وفاة الدكتور غازي القصيبي
http://www.burnews.com/newsm/17058.jpg
أعلن صباح اليوم وفاة وزير العمل الدكتور غازي القصيبي بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض إثر معاناة مع المرض تنقل من خلالها مابين الولايات المتحدة والمملكة خلال العامين الماضيين.
يشار إلى أن القصيبي من مواليد الأحساء شهر مارس عام 1940، حيث قضى فيها سنوات عمره الأولى، وانتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم.
نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ثُمّ حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، كما حصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالتها فيها حول اليمن. كما أوضح ذلك في كتابه الشهير "حياةٌ في الإدارة".
وتقلّد وزير العمل الدكتور غازي القصيبي العديد من المناصب الوزارية في السابق، حيث كان وزيرًا للصناعة والكهرباء، ثم للصحة، وبعد ذلك وزيرًا للمياه والكهرباء.
كما سبق أن عمل القصيبي في السلك الدبلوماسي كسفير للسعودية في البحرين وبريطانيا، وهو أديب وشاعر، وله العديد من المؤلفات من أشهرها "حياة في الإدارة" و"شقة الحرية"، وغيرهما .
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
صحيفة عاجل
رد: وفاة الدكتور غازي القصيبي
رحمه الله تعالى وغفر الله له
كان أديبا وشاعرا وانسانا نبيلا
رد: وفاة الدكتور غازي القصيبي
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته - وانا لله وانا اليه راجعون
رد: وفاة الدكتور غازي القصيبي
حم الله الراحل بواسع رحمته
وألهم أهل الضاد أهله الصبر الجميل
رد: وفاة الدكتور غازي القصيبي
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
رد: وفاة الدكتور غازي القصيبي
اللهم اغفر له وارحمه ، ووسع مدخله ، وأكرم نزله ،
وثبته عند السؤال
اللهم أبدله دارا خيرا من داره
وأهلا خيرا من أهله
رد: وفاة الدكتور غازي القصيبي
رحم الله الفقيد
وأسكنه فسيح جنانه
وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان
رد: وفاة الدكتور غازي القصيبي
رحمه الله واسكنه فسيح جنانه كان رجالا علامة ورائد ومخلص
******
المليك وسمو ولي العهد استقبلا معالي الأستاذ خالد القصيبي وأبناء الدكتور غازي القصيبي
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قصر السلام مساء أمس الإثنين معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ خالد بن محمد القصيبي وسهيل وفارس ونجاد أبناء غازي بن عبدالرحمن القصيبي الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم للملك المفدى على عزائه ومواساته لهم في الفقيد معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي وزير العمل السابق رحمه الله سائلين الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته .
وقد دعا خادم الحرمين الشريفين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء وعدد من المسئولين .
كما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في قصر السلام بجدة مساء اليوم معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ خالد بن محمد القصيبي وسهيل وفارس ونجاد أبناء غازي بن عبدالرحمن القصيبي الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لسمو ولي العهد على عزائه ومواساته لهم في الفقيد معالي وزير العمل السابق الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي رحمه الله.
وسأل سمو ولي العهد المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه ويلهم أهله الصبر والسلوان.
**********
إطلاق اسم غازي القصيبي على أحد شوارع الرياض
وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بإطلاق اسم الدكتور غازي القصيبي وزير العمل (رحمه الله) على الشارع الواقع بحي صلاح الدين، وهو بعرض 30 متراً وطول 650 متراً، حيث يبدأ من شارع رفحاء باتجاه الجنوب متقاطعاً مع شارع عبد الرحمن القصيبي.
وأوضح أمين مدينة الرياض الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف، أن ذلك يأتي تقديراً لجهوده في خدمة هذا الوطن، حيث تقلد العديد من المناصب، أهمها محاضراً في كلية التجارة بجامعة الرياض (جامعة الملك سعود حالياً) ثم أستاذاً مساعداً ورئيساً لقسم العلوم السياسية بالكلية، ثم عميداً للكلية، ثم مديراً عاماً للسكك الحديدية، ثم وزيراً للصناعة والكهرباء، ثم وزيراً للصحة بالنيابة ثم وزيراً للصحة، ثم سفيراً للمملكة لدى البحرين، ثم سفيراً للمملكة لدى بريطانيا، ثم وزيراً للمياه وأخيراً وزيراً للعمل.
رد: وفاة الدكتور غازي القصيبي
خطيب جمعة يرثي القصيبي ويقرأ شعره على المنبر
وصف القاضي في ديوان المظالم في جدة رحيل الوزير الشاعر غازي القصيبي خسارة للإسلام
الأمة، الوطن، الثقافة، الأدب، النزاهة، والأخلاق.
وقال القاضي محمد سعد سراج الناصري في خطبة الجمعة أمس في جامع الفتح في مكة المكرمة «غازي القصيبي شهيد»
مستشهدا بالحديث الشريف (المبطون شهيد)
وعدد القاضي الناصري مناقب القصيبي قائلا
«القصيبي كان المبادر في أكثر من نصف قرن بإنشاء الجمعيات الخيرية والمصحات النفسية والمراكز الإسلامية وغيرها من أعمال الخير»، وأضاف «كان ينفق راتبه بأكمله على الفقراء والمساكين
وقضى أيام وسنوات عمره الأخيرة بين المصحف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم»
وزاد «غفر الله لك أيها الوزير، وأسبغ الله على قبرك شآبيب الرضا والنور
لقد اختاره ربه إلى جواره في شهر فاضل، وعلى هيئة فاضلة».
ولفت القاضي الناصري أن الوطن خسر القصيبي، الوزير لأربع وزارت، والسفير لسفارتين، ورفيق لملوك ثلاثة، الذي عرف عنه الإخلاص، والوفاء، والذكاء، وخسرته الثقافة والأدب، حيث أن دواوينه شاهدة، وروياته حاضرة، ومؤلفاته زاخرة، وخسرته النزاهة والأخلاق، حيث توفي نظيف اللسان واليد، وهو الذي قال: إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
واستشهد الناصري في خطبته بعدد من الأبيات الشعرية للقصيبي
منها: مناجاته ربه وهو على فراش الموت ينتظر ساعة الوداع بعدد من الأبيات:
أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الآلام مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فاغفر أيا رب لعبد ذليل
وزاد في خطبته مرددا من أبيات القصيبي:
إليك عظيم العفو اشكوا مواجعي
بدمع على مرأى الخلائق لا يجري
ولم أخش يا رباه موتا يحيط بي
ولكنني أخشى حسابك في الحشر
واختتم القاضي الناصري خطبته في مكة بالترحم على الراحل القصيبي
ملقيا الأبيات الشعرية التي نعى فيها القصيبي نفسه، قائلا:
يا عالم الغيب ذنبي أنت تعرفه
وأنت تعلم إعلاني وإسراري
وأنت أدري بإيمان مننت به
علي .. ما خدشته كل أوزاري
أحببت لقياك.. حسن الظن يشفع لي
أيرتجى العفو إلا عند غفار.
من الايميل
رد: وفاة الدكتور غازي القصيبي
رحم الله الفقيد
وأسكنه فسيح جنانه
وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان
رد: وفاة الدكتور غازي القصيبي
الدكتور غازي القصيبي وجهة نظر معاكسة
*عبد الباري عطوان
إختلف الكثيرون قطعا حول شخصية الدكتور غازي القصيبي ومحطات حياته المتنوعة، وإنتاجه الأدبي والفكري الغزير، ولكن ما يتفقون عليه هو كونه 'ظاهرة'، او 'بركانا'، يهدأ، ويَغضب ويُغضب، يصالح ويخاصم، يصطدم وينحني.
وفوق كل هذا وذاك يتمتع بأعلى درجات الكياسة والأدب وخفة الظل، ويحرص على التواصل مع الخصوم والأصدقاء، ويتمسك بالتواضع كعنوان وهوية.
اعترف بأنني لم اكن من أصدقاء الدكتور القصيبي، ولا من المقربين منه، ولم اقابله وجها لوجه الا اثناء مرحلته اللندنية، عندما جاء الى العاصمة البريطانية سفيرا لبلاده، بعد 'مصالحة' مع العاهل السعودي الملك فهد عبد العزيز.
اثر قطيعة طالت لسنوات عكستها قصيدته الشهيرة ' رسالة المتنبي الأخيرة الى سيف الدولة'، وانتقد فيها بقسوة بطانة السوء التي باعدت بينهما.
المحطة اللندنية ربما كانت الأغنى والاغزر إنتاجا في حياة الدكتور القصيبي، فقد اصدر خلالها اهم كتبه، وخاض إثناءها اهم معاركه واشرسها، وانهى حالة الرتابة التي كانت تعيش في ظلها الدبلوماسية السعودية في لندن.
بحيث اصبحت لهذه الدبلوماسية نكهة ادبية وعلمية، وعنوان جديد اسمه الانفتاح على الآخر، والتواصل معه من موقع الاختلاف.
وهذه سمة حضارية انقرضت من بعده. فقد أسس مركزا ثقافيا، واستضاف كل شهر ندوة أدبية او علمية، حاضر وشارك فيها نخبة من الادباء، كان من بينهم الأديب السوداني الكبير الراحل الطيب صالح الذي كان يشاطر القصيبي هيامه بالمتنبي.
ومن المفارقة ان محاضرته التي القاها عن المتنبي بدعوة من القصيبي، في المركز الإعلامي السعودي، كانت من اهم محاضراته، لما اتسمت به من ثراء بحثي، واستخلاصات جديدة، وفوق كل هذا وذاك خفة ظل فاجأت الكثيرين، وانا واحد منهم.
شهر رمضان المبارك كان إحدى محطات التواصل بين الدكتور القصيبي والمؤسسات الإسلامية والعربية في بريطانيا، وصحيفتنا 'القدس العربي' احداها، رغم الخلاف السياسي الكبير بيننا، خاصة حول 'العراق'.
فقد كان يرسل الينا ولآخرين كل عام صندوقين من التمر (متوسط الجودة!) مع مطلع الشهر الفضيل، مرفوقين بصندوقين آخرين من ماء زمزم في عبوات بلاستيكية، ورسالة تهنئة باسمه الشخصي، وعلى ورقه الخاص، وليس ورق السفارة الرسمي.
* * *
الأصول كانت تقتضي الرد، وتقديم الشكر لمرسل هذه الهدية، وكان مضمونه كالتالي 'الدكتور غازي القصيبي الموقر، وصلتني 'جعالتكم' السنوية من التمر وماء زمزم، ونشكركم جزيلا على التفضل بارسالها، وكل عام وانتم بخير بمناسبة مقدم الشهر الفضيل'.
وكنت احرص على ان أضع خطين تحت جملة 'جعالتكم من التمر'، حتى لا تقع الرسالة في يد احد المخبرين في السفارة، او خارجها، ويعتقد انها جعالة من المال.
في إحدى المرات وصلتنا الهدية كالعادة في موعدها، وكانت عبارة عن صندوقين من 'التمر الخالص' ودون ماء زمزم. فكتبت إليه محتجا، ومطالبا بمعرفة أسباب نقصانها وغياب الماء الزمزمي منها، وتمنيت ان لا يكون النبع الطاهر قد جف.
فاتصل بي مهاتفا، طالبا 'الستر' وقال إنه أوقف إرسال الماء لنا وللآخرين، بعد ان راجت بعض الأقوال التي تفيد بأن حكومة بلاده باتت تصدر ماء زمزم وتستفيد من مداخيله، ووعد بأن يعوضنا في العام المقبل بصندوق تمر اضافي!
الدكتور القصيبي كان يحرص على دعوة معظم 'الأعداء' الذين يختلفون مع سياسة بلاده الى حفل السفارة السنوي بالعيد الوطني السعودي، ولم يسبقه الى هذه السّنة الا السفير الراحل ناصر المنقور، وكان رجلا وطنيا عروبيا شهما.
وكنت البي الدعوة مضطرا ومحرجا، وانا الذي اكتب مقالات نارية انتقد فيها موقف المملكة من العراق وحصاره في ذلك الوقت.
وفي إحدى المرات وبينما كان واقفا على رأس مستقبلي الضيوف، نادى على المصور بأعلى صوته، وطلب منه ان يلتقط صورا عديدة لي وانا أصافحه، وقال مازحا 'ان هذا إثبات على تسليم 'الصك'! بالصوت والصورة وفي حضور شهود عدول!
ولعل الواقعة التي لا أنساها، انه بادر بالاتصال بي مبكرا في صباح احد الايام اللندنية المعتمة الباردة، فسألته عما ايقظه في هذه الساعة المبكرة وهو من محبي السهر وقيام الليل؟
فقال انها 'الرياض' يا صاحبي. فسألت عن 'الخطب الكبير'، فقال إنه ما نشرته صحيفة 'القدس العربي' هذا الصباح، مستفسرا عن مدى دقة ذلك الخبر الذي تصدّر الصفحة الأولى. واردف قائلا ان الصحيفة معروفة لديه بدقتها، ولكن قد تكون جانبت الصواب هذه المرة.
الخبر كان عن اقامة السفير السعودي في أمريكا الأمير بندر بن سلطان حفل عشاء لمجموعة من رجال الاعمال السعوديين كانوا في زيارة عمل لواشنطن، وقد تحدث الامير بندر بصراحة غير مسبوقة عن حال الشلل التي تعيشها المملكة في ذلك الوقت.
حيث كان رأس النظام (الملك فهد) مريضا، ونائبا رئيس الوزراء اي الأميران عبد الله بن عبد العزيز (الملك حاليا)، والنائب الثاني الأمير سلطان بن عبد العزيز (والد بندر) متقدمين في السن، والمملكة دولة كبيرة ومؤثرة تحتاج الى نائبين شابين يديران شؤون الدولة، ويتعاطيان مع الملفات الاقليمية والدولية، الى جانب الداخلية، بفاعلية ونشاط، الى جانب انتقادات اخرى لا اريد تكرارها.
الدكتور القصيبي قال ان هناك انزعاجا شديدا من نشر هذا الخبر، لان هناك عرفا 'مقدسا' بين أبناء الأسرة الحاكمة بعدم انتقاد بعضهم البعض في العلن، ولذلك من غير الممكن ان يصدر مثل هذا الكلام عن الأمير بندر.
أكدت للدكتور القصيبي ان الخبر صحيح، وان مصدره لا يخطئ مطلقا، فسألني عما اذا كان من الممكن نشر تصحيح او نفي من وزارة الإعلام اذا ما تقرر إصداره (كانت وزارة الإعلام السعودية تسمى بوزارة النفي لان مهمتها الأبرز كانت نفي الأخبار الصحافية التي لا تروق للحكومة) ووعدته بنشر التكذيب او التصحيح في المكان نفسه، وعلى صدر الصفحة الأولى، فشعر بالارتياح.
النفي او التصحيح لم يصدرا، وعندما التقيت الدكتور القصيبي في منزل صديق مشترك على دعوة للعشاء، بعد شهرين تقريبا، سألته عن أسباب عدم صدور النفي، قال ان 'الجماعة' تأكدوا ان الخبر كان دقيقا، وقرروا طي هذه الصفحة.
وعلمت بعد ذلك ان السلطات السعودية ظلت تبحث وتنقب حتى عرفت مصدر الخبر، ولا اعرف ماذا حدث له، وان كنت متأكدا انه ما زال على قيد الحياة وأموره المالية في تحسن متسارع.
* * *
المحطة الأهم في رحلة الدكتور القصيبي اللندنية في نظري كانت عندما كتب قصيدة 'الشهداء'، وأشاد فيها بإعجاب شديد بالشهيدة آيات الأخرس، التي فجرت نفسها في سوق في القدس عام 2002 وأسفرت عمليتها الاستشهادية تلك عن مقتل ثلاثة من الإسرائيليين على ما اعتقد.
فقد ثارت ثائرة اللوبي اليهودي البريطاني ضده، وتعرض لحملة هجوم شرسة في عدد من الصحف البريطانية طالبت بإبعاده عن منصبه بتهمة التحريض على الارهاب.
وقفنا في هذه الصحيفة مع الدكتور القصيبي ودافعنا عنه (وهذا اقل واجب) في برامج تلفزيونية، وإذاعية في حينه، ووصفنا الحرب ضده بأنها أبشع أنواع الإرهاب الفكري والسياسي، علاوة على كونها محاولة لقمع حرية التعبير، ولقتل الرأي الآخر، في بلد يدعي الديمقراطية ويتباهى باحترام الحريات.
كان مؤلما لنا، وربما للدكتور القصيبي ايضا، خضوع الحكومة السعودية لحملات الابتزاز هذه، وأقدامها على سحبه من موقعه الذي احبه، و'اختراع' وزارة جديدة له (وزارة المياه) حتى تخفي هذا الخضوع وتبرره، وتصور الامر على انه ترقية.
ولعلها كانت تريد تخفيف الضغوط عليها، خاصة ان هذه الحملة تزامنت مع حملات اخرى ضدها بسبب احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) ومشاركة 15 مواطنا سعوديا في الهجمات على مركز التجارة الدولي في نيويورك، والله اعلم.
الرسائل الشخصية لم تنقطع بيني وبين الدكتور القصيبي حتى توليه وزارة العمل، وتضاعف مشاغله وأعبائه بعد ان أصبح كبير المستشارين للعاهل السعودي، واقتصرت العلاقة على 'سلامات' متبادلة يحملها أصدقاء.
الى ان جاء احدهم ليبلغني ان الدكتور القصيبي سئل ذات مرة من صحافي 'ملقوف' اثناء حضوره مجلسا ضم الكثير من الوزراء الحاليين والسابقين وأعضاء مجلس شورى وكتاب ومثقفين، عن الشيء الذي يفتقده بعد مغادرته لندن، فأجاب صحيفة 'القدس العربي'.
لم استغرب هذه الإجابة الجريئة العفوية من شخص مثل الدكتور القصيبي، كما انني لا استغرب مواقف كثيرة أخرى لا يسمح الظرف بذكرها حاليا، فالجعبة مليئة، و'المجالس أمانات'.
رحم الله الدكتور الموسوعة غازي القصيبي.