لقاء الفرسان مع الأديبة السورية/ابتسام شاكوش

السلام عليكم
لقاؤنا هذا الشهر مع اديبة مجتهدة نبشت بأظافرها طموحها الأدبي...تحمل قضية وفية بين ثنايا روحها المتعبة.
عضو رابطة الادب الاسلامي العالمية

عضو رابطة الكتاب السوريين الأحرار

كان حصيلة مشوارها الادبي:
ثمان مجموعات قصصية

ست روايات


شكرا لتلبيتها دعوتنا المتواضعة فدعونا نسألها أسئلة تمهيدية لفتح الشهية:
1- من هي ابتسام شاكوش الأديبة والإنسانة؟
2- ماذا يعني ىالأدب لها؟
3- مارأيها بأدباء العصر بصدق وشفافية؟
4- ماهي القضايا التي طرحتها في رواياتك؟أعطنا فكرة عنها لو كان ممكنا.
وللحديث بقية نتركه للفرسان.

ابتسام شاكوش الانسانة:

أنا من قرية اسمها الجتكيل, تتبع لمنطقة الحفة في محافظة اللاذقية
كان أبي يعمل في الجيش تنقلنا بحكم عمله بين عدة محافظات وبيئات اجتماعية, وهذا أعطاني اطلاعا واسعا على حياة الناس, من البيوت الفخمة الراقية في مدينة حماة الى خيام البدو في ريفها , حياة الفلاحين في قراها, وجلسات النساء على شرفة البحر في طرطوس لتدخين الأركيلة, كانت أمي مغرمة بالراديو, لا تكاد تسكتها طوال النهار, ورثت عنها هذا الشغف, فأعطتني الراديو ببرامجها الثقافية الكثير من المعلومات وفتحت أمامي عالم الخيال والحقائق معا, كانت علاقتي مع أساتذتي علاقة صديق, كنت أثق بهم كثيرا, وأرجع اليهم في كل معلومة غامضة من خارج المنهاج الدراسي , فلا يترددون في شرحها وتبسيطها حتى أفهمها,ملاحظة تكررت في معظم الصفوف على جلائي المدرسي: أتمنى لها مستقبلا أدبيا زاهرا, رسخ في ذهني منذ الطفولة اني سأصبح أديبة, ولكني لم أفهم معناها في حينه, بل اعتبرتها احدى صفاتي تعلمت من خلال الكتب التي قرأت أن للزهرة ونبتة العشب والطائر والضفدع والحجر, أحاسيس مثل أحاسيسنا, بل ربما تتفوق عليها أحيانا, كانت المطالعة هوايتي الوحيدة, أسرق الوقت لممارستها, وجدت فيها عالما رحبا يشبهني, في نهاية السبعينات تقاعد أبي ورجع بنا الى قريتنا, أحببتها, بل عشقتها, وعشقت أهلها وعاداتهم ومحبتهم بعضهم بعضا, عشقت الطبيعة, بجبالها وحراجها وبحرها, وتجمع البنات على البئر, وتجمعهن في جلسات نسج الكروشيه وهن فنانات في هذا المجال.
قرأت المكتبة الاسلامية من فقه السنة وفقه السيرة والأحاديث الشريفة, قرأت سيد قطب وحسن البنا,,قرأت لينين وماركس والأدب الروسي, فجاءت ثقافتي انسانية معتدلة....أفهم حقي وأفهم حقوق الآخرين..بعيدا عن التعصب

اهلا وسهلا ومرحبا بك اديبتنا الفاضلة وسؤال سريع:
مارايك بحال اديبنا العربي قديما والان بصدق؟

لم أبدأ كتابة الأدب بصفته أدبا من الطفولة كما فعل معظم الادباء, لكني كنت أكتب...كل مشكلة واجهتني...وكل هم اعتراني ولا أجد له أذنا صاغية ممن حولي كنت أكتبه على أوراق أخفيه...أعيد قراءتها...وأعيد صياغتها..حتى أشعر أن نيران هذا الألم قد سكنت وبردت...أحرق أوراقي خشية اطلاع أحد عليها...والى الآن...ما زال الورق الأبيض بالنسبة لي ثلج تبرد فوق بياضه كل احتراقاتي.....أختي تتابع باهتمام ما أكتب...وحين أكتب عن مشروع شخصي يهمني, تعرف أنه انتقل في نفسي ما إطاره الحياتي الى الاطار الأدبي وفقد أهميته

بدأت الكتابة الأدبية الفعلية بعد الثلاثين من عمري...أول قصة كتبتها كان عنوانها اشراقة أمل...ما كنت أعرف كيف يتم النشر في المجلات والصحف..سألت في فرع اللاذقية لاتحاد الكتاب العرب فجاءني الجواب بأن مسابقة للقصة تقام في الرقة , أرسلت قصتي ففازت بالجائزة...أدهشني هذا الفوز وأربكني....فلم أذهب لحفل توزيع الجوائز, لو سألني صحفي أي سؤال فلن أجد لدي ما ارد عليه...هي قصة واحدة. كل رصيدي...بعد ذلك كتبت بغزارة ونشرت في معظم الدول العربية.....عام 1999 كتبت أول رواية وكان عنوانها الوجه المكسور...فازت بجائزة المزرعة

الأدب بالنسبة لي هو الرئة التي أتنفس بها الحياة....هو الاحساس بآلام الآخرين....هو تقيم صور وأفكار.....ربما تكون بين عيني القارئ في حياته اليومية ولا يراها بسبب قربه الشديد منها فشدة القرب حجاب....كثيرة هي السائل التي وصلتني من شباب وشابت يسألون: هل كنت تقصدينني بهذه القصة؟ هل كنت تعرفينني حين كتبتها؟؟ هل حدثك أحد عني قبل كتابتها؟؟؟ حين يصل الأدب الى مثل هذه النفوس وبكل هذا العمق أعتقد انه حقق رسالته

الموضوعات التي تناولتها في أدبي:
المواضيع الاجتماعية:
أولا الشباب وحالة الضياع بين أهل خائفين مقموعين..ومعلمين أكثر رعبا وارعابا...ومجتمع لا يكترث بهم وبهمومهم
ثانيا
البنات العوانس وأسباب العنوسة في مجتمعنا....
ثالثا
قضايا الظلم الاجتماعي وعيش فئات من الناس على حساب حياة فئات أخرى
رابعا
أيتام الطلاق....هؤلاء فئة أشد يتما ممن مات واداه أو أحدهما...يلاقي من الظلم الاجتماعي أصناف خاصة به لا يلاقيها سواه
خامسا
الوالدين..أو أحدهما...وعيشة الوحدة والوحشة التي يلاقيها حين يترك وحيدا في بيته بينما ينشغل الأولاد بحياتهم الخاصة
=============================
أما في السياسة فقد تناولت الفساد السياسي والاداري...وما نتج عنه من فساد العلاقات الاجتماعية وضياع القيم الأخلاقية
وتناولت بشدة حالة الخنوع التي يعيشها الناس أمام السلطة وهم يرون بعيونهم الجاحظة استلاب حقوقهم
وحرضت كثيرا...وكثيرا جدا...على القيام بوجه والظالم واسترداد ما ضاع من حقوق, ( متى يفكر لكبش بنطح جزاره) قصة نشرتها في 1994

شكرا لموقع فرسان الثقافة...شكرا للكريمة ريما الخاني.....شكرا لكل من اهتم أو قرأ أو بحث عن الحقائق
هل من أسئلة أخرى؟

كل مراهق أو مراهقة هو كاتب وشاعر...بأحاسيسه المتأججة وبحثه الدائم عن أسرار الحياة وعن موقعه فيها وعن غاية وجوده وغاية حياته...كلهم يريدون أن يكتبوا...دعوهم يعبروا عن انفسهم بالطريقة التي يستطيعونها...ولا يستمر في كتابة الأدب الا من امتك الموهبة الحقيقية واشتغل بتثقيف وتعليم نفسه اجتهادا فعليا....أعيدها: دعوهم يعبروا عما في نفوسهم بحرية

السلام عليكم:منار خريجة كلية التجارة مؤخرا:
واهلا وسهلا بك أديبتنا الكريمة وبعد:
ماسبب انحسار عدد القراء الشباب في زماننا؟وخاصة القراءة الورقية؟
وهل صحيح ان الحفة صار اسمها"تشرين"؟ماذا يعني هذا لك؟
وكيف تصورين المهاجرين من سوريا؟وكيف تشرحين هذه الظاهرة مابين مضطر ومختار؟
مع شكري لخالتي ريمه لإتاحة الفرصة لنا لهذا الحوار الدسم.

السلام عليكم واهلا وسهلا مرحبا باديبتنا الغالية بنت الوطن وبعد:
لاحظت انك قد تخصصت بالرواية تقريبا,فهل سنرى منك نمطا أدبيا آخر؟أم بات هذا منتهى الطموح,وهل هناك ماتطمحين ان تكتبين عنه روائيا وماكتبت عنه بعد..
وحجز مكان للمتابعة.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أختي الكريمة الأديبة المتميزة ابتسام ساكوش عيد سعيد ومبارك أما بعد:

المتتبع لسيرتك العلمية وتجربتك الأدبية كما عرضتيها على موقع الفرسان يكتشف فيك ما ليس في غيرك، أدبك من إنتاج الواقع المعيش وتحدياته وهمومه ومشكلاته، لكن سرعان ما يتحول إلى أدب بحت فيفقد أهميته حسب ما ترينه أنت، وكأن الأدب أدبان، أدب ابن الواقع، وأدب صرف خارج الواقع، والمعروف أن الأدب يلازم كل مجالات الحياة، الأدب السياسي والأدب الاجتماعي، وأدب ألحروب وأدب الأطفال وغيره.

يا حبذا لو تتفضل أديبتنا الفاضلة بتوضيح هذا الطرح الذي يفصل بين أدب مصدره الواقع قد يتحول إلى أدب آخر يفقد أهميته.

الأخت ابتسام , كل عام وأنتم بخير , مرور سرسع ولنا عودة إن شاء الله ووفقك الله .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة manar_12

السلام عليكم:منار خريجة كلية التجارة مؤخرا:
واهلا وسهلا بك أديبتنا الكريمة وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ماسبب انحسار عدد القراء الشباب في زماننا؟وخاصة القراءة الورقية؟
انحسار عدد القراء بشكل عام هو اسلوب التعليم في المدارس, كانت المناهج في المدارس تدرس لنا في جيلنا من أجل الفهو والاحتفاظ بها في الذاكرة كمعلومة ترفد الثقافة العامة للطالب, الآن صارت الغاية من الدرس تحصيل اعلى رقم ممكن من العلامات لذلك نرى الطلاب بعد الامتحان ينسون ما درسوا....وهذا النوع من الدرس يغلق ابواب العقل وحب الاطلاع, ويحصر الملكات كلها في اتجاه واحد هو اتجاه تحصيل العلامات, فلا يتبقى للطالب من وقته ما ينفقه في القراءة او الاطلاع...وانتشار التلفزيون ومن بعده الانترنت سهل لحصول على المعلومات المعلبة الجاهزة حين الطلب...القراءة الورقية متعة للعقل وللخيال...حرم منها هذا الجيل بفعل فاعلين...في الدول المتقدمة لا نرى مثل هذه المشاكل...ما يزال للورق هناك حضوره واحترامه....هذا بالنسبة للفرد في المراحل الدراسية..أما فيما بعدها, فينشغل بالبحث عن وظيفة فاذا وجدها , وجد مرتبا لا يكاد يكفيه حاجاته الضرورية, فيبدأ بالبحث عن مصادر أخرى للرزق يحسن من خلالها وضعه المالي...فيمضي به العمر ولا تتاح له الفرصة للقراءة أو التثقيف الذاتي


وهل صحيح ان الحفة صار اسمها"تشرين"؟ماذا يعني هذا لك؟

لا...ما زال اسم الحفة كما هو...لكن احدى قراها وهي( دفيل) جرى تغيير اسمها الى تشرين حين جرى استبدال كثير من اسماء القرى بأسماء ترتبط بالقومية و....لكن أهل تلك القرى ما زالوا يتداولون الاسماء القديمة رافضين بشدة الأسماء الجديدة


وكيف تصورين المهاجرين من سوريا؟وكيف تشرحين هذه الظاهرة مابين مضطر ومختار؟

معظم المهاجرين تركوا بيوتهم مجبرين لا مختارين...ومعظمهم خرج بما يرتدي من ثياب...لم يحمل بيده شيئا...خرجوا هربا بأرواحهم وأعراضهم. يبحثون عن مأوى بعدما سويت أحياؤهم وقراهم بالارض..تحت القصف......وربما خشية الاعتقال..ولا يخفى على أحد ما يحصل في اقبية الاعتقال....
أما من خرج منهم مختارا فهؤلاء اصحاب الأموال...فروا بأموالهم...واختاروا للسكن في بلد اللجوء الأحياء الراقية بما يتيح لهم ما يحملونه من المال

مع شكري لخالتي ريمه لإتاحة الفرصة لنا لهذا الحوار الدسم.

---

وأنا أيضا أشاركك الشكر لريما...

كل عام وأنتم بخير والوطن بخير وأمان............وأمان

أخي الكريم ابو بكر
الأدب حين ينفصل عن الواقع يتحول الى فذلكات لفظية لا تمتع القارئ
القارئ يبحث دائما عما يلامس آلامه وجراحاته
انا قلت في سيرتي الشخصية أني أرتاح من جرحي ومن ألمي حين أسكبه على بياض الورق
أفرغه من قنوات الوجع في نفسي حين أحيله نصا أدبيا
ولك أن تقرأ في أعمالي ما يؤكد هذا

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راما

السلام عليكم واهلا وسهلا مرحبا باديبتنا الغالية بنت الوطن وبعد:
لاحظت انك قد تخصصت بالرواية تقريبا,فهل سنرى منك نمطا أدبيا آخر؟أم بات هذا منتهى الطموح,وهل هناك ماتطمحين ان تكتبين عنه روائيا وماكتبت عنه بعد..
وحجز مكان للمتابعة.

---

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا...أنا ما تخصصت في الرواية أو غيرها
مازلت أكتب القصة القصيرة والقصيرة جدا
عندي طموح للعمل في السيناريو
وكتبت المسرحية منذ مدة قصيرة
أطمح روائيا لتأريخ هذه المرحلة من تاريخي الشخصي وتاريخ بلدي

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغد قصاب

اهلا وسهلا ومرحبا بك اديبتنا الفاضلة وسؤال سريع:
مارايك بحال اديبنا العربي قديما والان بصدق؟

---

الأديب في التاريخ كما نقرأ كان لسان قبيلته
والأديب...أو الانسان عموما ...مكانه من المجتمع حيث يضع نفسه
الأديب الذي حبس قلمه في قوقة ذاته لن يجد له مكانا لائقا في المجتمع
والأديب الذي رهن قلمه لمديح السلطان..أو حاشيته ليتسكب به من خلال ذلك بعض الفتات لن يجد احتراما حتى بين من مدحهم
أما من يسعى في حاجة الناس....فالناس لا تنسى من مد لها يدا بيضاء

الأخت ابتسام , أتمنى لك التوفيق في كل خطواتك , مرور سريع ولنا عودة يا استاذة ابتسام

السلام عليكم ومن جديد :لو قمت بجولة في الفرسان أستاذة ابتسام كيف تقدمين صورة صادقة عن موقعنا بشفافية تخدمنا؟ولك الجزيل الشكر وبانتظارك دوما.

أديبتنا العزيزة ابتسام حفظها الله:
مارأيك بالادب السوري من حيث الغرض والفكر والأسلوب بصدق,مقترنة بالأدب العربي ككل.
ولك التحية.

الفاضلة : ابتسام ..اولا ما رايك بادب المراة ؟
ثانيا : بوصفك عضوا في رابطة الادب الاسلامي ؟ كيف يمكن ان نميز بين ادب اسلامي واخر مسيحي واخ كذ. ......؟
تقديري

الأديبة ابتسام
هل الرواية المعاصرة سردا أم حوارا
ام الأثنين معا
وأيهما أفضل
مع الشكر