غالب الغول / ومساجلة كبار الشعراء في الوطن العربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشروعي هو , سأبحث عن أمهر الشعراء في العالم العربي , قديماً أو حديثاً , وأتناول شاعراً من كل قطر عربي , لأساجله , على الوزن والقافية , وسأجمعها كلها في هذا الموقع , شكراً لكل شاعر وأديب وباحث , تابعونا , والشكر لكم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المساجلة الأولى للشاعر والمصلح الكبير والعلامة الكبير , عبد الحميد بن باديس
من الجزائر :
ولد في مدينة معسكر بالجزائر سنة 1808 وتوفي في دمشق سنة 1883 وهو رائد سياسي وعسكري , كاتب وشاعر وفيلسوف .
المساجلة / غالب الغول والمصلح عبد الحميد بن باديس
&&&&&&&&&&&&&&&
المصلح عبد الحميد بن باديس
شعب الجزائر مسلم ........... وإلى العروبة ينتسبْ
من قال حاد عن اصله ....... أو قال مات فقد كذبْ
@@@@@@@@
غالب الغول
وأنا عرفت شبابها ........... في الدين يجمعهم أدبْ
شرف بنبل نبيهم ............. ولمستُ ذلك عن كثبْ
والصدق منبت أصلهمْ...... والحزم في القول وجبْ
@@@@@@@@@@
المصلح عبد الحميد بن باديس
أوْ رام إدماجاً له ............ رام المحال من الطلبْ
يا نشء أنت رجاؤنا ........ وبك الصباح قد اقتربْ
@@@@@@@@@@@
غالب الغول
صعد الضياء إلى العلا ......... قد خاب لصٌ فسلبْ
وتحررتْ شمس الضحى ..... من كل غيم قد حجبْ
وتفجرتْ أرض العرو .. .. بة ِ بالنخيل وبالرطبْ
@@@@@@@@@@
المصلح عبد الحميد بن باديس
خذ للحياة سلاحها ......... وخضِ الخطوب ولا تهبْ
وارفع منار العدل والإ ـــ حسان واصدمْ من غصبْ
@@@@@@@@@@
غالب الغول
قد غُصتَ يا شعب الجزائر في الحروب إلــى الركبْ
بالعدل أنت حليفنا ......... والنصر في القدس اقتربْ
أنكست كلّ ضلالة .............ورفعت هامات العربْ
@@@@@@@@@@
المصلح عبد الحميد بن باديس
واقلع جذور الخائنين ............... فمنهمُ كل العطبْ
وأذق نفوس الظالمين ......... بـِــسُــمِّ يمزجُ بالرهبْ
واهززْ نفوس الجامدين ......... فربما يحيى الحطبْ
@@@@@@@@@@
غالب الغول
من ضلّ يُجـْـدَعُ أنفه ........ من خان يحرق بالحطبْ
فالخنجر المسموم في ............قلب العدوّ ومن هربْ
إن الخيانة ليس من طبــــــــــــــــع ِ الشريف إذا وثبْ
@@@@@@@@@
المصلح عبد الحميد بن باديس
من كان يبغي ودنا ............. فعلى الكرامة والرحبْ
أو كان يبغي ذلنا .................. فله المهانة والحربْ
@@@@@@@@
غالب الغول
ما عاش من ذلّ الجزائر........... بعد أن خلع العطبْ
شعبٌ كريمٌ يعتلي ............... نجم السماء بلا نصبْ
قرنٌ ونيّف بالحروب ............... فنال أوسمة الذهبْ
@@@@@@@@@
المصلح عبد الحميد بن باديس
هذا نظامُ حياتنا ................... بالنور خط وباللهبْ
حتى يعود لقومنا .............. من مجدهم ما قد ذهبْ
@@@@@@@@@
غالب الغول
والنور طاف بمقدسي .......... هيا لنمحق من نهبْ
فعسى بأيديكمْ لنا .......... في القدس نصر قد قربْ
وتعود أرض عروبتي .......... من شط عكا للنقبْ
@@@@@@@@
المصلح عبد الحميد بن باديس
هذا لكم عهدي به ............. حتى أوسد في التربْ
فإذا هلكتُ فصيحتي .......... تحيا الجزائر والعربْ
@@@@@@@@@
غالب الغول
وأنا أعاهد أمتي ........ والسيف في الأيدي انتصبْ
بالروح أفدي صخرتي ...... سنعود لو طال الشغبْ
هبّوا : فلسطين لكمْ .. ..........هيا استفيقوا يا عربْ
@@@@@@@@@@@@@@@
إبراهيم طوقان:
ولد إبراهيم عبد الفتاح طوقان في نابلس بفلسطين عام 1905 وتوفي عام 1941 وهو شقيق أحمد طوقان رئيس ورزاء الأدن في السبعينات وشقيق الشاعرة فدوى طوقان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
المساجلة الثانية : مساجلة الشاعر إبراهيم طوقان
غالب الغول
ـــــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم طوقان
شوقي يقول وما درى بمصيبتي
.................. قم للمعلم وفّه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً
......... من كان للنشء الصغار خليلا
@@@@@@@
غالب الغول
طوقان لم ينصف بحق أميره
........حتى ولم يرضَ الصبي خليلا
وأظن شوقي قد أصاب لإنه
.......... جعل المعلم للورى قنديلا
@@@@@@@
إبراهيم طوقان
ويكاد يقتلني الأمير بقوله
........كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة
.......لقضى الحياة شقاوة وخمولا
@@@@@@
غالب الغول
قد عشت يا طوقان عمراً طالباً
.....للعلم , تُضرب صاغراً وخجولا
ما كنت تسمح أن تكون معلماً
....... في الصفّ إلا أن نراك جليلا
@@@@@@
إبراهيم طوقان
حسب المعلم غمّة وكآبة
......... مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلّحتْ
..... وجد العمى نحو العيون سبيلا
@@@@@@@@
غالب الغول
شرف المعلم أن تراه مصلّحاً
....... قرطاسهم بين العيون نزيلا
يضع العلامة للصبي محدقاً
...... كالنسر يرسم ما يراه جميلا
@@@@@@@
إبراهيم طوقان
ولو ان في التصليح نفعاً يرتجى
........... وأبيك لمْ أك بالعيون بخيلا
لكنْ أصلّح غلطة نحوية
............ مثلاً وأتخذ الكتاب دليلا
@@@@@@@
غالب الغول
ها أنت يا طوقان فكرك ناصعٌ
.......... لمّا التجأت إلى الكتاب نبيلا
لتصوب الأخطاء للجيل الذي
......نسيَ المضاف وما يجرّ مثيلا
@@@@@@
إبراهيم طوقان
مستشهداً بالغرّ من آياته
......... أو بالحديث مفصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأقتفي
............ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
@@@@@@@@
غالب الغول
ما كنتَ إلا ناصحاً أو مصْـلحاً
....... فأخذت من شجر الجنان ظليلا
والشعر يسكن في القلوب مغرداً
........ صار الهوى بهيامه متبولا
@@@@@@@@
إبراهيم طوقان
وأكاد أبعث سيبويه من البلى
............ وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى حماراً بعد ذلك كله
............ رفع المضاف إليه والمفعولا
@@@@@@@@@@@@
الثالثة : مساجلة : عمر أبو ريشه
شاعر سوري ولد عام 1910 وتوفي عام 1990 درس في حلب وأتم دراسته في بيروت ثم إنجلترا ليدرس الكيمياء الصناعية , وهو من كبار شعراء العصر الحديث ,
القصيدة : أمتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
عمر أبو ريشه :
أمتي هل لك بين الأممِ
..................... منبر للسيف أو للقلم ِ
أتلقاك وطرفي مطرق
............... خجلاً من أمسك المنصرم
غالب الغولِ
منبر الإيمان ولّى وأتى
........... فاقد التقوى رخيص الشيم
بسيوفٍ مزقوا أجسادنا
...............بيد العار التي لم ترحم ِ
يا لخزي ٍ حالفوا أعداءنا
.............صاغرين للضباب المظلم
لا ترى نمراً ولا فهداً له
.................. قوّة الأنياب بين الأمم ِ
عمر أبو ريشه
ويكاد الدمع يهمي عابثاً
....................... ببقايا كبرياء الألم ِ
أين دنياك التي أوحت إلى
.................... وتري كل يتيم النغم ِ
غالب الغول
كفكف الدمع فلم يبق لنا
.................. عزة النفس ومعنى القيم ِ
قد بنينا منبراً نبكي على
..................... حالنا رمياً بزجّ التهم ِ
لا دموع القهر تجدي والأسى
................. ينخر العظم بقذفَ الحِمم ِ
عمر أبو ريشه
كم تخطيتُ على أصدائه
............. ملعب العز ومغنى الشمم ِ
وتهاديت كأني ساحب
............. مئزري فوق حياة الأنجم ِ
غالب الغول
مئزر الذل لبسناه على
.............وهْنِ ِ شعبي بنفاق الكلم ِ
فأتى ( بيكو) لتقسيم القـُـرى
........وأتى بالقيد صوب المعصم ِ
وحدوداً ودويلات القلى
.....صنعت من أجل صهيون القمي
عمر أبو ريشه
أمتي كم غصة دامية
............. خنقتْ نجوى علاك في فم ِ
أي جرح لإبائي راعف
..................... فاته الآسي فلم يلتئم ِ
غالب الغول
غصة القدس ويافا سُـلِّـمتْ
.............. وجيوش العُرْبِ لم تقتحم ِ
وشكونا حين يقسو ظلمهمْ
................ مجلس الأمن وقفر الأمم ِ
عمر أبو ريشه
إن إسرائيل تعلو راية
............. في حمى المهد وظلّ الحرم ِ
كيف أغضيت على الذلّ ولم
................ تنفضي عنك غبار التهم ِ
غالب الغول
قمْ ترى الرايات للخصم على
.................... مُدن ِ العُرْب ِ وفوق الهرم ِ
نشتكي الآلام للقاضي الذي
.................. يشحذ السيف لمصّاص الدّم ِ
كلما قامتْ قضايا ضدهمْ
................... كلما ذقنا مرار العلقم ِ
عمر أبو ريشه
أوَما كنت إذا البغي اعتدى
................ موجة من لهبٍ أو من دم ِ
كيف أقدمت وأحجمت ولمْ
................... يشتف الثأر ولم تنتقم ِ
غالب الغول
قد غضضنا الطرف حَسماً للأذى
.................. فنراهم كوحوش الأجم ِ
وترانا نمسح الدمع الذي
................. لم يعد يُرجى لقوم النوَّم ِ
عمر أبو ريشه
اسمعي نوْح الحزانى واطربي
.........وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها
................ تتفانى في خسيس المغنم ِ
غالب الغول
ضاع ماضينا بأيدنا ولمْ
.................... ننتظرْ خيراً بأيدي العَجم ِ
وتهاوينا بأحضان الهوى
................... آفة اللهو بطبل الضرغم ِِ
عمر أبو ريشه
ربّ وامعتصماه انطلقتْ
.................... ملْ أفواه البنات اليتم ِ
لا مست أسماعهم لكنها
............... لم تلامس نخوة المعتصم ِ
غالب الغول
ليس فينا نخوة المعتصم ِ
.............ونرى الأطفال تحت الطمم ِ
فتحاربنا عقوداً واللظى
.............يحرق الأرض ربيعاً من دم ِ
وتشردنا بأمصار الدّنا
.............. لم نجدْ مأوى كمأوى الغنم ِ
عمر أبو ريشه
إمتي كمْ صنم مجدته
............... لم يكن يحمل ظهر الصنم ِ
لا يلام الذئب في عدوانه
.............. إن يك الراعي عدوّ الغنم ِ
غالب الغول
لا نخاف الذئب في غاب العدا
.........بل نخاف الطعن من ذي الرحَم
لا فلسطين نراها حررت
..........من يد الأعداء بل زادت طمي
طال ليلٌ والشموس انطفأتْ
.................وقعدنا بعد كسر القدم ِ
عمر أبو ريشه
فاحبس الشكوى فلولاك لما
............ كان في الحكم عبيد الدرهم ِ
أيها الجنديّ يا كبش الفدا
................. يا شجاع الأمل المبتسم ِ
غالب الغول
لا تلمْ شكوى شعوب أدمنت
.............. تتمادى بين فحش الحُلم ِ
بعيون أسدلت أجفانها
.................لا ترى إلا سواد القتم ِ
وصدى تنهيدةٍ تجرحنا
................. من ثكالى ودموع اليتـَّم ِ
عمر أبو ريشه
ما عرفت البخل بالروح إذا
........... طلبتها غصص المجد الظمي
بورك الجرح الذي تحمله
................ شرفاً تحت ظلال العلم
غالب الغول
كم شظايا طعنت أجسامنا
............ من عدو الله طعن الأسهم ِ
علمونا كيف نبكي في الضحى
....... والرصاص الحيّ يجري في الدم ِ
صعّدوا الإرهاب فازداد الوبا
...................وأتوا يبنون بيت المأتم ِ
@@@@@@@@
مساجلة غالب الغول مع ( عرار) مصطفى وهبي التل في قصيدة ( توبة )
jjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjj jjj
الشاعر الأردني ( مصطفى وهبي التل ) عرار
ولد عام 1988 وتوفي عام 1947 وكما تقول الموسوعة : هو أشهر شعراء الأردن على الإطلاق , وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر ’ لقب بشاعر الأردن , في شعره جودة ورصانة, ومن أبنائه , وصفي التل الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الأردن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
المساجلة
&&&&&&&&&&
عرار
أمولانا أمولانا ... هجرنا الدنّ والحــــــــانا
وبدلنا من المنظــــــوم والمنثـــــــــور قرآنا
ــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
أصدقاً قد هجرت الدنّ والحانـــات نسيانا ؟
وصرتَ الشاعر المحبوب عند الله تهــوانا؟
عرارُ إذا صدقت القول كنت اليـــوم سلطانا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عرار
فمن هود إلى طه ... نرتلها ورحمــــــــــانا
لتسبيح بها برمت ..... مخارج قول سبحانا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
فسبحان الذي أعطاك بعد المرّ حلــــــــوانا
تُسبّحُ باسم خالقنا بذكر الله نشــــــــــــــوانا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عرار
ومن ورد فتحتُ له ... بسوق الذكر دكـّــانا
إلى ذقن أطلناها ............ بعثنون لتزدانا
لعل الرشد يمسكها ..... إذا ما الغيّ أرخانا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
ألا فالذقن والعثنون من أطوار دنيــــــــــانا
نقاوة قلبك المشــــــحون بالإيمــــان أغنانا
حماك الله شاعرنا فإن الطهر يغشــــــــانا
ـــــــــــــــــــــــــ
عرار
سلونا أم إحسان ...وجارتها وإحســــــــــانا
وأصحاباً ألفناهم .......... وخدنات وأخدانا
ـــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
فدع إحسانَ فيها الهمّْ لــــــــو منحتكَ مُرجانا
فليست غير زانية , وقد خدعتــــــــك إذعانا
عشقنا بنت أندلس ٍ ......فكان القهر أضنانا
ــــــــــــــــــــــــــ
عرار
وطلقنا مغاني الأنس ...أقداحـــــــــاً وندمانا
فلا كأس تعل لهاة صادي الشــــــوق تحنانا
ولا وتر يعيد لنا ... جوانحنا جــــــوى بانا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
فإنْ طلقت غانية وتنس اليوم وجدانـــــــا
وتقطع دابر النسوان أو أخمدتَ بركـــــانا
تكن في دوحنا شجراً وأثماراً وريحـــــانا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عرار
سددنا عن سماع خلا ..... أذان الشيخ آذانا
فلا ذكرى تؤرقنا ........... ولا آمال ترعانا
ـــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
تفاءلْ يا عرار المجد فالإذكار سلــــــــوانا
فلا إثمٌ يؤرقنا ولا الإغـــــــــــــراء جدوانا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عرار
ولا حسناء تؤنسنا .......... صبابتنا بمنفانا
كأنا لم نكن بالأمس ...... من سكان عمّانا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
فلا صبٌ ولا أنسٌ مع التقوى سيرعــــــانا
ويبقى الذكر والطاعات مغفرة وتحنـــــانا
ــــــــــــــــــــــــــ
عرار
ولم نسحب لكل هوى. بوادي السير أردانا
ولا شمّ الهيام بغانيـــــــــــات الحصن ريانا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
فلا يغنيك وادي السير عن رحـــــمن سوّانا
وكن دوماً مع الغفّار عل الله أحيــــــــــــانا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عرار
ولم نعرف أخا النشوان بنت الكرم نشوانا
فلم نشرب ولم نطرب ولم نلــــعب بدنيانا
ــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
ومن يسلكْ سبيل الخمر عاش الدهر سكرانا
فكن للعيش في رغدٍ وجنات ستلـــــــــــقانا
يظل الخمر مثل الجمر بل كالصخر أعيانا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عرار
ولا قوضت للآلام بالأوهام بنيــــــــــــــــانا
ولا في جرعة الوسكيّ قد أغرقتُ أحـــزانا
ــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
وهذا الخمر معصية يقوضُ كل مسعـــــــانا
ومن لا يشتهي الجنات عاش الدهر عطشانا
ــــــــــــــــــــــــــــ
عرار
لعمر الخمر هذا الأمر كاد يكون بهتـــــــــانا
أأوراد وأذكار وقلب ذاب إيمـــــــــــــــــــــانا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
فكن للناس مثل العين أجفاناً وشريــــــــــانا
أعدّ الله للسكران مطرقة وسنــــــــــــــــدانا
ــــــــــــــــــــــــــــ
عرار
فيا سلواننا اللذات لا بوركت سلـــــــــــوانا
أما بالنفس من أحوالها بالأمس عنـــــــوانا
أما بالقلب يا قلبي بقايا من بقايــــــــــــــانا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
وكنْ حراً بلا ذنبٍ ترى في الكون إخوانـــا
ولا تذكر بنات السلط , كم عاشرن إنسانــا
ومن يُبلى يظلُّ السرُّ في أحشـــــــا خفايانا
ـــــــــــــــــــــــــ
عرار
وكم بالحصن فاتنة تذوب أسى لذِكـــــــرانا
سعادتنا برؤيتها وغبتطتها بمــــــــــــــرآنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
فلا تقرب بنات الحُصْن بات العشق عُدوانا
وإذلالاً أصاب الناس لولا الفسق ما كــــانا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عرار
تظن وكم لعمرك خيّب القانون ظنّـــــــانا
فقل للشوق أهل الذوق ما اهتموا بشكوانا
ـــــــــــــــــــــــــــ
غالب الغول
يعيش القاضيَ المشبوه بين النــاس سجّانا
وقل حمداً لربّ الناس بالـــــــسراء أحيانا
ـــــــــــــــــــــــــ
عرار
وأبلغ شيخنا ــ عبّود ــ عنا بعض ما كانا
لنستفتيه هل صحت بهذا الشكل تقوانا ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا عبّود أفتى العشق , ظل الحكم خسرانا
وخذ بالحكم من فتواك واقبل كلّ فتــــوانا
وتبْ يا مصفى لله عند الله مثــــــــــــــوانا
ففي الجنات حور عين نهواها وتهـــــوانا
ترى الأطيار والأثمار أعناباً ورمّـــــــــانا
للشاعر / غالب الغول
