-
أخي الأستاذ العروضي الكبير الأستاذ غالب الغول , أشكرك على سعة صدرك , وعلى إجاباتك الواضحة والصريحة , وتحليلك للمواقف الشجاعة , سواء أكانت عروضية أو كانت نقداً عاما لما يعانيه الشعر والعروض , ولي الآن سؤالاً أرجو توضيحه لو تكرمتم :
من أين يبدأ العروض , وإلى أين وصل , وما فائدة اتساع دائرة البحث ما دام العروض الذي بين أيدينا لم نستوعبه لغاية الآن ,
شكراً
-
أسألك أستاذ غالب هذا السؤال :
لماذا علماء العروض يعقدون هذا العلم حتى بدأ طالبوه بالنفور والابتعاد عنه ؟ وهل الأرقام تسد مسد التفاعيل ؟
-
يسأل الأستاذ خالد جابر هذا السؤال:
من أين يبدأ العروض , وإلى أين وصل , وما فائدة اتساع دائرة البحث ما دام العروض الذي بين أيدينا لم نستوعبه لغاية الآن ,
شكراً أخي الأستاذ خالد جابر , المشرف لقسم العروض وقسم الشعر .
الإجابة :
بدأ علم العروض بتحديد الأسباب والأوتاد والفواصل , ومن هذه تشكلت التفاعيل التي هي المقياس الحقيقي لسير البحر الشعري, بل هي الوحدات الإيقاعية التي يلتزم بها الشاعر في كل أبيات القصيدة , ولا يحيد عنها تحاشياً لخلل وزني يسبب اضطراباً في الإيقاع الشعري الموسيقي . وبداية دراسة التفاعيل لا بد أن يمر الدارس على بعض التحولات التي تطرأ على التفعيلة وتسمى عروضياً ( الزحاف ) مثال ذلك , يمكن أن يستغني الشاعر عن أصل التفعيلة ( فاعلاتن ) مثلاً , ليأتي بفرعها , وهو فعلاتن , لتيسير عمل الشاعر ,
أما أين يصل علم العروض , فهذا لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم , قد يأتي يوم ويتم تطويره على شكل مقاطع تدخل الحاسوب ليعرف الحاسوب بعد برمجته , أسماء التفاعيل , واسم البحر الذي يعتمده الشاعر , ولا ينتهي أي علم من العلوم من عمليات البحث والإضافة .
أما فائدة الاتساع العلمي والبحثي للعروض , فهذا لا يفيد الشاعر , بقدر ما يهم الناقد , لأن الشاعر يضع شعره وقصيدته كاملة , ولكن العروضي يقوم بتمحيصها وتحليلها عروضياً ليصل إلى البيت المكسور فيعدله , ولكن بحث العروض يظل يعاني من تعقيد المصطلحات , وهذا شيء لا يخص الشاعر البتة , شكراً لكم .
-
تسأل الأخت رهام قائلة
لماذا علماء العروض يعقدون هذا العلم حتى بدأ طالبوه بالنفور والابتعاد عنه ؟ وهل الأرقام تسد مسد التفاعيل ؟
الإجابة:
شكراً لك يا أختي رهام , وأقول:
العروضيون لا يعقدون علم العروض , بل هم يبحثون عن ضالتهم فيه , وكأنهم يقولون لا نريد من علم العروض إلا ما يخدم الشاعر فقط , وهذا من حقهم , وأنا أطالب بهذا المنطق , ولكن علم العروض أمام علماء العروض لم ينته بعد , يريدون البحث عن إيقاعات أخرى لم تكن في بحور الخليل , ليعتمدوها في أوزانهم , ويتغنون بها , ولقد اكتشفوا أوزاناً جديدة ألفوا عليها قصائدهم , بالرغم من قلتها , وكان وزن الدوبيت من الأوزان التي قالوا عنها ــ إنها من الأوزان الفارسية ــ ولكن غالب الغول في بحثه أكد للعروضيين أن وزن الدوبيت هو من الأوزان العربية , بل من الوحدات الإيقاعية التي ظهرت في دوائر الخليل , لكن الخليل أهملها لأنها لم تكن من الأوزان التي استقرأها الخليل , ثم لأن التفعيلة تنتهي بحركة , ولا يجوز للشاعر أن يقف على حركة , لكن الشعراء اخترعوا لها وزناً يناسبهم , وهذا الوزن من تكرار تفعيلة ( مفعولاتُ) التي أهملها الخليل , ولقد خالفو الخليل في وتدها المفروق فلم يستعملوه , بل أضافوا إلى آخر البيت الشعري سبب خفيف ليعتمدوا الوتد المجموع , بدلاً من الوتد المفروق , وبهذا أمكنهم زحاف مفعولاتُ لتصير ( مفعولتُ ) وهي فرع مفعولاتُ , تم معرفتها بشكل علمي في أبحاث غالب الغول .
أما أن تحل الأرقام محل تفاعيل الخليل , وتجاهل التفاعيل , فهذا غير ممكن , وسيظل هذا الطلب في طريق مسدود .
شكراً لك أخت رهام .
-
سلامي للجميع واهلا بك أستاذنا :"غالب الغول"في حوار الفائدة والمتعة:مادامت الصحافة العربية مقصرة وقاصرة,كيف يمكننا تسخير النت لدعمها والتخلص من سيئاتها الانحيازية لو جاز الأمر,والخروج من ضيق المجال لسعة الانتشار والمصداقية معا؟مع التحية والتقدير.
-
تسأل الأستاذة ملدة هذا السؤال :
:مادامت الصحافة العربية مقصرة وقاصرة,كيف يمكننا تسخير النت لدعمها والتخلص من سيئاتها الانحيازية لو جاز الأمر,والخروج من ضيق المجال لسعة الانتشار والمصداقية معا؟مع التحية والتقدير
تحية للأخت ملدة , وأقول:
بالرغم من أن مجالنا في هذا الحوار هو العروض والشعر وما يدور حولها , إلا أن الأخت ملده أرادت التوسع في الحوار ليصل إلى الصحافة بفرعيها المطبوع ورقياً والمنشور إلكترونياً , وأن أفيد القارئ بما لدي من معلومات , ولكن أرجو من الإخوة الكرام إثراء البحث بما لديهم من معلومات تضاف إلى أقولي , للفائدة والمتعة كما قالت الأخت في سؤالها ,
إن الصحافة العربية خاصة ينقصها المصداقية , لا لشيء ولكن لتعبر عن رأي حكوماتها والميل إلى أهواء سياسة الدولة , وأعني بهذا القول , بأنها مقيدة في فكرها ومصداقيتها , أو لأنها بعد أن تنشر الخبر , تأتي صحافة أخرى لتكذب الخبر جملة وتفصيلاً , وهنا يقع المتصفح للصحيفة الورقية في حيرة مما يقرأ , وأنا متأكد بأن الصحفي نفسه يكتب وهو ممتعض وكأنه في يأس وإحباط عندما يحس بتزوير خبر , أو بإلزامه في نشر خبر ,ومن هنا يمكن أن نقول ما قالته الصحفية ملده بأن الصحافة مقصرة وقاصر’ مقصرة لعدم وجود أدوات أخرى تجعل القارئ يصدق الخبر , وقاصرة من حيث الإمكانيات اللازمة لتطوير نشر الخبر بشكل يقبله القارئ ,
ومن هنا لا بد أن يبحث الصحفي عن مجال آخر ليثبت مصداقية الخبر , فيلجأ إلى الصحافة الإلكترونية وبيديه أدوات متطورة لتأكيد الخبر ودعمه بوسائل تكنلوجية متقدمة كالغوغل إرث والكاميرا لتصوير الموقع , أو كامرة الفديو لنقل الصور المتحركة , وهنا لم يكن مجالاً للشك بأن الخبر يحمل مصداقية نشر الخبر , في حينه وديمومته , وليس كما هو في الصحافة الورقية التي تنتهي بانتهاء آخر خبر يطبعه في الصحيفة ,
-
الأخ الأستاذ غالب الغول , لقد توقف الأخوة عن الأسئلة , ولكن لم يزال هناك عشرات الأسئلة العروضية التي تحتاج إلى كشف أسرارها , ومن هذه الأسئلة ,:
ما ألقاب التفاعيل التي يصفونها معقدة , ويريدون الإطاحة بها , هل أتى بها الخليل عبثاً ؟ أم أن لها فائدة , وما هي فائدتها ؟
-
يسأل الأستاذ خالد قائلاً :
ما هي ألقاب التفاعيل التي يصفونها معقدة , ويريدون الإطاحة بها , هل أتى بها الخليل عبثاً ؟ أم أن لها فائدة ؟ وما هي فائدتها ؟ .
الجواب:
أشكرك أستاذ خالد على هذا السؤال الهام :
بلغت ألقاب التفاعيل أكثر من ستين لقباً عروضياً , وهذه الألقاب , تصف حالة الزحاف أو العلة لكل تفعيلة من التفاعيل , لأجل أن يعود العروضي إلى أصل التفعيلة , مثال ذلك نأخذ تفعيلة واحدة من هذه التفاعيل ولتكن ( فاعلاتن ) ثم نرى ألقابها وألقاب التغيرات ( الزحافات ) التي أجريت عليها .
فاعلاتن : لقبها سالم ( أي أنها سالمة من الزحاف , وهي تفعيلة أساس لبحر الرمل بعد تكرارها.
فعلاتن : ولقبها مخبون : والخبن معناه (سقوط ثانيه الساكن , أي أن الألف الساكن من ( فا ) سقطت , فصارت ( فع ِ ) بدلاً من ( فا )
فاعلاتُ : ولقبها ( مكفوف ) والمكفوف معناه ( سقوط سابعه الساكن ) أي سقوط النون الساكنه من آخر ( تن ) فصارت ( تُ ) بدلاً من ( تن ).
فعلاتُ : ولقبها ( مشكول ) ومعناها ( سقط ثانيها وسابعها الساكنان . وأصلها ( فاعلاتن , واستعمال هذه التفعيلة قبيح إنشادياً , لكثرة متحركاتها .
فاعلا . : ولقبها ( محذوف ) ومعناها ( سقط من آخرها ( سبب خفيف ) وأصلها ( فاعلاتن ) , ومن الخطأ أن نحسبها ( فاعلن ) ولو كانت فاعلن ( الخماسية ) لكان لقبها ( سالم ) .
إن فائدة ألقاب التفاعيل هو لمعرفة إرجاع التفاعيل إلى أصلها , وعندما يدرسها العروضي , ويعرف زحافاتها أو يعرف البحر التي نسجت عليها , فلا يستوجب حفظ الألقاب , لأنه يعرف أن فاعلاتن تمر بتحولات وفروع فيقدرها ويتعامل معها إنشادياً دون حفظ ألقابها ,
ولولا هذه الألقاب لاختلطت التفاعيل بعضها ببعض, ولا استطعنا تمييز بعض البحور من البحور الأخرى , مثال ذلك :
لو مرت علينا ثلاثة أبيات على الشكل الآتي:
متفعلن / متفعلن / متفعلن
ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ
فهل هذا المقاطع لبحر الرجز أم لبحر الكامل أم هي لبحر الهزج :
لكن عندما نكتب الألقاب , فإن المنشد يستطيع إرجاعها إلى أصلها هكذا
ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ
موقوص / موقوص / موقوص ( لبحر الكامل )
ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ
مقبوض / مقبوض / مقبوض ( لبحر الهزج )
ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ
مخبون / مخبون / مخبون ( لبحر الرجز )
ولهذا السبب يستحيل أن تسد الأرقام وحدها لتفسير ظاهرة الإيقاع , كما تشاهده أعلاه , فالأرقام تعطيك وجهاً واحداً وهذا لا يميز إيقاع البحر المراد إنشاده , لأننا نعلم أن لكل بحر إيقاع خاص به يميزه عن إيقاع بحر آخر .
-
أشكركم جميعاً أساتذتي الكرام , وإلى اللقاء معكم في حوار متجدد , تحياتي
-
سؤال: لماذا لايقسم الشاعر من أدبه ، قسما للأطفال؟
مع تحيتي وجل التقدير.