هل يستوي الأعمى والبصير؟

قل هل يستوي الاعمى والبصير
لا تطلب من الاعمى النظر الي القمر المنير
كلما اقترب حلول ربيع الأول ، هاجو و ماجو
( الاحتفال بالمولد بدعة ) !!!

لن يؤمنو لك ولو جئت بألف دليل على أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مباح ، وليس كل ما لم يفعله سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام دليلاً على التحريم ، وأن الاحتفال ليس عيداً كالأضحى والفطر تُنحر فيه الأضاحى ، ومظاهر الاحتفال ليست دليلاً على أن المحتفين اتخذوا المولد عيداً ، ومَن ذا الذي شَقَّ على قلوب المسلمين الفرحين بيوم مولده صلى الله عليه وسلم أنهم اعتقدوه عيداً ..
لا يتحدثون عن عيد المرأة ، ولا يتحدثون عن عيد العمال ، ولا يتحدثون عن عيد الشرطة ، ولا يتحدثون عن عيد المعاقين ، ولا يتحدثون عن عيد المسنين ، ولا يتحدثون عن عيد الصحافة ، ولا يتحدثون عن عيد الطفولة ، ولا يتحدثون عن عيد الشجرة ، ولا يتحدثون عن عيد الفراولة ، ولا يتحدثون عن عيد الطماطم ، ولا يتحدثون عن عيد التمور ، ولا يتحدثون عن عيد العلم ، ولا يتحدثون عن عيد الثورة ، ولا يتحدثون عن عيد الاستقلال ... فإذا اقترب دخول شهر ربيع الأول ، الشهر الذي وُلد فيه خير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، هاجو وماجوا ، وثارت ثائرتهم وجن جنونهم ... أليس هذا من علامات الشقاء ـ والعياذ بالله ـ ؟ .
ماذا يفعل المحتفون ؟ هل يستدعون المغنين والمغنيات والرقصون والراقصات ويقضون ليلة حمراء بين ثغراء الصهباء وثغر الحسناء ؟ جل العائلات الجزائرية تعبر عن فرحها بميلاد سيدنا وحبيبنا ونبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وآله سلم بالتوسعة على العيال ، وتصدح الحناجر بالأناشيد والمدائح في المساجد والزوايا ، وتصدع المآذن بسيرة النموذج الإنساني الكامل صلى الله عليه وآله سلم على مدار اثنتي عشرة يوماً ، بداية من أول يوم يهل فيه هلال ربيع الأول وإلى يوم الثاني عشر منه ... هل هذه الأفعال بدعة محرّمة ؟ هل الفرح بيوم ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه بدعة محرّمة ؟ في أي دين قرئو أن الفرح حرام وبدعة ؟ هل ذِكْرُ شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم بدعة محرّمة ؟ هل حديث الأئمة والخطباء في المساجد عن السيرة العطرة للبشير النذير بدعة محرّمة ؟ ... عندما يحتفل آل سعود بعيد ( الجنادرية ) بمملكتهم يتحولو إلى ضأن ومعز ، وعندما يحتفلو بأكبر صحن أرز يصمتون صمت الشياطين الخرساء ، وعندما يهتز الأمراء ويتمايلون يوم الاحتفال باليوم الوطني لا أحد يتحدث عن أعياد البدعة والضلال ، لكن إذا احتفل المسلمون في المساجد بيوم مولد خير هادٍ ورسول صلى الله عليه وآله وسلم يصبح الاحتفال بدعة محرّمة وتهتاج فيه الأعصاب ويزداد فيه الغضب وتعلو فيه الأصوات بالنكير والتشنيع .
خلاصة القول وقصارى الحديث لن نترك فتاوى السيوطي والشوكاني وابن حجر العسقلاني وابن كثير وابن الجزري والسخاوي وابن حجر الهيثمي ... وغيرهم من أساطير العلم ونأخذ بفتاوى أخرى

ــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ. محمد رميلات