-
السرقات الأدبية قديما
من خلال مطالعتي لكتاب:"دراسات في النقد العربي" للدكتور "محمود الربداوي"أستاذ النقد والادب العربي في جامعة دمشق قديما .وهو كتاب قيم جدا يستحضر زوايا عميقة في أدبنا لم يبحثها باحثونا جيدا وبعناية:
أدرج الدكتور شذرات عن السرقات الأدبية في الشعر والأدب القديم سنجمع اهمها لنثبت أنه أمر قديم جديد مكشوف الحواف ,ظاهر الزوايا بوضوح مهما حاول صاحبها الاختفاء-تابعونا
25-4-2013
-
يعد ابن قتيبة اول من اشار للسرقات الادبية من خلال كتابه"الشعر والشعراء"وفند المآخذ التي أخذها العلماء على هؤلاء الشعراء من الغلط والخطأ في اللفظ والمعنى وأشار الى السبق في المعاني ,أو مايسمى في النقد "السرقات الأدبية".
وحلل الشعر الى عنصريه الاساسيين:
اللفظ والمعنى,وقسم الشعر الى 4 اضرب
- ضرب حسن اللفظ والمعنى
- ضرب حسن اللفظ وليس في معناه كبير طائل
- ضرب حسن المعنى مقصر اللفظ
يتبع
-
متابعين معك ان شاء الله
سلمت لنا اختي الحبيبة
محبتي
-
شكراً للأخت الكريمة ريمه الخاني وعلى اهتمامها بمواضيع لها غاية الأهمية , لك تقديري واحترامي
-
انا الممتنة دوما للمتابعة والاهتمام لان الشريحة المهتمة بتراثنا وثقافتنا العربية الحقيقية قلة بل ندرة.
نتابع:
أثر عن كتاب المآخذ لابن الدهان ,أنه عبارة عن حلقة جديدة ,والتي كتبت عن سرقات المتنبي,وقد سبقه إلى هذا الموضوع خلق كثير كالجرجاني وابن وكيع والعميدي وغيرهم,ويبين أن بن الدهان تعصب على المتنبي وأسرف في اتهامه ,مع أنه لم يذكر سوى المآخذ الخفية ,فوجد ابن الأثير ثغرة يتفذ منها إلى نقد ابن الدهان من أبي تمام ,على حين استطاع ابن الأثير أن يستدرك عليه ستة ومئتين من المعاني التي لم يستطع فهم ابن الدهان أن يصل إليها.
وثمة ثغرة أخرى نفذ منها ابن الأثير إلى القدح في نقد ابن الدهان وهي جوهرية:كان ابن الدهان يخلط في زو الأبيات:
فقد عزا مجموعة من الأبيات للمتنبي وهي من شعر أبي تمام:
أسد العرين إذا ما الموت صبّحها=أو صبحته ولكن غابها الأسلُ
وهي من قصيدة في مدح المعتصم,مطلعها:
فحواك عينٌ على نجواك يا مذل=حتام لا يتقضى قولك الخطل.
-
في كتاب (المثل السائر)لابن الاثير يقسم السرة بحسب المعاني,فمنها معان عامة تنسب لتوارد الخواطر,بينما يطلق اسم السرقة على المعاني الخاصة كقول ابن تمام:
لاتنكروا ضربي له من دونه=مثلا شرودا في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره=مثلا من المشكاة والنبراسِ
ولمعنى الخصوص هذا حكاية انه لما انشد "احمد بن المعتصم"قصيدته السينية التي مطلعها:
مافي وقوفك ساعة من باس –انتهى إلى قوله:
إقدام عمرو في سماحة حاتم=في حلم أحنف في ذكاء إياس
فقال الحكيم الكندي:وأي فخر في تشبيه ابن أمير المؤمنين بأجلاف العرب؟فأطرق أبو تمام ثم أنشد هذين البيتين معتذرا:فمن أتى من بعده بهذا المعنى فهو سارق.
ود تكلم علماء البيان في السرقات الشعرية فأكثروا وكنت ألفت فيها كتابا ,وقسمه ثلاثة أقسام:نسخا وسلخا ومسخا:
- النسخ:أخذ اللفظ والمعنى برمته
- السلخ:أخذ بعض المعنى
- المسخ:هو إحالة المعنى إلى ما دونه.
- ومن المعلوم أن الوقوف على السرقات الشعرية لا تمكن إلا بحفظ الأشعار الكثيرة.
-
لقد صنف مؤلف الكتاب الشعر حسب أغراضه ,وخير التقسيم كان:المطبوع والمصنوع فالأول يعني أن صاحبه يملك من الموهبة ما يجعله يرتجله لعمق تجربته وجزالة لغته,أما الثاني فقسمه لمنحول ومهذب فالأول ما اتكأ على غيره من الشعر اقتباسا أو سرقة,أما الثاني فهو من أسرف في تهذيبه وتنقيحه حتى بات ظاهر العناية والتكلف.
ص 147
-
الأخت ريمه الخاني , لا أحد يستطيع مسك اللص وهو متلبس بجريمة سرقة القصائد , لأنه يسرق بنظرع وفكره وعاطفته , وهذه الأشياء غير ملموسة , فالمدعي أمام القاضي يحتاج إلى شهود , وعندما لا يجد شهوداً , يخرج المدعي عليه براءة من كل تهمة , ويسجن المدعي لأن ادعاءه باطل , تحياتي ,
-
السرقة لدى عامة الناس سلوك إجرامي يُعاقب عليه القانون لأنّه ألحق ضررا بالغير، والسرقة في الفكر والأدب والعلم -النحل والانتحال في الفكر والعلم- سلوك أكثر جرما لأنه ألحق ضررا بالغير وجاء ممن هو نموذج في الصدق والأمانة والإخلاص، فالسرقة لدى أهل الفكر سرقتان السطو على مادة الغير الفكرية والعلمية والأدبية والإجرام في حق مكارم الأخلاق بانتهاج سبيل الحيلة والمكر والخداع، والعقوبة تكون أكبر للجريمتين، ولكون المجرم واعيا عالما بمخاطر جرمه على نفسه وعلى غيره، والسرقات الفكرية تتعدد بتعدد مظاهر الثقافة وتعدد مجالات الفكر والعلم والتقنية، والسرقات الفكرية مستويات مستوى النص في الشكل والمحتوى ومستوى المحتوى مع تغيير مبنى النص ومستوى الموضوع ومستوى المنهج وتتعدد المستويات بتعدد المواد الفكرية المسروقة، وتجري هذه السرقات بطرق ووسائل متعدد ومتطورة جدا، خاصة بعد تطور وسائل البحث العلمي ووسائل التعليم والتثقيف والمثاقفة، ووسائل التواصل والإعلام والإشهار، كل هذا زاد في تطوير السرقات الفكرية، ففي البحوث والدراسات الأكاديمية الجامعية في مختلف بلدان العالم يجسل سنويا عدد معتبر من السرقات، خاصة في بلدان العالم الثالث والبلاد العربية والإسلامية، وظاهرة السرقات الفكرية والأدبية في بلادنا تعكس قمة التخلف في عالم الفكر والعلم والثقافة، هذا العالم الذي يعول عليه في النهوض بألأمة مما هي فيه نحو الإبداع والتطور والازدهار، فكيف تنهض الأمة بالإجرام الفكري والثقافي إن لم تنهض بدونه؟
-
من الأمانة أن يقتبس المؤلف النص , ويذكر اسم صاحبه ورقم الصفحة , احتراماً وتقديراً لمجهود له الشكر عليه , وبهذا يمكن التعليق على المادة المقتبسة , بهذا تكون الأمانة العلمية , شكراً لك أخي الدكتور بوبكر , وللأخت ريمة التي أثارت هذا الموضع الهام
-
بحث هام ومفيد , وأشكر الأخت الفاضلة ريما صاحبة الفضل في إثارة هذا الموضوع , وأشكريم المعلقين عليه , تحياتي
-