ومضة من كتاب : أفلاطون وجمهوريته !!
ومضة من كتاب : أفلاطون وجمهوريته !!
قبل أيام تفضلت عليّ الأستاذة ريمة الخاني،بالتعليق على إحدى كليماتي .. ونقلت عن بعضهم قوله للباحثين عن نقاء الإنسان .. ( أفلاطون مات) ...
كنت – ولا زلت – أقرأ كتاب "الإسلام بين الشرق والغرب" لأخينا علي عزت بيجوفيتش – رحم الله ولديّ ورحمه – وقد وقفت على نقله لبعض نصوص أفلاطون في جمهوريته .. فكشف لي ذلك .. مدى هشاشة ثقافتي .. وكيف استطاع حديث لا ينتهي للمثقفين العرب عن مثالية جمهورية أفلاطون أن ينقل إلى وعي ولا وعي أن تلك الجمهورية – والتي لم تقع تحت يدي ،ولم أسع إليها – تمثل خلاصة "الإنسانية" .. تجنبا للإطالة .. سأنقل بعض نصوص جمهورية "أفلاطون" .. عبر جسر "بيجوفيتش"والذي كتب يقول :
( فلنستعرض ما قاله "أفلاطون" في جمهوريته :
لنتخيل أسس الجمهورية ،هذه الأسس هي احتياجاتنا ، ولكن،كيف ستوفر لنا الجمهورية كل هذه الاحتياجات؟ ألا يجب أن يعمل بعض الناس في الزراعة ،ويعمل البعض الآخر في النسيج (..) فعلى الجنود أن يكونوا أشداء على أعدائهم ورحماء على أصدقائهم،ولكي يكسبوا هذه الخصال – أعني الغلظة والرحمة – عليهم أن يكونوا أيضا فلاسفة،حتى يمكنهم أن يفرقوا بين الأعداء والأصدقاء(..) والبداية في التعليم هي أهم شيء فيه .. وعادة ما تكون قصصا خيالية ،ولذلك،على الدولة أن تراقب عمل المؤلفين الذين يكتبون هذه القصص .. ومن حق الحكام أن يكذبوا لصالح الدولة . ولكن لا ينبغي السماح لغيرهم بالإقدام على الكذب .. ولأنه ينبغي على المرءوسين طاعة رؤسائهم،لذلك،يجب حذف أي جزء من الكتب تقول بعكس هذا (..) ويجب منع جميع الألحان الموسيقية الناعمة والكسولة،واستبدالها بأغاني الرجولة والمارشات العسكرية .. شرب الخمر ممنوع .. ولا يجب أن يكون المواطن مريضا أو تحت العلاج الطبي ،لأنه يسبب بهذا ضررا للدولة . فالمواطن إما أن يعمل أو إما أن يموت .. ولذلك فإن الانتحار أفضل لمن طال مرضه،أو أنجب ذرية مريضة ) {نقلا عن صفحة 233 – 234 ( الإسلام بين الغرب والشرق) / علي عزت بيجوفيتش / ترجمة : محمد يوسف عدس / القاهرة / دار الشروق / الطبعة الخامسة 2014}.
أعتقد أن تحويل العسكر إلى فلاسفة هي الفكرة الوحيدة التي قد تدخل في باب المثالية .. بمعناها الإيجابي .. ثم ينقل "بيجوفيتش" نصا آخر عن جمهورية "أفلاطون" :
(فنقرا في جمهورية "أفلاطون" : " فيجب وضع النساء بين سن العشرين والأربعين،في غرف خاصة مع الرجال بين سن خمس وعشرين وخمس وخمسين. والأطفال الذين يولدون نتيجة لذلك ينبغي تريتهم وتعليمهم في معاهد الدولة،ولا يسمح لهم بمعرفة آبائهم وأمهاتهم. ويسمح بالعلاقات الجنسية للنساء اللائي يقل عمرهن عن عشرين سنة وللرجال الذين يزيد عمرهم عن خمسين سنة،ولكن نتيجة هذا الحب يجب إزالتها،وإذا ولد طفل من هذه العلاقة،فيجب تركه حتى يموت جوعا،فالحياة الأسرية والحب لابد من إزالتهما.)
لا إله لا الله كم تبدو النفس البشرية – التي قال عنها الخالق سبحانه وتعالى " ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا" – بلا قيمة لدى "أفلاطون".. وما أسعد "الإباحيين"بهذه الجمهورية!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
رد: ومضة من كتاب : أفلاطون وجمهوريته !!
المغزى اننا نقرأ متاخرين، فهل ينفع هذا الكلام، وقد استثمر كله اسوأ استثمار ولايزال؟.
رد: ومضة من كتاب : أفلاطون وجمهوريته !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود المختار الشنقيطي
السلام عليكم .. تحية معطرة أخي مصطفى إبراهيم .. لعل المشكلة في فهمنا لـ(مثالية).. أو ما تعنيه في ذهن كل منا .. أي شيء يشبه (الإرهاب) في عصرنا والذي يفسره كل على هواه .. حتى قال تشومسكي ( الإرهاب .. هو ما يراه قادتنا كذلك)!
والتحية العطرة موصولة لأختي ريمة الخاني ..
أختي الكريمة لم أستطع أن أفهم بالضبط ما يقصده نيتشه .. غير تمجيده لأفلاطون .. وأهل عصره ..
ولعلك لا حظت قوله ( وأكثر تطابا من حواس معاصرينا) .. ما معنى "تطابا"؟
لا أدي لماذا عسر تركيب هذا الكلام .. عكس قول نيتشه نفسه :
( صدقوني يا إخواني لقد مات المسيح مبكرا جدا. ولو أنه عاش ليبلغ عمري لتراجع بنفسه عن عقيدته. لقد كان من النبل بحيث يستطيع أن يتراجع بنفسه) { نقلا عن بيجوفيتش "الإسلام بين الشرق والغرب"}
بغض النظر عن الكلام نفسه،هل لاحظت الفرق بين هذا الكلام البسيط والمباشر .. وبين هذا النص الذي تفضلت بنقله؟
دمتما بخير.
ربما كان العيب من اتلرجمة نفسها، ولكن نحاول فهم الهدف، فماذا عما تفضلت به أستاذ محمود؟