56 عام مرت على ثورة يوليه
56عاما على الثورة المصرية
الملك فاروق سيئا أم لا أمر يمكن قياسه بالانجازات في عهده
الملك فاروق سليل أسرة محمد على وآخر أبنائها من حكام مصر
كان شهما طيبا ذو خلق نبيل لكنه لم يكن صاحب حلول
كان يحيط نفسه بحاشية ذات ميول مزاجيه - أمر شائع معروف
أفضل ما فيه انه أصيل من سلاله محمد على - راعي النهضة الحديثة في مصر – وأخطاؤه فعلها من خلفوه كل في مكانه وزمانه
وهنا تبدو المقارنة واجبه في من حكم مصر من بعده
محمد نجيب رئيس بالأقدمية العسكرية - طيب الخلق - فيه من الأخلاق الإنسانية الكثير التي لا تحسب له كرئيس بقدر ما تحسب له كانسان نبيل
أحببت محمد نجيب وكرهت في الضباط الأحرار معاملته كمعتقل أسير.
كانت أول أخطاء الزعيم القائد والرئيس / جمال - معاملته السيئة لمحمد نجيب
والخطأ الثاني للزعيم / جمال عبد الناصر - التورط في حرب شامله داخل اليمن وأنا مع مساعدة الأنظمة العربية التقدمية لكن بشرط أن تساعد نفسها أولا ولا أكون بديلا عنها - وهذا خطا عبد الناصر في اليمن –
والخطأ الثالث / انه ترك المشير عامر يتحول إلى ملك على الجيش المصري
كان المشير عامر ورجاله في الجيش المصري بسلوكياتهم اقرب ما يكونون إلى الملك فاروق والحاشية التي جنت عليه
صلاح نصر مثل احمد حسنين - وشمس بدران مثل إسماعيل صدقي - وعلى شفيق اخذ دور المرافق الايطالي الأصل عند الملك
لكن عبد الناصر شي آخر - له انجازاته - التي تغطي على ما سبق من أخطاء لأعوانه المقربين وأهمها : -
مساعدة العمال والفلاحين وهم الطبقة التي وقف بجانبها عبد الناصر والتي تشكل فقراء مصر المطحونين بنسبة لا تقل عن السبعين في المائة ولا تزال كذلك حتى الآن فقد كان معهم دائما ويحكم من اجلهم داخل مصر وتمثل ذلك في / الإصلاح الزراعي والصحة والتعليم والتشغيل فأقام المصانع الحربية وبني السد العالي مع المدارس والمستشفيات
وقد فعل كل ما يستطيع من اجل الفقراء والمسكين / عمال وفلاحين قدر امكانيات وموارد مصر الاقتصاديه -وحقق لهم بعض الاكتفاء الذاتي فكانت الفوارق الاجتماعية في عهده غير محسوسة .
********
وعلى مستوى السياسة الخارجية نصر العرب كلهم
من الجزائر إلى الكويت وسوريا والعراق واليمن والسودان وفلسطين
يكفي أن البيت الفلسطيني الآن من أسسه هو / جمال عبد الناصر
ويكفي السوريون أنهم تعلموا بناء الدولة من مؤسسات مصر الناصرية
ويكفي السودان انه تعلم الثقافة السياسية من المصريين الناصريين
وحدث ولا حرج عن اليمن– وما فعله مع أهل الخليج وخاصة الكويتيين
والعراق تعلم الاستقرار على منهجه وجماهيريته منذ العام 1958
*******
أما السادات فقد جاء بما يخالف عبد الناصر في كل شي
كان الوجه الآخر لعهد الملكية في مصر
أعطى الحرية لكل من يعادي عبد الناصر واعتقل كل الناصريين
وترك الاقتصاد المصري في أيدي حفنه من الأثرياء الجدد الجشعين
ولو بقي الملك فاروق حاكما لمصر لن يفعل في مصر اقل أو أكثر مما فعله الرئيس السادات
وإذا كان المشير عامر اخذ من الملك فاروق صفات حاشيته وسلوكياتها فان السادات اخذ منه منح الحرية للأثرياء الجشعين الذين نهبوا الاقتصاد المصري على حساب السبعين في المائة من الفقراء والمطحونين
إذن مساوئ الثورة هي مساوي الملكية في حالتين
حالة المشير عامر والحاشية وحالة السادات والاقتصاد المنهوب للأقلية
*********
وجاء الرئيس حسني مبارك ليرث هذا الحمل الثقيل وزاد عليه المقاطعة العربية لمصر بسبب الصلح الساداتي مع إسرائيل
وسجل نجاحا ملحوظا في إنهاء المقاطعة العربية لمصر واستعاد جزء من مكانتها التي فقدتها في عهد السادات
وكان في صفاته الشخصية الأخلاقية مثل الرئيس الزعيم / جمال عبد الناصر – ولا نتحدث هنا عن ما يتعلق بالثراء
يبقى الأهم هو الاقتصاد المفتوح أو قل المنهوب والأغلبية الفقيرة من المصريين والتي تحتاج إلى حلول ثلاث : -
الحل الأول يأتي بالتكامل العربي واستثمار فوائض السيولة العربية المخزنة في بنوك الأمريكيين والأوربيين فهل يسمحون للعرب باستثمارها في مصر - هذا هو المستحيل
والحل الثاني أن تعود مصر إلى الاقتصاد الموجه وهو صعب الآن
أما الحل الثالث فيتمثل في تخصيص زكاة الأثرياء المصريين للفقراء المصريين – كل ثري مصري يتكفل بعشرة فقراء مصريين – لو تم هذا على الوجه الأمثل والتوزيع الصحيح لن يبقى فقيرا واحدا في مصر يشتكي الجوع فهل يفعلون أم أن الأمر يحتاج إلى تخصيص وتدخل حكومي نزيه ورشيد بقرارات وأفعال لن يأتي بها إلا ملائكة على الأرض يعيشون - فهل في عصرنا هذا ملائكة على الأرض يعيشون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
********
56 عام مضت من الثورة على الملك فاروق فهل كان الوضع سيتغير معه
لن يتغير شيء – الشعوب مغلوب على أمرها مع كل الحكام
والحكام مغلوب على أمرهم مع نزواتهم ورغباتهم وقوة الأمريكان
لو جاء الوفد إلى الحياة حاكما لمصر سوف يتقاتل عليه الباشاوات
ولو جاء الإخوان للحكم ستعاني مصر من حصار الغربان
الفتنة في كل مكان مادام الضعيف ضعيفا والقوي قويا
انظروا إلى أحوال العراق ما قبل صدام ومعه ومن بعده واحكموا
انظروا إلى أحوال غزة مع الفساد ومع التغيير والإصلاح
النتائج كلها واحده
ما هو الأصلح والأفضل والأمثل ؟؟
الأمر يحتاج إلى تغيير الكون – يحتاج إلى مهدي يقتل الدجال
والله المستعان في كل الأحوال
رد: 56 عام مرت على ثورة يوليه
****************
الصورة الجماهيرية للزعيم جمال عبد الناصر
بقلم سامي شرف
إن دراسة شخصية الرئيس جمال عبد الناصر من ناحية صورته الجماهيرية هى بالقطع تجسيدا منفردا لنظريات ذلك العلم الحديث الذى يجمع بين علم الاتصال بالجماهير وعلم النفس الاجتماعى والعلوم السياسية ، تلك الصورة التى متع بها الله هذا الزعيم على مقومات خاصة جعلت منه ببريقه الشخصى يقنع الجماهير وبمعنى أدق رجل الشارع – لا أقصد على وجه التدقيق كلمة رجل بل اقول الشارع كله رجالا ونساءا وشبابا وشيبا اطفال وكهول --- بشكل طاغ لم يسبقه زعيم آخر فى هذه المقومات على الأقل فى التاريخ الحديث ، مما شكل انحيازا لهذا الزعيم فى أى اختيار حر واجهته سواء فى حياته او بعد رحيله عن عالمنا مما دفع البعض لاستعارة عبارة " عبادة الفرد " فى وصف علاقة الناس بجمال عبد الناصر . وللعلم فإن عبارة "عبادة الفرد " هى عبارة اطلقتها دوروثى طومبسون المعلقة السياسية الأمريكية المعروفة سنة 1956 للتعبير عن تعاظم دور شخصية المرشح الرئاسى لدى الناخبين . إن خلق الصورة الإيجابية لرجل السياسة تتعدى التفاصيل الشكلية من تعبيرات الوجه او الملابس التى يرتديها السياسى او الرئيس وحركات يديه أثناء الحديث إلى ما هو أعمق من ذلك ، وإن كان من الواجب طبعا عدم تجاهل أهمية المظهر الخارجى للشخصية السياسية او الزعيم ، أى ان المهم ليس فقط شخصية الزعيم كما يذهب البعض ، وإنما أيضا محتوى تلك الشخصية . الرئيس جواهر لال نهرو وصف الرئيس جمال عبد اناصر بقوله :
" إن ما أحبه فى ناصر انه يتعلم دائما . . أنه يتميز بصدق مطلق ونهمه متصل للمعرفة ، وشجاعته حاضرة ، وهذا ما جعله رجل الفكر والعقل والفعل المؤهل لقيادة امة فى حقبة حاسمة . . "
ويقول الكاتب الهندى " ديوان برندرانات " فى كتاب " ناصر الرجل والمعجزة" ، "ان التاريخ المعاصر للعالم العربى وخاصة مصر وتاريخ حياة ناصر لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر فدراسة الواحدة لا تكتمل إلا إذا أبقينا الأخرى نصب أعيننا ."
ويقول الكاتب البريطانى " توم ليتل " : إن قوة منطق ناصر مستمدة من قوة منطق التاريخ . .
إن ارتباط عبد الناصر بتراب هذا الوطن وتاريخه هو الذى صاغ صورته الجماهيرية أما إلتزامه بقضايا الوطن ومسارعته بالدفاع عنها فقد كان وسيلته فى توصيل هذه الصورةإلى شعب الأمة العربية فى كل مكان .
الدكتور " انيس صايغ " يقول فى كتابه : فى مفهوم الزعامة السياسية من فيصل الأول إلى جمال عبد الناصر . . .
" استطاع عبد الناصر ان يمثل أغلبية الشعب تمثيلا صادقا ، وأن يدافع عن الأمانى القومية دفاعا حقيقيا ، واستطاع بواسطة ذلك ان يتحول إلى رمز للحركة الوطنية المعاصرة فتبايعه عبر هذه الحركة أغلبية الشعوب بزعامة لم يحصل عليها من قبل أى زعيم آخر لا من حيث اتساع أفقها وشمولها من المحيط إلى الخليج ولا من حيث نوعيتها . إن زعامة عبد الناصر تختلف من حيث المادة التى تتركب منها ، إنها تنبثق عن الشعب ، عن مجموع طبقاته وفئاته وأفكاره . وهى تنبثق عن أمانى الشعب ، عن مطالبه التى نادى بها منذ قرن على الأقل ، وعن شعاراته التى رفعها منذ أن عرف العمل السياسى الحديث ، وعن أحلامه التى أخذت تتراءى له منذ أن أقلقت باله كوابيس التخلف والاستعمار والتفرقة والفاقه ، وعن تراثه وكيانه القومى ومصالحه العامة ، إنها باختصار ، تمثل أغلبية العرب . "
اما الكاتب الفرنسى " جان لاكوتير " والذى كان على صلة وثيقة ومعرفة كاملة بشخص الرئيس جمال عبد الناصر منذ ان كان مراسلا لجريدة الموند الفرنسية فى القاهرة فقد كتب اكثر من كتاب عن عبد الناصر ولكنى اريد ان اضع خطوط تحت ما سطره فى كتابه " ناصر " وهو يصف احداث تشييع جنازة جمال عبد الناصر فيقول :
" إن هذه الجموع الغفيرة فى تدافعها الهائل نحو الجثمان إلى مثواه الأخير لم تكن تشارك فى تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير ، لكنها كانت فى الحقيقة تسعى فى تدفقها المتلاطم للاتصال بجمال عبد الناصر الذى كانت صورته هى التجسيد المطلق لكينونتها ذاتها .