منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    تجربة الوحدة اليمنية (دراسة تاريخية ـ سياسية)

    تجربة الوحدة اليمنية (دراسة تاريخية ـ سياسية)

    للباحث: سمير عبد الرسول العبيدي


    تقديم:

    هذه الدراسة تشير بشكل وافٍ لما يجري في اليمن، قدمها الأستاذ سمير عبد الرسول العبيدي الباحث في مركز المستنصرية للدراسات التاريخية التابع لجامعة المستنصرية ـ بغداد. تم نشر البحث في المجلة العربية للعلوم السياسية والتي تصدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في عددها 22 (ربيع 2009)، ونشرها يسهم في تكوين صورة تساعد المثقف العربي والمراقب السياسي في تفسير ما يحدث في اليمن الشقيق، وسأحاول تلخيص البحث بقدر الإمكان دون الإخلال بما جاء فيه، معتذرا للباحث والمجلة في هذا الاقتباس سلفاً، مقدماً الفائدة التي يمكن الحصول عليها من إعادة نشره على إجراءات الاقتباس والنقل. وستكون الهوامش منسوبة لتهميش الباحث نفسه.

    أولاً: التطور السياسي (مراحل الانقسام)

    اشتهر الشعب اليمني منذ القدم بمقاومته العنيدة والشجاعة لكل أشكال التدخلات الخارجية، ويكفي أن نشير الى تصديه للعثمانيين. فمنذ عام 1538م حين احتل العثمانيون المنطقة الساحلية، استمرت المقاومة استمرت المقاومة حتى عام 1635م، حيث أُجبروا على الانسحاب. لكن العثمانيون عادوا واحتلوا ميناء الحديدة عام 1849م. وفي عام 1872م أرسل العثمانيون حملة واسعة لاحتلال جميع أرجاء اليمن، وذلك للاستفادة من التحول الذي نجم بعد فتح قناة السويس عام 1869، وأرادوا طرد الإنجليز من عدن التي احتلوها عام 1839م. لكن جهودهم أخفقت، الأمر الذي دفعهم على عقد معاهدة مع الإمام يحيى حميد الدين (1904ـ 1948)*1 في عام 1911.

    وبعد الحرب العالمية الأولى نشأت المملكة المتوكلية اليمنية (1918ـ 1962) كدولة مستقلة، وقد تم الاعتراف بها بموجب معاهدة (لوزان) في 23/7/1927 واعترفت بها عصبة الأمم المتحدة، وهكذا انقسم اليمن الى ثلاثة أجزاء هي:
    1ـ المملكة المتوكلية اليمنية في الشطر الشمالي.
    2ـ محمية عدن وتوابعها، وكان البريطانيون قد توصلوا الى رسم حدودها مع السلطات العثمانية عام 1904، لكنهم لم يصادقوا عليها إلا في عام 1914.
    3 ـ إمارة الأدارسة (1909ـ1930)*2 في تهامة وعسير وجيزان*3

    ثانياً: مقدمات الوحدة (جهود الأئمة الزيديين 1918ـ1934)

    تأسس الحكم الزيدي في اليمن عام 1510م، وقد استطاع بسط نفوذه على معظم أرجاء اليمن حتى عام 1839م، وكان يُجابه بعدة أشكال من الرفض القبائلي من قبل القبائل التي كانت تسعى الى نيل قدر أكبر على حساب السلطة المركزية.

    وفي عام 1918م سعى الإمام يحيى الى تحديث الدولة وجيشها ومؤسسات الأمن الأخرى، كما سعى لإنشاء المدارس، وقسم البلاد الى أقسام إدارية. وتطلع الى بسط نفوذه على كل أرجاء اليمن بما فيها عدن وما حولها، إلا أن الإنجليز استبقوا الإجراءات في كبح جماحه، فتحالفوا مع خصومه من الأدارسة الذين حرموا دولته من الموانئ، فوجد نفسه محاطاً بالأعداء.

    ومع وفاة محمد بن إدريس في عام 1923، تحرك الجيش اليمني لبسط نفوذه على إمارته، فعرض الأدارسة أن تبقى إمارتهم شبه مستقلة مقابل انضوائها داخل المملكة المتوكلية، فرفض الإمام يحيى هذا العرض، مما جعل الأدارسة يطلبون العون من ابن سعود الذي عقد معهم معاهدة في 21/10/1926، وهي المعاهدة التي لم يعترف بها الإمام يحيى. وفي 22/11/1930 ضم ابن سعود إمارة الأدارسة عنوة الى ممتلكاته التي أصبحت جزءا من المملكة العربية السعودية وقت إعلانها في 22/9/1932.

    وقد وقفت بريطانيا مع ابن سعود وأمدته في الذخيرة والسلاح والمدرعات، في حين حجزت شحنة أسلحة إيطالية كانت تضم 8000 بندقية مع ذخيرتها كانت قادمة الى المملكة المتوكلية التي كانت في حالة مناوشات مع السعوديين.

    وفي 19/5/1934، وبعد أن نصحت الحكومة البريطانية آل سعود بعدم المضي طويلاً في حربهم مع اليمن، عقدت اتفاقية الطائف التي أعطت لآل سعود حكم عسير وجيزان لمدة عشرين عاما من تاريخه على أن تراجع تلك الاتفاقية لتعديل الحدود قبل انتهاء المدة بستة أشهر وهو ما لم يتم حتى يومنا هذا*4

    لقد كان وراء قبول الإمام يحيى بتلك الاتفاقية، هو شعوره بعدم جدوى الصراع مع آل سعود وعدم إمكانية تحقيقه للنصر، وقد كانت اتصالات البريطانيين مع الإمام تحمل شكلين من التصرف، الترغيب في ترك الإمام يحيى وشأنه مقابل تركهم في عدن، وبين استخدام القوة عندما يتجه للتحالف مع آخرين كالإيطاليين. كما حدث في استخدام سلاح الجو البريطاني بقصف مواقع الجيش اليمني ومدنه.

    وهكذا فإن عام 1934، كان عاماً لهزيمة الدولة المتوكلية في توقيعها اتفاقيتين واحدة مع السعوديين تترك لهم إمارة الأدارسة لمدة عشرين عاما، وواحدة مع بريطانيا تسمح لهم بالبقاء بعدن مدة 40 عاما. ويعتبر عام 1934 عام توقف للطموحات اليمنية في التوحد.

    وقد أدرك اليمنيون أن ضعف قدرة البلاد وتركيبتها الاقتصادية والاجتماعية المتخلفة هي التي وقفت وراء ذلك. لذلك بدأت هناك حركة إصلاح وتغيير جذريين، كان من نتائجها إغتيال الإمام يحيى في 17/2/1948، فيما عرف بحركة العام 1948 الدستورية والتي لم تستمر سوى شهر واحد، إذ نجح ولي العهد (أحمد) باستعادة الحكم في 15/3/1948، واستمر في الحكم حتى وفاته في 19/9/1962، فخلفه ابنه الإمام (بدر) والذي لم يستمر حكمه سوى أسبوع حيث أطاح به انقلابٌ عسكري قاده العقيد (عبد الله السلال)*5 في 26/9/1962 والذي ألغى الإمامة في 28/9/1962، وأعلن النظام الجمهوري.

    يتبع



    هوامش
    *1ـ ولد الإمام يحيى بن حميد الدين عام 1869 وتولى الحكم بين 1904ـ 1948، وخلفه ابنه احمد بن يحيى (1948ـ 1962).
    *2ـ ينتسب الأدارسة الى أحمد بن إدريس (توفي عام 1837)، وهو متصوف مغربي قدم الى مكة ومكث فيها 30 عاما، ثم انتقل الى (صيبا) شرق جيزان وأسس هناك طريقة دينية، وفي عام 1876م ولد له حفيد يُدعى محمد علي الإدريسي، تلقى تعليمه في الأزهر، وبعد عودته نشط في تحويل حركته الدينية الى نهج سياسي، وبسط سلطته على تهامة وعسير بدءا من عام 1909، وفي عام 1914 أعلن تحالفه مع بريطانيا. وبعد وفاته عام 1923م نشب خلاف بين أفراد أسرته على الحكم، مما جعل ابن سعود يتدخل وبالتالي ضم المنطقة الى السعودية.
    *3ـ منصور الراوي/ دراسات في السكان والعمالة والهجرة في الوطن العربي/ بغداد/ منشورات وزارة التعليم العالي 1991 صفحة 401ـ402
    *4ـ محمد علي الشهاري/ طريق الثورة والوحدة اليمنية/ القاهرة: دار الهلال 1966، ص 45ـ46.
    *5ـ ولد عبد الله السلال في مديرية (سفان: محافظة صنعاء) عام 1917، سافر الى العراق في بعثة عسكرية عام 1936، وتخرج برتبة ملازم ثاني، اختارته حركة الضباط الأحرار قائداً لها في قيادة الانقلاب، وتمت الإطاحة به في 5/11/1967، توفي في 5/3/1994.

  2. #2

    رد: تجربة الوحدة اليمنية (دراسة تاريخية ـ سياسية)

    السلام عليكم
    نشكر لك نقل هذا التقرير الدقيق والمهم حول التجرية اليمنية ويرسل بريديا في النشرة القادمة بإذن الله
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: تجربة الوحدة اليمنية (دراسة تاريخية ـ سياسية)

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    شاكراً اهتمامكم بالمتابعة

  4. #4

    رد: تجربة الوحدة اليمنية (دراسة تاريخية ـ سياسية)

    ثالثاً: مراحل الوحدة

    المرحلة الأولى (1967ـ 1972)


    شكل قيام الوحدة اليمنية مطلباً شعبياً في كلا شطري اليمن، إلا أنه من الواجب القيام ببعض المهمات لانطلاق مسيرة الوحدة بصيغتها الرسمية، وتمثل ذلك بوجوب الانتهاء من تركة الماضي الثقيلة، والتي تمثلت بالحرب الأهلية التي نشبت بين الملكيين والجمهوريين في الشطر الشمالي في الفترة 1962ـ1970*1.

    في حين سعى الشطر الجنوبي الى تحقيق الاستقلال عن بريطانيا، وهو ما بثورة 14/10/1963، وتم تتويجه بإعلان الاستقلال في 30/11/1967، ثم تلت ذلك مرحلة من عدم الاستقرار بسبب الصراعات الداخلية في عدن، كما كان للحرب الأهلية في الشطر الشمالي انعكاساتها على الوضع في الشطر الجنوبي*2. ومع انتهاء عقد الستينات بدا وكأن الأمور تميل للاستقرار، وهو ما سمح بالانطلاق الرسمي للوحدة اليمنية*3

    يمكن القول أن شطري اليمن ورثا ظروفاً سياسية وفكرية واجتماعية مختلفة، بل ومتباينة، ففي الجنوب كان الانفتاح الفكري الذي رافق مرحلة الكفاح المسلح قد خلق وضعاً مختلفاً عن وضع الشطر الشمالي الذي كان منغلقاً ومتأثراً بعصر الإمامة، فبين فضاء ذهني من هذا النوع وفضاء ذهني متصف بالماركسية بون شاسع.

    ومع ذلك، فلم يكن أي من الشطرين صافياً في لونه ورؤيته، مما خلق وضعاً تخرج من كل شطر جيوب تقاتل معارضيها بالسلاح. وقد طرحت الجبهة القومية رؤيتها في وجوب تطوير الوضع في الشطر الشمالي ليكون متقاربا مع الوضع في الجنوب.

    أدت الخلافات في وجهات النظر الى نشوب حرب بين الشطرين في شباط/فبراير 1972، واستمرت معاركها حتى أيلول/سبتمبر 1972، حين نجحت الجامعة العربية في إيقاف الحرب بقرارها رقم 2961، والذي طالب باستئناف المسيرة من أجل الوحدة.

    المرحلة الثانية (1972ـ 1979)

    اجتمع وفدا الشطرين في القاهرة برئاسة كل من علي ناصر محمد*4 رئيس وزراء اليمن الجنوبي ومحسن أحمد العيني*5 رئيس وزراء اليمن الشمالي. وقبل التطرق الى اتفاقية القاهرة نشير بإيجاز، الى المشاريع التي تقدم بها كل طرف، فالمشروع اليمني الجنوبي: أكد وحدة الأرض والشعب، واعتبر فتح الحدود ووقف الأعمال العسكرية والحملات الإعلامية وإيجاد أرضية مشتركة للتعاون، ومقدمات أولية لتهيئة الظروف الملائمة لبناء دولة الوحدة، وتشكيل مجلس يمني أعلى يضم قادة الشطرين من أجل توحيد السياسات، وإنشاء لجان فنية لوضع آليات دستورية مشتركة.

    في حين طالب الشطر الشمالي بالإعلان الفوري للوحدة، وتشكيل لجان لدمج المؤسسات، وإعداد مسودة دستور مشترك لتصادق عليها السلطتان التشريعيتان، ثم يعرض على الشعب في استفتاء عام*6.

    ويلاحظ، أن المشروعين متباينان، فالجنوب يريد تهيئة الظروف لمعرفته بعدم التلاؤم الفكري بين الطرفين، والشمالي يريد وحدة فورية. ولكن هذا التباين لم يمنع الطرفين من توقيع اتفاقية القاهرة في 28/10/1972، والتي أنهت حالة الحرب، وتألفت من 15 مادة، جاء في المادة الرابعة ضرورة اجتماع رئيسا الشطرين بعد شهرين من توقيع الاتفاقية.

    وقد اجتمع كل من القاضي عبد الرحمن الإرياني*7 (عن اليمن الشمالي) و سالم ربيع علي*8 (عن اليمن الجنوبي) في طرابلس/ليبيا بحضور الرئيس القذافي وصدر بيان طرابلس في 28/11/1972وأهم ما جاء فيه:

    1ـ يقيم الشعب اليمني دولة واحدة وتسمى الجمهورية اليمنية.
    2ـ مدينة صنعاء، عاصمة الجمهورية اليمنية.
    3ـ الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.
    4ـ اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة.
    5ـ تهدف الدولة الى تحقيق الاشتراكية، مستلهمة من التراث الإسلامي وقيمه الإنسانية، وظروف المجتمع اليمني.
    6ـ الملكية الخاصة مصونة، ولا تنتزع إلا وفقا للقانون وبتعويض عادل.
    7ـ نظام الحكم في الجمهورية وطني ديمقراطي.
    8ـ ينشأ تنظيم سياسي موحد، يضم جميع فئات الشعب المنتجة وتشكل لجنة مشتركة لوضع النظام الأساسي لهذا التنظيم

    احتوى البيان على عبارات فضفاضة، لذلك تقدم كل من الطرفين بمقترحات تعكس قناعاته الأيديولوجية، فبين سالم ربيع علي صاحب الأفكار الشيوعية وبين القاضي الإرياني صاحب الطرق الدبلوماسية والخلفية الإسلامية بون شاسع، ومع ذلك استطاع الأخير بفضل لغته الرصينة ودبلوماسيته الفذة أن يصبغ البيان بصبغته.


    وقد علق عبد الفتاح إسماعيل*9 على البيان بقوله ( إن الوحدة اليمنية ليست شعارا للاستهلاك الداخلي، بل ضرورة تفرضها الأحداث التي مر بها شعبنا اليمني، لكن مفهومنا للوحدة يختلف عن مفاهيم الأنظمة الرجعية العربية، التي لا تأخذ في الحسبان مصالح شعوبها).

    ورغم الانتقادات فإن التواصل بين الطرفين استمر، ففي 15/2/1975 عقد رئيسا الشطرين: إبراهيم الحمدي*10 وسالم ربيع علي واتفقا على اتفاق لم يتم توقيعه بسبب اغتيال الحمدي قبل يوم من تاريخ التوقيع المتفق عليه.

    وفي فترة تولي المقدم حسين الغشمي*11 الحكم في اليمن الشمالي، بدأت العلاقات بالتحسن، لكنه اغتيل في 24/6/1978 بواسطة حقيبة مفخخة حملها أحد اليمنيين الجنوبيين، فساد التوتر في العلاقات بين البلدين لتبدأ حربٌ جديدة بينهما في شباط/فبراير 1979.

    يتبع


    هوامش (من تهميش الباحث)

    *1ـ تقسم الحرب الأهلية الى 3 مراحل، أولها (1962ـ1965) وتمثلت بتدخل السعودية لدعم الملكيين بمواجهة القوات الحكومية (الجمهورية) التي حظيت بدعم مصر والاتحاد السوفييتي والصين الشعبية. في حين تميزت المرحلة الثانية (1965ـ 1967) بالركود العسكري وبالمفاوضات ما بين المصريين والسعوديين، وانتهت المرحلة الثالثة (1967ـ 1970) بتوقيع اتفاقية صنعاء حزيران/يونيو 1970. للتفاصيل: أنظر ثورة 26 سبتمبر: دراسات وشهادات للتاريخ بمناسبة الذكرى الثلاثين لثورة سبتمبر ص(73ـ92).

    *2ـ أنظر: محمد عمر الحبشي/ اليمن الجنوبي: سياسيا واقتصاديا واجتماعياً منذ 1937 وحتى قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية/ ترجمة: الياس فرح وخليل أحمد خليل/بيروت: دار الطليعة 1968

    *3ـ عبد العزيز محمد الشعيبي/ الحياة السياسية اليمنية قبل الوحدة/ الجزيرة نت.
    *4ـ ولد علي ناصر محمد في أبين في 31/12/1939، وانضم الى حركة القوميين العرب وتولى منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي ومنصب رئيس مجلس الشعب الأعلى، أصبح رئيساً للوزراء في أكثر من فترة وتخلى عن المنصب في 14/2/1985، ثم أطيح به عقب أحداث 13/1/1986، ويقيم الآن في دمشق.

    *5ـ ولد محسن العيني في صنعاء في 30/10/1932، شغل منصب وزير خارجية اليمن في عام 1965، وأصبح رئيساً للوزراء عام 1967.

    *6ـ الكميم/ الوحدة اليمنية: دراسة سياسية في عوامل الاستقرار والتحديات/ صنعاء ـ جامعة صنعاء 1996/ ص 69ـ 70

    *7ـ القاضي عبد الرحمن الإرياني: ولد في حصن أريان بمدينة بريم عام 1910، أصبح رئيساً للجمهورية بعد الانقلاب الذي أطاح بعبد الله السلال في 5/11/1967، ساهم في جهود الوحدة، واستقال من رئاسة الجمهورية في 13/6/1974، رحل الى دمشق وتوفي فيها في 14/3/1988، ودفن في صنعاء.

    *8ـ سالم ربيع علي: شهرته (سالمين) من مواليد أبين في عام 1935، أصبح رئيساً لليمن الجنوبي عام 1969، اتهم بتدبير انقلاب عسكري فأعدم عام 1978.

    *9ـ عبد الفتاح إسماعيل: ولد عام 1939، وهو رئيس جمهورية اليمن الجنوبي بين عامي 1978ـ 1980، وهو منظر الحزب الاشتراكي، استقال من جميع مناصبه في نيسان/أبريل 1980، وعاش في المنفى ثم عاد الى عدن ليتم اغتياله في أحداث 1986.

    *10ـ إبراهيم الحمدي: ولد عام 1934، وهو الرئيس الثالث لليمن الشمالي بعد أن أطاح بانقلاب أبيض بالرئيس الإرياني في 13/6/1974، واغتيل في 11/11/1977.

    *11ـ المقدم حسين الغشمي: ولد في ضواحي صنعاء عام 1941، لعب دورا في الانقلاب الأبيض فسرعان ما ترقى في الجيش ليصبح في النهاية نائباً للرئيس الحمدي. ليتم اغتياله في مفخخة في 24/6/1978.

  5. #5

    رد: تجربة الوحدة اليمنية (دراسة تاريخية ـ سياسية)

    المرحلة الثالثة (1979ـ 1990)


    رافقت حالة الفوضى التي شهدتها العلاقات الثنائية بين الشطرين نقلةً نوعية تمثلت في تولي المقدم علي عبد الله صالح*1 رئاسة الجمهورية في الشطر الشمالي، بتاريخ 17/7/1978، فسعى لتوحيد الجبهة الداخلية عبر إقامة حوار مع الأطراف المعارضة بهدف دمجها في العملية السياسية ليضمن هدوءا داخلياً.

    وفيما يخص موضوع الوحدة اليمنية، فقد نجحت جامعة الدول العربية في احتواء الخلاف بين الشطرين، وعقد دورة استثنائية في الكويت من 4 ـ6/3/ 1979، تم من خلالها الاتفاق على إنهاء الأعمال الحربية، وسحب القوات ووقف النشاطات الإعلامية والدعائية العدائية بين الطرفين، وفتح الحدود بين البلدين أمام حركة الأفراد والبضائع، كما أوصت بعقد قمة بين رئيسي الشطرين لتنقية الأجواء.

    تم اللقاء بين الرئيسين علي عبد الله صالح و عبد الفتاح إسماعيل، في الكويت في الفترة بين 28ـ30/3/1979، وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على أن تقوم لجنة لصياغة الدستور خلال فترة أربعة شهور، ثم تقر الصيغة النهائية من قبل الرئيسين، فيتم الاستفتاء عليه وانتخاب سلطة تشريعية خلال 6 أشهر، واختتم البيان بالالتزام بكافة الاتفاقيات المبرمة سابقاً.

    أنهت اللجنة الدستورية صياغة مسودة الدستور في 30/12/1981، وكان مكوناً من ست أبواب و 136 مادة، وحمل الباب الأول عنوان (أسس الدولة) ويشمل الأسس السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدفاعية (المواد 1ـ25) وحمل الباب الثاني عنوان ( حقوق المواطن وواجبات المواطنين الأساسية) (المواد 26ـ39). أما الباب الثالث (تنظيم سلطة الدولة) فتطرق الى هيكلية وصلاحيات مجلس الرئاسة والوزراء والنواب وأجهزة السلطة المحلية ( المواد 40ـ 119) وهو من أكبر الأبواب. والباب الرابع (القضاء والإدعاء العام والنيابة العامة) (المواد 120ـ 125). وحدد الباب الخامس شعار الجمهورية وعلمها والنشيد الوطني (المواد 126ـ 128)، وأخيراً حدد الباب السادس قواعد سريان الدستور، وأصول تعديله وأحكام عامة انتقالية.

    عمل المجلس الأعلى

    استمر المجلس اليمني الأعلى بأعماله للتهيئة للوحدة، حتى جاءت أحداث 13/1/1986، وخروج الرئيس علي ناصر محمد من الشطر الجنوبي ومعه مجموعة من قيادات الحزب والدولة. وكان تصرف الرئيس علي عبد الله صالح حكيماً، إذ لزم الحياد، ودعا الى حل الخلافات وديا بين الأطراف المتنازعة من رفاق الأمس. وهو ما انعكس إيجابياً على تهيئة مناخ من الثقة ساهم بإعادة الحوار مع طرف ( علي سالم البيض)*2 الذي تسلم زمام الحكم في الشطر الجنوبي، من أجل إتمام اللمسات الأخيرة لمشروع الوحدة.

    ساهم الرئيسان في تعجيل خطوات الوحدة، وكانت أول الخطوات العملية في 4/5/1988، عندما تم السماح للمواطنين في الشطرين بالتنقل بين البلدين بالبطاقة الشخصية، وتم في 1/7/1988، إلغاء نقاط القوات على الحدود بين البلدين.

    تغيرات دولية واكبت الجهود من أجل الوحدة اليمنية

    واكبت الجهود النهائية في طريق الوحدة اليمنية، تغيرات دولية ملحوظة، خصوصاً ذلك التقارب الذي حدث بين القطبين السوفييتي والأمريكي، وتوجه الدول الشيوعية في الكتلة الشرقية للتخلص من أنظمتها الشمولية، وغيرها من الأحداث، مما جعل الأجواء في البلدين تتجه نحو جدية عالية في تحقيق التغير السلمي من أجل بناء دولة الوحدة.

    من هنا جاء اتفاق عدن التاريخي في 30/11/1989، بين قيادتي الشطرين، حيث تم التصديق على الدستور الذي تم إعداده منذ عام 1981، كما تم التوجه للاستفتاء عليه شعبياً، والمضي في الانتخابات التشريعية (للسلطة التشريعية الموحدة)، وتشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات، ودعوة جامعة الدول العربية لإرسال مندوبيها لمراقبة الانتخابات والتحولات.

    وبهذا تكون قمة عدن قد أعطت أكثر مما كان يُتوقع منها، حيث كان من بين الطروحات أن تتم الوحدة على الصيغة الكونفدرالية، فقد تجاوز الاتفاق هذا الطرح ليرتقي الى الوحدة الاندماجية الكاملة.

    عام 1990 عام الوحدة

    في الاجتماع الثاني للجنة التنظيم السياسي الموحد الذي عقد في عدن يوم 10/1/1990، تم إقرار مبدأ التعددية السياسية من خلال الموافقة على (البديل الثاني) الذي ينص على احتفاظ الحزب الاشتراكي (في الجنوب) وحزب المؤتمر الشعبي العام (في الشمال) باستقلاليتهما، وحق القوى السياسية في ممارسة نشاطاتها بكل حرية وفقاً للدستور في ظل اليمن الواحد.

    وفي اجتماع صنعاء يوم 22/1/1990، صدر عدد من القرارات في الجوانب الاقتصادية والمالية والإعلامية والثقافية والتربوية والتشريعية والشؤون الخارجية، والتمثيل الدبلوماسي والقنصلي والتصورات بشأن دمج الوزارات والمؤسسات والمصالح.

    اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية

    في يوم 22/5/1990، تم توقيع اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية، وتنظيم الفترة الانتقالية من قبل زعيمي الشطرين، وفيما يلي نص الاتفاق:

    (( تقوم بتاريخ الثاني والعشرين من أيار/مايو 1990 الموافق 27 شوال 1411هـ بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (شطري الوطن اليمني) وحدة اندماجية كاملة تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد هو (الجمهورية اليمنية) ويكون للجمهورية اليمنية سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة، بعد نفاذ هذا الاتفاق يُكَون مجلس رئاسة الجمهورية اليمنية لمدة الفترة الانتقالية ويتألف من خمسة أشخاص ينتخبون من بينهم في أول اجتماع لهم رئيساً ونائباً للرئيس، ويشكل مجلس الرئاسة عن طريق الانتخابات من قبل اجتماع مشترك لهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى، والمجلس الاستشاري، ويؤدي مجلس الرئاسة فور انتخابه جميع الاختصاصات المخولة لمجلس الرئاسة في الدستور)).

    تحدد فترة انتقالية لمدة سنتين وستة أشهر، ويتكون مجلس النواب خلال هذه الفترة من كامل أعضاء مجلس الشورى ومجلس الشعب الأعلى بالإضافة الى 31 عضواً يصدر بهم قرار من مجلس الرئاسة، ويمارس مجلس النواب كافة الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور عدا انتخاب مجلس الرئاسة وتعديل الدستور.

    يصدر مجلس الرئاسة في أول اجتماع له قرارا بتشكيل مجلس استشاري مكون من 45 عضواً، وتحدد مهام المجلس في نفس القرار.

    يكلف مجلس الرئاسة في أول اجتماع له فريقاً فنياً لتقديم تصور حول إعادة النظر في التقسيم الإداري للجمهورية اليمنية بما يكفل تعزيز الوحدة الوطنية وإزالة آثار التشطير وبناء على هذا الاتفاق تم إعادة تحقيق الوحدة وإعلان قيام الجمهورية اليمنية في الموعد المحدد، وتم اختيار الرئيس علي عبد الله صالح رئيساً لمجلس الرئاسة في الجمهورية اليمنية*3

    انتهى





    هوامش (من تهميش الباحث)

    *1ـ علي عبد الله صالح: من مواليد 1941 في ضواحي صنعاء، التحق بالجيش عام 1962 ساهم في نشاط كبير في حركة 13/6/1974 وعينه إبراهيم الحمدي رئيساً للأركان ثم نائباً له.

    *2ـ علي سالم البيض: ولد في حضرموت عام 1939، ونجا من الموت في أحداث 13/1/1986، وأصبح رئيسا للشطر الجنوبي، ثم نائباً للرئيس في دولة الوحدة، ثم عاد ليعلن نفسه رئيساً لليمن الجنوبي بعد محاولة الانفصال بين (21/5/1994 و 7/7/1994) عندما انهزمت قواته، فترك البلاد متوجهاً لعُمان.

    *3ـ لمزيد من التفاصيل انظر: صالح حسين الحاذق/ الوحدة اليمنية نواة الوحدة العربية الشاملة/عدن 1992/ صفحة 179ـ 184.

  6. #6

    رد: تجربة الوحدة اليمنية (دراسة تاريخية ـ سياسية)

    ونتابع معك استاذ عبد الغفور
    حمى الله يمننا السعيد كم نرثي لما يحصل هناك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. الكرد: دراسة سوسيولوجية و تاريخية – باسيلي نيكيتين
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-26-2013, 06:43 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-23-2013, 03:30 AM
  3. المصحف الشريف دراسة تاريخية فنية
    بواسطة د. محمد كالو في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-30-2011, 07:52 AM
  4. دراسة تاريخية تحصي 111 إمبراطورا وملكا في تاريخ ألمانيا
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-13-2008, 06:50 AM
  5. دراسة سياسية...الفرد والجماعة...و الدينامية السياسية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-17-2006, 03:11 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •