منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 34
  1. #11
    ثانياّ: رؤية إستراتيجية للتعلم

    نحن نريد مواطناّ له قلب وعقل وجسم ، يعيش فى مجتمع مع أناس مثله لهم نفس الثقافة ونفس اللغة ونفس العادات ونفس التقاليد، ويؤمنون بعقائد سماوية توحيدية لها نفس المصدر وهو الله وان اختلفوا فى تفسير الوحدانية. لذلك فالرؤية المستقبلية ترى الأهمية القسوى فى اخذ البعد الدينى والبعد الثقافى والبعد العلمى كأبعاد متكاملة لمنظومة التعليم المأمول. و إذا نظرنا الى التعليم كنظام يخرج لنا طلاب لهم صفات مطلوبة ، فما هى هذه المواصفات المستقبلية لخريج الجامعات والمدارس الذين نرغب ان نراهم؟ هذا السؤال يحتاج نقاشاّ طويلاّ مع كل فئات المجتمع لأنه المفتاح ولأنة مصدر من مصادر الخلاف الفكرى. ولنبدأ ببعض التصورات الممكن الإتفاق عليها.
    (1)
    الإنسان هو الأساس

    أساس التغيير هو الإنسان ، والتعليم السليم هو الذى يبنى الإنسان السليم. و عملية بناء الإنسان هى العنصر الجوهرى و حجر الزاوية لعلاج حالتنا ، و عملية البناء هذه لابد أن تأخذ حيزا أكبر من إهتمامنا ، إهتمام الأفراد و الأسر والمؤسسات و الدولة ، وأن لا يبخل عليها كل هؤلاء بفكر أو بمال أو جهد. والمؤسسات التعليمية و التربوية ، بأفكارها و مناهجها و طرقها و أساليبها فى الإدارة التعليمية ، والعاملين عليها هى من أهم المرتكزات المشاركة فى عملية بناء الإنسان. وإذا كان الإنسان هو الأساس ، فما هو تصورنا إذن لهذا الإنسان المطلوب؟

    نحن نريد أن نبنى و نعد إنسانا للأجيال القادمة ، والفكر الذى يبنى هذا الإنسان يحتاج إلى مراجعة ، والبرامج التى يعتمد عليها تحتاج إلى إعادة تصميم. والمناهج المرتبطة بالعمليات التعليمية و التربوية تحتاج إعادة صياغة وتخطيط. نحن نريد بناءّ و نمواّ و نماء يرتكز على قواعد أكثر صلابة ، و إلى وسائل أكثر علمية ، وإلى مناهج أكثر مرونة ، وإلى رؤية تستشرف المستقبل و تعتمد على منجزات العصر الفكرية و العلمية و التقنية. نحن نريد أن نطور أنفسنا عمليا لنستطيع أن نربط بين فكرتنا عن الإنسان ، وبين نتائج الأبحاث و الدراسات فى مجالات التعلم و الإدراك والاتصال و المعلومات و طرق التفكير السليم و طرق البحث . ونربط أيضاّ بين فكرنا الإصلاحى و بين ما سبق من برامج التعليم ومشروعات التنمية ، خططا و تنفيذا. فإذا اتفقنا على هذا الهدف ، فلابد لنا من مراجعة شاملة لكل العملية التعليمية من أجل إنسان الجيل القادم ، الإنسان الذى نأمل أن يتحمل مسئوليته كاملة و يأخذ مكانه للدفاع عن هويتنا و حضارتنا و ثقافتنا و لغتنا ، ويستطيع أن يواجه مشاكلنا بما يتطلبه العصر القادم.

    عملية بناء الإنسان هى عملية طويلة و صعبة ، تحتاج صبرا و مثابرة ، تحتاج إيمانا بها و معاناة من أجلها ، تحتاج تعاونا وتكاتفا و تأييدا و مؤازرة من الجميع، تحتاج عملا مخططا منظما ، تحتاج خطوات عملية متسقة ،كل منها له هدفاّ محدداّ و دورا فى إنجاز مرحلته التعليمية ليؤدى إلى مرحلة أعلى و مستوى أفضل للإنسان. و هذه العملية التعليمية تحتاج قبل كل ذلك و بعده إلى رؤية ، إلى فلسفة تعليمية ، إلى تصور محدد للإنسان ، لهذا الخليفة الذى خلقه الله ليحمل الأمانة والذى نريد أن نؤهله ليصبح إنسانا فى علاقته مع الكون ومع نفسه و مع أخيه الإنسان. هذا هو إذن لب العملية التعليمية و التربوية التى من المفروض أن تقوم بها المؤسسات التعليمية بمساندة من كل مؤسسات الدولة و بمساعدة من الأسر. فإذا وضح الهدف و أخلص معظمنا للعمل له ، فإننا نأمل كل خير بعون الله. و إذا تأملنا ما سبق فإننا نجد أنفسنا وجها لوجه أمام مشكلة المشاكل فى أمتنا ، مشكلة التعليم و مناهجه ، والتي نعانى منها ونكتب كثيرا عنها و نشتكى و نلف و ندور حولها بحثا عن مخرج.


    (يتبع)

  2. #12
    (2)
    بحثا عن فكرة جديدة

    هناك ثلاثة أنواع من الأفكار يطرحها الإنسان من أجل التغيير و التى تربط بين مفهوم التغيير وكيف نحققه على الواقع ، وتربط بين المشاكل و علاجها ، وبين النظرية و التطبيق. النوع الأول هو الأفكار التي تعمد إلى التحسين البسيط والمستمر لتفاصيل العملية التعليمية دون الإهتمام بالشكل العام والشامل للتعليم و أهدافه. والنوع الثانى من الأفكار هو الأفكار التطورية ، فهى تسير فى إتجاه التطور الناتج من تراكم الخبرات التعليمية و الإجراءات التحسينية لفترات طويلة من الزمن. أما النوع الأخير من الأفكار فهى الأفكار الثورية ، وهى الأفكار التى تبدل الأساس القديم و تغيره .

    وفى مجال التعليم مررنا بالأفكار التحسينية و الأفكار التطورية ، و عشنا معها عشرات السنين ، ومع ذلك مازلنا نشكو من التعليم و مخرجاته ، و لم نستفد من خبرتنا فى التحسن و التطور فى أفكارنا التعليمية ، ولم نجرب بعد الأفكار الثورية. وربما يكون وضعنا الحالى يرجح حاجتنا إلى فكر ثورى جديد يغير الأساس التعليمى ، فكر يربط النظرية بالعمل ، فكر يدرس حدوده و إمكانية تنفيذه قبل المناداة بتطبيقه . نحن نحتاج مشروعا تعليميا مبنيا على هذا الفكر ، مشروعا قوميا قابلا للتنفيذ ، و يجد من يقف وراءه ويؤيده ، مشروعا ليس طرحا فقط لمنتجات العصر من أسماء أجهزة ، ومصطلحات ، وكلمات رنانة.

    مجرد عرض الأفكار و إلقاء الكلمات عن ثورة المعرفة ، والإتصالات و المعلومات ، والحاسب أو الحاسوب الآلي ، وشبكة الإنترنت ، وغيرها ، لن يؤدى إلى عائد مجز ما لم يترجم إلى خطه عمل متكاملة . وليس تكرار الكلام حول الإبداع والحداثة وما بعد الحداثة، والتقدم والعلم والتكنولوجيا ، والعلمانية والعولمة و القرن الواحد والعشرين…، و غيرها من كلمات ظريفة ، ليس هذا الإستعمال الكلامى هو الذي يحل مشاكل التربية و التعليم ، وليس هو الذى سيطور المناهج ويرتقى بمؤسسات التعليم ، ولكنه يدل على إننا عندنا مثقفين على وعى محمود بإنتاج الغرب الفكرى وينقلوه كتباّ ومقالات . ولكننا نريد أن نستفيد من هذه الثقافة و هذا الفكر و تلك الكلمات والمصطلحات ونوظفها فى التخطيط لمشروع قومى للتعليم ، يثوره و يؤهل القائمين عليه لقبوله وإداراته ، ويخرج لنا طالبا له عقل و قلب و ساعد. عقل يفكر و يخطط ، وقلب يحب و يشعر و يشتاق و يحلم فيدفع و يحفز ، وأخيرا ساعدا...قوة أو عضلات تعمل و تنفذ ، وتدافع وتصد و تحمى.

    علينا إذن أن نفكر من جديد ونتأمل ونناقش مفاهيمنا الأساسية حول التعليم فى ضوء منجزات عصر الطب و الهندسة ، وعلينا أن نستفيد بما حققاه (الطب و الهندسة) من ربط النظرية بالتطبيق ، وبعد ذلك نعيد بلوره مفاهيمنا التعليمية فى إطار التغيرات الحادثة فى مجالات النظريات العلمية الخاصة بالتعلم والإدراك والمعلومات والإتصالات وعلوم الحاسب الإلكتروني ، ثم نصب كل ذلك فى مشروع ثورى للتعليم. و نحن هنا فى أشد الحاجة للتأييد والتشجيع والمؤازرة من المفكرين والتربويين ، ومن أولياء الأمور والطلاب.


    (يتبع)

  3. #13
    (3)
    إطار عام للمشروع الجديد

    سنعرض هنا للإطار العام لمشروعنا التعليمى. وأول شئ نبدأ به هو رؤيتنا المستقبلية لدور التعليم ، وهذه الرؤية تستمد من عقيدة فى الحياة ، تصور لنا دور الإنسان فى هذا الكون ، وحياته على هذه الأرض . ويأتى بعد ذلك بلورة هذه الرؤية فى مجموعة من الأهداف التى توجه الإنسان فى بناء علاقاته مع نفسه و مع بنى الإنسان ثم علاقاته مع عالمى الأفكار والأشياء. ومن هنا نصمم النظام التعليمي ليحقق ما يستطيع من الأهداف المأمولة. والخطوة التالية هى اختيار الجسور والقنوات والشبكات التى تحول الأهداف إلى خطة عمل فى شكل مراحل تعليمية. فإذا انتهينا من ذلك ندخل فى المرحلة التالية وهى وضع المنهج للمراحل التعليمية المرتبطة بالطالب ، وأيضا وضع منهج لإعداد الذين سيقومون بالتنفيذ من إدارة ومدرسين و مربيين وتقدير المطلوب من مبانى و أجهزة و غيرها. وتبقى بعد ذلك بعض الأمور ، منها دراسة الجدوى لهذا المشروع ، اقتصاديا و تنمويا و حضاريا ، ومنها دراسة المعوقات لهذا المشروع وكيفية التغلب عليها والتوقعات المحتملة لمخرجات هذا البرنامج التعليمى. والخطوة الأخيرة هى وضع جدول محدد لخطوات التنفيذ ، وهذا كله لن ينجح دون دعوة الناس إلى هذا الإقتراح وإقتناعهم به. وفى الفقرات التالية سأعرض لرؤيتنا المستقبلية لدور التعليم وبلورة هذه الرؤية فى مجموعة من الأهداف ، ثم أعرض أخيرا للمشروع التعليمي الجديد ، أما الباقى فسوف أكمله إذا لاقى هذا المشروع القبول.

    (يتبع)

  4. #14
    (4)
    من هنا نبدأ

    الإنسان :نعتقد أن الله قد خلق الإنسان بقدرات كامنة ضخمة تؤهله ليكون خليفته على الأرض ويحمل الأمانة، وأن هذه الأمانة لها مسؤليتها وتبعاتها التى تحفز الإنسان على أن يشحذ مهاراته لتحقيق مهمة الخلافة ، ويالها من مهمة شاقة تحتاج عمل الفرد فى تناسق مع عمل الجماعة . وهذا العمل يستوجب فهم الإنسان لنفسه ولأخيه وللكون حوله ، ويستوجب تنمية قدرات الإتصال والتفاهم والحوار من أجل التعاون لحل مشاكل الإنسان على الأرض فى عمل جماعى ينسق القدرات الفردية الكثيرة والمتنوعة لإنجاز أعمال كبيرة لا يستطيع الإنسان بمفرده أن يقوم بها.إذن نحن بحاجة إلى التنسيق بين قدرات الإنسان المختلفة : الفهم ، الإدراك ،التواصل ،العمل من أجل فهم النفس والكون ، والتعاون لحل مشاكل الإنسان فى الحياة والاستعداد لما بعدها. وهذا التصور لدور الإنسان هو ما نريد أن نستثمره فى نظام التعليم. لذلك نرى إن المستقبل يحتاج منا أن نطور قدرات و قوى الإنسان للترقى الحضارى والإنتقال من الحضارة الأرضية إلى الحضارة الشمسية ثم إلى الحضارة الكونية. وللتعليم دوره فى هذا التطوير عن طريق استعمال آخر ما وصلت إليه الإنسانية من مفاهيم ومنجزات تعتمد على التعامل مع المعلومات كشفا و إستقبالا و معالجة و تخزينا ثم اختيارا فسلوكا و إرسالا. هذا هو التصور لما نريده فى إنسان المستقبل. ومفاتيح هذا التصور هى الكلمات التالية : قدرات و قوى الإنسان ؛ الحضارة الأرضية و الحضارة الكونية ثم المعلومات والتعامل معها بمختلف صورها و مصادرها .

    قدرات و قوى الإنسان : هناك ثلاث قدرات أساسية للإنسان ، أولها قدراته العضلية أو الجسمية ، ثانيها قدراته المالية أو الاقتصادية أي الثروة ، و ثالثها قدراته المعرفية وهى تضم الإمكانات التأملية والروحية والعقلية وكل هذه متصلة أشد الاتصال بما تستقبله كل الحواس من معلومات وما يبنى عليها من عقائد و تصورات و نظريات. وتاريخ حياة الإنسان على الأرض سجل حافل باستعمال هذه القدرات من أجل سيطرة وتحكم الإنسان فى نفسه وفى غيره ويضا فى محيطه.

    الحضارات : أول نوع من الحضارات هي الحضارة الأرضية ، و هي الحضارة التي يستطيع الإنسان أن يحققها على الأرض باستعمال قدراته و قواه للتحكم و السيطرة على موارد و طاقات الأرض ليحل مشاكل الإنسان ويحقق خلافته . والإنسان لم يصل بعد إلى هذه الحضارة . وثانى نوع من الحضارات هي الحضارة الشمسية وثالث نوع من الحضارات هي الحضارة المجرية ( مجرة درب التبان). فكرة الحضارات الأرضية والشمسية والمجرية ( من مجرة ) هى فكرة طرحها أحد علماء الفلك. فعندما تكتمل الحضارة الأرضية ( إذا أمكن هذا فى حياة الإنسانية) وعندما تقل موارد الأرض ويزداد عدد السكان بحيث لا تحتملة الأرض ، فسينطلق الإنسان إلى المجموعة الشمسية للإستفادة من موارها، فإذا إستفاد من مواردها كاملةّ كانت هذه هى الحضارة الشمسية، وإذا لم تكفية موارد المجموعة الشمسية فإنة ينتقل إلى غزو المجرة القريبة منه وهى مجرة درب التبان للإستفادة منها وعندما يقدر على ذلك تكون هذه هى الحضارة المجرية.

    المعلومات : والمعلومات هنا تعنى ما يستقبله الإنسان عن طريق حواسه من أصوات و إشارات و صور وكلمات ، وما تتضمنه من تصورات و أفكار و نظريات .والمعلومات من هذا المنطلق تمثل أكبر مصادر قوة الإنسان فى وقتنا المعاصر.

    هذه هى الرؤية التى نرغب ونريد أن نبنى الإنسان من أجلها وبأدوات عصرنا. إنسان يتمتع بالصحة الروحية والصحة النفسية والصحة العقلية و الصحة البدنية.


    (يتبع)

  5. #15
    (5)
    بعض المرتكزات للمشروع التعليمي الجديد

    أعتمدت على الأتي في تصوري حول المشروع التعليمي الجديد:

    1) التطور المعلوماتى للإنسانية سار في اتجاه مماثل لما هو مقترح في المشروع الجديد وتقريبا بنفس التدرج من وجود لغة للتفاهم ولنقل المعلومات ، وجمع المعطيات والتعرف على المحيط.

    2) تطور معارف الإنسان المكتسبة سار في اتجاه مماثل لما هو مقترح في المشروع الجديد وتقريبا بنفس التدرج حيث بدأ الإنسان من المعلومات المباشرة والبسيطة المرتبطة بالأشياء المحسوسة وانتهى إلى الأفكار والمفاهيم غير المادية وتكوين العادات والتقاليد مع تراكم الخبرات ، ثم مرحله التجريد ووضع النظريات والقوانين.

    3) التطور الحادث في الفكر العلمي والنظريات العلمية سار في اتجاه مماثل لما هو مقترح في المشروع الجديد وتقريبا بنفس التدرج حيث بدأ بالأفكار البسيطة والمباشرة المعتمدة على الملاحظة العادية ثم أكتمل من خلال تطوير الأدوات المعرفية من إبتكار أجهزة تزيد من قوة حواس الإنسان, ومن تحليل وتركيب و تصميم تجارب للتأكد من صحة المعارف ، ومن استخدام الاستنباط والاستقراء للوصول لنتائج جديدة والتحقق من صحتها. وتاريخ العلم وفلسفته هو خير دليل على ذلك.

    4) خبرتنا بنظم التعليم السائدة ، وبنوعيه وكفاءة الطلاب المتخرجين ، تدل على أن العديد من المتخرجين لم يعودوا يخرجوا من العملية التعليمية بمهارات مفيدة للتعامل مع مجتمعهم ، رغم طول مدة الدراسة (12 عاما) ، ورغم ضخامة التكاليف فمعظم الطلاب يتعلمون حفظا ومع ذلك لا يتذكرون ما درسوه بعد مدة قصيرة من تخرجهم.

    5) الإنسان مخلوق اجتماعي بفطرته ويقضى وقتا طويلا في الإتصال مع الآخرين. إذن اللغة عنصر أساسي لحياته فوجوده وتعاونه مع إخوانه معتمدا لدرجة كبيرة على إتصاله وتواصله وحواره وكلامه مع محيطه ، ولذلك كان تعليم الإنسان الأدوات اللازمة للتعامل مع الآخرين (اللغة والمعلومات) من أهم عناصر المشروع التعليمي.

    6) ما نتوقعه مستقبلا من مشاكل صعبه ومعقده ، تحتاج عملا جماعيا، يحتم تدريب الأجيال القادمة على طرق التعامل مع المعلومات ومعالجتها من خلال التعاون وتقسيم العمل والإستفادة من المهارات المختلفة لفريق العمل من أجل حلول علميه متكاملة ، فالبرنامج التعليمي الجديد هدفه تأهيل الجيل القادم ليتعامل مع مشاكله بروح الفريق وبكفاءة عالية. وهذا يوضح دور التعليم فى الإعداد للحياة الإجتماعية والعملية وسوق العمل .

    7) من البديهيان أو المسلمات إن هناك علاقات وثيقة بين اللغة و المعرفة و التواصل و التماسك الاجتماعي. وقد أثبتت الخبرات والدراسات والتجارب أن تدريس لغة الأم أولا دون مشاركة من لغات أخرى ، في المراحل الأولى للتعليم ، هو الأساس المتين لبناء شخصية متكاملة دون تشتت عقلي و اختلاط ثقافي وقيمي. أيضا فان إجادة لغة الأم هي مقدمة ضرورية لإجادة اللغات الأخرى. وقد عمدت كثير من الدول إلى التركيز على تعليم اللغة الأم في المراحل التعليمية الأولى لقناعتها بأهمية ذلك للانتماء إلى ثقافة الوطن الأم ( الأنجلوسكسونية ، الفرانكوفونية ، الأمريكية ، العبرية ،والصينية). ورأت بعض الدول الإستعمارية أن من أفضل الطرق للتحكم في الدول ، وبذر الشقاق والخلافات و إضعاف الإنتماء هو إلغاء اللغة الوطنية وزرع لغة المستعمر( مثال ذلك هو فرنسا مع مستعمراتها السابقة ، وما يجرى إنتشاره حالياّ فى الوطن العربى من محاكاة اللغة الإنجليزية ). ومن هنا لابد من إعادة النظر في درجة الاهتمام بتعليم اللغة العربية وبذل الجهد لتحسين طرق تعليمها و الكتب التي تستخدم لذلك.

    8) هناك تقدم علمي كبير في مجال دراسة الإدراك وعلاقته بالمعرفة (cognitive science ) وفى مجال الذكاء الصناعي (artificial intelligence ) ويمكن استخدام نتائج هذه الدراسات في تصميم المنهج الجديد.

    9) أيضا ثورة المعلومات والاتصالات المتفجرة حاليا هي من أفضل الوسائل التي يمكننا الاستفادة من أسسها وحقائقها في التنظير والتخطيط للبرنامج التعليمي الجديد.


    (يتبع)

  6. #16
    (6)
    التوقعات

    من المتوقع أن تنتج العملية التعليمية طالبا يجمع بين النظري والعملي قادرا على تطبيق معرفته لحل مشاكل حياته ومجتمعه ، طالبا له الصفات آلاتية:

    القدرة على تأسيس العملي على النظري.
    المرونة في التعامل مع مشاكل مجتمعه.
    القدرة على أن يعلم نفسه بنفسه.
    القدرة على التعامل مع المعلومات في حل المشاكل.
    القدرة على التذوق الأدبي.
    القدرة على النقد الموضوعي.
    القدرة على التعبير و التواصل.
    القدرة على الإبداع والإبتكار.
    القدرة على التفكير الإيجابىوالنقدى والإبتكارى.
    الإعتراف بالأخر وأهمية وجوده لإثراء مفهوم التنوع البشرى.

    وكل هذا ممكن أن يؤدى إلى:

    أنسان له قلب وعقل وساعد ( أى ذراع وعضلات).
    تقليل عدد الملتحقين بالجامعة دون عائد إنساني أو اقتصادي.
    القدرة على تنظيم الوقت والإستفادة من طاقة الإنسان فى بناء المجتمع.
    التوازن بين الفردية والجماعية.
    القدرة على العمل الجماعى.
    ترشيد الاستهلاك.
    الوصول إلى مجتمع منتج.
    إستنبات قدرات الإبداع والابتكار لأبناء الوطن.

    أليس كل هذا يصب فى مفهوم التنمية البشرية؟



    *************

    وهذه كانت أخر نقطة فى:

    ثانياّ: رؤية إستراتيجية للتعلم

    وإلى لقاء قادم نبدأ به

    ثالثاّ: رؤية غير مألوفة للتعليم العام


    (يتبع)

  7. #17
    رؤية إستراتيجية للتعلم..
    هذا البند مهم جدا اراه هنا دكتور

    ما التوقعات فاظن انها تريد ادوات ودعما كبيرا
    وانتم اعرف
    كل الشكر استاذنا لجهدك الكبير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #18
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    رؤية إستراتيجية للتعلم..
    هذا البند مهم جدا اراه هنا دكتور

    ما التوقعات فاظن انها تريد ادوات ودعما كبيرا
    وانتم اعرف
    كل الشكر استاذنا لجهدك الكبير
    العزيزة الفاضلة الأستاذة ريمه

    أشكر لك هذا التعليق

    هناك 3 عناصر مهمة للإصلاح والتغيير فى عالمنا العربى وهى:

    1- النظام التعليمى
    2- التربية الأُسرية السليمة للأبناء
    3- منظومة الإعلام من تلفزيون و فضائيات و صحف و...

    و طبعا لن أتكلم عن مسئولية الدولة و أنظمتها الأساسية فى هذا المجال ، ولكن أتكلم عن مسئولية جماعية لكل مهتم من المواطنين ليلعب دورا فيما يقدر عليه ، وابسط شىء يمكن ان يقوم به المواطن هو زيادة الوعى بأهمية التغيير لهذه العناصر.

    و أى مشروع لتغيير التعليم يحتاج حوالى 15-20 عاماً ليعطى ثماراً ، والأمل أن نجد من يتبنى مشروعاً لتغيير التعليم

    و محاولتى هنا هى محاولة لوضع مشروعاً مستقبلياً للتعليم لأمتنا العربية

    فإنتظرى باقى أجزاء المشروع ، فلازلنا فى ثانياً...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    وتحياتى

  9. #19
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ثالثاّ: رؤية غير مألوفة للتعليم العام

    (1)
    المشروع التعليمي العام الجديد


    يهدف هذا المشروع إلى تدريب الطالب وصقل مهاراته للتعامل مع المعلومات، ثم تطوير معلوماته حتى تصبح معرفة ثم علماّ. وتدريب الطالب على ربط العلم بالعمل من خلال تطبيقه لأدوات المعرفة على مشاكله ليحلها ويتأكد من صلاحية الحل ثم يضع خطوات لتنفيذ الحل. وهذه هى العناصر بقليل من التفصيل :

    المعلومات استقبالا : وهنا يجب تدريب الطالب على تمييز مصادر المعلومات و تصنيف أشكالها وتدريب الحواس على إستقبالها، و تدريب الطالب على تمييز و إستعمال الأجهزة التي تزيد قدراته لإستقبال المعلومات.

    المعلومات معالجة: تدريب الطالب على وصف ما تستقبله حواسه و تصنيفها ، ثم التدرج به في مراحل الإستيعاب المختلفة من تكوين مدركات أولية بسيطة منفصلة ثم محاولة تجميع المفردات المعرفية إلى أفكار ، وبعد ذلك إلى نظريات ، والتدريب على التحقق من مصداقية النظريات البسيطة. وتأتى بعد ذلك مرحلة التدرب على التجريد والربط بين الأفكار والتصورات والنظريات الأكثر عمومية.

    في هذه المرحلة يتم شحذ مهارات الطالب الخاصة بأدوات المعرفة من تحليل وتركيب واستقراء واستنباط واستنتاج. ويتعلم الطالب أساسيات تفسير الظواهر والنصوص والجمل اللغوية من خلال أمثلة بسيطة. وأيضا يتعلم الطالب كيف يختار المعلومات المناسبة من كم هائل من المعلومات. ويدرب على أخذ القرارات بناء على المعلومات و السلوك بناء على القرارات. وهناك الكثير جدا من نشاطات الحياة العادية ومجالاتها التي يمكن الإستفادة منها هنا لتطبيق ما يتعلمه الطالب مثلاّ فى السوق ومشاهدة ما يجرى فيه عرضا و اختيارا و بيعا وشراء ، ومن الأسرة والتعامل مع أفرادها ، ومن المدرسة ، ومن وسائل الإعلام ، ومن الرحلات ، ومن المسجد ، ومن ملاحظة الأرض والسماء. من خلال كل هذا ، ومن خلال إبتكار المئات من الأنشطة التعليمية ، يستطيع الطالب أن يشعر بالإرتباط بين الأفكار والمشاهدات وما في الكتب وما يجرى بين الناس من تدافع تسير به الحياة. سوف يتعلم الطالب الرؤية المتعددة الأبعاد ويكتسب القدرة على النقد و يطور قدرات التذوق الفني والأدبي ويقوم بكل ذلك من خلال أنشطه متنوعة تشترك فيها قدراته البدنية والعقلية و حسه الإجتماعي. وسيعمل كل ذلك على تعويد الطالب على الربط بين الفكر والعمل.

    المعلومات حفظا و تخزينا : سوف يدرب الطالب على إستخدام الذاكرة و الأوراق والأجهزة المناسبة لتخزين وإستعادة المعلومات بكفاءة عالية لا ترهق ذهنه ، فيوزع المعلومات المناسبة في المخازن المناسبة. ويستطيع الطالب أن يميز بين الخاص والعام ، و بين المقيد والمطلق ، والمجمل والمفصل ، وبين القواعد و النظريات ، والمفاهيم والقوانين ، والمقاصد والأهداف فيحفظ ما له الأولوية ويعرف كيف يسترجع ما يريد من تفاصيل أو معطيات.

    المعلومات إرسالا : يتدرب الطالب على الطرق المختلفة لتمثيل و نقل المعلومات عن طرق الرسم والحوار والنقاش والكتابة والخطابة و عن طريق الإشارة والحركة، نحن هنا فى مجال حيوى جداّ للإنسان وهو مجال الإتصال والتواصل.

    المعلومات إستعمالا : يتدرب الطالب على استعمال المعلومات من حيث المحتوى والتوقيت و من حيث الإيجاز أو الإطناب و عن طريق استخدام الوسائل المناسبة من أجل أخذ قرار أو كسب موقف أو لزيادة ثروة أو للسيطرة والتحكم أو لعلاج مشكلة أو غيرها من الإستعمالات المتعددة للمعلومات.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #20
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    (2)
    مراحل نظام التعليم الجديد


    بناء على ما سبق نقترح إلغاء النظام الحالي للتعليم بمراحله الثلاثة ، الإبتدائي والإعدادي و الثانوي وفيه يقضى الطالب اثنتي عشرة سنة ، ونستبدل نظاما آخر به. النظام الجديد يتكون أيضا من ثلاثة مراحل بحيث تتلاءم كل مرحلة مع مستوى الإدراك الطبيعي للطالب في الفترة العمرية المقترحة ، و هذه ممكن معرفتها من الدراسات النفسية الخاصة بالإدراك في علم النفس ، و ستقسم المراحل بناء على مقدرة الطالب على التعامل مع المعلومات إلى المراحل التالية. المرحلة الأولى هي مرحلة التآلف مع المعلومات ، و المرحلة الثانية هي مرحلة انتقالية لتحديد المجال المناسب للطالب للتعامل مع المعلومات ، أما المرحلة الأخيرة فهي للإستقرار والتركيز والتمرن على مجال المعلومات الذي يرغب فيه الطالب لإكمال طريقة بعد ذلك ، إما عملا أو استمرارا في الدراسة . وكإقتراح أولى سنقسم المراحل إلى مرحلة مدتها سبع سنوات ومرحلتين مدة كل منهما ثلاث سنوات، آخذين في الإعتبار إمكانية إضافة مرحلة الروضة إلى هذه المراحل وإعدادها لتتسق مع المراحل التالية.

    المرحلة الأولى : في هذه المرحلة سيتعرف الطالب على المعلومات بأشكالها و مصادرها المتعددة و يتدرب على التعامل معها إستقبالا و إرسالا ، وفيها يتم بتدرج التدرب على مهارات الرسم والكلام ثم القراءة والكتابة . ويكون أكثر وقت الطالب مشغولا بأنشطة متنوعة تعمد إلى تدريبه من خلال وسائط معلوماتية متعددة. ويتعلم الطالب أن يقرأ كثيراّ و يسمع كثيراّ ، و تنتهي هذه المرحلة وللطالب كفاءة عالية في السماع و الكلام من حيث الإلقاء و الحوار والنقاش ، و القراءة والكتابة من حيث السرعة و تنوع الموضوعات و زيادة في عدد الكتب إستيعاباّ و عرضاّ و تلخيصاّ .

    المرحلة الثانية : في هذه المرحلة يتدرب الطالب على المعالجات البسيطة للمعلومات ، وفيها أيضا يمكن إكتشاف إتجاهات الطالب تجاه المعلومات إستقبالا و إرسالا و حفظا و تخزينا و معالجة.

    المرحلة الثالثة : فى هذه المرحلة يتدرب الطالب على تطوير أدواته المختلفة للتعامل مع المعلومات ، ويركز على المهارات المفضلة للطالب. ويتم تدريب الطالب على تطبيق مهاراته في المجالات التخصصية التي يفضلها الطالب والتي يرغب أن يعمل فيها أو يكمل دراسته فيها مثل : الآداب ، التذوق و النقد الفني ، الرياضيات ، اللغات ، الحاسب الآلي ، الفيزياء ، الكيمياء ، الإدارة ، التجارة ، التاريخ ، الجغرافيا ، الفلسفة و غيرها .المقررات المستخدمة سوف تعمد إلى تعليم الطالب من خلال الانتقال من السهل إلى المعقد ، ومن البسيط إلى المركب ، ومن المعلوم إلى المجهول ، و تدريبه على اكتشاف الانتظام من عدمه ، وعلى اكتشاف القوانين ، وعلى الإستنباط السليم والاستقراء. بالإضافة إلى ذلك محاولة تدريبه على إستعمال الحدس وعلى تصميم و إجراء التجارب وتحليل نتائجها و إستعمال الطرق العلمية فى حل المشاكل .ويدرب أيضا على التعميم والتخصيص ، وعلى الإختيار بين البدائل ، وعلى إختيار المعلومات التي يحتاجها من بين كم هائل من المعلومات ( assimilation mining, data fusion) ، وعلى أخذ القرار بناء على دراسة الأولويات و البدائل والمكسب والخسارة . ومن أهم المهارات المطلوبة هي إجادة قراءة نص مكتوب و تفسير الجمل والعبارات ، والتذوق الأدبي .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل كتاب مشروع رؤية جديدة للفكر الغربي في العصر الوسيط
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-25-2016, 02:42 AM
  2. تقسيم مصر والعالم العربي: رؤية صادمة
    بواسطة أ . د . محمد جمال صقر في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-02-2014, 12:49 PM
  3. مطبات مستقبلية فى موظفى الحكومة المصرية
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-18-2012, 10:27 PM
  4. ظاهرة الإعلام الجديد (فيس بوك – تويتر – يوتيوب) رؤية مستقبلية
    بواسطة الحلم القاتل في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-25-2011, 06:39 PM
  5. رؤية فرنسية في النحو العربي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ركن اللغة الفرنسية .
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-21-2010, 04:19 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •