون بعض هذه الافلام قد تم انتاجه عام 1987ولكن موعد عرضه تم في 1987 وهذا هو مقياسنا عن سينما 1987.
    وبشكل عام فان التشابه المم لقصص الافلام لم يعد موجودا ولم نلمسه في افلام 1987 , بل ان هناك افكارا جيدة ومعالجات غير عادية عشناها في العديد من الافلام التي ذكرناها اما الافلام التي لم نذكرها فيمكن مشاهدتها , ضمن تكرار المضمون في الافلام السابقة الذكر , ولكن بعالجة فنية اضعف , ولذا فان ذكرها لا يعد ذي بال .
    وبقي ان نذكر باننا اذا كنا نشاهد الافلام الاجنبية , فتعجبنا رغم المستوى الفني الضعيف لمعظمها , فذلك يعود لاننا نكتشف في تلك الافلام عالم غريب عنا ,لا نعرفه , فيثيرنا ويحفزنا لمتابعة احداثه الي نهايتها , والسينما اداة من ادوات السينما المعرفية المرئية ضمنالحكايات الاجتماعية وبالتاكيد فان ما لا نعرفه يبقي مسليا اكثر من الذي نعرفه , في اطار الافلام المسلية وهى تمثل النسبة الكبيرة لانتاج السينمائي في العالم كله , حيث انه لا تزيد نسبة الافلام القوية باي حال عن 15% من مجموع الانتاج السينمائي لاي دولة في العالم كله , وهذا ما ينطبق علي حال السينما العربية ايضا .


    تابع السينما في الثمانينات
    -------------------------
    خمسه باب والتنافس علي الشباب
    * يشن نقاد السينما في الصحف والمجلات المصرية هجوما عنيفا على فيلم " درب الهوى " ومخرجة " حسام الدين مصطفى " بعد ان بدأ عرضه هناك الان , ويعتبره الجميع اسفافا للفن , وتخريبا للذوق العام وهدما للاخلاقيات , وعاملا لاثارة الغرائز , وخالي من أي ضوء فكري يمكن الحديث عنه فيما عدا بعض العبارات التي تصدر عن الممثلين للحظات – وهذا يعني ان " درب الهوى " سقط فكريا – ويعني ايضا انه مثل تلك البومه التي حاولت تقليد الغراب فلم تنجح في تقليده , ولم تستطيع العودة الى اصلها الطبيعى ..
    * كل هذا الهجوم يحدث , وفيلم نادية الجندي وعادل امام الجديد "خمسة باب " على وشك العرض خلال هذه الفترة , ويبدو الامر وكأنه مرتبا لدعاية فنية خاصة للفيلم فهل يمكن ان نرى فيلما يحمل محتوى في ومضمون اجتماعي افضل وارقي مما حملة فيم " درب الهوى " , وهو الفيلم المنافس , ونادية الجندي التي تمثل دور " تراجي " الغانية , وهذا اسمها في فيلم " خمسة باب " تقول :-
    نعم فيلم خمسة باب مأخوذ مائة في المائة عن قصة فيلم " ايرما الغانية" الذي مثلة النجم العالمي جاك ليمون مع شيرلي ماكلين ولكن مع كثير من الخلاف في الرؤيا واسلوب المعالجة , بدليل ان عنوان الفيلم "خمسة باب " هو عنوان لمكان كان موجودا في الثلاثينات والاربعينات وحتى الخمسينات , وفيه من حيث الشخصيات , دور "كله ماشي " وهو اسم الدور الذي يلعبه الزميل فؤاد المهندس في الفيلم , شخصية الانسان المسالم الذي يحل الامور ببساطة ويعتبر كاتم اسرار المنطقة , ولا أظن ان لهذه الشخصية وجود في فيلم ايرما الغانية .. !!
    اما الممثل " فؤاد المهندس " الذي كان يمثل قد اقسم بعدم العودة للتمثيل في السينما فيتحدث عن سبب عوده قائلا : -
    عاد امام الذي اكد لي بان دوري في الفيلم ممتاز وهذا ما تاكدت منه وانا سعيد به , واعمل بقابلية مفتوحة ... ومن فرط سعاته يتحجث وكانه منتج الفيلم او صاحبه قائلا : - نحن نتحدى , كل الافلام الماخوذة عن نفس القصة .. اما المخرج نادر جلال فيقول عن الفيلم : -
    - " خمسة باب " هو محل في شارع " كلوت بيه " لا كان يعرف بهذا الاسم , كان له خمسة ابواب بالفعل , وتجري حوادث الفيلم في هذا " الباب " وفي الشارع الى جانبه , والقصة تروي حكاية ذلك الجو , فيما بين اواخر الثلاثينات , واواخر الاربعينات , من خلال الشخصيات التي تعيش في ذلك الوقت ..
    والشخصيات الرئيسية هي اربعة : تراجي , الغانية في ال "خمسة باب" . و " كله ماشي " – هذا هو اسمه بالفعل , ولا يعرف له احدا اسما اخر- وهو صاحب المكان وكاتم اسرار المنطقة كلها , وجملته المشهورة , هي " كله ماشي " والبلطجي عباس , الذي كان يعيش على البطش والارهاب , واخيرا : منصور ! ..
    ومنصور , هو " الكونستابل " الذي عين للحراسة , وضبط النظام , في تلك المنطقة , وتلك المنطقة كانت عاصمتها " الخمسة باب " ولذلك فهو يحاول ان يبدا حملته في اقرار النظام من نفس المكان , ويحاول ان يرسي قيما , ومبادئ معينة , ويبدا الصراع , ولكن الشر ينتصر على الخير , ويطرد منصور من البوليس ..
    ومع ذلك فان منصور يقرر ان يتابع الحرب , ويبدا بالانتصار حين تلين تراجي امامه , بعد ان كانت راس الفتنة .. ويصعد بها من القاع الى القمة ! ..
    اما الدور كالتالي : -
    • البلطجي عباس , هو : فؤاد احمد ..
    • " كله ماشي " الذي لا يعرف احد اسم اخر له , هو : فؤاد المهندس..
    • منصور : " الكونستابل " وصاحب المبادئ , هو : عادل امام ..
    اما " تراجي " الغانية , فهي : نادية الجندي ! ..
    ***
    وفي الفيلم اغنية لنادية الجندي تقول فيها : -
    ماشي يا كله ماشي
    ماشي يا دنيا ماشي
    تفور الدنيا ديه
    واللي ما يقولها شي
    غدارة الدنيا ديه
    وهيه ما تسواشي
    ***
    *" وبعد " خمسة باب " يتبقي في القائمة فيلم " ملائكة الشوارع " لنور الشريف , وقد تحدثنا عن المقارنة بين الافلام الثلاثة في مرة سابقة , وقلنا اننا ننتظر دورا خطيرا لنور الشريف وهنا التحدي الحقيقي الذي سنشاهده ... !!
    التحدي الذي يطرح النجم اللامع والموهوب " نور الشريف " بطل الجوائز السينمائية , فى منافسه شريفه مع نجوم الشباك" ناديه الجندى" و"عادل امام"...!! وبعيدا عن الاثاره ومواضع الاغراء,فان موضوع التنافس على تقديم الاجود والافضل فى السينما العربيه يعتبر مدا جديدا ننتظر منه ان يرتفع بالسينما العربيه نحو الافضل والارقى فى الشكل والمضمون معا – ونحن فى الانتظار.
    تابع السينما في الثمانينات

    فمن يكسب الرهان .. ؟؟
    فيلم " خمسة باب " , ام فيلم " درب الهوى " , ام فيلم " ملائكة الشوارع " وجميعها لقصة واحدة ؟!!

  6. #16

    رد: السينما بين الشكل والمضمون - كتاب تحت الطبع

    رغم ان الموضوع طويل ويحتاج وقتا كي نلم به الا انه مهم وتاريخي واظن ان تثبيته افضل شكر لك استاذنا الغالي/ومبارك الكتاب سلفا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #17

    رد: السينما بين الشكل والمضمون - كتاب تحت الطبع

    السلام عليكم
    لاادري ان كان قد حان الوقت لنجعل للسينما قسم خاص هذا ان تابعته انت استاذنا بنفسك
    الف تحية( لادري ان كان الافضل نقله للمكتبة)
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. أسفار الورود-كتاب تحت الطبع
    بواسطة محمد بن الشيخ في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-17-2011, 08:51 AM
  2. الشكل والمضمون في العروض
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-05-2010, 07:19 PM
  3. قبل الطبع
    بواسطة هشام مصطفى في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-25-2010, 06:29 PM
  4. الطبع قبل التطبع
    بواسطة يعقوب القاسمي في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-27-2010, 08:07 PM
  5. الحجاب بين الشكل والمضمون
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 01-20-2010, 07:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •